بحث للشيخ نجاح الطائي
( بمناسبة إعدام آخر خلفاء بني أمية ( صدام التكريتي ) والذي اجتهد الأمويون الجدد في جعله ( شهيدا وبطلاً ورمزا) متناسين أنهار الدماء التي سفكها من شرايين أتباع أهل البيت .
وقطعا هذا المجرم سوف يثبت في تاريخ الأميين الجدد على أنه كان مخلصا ومقداما وشجاعا إلا أن الشيعة غدروا به وتعاونوا مع الأعداء لاغتياله وسوف يصدق الأغبياء ذلك والجهلة من الأمة وكما فعل الأمويون الأوائل في اصطناع الكثير من البطولات المزيفة لكثير من الصحابة من أجل رفع شأن من يريدون والطعن بشأن من يشاءون رغبة في تثبيت حكم مقيت وحق مسلوب .. ومركز العراق الجديد للإعلام والدراسات رغبة منه في المشاركة بإزاحة الغبش والظلام الذي أطبق على عقول الأمة ومن أجل أن تنجلي الحقيقة بأنصع صورها نسوق لكم هذا البحث الفريد الذي يكشف كذبة أموية كبرى سبق وإن انطلت على أغلب المسلمين وقد اعتمد الباحث مصادرا معتبرة وموثوقة من كتب السنة والجماعة ولم يعتمد على مصدرا واحد من غير تلك المصادر السنية .. نسأل الله أن يعيننا جميعا على كشف الحقيقة كما هي والله من وراء القصد - مركز العراق الجديد للإعلام والدراسات في بريطانيا )
*****
يذكر بأن الأكاذيب كثيرة في موضوع ما يحوّل الحق إلى باطل ويحول الباطل إلى حق؛ فلقد كذب الأحبار على عيسى (عليه السلام) فصدق اليهود كلامهم فحاربوا عيسى (عليه السلام) وتآمروا على قتله، وإلى يومنا هذا هم يعتقدون بكذبه ودجله!
وكذب نمرود على إبراهيم (عليه السلام) فحمل معظم الناس الحطب لإحراقه! وكذب قارون على بني إسرائيل فأصبحوا في جانبه معارضين لموسى (عليه السلام) ووصيه يوشع، وبلغ الأمر درجة أن حاربت صفيراء بنت شعيب زوجة موسى (عليه السلام) وصي زوجها يوشع بن نون (عليه السلام)!.
ورجال الحزب القرشي حاولوا جهدهم حشر أبي بكر في قضية الغار والهجرة متشبثين بكل الوسائل الممكنة في هذا المجال. فانتشرت عشرات الأحاديث المختلقة بين الناس ووضعت الدولة عيداً كبيراً لهذه المناسبة.
ولأن حبل الكذب قصير فقد تبين أن هذه الأكذوبة وضعت لمعارضة حادثة الغدير الواقعة في 18 ذي الحجة. فقد جعل رجال السياسة حادثة الغار في 26 ذي الحجة! في حين كانت واقعة الغار في شهر صفر!
ويتعب المرء من كثرة أكاذيب قريش وأذنابها وقدرتهم الفنية العالية في هذا المجال. ويكفي أن تعلم أن دهاء قريش لا يلحقه دهاء في ذلك الوقت.
واشتد هذا المكر بتلاحهم قريش واليهود فأصبح كعب الأحبار وهو شيطان اليهود واعظ المسجد النبوي في زمن عمر بن الخطاب واستمر في منصبه في زمن عثمان بن عفان.
وإذا كان كعب اليهود معلماً للمسلمين يعلمهم دينهم فتصور ما يمكن أن يدخله في الدين من افتراءات وإسرائيليات لا حصر لها!
وبلغ ذلك الدهاء قمته في تكفير السلطة للمسلم غير المعتقد بحضور أبي بكر في الغار! بينما قال الله تعالى في كتابه الشريف: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً).
هذا في الوقت الذي لم يكفر فيه وعاظ السلاطين هؤلاء قتلة فاطمة بنت محمد (عليهما الصلاة والسلام)، ولم يكفروا قتلة الحسين (عليه السلام) ولم يكفروا المعتقدين بنقص القرآن!
ولا يعلم إلا الله تعالى كم هي أعداد المسلمين الذين قتلوا لعدم إيمانهم بحضور أبي بكر في الغار. لأن الحكومات كانت تقتل المسلمين بأعذار شتى وتكتم الأسباب الحقيقية لسفكها الدماء. فلقد قتل الحجاج بن يوسف الثقفي مئة وعشرين ألفاً بحجج غير معروفة، وسجن ثلاثة وثلاثين ألفاً، وكان من جملة المقتولين على يديه الفقيه الزاهد سعيد بن جبير وتلميذ الإمام علي (عليه السلام) كميل بن زياد وعبد الرحمن بن أبي ليلى الذي أخذ القرآن من أمير المؤمنين (عليه السلام). فهل قُتِل هؤلاء لعدم إيمانهم بحضور أبي بكر في الغار والهجرة؟
ومؤمن الطاق وكذلك هشام بن الحكم أعظم تلاميذ الإمام الصادق (عليه السلام) أطلقوا عليهما اسم الشيطان واتهموهما بأنهما يعتقدان بنقص القرآن، ذلك لأنهما ما كانا يعتقدان بصحبة أبي بكر للنبي محمد (صلى الله عليه وآله) في الغار!
لهذا يجب أن لا نستغرب إذا اكتشفنا الآن أن كل قضية هجرة وحضور أبي بكر في الغار ليس لها أساس من الصحة، وأنها قضية مختلقة ملفقة، بل أكذوبة، ذلك لأنها تصطدم بالحقائق الموضوعية والروايات التاريخية، ونحن سنناقشها ونعرضها نقدياً كي تتضح الصورة للجميع.
إن ما هو منتشر بشكل خاطئ بين المسلمين في شأن هذا الموضوع، أن النبي (صلى الله عليه وآله) خرج من بيته ليلة الهجرة وقد أنام علياً (عليه السلام) في مكانه، وقد كان خروجه إعجازياً لأن مشركي قريش الذين كانوا يحوطون داره لم يروه بعدما قرأ الآيات: (وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون...) فعموا عن مشاهدته. ثم توجه (صلى الله عليه وآله) إلى بيت أبي بكر بن أبي قحافة، وهناك انتظر إلى الصباح ثم خرج هو وأبو بكر للهجرة بصحبه أحد أدلاء الطرق ويدعى عبد الله بن أريقط بن بكر، وبدلاً من أن يسلك ابن بكر بهما طريق الشمال حيث يثرب (المدينة المنورة) فإنه سلك بهما طريق الجنوب، أي جنوب مكة، تمويهاً للكفار الذين كانوا يريدون القضاء على خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله) ورسالته السماوية. إلا أن الكفار فطنوا إلى ذلك من خلال دليل آخر هو كرز بن علقمة الخزاعي، الذي تتبع آثار أقدام النبي (صلى الله عليه وآله) وقارنها بقدم جده إبراهيم (عليه السلام)، فوصلوا أخيراً إلى جبل (ثور) حيث كان النبي (صلى الله عليه وآله) وأبو بكر في غاره مختبئين، وعندما وصلوا هناك بدأ أبو بكر يرتجب وكان حزيناً وخائفاً، فنهاه النبي (صلى الله عليه وآله) عن ذلك بقوله له: (لا تحزن إن الله معنا). وقد جاءت في تلك اللحظات حمامة وباضت بيضة أمام الغار، ثم جاء عنكبوت من العناكب فنسج خيوطه على الغار أيضاً، الأمر الذي جعل كفار قريش ينصرفون لاعتقادهم أنه مادامت الخيوط العنكبوتية موجودة وكذلك البيضة فإن أحداً لم يدخل في هذا الغار. وكذبوا بذلك دليلهم كرز بن علقمة رغم تأكيده مراراً على أن النبي موجود في هذا الغار. وبقي النبي (صلى الله عليه وآله) مع أبي بكر في هذا الغار ثلاثة أيام انتظاراً لهدوء حملات الملاحقة ضده، وطوال تلك الفترة كانت أسماء بنت أبي بكر هي التي تأتي بالطعام من مكة إلى الغار لتقديمه إلى رسول الله وإلى أبيها. بعد ذلك تحرك النبي (صلى الله عليه وآله) نحو المدينة بصحبة دليله عبد الله بن أريقط بن بكر، ووصل إليها واستقبله المسلمون مبتهجين فرحين.
هذه هي محصلة ما يتناقله المسلمون في شأن قضية غار جبل ثور، وهي محطة لعبت فيها السياسة بألاعيبها، ونحن هنا سنبرهن إن شاء الله على بطلان كثير من تفاصيل هذه الرواية بناء على مصادر أهل السنة، كقضية كون أبي بكر مع النبي في الهجرة وفي الغار، وكقضية أن أسماء بنت أبي بكر هي التي كانت تغذي الرسول وتهيئ له الطعام وتوصله إليه، وكقضية أن الحمامة قد باضت والعنكبوت قد نسج خيوطه وما شاكل ذلك من أمور عارية عن الصحة، والتي شابت هذه الحادثة التاريخية العظيمة عن طريق الإسرائيليات
( بمناسبة إعدام آخر خلفاء بني أمية ( صدام التكريتي ) والذي اجتهد الأمويون الجدد في جعله ( شهيدا وبطلاً ورمزا) متناسين أنهار الدماء التي سفكها من شرايين أتباع أهل البيت .
وقطعا هذا المجرم سوف يثبت في تاريخ الأميين الجدد على أنه كان مخلصا ومقداما وشجاعا إلا أن الشيعة غدروا به وتعاونوا مع الأعداء لاغتياله وسوف يصدق الأغبياء ذلك والجهلة من الأمة وكما فعل الأمويون الأوائل في اصطناع الكثير من البطولات المزيفة لكثير من الصحابة من أجل رفع شأن من يريدون والطعن بشأن من يشاءون رغبة في تثبيت حكم مقيت وحق مسلوب .. ومركز العراق الجديد للإعلام والدراسات رغبة منه في المشاركة بإزاحة الغبش والظلام الذي أطبق على عقول الأمة ومن أجل أن تنجلي الحقيقة بأنصع صورها نسوق لكم هذا البحث الفريد الذي يكشف كذبة أموية كبرى سبق وإن انطلت على أغلب المسلمين وقد اعتمد الباحث مصادرا معتبرة وموثوقة من كتب السنة والجماعة ولم يعتمد على مصدرا واحد من غير تلك المصادر السنية .. نسأل الله أن يعيننا جميعا على كشف الحقيقة كما هي والله من وراء القصد - مركز العراق الجديد للإعلام والدراسات في بريطانيا )
*****
يذكر بأن الأكاذيب كثيرة في موضوع ما يحوّل الحق إلى باطل ويحول الباطل إلى حق؛ فلقد كذب الأحبار على عيسى (عليه السلام) فصدق اليهود كلامهم فحاربوا عيسى (عليه السلام) وتآمروا على قتله، وإلى يومنا هذا هم يعتقدون بكذبه ودجله!
وكذب نمرود على إبراهيم (عليه السلام) فحمل معظم الناس الحطب لإحراقه! وكذب قارون على بني إسرائيل فأصبحوا في جانبه معارضين لموسى (عليه السلام) ووصيه يوشع، وبلغ الأمر درجة أن حاربت صفيراء بنت شعيب زوجة موسى (عليه السلام) وصي زوجها يوشع بن نون (عليه السلام)!.
ورجال الحزب القرشي حاولوا جهدهم حشر أبي بكر في قضية الغار والهجرة متشبثين بكل الوسائل الممكنة في هذا المجال. فانتشرت عشرات الأحاديث المختلقة بين الناس ووضعت الدولة عيداً كبيراً لهذه المناسبة.
ولأن حبل الكذب قصير فقد تبين أن هذه الأكذوبة وضعت لمعارضة حادثة الغدير الواقعة في 18 ذي الحجة. فقد جعل رجال السياسة حادثة الغار في 26 ذي الحجة! في حين كانت واقعة الغار في شهر صفر!
ويتعب المرء من كثرة أكاذيب قريش وأذنابها وقدرتهم الفنية العالية في هذا المجال. ويكفي أن تعلم أن دهاء قريش لا يلحقه دهاء في ذلك الوقت.
واشتد هذا المكر بتلاحهم قريش واليهود فأصبح كعب الأحبار وهو شيطان اليهود واعظ المسجد النبوي في زمن عمر بن الخطاب واستمر في منصبه في زمن عثمان بن عفان.
وإذا كان كعب اليهود معلماً للمسلمين يعلمهم دينهم فتصور ما يمكن أن يدخله في الدين من افتراءات وإسرائيليات لا حصر لها!
وبلغ ذلك الدهاء قمته في تكفير السلطة للمسلم غير المعتقد بحضور أبي بكر في الغار! بينما قال الله تعالى في كتابه الشريف: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً).
هذا في الوقت الذي لم يكفر فيه وعاظ السلاطين هؤلاء قتلة فاطمة بنت محمد (عليهما الصلاة والسلام)، ولم يكفروا قتلة الحسين (عليه السلام) ولم يكفروا المعتقدين بنقص القرآن!
ولا يعلم إلا الله تعالى كم هي أعداد المسلمين الذين قتلوا لعدم إيمانهم بحضور أبي بكر في الغار. لأن الحكومات كانت تقتل المسلمين بأعذار شتى وتكتم الأسباب الحقيقية لسفكها الدماء. فلقد قتل الحجاج بن يوسف الثقفي مئة وعشرين ألفاً بحجج غير معروفة، وسجن ثلاثة وثلاثين ألفاً، وكان من جملة المقتولين على يديه الفقيه الزاهد سعيد بن جبير وتلميذ الإمام علي (عليه السلام) كميل بن زياد وعبد الرحمن بن أبي ليلى الذي أخذ القرآن من أمير المؤمنين (عليه السلام). فهل قُتِل هؤلاء لعدم إيمانهم بحضور أبي بكر في الغار والهجرة؟
ومؤمن الطاق وكذلك هشام بن الحكم أعظم تلاميذ الإمام الصادق (عليه السلام) أطلقوا عليهما اسم الشيطان واتهموهما بأنهما يعتقدان بنقص القرآن، ذلك لأنهما ما كانا يعتقدان بصحبة أبي بكر للنبي محمد (صلى الله عليه وآله) في الغار!
لهذا يجب أن لا نستغرب إذا اكتشفنا الآن أن كل قضية هجرة وحضور أبي بكر في الغار ليس لها أساس من الصحة، وأنها قضية مختلقة ملفقة، بل أكذوبة، ذلك لأنها تصطدم بالحقائق الموضوعية والروايات التاريخية، ونحن سنناقشها ونعرضها نقدياً كي تتضح الصورة للجميع.
إن ما هو منتشر بشكل خاطئ بين المسلمين في شأن هذا الموضوع، أن النبي (صلى الله عليه وآله) خرج من بيته ليلة الهجرة وقد أنام علياً (عليه السلام) في مكانه، وقد كان خروجه إعجازياً لأن مشركي قريش الذين كانوا يحوطون داره لم يروه بعدما قرأ الآيات: (وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون...) فعموا عن مشاهدته. ثم توجه (صلى الله عليه وآله) إلى بيت أبي بكر بن أبي قحافة، وهناك انتظر إلى الصباح ثم خرج هو وأبو بكر للهجرة بصحبه أحد أدلاء الطرق ويدعى عبد الله بن أريقط بن بكر، وبدلاً من أن يسلك ابن بكر بهما طريق الشمال حيث يثرب (المدينة المنورة) فإنه سلك بهما طريق الجنوب، أي جنوب مكة، تمويهاً للكفار الذين كانوا يريدون القضاء على خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله) ورسالته السماوية. إلا أن الكفار فطنوا إلى ذلك من خلال دليل آخر هو كرز بن علقمة الخزاعي، الذي تتبع آثار أقدام النبي (صلى الله عليه وآله) وقارنها بقدم جده إبراهيم (عليه السلام)، فوصلوا أخيراً إلى جبل (ثور) حيث كان النبي (صلى الله عليه وآله) وأبو بكر في غاره مختبئين، وعندما وصلوا هناك بدأ أبو بكر يرتجب وكان حزيناً وخائفاً، فنهاه النبي (صلى الله عليه وآله) عن ذلك بقوله له: (لا تحزن إن الله معنا). وقد جاءت في تلك اللحظات حمامة وباضت بيضة أمام الغار، ثم جاء عنكبوت من العناكب فنسج خيوطه على الغار أيضاً، الأمر الذي جعل كفار قريش ينصرفون لاعتقادهم أنه مادامت الخيوط العنكبوتية موجودة وكذلك البيضة فإن أحداً لم يدخل في هذا الغار. وكذبوا بذلك دليلهم كرز بن علقمة رغم تأكيده مراراً على أن النبي موجود في هذا الغار. وبقي النبي (صلى الله عليه وآله) مع أبي بكر في هذا الغار ثلاثة أيام انتظاراً لهدوء حملات الملاحقة ضده، وطوال تلك الفترة كانت أسماء بنت أبي بكر هي التي تأتي بالطعام من مكة إلى الغار لتقديمه إلى رسول الله وإلى أبيها. بعد ذلك تحرك النبي (صلى الله عليه وآله) نحو المدينة بصحبة دليله عبد الله بن أريقط بن بكر، ووصل إليها واستقبله المسلمون مبتهجين فرحين.
هذه هي محصلة ما يتناقله المسلمون في شأن قضية غار جبل ثور، وهي محطة لعبت فيها السياسة بألاعيبها، ونحن هنا سنبرهن إن شاء الله على بطلان كثير من تفاصيل هذه الرواية بناء على مصادر أهل السنة، كقضية كون أبي بكر مع النبي في الهجرة وفي الغار، وكقضية أن أسماء بنت أبي بكر هي التي كانت تغذي الرسول وتهيئ له الطعام وتوصله إليه، وكقضية أن الحمامة قد باضت والعنكبوت قد نسج خيوطه وما شاكل ذلك من أمور عارية عن الصحة، والتي شابت هذه الحادثة التاريخية العظيمة عن طريق الإسرائيليات
تعليق