شبهات وهمية على سلسلة نسب المسيح
1- متى
متى 1:1-17
قبل أن نورد سلسلة اعتراضات المعترضين على سلسلة نسب المسيح، نقدم الملاحظات العامة التالية:
(1) كان اليهود مولعين بسلسلة أنسابهم ولعاً كبيراً، ليثبتوا أنهم من شعب الله المختار، فيكون لهم الحق في وراثة الأرض. وكان لا بد للكاهن أن يبرهن أنه من سبط لاوي قبل أن يتولى وظيفة الكهنوت. وبلغ من شدة تدقيقهم أنهم احتفظوا بسلسلة كاملة مكتوبة لأنسابهم، ورفضوا كل من لم يجدوا اسمه مكتوباً فيها (عزرا 2:62). ومن هذا يتضح أنه لو كان هناك أي خطأ في سلسلة نسب المسيح كما ذكرها متى ولوقا، لهاجمها اليهود منذ القرن المسيحي الأول، لأن المسيحيين لم يكتفوا بأن ينسبوا للمسيح كهنوتاً، ولا منحوه أرضاً، لكنهم قالوا إنه المسيح مخلِّص العالم المنتظَر. ولو كان هناك أي خطأ في سلسلة نسب المسيح لهبَّ اليهود لكشفه فوراً. وهذه النقطة من أقوى البراهين على أن سلسلة نسب المسيح في متى ولوقا، كما هي عندنا، صحيحة تماماً. فالصَّمت عن المهاجمة دليل الصحّة.
(2) هناك حقيقة تحيّر القارئ اليوم، ولكنها كانت عادية للغاية عند اليهود، وهي أن الشخص الواحد كان يمكن أن يحمل اسم أبوين، وينتمي إلى سبطين، أحدهما بالميلاد الطبيعي، والثاني بالمصاهرة. فقد كان اليهود أحياناً ينسبون الرجل لوالد زوجته. ونجد هذا في أماكن كثيرة في العهد القديم، فيقول: »ومن بني الكهنة، بنو حبايا، بنو هقّوص، بنو برزلاي الذي أخذ امرأة من بنات برزلاّي الجلعادي، وتسمَّى باسمهم« (عزرا 2:61 قارن نحميا 7:63). وحدث الأمر نفسه مع يائير بن حصرون الذي تزوج من ابنة ماكير أحد رؤساء منسّى، فسمُّوه يائير بن منسّى (1أخبار 2:21 و22 و7:14 قارن العدد 32:40). وقارئ اليوم يتحيَّر في ذلك، ولكن قارئ التوراة من اليهود لم يكن يجد في ذلك ما يحيّر، لأنه يعرف عادات قومه. وعلى المعترض اليوم أن يدرس ويتروَّى قبل أن يهاجم ويعترض.
(3) رجع البشير متى بتسلسل المسيح إلى يوسف بن يعقوب، وقسم سلسلة النسب إلى ثلاثة أقسام، يحتوي كل قسم منها على 14 اسماً. والأقسام الثلاثة هي للآباء، ثم الملوك، ثم نسل الملوك. واعتبر البشير متى أن داود واحد من الآباء، كما اعتبره واحداً من الملوك. ونسَبَ متى المسيح إلى إبراهيم، لأنه كتب إنجيله لليهود.
أما البشير لوقا فقد رجع بتسلسل المسيح إلى العذراء مريم، وقال إن يوسف هو ابن هالي، والد مريم (لوقا 3:23). فأطلق على يوسف اسم والد زوجته. ونسَبَ لوقا المسيح إلى آدم، فالله. وقال لوقا إن المسيح على »ما كان يُظنّ« ابن يوسف خطيب مريم العذراء.
(4) لم تكن هناك مشكلة بالمرة للمؤرخ اليهودي أن يُسقط بعض الأسماء من سلسلة النسب، دون أن يمسّ الإغفال تسلسُل النسَب. لذلك أسقط متى أسماء ثلاثة ملوك من سلسلة نسبه، بين يورام وعزيا، هم أخزيا ويوآش وأمصيا، وهكذا فعل عزرا في سفره (عزرا 7:1-5). .
(5) سلسلة النسَب كما نراها في متى ولوقا تخدم الهدف الذي لأجله كُتب الإنجيلان، فهي ترينا أن المسيح هو نسل المرأة، الموعود به في تكوين 3:15، وهو يحوي أسماء: ثامار الفلسطينية، وراحاب الأمورية، وراعوث الموآبية، ومريم العذراء اليهودية. فالمسيح »ابن الإنسان« و»نسل المرأة« ينتمي للبشر جميعاً، وهو مخلّص الجميع. ومن جدود المسيح ملوكٌ ورعاة غنم وساكنو خيام، فهو »ابن آدم« الذي يريد الجميع يخلُصون وإلى معرفة الحق يُقبِلون.
قال المعترض: »ورد في متى 1:11 »ويوشيا ولد يكنيا وإخوته عند سبي بابل«. في هذه الآية ثلاث مشاكل: (1) لم يكن يوشيا أب يكنيا، بل كان جدّه (كما في 1أخبار 3:15 و16) وأولاد يوشيا هم يوحنان ويهوياقيم وصدقيا وشلوم، وابنا يهوياقيم يكنيا وصدقيا. (2) لم يكن ليكنيا إخوة، أو بالحري لم تُذكر له إخوة. (3) مات يوشيا قبل سبي بابل بعشرين سنة، فلا يمكن أن يكون يكنيا وإخوته قد وُلدوا عند سبي بابل«.
وللرد نقول: تزول كل هذه المشاكل بالقراءة التي وُجدت في نُسخ كثيرة بخط اليد، وهي قراءة باللغة اليونانية تقول: »ويوشيا ولد يهوياقيم (أو يواقيم). ويواقيم ولد يكنيا (انظر قراءات كريسباغ)، فإن يوشيا كان أبا يهوياقيم (الذي يُسمَّى أيضاً ألياقيم ويواقيم). وإخوته يوحانان وصدقيا وشلوم (1أخبار 3:15). ويواقيم كان أبا يكنيا عند سبي بابل الأول، لأن بني إسرائيل سُبُوا ثلاث مرات إلى بابل: أول سبي في السنة الرابعة من حكم يواقيم بن يوشيا في سنة 589 ق.م عندما استولى نبوخذنصر على أورشليم وسبى كثيرين وأتى بهم إلى بابل. وحدث السبي الثاني في عهد يكنيا بن يواقيم، فانه بعد أن حكم ثلاثة أشهر سُبي سنة 579 وحُمل إلى بابل مع كثير من وجهاء إسرائيل. وحدث السبي الثالث في حكم صدقيا سنة 586 ق.م. ولهذا يجب قراءة الآية 11 هكذا: »يوشيا ولد يواقيم وإخوته، ويواقيم ولد يكنيا عند سبي بابل الأول، ويكنيا ولد شألتئيل بعد سبي بابل«. والقرينة الدالة على صحة القراءة المتقدمة المذكورة قول متى »14 جيلاً«. فإنه لا يصح أن يذكر 41 جيلاً ويقول إنها 42. وهاك جدولاً ببيان الأربعة عشر جيلاً أو الاثنين والأربعين جيلاً :
1 إبراهيم 1 سليمان 1 يكنيا
2 إسحاق 2 رحبعام 2 شألتئيل
3 يعقوب 3 أبيا 3 زربابل
4 يهوذا 4 آسا 4 أبيهود
5 فارص 5 يهوشافاط 5 ألياقيم
6 حصرون 6 يورام 6 عازور
7 أرام 7 عزيا 7 صادوق
8 عميناداب 8 يوثام 8 أخيم
9 نحشون 9 آحاز 9 ألود
10 سلمون 10 حزقيا 10 أليعازر
11 بوعز 11 منسى 11 متّان
12 عوبيد 12 أمون 12 يعقوب
13 يسى 13 يوشيا 13 يوسف
14 داود 14 يواقيم 14 يسوع
ولعل القارئ الكريم يرى أن استشكال المعنى على المعترض سببه التقديم والتأخير.
ويمكن أن نقول إن البشير متى حذف يهوياقيم لأنه كان آلة في يد ملك مصر (كما في 2أخبار 36:4) ولأنه مثل يوآش لم يُدفَن في قبور الملوك بل سُحِب كحمار وطُرح بعيداً عن أسوار أورشليم (إرميا 22:19 و36:30). ويجوز أن نقول إن يوشيا ولد يكنيا لأنه جدُّه.
ومتأسفة على التأخير...
(شكر خاص لزوجي العزيز لإعطائي هذا المقال من إحدى المواقع)
1- متى
متى 1:1-17
قبل أن نورد سلسلة اعتراضات المعترضين على سلسلة نسب المسيح، نقدم الملاحظات العامة التالية:
(1) كان اليهود مولعين بسلسلة أنسابهم ولعاً كبيراً، ليثبتوا أنهم من شعب الله المختار، فيكون لهم الحق في وراثة الأرض. وكان لا بد للكاهن أن يبرهن أنه من سبط لاوي قبل أن يتولى وظيفة الكهنوت. وبلغ من شدة تدقيقهم أنهم احتفظوا بسلسلة كاملة مكتوبة لأنسابهم، ورفضوا كل من لم يجدوا اسمه مكتوباً فيها (عزرا 2:62). ومن هذا يتضح أنه لو كان هناك أي خطأ في سلسلة نسب المسيح كما ذكرها متى ولوقا، لهاجمها اليهود منذ القرن المسيحي الأول، لأن المسيحيين لم يكتفوا بأن ينسبوا للمسيح كهنوتاً، ولا منحوه أرضاً، لكنهم قالوا إنه المسيح مخلِّص العالم المنتظَر. ولو كان هناك أي خطأ في سلسلة نسب المسيح لهبَّ اليهود لكشفه فوراً. وهذه النقطة من أقوى البراهين على أن سلسلة نسب المسيح في متى ولوقا، كما هي عندنا، صحيحة تماماً. فالصَّمت عن المهاجمة دليل الصحّة.
(2) هناك حقيقة تحيّر القارئ اليوم، ولكنها كانت عادية للغاية عند اليهود، وهي أن الشخص الواحد كان يمكن أن يحمل اسم أبوين، وينتمي إلى سبطين، أحدهما بالميلاد الطبيعي، والثاني بالمصاهرة. فقد كان اليهود أحياناً ينسبون الرجل لوالد زوجته. ونجد هذا في أماكن كثيرة في العهد القديم، فيقول: »ومن بني الكهنة، بنو حبايا، بنو هقّوص، بنو برزلاي الذي أخذ امرأة من بنات برزلاّي الجلعادي، وتسمَّى باسمهم« (عزرا 2:61 قارن نحميا 7:63). وحدث الأمر نفسه مع يائير بن حصرون الذي تزوج من ابنة ماكير أحد رؤساء منسّى، فسمُّوه يائير بن منسّى (1أخبار 2:21 و22 و7:14 قارن العدد 32:40). وقارئ اليوم يتحيَّر في ذلك، ولكن قارئ التوراة من اليهود لم يكن يجد في ذلك ما يحيّر، لأنه يعرف عادات قومه. وعلى المعترض اليوم أن يدرس ويتروَّى قبل أن يهاجم ويعترض.
(3) رجع البشير متى بتسلسل المسيح إلى يوسف بن يعقوب، وقسم سلسلة النسب إلى ثلاثة أقسام، يحتوي كل قسم منها على 14 اسماً. والأقسام الثلاثة هي للآباء، ثم الملوك، ثم نسل الملوك. واعتبر البشير متى أن داود واحد من الآباء، كما اعتبره واحداً من الملوك. ونسَبَ متى المسيح إلى إبراهيم، لأنه كتب إنجيله لليهود.
أما البشير لوقا فقد رجع بتسلسل المسيح إلى العذراء مريم، وقال إن يوسف هو ابن هالي، والد مريم (لوقا 3:23). فأطلق على يوسف اسم والد زوجته. ونسَبَ لوقا المسيح إلى آدم، فالله. وقال لوقا إن المسيح على »ما كان يُظنّ« ابن يوسف خطيب مريم العذراء.
(4) لم تكن هناك مشكلة بالمرة للمؤرخ اليهودي أن يُسقط بعض الأسماء من سلسلة النسب، دون أن يمسّ الإغفال تسلسُل النسَب. لذلك أسقط متى أسماء ثلاثة ملوك من سلسلة نسبه، بين يورام وعزيا، هم أخزيا ويوآش وأمصيا، وهكذا فعل عزرا في سفره (عزرا 7:1-5). .
(5) سلسلة النسَب كما نراها في متى ولوقا تخدم الهدف الذي لأجله كُتب الإنجيلان، فهي ترينا أن المسيح هو نسل المرأة، الموعود به في تكوين 3:15، وهو يحوي أسماء: ثامار الفلسطينية، وراحاب الأمورية، وراعوث الموآبية، ومريم العذراء اليهودية. فالمسيح »ابن الإنسان« و»نسل المرأة« ينتمي للبشر جميعاً، وهو مخلّص الجميع. ومن جدود المسيح ملوكٌ ورعاة غنم وساكنو خيام، فهو »ابن آدم« الذي يريد الجميع يخلُصون وإلى معرفة الحق يُقبِلون.
قال المعترض: »ورد في متى 1:11 »ويوشيا ولد يكنيا وإخوته عند سبي بابل«. في هذه الآية ثلاث مشاكل: (1) لم يكن يوشيا أب يكنيا، بل كان جدّه (كما في 1أخبار 3:15 و16) وأولاد يوشيا هم يوحنان ويهوياقيم وصدقيا وشلوم، وابنا يهوياقيم يكنيا وصدقيا. (2) لم يكن ليكنيا إخوة، أو بالحري لم تُذكر له إخوة. (3) مات يوشيا قبل سبي بابل بعشرين سنة، فلا يمكن أن يكون يكنيا وإخوته قد وُلدوا عند سبي بابل«.
وللرد نقول: تزول كل هذه المشاكل بالقراءة التي وُجدت في نُسخ كثيرة بخط اليد، وهي قراءة باللغة اليونانية تقول: »ويوشيا ولد يهوياقيم (أو يواقيم). ويواقيم ولد يكنيا (انظر قراءات كريسباغ)، فإن يوشيا كان أبا يهوياقيم (الذي يُسمَّى أيضاً ألياقيم ويواقيم). وإخوته يوحانان وصدقيا وشلوم (1أخبار 3:15). ويواقيم كان أبا يكنيا عند سبي بابل الأول، لأن بني إسرائيل سُبُوا ثلاث مرات إلى بابل: أول سبي في السنة الرابعة من حكم يواقيم بن يوشيا في سنة 589 ق.م عندما استولى نبوخذنصر على أورشليم وسبى كثيرين وأتى بهم إلى بابل. وحدث السبي الثاني في عهد يكنيا بن يواقيم، فانه بعد أن حكم ثلاثة أشهر سُبي سنة 579 وحُمل إلى بابل مع كثير من وجهاء إسرائيل. وحدث السبي الثالث في حكم صدقيا سنة 586 ق.م. ولهذا يجب قراءة الآية 11 هكذا: »يوشيا ولد يواقيم وإخوته، ويواقيم ولد يكنيا عند سبي بابل الأول، ويكنيا ولد شألتئيل بعد سبي بابل«. والقرينة الدالة على صحة القراءة المتقدمة المذكورة قول متى »14 جيلاً«. فإنه لا يصح أن يذكر 41 جيلاً ويقول إنها 42. وهاك جدولاً ببيان الأربعة عشر جيلاً أو الاثنين والأربعين جيلاً :
1 إبراهيم 1 سليمان 1 يكنيا
2 إسحاق 2 رحبعام 2 شألتئيل
3 يعقوب 3 أبيا 3 زربابل
4 يهوذا 4 آسا 4 أبيهود
5 فارص 5 يهوشافاط 5 ألياقيم
6 حصرون 6 يورام 6 عازور
7 أرام 7 عزيا 7 صادوق
8 عميناداب 8 يوثام 8 أخيم
9 نحشون 9 آحاز 9 ألود
10 سلمون 10 حزقيا 10 أليعازر
11 بوعز 11 منسى 11 متّان
12 عوبيد 12 أمون 12 يعقوب
13 يسى 13 يوشيا 13 يوسف
14 داود 14 يواقيم 14 يسوع
ولعل القارئ الكريم يرى أن استشكال المعنى على المعترض سببه التقديم والتأخير.
ويمكن أن نقول إن البشير متى حذف يهوياقيم لأنه كان آلة في يد ملك مصر (كما في 2أخبار 36:4) ولأنه مثل يوآش لم يُدفَن في قبور الملوك بل سُحِب كحمار وطُرح بعيداً عن أسوار أورشليم (إرميا 22:19 و36:30). ويجوز أن نقول إن يوشيا ولد يكنيا لأنه جدُّه.
ومتأسفة على التأخير...
(شكر خاص لزوجي العزيز لإعطائي هذا المقال من إحدى المواقع)
تعليق