في مسند أحمد بن حنبل عن جابر الانصاري ان النبي " ص " دعى عند موته
بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده قال : فخالف عمر حتى رفضها ( 1 ) .

ورووا عن سعيد بن جبير وعن عكرمة وعن سفيان بن عيينة وعن عمرو ابن دينار وعن الحكم بن أبان ثم روى أحمد بن حنبل عن سعيد بن جبير وعكرمة وعن ابن عباس الحديث وذكر فيه ان عمر بن الخطاب قال للنبي " ص " انه يهجر ( 2 ) .


فمن روايتهم في ذلك ما ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين في الحديث الرابع من المتفق عليه في صحته من مسند عبد الله بن عباس قال : لما احتضر النبي " ص " وفى بيته رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي " ص " : هلموا اكتب لكم لن تضلوا بعده أبدا فقال عمر بن الخطاب : ان النبي " ص " قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبكم كتاب ربكم ( 3 ) .


وفي رواية ابن عمر من غير كتاب الحميدى قال عمر : ان الرجل ليهجر وفي كتاب الحميدى قالوا ما شانه هجر . وفي المجلد الثاني من صحيح مسلم فقال : ان رسول الله " ص " يهجر ( 4 ) . فقال أهل اللغة في تفسيرها : ان معنى قوله هجر أي هذى .


قال الجوهرى في كتاب الصحاح في اللغة في باب الراء فصل الهاء ، الهجر : الهذيان ، وقال ألم تر الى المريض إذا هجر قال غير الحق ( 5 ) .


قال الحميدى : فاختلف الحاضرون عند النبي " ص " فبعضهم يقول : القول ما قاله النبي فقربوا إليه كتابا يكتب لكم ، ومنهم من يقول : القول ما قاله عمر


* ( هامش ) *
( 1 - 2 ) احمد بن حنبل في مسند : 3 / 346 .
( 3 - 4 ) مسلم في صحيحه : 3 / 1257 - 1259 كتاب الوصية ، والبخاري في صحيحه : 5 / 127 .
( 5 ) الصحاح : 2 / 851 .

لا أدري حقيقة من الذي يستهبل و المتورط هنا، تخلط روايات الأحاديث الصحيح و السقيم مع بعضها و تأتي بإستنتاجات واهية تناقض الحقيقة و الواقع، و تريد من الناس أن تصدق ما تكتب و يعتبرونه كلاما مسلما به، فإذا كنت تعتقد ذلك فأنت واهم و ستجد من يرد عليك و يبين مدى سخف و وهن ما تأتي به من إستنتاجات.




هذا الحديث ضعيف لوجود إبن لهيعة في الحديث

يمكن الرد على ما جئت به بما يلي:

أولاً:- إن الثابت عن عمر رضي الله تعالى عنه هو قوله: إن النبي غلبه الوجع ، ومقصوده من ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلغ في المرض شدةً ، و شتان الفرق بين ( يهجر) و ( غلبه الوجع).

ثانياً:- إن رواية ( أهجر ، يهجر ... إلخ ) ليس في أيٍّ من الروايات والطرق ما يصح نسبتها إلى عمر رضي الله عنه، وإنما وردت بلفظ: قالوا، فالقائل هو بعض من كان موجودا من المسلمين و لم يقل عمر ذلك.

ثالثاً:-إن قول عمر رضي لله عنه "عندكم القرآن، حسبنا كتاب الله"أو « عندنا كتاب الله » ، هو الثابت في أكثر الطرق كما تقدم في سرد ألفاظ الرواية، وأن عمر بقوله ذلك يخاطب الصحابة الذين خالفوه، وليس خطابه موجهاً إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

رابعاً: إن الألفاظ الأخرى المنسوبة إلى عمر لم تصح من طريقٍ معتبر.