بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين .
عظم الله أجورنا وأجوركم جميعا أيها الموالين والمواليات ..
" أبو طالب (حجة ) .. ومبغضه كافر في مصادر ( السنة )"
من عجائب الزمان .. التي فرضها علينا حزب الشيطان .. ان نضطر لاثبات ايمان ( ابو طالب ) عليه السلام !![
ان ابا طالب عليه السلام اكبر بكثير من ان نثبت ايمانه .. هذا استهزاء بالعقل البشري .. وبالمنطق وبحقائق تاريخ الاسلام .. الذي قام على اكتاف هذا البطل ورعايته وحمايته لابن اخيه النبي الاكرم محمد صلى الله عليه وآله . أفي ايمان ( ابو طالب ) عليه السلام شك ؟؟
لا يشكك في ايمان ابي طالب عليه السلام الا كافر حاقد .. او مخدوع بالدعاية الاموية التي ارادات النيل من امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام فلم تجد سوى اتهام والده الكريم بعدم الايمان !!
ان ابا طالب ليس فقط مؤمناً .. بل هو في قمة الايمان .. هو ولي من اولياء الله .. ووصي لانبياءه ..
قال سبحانه وتعالى مخاطباً نبيه الاكرم صلى الله عليه وآله ومعدداً آلاءه الكبرى عليه : ( الم يجدك يتيماً فآوى .. ) ..
قال الزمخشري في تفسيره :
والمعنى: ألم تكن يتيماً، وذلك أنّ أباه مات وهو جنين قد أتت عليه ستة أشهر وماتت أمّه، وهو ابن ثمان سنين، فكفله عمه أبو طالب، وعطّفه الله عليه فأحسن تربيته.
نعلم ان من آوى النبي الاكرم صلى الله عليه وآله ورعاه كان جده عبد المطلب .. ثم عمه ابو طالب عليهما السلام .. ولكن الله ينسب هذا الايواء الى نفسه .. ( الم يجدك يتيماً فآوى ) .. فهل ينسب الله سبحانه عمل الكافر الى نفسه ؟؟
فعل ابو طالب نسبه الله تعالى الى نفسه .. فكيف ينسب فعل كافر الى نفسه .. هذا عمل عظيم ايواء النبي الاكرم صلى الله عليه وآله ومجد الله سبحانه دور ابي طالب عليه السلام في هذه الاية المباركة .
وقد ألّف في اثبات ايمانه الكثير من الكتب من السنة والشيعة على حد سواء ، وقد انهاها بعضهم الى ثلاثين كتاباً ، ومنها كتاب : ( أبو طالب مؤمن قريش للاستاذ عبد الله الخنيزي ) .
هذا عدا البحوث المستفيضة المبثوثة في ثنايا الكتب والموسوعات ، ونخص بالذكر هنا ما جاء في الغدير للعلامة الأميني «قده» ج7 و 8 .
وقد نقل العلامة الاميني عن جماعة من أهل السنة : أنهم ذهبوا الى ذلك أيضاً ، وكتبوا الكتب والبحوث في اثبات ذلك ، كالبرزنجي في أسنى [المطالب / 6 , 10 والاجهوري ، والاسكافي ، وأبي القاسم البلخي ، وابن وحشي في شرحه لكتاب : شهاب الاخبار ، والتلمساني في حاشية الشفاء ، والشعراني ، وسبط ابن الجوزي ، والقرطبي ، والسبكي ، وأبي طاهر ، والسيوطي ، وغيرهم .
بل لقد حكم عدد منهم ـ كابن وحشي والاجهوري ، والتلمساني بأن من أبغض أبا طالب فقد كفر ، أو من يذكره بمكروه فهو كافر [ راجع : الغدير 7 / 382 وغير ذلك ]قال الواقدي : قام أبو طالب - من سنة ثمان من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السنة العاشرة من النبوة ثلاث وأربعين - يحوطه ويقوم بأمره ويذب عنه . ويلطف به .
وقال أبومحمد بن قدامة : كان يقر بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم . وله في ذلك أشعار . منها :
ألا أبلغا عني على ذات بيننا لؤيا . وخصا من لؤي بني كعب
بأنا وجدنا في الكتاب محمدا نبيا كموسى ، خط في أول الكتب
وأن عليه في العباد محبة ولا خير ممن خصه الله بالحب
ومنها :
تعلم خيار الناس أن محمدا وزيرا لموسى والمسيح ابن مريم
فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا فإن طريق الحق ليس بمظلم
و أخرج الحاكم في المستدرك أن أبا طالب قال أبياتا للنجاشي يحضه على حسن جوارهم و الدفع عنهم ـ يعني عن المهاجرين إلى الحبشة من المسلمين :
ليعلم خيار الناس أن محمدا * وزير لموسى و المسيح ابن مريم
أتانا بهدي مثل ما أتيا به * فكل بأمر الله يهدي و يعصم
و إنكم تتلونه في كتابكم * بصدق حديث لا حديث المبرجم
و إنك ما تأتيك منها عصابة * بفضلك إلا أرجعوا بالتكرم
و قال في قصيدة أخرى :
فبلغ عن الشحناء أفناء غالب * لويا و تيما عند نصر الكرائم
لانا سيوف الله و المجد كله * إذا كان صوت القوم وجي الغمائم
ألم تعلموا أن القطيعة مأثم * و أمر بلاء قاتم غير حازم
و أن سبيل الرشد يعلم في غد * و أن نعيم الدهر ليس بدائم
فلا تسفهن أحلامكم في محمد * و لا تتبعوا أمر الغواة الأشائم
تمنيتم أن تقتلوه و إنما * أمانيكم هذي كأحلام نائم
و إنكم والله لا تقتلونه * و لما تروا قطف اللحى و الغلاصم
و لم تبصروا و الأحياء منكم ملاحما * تحوم عليها الطير بعد ملاحم
و تدعو بأرحام أواصر بيننا * فقد قطع الأرحام وقع الصوارم
زعمتم بأنا مسلمون محمدا * و لما نقاذف دونه و نزاحم
من القوم مفضال أبي على العدى * تمكن في الفرعين من آل هاشم
أمين حبيب في العباد مسوم * بخاتم رب قاهر في الخواتم
يرى الناس برهانا عليه و هيبة * و ما جاهل في قومه مثل عالم
نبي أتاه الوحي من عند ربه * و من قال لا يقرع بها سن نادم
تطيف به جرثومة هاشمية * تذبب عنه كل عات و ظالم
.
المستدرك على الصحيحين : 2 / 680 ح 4247
لقد جاء في رواياتنا أنّ الحجة قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) هو أبو طالب (رضوان الله تعالى عليه) .
قال العلامة المجلسي في البحار 35/138
( لقد أجمعت الشيعة على إسلامه وأنّه قد آمن بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) في أوّل الأمر ، ولم يعبد صنماً قطّ ، بل كان من أوصياء إبراهيم (عليه السلام) ...)) .
ولكنّه كان يعمل بالتقية أي لم يظهر أنّه حجة وإلاّ لقتل كأهل الكهف .
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : إنّ أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الکفر فآتاهم الله أجرهم مرتين، وإن أبا طالب أسر الايمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرّتين . [ شرح ابن أبي الحديد 14/70 ].
-قال العباس : يا رسول الله ، ما ترجو لأبي طالب ؟ قال : كل الخير أرجوه من ربي [ الاذكياء / 128 ـ شرح النهج للمعتزلي14 / 68 ـ طبقات ابن سعد 1 /79 ـ البحار 35 / 151 , 109 ] .
قال المعتزلي : روي بأسانيد كثيرة ، بعضها عن العباس بن عبد المُطلب ، وبعضها عن أبي بكر بن أبي قحافة : أن أبا طالب مامات حتى قال : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله [ شرح النهج للمعتزلي 14 / 71 ، ـ الغدير 7 / 369 عن البداية والنهاية 3 / 123 ـ سيرة ابن هشام 2 / 87 ـ الاصابة 4 / 116 ـ عيون الاثر 1 / 131 ـ المواهب اللدنية 1 / 71 ـ السيرة الحلبية 1 / 372 ـ السيرة النبوية لدحلان بهامشها 1 / 89 ـ اسنى المطالب /20 ـ دلائل النبوة للبيهقي ـ تاريخ أبي الفداء 1 / 120 ـ كشف الغمة للشعراني 2 / 144 ] .
- وعنه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : إن الله عز وجل قال له على لسان جبرئيل : حرمت النار على صلب أنزلك ، وبطن حملك ، وحجر كفلك . أما الصلب فعبد الله ، وأما البطن فآمنة ، وأما الحجر فعمه، يعني أبا طالب ، وفاطمة بنت أسد . وبمعناه غيره مع اختلاف يسير [ أصول الكافي 1 / 371 ـ البحار 35 / 109 ـ التعظيم والمنة للسيوطي / 27 ـ روضة الواعظين / 139 ـ شرح النهج 14 / 67 ـ الغدير 7 / 378 عنهم ، وعن : كتاب الحجة لابن معد / 8 ـ تفسير أبي الفتوح 4 / 210 ] .
اما الحديث الكاذب الذي نسبوه للنبي الاكرم صلى الله عليه وآله بان ابا طالب في ضحضاح من نار .. فمن خلال تتبع الحديث المزعوم في كل المصادر وُجد ان راويه هو شخص ( واحد ) فقط .. وهو : المغيرة بن شعبة .. ازنى العرب .. هذا الناصبي الفاجر الذي حارب الله ورسوله واهل بيته عليهم السلام .. واحواله معروفة لدى الجميع ولا ينكرها احد.
وبوفاته عليه السلام .. اشتدت الحرب على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى الاسلام فقد غاب الحامي والمدافع :
جاء في سيرة ابن هشام الجزء الاول :
قال ابن إسحاق : ثم إن خديجة بنت خويلد وأبا طالب هلكا في عام واحد فتتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب بهلك خديجة وكانت له وزير صدق على الإسلام يشكو إليها ; وبهلك عمه أبي طالب وكان له عضدا وحرزا في أمره ومنعة وناصرا على قومه وذلك قبل مهاجره إلى المدينة بثلاث سنين . فلما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تكن تطمع به في حياة أبي طالب حتى اعترضه سفيه من سفهاء قريش ، فنثر على رأسه ترابا قال ابن إسحاق : فحدثني هشام بن عروة ، عن أبيه عروة بن الزبير ، قال لما نثر ذلك السفيه على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك التراب دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته والتراب على رأسه فقامت إليه إحدى بناته فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها : لا تبكي يا بنية فإن الله مانع أباك . قال ويقول بين ذلك ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب
وعندما مات عليه السلام ( 26 رجب ) .. سمى النبي الاكرم صلى الله عليه وآله ذلك العام بعام الحزن .. وهو نفس العام الذي توفيت فيه خديجة عليها السلام .. فهل يسمي النبي عام وفاته عليه السلام بعام الحزن .. ان لم يكن مؤمناً .. بل في قمة الايمان .. ووصي من الاوصياء .. وحجة لله على العباد .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين .
عظم الله أجورنا وأجوركم جميعا أيها الموالين والمواليات ..
" أبو طالب (حجة ) .. ومبغضه كافر في مصادر ( السنة )"
من عجائب الزمان .. التي فرضها علينا حزب الشيطان .. ان نضطر لاثبات ايمان ( ابو طالب ) عليه السلام !![
ان ابا طالب عليه السلام اكبر بكثير من ان نثبت ايمانه .. هذا استهزاء بالعقل البشري .. وبالمنطق وبحقائق تاريخ الاسلام .. الذي قام على اكتاف هذا البطل ورعايته وحمايته لابن اخيه النبي الاكرم محمد صلى الله عليه وآله . أفي ايمان ( ابو طالب ) عليه السلام شك ؟؟
لا يشكك في ايمان ابي طالب عليه السلام الا كافر حاقد .. او مخدوع بالدعاية الاموية التي ارادات النيل من امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام فلم تجد سوى اتهام والده الكريم بعدم الايمان !!
ان ابا طالب ليس فقط مؤمناً .. بل هو في قمة الايمان .. هو ولي من اولياء الله .. ووصي لانبياءه ..
قال سبحانه وتعالى مخاطباً نبيه الاكرم صلى الله عليه وآله ومعدداً آلاءه الكبرى عليه : ( الم يجدك يتيماً فآوى .. ) ..
قال الزمخشري في تفسيره :
والمعنى: ألم تكن يتيماً، وذلك أنّ أباه مات وهو جنين قد أتت عليه ستة أشهر وماتت أمّه، وهو ابن ثمان سنين، فكفله عمه أبو طالب، وعطّفه الله عليه فأحسن تربيته.
نعلم ان من آوى النبي الاكرم صلى الله عليه وآله ورعاه كان جده عبد المطلب .. ثم عمه ابو طالب عليهما السلام .. ولكن الله ينسب هذا الايواء الى نفسه .. ( الم يجدك يتيماً فآوى ) .. فهل ينسب الله سبحانه عمل الكافر الى نفسه ؟؟
فعل ابو طالب نسبه الله تعالى الى نفسه .. فكيف ينسب فعل كافر الى نفسه .. هذا عمل عظيم ايواء النبي الاكرم صلى الله عليه وآله ومجد الله سبحانه دور ابي طالب عليه السلام في هذه الاية المباركة .
وقد ألّف في اثبات ايمانه الكثير من الكتب من السنة والشيعة على حد سواء ، وقد انهاها بعضهم الى ثلاثين كتاباً ، ومنها كتاب : ( أبو طالب مؤمن قريش للاستاذ عبد الله الخنيزي ) .
هذا عدا البحوث المستفيضة المبثوثة في ثنايا الكتب والموسوعات ، ونخص بالذكر هنا ما جاء في الغدير للعلامة الأميني «قده» ج7 و 8 .
وقد نقل العلامة الاميني عن جماعة من أهل السنة : أنهم ذهبوا الى ذلك أيضاً ، وكتبوا الكتب والبحوث في اثبات ذلك ، كالبرزنجي في أسنى [المطالب / 6 , 10 والاجهوري ، والاسكافي ، وأبي القاسم البلخي ، وابن وحشي في شرحه لكتاب : شهاب الاخبار ، والتلمساني في حاشية الشفاء ، والشعراني ، وسبط ابن الجوزي ، والقرطبي ، والسبكي ، وأبي طاهر ، والسيوطي ، وغيرهم .
بل لقد حكم عدد منهم ـ كابن وحشي والاجهوري ، والتلمساني بأن من أبغض أبا طالب فقد كفر ، أو من يذكره بمكروه فهو كافر [ راجع : الغدير 7 / 382 وغير ذلك ]قال الواقدي : قام أبو طالب - من سنة ثمان من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السنة العاشرة من النبوة ثلاث وأربعين - يحوطه ويقوم بأمره ويذب عنه . ويلطف به .
وقال أبومحمد بن قدامة : كان يقر بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم . وله في ذلك أشعار . منها :
ألا أبلغا عني على ذات بيننا لؤيا . وخصا من لؤي بني كعب
بأنا وجدنا في الكتاب محمدا نبيا كموسى ، خط في أول الكتب
وأن عليه في العباد محبة ولا خير ممن خصه الله بالحب
ومنها :
تعلم خيار الناس أن محمدا وزيرا لموسى والمسيح ابن مريم
فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا فإن طريق الحق ليس بمظلم
و أخرج الحاكم في المستدرك أن أبا طالب قال أبياتا للنجاشي يحضه على حسن جوارهم و الدفع عنهم ـ يعني عن المهاجرين إلى الحبشة من المسلمين :
ليعلم خيار الناس أن محمدا * وزير لموسى و المسيح ابن مريم
أتانا بهدي مثل ما أتيا به * فكل بأمر الله يهدي و يعصم
و إنكم تتلونه في كتابكم * بصدق حديث لا حديث المبرجم
و إنك ما تأتيك منها عصابة * بفضلك إلا أرجعوا بالتكرم
و قال في قصيدة أخرى :
فبلغ عن الشحناء أفناء غالب * لويا و تيما عند نصر الكرائم
لانا سيوف الله و المجد كله * إذا كان صوت القوم وجي الغمائم
ألم تعلموا أن القطيعة مأثم * و أمر بلاء قاتم غير حازم
و أن سبيل الرشد يعلم في غد * و أن نعيم الدهر ليس بدائم
فلا تسفهن أحلامكم في محمد * و لا تتبعوا أمر الغواة الأشائم
تمنيتم أن تقتلوه و إنما * أمانيكم هذي كأحلام نائم
و إنكم والله لا تقتلونه * و لما تروا قطف اللحى و الغلاصم
و لم تبصروا و الأحياء منكم ملاحما * تحوم عليها الطير بعد ملاحم
و تدعو بأرحام أواصر بيننا * فقد قطع الأرحام وقع الصوارم
زعمتم بأنا مسلمون محمدا * و لما نقاذف دونه و نزاحم
من القوم مفضال أبي على العدى * تمكن في الفرعين من آل هاشم
أمين حبيب في العباد مسوم * بخاتم رب قاهر في الخواتم
يرى الناس برهانا عليه و هيبة * و ما جاهل في قومه مثل عالم
نبي أتاه الوحي من عند ربه * و من قال لا يقرع بها سن نادم
تطيف به جرثومة هاشمية * تذبب عنه كل عات و ظالم
.
المستدرك على الصحيحين : 2 / 680 ح 4247
لقد جاء في رواياتنا أنّ الحجة قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) هو أبو طالب (رضوان الله تعالى عليه) .
قال العلامة المجلسي في البحار 35/138

ولكنّه كان يعمل بالتقية أي لم يظهر أنّه حجة وإلاّ لقتل كأهل الكهف .
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : إنّ أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الکفر فآتاهم الله أجرهم مرتين، وإن أبا طالب أسر الايمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرّتين . [ شرح ابن أبي الحديد 14/70 ].
-قال العباس : يا رسول الله ، ما ترجو لأبي طالب ؟ قال : كل الخير أرجوه من ربي [ الاذكياء / 128 ـ شرح النهج للمعتزلي14 / 68 ـ طبقات ابن سعد 1 /79 ـ البحار 35 / 151 , 109 ] .
قال المعتزلي : روي بأسانيد كثيرة ، بعضها عن العباس بن عبد المُطلب ، وبعضها عن أبي بكر بن أبي قحافة : أن أبا طالب مامات حتى قال : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله [ شرح النهج للمعتزلي 14 / 71 ، ـ الغدير 7 / 369 عن البداية والنهاية 3 / 123 ـ سيرة ابن هشام 2 / 87 ـ الاصابة 4 / 116 ـ عيون الاثر 1 / 131 ـ المواهب اللدنية 1 / 71 ـ السيرة الحلبية 1 / 372 ـ السيرة النبوية لدحلان بهامشها 1 / 89 ـ اسنى المطالب /20 ـ دلائل النبوة للبيهقي ـ تاريخ أبي الفداء 1 / 120 ـ كشف الغمة للشعراني 2 / 144 ] .
- وعنه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : إن الله عز وجل قال له على لسان جبرئيل : حرمت النار على صلب أنزلك ، وبطن حملك ، وحجر كفلك . أما الصلب فعبد الله ، وأما البطن فآمنة ، وأما الحجر فعمه، يعني أبا طالب ، وفاطمة بنت أسد . وبمعناه غيره مع اختلاف يسير [ أصول الكافي 1 / 371 ـ البحار 35 / 109 ـ التعظيم والمنة للسيوطي / 27 ـ روضة الواعظين / 139 ـ شرح النهج 14 / 67 ـ الغدير 7 / 378 عنهم ، وعن : كتاب الحجة لابن معد / 8 ـ تفسير أبي الفتوح 4 / 210 ] .
اما الحديث الكاذب الذي نسبوه للنبي الاكرم صلى الله عليه وآله بان ابا طالب في ضحضاح من نار .. فمن خلال تتبع الحديث المزعوم في كل المصادر وُجد ان راويه هو شخص ( واحد ) فقط .. وهو : المغيرة بن شعبة .. ازنى العرب .. هذا الناصبي الفاجر الذي حارب الله ورسوله واهل بيته عليهم السلام .. واحواله معروفة لدى الجميع ولا ينكرها احد.
وبوفاته عليه السلام .. اشتدت الحرب على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى الاسلام فقد غاب الحامي والمدافع :
جاء في سيرة ابن هشام الجزء الاول :
قال ابن إسحاق : ثم إن خديجة بنت خويلد وأبا طالب هلكا في عام واحد فتتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب بهلك خديجة وكانت له وزير صدق على الإسلام يشكو إليها ; وبهلك عمه أبي طالب وكان له عضدا وحرزا في أمره ومنعة وناصرا على قومه وذلك قبل مهاجره إلى المدينة بثلاث سنين . فلما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تكن تطمع به في حياة أبي طالب حتى اعترضه سفيه من سفهاء قريش ، فنثر على رأسه ترابا قال ابن إسحاق : فحدثني هشام بن عروة ، عن أبيه عروة بن الزبير ، قال لما نثر ذلك السفيه على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك التراب دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته والتراب على رأسه فقامت إليه إحدى بناته فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها : لا تبكي يا بنية فإن الله مانع أباك . قال ويقول بين ذلك ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب
وعندما مات عليه السلام ( 26 رجب ) .. سمى النبي الاكرم صلى الله عليه وآله ذلك العام بعام الحزن .. وهو نفس العام الذي توفيت فيه خديجة عليها السلام .. فهل يسمي النبي عام وفاته عليه السلام بعام الحزن .. ان لم يكن مؤمناً .. بل في قمة الايمان .. ووصي من الاوصياء .. وحجة لله على العباد .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تعليق