المشاركة الأصلية بواسطة محب الجنة
ثم سواء نزلت الاية قبل او بعد الهجرة .. فاننا نعتقد ان القرآن نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله دفعة واحدة .. ثم نزل على دفعات .. فجميع الاحكام منذ اليوم الاول معروفة لدى النبي الاكرم وكان يطبقها ومنها حكم التفريق بين المؤمن والكافرة .. ومنها حكم الصلاة على الجنازة ..
ونحن الشيعة نعتقد وكثير من علماء السنة بأن أبا طالب (عليه السلام) مات مؤمناً ونستدل على ذلك بأمور كثيرة:
1ــ أن فاطمة بنت أسد زوجة أبي طالب مسلمة إجماعاً، فإذا كان أبو طالب كافراً، فلماذا لم يعزلها النبي عنه، فعدم عزلها عنه دليل على إسلامه.
2ــ أن أبا طالب لما مات هو وخديجة في عام واحد بكى النبي عليه وعلى زوجته خديجة بكاء عظيماً، حتى سمى المسلمون ذلك العام بعام الحزن، فهل يحزن النبي ويبكي لأجل كافر؟
3ــ إجماع البيت الهاشمي بل وكثير من المسلمين ــ ما عدا الشجرة الملعونة في القرآن أعني بني أمية ومن لف لفهم ــ على أنه أسلم.
4ــ أن القرآن قد صرح، بأن الذي آوى النبي ونصره فهو المؤمن حقاً، والمفروض أن أبا طالب أوى النبي ونصره نصرة عظيمة بلا منازع، فهو مؤمن حقاً.
ويا للعجب كيف حكموا بإسلام من حارب النبي طوال حياته كأبي سفيان ومعاوية، والحال أنه لم ينصر النبي ولا بحرف واحد فحكموا بإسلامه، وأبو طالب يموت شهيداً من تعذيب قريش له فلم يحكموا بإسلامه.
والأعجب من كل ذلك أنك تجد بعض الكتاب يقول بإسلام أبي سفيان محتجاً بأن النبي قال: (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن)، في حين أن مراد النبي أن أبا سفيان الطليق في أمان من سيوف المسلمين وكذا من يدخل بيته. هذا من الغباء بمكان من الإمكان.
وما يردده أهل السنة في نجد في تكفير أبي طالب إنما هو إتباع لنهج بني أمية. وقد صرح علماءهم على التلفاز بأنهم يحمدون الله على أن نهجوا نهج بني أمية. بل صرحوا بأن أفضل العصور الإسلامية العصر الأموي.
وعلى أي حال إتباع أهل نجد في جميع العصور لنهج بني أمية ظاهر بل صريح فلا نتكلف في إثباته.
5ــ أن الذي روى الرواية القائلة بكفر أبي طالب هو عكرمة، وهو كذاب كما صرح بذلك علماء التعديل والتجريح من السنة، وقد أكثر الكذب على ابن عباس حتى ضربه في الكنيف ابن عبد الله ابن عباس.
6ــ أنه ثبت عن أبي طالب أنه قال: ولقد علمت أن دين محمد من خير أديان البرية دينا، وأنه قال: أنت الرسول رسول الله نعلمه عليك تنزل من ذي العزة الكتب. وهذا يثبت إسلامه بشكل لا لبس فيه.
والبيت الأول متواتر عند جميع المسلمين، حتى أن علماء نجد أثبتوه في المنهج الدراسي.
فله ديوان يحتوي على ثلاثة آلاف بيت من الشعر، وقد نقل بعض الثقات لي: أن أكثر ما فيه هو مدح للنبي ولرسالته.
7ــ أن النبي صلى عليه صلاة الجنازة.
إن قلت: لم تنزل آية صلاة الجنازة.
قلت: عدم نزولها عليه لا يدل على عدم مشروعية صلاة الجنازة عند النبي، وكيف لا تكون مشروعة والحال أننا نعتقد أن القرآن نزل قطعة واحدة ثم نزل تدريجياً. أضف إلى ذلك أنه عندنا أن النبي معصوم منذ طفولته. بل منذ العالم الأول الذي كان فيه نبياً وآدم بين الماء والطين، بل قبل هذا العالم منذ أن كان نبياً مرسلاً لقوم خاصين، وقومه هم الأنبياء كلهم.
8ــ إذا كان أبو طالب كافراً ولا يعتقد بصحة رسالة ابن أخيه، فلماذا يتكلف هذا العذاب حتى الموت وهو شيخ الأبطح في سبيل شخص كاذب بنظره يدعي أنه نبي؟
وقفة مع آيات قرآنية تثبت إيمان أبي طالب ( عليه أفضل الصلاة والسلام)
أولاً: فنسأل سؤال للمسلمين في جميع أنحاء العالم، يا مسلمين هل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يحب عمّه أبو طالب؟
الجواب وبلا أدنى شك: نعم.
السؤال: ما هو حكم من خالف أمر الله سبحانه وتعالى؟
الجواب: عاصي.
السؤال: هل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عصى الله سبحانه وتعالى طرفة عين؟
الجواب وبلا شك: لا.
إذاً نقول: قال الله تعالى في سورة المجادلة الآية22: ((لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروحٍ منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون )).
أقول: لمن قال أن أبو طالب كافر، الآية تقول " لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله "، وأنتم تقولون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يحب أبو طالب، فنحن الآن بين أمرين:
أما رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) غير مؤمن لأنه يحب كافر بصريح الآية الكريمة، ومن قال ذلك فهو الكافر بإجماع المسلمين.
وإما أن أبو طالب مؤمن لذاك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) أحبه.
ولو لا حضنا الآية تقول: " ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم "، أي: فحتى لا يأتي شخص فيقول أنه أحبه للقرابة وما فعله في حفظه من أذية المشركين وعلى رأسهم أبو سفيان ( عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )، لأن الآية تقول حتى لو كأن أبوك أو أخوك أو أبنك أو من أفراد عشيرتك وهو كافر لا يجوز لك حُبُهُ.
ثانياً:
السؤال: هل يعتبر الكافر عدو الله؟
الجواب: نعم.
السؤال: هل رسول الله يحب ويَودُ أبو طالب سراً وجهراً؟
الجواب وبلا شك عند جميع المسلمين: نعم.
سؤال موجه للوهابية ومن يكفر أبو طالب: أليس أبو طالب كافر بما جاء به النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )؟
الجواب: نعم.
أقول: قال الله تعالى في القرآن الكريم في سورة الممتحنة الآية 1: (( يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليه بالمودة وقد كفروا بما جائكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليه بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضلّ سواء السبيل )).
إذاً نقول: لمن قال أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه يود ويجب أبو طالب أنتم بين أمرين لا ثالث لهما، إما رسول الله (ص) ضلّ سواء السبيل لحبة للكافر أبو طالب ( كما تدعون ) وهذه صريح الآية الكريمة، فمن قال ذلك فهو كافر بلا شك.
أو أن أبو طالب مؤمن ورسول الله يحب المؤمنين.
فمما سبق نستنتج: أن هناك فِرف تَكفير رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو جزء من عقيدتهم، لأنهم يكفرونه بطريق غير مباشر، مثل الوهابية الملاعين فإنهم يكفرون أبو طالب (عليه السلام) وبذالك يصلون إلى تكفير رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والعياذ بالله.
أليس هذا هو القرآن الكريم النازل بلغتنا العربية؟، أليس لابد علينا أن نفسر القرآن بظاهره؟ ( هذا كلام الوهابية الملاعين ) إذاً يا وهابية يا إرهابية لماذا تكفرون المؤمنين؟ لماذا تكفرون أبو طالب (عليه السلام)؟ فبتكفيركم له تكفرون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من حيث تشعرون أو لا تشعرون. مع أني أميل إلى أنكم تشعرون لأنكم أكثر الناس تبجحاً بأنكم حفاظاً القرآن وأنكم خُدام القرآن ( طبعاً هذا كذب وبهتان )، إذاً يا حفاظ القرآن ألم تروا وتقرؤا هذه الآيتان الكريمتان، إذا قلتم نعم، فنقول: مالكم تكفرون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بتكفيركم أبو طالب (عليه السلام)؟ أجيبوني.
تعليق