تتمة
1– الاعتقاد بهم.
2– مصدر المعرفة الحقيقية.
3– القدوة الصالحة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
4– في زمن الغيبة.
تتلخص واجباتنا بالأمور التالية:
1– الاعتقاد بهم:
لا بد أن نتعرف على أئمتنا الكرام(عليهم السلام) كما لا بد أن نتعرف على النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) فمعرفة الأئمة سلوكاً وعملاً وجهاداً مواقف تملي علينا هذه المعرفة البصائر الحقة في ساحاتنا الميدانية وفي كل الظروف وسنتحدث عن حياة الأئمة في الفصل القادم وندرس كيفية قيادتهم للحياة والمجتمع حيث أنهم القادة في كل الظروف المتعددة والمتنوعة ونحن بحاجة إلى هكذا قيادة موحدة في المواقف المبدئية متعددة بالأدوار وفقاً للظروف المتعددة، المهم أننا لا بد أن نتعرف على أئمتنا في زمن الحضور وهكذا في زمن الغيبة أيضاً.
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية)،
وقال في حديث آخر: (من مات ولا بيعة عليه مات ميتة جاهلية) وفي الحديث الثالث: (من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية) والإمام الصادق(عليه السلام) يقول: (من بات ليلة لا يعرف فيها إمام زمانه مات ميتة جاهلية).
وحينما سئل الإمام الصادق(عليه السلام): جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه قال (عليه السلام): (جاهلية كفر ونفاق وضلال).
إذن لا بد من معرفتهم معرفة تامة لغرض الإيمان بهم كذلك، أما في حالة عدم الإيمان بهم يعني ذلك الرد على المنهجية القيادية التي وضعها الله سبحانه للمسلمين وبمعنى أوضح أن المنكر لهم يعد كافراً فقد قال الإمام الباقر(عليه السلام): (إنما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منا أهل البيت) والإمام الصادق(عليه السلام) يقول: (من عرفنا كان مؤمناً ومن أنكرنا كان كافراً).
وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) (كل من دان الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله، فسعيه غير مقبول وهو ضال متحير والله شانئ أعماله ومثله مثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها) فأئمة أهل البيت(عليهم السلام) هم باب الله ودليله أما أئمة الجور فهم ليسوا من الله، يقول الإمام الصادق(عليه السلام): (لا يقبل الله من العباد الأعمال الصالحة التي يعملونها إذا تولوا الإمام الجائر الذي ليس من الله تعالى). فلا بد من التسليم لولاية أئمة أهل البيت(عليهم السلام) لأنهم الطريق الشرعي للتسليم المطلق لله تعالى.
يقول الإمام السجاد(عليه السلام): (إن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة والآراء الباطلة والمقاييس الفاسدة ولا يصاب إلا بالتسليم فمن سلم لنا سلم ومن اهتدى بنا هدي ومن دان بالقياس والرأي هلك. . . ).
فأوامرهم أوامر الرسول وأوامر الرسول هي أوامر الله تعالى فلا بد إذن من إطاعتهم يقول الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) (اسمعوا وأطيعوا لمن ولاه الله الأمر فإنه نظام الإسلام).
وعلى أيديهم نحصل على سعادة الدارين وبطاعتهم تفوز بهما لأنها تحقق رضاه تبارك وتعالى.
قال الإمام الباقر(عليه السلام): (ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن تعالى الطاعة للإمام بعد معرفته. . . ) فمعرفتهم تعني معرفة الله عز وجل.
2 – مصدر المعرفة الحقيقية:
لابد أن نتعلم ونأخذ معارفنا منهم بشكل عام وبالذات في توضيح الأحكام وتفسير القرآن وتهذيب الأخلاق وعلوم المعرفة الإلهية والمسائل التربوية والعقائدية فإنهم مفاتيح العلم وينابيع المعرفة، قولهم وفعلهم وتقريرهم سنة واجبة التطبيق والتنفيذ والتسليم كما رسول الله(صلى الله عليه وآله).
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (أنا مدينة العلم وعلي بابه) وقال(صلى الله عليه وآله): (حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا) (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إمامان قاما أو قعدا. . . ).
والإمام الصادق(عليه السلام) يقول: (بني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية) قال زراره فقلت وأي شيء من ذلك أفضل؟ فقال الولاية أفضل لأنها مفتاحهن والوالي هو الدليل عليهن).
ويقول أيضاً: (إن الأرض لا تترك إلا بعالم يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى الناس يعلم الحلال والحرام) والإمام الباقر(عليه السلام) يقول: (إنما كلف الناس ثلاثة: معرفة الأئمة والتسليم لهم فيما ورد عليهم والرد إليهم فيما اختلفوا فيه).
فالإمامة هي النور المبين للشريعة الإسلامية يقول الإمام الكاظم(عليه السلام): (الإمامة هي النور وذلك في قوله عز وجل: (آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا) النور هو الإمام).
والآية الكريمة: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) يقول عنها الإمام الباقر(عليه السلام): (نحن نعلمه. . ).
فإذن مصدرنا في معرفة الأحكام والأسس الشرعية وتفسير القرآن هم الأئمة (عليهم السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله) لنحصن أنفسنا ومجتمعنا بالثقافة الواعية بعيدين عن التخبط العشوائي في خضم المعترك الفكري نتيجة التفسير بالرأي أو الأخذ من مصادر غير دقيقة.
3 – القدوة الصالحة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية:
كما نتخذ الرسول والأئمة(عليهم السلام) مثلاً أعلى لنا في العقيدة الراسخة في النفس وما تعكسه هذه العقيدة من أخلاق فردية واجتماعية ـ إنما الدين المعاملة ـ فهم قدوتنا في الحياة الثقافية والسلوكية كما مر معنا في النقطتين السابقتين. فهم أيضاً قدوات صالحة لنا في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ففي حالة التمكن من إقامة الحكم الإسلامي لا بد من معرفة التعامل السياسي لدى الأئمة في ظروف مشابهة لظروفنا وإن كنا نفتقر لهذا التاريخ الحاكم بالنسبة لأئمتنا(عليهم السلام) ولكن مع وجود هذا القليل فإنه كثير لو استطعنا أن نكتشف القواعد العامة في سياسة في الإسلام. يقول العلامة جواد كاظم: (أما الغاية السامية التي تهدفها السياسة في الإسلام فبوسعنا تبينها من الآية الكريمة (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط). [سورة الحديد: الآية 25].
وأما القسط: الهدف الذي يسعى إليه ابتعاث الرسل، وإنزال الكتاب والميزان، فهي كلمة جامعة، لكل الغايات الثلاث من حماية الأمة أن تعتدي على غيرها أو تقع ضحية عدوان الآخرين وصيانتها عن أن يعتدي بعضها على بعض(بجهل أو جهالة) وعن اغتصاب السلطة حرياتها. ذلك أنه لو وقع شيء من ذلك لارتفع القسط، ووضع مكانه الظلم بصفة عامة.
وتدخل ضمن هذه القاعدة الكلية:
1 – حماية الحقوق المدنية. . .
2 –حماية كرامة المواطن. . .
3 – توفير الحريات الاقتصادية والسياسية والفكرية والشخصية لكل فرد.
ثم المحافظة على هذه الحريات، من كل استغلال واحتكار وسيطرة وتضليل. . )(26).
فلا بد أن نأوي إليهم وبالفعل نتخذهم أسساً لحياتنا كما نتخذ سنة رسول الله نبراساً لنا فسنة الأئمة الأطهار هي امتداد سنة النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) وكلهم أنوار الحياة.
يقول الإمام علي(عليه السلام): (يحتاج الإمام إلى قلب عقول ولسان قؤول وجنان على إقامة الحق صؤول) وفي حديث آخر يصف الأئمة: (عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لا عقل سماع ورواية فان رواة العلم كثير ورعاته قليل).
وكما قلنا نتخذهم القدوة الصالحة في الحياة الاقتصادية أيضاً في كيفية إزالة الفقر والتخلف الاقتصادي ورفع مستوى المعيشة كما قال الإمام علي(عليه السلام) (الفقر الموت الأكبر).
وهكذا على المنحى الاجتماعي في سيادة الفضيلة والإصلاح والدعوة إلى التماسك الاجتماعي كما كان يفعل أئمتنا (عليهم السلام) في بناء الأسرة الواحدة والتحابب فيما بين الناس وصلة الأرحام والعطف على الصغير وتوقير الكبير فقد ورد (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ولم يعطف على صغيرنا) (من حسن بره بأهل بيته زيد في عمره) (إن أحببت أن يزيد الله في عمرك فسر أبويك) (من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه)(27).
4 – في زمن الغيبة:
أما الواجبات في زمن الغيبة وهو زماننا الحالي فلا بد أن نعد أنفسنا لإقامة الأحكام الإسلامية على الأرض ضمن المنهجية القرآنية والسنة الشريفة من النبي(صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) متبلورة اليوم على يد العلماء المراجع ـ نواب الإمام ـ ومن المؤكد أن يكون هذا طموح كل إنسان مسلم في هذا العصر أن نمهد لظهور الإمام المهدي المنتظر ونكون جنوداً أوفياء لدولته المباركة ومن واجباتنا اليوم تبيان حقيقة المقاييس الصحيحة للقيادة الواعية والمستقيمة ليتم اتباعها وهي منهجية أئمة أهل البيت(عليهم السلام) وهذا مما يكشف زيف أئمة الجور والأمراء المتسلطين ويدفعنا نحو الموقف المبدئي المطلوب اتجاههم يقول الإمام الصادق(عليه السلام): (من أشرك مع إمام إمامته من عند الله من ليست إمامته من الله كان مشركاً).
والإمام الباقر(عليه السلام) يقول: (إن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله والحق قد ضلوا بأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف. . ).
وهذا التحذير يستمر إلى قيام الساعة يقول الإمام الصادق(عليه السلام): (من ادعى الإمامة وليس من أهلها فهو كافر) ويقول أيضاً: (ما تبقى الأرض يوماً واحداً بغير إمام منا تفزع إليه آكامه).
فإذن لا بد من البحث الحثيث في زمن الغيبة لمعرفة الأئمة وامتدادات الأئمة في المشروع القيادي المستقيم وبالمقابل لفضح أئمة الجور المتسلطين الذين توقع النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) ـ كما قلنا آنفاً ـ ظهورهم على مسرح السياسة الإسلامية لذلك حذر المسلمين منهم بكثير من الأحاديث الشريفة، منها:
قال(صلى الله عليه وآله): (إن رحى الإسلام ستدور فحيث ما دار القرآن فدوروا به ويوشك السلطان والقرآن أن يقتتلا ويتفرقا، إنه سيكون عليكم ملوك يحكمون لكم بحكم ولهم بغيره فإن أطعتموهم أضلوكم وإن عصيتموهم قتلوكم) قالوا: كيف بنا إن أدركنا ذلك.
قال: (تكونون كأصحاب عيسى نشروا بالمناشير ورفعوا على الخشب موت في طاعة خير من حياة في معصية. . . ).
وفي حديث آخر: (يا علي أربع من قواصم الظهر: إمام يعصي الله ويطاع أمره) وقال الإمام علي(عليه السلام) (احذروا على دينكم ثلاث. . . ورجلاً آتاه الله سلطاناً فزعم أن طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله وكذب لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. . . . ).
أما الأحاديث المزورة التي تدفع الناس للخضوع لأولي الأمر حتى الظالمين منهم فكثيرة كان هدفها سياسياً معروفاً لإيجاد حالة الرضى من الظالمين الحاكمين والاسترخاء على أمر الفساد الشائع من قبل السلاطين وأنها غير صحيحة كما يروى عن الرسول(صلى الله عليه وآله) (الجهاد واجب عليكم مع أمير براً كان أو فاجراً وإن هو عمل الكبائر والصلاة واجبة عليكم خلف كل مسلم براً كان أو فاجراً وإن هو عمل الكبائر. . . ).
هذه الروايات تصطدم مع القرآن الكريم والشريعة الإلهية وإنها جعلت لتخدير الشعوب المسلمة أمام انحراف الأمراء فقد قال سبحانه: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار. . ). [سورة هود: الآية 113].
والحديث الشريف الذي يرويه الإمام الحسين(عليه السلام) عن الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) يحدد معالم التحرك الواعي نحو الصلاح فقد قال(صلى الله عليه وآله): (من رأى منكم سلطاناً جائراً مستحلاً لحرام الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباده بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله).
وقال الإمام علي(عليه السلام): (اللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منا تنافساً في سلطان ولا التماساً لشيء من فضول الحطام ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك. . . ) فإذن لا بد من معرفة الكلمة الصادقة والرأي الشجاع في الشريعة الإسلامية.
وإلا كيف يمكن أن يصبر الإنسان المؤمن على حاكم باسم الإسلام كيزيد حيث الفساد الشخصي والاجتماعي والسياسي ـ كما هو معروف ـ فالذين يحكمون كيزيد ـ وإن كانوا يحكمون باسم الإسلام ـ إلا أن الموقف المطلوب هو الرفض لهؤلاء والبحث عن أئمة الحق. . . ونقرأ في التاريخ الكثير من الخلفاء الذين حكموا في الأدوار الأموية والعباسية والعثمانية كانوا كأمثال يزيد فهذا الوليد ـ الخليفة الأموي ـ المعلن بالفسق والفجور فقد رمى القرآن الكريم غضباً لما تفاءل به فجاءت الآية المباركة (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد) رماه بالنبل حتى خرقه وأنشأ يقول:
هذه مجمل المواقف المطلوبة اتجاه أئمة الحق أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
6-واجباتنا اتجاه الأئمة (عليهم السلام)
1– الاعتقاد بهم.
2– مصدر المعرفة الحقيقية.
3– القدوة الصالحة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
4– في زمن الغيبة.
تتلخص واجباتنا بالأمور التالية:
1– الاعتقاد بهم:

لا بد أن نتعرف على أئمتنا الكرام(عليهم السلام) كما لا بد أن نتعرف على النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) فمعرفة الأئمة سلوكاً وعملاً وجهاداً مواقف تملي علينا هذه المعرفة البصائر الحقة في ساحاتنا الميدانية وفي كل الظروف وسنتحدث عن حياة الأئمة في الفصل القادم وندرس كيفية قيادتهم للحياة والمجتمع حيث أنهم القادة في كل الظروف المتعددة والمتنوعة ونحن بحاجة إلى هكذا قيادة موحدة في المواقف المبدئية متعددة بالأدوار وفقاً للظروف المتعددة، المهم أننا لا بد أن نتعرف على أئمتنا في زمن الحضور وهكذا في زمن الغيبة أيضاً.
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية)،
وقال في حديث آخر: (من مات ولا بيعة عليه مات ميتة جاهلية) وفي الحديث الثالث: (من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية) والإمام الصادق(عليه السلام) يقول: (من بات ليلة لا يعرف فيها إمام زمانه مات ميتة جاهلية).
وحينما سئل الإمام الصادق(عليه السلام): جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه قال (عليه السلام): (جاهلية كفر ونفاق وضلال).
إذن لا بد من معرفتهم معرفة تامة لغرض الإيمان بهم كذلك، أما في حالة عدم الإيمان بهم يعني ذلك الرد على المنهجية القيادية التي وضعها الله سبحانه للمسلمين وبمعنى أوضح أن المنكر لهم يعد كافراً فقد قال الإمام الباقر(عليه السلام): (إنما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منا أهل البيت) والإمام الصادق(عليه السلام) يقول: (من عرفنا كان مؤمناً ومن أنكرنا كان كافراً).
وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) (كل من دان الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله، فسعيه غير مقبول وهو ضال متحير والله شانئ أعماله ومثله مثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها) فأئمة أهل البيت(عليهم السلام) هم باب الله ودليله أما أئمة الجور فهم ليسوا من الله، يقول الإمام الصادق(عليه السلام): (لا يقبل الله من العباد الأعمال الصالحة التي يعملونها إذا تولوا الإمام الجائر الذي ليس من الله تعالى). فلا بد من التسليم لولاية أئمة أهل البيت(عليهم السلام) لأنهم الطريق الشرعي للتسليم المطلق لله تعالى.
يقول الإمام السجاد(عليه السلام): (إن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة والآراء الباطلة والمقاييس الفاسدة ولا يصاب إلا بالتسليم فمن سلم لنا سلم ومن اهتدى بنا هدي ومن دان بالقياس والرأي هلك. . . ).
فأوامرهم أوامر الرسول وأوامر الرسول هي أوامر الله تعالى فلا بد إذن من إطاعتهم يقول الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) (اسمعوا وأطيعوا لمن ولاه الله الأمر فإنه نظام الإسلام).
وعلى أيديهم نحصل على سعادة الدارين وبطاعتهم تفوز بهما لأنها تحقق رضاه تبارك وتعالى.
قال الإمام الباقر(عليه السلام): (ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن تعالى الطاعة للإمام بعد معرفته. . . ) فمعرفتهم تعني معرفة الله عز وجل.
2 – مصدر المعرفة الحقيقية:

لابد أن نتعلم ونأخذ معارفنا منهم بشكل عام وبالذات في توضيح الأحكام وتفسير القرآن وتهذيب الأخلاق وعلوم المعرفة الإلهية والمسائل التربوية والعقائدية فإنهم مفاتيح العلم وينابيع المعرفة، قولهم وفعلهم وتقريرهم سنة واجبة التطبيق والتنفيذ والتسليم كما رسول الله(صلى الله عليه وآله).
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (أنا مدينة العلم وعلي بابه) وقال(صلى الله عليه وآله): (حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا) (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إمامان قاما أو قعدا. . . ).
والإمام الصادق(عليه السلام) يقول: (بني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية) قال زراره فقلت وأي شيء من ذلك أفضل؟ فقال الولاية أفضل لأنها مفتاحهن والوالي هو الدليل عليهن).
ويقول أيضاً: (إن الأرض لا تترك إلا بعالم يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى الناس يعلم الحلال والحرام) والإمام الباقر(عليه السلام) يقول: (إنما كلف الناس ثلاثة: معرفة الأئمة والتسليم لهم فيما ورد عليهم والرد إليهم فيما اختلفوا فيه).
فالإمامة هي النور المبين للشريعة الإسلامية يقول الإمام الكاظم(عليه السلام): (الإمامة هي النور وذلك في قوله عز وجل: (آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا) النور هو الإمام).
والآية الكريمة: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) يقول عنها الإمام الباقر(عليه السلام): (نحن نعلمه. . ).
فإذن مصدرنا في معرفة الأحكام والأسس الشرعية وتفسير القرآن هم الأئمة (عليهم السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله) لنحصن أنفسنا ومجتمعنا بالثقافة الواعية بعيدين عن التخبط العشوائي في خضم المعترك الفكري نتيجة التفسير بالرأي أو الأخذ من مصادر غير دقيقة.
3 – القدوة الصالحة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية:

كما نتخذ الرسول والأئمة(عليهم السلام) مثلاً أعلى لنا في العقيدة الراسخة في النفس وما تعكسه هذه العقيدة من أخلاق فردية واجتماعية ـ إنما الدين المعاملة ـ فهم قدوتنا في الحياة الثقافية والسلوكية كما مر معنا في النقطتين السابقتين. فهم أيضاً قدوات صالحة لنا في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ففي حالة التمكن من إقامة الحكم الإسلامي لا بد من معرفة التعامل السياسي لدى الأئمة في ظروف مشابهة لظروفنا وإن كنا نفتقر لهذا التاريخ الحاكم بالنسبة لأئمتنا(عليهم السلام) ولكن مع وجود هذا القليل فإنه كثير لو استطعنا أن نكتشف القواعد العامة في سياسة في الإسلام. يقول العلامة جواد كاظم: (أما الغاية السامية التي تهدفها السياسة في الإسلام فبوسعنا تبينها من الآية الكريمة (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط). [سورة الحديد: الآية 25].
وأما القسط: الهدف الذي يسعى إليه ابتعاث الرسل، وإنزال الكتاب والميزان، فهي كلمة جامعة، لكل الغايات الثلاث من حماية الأمة أن تعتدي على غيرها أو تقع ضحية عدوان الآخرين وصيانتها عن أن يعتدي بعضها على بعض(بجهل أو جهالة) وعن اغتصاب السلطة حرياتها. ذلك أنه لو وقع شيء من ذلك لارتفع القسط، ووضع مكانه الظلم بصفة عامة.
وتدخل ضمن هذه القاعدة الكلية:
1 – حماية الحقوق المدنية. . .
2 –حماية كرامة المواطن. . .
3 – توفير الحريات الاقتصادية والسياسية والفكرية والشخصية لكل فرد.
ثم المحافظة على هذه الحريات، من كل استغلال واحتكار وسيطرة وتضليل. . )(26).
فلا بد أن نأوي إليهم وبالفعل نتخذهم أسساً لحياتنا كما نتخذ سنة رسول الله نبراساً لنا فسنة الأئمة الأطهار هي امتداد سنة النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) وكلهم أنوار الحياة.
يقول الإمام علي(عليه السلام): (يحتاج الإمام إلى قلب عقول ولسان قؤول وجنان على إقامة الحق صؤول) وفي حديث آخر يصف الأئمة: (عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لا عقل سماع ورواية فان رواة العلم كثير ورعاته قليل).
وكما قلنا نتخذهم القدوة الصالحة في الحياة الاقتصادية أيضاً في كيفية إزالة الفقر والتخلف الاقتصادي ورفع مستوى المعيشة كما قال الإمام علي(عليه السلام) (الفقر الموت الأكبر).
وهكذا على المنحى الاجتماعي في سيادة الفضيلة والإصلاح والدعوة إلى التماسك الاجتماعي كما كان يفعل أئمتنا (عليهم السلام) في بناء الأسرة الواحدة والتحابب فيما بين الناس وصلة الأرحام والعطف على الصغير وتوقير الكبير فقد ورد (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ولم يعطف على صغيرنا) (من حسن بره بأهل بيته زيد في عمره) (إن أحببت أن يزيد الله في عمرك فسر أبويك) (من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه)(27).
4 – في زمن الغيبة:

أما الواجبات في زمن الغيبة وهو زماننا الحالي فلا بد أن نعد أنفسنا لإقامة الأحكام الإسلامية على الأرض ضمن المنهجية القرآنية والسنة الشريفة من النبي(صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) متبلورة اليوم على يد العلماء المراجع ـ نواب الإمام ـ ومن المؤكد أن يكون هذا طموح كل إنسان مسلم في هذا العصر أن نمهد لظهور الإمام المهدي المنتظر ونكون جنوداً أوفياء لدولته المباركة ومن واجباتنا اليوم تبيان حقيقة المقاييس الصحيحة للقيادة الواعية والمستقيمة ليتم اتباعها وهي منهجية أئمة أهل البيت(عليهم السلام) وهذا مما يكشف زيف أئمة الجور والأمراء المتسلطين ويدفعنا نحو الموقف المبدئي المطلوب اتجاههم يقول الإمام الصادق(عليه السلام): (من أشرك مع إمام إمامته من عند الله من ليست إمامته من الله كان مشركاً).
والإمام الباقر(عليه السلام) يقول: (إن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله والحق قد ضلوا بأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف. . ).
وهذا التحذير يستمر إلى قيام الساعة يقول الإمام الصادق(عليه السلام): (من ادعى الإمامة وليس من أهلها فهو كافر) ويقول أيضاً: (ما تبقى الأرض يوماً واحداً بغير إمام منا تفزع إليه آكامه).
فإذن لا بد من البحث الحثيث في زمن الغيبة لمعرفة الأئمة وامتدادات الأئمة في المشروع القيادي المستقيم وبالمقابل لفضح أئمة الجور المتسلطين الذين توقع النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) ـ كما قلنا آنفاً ـ ظهورهم على مسرح السياسة الإسلامية لذلك حذر المسلمين منهم بكثير من الأحاديث الشريفة، منها:
قال(صلى الله عليه وآله): (إن رحى الإسلام ستدور فحيث ما دار القرآن فدوروا به ويوشك السلطان والقرآن أن يقتتلا ويتفرقا، إنه سيكون عليكم ملوك يحكمون لكم بحكم ولهم بغيره فإن أطعتموهم أضلوكم وإن عصيتموهم قتلوكم) قالوا: كيف بنا إن أدركنا ذلك.
قال: (تكونون كأصحاب عيسى نشروا بالمناشير ورفعوا على الخشب موت في طاعة خير من حياة في معصية. . . ).
وفي حديث آخر: (يا علي أربع من قواصم الظهر: إمام يعصي الله ويطاع أمره) وقال الإمام علي(عليه السلام) (احذروا على دينكم ثلاث. . . ورجلاً آتاه الله سلطاناً فزعم أن طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله وكذب لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. . . . ).
أما الأحاديث المزورة التي تدفع الناس للخضوع لأولي الأمر حتى الظالمين منهم فكثيرة كان هدفها سياسياً معروفاً لإيجاد حالة الرضى من الظالمين الحاكمين والاسترخاء على أمر الفساد الشائع من قبل السلاطين وأنها غير صحيحة كما يروى عن الرسول(صلى الله عليه وآله) (الجهاد واجب عليكم مع أمير براً كان أو فاجراً وإن هو عمل الكبائر والصلاة واجبة عليكم خلف كل مسلم براً كان أو فاجراً وإن هو عمل الكبائر. . . ).
هذه الروايات تصطدم مع القرآن الكريم والشريعة الإلهية وإنها جعلت لتخدير الشعوب المسلمة أمام انحراف الأمراء فقد قال سبحانه: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار. . ). [سورة هود: الآية 113].
والحديث الشريف الذي يرويه الإمام الحسين(عليه السلام) عن الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) يحدد معالم التحرك الواعي نحو الصلاح فقد قال(صلى الله عليه وآله): (من رأى منكم سلطاناً جائراً مستحلاً لحرام الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباده بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله).
وقال الإمام علي(عليه السلام): (اللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منا تنافساً في سلطان ولا التماساً لشيء من فضول الحطام ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك. . . ) فإذن لا بد من معرفة الكلمة الصادقة والرأي الشجاع في الشريعة الإسلامية.
وإلا كيف يمكن أن يصبر الإنسان المؤمن على حاكم باسم الإسلام كيزيد حيث الفساد الشخصي والاجتماعي والسياسي ـ كما هو معروف ـ فالذين يحكمون كيزيد ـ وإن كانوا يحكمون باسم الإسلام ـ إلا أن الموقف المطلوب هو الرفض لهؤلاء والبحث عن أئمة الحق. . . ونقرأ في التاريخ الكثير من الخلفاء الذين حكموا في الأدوار الأموية والعباسية والعثمانية كانوا كأمثال يزيد فهذا الوليد ـ الخليفة الأموي ـ المعلن بالفسق والفجور فقد رمى القرآن الكريم غضباً لما تفاءل به فجاءت الآية المباركة (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد) رماه بالنبل حتى خرقه وأنشأ يقول:
تهــــددنـي بجـــبـار عـنــيـد فـــها أنا ذا جـــبـار عـــنــيد
إذا ما جئـت ربـك يوم حشر فــقـل يــا رب مزقني الوليد
هذا تصرف يقوم به خليفة المسلمين ولا بد أن نطيعه ونقتدي به !، أي منطق يقبل ذلك هل لأنه حاكم على المسرح، وهل لدينا نص شرعي يقول بذلك ؟ بينما النصوص الشرعية على العكس تماماً. . إذا ما جئـت ربـك يوم حشر فــقـل يــا رب مزقني الوليد
هذه مجمل المواقف المطلوبة اتجاه أئمة الحق أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
تعليق