إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

لديّ أسئلة حول الإمامة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    تتمة

    6-واجباتنا اتجاه الأئمة (عليهم السلام)

    1– الاعتقاد بهم.

    2– مصدر المعرفة الحقيقية.
    3– القدوة الصالحة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
    4– في زمن الغيبة.

    تتلخص واجباتنا بالأمور التالية:
    1– الاعتقاد بهم:
    لا بد أن نتعرف على أئمتنا الكرام(عليهم السلام) كما لا بد أن نتعرف على النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) فمعرفة الأئمة سلوكاً وعملاً وجهاداً مواقف تملي علينا هذه المعرفة البصائر الحقة في ساحاتنا الميدانية وفي كل الظروف وسنتحدث عن حياة الأئمة في الفصل القادم وندرس كيفية قيادتهم للحياة والمجتمع حيث أنهم القادة في كل الظروف المتعددة والمتنوعة ونحن بحاجة إلى هكذا قيادة موحدة في المواقف المبدئية متعددة بالأدوار وفقاً للظروف المتعددة، المهم أننا لا بد أن نتعرف على أئمتنا في زمن الحضور وهكذا في زمن الغيبة أيضاً.
    قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية)،
    وقال في حديث آخر: (من مات ولا بيعة عليه مات ميتة جاهلية) وفي الحديث الثالث: (من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية) والإمام الصادق(عليه السلام) يقول: (من بات ليلة لا يعرف فيها إمام زمانه مات ميتة جاهلية).
    وحينما سئل الإمام الصادق(عليه السلام): جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه قال (عليه السلام): (جاهلية كفر ونفاق وضلال).
    إذن لا بد من معرفتهم معرفة تامة لغرض الإيمان بهم كذلك، أما في حالة عدم الإيمان بهم يعني ذلك الرد على المنهجية القيادية التي وضعها الله سبحانه للمسلمين وبمعنى أوضح أن المنكر لهم يعد كافراً فقد قال الإمام الباقر(عليه السلام): (إنما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منا أهل البيت) والإمام الصادق(عليه السلام) يقول: (من عرفنا كان مؤمناً ومن أنكرنا كان كافراً).
    وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) (كل من دان الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله، فسعيه غير مقبول وهو ضال متحير والله شانئ أعماله ومثله مثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها) فأئمة أهل البيت(عليهم السلام) هم باب الله ودليله أما أئمة الجور فهم ليسوا من الله، يقول الإمام الصادق(عليه السلام): (لا يقبل الله من العباد الأعمال الصالحة التي يعملونها إذا تولوا الإمام الجائر الذي ليس من الله تعالى). فلا بد من التسليم لولاية أئمة أهل البيت(عليهم السلام) لأنهم الطريق الشرعي للتسليم المطلق لله تعالى.
    يقول الإمام السجاد(عليه السلام): (إن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة والآراء الباطلة والمقاييس الفاسدة ولا يصاب إلا بالتسليم فمن سلم لنا سلم ومن اهتدى بنا هدي ومن دان بالقياس والرأي هلك. . . ).
    فأوامرهم أوامر الرسول وأوامر الرسول هي أوامر الله تعالى فلا بد إذن من إطاعتهم يقول الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) (اسمعوا وأطيعوا لمن ولاه الله الأمر فإنه نظام الإسلام).
    وعلى أيديهم نحصل على سعادة الدارين وبطاعتهم تفوز بهما لأنها تحقق رضاه تبارك وتعالى.
    قال الإمام الباقر(عليه السلام): (ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن تعالى الطاعة للإمام بعد معرفته. . . ) فمعرفتهم تعني معرفة الله عز وجل.

    2 – مصدر المعرفة الحقيقية:
    لابد أن نتعلم ونأخذ معارفنا منهم بشكل عام وبالذات في توضيح الأحكام وتفسير القرآن وتهذيب الأخلاق وعلوم المعرفة الإلهية والمسائل التربوية والعقائدية فإنهم مفاتيح العلم وينابيع المعرفة، قولهم وفعلهم وتقريرهم سنة واجبة التطبيق والتنفيذ والتسليم كما رسول الله(صلى الله عليه وآله).
    قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (أنا مدينة العلم وعلي بابه) وقال(صلى الله عليه وآله): (حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا) (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إمامان قاما أو قعدا. . . ).
    والإمام الصادق(عليه السلام) يقول: (بني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية) قال زراره فقلت وأي شيء من ذلك أفضل؟ فقال الولاية أفضل لأنها مفتاحهن والوالي هو الدليل عليهن).
    ويقول أيضاً: (إن الأرض لا تترك إلا بعالم يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى الناس يعلم الحلال والحرام) والإمام الباقر(عليه السلام) يقول: (إنما كلف الناس ثلاثة: معرفة الأئمة والتسليم لهم فيما ورد عليهم والرد إليهم فيما اختلفوا فيه).
    فالإمامة هي النور المبين للشريعة الإسلامية يقول الإمام الكاظم(عليه السلام): (الإمامة هي النور وذلك في قوله عز وجل: (آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا) النور هو الإمام).
    والآية الكريمة: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) يقول عنها الإمام الباقر(عليه السلام): (نحن نعلمه. . ).
    فإذن مصدرنا في معرفة الأحكام والأسس الشرعية وتفسير القرآن هم الأئمة (عليهم السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله) لنحصن أنفسنا ومجتمعنا بالثقافة الواعية بعيدين عن التخبط العشوائي في خضم المعترك الفكري نتيجة التفسير بالرأي أو الأخذ من مصادر غير دقيقة.

    3 – القدوة الصالحة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية:
    كما نتخذ الرسول والأئمة(عليهم السلام) مثلاً أعلى لنا في العقيدة الراسخة في النفس وما تعكسه هذه العقيدة من أخلاق فردية واجتماعية ـ إنما الدين المعاملة ـ فهم قدوتنا في الحياة الثقافية والسلوكية كما مر معنا في النقطتين السابقتين. فهم أيضاً قدوات صالحة لنا في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ففي حالة التمكن من إقامة الحكم الإسلامي لا بد من معرفة التعامل السياسي لدى الأئمة في ظروف مشابهة لظروفنا وإن كنا نفتقر لهذا التاريخ الحاكم بالنسبة لأئمتنا(عليهم السلام) ولكن مع وجود هذا القليل فإنه كثير لو استطعنا أن نكتشف القواعد العامة في سياسة في الإسلام. يقول العلامة جواد كاظم: (أما الغاية السامية التي تهدفها السياسة في الإسلام فبوسعنا تبينها من الآية الكريمة (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط). [سورة الحديد: الآية 25].
    وأما القسط: الهدف الذي يسعى إليه ابتعاث الرسل، وإنزال الكتاب والميزان، فهي كلمة جامعة، لكل الغايات الثلاث من حماية الأمة أن تعتدي على غيرها أو تقع ضحية عدوان الآخرين وصيانتها عن أن يعتدي بعضها على بعض(بجهل أو جهالة) وعن اغتصاب السلطة حرياتها. ذلك أنه لو وقع شيء من ذلك لارتفع القسط، ووضع مكانه الظلم بصفة عامة.
    وتدخل ضمن هذه القاعدة الكلية:
    1 – حماية الحقوق المدنية. . .
    2 –حماية كرامة المواطن. . .
    3 – توفير الحريات الاقتصادية والسياسية والفكرية والشخصية لكل فرد.
    ثم المحافظة على هذه الحريات، من كل استغلال واحتكار وسيطرة وتضليل. . )(26).
    فلا بد أن نأوي إليهم وبالفعل نتخذهم أسساً لحياتنا كما نتخذ سنة رسول الله نبراساً لنا فسنة الأئمة الأطهار هي امتداد سنة النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) وكلهم أنوار الحياة.
    يقول الإمام علي(عليه السلام): (يحتاج الإمام إلى قلب عقول ولسان قؤول وجنان على إقامة الحق صؤول) وفي حديث آخر يصف الأئمة: (عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لا عقل سماع ورواية فان رواة العلم كثير ورعاته قليل).
    وكما قلنا نتخذهم القدوة الصالحة في الحياة الاقتصادية أيضاً في كيفية إزالة الفقر والتخلف الاقتصادي ورفع مستوى المعيشة كما قال الإمام علي(عليه السلام) (الفقر الموت الأكبر).
    وهكذا على المنحى الاجتماعي في سيادة الفضيلة والإصلاح والدعوة إلى التماسك الاجتماعي كما كان يفعل أئمتنا (عليهم السلام) في بناء الأسرة الواحدة والتحابب فيما بين الناس وصلة الأرحام والعطف على الصغير وتوقير الكبير فقد ورد (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ولم يعطف على صغيرنا) (من حسن بره بأهل بيته زيد في عمره) (إن أحببت أن يزيد الله في عمرك فسر أبويك) (من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه)(27).

    4 – في زمن الغيبة:
    أما الواجبات في زمن الغيبة وهو زماننا الحالي فلا بد أن نعد أنفسنا لإقامة الأحكام الإسلامية على الأرض ضمن المنهجية القرآنية والسنة الشريفة من النبي(صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) متبلورة اليوم على يد العلماء المراجع ـ نواب الإمام ـ ومن المؤكد أن يكون هذا طموح كل إنسان مسلم في هذا العصر أن نمهد لظهور الإمام المهدي المنتظر ونكون جنوداً أوفياء لدولته المباركة ومن واجباتنا اليوم تبيان حقيقة المقاييس الصحيحة للقيادة الواعية والمستقيمة ليتم اتباعها وهي منهجية أئمة أهل البيت(عليهم السلام) وهذا مما يكشف زيف أئمة الجور والأمراء المتسلطين ويدفعنا نحو الموقف المبدئي المطلوب اتجاههم يقول الإمام الصادق(عليه السلام): (من أشرك مع إمام إمامته من عند الله من ليست إمامته من الله كان مشركاً).
    والإمام الباقر(عليه السلام) يقول: (إن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله والحق قد ضلوا بأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف. . ).
    وهذا التحذير يستمر إلى قيام الساعة يقول الإمام الصادق(عليه السلام): (من ادعى الإمامة وليس من أهلها فهو كافر) ويقول أيضاً: (ما تبقى الأرض يوماً واحداً بغير إمام منا تفزع إليه آكامه).
    فإذن لا بد من البحث الحثيث في زمن الغيبة لمعرفة الأئمة وامتدادات الأئمة في المشروع القيادي المستقيم وبالمقابل لفضح أئمة الجور المتسلطين الذين توقع النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) ـ كما قلنا آنفاً ـ ظهورهم على مسرح السياسة الإسلامية لذلك حذر المسلمين منهم بكثير من الأحاديث الشريفة، منها:
    قال(صلى الله عليه وآله): (إن رحى الإسلام ستدور فحيث ما دار القرآن فدوروا به ويوشك السلطان والقرآن أن يقتتلا ويتفرقا، إنه سيكون عليكم ملوك يحكمون لكم بحكم ولهم بغيره فإن أطعتموهم أضلوكم وإن عصيتموهم قتلوكم) قالوا: كيف بنا إن أدركنا ذلك.
    قال: (تكونون كأصحاب عيسى نشروا بالمناشير ورفعوا على الخشب موت في طاعة خير من حياة في معصية. . . ).
    وفي حديث آخر: (يا علي أربع من قواصم الظهر: إمام يعصي الله ويطاع أمره) وقال الإمام علي(عليه السلام) (احذروا على دينكم ثلاث. . . ورجلاً آتاه الله سلطاناً فزعم أن طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله وكذب لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. . . . ).
    أما الأحاديث المزورة التي تدفع الناس للخضوع لأولي الأمر حتى الظالمين منهم فكثيرة كان هدفها سياسياً معروفاً لإيجاد حالة الرضى من الظالمين الحاكمين والاسترخاء على أمر الفساد الشائع من قبل السلاطين وأنها غير صحيحة كما يروى عن الرسول(صلى الله عليه وآله) (الجهاد واجب عليكم مع أمير براً كان أو فاجراً وإن هو عمل الكبائر والصلاة واجبة عليكم خلف كل مسلم براً كان أو فاجراً وإن هو عمل الكبائر. . . ).
    هذه الروايات تصطدم مع القرآن الكريم والشريعة الإلهية وإنها جعلت لتخدير الشعوب المسلمة أمام انحراف الأمراء فقد قال سبحانه: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار. . ). [سورة هود: الآية 113].
    والحديث الشريف الذي يرويه الإمام الحسين(عليه السلام) عن الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) يحدد معالم التحرك الواعي نحو الصلاح فقد قال(صلى الله عليه وآله): (من رأى منكم سلطاناً جائراً مستحلاً لحرام الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباده بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله).
    وقال الإمام علي(عليه السلام): (اللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منا تنافساً في سلطان ولا التماساً لشيء من فضول الحطام ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك. . . ) فإذن لا بد من معرفة الكلمة الصادقة والرأي الشجاع في الشريعة الإسلامية.
    وإلا كيف يمكن أن يصبر الإنسان المؤمن على حاكم باسم الإسلام كيزيد حيث الفساد الشخصي والاجتماعي والسياسي ـ كما هو معروف ـ فالذين يحكمون كيزيد ـ وإن كانوا يحكمون باسم الإسلام ـ إلا أن الموقف المطلوب هو الرفض لهؤلاء والبحث عن أئمة الحق. . . ونقرأ في التاريخ الكثير من الخلفاء الذين حكموا في الأدوار الأموية والعباسية والعثمانية كانوا كأمثال يزيد فهذا الوليد ـ الخليفة الأموي ـ المعلن بالفسق والفجور فقد رمى القرآن الكريم غضباً لما تفاءل به فجاءت الآية المباركة (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد) رماه بالنبل حتى خرقه وأنشأ يقول:
    تهــــددنـي بجـــبـار عـنــيـد فـــها أنا ذا جـــبـار عـــنــيد
    إذا ما جئـت ربـك يوم حشر فــقـل يــا رب مزقني الوليد
    هذا تصرف يقوم به خليفة المسلمين ولا بد أن نطيعه ونقتدي به !، أي منطق يقبل ذلك هل لأنه حاكم على المسرح، وهل لدينا نص شرعي يقول بذلك ؟ بينما النصوص الشرعية على العكس تماماً. .
    هذه مجمل المواقف المطلوبة اتجاه أئمة الحق أئمة أهل البيت (عليهم السلام).

    تعليق


    • #32
      7-
      7-قادتنا الاثنا عشر عليهم السلام

      بعد ما عرفنا شيئا عن خلفاء الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) الفعليين وهم الأئمة الاثنا عشر حيث عدهم ووصفهم رسول الله كما في الأحاديث التي مضت معنا في الفصول السابقة والآن ونحن في صدد تكوين عقيدتنا القلبية نريد أن نتعرف على هذه القيادة الشرعية التي لم نعرف عنها الكثير من الممارسات السياسية على المسرح التاريخي فهل يمكن أن نؤمن بقيادة لم نعرفها ولم يعرفها التاريخ السياسي كثيراً ؟

      وبمعنى آخر نريد أن نتعرف على ملابسات التاريخ الإسلامي. فلنحفره بأصابع طاهرة متوكلين على الله الحي القيوم راجين وجهه العظيم، ولا بد من العمل الجاد لإزالة الغبار عن أحداث التاريخ المتراكمة بشرط أن تتم العملية بروح إيجابية لا بالشكل الذي نتحول فيه إلى وقود فتنة دامية ينتعش لها العدو المتربص بنا. وبعد هذه العملية الشجاعة نريد كشف قادتنا الشرعيين ولا بد من أن تتم العملية الجراحية لباطن التاريخ بمباضع معقمة وغير ملوثة بترسبات العصبية الجاهلية وبأمراض الأنانية الضيقة لنتطلع بصدق إلى مواقف قادتنا ورجال الإسلام فنتلمس حالتهم ونعيش حياتهم ونستلهم من أدوارهم السياسية مواقف وعبر وندرس تفاصيل حياتهم كيف بدأت وكيف اختتمت؟ وهم يتحملون المسؤولية الكبرى في التبليغ والإرشاد والإدارة والإصلاح والجهاد والعبادة وننظر كيف تعاملوا مع الدنيا والحكم والسلطة وكيف طبقوا القرآن الكريم في حياة الإنسان والمجتمع؟ فالقرآن أمانة الله سبحانه وتعالى ورسالته للبشرية لنتعرف عن قرب على قادتنا وندرسهم هل أنهم بحق خلفاء الرسول؟ كيف كانت تجربتهم الميدانية في ظل الحكام المختلفين معهم ؟. . وكيف استطاعوا أن يبلغوا الرسالة في أحلك الظروف؟ ليحافظوا على بيضة الإسلام وأخيراً لنتأمل شهادتهم سجناً أو قتلاً بالسم أو السيف كل ذلك نريد أن نعرفه في هذه الدارسة.
      وبالأثناء نحن نحترم كل المحاولات الموضوعية التي تريد أن تقدم أسس العقيدة الإسلامية للنشء الجديد بعيدة كل البعد عن زراعة الاختلافات التاريخية في قلب الشباب لأن هذه الزراعة لا ترضي أحداً بقدر ما هي فرصة للشيطان الرجيم وللطاغوت المتجبر ليشغلنا بمشاكل التاريخ ويضعفنا بالانشقاق والتفرقة لذلك ونحن ندخل هذا المضمار العسير من دراستنا الذي لا بد من الدخول فيه أوصي نفسي وأوصي من يتناول هذا الموضوع الحساس أن نتحلى بأعلى درجة من القيم الأخلاقية ونمد أيدينا بأمانة كبيرة إلى أرشيفنا الإسلامي الضخم في التاريخ ونخرج للتنفيذ والتطبيق مانراه شرعياً أو يحدد لنا سلوكنا على المستوى الشرعي فنترك الزبد ليذهب جفاء مع أهله ونأخذ ما ينفعنا كعبرة ودرس واعتقاد، وأرى من الضروري أن أشير إلى قضية أخرى قبل الخوض في البحث وهي أن همسة طويلة في أذني تخاطبني بترك هذا الموضوع وإسدال الستار عليه لنذهب إلى حقيقة المعركة الفاصلة بين معسكر الإسلام ومعسكر الكفر وأجيب تلك الهمسة التي طالما أحس بها تدور في الأذهان بأن الأمراض الجلدية التي تظهر على ظاهر الإنسان لها أسبابها في العمق فلا بد من حرق جراثيم الفساد من الداخل وبشكل قاطع لنقض على المرض لتعود الصحة. أما المراهم والزيوت الخارجية هي مخدرات وقتية تطيب الظاهر وتترك الباطن يتفاعل وينمو بجراثيمه لينفجر بعد فترة بمرض جلدي أقسى وأمر.
      وهكذا بعد الإيضاحات المقنعة تستجمع – هذه الهمسة – نفسها حياء وتنكمش خجلا من المطلب العلمي في البحث وترجع إلى خاطرة اعتيادية بحجمها الطبيعي دون عواصف بعد أن كانت همسة طويلة ذات عواصف ورعود.
      وأقول: إن الأمة التي تمتلك تاريخاً صلباً تقف عليه أنها أمة تستحق الحياة وأنها ستصنع المستحيل في الأحداث وأن الأمة التي لا تعرف تاريخها بل استلمته مشوّهاً لا تستطيع أن تقف عليه بل تكون بنت اللحظة الراهنة ولها في كل يوم قرار دون ثبات واع واستقامة دائمة ونحن المسلمين نمتلك بلا ريب تاريخاً واسعاً فيه الغث والسمين علينا أن نكتشف الحقيقة التاريخية لنقف عليها لتدفعنا نحو الساحة للتحرك الصالح لغرض صنع الحضارة الإسلامية، هذا والقرآن الكريم يشجعنا لمعرفة قصص الأمم السالفة ومعرفة قصص أسلافنا بالذات لنقف عندها متبصرين واعين يقول تعالى: (نحن نقص عليك أحسن القصص. . ). [سورة يوسف: الآية 3].
      (نحن نقص عليك نبأهم بالحق). [سورة الكهف: الآية 13].
      (منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك). [سورة الأعراف: الآية 101].
      بل يقص علينا قصص الأنبياء كموسى وعيسى وإبراهيم ويوسف والكثير من هذه القصص والمواقف لنعيش الأحداث الجارية من قبلنا ومصيرها لنعتبر ونهتدي ونحن نعيش أدوارنا ونؤديها حالياً.
      فهو إذن أسلوب ناجح للتربية والمعرفة ـ وأتخطر ـ وأنا أكتب هذه الأسطر اننا في إحدى السنوات عزمنا على السفر إلى دمشق ثم لزيارة الصحابي الشهيد حجر بن عدي الكندي المدفون قرب دمشق في مرج عذراء. وقصة هذا الشهيد الطاهر معروفة فإنه استشهد على يد جلاوزة معاوية حيث أبى التنازل عن الإمام علي(عليه السلام) وحبه وتقليده والرجل معروف تاريخياً من أبطال المسلمين وحامل راية رسول الله(صلى الله عليه وآله) المهم أخذنا سيارة تاكسي وذهبنا إلى مكان القبر في بداية السبعينات ونحن آنذاك في عنفوان الشباب وكان سائق السيارة يطيل النظر إلينا حيث أننا طلاب مدارس ولدينا الأموال. . . وقد تركنا الذهاب إلى أماكن اللهو والترف وجئنا لزيارة مرقد شهيد قد استشهد قبل أربعة عشر قرناً هو ومجموعته المؤمنة. . وقفنا على مجموعة أحجار صامتة في صحراء ! أنهينا الزيارة والصلاة لمدة دقائق وعدنا، وفي أثناء الطريق كنا نتحدث عن حياة الشهيد حجر أحدنا يذكر الثاني بمواقفه وفجأة سألنا السائق من هذا الشهيد أهو قريب لكم وهل هو من أجدادكم ؟ أم كان عملكم هذا زيارة ولي من أولياء الله ‍‍‍‍‍! وهو متعجب جداً ويوجه لنا هذه التساؤلات. . وقال إني سمعت أحد أقربائي يقول سيدنا معاوية قتل سيدنا حجر !!.
      بهذا المنطق المهادن للباطل بدأ يتحدث السائق. . ونحن بكل رحابة صدر بدأنا نجيبه عن مواقف التاريخ وعن المبدئية في التعامل معه ولا يمكن أن يكون القاتل والمقتول سيدين لنا ! أليس الحق واحد، أليس منطقكم يعني الإيمان بالتناقض. . . استوعب الرجل كلامنا لكن علامات التعجب لا تفارق عينيه وذبذبات صوته المتقطعة وفجأة اغرورقت عيناه بالدموع وانفجر باكياً بكاء شديداً حتى افتقد السيطرة التامة على جهاز الاستدارة في السيارة فأوقف سيارته على جانب الشارع ووضع رأسه على المقود وبكى بكاء عاليا ثم نزل من سيارته وغسل وجهه وعاد الكرة إلى عمله. . قفزت الأسئلة من حناجرنا ـ بهدوء وأدب ـ لماذا البكاء !؟
      قال: بصراحة لقد أدخلتموني دورة ثقافية عقائدية واستفدت من درسكم هذا وأنا في المقاومة الفلسطينية ما كنت أعرف قيمة دم الشهيد في التاريخ وكنت أظن أن دماءنا ستذهب سدى لبعض تصرفات القادة في القضية الفلسطينية والآن وبعد ما رأيت العجب منكم ومن زيارتكم لشهيد قبل قرون طويلة، يكفي لو نهض من قبره الآن لما عرفتموه ولكنكم زرتم القيم وأكبرتم الموقف وشخصتم الظالم من المظلوم عرفت أن موقف البطل حجر هو الموقف البطولي الشجاع الذي يخلده الدهر وعلى كل حال بكيت بكاء المغفرة وأشكركم على درسكم الوافي إني عاهدت الله بالعودة إلى المقاومة حتى تحقيق إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة بل إني أطلب الشهادة كهدف أسمى لي في الحياة لأنام باطمئنان في قبري وستأتي الأجيال لتزور القيم وتطلع على الموقف الشجاع – هذا تقريباً ما دار بيننا من أفكار وكلام ـ ثم ترحم على الشهيد البطل حجر بن عدي بعد ما قصصنا له قصته البطولية فقال بشجاعة المؤمن إن حجراً سيدي وسيد كل المظلومين قد قتلته الفئة الباغية.
      على ضوء ذلك نطالب بوضع برنامج للدراسة الوافية للتاريخ الإسلامي لنتوصل إلى الحقائق ولنسير على ضوئها دون أن نقع في نفق الأحداث التاريخية ذلك النفق المظلم فنهادن الظالمين اليوم انعكاسا للحالة السلبية التي تعكسها علينا الدراسات المشوهة للتاريخ.
      من هذه المقدمة ندرك أهمية التعرف على قادتنا الأئمة(عليهم السلام) وسنتعرف على مواقعهم في الخارطة الجهادية والكفاحية والميدانية لنستلم راية التصحيح والتغيير في أنفسنا والأمة الإسلامية.
      فالنبي الأعظم هو رأس القيادة الإسلامية فهو النبي المرسل الذي أرسى قواعد الإسلام على الأرض وهو الذي وضح لنا بالأسماء الخلفاء الاثني عشر من بعده فهو وخلفاؤه كلهم قيادة إسلامية متكاملة ولكل قائد دور يكمل دور الإمام من قبله ويمهد لدور الإمام القائد من بعده ولربما الإمام الواحد في عصور مختلفة وظروف متعددة تختلف أطروحته الجهادية والتغييرية للأمة قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) (أنا وعلي من شجرة واحدة والناس من أشجار شتى).
      عن جابر أن النبي(صلى الله عليه وآله) كان بعرفه وعلي اتجاهه فقال: (يا علي أدن مني وضع خمسك في خمسي يا علي ! خلقت أنا وأنت من شجرة واحدة أنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها ومن تعلق بها أدخله الله الجنة. . ).
      وفي حديث آخر قال(صلى الله عليه وآله): (علي مني وأنا منه) و(علي مني بمنزلة رأسي من بدني) وأن النبي(صلى الله عليه وآله) بعث بسورة براءة فدفعها إلى علي وقال: (لا يؤدي إلا أنا أو رجل من أهل بيتي) وقال أيضاً: (إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي)(28).
      وروى الزمخشري بإسناده عن النبي(صلى الله عليه وآله) أنه قال (فاطمة ثمرة فؤادي وبعلها نور بصري والأئمة من ولدها أمناء وحيي وحبل ممدود بينه وبين خلقه من اعتصم بهم نجا ومن تخلف عنهم هوى)(29).
      ولكي نقطع نزاع القوم في تشخيص الأئمة الاثني عشر، نستمع إلى جابر بن عبد الله الأنصاري ليحدثنا بقوله: لما انزل الله تبارك وتعالى على نبيه(صلى الله عليه وآله): (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
      قلت يا رسول الله قد عرفنا الله ورسوله فمن أولي الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك فقال (هم خلفائي وأئمة المسلمين بعدي أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابر فإذا ألقية فأقرأه عني السلام ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميي وكنيتي حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي)(30).
      وروي أحمد بن حنبل في مسنده وغيره من الجمهور عن النبي(صلى الله عليه وآله) أنه قال للحسين (أنت السيد ابن السيد أخو السيد أبو السادة، أنت الإمام ابن الإمام أخو الإمام أبو الأئمة أنت الحجة ابن الحجة أخو الحجة أبو الحجج التسعة من صلبك تاسعهم قائمهم)(31).
      وهكذا نقرأ الكثير من الأحاديث والروايات من الطريقين تذكر أسماء الأئمة خلفاء الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)، هؤلاء هم القادة الاثنا عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام).

      تعليق


      • #33
        تتمة

        8-النبي والأئمة قيادة متكاملة

        1 – الوحدة القيادية والأدوار المتعددة

        2 ـ أطروحة الحياة
        3 ـ البناء الإيماني للمجتمع المسلم
        بعض الدارسين لتاريخ الأئمة(عليهم السلام) ينظر بوحي شخصيته إلى نتاج كل إمام ونتاج الموقف الصعب الذي يعتبره الحل الأكثر واقعية وذكاء للأزمة العاصفة في حياة الأمة فيتصور الباحث تصوراً شخصياً أو ينساق مع الموجة العامة ليرتب على ذلك نسيج من الكلام والتعابير في وصف الإمام متخذاً من بعض الظواهر ذريعة لتفسيره السطحي. فمثلا يتناول الإمام الحسن (عليه السلام) بأنه مؤثر للعافية، أما الإمام الحسين(عليه السلام) ففيه الشيء الكبير من أبيه علي(عليه السلام) فقد جاء في كتاب (اليمين واليسار في الإسلام): أن الإمام الحسن لم يقف الوقفة التي كانت مرجوة منه ومهما قيل في تبرير ضعفه أو تبرير تسليمه الثورة لمعاوية فإنه يعتبر خالف رسالة أبيه. . . وكان الحسين مختلفاً عن الحسن فقد كان فيه من طبع أبيه الشيء الكثير ولم يوافق الحسين(عليه السلام) على شيء مما أجراه أخوه. . )(32).
        والإمام السجاد(عليه السلام) آثر الهدوء والسكينة والدعاء والبكاء والإمام الصادق(عليه السلام) أسس مدرسة الشريعة وبين الموقف الشرعي من الأفكار الدخيلة بعيداً عن الثورة والجهاد !!
        هذه النظرة الساذجة إلى نتاج كل إمام وطريقة حياته وتفكيره في الإصلاح والتغيير عارية عن معرفة الظروف الذاتية والموضوعية للأمة المسلمة آنذاك وإنها نظرة سطحية للأحداث ونتائجها وهؤلاء ينظرون إلى الإمام بأنه لا بد أن يحكم ويمارس الدور السياسي العلني مهما بلغ الأمر ويمكن أن نقول أن من حق هؤلاء الدارسين أن ينظروا للإمام هكذا بأنه الحاكم السياسي لكنهم نسوا أو تناسوا الظروف المحيطة بالإمام والتي لها القدر الكبير في تحديد السلطة السياسية ففي بعض الأحيان يوضع الإمام في زاوية حادة أي يكون محدد الاختيار وربما أمامه خيارات إما فناء الإسلام وإما فناء شخصه سياسياً أو جسدياً فيفضل فناء شخصه أمام بقاء الإسلام وإن كان تطبيقه ناقصاً ـ فالنقص خير من العدم ـ وخاصة لو عرفنا أن هذه المسائل حينما تبحث لا نستطيع أن نقطع بها لأنها مسائل اجتماعية قابلة للتقلص والامتداد حسب الرؤية، فالفئة المتسلطة ـ عادة ـ تكون نفعية ومصلحية أما سواد الناس لا يعرفون اللعبة فأما يحافظ الإمام على الإسلام العام ويرضى بإقصائه عن المسرح السياسي وأما أن يجاهد علناً ويثور ويستشهد ضمن المصالح العامة للمجتمع المسلم ليخط الطريق القويم بدمه كما فعل الإمام الحسين(عليه السلام) وإلا فإن الإمام لا يتصرف بطريقة متهورة مع الأحداث ليؤدي ذلك إلى إثارة الجاهلية الحمقاء من جديد بل يراعي الظروف الموضوعية في الأمة فيكتشف واجبه المقدس. .
        من خلال هذه الرؤية المبدئية نفسر موقف الإمام علي(عليه السلام) في بداية الخلافة الإسلامية وننطلق أيضاً لتفسير مواقف الأئمة(عليهم السلام) كل حسب ظروفه وللمصلحة الإسلامية العليا فهم جميعاً ناهضوا الحكام المتسلطين بطريقتهم الخاصة هدفهم إبقاء الشريعة وإفهام الناس الحقيقة لذلك ربحوا القلوب لا الكراسي وربحوا الجماهير لا الجلاوزة. . لأنهم ضحوا بأنفسهم وذواتهم لأجل المحافظة على الإسلام. وإن كان يظهر من بعضهم نوع من السكون، في الحقيقة هذا هو الظاهر ومؤكداً أنهم لم يكتفوا بهذا الظاهر وإنما خطوا في الأمة الإسلامية مسيرة التصحيح في حياة المسلمين فكانوا بمثابة دولة في داخل دولة وحكومة ثائرة في داخل حكومة. . . وحكومة الأئمة(عليهم السلام) هي المالكة للقلوب عبر الزمن لا حكومة الحكام ـ كما هو معروف ـ.
        وأرى أن أسجل بعض النقاط في هذا الصدد لمعرفة القيادة الإسلامية المتكاملة:


        1 – الوحدة القيادية والأدوار المتعددة:
        إضافة للحديث الذي مر معنا تواً حول القيادة المتكاملة نحن آمنا بعصمة النبي(صلى الله عليه وآله) وعصمة الأئمة الأطهار(عليهم السلام) خلفاء من بعده فهم حجج الله في الأرض وهم مجتمعون متماسكون يشكلون مشروع القيادة الموحدة. . .
        يقول الإمام الصادق(عليه السلام): (لو بقيت الأرض بغير الإمام لساخت).
        ويقول أيضاً: (إن الأرض لا تخلو إلا وفيها إمام كيما إن زاد المؤمنون شيئاً ردهم وإن نقصوا شيئاً أتمه). فإذن القيادة الإسلامية قيادة واحدة متعددة الشخصيات ومتنوعة الأدوار ولربما المعصوم الواحد يؤدي أكثر من دور في قيادته استجابة للظروف الموضوعية المحيطة به و لربما يقتصر معصوم آخر على دور واحد لامتداد تلك الظروف بشكل يشمل كل حياته وعمره(عليه السلام) حتى إنه يأخذ ذلك طابعاً متميزاً في أعماله وسائداً في حياته ومشتهراً به كالإمام السجاد(عليه السلام) والدعاء لذلك عرف بأسلوب الدعاء.
        قال الإمام الرضا(عليه السلام): (. . فإن قال: فلم جعل أولي الأمر وأمر بطاعتهم؟ قيل: لعلل كثيرة: منها أن الخلق لما وقفوا على حد محدود وأمروا أن لا يتعدوا ذلك الحد لما فيه من فسادهم لم يكن يثبت ذلك ولا يقوم إلا بأن يجعل عليهم فيه أميناً. . . ومنها أنا لا نجد فرقة من الفرق ولا ملة من الملل بقوا وعاشوا إلا بقيم ورئيس لما لا بدلهم منه لا قوام لهم إلا به . . و منها أنه لو لم يجعل لهم إماماً قيماً أميناً حافظاً مستودعاً لدرست الملة وذهب الدين وغيرت السنة. . )(33).
        إذن النبي والأئمة الاثنا عشر كلهم وحدة قيادية متكاملة أو قل إنهم(عليهم السلام) نسيج قيادي واحد كل له طريقة معينة في عمله وتحركه ومسيرته وكل يكمل دور السابق ويهيئ دور اللاحق ـ كما أشرنا آنفاً ـ فالزهراء هيّأت الأجواء لتسليط الضوء على الإمام علي(عليه السلام) المعزول عن المسرح السياسي لينتبه المخلصون ـ على الأقل ـ بأن الزهراء المعصومة ـ التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها ـ كما في الأحاديث النبوية قد غضبت على الوضع الراهن بعد النبي(صلى الله عليه وآله) وأشارت إلى اتباع العدل والحق يروي لنا العياشي أن أم سلمة سألتها عن حالها فأجابتها إلى أن قالت(عليها السلام): (. . هتك والله حجابه من أصبحت إمامته(الإمام علي) مقضية على ما شرع الله في التنزيل وسنّها النبي في التأويل لكنها أحقاد بدرية. . . ).
        والإمام الحسن(عليه السلام) هيأ الظروف للثورة الحسينية حينما أبرم اتفاقية الصلح مع معاوية فقد اشترط في إحدى الشروط بالاتفاقية أن تكون الخلافة لمعاوية فقط ما دام حياً فلو هلك في زمن الحسن(عليه السلام) تعود إلى الحسن وإلا فهي للحسين(عليه السلام). . فبدأ بتكوين نواة التحرك الحسيني فجمع الخط الإيماني المعتمد في الصراع وعلى ما يصطلح عليه اليوم بالكادر المتقدم الذي كان يعاني الإمام الحسن(عليه السلام) من نقصه في قواته وجماعته ـ ليخوض بهم معركة الشرف. . فإذن معاهدة الصلح كانت فرصة ذهبية لإيقاف النزيف الإسلامي لغرض التهيؤ الجدي للقيام في وجه الظالمين وقد أحس معاوية بذلك فدس السم للإمام الحسن(عليه السلام) بحيلة غادرة أودت بحياته فانتهت فترته وبعد ذلك تفرغ لمعالجة وإنهاء قيادة الإمام الحسين(عليه السلام) المعينة في وثيقة الصلح. . فرفض الحسين(عليه السلام) ونهض ثائراً بعد أن فضح الفئة المتسلطة ودعا إلى الحق فقال للوليد والي المدينة المنورة حينما طلب منه البيعة ليزيد: (. . إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة بنا فتح الله وبنا ختم ويزيد فاسق فاجر شارب للخمور وقاتل للنفوس المحترمة ومستحل لجميع الحرمات ومثلي لا يبايع مثله)(34).
        حتى قيل أكثر من موقع بأن الإمام الحسين(عليه السلام) لو كان في عهد أخيه الإمام الحسن(عليه السلام) لصالح معاوية ولو كان الإمام الحسن في عهد الإمام الحسين وظروفه لقام بالثورة الاستشهادية كما فعل الحسين(عليه السلام) (فالحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا) ـ كما قال الرسول(صلى الله عليه وآله) أي قاما بالثورة أو قعدا عنها.
        وهكذا الأئمة من بعد الحسين(عليه السلام) الواحد يتمم دور الآخر بذكاء وحنكة سياسية ولولا الأئمة(عليهم السلام) وعملهم الدؤوب لحماية الإسلام والخط المستقيم لما كان اليوم أحد يلتزم بالإسلام قولاً وعملاً بالشكل الصحيح فبالرغم من المؤامرات المتتالية على الأئمة إلا أنهم مارسوا أدوارهم المباركة بالشكل المشروع.
        إذن من الخطأ أن نصف إماماً معصوماً بأنه محب للعافية والآخر أخذ من أبيه الكثير والآخر اعتكف للدعاء. . هذه التأويلات بعيدة عن الروح الموضوعية والعلمية ومهما حاولت أئمة الكفر والضلال على أن يبعدوا الأئمة(عليهم السلام) عن المجتمع ويقللوا من تأثيرهم ما استطاعوا فقد فوت الأئمة كل فرص التآمر هذه باختراق الحواجز للدخول إلى صميم الأمة وإعادة المسلمين إلى الاستقامة والتقوى فمرة بالارتباط والدعوة والكلام ومرة بالجهاد والعمل والتضحية والدماء ومرة بالدعاء والتربية ومرة أخرى بالدارسة الفكرية والفقهية والعلمية وهكذا. . . وخلف كل طريقة بقية الأساليب الأخرى تمارس بشكل خفي دقيق أي أن الطابع العام الظاهري المناسب للظروف الأمنية والاجتماعية هو السائد في حياة الإمام بينما طرق الإصلاح الجذري يمارسها الإمام بأسلوبه الخاص الذي يمتاز بالحيطة والحذر والكتمان فنرى الحاكمين يشددوا قبضتهم على الأئمة(عليهم السلام) خوفاً منهم وبشتى أنواع التشديد حتى يصل الحد إلى الاعتقال للإمام في قصر الخلافة كما صنع المتوكل العباسي بالنسبة للإمام الهادي(عليه السلام) وكما صنع هارون الرشيد مع الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام) وأكثر من ذلك أن الإمام وهو في السجن يقلق مضاجع الحكام ويشكل خطورة بالغة علي مسيرة الدولة القائمة وذلك لأن الأمراء يعرفون الإمام وأثره في نفوس الناس ويعرفون أحقيته بالخلافة الشرعية ويعرفون أيضاً قدرات الإمام الفائقة بالارتباط والاتصال والعمل المتواصل لتحريك الناس باتجاه الثورة والتغيير فذلك كان الإمام سجيناً بدناً لكنه الشبح المخيف لسلطانهم فكان الأمراء يلاحقون الشبح ليقضوا عليه سماً أو قتلاً، قال الحسن بن علي(عليه السلام): لقد حدثني جدي رسول الله(صلى الله عليه وآله) (أن الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من أهل بيته وصفوته ما منا إلا مقتول أو مسموم) والإمام الصادق(عليه السلام) يقول: (والله ما منا إلا مقتول شهيد) وروايات بهذا المعنى كثيرة(35).
        يعني أن الأئمة لم يقضوا حياتهم بالموت الطبيعي وإنما قضوا شهداء قتلاً بالسيف أو بالسم وقبل ذلك عاشوا السجن والتهجير والملاحقة وبكلمة أخرى كانوا يلاحقونهم لغرض التصفية الجسدية التامة كل ذلك للخوف الشديد من تأثيرهم على السلطة والناس ولكنهم نسوا أن الشبح يلاحقهم أكثر حينما يكون شهيداً.
        فبالنتيجة نفهم أن الإمام المعصوم سواء صالح معاوية أو ثار على الواقع الفاسد أو فتح مشروعاً علمياً أو سجن أو سم أو قتل. . لا بد أن ننظر إليهم بمنظار واحد قال رسول الله(صلى الله عليه و آله): (ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا)(36).
        ـ وكما مر معنا ـ فالإمام هو بنفسه يعرف وظيفته الشرعية في القيام بالثورة أو القعود عنها وكل أعمالهم ثورات في ميادينها عسكرية كانت أو ثقافية أو أخلاقية. .

        2 – أطروحة الحياة:
        الأطروحة الإسلامية هي أطروحة الحياة بكل ما تعني كلمة الحياة من معنى شمولي واسع فأطروحة بهذه السعة والقدرة والشمولية لا تتوقف على أسلوب معين دون آخر، والقيادي المعصوم يتصرف على ضوء ما يراه صالحاً لأنه هو المتمم للسنة النبوية الشريفة فعلاً وقولاً وتقريراً لأنهم كما قلنا نسيج قيادي واحد معصوم يكمل دور المعصوم السابق.
        والمهم أن الثورة المسلحة هي مظهر من مظاهر العمل الإسلامي يمارسه المعصوم في الظرف المناسب ومهما كلف الثمن لأنه يسعى لتحقيق الهدف الإلهي المقدس ولا اعتبار لأي سبب آخر في مواقف المعصومين ونقول بحق لو كان الحسين في زمن الحسن لتصرف مع الأحداث نفس تصرف الإمام الحسن ولو كان الحسن في ظرف الحسين لتصرف مع الأحداث نفس تصرف الحسين(عليه السلام). لان المواقف واحدة وثابتة تأتي مناسبة للظرف المحيط بالأمر.
        وأن نشوء مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) الفقهية والفكرية وبيان خطوط الفلسفة الإسلامية وتحصين المسلمين من الغزو الثقافي اليوناني في عصر الترجمة هذا مظهر آخر من مظاهر العمل الإسلامي يؤديه المعصوم في الوقت المناسب فكان الإمام الباقر والصادق(عليهم السلام)0 في ذلك الظرف الحساس فقاما بالثورة الثقافية الجبارة وكما أسلفنا هذا هو العمل السائد في حياتهما وقد أدّيا الأدوار الأخرى الشاملة للحياة في كل مجالاتها السياسية والثورية والاقتصادية والاجتماعية. . .
        ومن خلال هذه النقطة أريد أن أوضح إن الإمام الذي يقوم بالثورة الثقافية ليس معنى هذا إنه آثر العافية والراحة كما يحلو للبعض أن يقول بل إنه يقوم بدور معين مفروض عليه شرعاً وعقلاً ولو قام بالثورة المسلحة في محل الثورة الثقافية لما حصل الإسلام ربحاً عملياً مثلما يربح من الثورة الثقافية للإمام الصادق(عليه السلام) مثلاً والعكس صحيح بالنسبة للإمام الحسين(عليه السلام)0 فلو كانت ثورته ثقافية مكان الثورة الجهادية الاستشهادية لما حصل الإسلام والمسلمون خيراً وافراً بقدر الخير الكبير الذي حققته دماء السبط الحسين(عليه السلام) ودموع الأرامل والأيتام في صحراء كربلاء ولله در القائل:
        تـــوج الأرض بـالفــــتـوح فـــللرمل علـــــى كــــل حــــبـة إكــــــــليـــــل
        كذبوا كل ومضة من سيــوف الحق فــــي فـــاحـم الـــدجى قــــنـديــــــل
        وكــــل عـــرق فــــروه لـهـو بوجـه الظـــلم والبـــغي صـــارم مـــسـلول
        والثورتان ـ الجهادية والثقافية ـ تشكلان الوازع الحقيقي في ضمير الإنسان المسلم للعودة إلى مبدئه وعقيدته وترك الحالة الالتوائية الشاذة التي كان يروج لها المتسلطون الحاكمون.
        وعلى فرض صحة ما ذهبنا إليه فالإمام الحسين(عليه السلام) قام بالثورة الاستشهادية ليعيد الناس إلى جادة الصواب.
        إن كــان ديــن مـــحـمد لم يــسـتقم إلا بقـــتلي فــيا ســـيــوف خــذيني
        وبيان الإمام الحسين(عليه السلام) في بدايات تحركه الذي قال فيه. . . (إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد(صلى الله عليه وآله) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي محمد(صلى الله عليه و آله) وسيرة أبي علي بن أبي طالب( عليه السلام). . )(37).
        يؤكد فيه امتداده القيادي.
        هذا والإمام الصادق(عليه السلام) قام بالثورة الثقافية لتنبيه الناس من غفلتهم أمام التيارات الفكرية التي بدأت تغزو الساحة الإسلامية ليعيدهم إلى الطريق المستقيم وهذا ما أكدناه قبل قليل إن الإمام يشتهر بثورة دون أخرى للغلبة أي أن أغلب اهتماماته حسب الظاهر للقضية الثقافية أو الجهادية فيشتهر بها فمع صحة هذا الفرض نرى خلف هذه الشهرة هنالك أعمالاً كبيرة يقوم بها المعصوم خارج إطار هذه الشهرة فلو تتبعنا حياة الإمام الحسين(عليه السلام) ففي عهد أبيه علي(عليه السلام) أو أخيه الحسن(عليه السلام) كانت له أدوار في الثورة المباركة فكرياً وتربوياً وفعلاً اشترك مع أخيه الحسن في كثير من مواقف الثورة التربوية في الأمة الإسلامية والتاريخ يحتفظ بقصص كثيرة من هذا القبيل يمكن أن تذكر في محلها وحتى في يوم الصلح مع معاوية كان الحسين(عليه السلام) في صفوف أخيه الحسن(عليه السلام) ولم يبد عليه اعتراض أو عدم رضى والتاريخ شاهد على ما نقول لأنه يعرف دوره ويعرف دور القائد المعصوم أخيه الحسن (عليه السلام) فهو إمام الزمان ولا بد من إطاعته فرؤيته هي الأصلح للإسلام وللمسلمين حتى جاء دوره الجهادي المميز. .
        والإمام الحسن(عليه السلام) كذلك كان قبل معاهدة الصلح قد جهز جيشاً كبيراً لخوض معركة مصيرية فاصلة وأعد لها إعداداً عسكرياً كبيراً ولكنه حينما رأي ظروفاً موضوعية خانقة محيطة به من الخيانات المتلاحقة في قواده مثلاً وتشرذم جيشه كذلك فضل تفويت الفرصة على الحاكمين فبدل استراتيجيته من معركة عسكرية إلى معركة فكرية ثقافية سياسية جماهيرية. .
        وصحيح أنه عرف بالصلح لكنه قبل الصلح وبعده كان مستغلاً بالإعداد المستمر لخوض المعركة الجهادية الفاصلة ولما لم تتح له الفرصة المناسبة وداهمه معاوية بالسم فاستشهد(عليه السلام) حينذاك تابع المسيرة أخوه الإمام الحسين(عليه السلام) حتى ختمها بالاستشهاد المبارك وهكذا من إمام إلى إمام. .
        وعلى ما تقدم نلاحظ أن الأطروحة الإسلامية الشاملة للحياة مارسها كل إمام بشتى الأساليب والطرق ولكن كل إمام عرف بطريقة معينة وثورة معينة لأنها كانت العلامة البارزة في حياته حيث شخصها بالضرورة الشرعية مع عدم إلغاء أدواره الجهادية الأخرى المكملة للأطروحة الإسلامية الشاملة فهم مارسوها من كل نواحيها وتميزوا بأسلوب معين لسيادته على حياتهم وكان هو الأنسب. . وللعلم إن الجهاد والكفاح السري في المرحلة السلبية الممزوج بالعمل التوعوي الثقافي عملية شاقة بل أشق في بعض الأحيان من الخوض المباشر في الثورة المسلحة فالتربية والإعداد الدقيق قبل الثورة عملية غير سهلة وترتيب الأمور الداخلية هو الأهم بالنسبة للثورة المسلحة فلولا الإعداد المتين لم يستطع المحارب أن يصمد أمام عدوه في المعركة فالأئمة (عليهم السلام) كانوا باستمرار في عملية إنتاجية للكوادر الإسلامية المضحية من أجل المبدأ ويتحينون الفرص للثورة المسلحة بعد أن ينمو الجيل المؤمن الهادف ليتحمل مسؤوليته في عملية التغيير والبناء والثورة في عموم جوانب الحياة.

        3 – البناء الايماني للمجتمع المسلم:
        هدف الإسلام هو بناء الإنسان والمجتمع إيمانياً وبذلك يحتل الأئمة(عليهم السلام) مواقعهم الطبيعية في قلوب المسلمين وعادة من يريد خدمة الناس ويسعى لهم بالخير والعطاء نرى أن الناس بأفئدتهم يتعلقون به والقضية فطرية وجدانية هذا على مستوى الناس وكيف بالأئمة (عليهم السلام) إنهم علمونا(خير الناس من نفع الناس) وحينما نطالع سيرتهم المباركة نراهم في كل خطوة يخطونها يستهدفون رضا الناس في الدائرة الشرعية ـ طبعاً ـ فيوضحون لهم غوامض الأمور ويكشفون مصالحهم في الدنيا والآخرة فالأئمة هم النور الساطع في قلوب المؤمنين كما قال الإمام الباقر(عليه السلام): (. . لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار. . . ) فهم يعلمون الناس الحلال والحرام وعن الإمام الصادق(عليه السلام): (إن الأرض لا تترك إلا بعالم يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى الناس يعلم الحلال والحرام) وفي رواية أخرى: (ان الأرض لا تخلوا إلا وفيها إمام كيما إذا زاد المؤمنون شيئاً ردهم وإن نقصوا شيئاً أتمه) فلذلك كان البناء النفسي للمسلمين يتم على يد النبي والأئمة فإنهم يسعون لهذا البناء وينصبون لأنفسهم مواقع الخير في قلوب الناس فكان من أرزاق الله وألطافه ان المؤمنين يحبون الأئمة من أهل البيت حباً قلبياً يقول الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) لعلي(عليه السلام): (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق).
        وكذلك قال(صلى الله عليه وآله): (عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب).
        ويقول الإمام السجاد(عليه السلام) في خطبته الشهيرة في مجلس يزيد بالشام. . أيها الناس أعطينا ستاً وفضلنا بسبع اعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين. . . ).
        ويقول الإمام السجاد(عليه السلام): (لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي على أن يبغضني ما أبغضني ولو صببت الدنيا بجماتها على المنافق على أن يحبني ما احبني. . ).
        وقال رسول الله(صلى الله عليه و آله): (اللهم أحب حسناً وحسيناً وأحب من يحبهما)، (حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً)،(حسين سبط من الأسباط).
        وهذه مسألة طبيعية لمن يريد الخير للناس والاستقامة والمصلحة الدنيوية والأخروية لهم. وحين مطالعة هذه الأحاديث والروايات ينكشف أمراً خفياً كأنما رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان يعلم بما سيجري على أهل بيته من مظالم كما صرح في حديثه مع ابنته الزهراء(عليها السلام) وهو على فراش الموت وفي أحاديث عديدة أيضاً كان بيّن ـ بعلم الله ـ خاتمة أمر الأئمة فأخبر عن شهادة الإمام علي والحسن والحسين(عليهم السلام) وما يجري عليهم من الآلام والمصائب وهذا هو السر لدفع الرسول الأعظم باتجاه حب أهل البيت وعدم اقتراف الآثام والمؤامرات بحقهم، لأن الروايات والأحاديث في هذا الصدد كثيرة جداً لا نجدها بحق أي إنسان آخر صادرة من النبي الأعظم(صلى الله عليه وآله) وبالفعل توصيات النبي بأهل بيته لم نجد نظيرها مع أي صحابي آخر قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (علي إمام البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله) وقال: (مرحباً بسيد المسلمين وإمام المتقين) وهكذا. .
        فإذن تثبيت مواقف الخط الايماني في التربية والبناء والعطاء جاء بفضل هذه القيادة الحريصة على المسلمين. والقيادة هذه تمتاز بالحصانة الدقيقة فقد طبقت القرآن الكريم وسنة النبي بحذافيرها من دون الأخذ بعين الاعتبار كل الحسابات الشخصية والسياسية وبهذا فازوا بالاستقامة والمبدئية وأعلنوا بمواقفهم المتلاحقة إن خط النبي الأعظم(صلى الله عليه وآله) لم يمت بموته جسدياً بل إنه مستمر بامتداده الطبيعي الشرعي في الأئمة الأطهار ومهما حاولت أساليب الخداع والتضليل احتواء تحركهم الهادف وتربيتهم الصالحة ما استطاعت وإنما واصلوا لتطبيق الإسلام الحقيقي وملكوا القلوب المؤمنة لتبقى في ولائها القلبي الدائم للإسلام والخط النبوي المستقيم.

        تعليق


        • #34
          تتمة

          9-من هم أئمة أهل البيت (عليهم السلام)

          نحاول في هذا المجال أن نذكر الأئمة الأطهار(عليهم السلام) ونستكشف بعض مواقفهم ومعالجاتهم لقضايا الإسلام والمسلمين بالطريقة التي نتبين بها عقيدتنا عقلياً لاعاطفياً ونستوضح الدور القيادي في عملية التغيير والتربية بشكل سريع يتناسب مع موضوعنا العقائدي هذا، تاركين تفاصيل حياتهم وسيرتهم إلى كتب التاريخ المفصلة ونحاول أن نسلط الأضواء على كيفية حل الأزمة القيادية التي يعاني المسلمون منها أشد المعاناة اليوم في زمن الغيبة الكبرى وما هي مؤهلات القائد الإسلامي الشرعية في زمن غياب الإمام المعصوم لتكتمل الصورة الإسلامية من كل جوانبها حيث الحل الجذري للأزمة القيادية وللعلم إن اتباع أهل البيت(عليهم السلام) حلّوا هذه الأزمة من فترة غياب الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) وإلى أن تقوم الساعة ضمن ضوابط شرعية دقيقة على عكس الآخرين حيث بقيت هذه الأزمة متفاقمة منذ غياب الرسول(صلى الله عليه وآله) وإلى اليوم وهذا هو السر الذي يذيعه الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) في حديثه الشريف: (إني قد تركت فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي واحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).

          وقال الإمام علي(عليه السلام) ـ في هذا الصدد: (الزموا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم واتبعوا أثرهم فلن يخرجوكم من هدىً ولن يعيدوكم في ردى فإن لبدوا فالبدوا وإن نهضوا فانهضوا).
          أما أئمة أهل البيت(عليهم السلام) فهم:
          1ـ الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام).
          2ـ الإمام الحسن بن علي(عليه السلام).
          3ـ الإمام الحسين بن علي(عليه السلام).
          4ـ الإمام علي بن الحسين(زين العابدين) (عليه السلام).
          5ـ الإمام محمد بن علي الباقر(عليه السلام).
          6ـ الإمام جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام).
          7ـ الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام).
          8ـ الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام).
          9ـ الإمام محمد بن علي الجواد(عليه السلام).
          10ـ الإمام علي بن محمد الهادي(عليه السلام).
          11ـ الإمام الحسن بن علي العسكري(عليه السلام).
          12 الإمام المهدي بن الحسن القائم(عجل الله تعالى فرجه).
          وكما قلنا سنتناول الأئمة(عليهم السلام) من الجوانب التي حددناها بشكل عاجل وسريع وسنسلط الضوء على الإمام الثاني عشر، كيف ترك لنا القيادة الحالية وهل توجد لدينا القيادة الشرعية الممتدة لإمامة الإمام الثاني عشر أم تركونا دون قائد فإن قلنا لقد تركونا دون تحديد لهذه المسألة فتأتي الشبهة التي دفعناها سابقاً ولكن بشكل أخف في أنه لو كان من المقرر ترك الأمر للناس ونحن رفضنا ذلك بعد غياب الرسول فلا بد أن نرفضه أيضاً بعد غياب الإمام الثاني عشر فلنتعرف على نواب الأئمة في عصر الغيبة الكبرى كعلاج شرعي واضح داحضين الشبهة الجديدة بأسلوب عقلي وشرعي.

          تعليق


          • #36
            هذا مختصر من العقائد الشيعة الاثني عشرية في الامامة من كتبهم العقائدية و من يريد التفصيل فاليراجع الكتب المفصلة.

            تعليق


            • #37


              بسم الله الرحمن الرحيم

              اللهم صلي على محمد وآل محمد


              عذراً مع العزيز S-AL AMINI المحترم وشكراً على ما تفضلت به مع لأنه يفضل البعد عن النسخ واللصق و الجوء الى التعقيب على ماجاء بالحوار بالأقتباس كل فقرة على حدى والتعقيب عليها وعندما يطلب منك وثائق تنسخ وتلصق على قدر الطلب فقط وليس كتاب كامل بفقراته وتفرعاته وتتفضل بلعن الجهل والعناد عدو البشرية .


              وعذراً منك اخي S-AL AMINI يبدو أنه حدث خطا مطبعي في إرسالي السابق

              والمقال السابق والاقتباس هو للمهذب KHLOOFY الذي يذكرني بكتابات بعض المنتديات السنية عندما يعجزون عن الرد على آيات الله يحذفونها ويسودون الصفحات بما يسيء لشخص الإمام عليه السلام ونسبه

              سامحهم الله وغفر لهم وهداهم صراطه المستقيم .


              اي يديرون ظهرهم ويديرون ( ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ) لآيات الله التي اكتبها ويبدؤون بمس شخص المحاور وشخص الإمام وهم الذين يتمذهبون بسنة وأخلاق وسلوك رسول الله سامحهم الله وغفر لهم وهداهم صراطه المستقيم .

              وعندما عجزوا عن استفزازي للبعد عن أخلاق رسول الله والإئمة الإطهار في خطابي لهم عمدو الى سرقة توقيعي وطردي من المنتدى .


              سامحهم الله وغفر لهم وهداهم صراطه المستقيم .


              العزيز باسييف المحترم

              رابط منتدى الحوار الإسماعيلي تجده في تحت في توقيعي


              وهذا رابط ساحة الحوار الفكري

              http://read.all-forum.net/OCIE-CaIaCN-CaYsNi-f4.htm


              وهنا ستجد حوار مابين المشاكس ومشرف منتدى ( أنا شيعي ) حول شعار منتداهم


              ( علي مع الحق والحق مع علي )



              المشاكس ما زال ينتظر صاحب الموضوع ابراهيم للتعقيب على ما كتب له فيرجى التسويد



              مع تحيات المشاكس



              ++++++++++++++++++++++++++++++++++++






              تعليق


              • #38




                المشاكس ما زال ينتظر صاحب الموضوع ابراهيم للتعقيب على ما كتب له فيرجى عدم التسويد خارج جوهر الموضوع



                مع تحيات المشاكس

                تعليق


                • #39
                  المشاركة الأصلية بواسطة ابرااهيم
                  [COLOR=blue]الزم

                  وهل يجوز له أن يقول : ( دعوني والتمسوا غيري ) ؟ .. فعندما قال الله لإبراهيم عليه السلام : ( إنـّـي جاعلك للناس إماماً ) .. هل قال إبراهيم لربه : ( دعني ياربي والتمس غيري ) ؟ .
                  وهل يجوز له أن يقول : ( فإن تركتموني .. فأنا كأحدكم ) ؟ .. فهل المـُـنصـّـب من الله يقول للناس : ( رسولاً ؟ .
                  [COLOR=green][COLOR=red
                  سامحونا على الإطالة .. وتقبلوا تحياتي ,,

                  الاعضاء كفوا ء بالاجابات
                  وبالنسبة عن هذهي الرواية دعوني والتمسوا غيري نقول؟؟؟؟

                  دعوني والتمسوا غيري فانّا مستقبلون امرا له وجوه والوان ، لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول

                  فالامام عليه السلام وضح ان هذه الجماعه لاتطيع للامر المقبل حيث قال لاتقوم له القلوب

                  فيجيب الامام الصادق بسند صحيح عنه

                  محمد بن يحيى(ثقة امامي) ، عن أحمد بن محمد بن عيسى(ثقة امامي) ، عن علي بن النعمان(ثقه امامي) ، عن القاسم شريك المفضل(شهد بصدقه الكليني) وكان رجل صدق قال : سمعت أبا عبدالله ( ع ) يقول : حلق في المسجد يشهرونا ويشهرون أنفسهم أولئك ليسوا منا ولا نحن منهم ، أنطلق فأواري ( 3 ) و أستر فيهتكون ستري هتك الله ستورهم ( 4 ) ، يقولون : إمام ، أما والله ما أنا بإمام إلا لمن أطاعني فأما من عصاني فلست له بإمام ، لم يتعلقون باسمي ، ألا يكفون ( 5 ) اسمي من أفواههم فوالله لا يجمعني الله وإياهم في دار
                  الكافي الجزء الثامن
                  الخلاصه ان الامام وضح
                  امرا له وجوه والوان ، لا تقوم له القلوب ولا تثبت
                  والامام امام لمن اطاعه وليس لمن عصيه لقوله عليه السلام :
                  أما والله ما أنا بإمام إلا لمن أطاعني فأما من عصاني فلست له بإمام

                  وبالنسبة لهذا السوال تقول انت ؟؟؟؟؟؟؟؟
                  خلاصة السؤال الثامن : هل يجوز لسيدنا عليّ رضي الله عنه .. أن يقول مثل هذا الكلام .. والله قد نصــّـبه إماماً للمسلمين .. فهل هذا كتمان للإمامة
                  وهذا السوال لو الامام علي كما تقولون تخلى عن الخلافة لما قال في الخطبة الشقيقية

                  خطبة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع) و هي المعروفة بالشقشقية و تشتمل
                  على الشكوى من أمر الخلافة ثم ترجيح صبره عنها ثم مبايعة الناس له
                  أمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابن أبي قحافه وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ وَ لَا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وَ طَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً وَ طَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَ يَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ وَ يَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ


                  ترجيح الصبر

                  فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَ فِي الْعَيْنِ قَذًى وَ فِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً حَتَّى مَضَى الْأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ فَأَدْلَى بِهَا إِلَى ابن الخطاب بَعْدَهُ ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ الْأَعْشَى شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا وَ يَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ


                  الرابطhttp://www.shiaweb.org/ahl-albayt/amir/khotba.html

                  شكاية على بن ابى طالب عليه السلام عمن تقدمه وحديث الشورى
                  الرابطhttp://www.shiaweb.org/books/taraef/pa64.html

                  في التصريح بحقه في خلافة رسول الله ، ودفعهم إياه عن هذا الحق ، ومطالبته به . ومن ذلك :
                  الرابطhttp://www.shiaweb.org/books/manhaj/pa25.html
                  وعرفت الحقيقة بشقشقة هدرت في قلبي ثم استقرت
                  http://www.shiaweb.org/shia/haqiqa/pa45.html
                  فصل ( 4 )
                  سكوت الإمام عن حقه وعدم محاربة الخلفاء الثلاثة

                  الرابطhttp://www.shiaweb.org/books/waqfa_1/pa24.html
                  التعديل الأخير تم بواسطة اااحمد; الساعة 09-08-2007, 01:43 PM.

                  تعليق


                  • #40
                    المشاركة الأصلية بواسطة s-al Amini
                    الرجاء من المشرفين منع امثال هولاء من النسخو اللصق و الزامهم بالحوار
                    وكما قال الاخ يامشرفين المتسمى مطهري لايناقش فقط ينسخ لناء بمائة السطور ملاء المنتدى من الكوبي لانقبل يجب يجبر يحاور ليس النسخ بصفحات ويهرب عن الاجوبة؟؟؟؟؟؟ يجب الزامه او ترون لناء حل ؟؟؟؟؟

                    تعليق


                    • #41
                      المشاركة الأصلية بواسطة مشاكس بالحق
                      الجواب الخامس
                      وعليك التفريق ما بين الإمامة المنصب الإلهي . وما بين الخلافة الدنيوية الفانية .
                      ولكن سيدنا عليّ يقول : ( والله ما كانت عندي للخلافة من رغبة ولا للولاية إربة لولا أن دعوتموني إليها ) .
                      ويقول رضي الله عنه : ( فإن اجتمعوا على رجل وسمـّـوه إماماً .. كان ذلك لله رضى ) .
                      المشاركة الأصلية بواسطة مشاكس بالحق
                      الجواب السابع
                      الحقيقة سؤالك السابع هو الذي من أجله دخل المشاكس للموضوع
                      أخي الكريم أن الله ذكر الإمامة بمئات ومئات ومئات الآيات من كتاب الله .........!!!!!
                      فلك الحرية والخيار ...... أبحث كما تريد في كتاب الله واختار أي صفحة منه تتوقع أن الله سبحانه وتعالى لم يشر بها إلى الإمامة ....... وهات انسخها لنا هنا ليدلك المشاكس على الإمامة بوضوح فيها ....... !!!!
                      أنا لا أريد إشارة .. أو تأويل .. أو تفسير .. أو سبب نزول .. إنما اُريد آية محكمة تذكر الإسم صراحة كما ذكرت 4 آيات إسم رسول الله ( محمد ) صريحاً في القرآن .. فالنبوة والإمامة في مقامٍ واحد ( بزعمكم ) والفارق بينهما هو الوحي فقط .
                      المشاركة الأصلية بواسطة مشاكس بالحق
                      قال الله تعالى
                      (( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ )) آل عمران 112
                      ((ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ))
                      (( إِلاَّ )) (( إِلاَّ )) (( إِلاَّ )) (( إِلاَّ )) (( إِلاَّ ))
                      (( إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ ))
                      (( وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ )) (( وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ )) (( وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ ))
                      لا أطلب منك سوى تفسيرك لحبل الناس الذي أمرك الله التمسك به مرافقة لحبل الله وكيف تعمل وتطبق هذه الآية الآن .
                      أبشر بالتفسير .. بل ومن اُمهات التفاسير :
                      يقول الطوسي في كتابه : ( التبيان الجامع لعلوم القرآن ) :
                      ( وقوله: { إلا بحبل من الله } فالحبل هو العهد من الله، وعهد من من الناس على وجه الذمة، وغيرها من وجوه الأمان ) .
                      يقول الطبرسي في كتابه : ( مجمع البيان في تفسير القرآن ) :
                      ( ضربت الذلة على اليهود فلا يكون لـها منعة أبداً , وفرضت عليهم الجزية والـهوان فلا يكونون في موضع إلا بالجزية ولقد أدركهم الإسلام وهم يؤدون الجزية إلى المجوس { أينما ثقفوا } أي وجدوا ويقال أخذوا وظفر بهم { إلا بحبل من الله } أي بعهد من الله { وحبل من الناس } أي وعهد من الناس على وجه الذم وغيرها من وجوه الأمان ) .
                      وقال القـُمّي في كتابه ( تفسير القرآن ) :
                      ( قوله : ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وبآؤ بغضب من الله .. يعني بعهد من الله وعقد من رسول الله .. وضربت عليهم المسكنة .. أي : الجوع ) .
                      وقال الطبطبائي في كتابه ( الميزان في تفسير القرآن ) :
                      ( والحبل السبب الذي يوجب التمسك به العصمة ؛ وقد استعير لكل ما يوجب نوعاً من الأمن والعصمة والوقاية كالعهد والذمة والأمان ) .
                      هل تكتفي بهذه التفاسير .. أم أزيد ؟ .
                      وبالمناسبة يا عزيزي : الآية تتكلم عن اليهود .
                      فنرجوا أيها الزميل الكريم أن تحترم عقولنا عندما تستشهد بمثل تلك الآيات .

                      تعليق


                      • #42
                        الاخ/مشاكس ،،،،
                        اشكرك على الروابط

                        تعليق


                        • #43
                          سؤال بمناسبة اجتماع طرفين من الشيعه (الاسماعيليه_الاثناعشريه)

                          ماهى الفروق الرئيسيه والجوهريه بين الاسماعيليه ولاثناعشريه فى نقاط حتى نستطيع الاستفاده؟؟؟؟

                          تعليق


                          • #44
                            المشاركة الأصلية بواسطة مجرد ذكرى
                            سؤال لصاحب الموضوع و ارجو ان يجيب عليها طلبا لا امرا
                            السؤال الأول : هل النبوة .. منصب إلهي ؟ .
                            السؤال الثاني : هل يجوز للنبي المـُـنصـّـب رفضها ؟ .
                            السؤال الثالث : هل يجوز لنبي المـُـنصـّـب كتمانها ؟ .
                            إجابة السؤال الأول : نعم .. والدليل الواضح الصريح الذي لا يقبل التأويل ولا النقاش ولا الإختلاف ولا القيل ولا القال .. هو ( ذكر الرسالة وإسم المـُرسـَـل ) .. قوله تعالى : ( وما محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) .
                            إجابة السؤال الثاني : لا .
                            إجابة السؤال الثالث : لا يكتمها بالكـُـليـّة .. بل يكتمها عند أفراد ويُظهرها عند آخرين .. ولفترة مؤقتة .. وقولي مؤقتة ليس معناه كتمانها مدة تتجاوز الـ 24 سنة ؟ .

                            تعليق


                            • #45
                              المشاركة الأصلية بواسطة باسييف
                              سؤال بمناسبة اجتماع طرفين من الشيعه (الاسماعيليه_الاثناعشريه)

                              ماهى الفروق الرئيسيه والجوهريه بين الاسماعيليه ولاثناعشريه فى نقاط حتى نستطيع الاستفاده؟؟؟؟
                              الاخ العزيز باسيف

                              حبذا لو تفتح موضوع عن سؤالك لأهميته الكبرى.....وانا عارف الاخ مشاكس ماراح يقصر بحضوره

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X