إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

لماذا علي عليه السلام افضل الصحابة مطلقا؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    الإستدلال على أفضلية أمير المؤمنين على سائر الصحابة

    ومما يدلّ على أفضلية أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) على سائر الصحابة المؤمنين منهم والمافقين قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في الحديث المتواتر المتفق عليه بين الشيعة والعامّة قوله (ص) يوم اقتحام حصن خيبر، وذلك حيث بعث في البداية أبا بكر ومن بعده عمر وفشلا في فتح، فأمهلهم النبي حتى الصباح ليختار لهم رجلاً يحبه الله وروسله ليفتح حصن خيبرالذي استعصى على الأولين، فقال (صلّى الله عليه وآله): سأعبث إليهم غداً رجلاً كراراً غير فرّار ـ أي لا يفرّ خوف الموت كما فعل أبو بكر وعمر ـ يحبّ الله ورسولَه ويحبّه الله ورسوله، يفتح الله على يديه... وقد ذهب أمير المؤمنين عليّ (عليه السّلام) في الصباح التالي وفتح بعون الله وقدرته باب حصن خيبر الحصيبن بيديه جعله ممراً للمسلمين للدخول إلى داخل الحصن.....

    2 ـ ومن جملة ما يدلّ على هذه الأفضليّة قول النبي (صلّى الله عليه وآله) لعليّ أمير المؤمنين: أنتَ منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيَّ بعدي"... فإذا ادّعى أحدٌ وجود مَن هو أفضل من أمير المؤمنين عليّ من الصحابة، استدعى قوله هذا عليه القول بأفضلية مَن ادُّعيت له الفضيلة على رسول الله محمذد المصطفى (صلّى الله عليه وآله) ساعتئذٍ...

    تعليق


    • #62
      المشاركة الأصلية بواسطة zahraa220
      ومما يدلّ على أفضلية أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) على سائر الصحابة المؤمنين منهم والمافقين قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في الحديث المتواتر المتفق عليه بين الشيعة والعامّة قوله (ص) يوم اقتحام حصن خيبر، وذلك حيث بعث في البداية أبا بكر ومن بعده عمر وفشلا في فتح، فأمهلهم النبي حتى الصباح ليختار لهم رجلاً يحبه الله وروسله ليفتح حصن خيبرالذي استعصى على الأولين، فقال (صلّى الله عليه وآله): سأعبث إليهم غداً رجلاً كراراً غير فرّار ـ أي لا يفرّ خوف الموت كما فعل أبو بكر وعمر ـ يحبّ الله ورسولَه ويحبّه الله ورسوله، يفتح الله على يديه... وقد ذهب أمير المؤمنين عليّ (عليه السّلام) في الصباح التالي وفتح بعون الله وقدرته باب حصن خيبر الحصيبن بيديه جعله ممراً للمسلمين للدخول إلى داخل الحصن.....

      2 ـ ومن جملة ما يدلّ على هذه الأفضليّة قول النبي (صلّى الله عليه وآله) لعليّ أمير المؤمنين: أنتَ منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيَّ بعدي"... فإذا ادّعى أحدٌ وجود مَن هو أفضل من أمير المؤمنين عليّ من الصحابة، استدعى قوله هذا عليه القول بأفضلية مَن ادُّعيت له الفضيلة على رسول الله محمذد المصطفى (صلّى الله عليه وآله) ساعتئذٍ...
      احسنتم و بارك الله بكم

      تعليق


      • #63
        تتمة

        9-حبه عليه السلام مقرون بحب الله تعالي و رسوله صلي الله عليه و اله.


        ابن المغازلي الشافعي في المناقب (ص230 برقم: 277( من طريق الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني مسنداً إلى عمّار بن ياسر، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): اُوصي من آمن بي وصدّقني، بولاية عليّ بن أبي طالب، فمن تولاّه فقد تولاّني، ومن تولاّني فقد تولّى الله، ومن أحبّه فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحبّ الله، ومن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله عزّوجلّ.

        رواه حسام الدين المتّقي الهندي في كنز العمّال (6: 154( بالاسناد إلى عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر، وقال: رواه الطبراني في المعجم الكبير، وتراه في منتخبه (5: 32( قال: رواه الطبراني وابن عساكر. وهكذا أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 108( من طريق الطبراني.
        وروى ابن المغازلي أيضاً (في ص231 برقم: 278( من طريق محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج مسنداً إلى عمّار أيضاً، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): اُوصي من آمن بي وصدّقني بولاية علي. من تولاّه فقد تولاّني، ومن تولاّني فقد تولّى الله عزّوجلّ.

        أخرجه العلاّمة الحمويني في فرائد السمطين (1: 291( من طريق الطبراني، وقد رواه عن شيخه: العبّاس بن الفضل الاسباطي البصري، عن عبد العزيز بن الخطاب، عن علي بن هاشم بن البريد الكوفي، عن محمّد بن عبد الله، عن أبي رافع، عن أبي عبيدة، بعين اللفظ والسند.
        والرواية الثالثة (برقم: 279( من طريق أبي غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي إلى عمّار أيضاً: أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: اُوصي من آمن بي وصدّقني من جميع الناس، بولاية علي بن أبي طالب. وقال: من تولاّه فقد تولاّني، ومن تولاّني فقد تولّى الله، ومن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله عزّوجلّ.
        أخرجه المحبّ الطبري في الرياض النضرة (1: 165(، وفي ذخائر العقبى (ص65( بالاسناد إلى عمّار بن ياسر، وأخرجه القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة (ص237( بالاسناد إلى عمّار من طريق صاحب الفردوس(1: 522( للديلمي

        تعليق


        • #64
          تتمة

          10-لو لا علي(عليه السلام) لما كان لفاطمة(عليها السلام) كفؤ

          الحاكم في المستدرك (3: 129 )روى بسنده عن أبي هريرة، قال: قالت فاطمة(عليها السلام): يا رسول الله زوّجتني من علي بن أبي طالب وهو فقير لا مال له، فقال: يا فاطمة، أما ترضين أنّ الله عزّوجلّ اطّلع على أهل الارض فاختار رجلين: أحدهما أبوك والاخر بعلك؟

          ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه (4: 195)

          وفي رواية ابن الاثير في اُسد الغابة (4: 42) روى بالاسناد عن علي بن علي الهلالي، قال: دَخلتُ على النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) في شكايته التي قبض فيها، فإذا فاطمة عند رأسه، فبكت حتّى ارتفع صوتها، فرفع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) طرفه إليها فقال: حبيبتي فاطمة، ما يبكيك؟ قالت: أخشى الضيعة بعدك، قال: يا حبيبتي، أما علمت أنّ الله اطّلع إلى أهل الارض اطّلاعة، فاختار منها أباك، ثمّ اطّلع إليها اطّلاعة، فاختار منهابعلك، وأوحى إليّ أن اُنكحك ايّاه.
          وفي رواية المتّقي في كنز العمّال (6: 153) قال(صلى الله عليه وآله وسلم): أما علمت أنّ الله عزّوجلّ اطّلع الى أهل الارض، فاختار منهم أباك فبعثه نبيّاً، ثمّ اطّلع ثانية فاختار بعلك، فأوحى إليّ فأنكحته وأتّخذته وصيّاً.
          وفيه أيضاً قال(صلى الله عليه وآله وسلم) لفاطمة(عليها السلام): أما ترضين أنّي زوّجتك أوّل المسلمين إسلاماً، وأعلمهم علماً، فانّك سيّدة نساء اُمّتي كما سادت مريم قومها، أما ترضين يا فاطمة أنّ الله اطّلع إلى أهل الارض فاختار منهم رجلين، فجعل أحدهما أباك، والاخر بعلك.

          وفي رواية منتخب كنز العمّال بهامش مسند الامام أحمد بن حنبل (5: 31 )ولفظه: أما علمت أنّ الله اطّلع على أهل الارض، فاختار منهم أباك فبعثه نبيّاً، ثمّ اطّلع ثانية فاختار بعلك، فأوحى إليّ فأنكحته واتّخذته وصيّاً.
          قال: قاله لفاطمة، عن الطبراني عن أبي أيّوب الانصاري.

          وفي رواية ابن المغازلي الشافعي في مناقبه (ص101 برقم: 144) بالاسناد الى أبي أيّوب الانصاري، أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مرض مرضة، فدخلت عليه فاطمة(عليها السلام)تعوده، وهو ناقِه من مرضه، فلمّا رأت ما برسول الله من الجهد والضعف خنقتها العبرة حتّى خرجت دمعتها، فقال لها: يا فاطمة، إنّ الله اطّلع إلى أهل الارض اطّلاعة، فاختار منها أباك فبعثه نبيّاً، ثمّ اطّلع إليها ثانية، فاختار منها بعلك، فأوحى إليّ فأنكحته واتّخذته وصيّاً، أما علمت يا فاطمة أنّ لكرامة الله إيّاك زوّجك أعظمهم حلماً، وأقدمهم سلماً، وأعلمهم علماً، فسرّت بذلك فاطمة واستبشرت.
          ثم قال لها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): يا فاطمة، لعلي ثمانية أضراس ثواقب: إيمان بالله وبرسوله، وحكمته، وتزويجه فاطمة، وسبطاه الحسن والحسين، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر، وقضاؤه بكتاب الله عزّوجل.
          يا فاطمة، إنّا أهل بيت اُعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الاوّلين والاخرين قبلنا، أو قال: ولا يدركنا أحد من الاخرين غيرنا: نبيّنا أفضل الانبياء وهو أبوك، ووصيّنا خير الاوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو عمّ أبيك، ومنا من له جناحان يطير بهما حيث يشاء وهو جعفر ابن عمّك، ومنّا سبطا هذه الاُمّة وهما ابناك، ومنّا والذي نفسي بيده مهديّ هذه الاُمّة.

          تعليق


          • #65
            تتمة

            11-أن الإمام عليّاً عليه السّلام كان أعلمَ الصحابة،

            وقد بلغ الكمال العلمي عند الإمام عليّ عليه السّلام إلى درجة حتّى قال عنه الرسول صلّى الله عليه وآله: « أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها » (1). ولم يقل الرسول صلّى الله عليه وآله مثل هذا القول لأحد من الصحابة.
            ويؤكد ذلك قولُه عليه السّلام: « علّمني رسولُ الله صلّى الله عليه وآله ألفَ باب من العلم، يُفتَح لي من كلّ بابٍ ألفُ باب » (2).
            وتفوّقُ الإمام علي عليه السّلام بعلمه الإلهيّ الذي اختُصّ به دعاه أن يقول: « لو كُشِف ليَ الغطاء ما ازددتُ يقيناً » (3).
            وتصريحه عليه السّلام بأن العلم الذي يحمله كبير لا يقوى على حمله أحد من الصحابة: « ها إنّ ها هنا لَعِلماً جَمّاً، لو أصبتُ له حَمَلة! ـ وأشار إلى صدره ـ » (4).
            فهذه الأقوال تدل بكل وضوح على أن الإمام عليّاً عليه السّلام بلغ من العلم مرتبة لا يمكن لأحد من الخلق أن يبلغها سوى رسول الله صلّى الله عليه وآله.
            وإلى هذا أشار عليه السّلام بقوله: « بل اندمجتُ على مكنون علمٍ لو بُحتُ به لأضطربتمُ آضطرابَ الأرشية في الطوى (5) البعيدة » (6).
            وعن أبي الطفيل قال: شهدت عليّاً يقول: « سَلُوني، والله لا تسألوني عن شيءٍ إلا أخبرتُكم، وسلوني عن كتاب الله، فواللهِ ما مِن آيةٍ إلاّ وأنا أعلمُ أبِليلٍ نزلت أم بنهار، في سهلٍ أم في جبل » (7).
            وعن سعيد بن المسيب أنه قال: « لم يكن أحد من صحابة رسول الله يقول: سلوني، إلاّ عليّاً » (8).
            وقد شهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وفي أكثر من مرّة بأفضليّة « الإمام عليٍّ عليه عليه السّلام » وتفوّقه العلمي على كلّ الصحابة.
            قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لفاطمة الزهراء عليها السّلام: « أما تَرضينَ أن أُزوّجكِ أقْدمَ أُمّتي سِلماً، وأكثرَهم عِلماً، وأعظمَهم حِلْماً » (9).
            وقال صلّى الله عليه وآله: « أعلمُ اُمّتي من بعدي عليُّ بن أبي طالب » (10).
            وقال صلّى الله عليه وآله: « عليٌّ وعاء علمي، ووصيّي، وبابيَ الذي أُوتى منه » (11).
            وقال صلّى الله عليه وآله: « عليٌّ باب علمي، ومبيّنٌ لأُمّتي ما أُرسِلتُ به مِن بعدي » (12).
            وقال صلّى الله عليه وآله: « أعلم اُمّتي بالسنّة والقضاء بعدي عليُّ بن أبي طالب » (13).
            وقال صلّى الله عليه وآله: « أنتَ تُبيّن لأُمّتي ما آختلفوا فيه بعدي » (14).
            وقال صلّى الله عليه وآله: « لِيُهنكَ العلمُ أبا الحسن، لقد شربتَ العلمَ شُرباً، ونهلتَه نهلاً » (15).


            1 ـ المستدرك على الصحيحين للحاكم 126:3 و 127، تاريخ بغداد للخطيب البغداديّ 49:11 و 50، جامع الاُصول لابن الأثير 473:9 / ح 6489، أُسد الغابة لابن الاثير 22:4، البداية والنهاية لابن كثير 372:7. وقد رواه الترمذي في سننه 637:5 بلفظ: « أنا مدينة العلم وعليٌّ بابُها ».
            2 ـ تفسير الرازي 21:8 ـ عند تفسير قوله تعالى: « إنّ اللهَ آصطفى آدمَ ونوحاً وآلَ إبراهيم... » آل عمران:23، وكنز العمّال للهنديّ 114:13 / ح 36372.
            3 ـ مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب، 38:2، إرشاد القلوب للديلميّ 14:2، بحار الأنوار للشيخ المجلسيّ 153:40.
            4 ـ نهج البلاغة، قصار الحكم:147.
            5 ـ الأرشية: جمع رشاء بمعنى الحبل، والطوى جمع طوية وهي البئر البعيد العميقة.
            6 ـ نهج البلاغة: الخطبة5.
            7 ـ فتح الباري لابن حجر 459:8 سورة الذاريات، كنز العمال 165:13 / ح 36502، الجرح والتعديل لأبي حاتم الرازيّ 192:6، تهذيب الكمال للمزّيّ 487:20، واُسد الغابة 22:4، الرياض النضرة للمحبّ الطبريّ 167:3. ـ ترجمة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام / الترجمة رقم 4089.
            8 ـ الرياض النضرة 166:3، وينابيع المودّة:286، ذخائر العقبى للمحبّ الطبريّ 83.
            9 ـ مسند أحمد بن حنبل 26:5.
            10 ـ المناقب للخوارزميّ 49 ـ تحقيق المحمودي، والمتّقي في كنز العمال 614:11 / ح 32977.
            11 ـ كفاية الطالب لللگنجيّ 70 و 92.
            12 ـ كنز العمال 614:11 / ح 32981.
            13 ـ الرياض النضرة 194:2، وتفسير النيسابوريّ في سورة الأحقاف، والمناقب للخوارزميّ 48، وتذكرة خواص الأمّة لسبط ابن الجوزيّ 87، وفيض القدير لمحمّد بن عبدالرؤوف المناويّ 257:4.
            14 ـ رواه الحاكم في المستدرك 122:2.
            15 ـ المناقب لابن المغازليّ 420، وتاريخ ابن عساكر 498:2.

            تعليق


            • #66
              تتمة

              12- اعبد الناس بعد رسول الله صلي الله عليه اله:


              فقد جاء في تفسير قوله تعالى: تَراهُم رُكَّعاً سُجَّداً (1) على أنها نزلت في عليّ عليه السّلام(2).
              وقال بهذا الصدد: « صلّيتُ مع رسول الله صلّى الله عليه وآله قبلَ الناس سبعَ سنين، وأنا أوّلُ مَن صلّى معه »(3).
              وقال عليه السّلام: « ما أعرفُ أحداً من هذه الاُمّة عَبَدَ الله بعد نبيِّنا غيري... »(4).
              وقال عليه السّلام: « أسلمتُ قبل إسلام الناس، وصلّيتُ قبل صلاتهم »(5.
              فكان الإمام عليّ عليه السّلام أعبدَ الناس وأكثرَهم صلاةً وصوماً، ومنه تعلّم الناس صلاةَ الليل وملازمةَ الأوراد، وقيام النافلة، وما ظنُّك برجل يبلغ من محافظته على وِرْده أن يُبسَطَ له نطعٌ بين الصفَّين ليلة الهرير، فيصلي عليه ورده والسهامُ تقع بين يديه وتمرّ على صِماخَيه يميناً وشمالاً،فلا يرتاع لذلك، ولا يقوم حتّى يفرغ من وظيفته ؟ وما ظنُّك برجلٍ كانت جبهته كثِفْنة البعير لطول سجوده ؟(6).
              وقيل لعليّ بن الحسين زين العابدين عليه السّلام ـ وكان قد بلغ الغايةَ في العبادة ـ: أين عبادتك من عبادة جدك ؟
              قال عليه السّلام: « عبادتي من عبادة جَدّي كعبادة جَدّي من عبادة رسول الله صلّى الله عليه وآله »(7).



              1ـ الفتح:29.
              2 ـ شواهد التنزيل للحسكانيّ 183:2، وتفسير الخازن وفي هامشه النسفيّ 113:4، وتفسير روح المعاني للآلوسيّ 117:3.
              3 ـ تذكرة الخواص 63.
              4ـ خصائص أمير المؤمنين للنسائي 46.
              5 ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 10:1.
              6ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 27:1.
              7 ـ شرح نهج البلاغة 9:1.

              تعليق


              • #67
                تتمة

                13-
                عن اسماء بنت عميس : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله)صلى الظهر بالصهباء من أرض خيبر , ثم أرسل عليا في حاجة , فجاء وقد صلى رسول لله العصر , فوضع رأسه في حجر علي ولم يحركه حتى غربت الشمس , فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) اللهم إن عبدك عليا احتبس نفسه على نبيه فرد عليه شرقها ) , قالت اسماء : فطلعت الشمس حتى رفعت على الجبال , فقام علي فتوضأ وصلى العصر , ثم غابت الشمس .

                الحديث معجزة للرسول صلي الله عليه و اله و فضلية للامير المومنين عليه السلام.

                الحديث روي بنحو المتواتر من الشيعة و السنة و من يريد اكثر اطلاعا فاليراجع الغدير للعلامة الأميني 3 / 126 ـ 133


                إنّ حديث ردّ الشمس أخرجه جمع من الحفّاظ الأثبات بأسانيد جمّة ، صحّح جمع من مهرة الفنّ بعضها ، وحكم آخرون بحسنه ، وشدّد جمع منهم النكير على: ابن حزم وابن الجوزي و ابن تيميّة و ابن كثير الذين ضعفوا الحديث .

                وجاء آخرون من الأعلام وقد عظم عليهم الخطب بإنكار هذه المأثرة النبويّة ، والمكرمة العلويّة الثابتة ، فأفردوها بالتأليف ، وجمعوا فيه طرقها وأسانيدها ، فمنهم :
                1 ـ أبو بكر الورّاق : له كتاب من روى ردّ الشمس ، ذكره له ابن شهر آشوب في المناقب : 2/353 .
                2 ـ أبو الحسن شاذان الفضلي : له رسالة في طرق الحديث ، ذكر شطراً منها الحافظ السيوطي في اللآلئ المصنوعة : 1/388 .
                3 ـ الحافظ أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزدي الموصلي : له كتاب مفرد فيه ، ذكره له الحافظ الكنجي في كفاية الطالب : ص 383 باب 100 .
                4 ـ أبو القاسم الحاكم ابن الحذّاء الحسكاني النيسابوري الحنفي : له رسالة في الحديث أسماها مسألة في تصحيح ردّ الشمس وترغيم النواصب الشّمس ، ذكر شطراً منها ابن كثير في البداية والنهاية : 6/88 ، وذكرها له الذهبي في تذكرة الحفّاظ : 3/1200 رقم 1032.
                5 ـ أبو عبد الله الجعل الحسين بن عليّ البصري ثم البغدادي : المتوفّى (399) ، ذاك الفقيه المتكلّم . له كتاب جواز ردّ الشمس ذكره له ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب : 3/353 .
                6 ـ أخطب خوارزم أبو المؤيّد موفّق بن أحمد : المتوفّى (568) له كتاب ردّ الشمس لأمير المؤمنين ، ذكره له معاصره ابن شهر آشوب ( المصدر السابق : 2/360 ) .
                7 ـ أبو عليّ الشريف محمّد بن أسعد بن عليّ بن المعمر الحسني النقيب النسّابة : المتوفّى (588) . له جزء في جمع طرق حديث ردّ الشمس لعليّ ، أورد في أحاديث مستغربة . لسان الميزان : 5/85 رقم 7031 .
                8 ـ الحافظ جلال الدين السيوطي : المتوفّى (911) . له رسالة في الحديث أسماها كشف اللبس عن حديث ردّ الشمس .
                9 ـ أبو عبد الله محمّد بن يوسف الدمشقي الصالحي تلميذ السيوطي : المتوفّى (942) . له جزء : مزيل اللبس عن حديث ردّ الشمس ، ذكره له برهان الدين الكوراني المدني في كتابه الأمم لإيقاظ الهمم (ص 63) .
                ولا يسعنا ذكر تكلم المتون وتلكم الطرق والأسانيد ، إذ يحتاج إلى تأليف ضخم يخصّ به ، غير أنّا نذكر نماذج ممّن أخرجه من الحفّاظ والأعلام ، بين من ذكره من غير غمز فيه ، وبين من تكلّم حوله وصحّحه ، وفيها مقنعٌ وكفاية :
                1 ـ الحافظ أبو الحسن عثمان بن أبي شيبة العبسي الكوفي : المتوفّى (239) . رواه في سننه .
                2 ـ الحافظ أبو جعفر أحمد بن صالح المصريّ : المتوفّى (248) ، شيخ البخاري في صحيحه ونظرائه المجمع على ثقته .
                3 ـ محمّد بن حسين الأزدي : المتوفّى (277) . ذكره في كتابه في مناقب علي وصحّحه ، كما ذكره ابن النديم والكوراني وغيرهما . راجع لسان الميزان : 5/185 رقم 7250 .
                4 ـ الحافظ أبو بشر محمّد بن أحمد الدولابي : المتوفّى (310) . أخرجه في كتابه الذريّة الطاهرة : ص 129 ح 156 .
                5 ـ الحافظ أبو جعفر أحمد بن محمّد الطحاوي : المتوفّى (321) ، في مشكل الآثار (2/11) . أخرجه بلفظين وقال : هذان الحديثان ثابتان ورواتهما ثقات .
                6 ـ الحافظ أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي : المتوفّى (322) في الضعفاء الكبير: 3/327 رقم 1328 .
                7 ـ الحافظ أبو القاسم الطبراني : المتوفّى (360) رواه في المعجم الكبير : 24/145 ح 382 ، وقال : إنّه حسن .
                8 ـ الحاكم أبو حفص عمر بن أحمد الشهير بابن شاهين : المتوفّى (385) . ذكره في مسنده الكبير .
                9 ـ الحاكم أبو عبد الله النيسابوري : المتوفّى (405) رواه في تاريخ نيسابور ، في ترجمة عبد الله بن حامد الفقيه الواعظ .
                10 ـ الحافظ ابن مردويه الأصبهاني : المتوفّى (416) أخرجه في المناقب بإسناده عن أبي هريرة .
                11 ـ أبو إسحاق الثعلبي : المتوفّى (427 ، 437) رواه في تفسيره وقصص الأنبياء الموسوم بعرائس المجالس : ص 249 .
                12 ـ الفقيه أبو الحسن عليّ بن حبيب البصري البغدادي الشافعي الشهير بالماوردي : المتوفّى (450) .
                13 ـ الحافظ أبو بكر البيهقي : المتوفّى (458) رواه في الدلائل ، كما في فيض القدير للمناوي (5/440) .
                14 ـ الحافظ الخطيب البغدادي : المتوفّى (463) ذكره في تخليص المتشابه : 1/225 رقم 353 والأربعين .
                15 ـ الحافظ أبو زكريّا الأصبهاني الشهير ابن مندة : المتوفّى (512) أخرجه في كتابه المعرفة .
                16 ـ الحافظ القاضي عياض أبو الفضل المالكي الأندلسي إمام وقته : المتوفّى
                (544) . رواه في كتابه ( الشفا بتعريف حقوق المصطفى : 1/548 ) وصحّحه .
                17 ـ أخطب الخطباء الخوارزمي : المتوفّى (568) رواه في المناقب : ص 306 ح 301 .
                18 ـ الحافظ أبو الفتح النطنزي : رواه في الخصائص العلويّة .
                19 ـ أبو المظفّر يوسف قزأوغلي الحنفي : المتوفّى (654) رواه في ( تذكرة الخواص : ص 49 ) .
                20 ـ الحافظ أبو عبد الله محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي : المتوفّى (658) . جعل في كتابه كفاية الطالب فصلاً في حديث ردّ الشمس .
                21 ـ أبو عبد الله شمس الدين محمّد بن أحمد الأنصاري الأندلسي : المتوفّى (671) قال في التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة ـ ص 14 ـ : إنّ الله تعالى ردّ الشمس على نبيّه بعد مغيبها حتى صلّى عليّ . ذكره الطحاوي وقال : إنّه حديث ثابت ، فلو لم يكن رجوع الشمس نافعاً ، وأنّه لا يتجدّد الوقت ، لما ردّها عليه .
                22 ـ شيخ الإسلام الحمّوئي : المتوفّى (722) رواه في فرائد السمطين : 1/183 ح 146 باب 37 .
                23 ـ الحافظ وليّ الدين أبو زرعة العراقي : المتوفّى (826) . أخرجه في طرح التثريب من طريق الطبراني في معجمه الكبير : 24/145 ح 382 وقال : حسن .
                24 ـ الإمام أبو الربيع سليمان السبتي الشهير بابن سبع : ذكره في كتابه شفاء الصدور وصحّحه .
                25 ـ الحافظ ابن حجر العـسقلاني : المتوفّى (852) ذكـره في فتـح الباري ـ 6/222ـ وقال : روى الطحاوي ، والطبراني في الكبير ، والحاكم ، والبيهقي في الدلائل ، عن أسماء بنت عميس : أنّه "صلى الله عليه وآله وسلّم" دعا لمّا نام على ركبة عليّ ففاتته صلاة العصر ، فردّت الشمس حتى صلّى عليّ ، ثمّ غربت . وهذا أبلغ في المعجزة ، وقد أخطأ ابن الجوزي بإيراده له في الموضوعات ، وهكذا ابن تيميّة في كتاب الردّ على الروافض في زعم وضعه ، والله أعلم .
                26 ـ الإمام العيني الحنفي : المتوفّى (855) قال في عمدة القاري شرح صحيح البخاري ـ 15/43 ـ : وقد وقع ذلك أيضاً للإمام عليّ ، أخرجه الحاكم ، عن أسماء بنت عميس ـ وذكر الحديث ـ ثمّ قال : وذكره الطحاوي في مشكل الآثار ـ ثمّ ذكر كلام أحمد بن صالح المذكور ـ فقال : وهو حديثٌ متّصلٌ ورواته ثقات ، وإعلال ابن الجوزي هذا الحديث لا يلتفت إليه .
                27 ـ الحافظ السيوطي : المتوفّى (911) رواه في جمع الجوامع .
                28 ـ نور الدين السمهودي الشافعي : المتوفّى (911) .
                29 ـ الحافظ أبو العبّاس القسطلاني : المتوفّى (923) ذكره في المواهب اللدنيّة ـ 2/528 ـ من طريق الطحاوي ، والقاضي عياض ، وابن مندة ، وابن شاهين ، والطبراني ، وأبي زرعة من حديث أسماء بنت عميس ، ومن طريق ابن مردويه من حديث أبي هريرة .
                30 ـ الحافظ ابن الدبيع : المتوفّى (944) رواه في تمييز الطيّب من الخبيث ـ ص 96 ح 633 ـ وذكر تضعيف أحمد وابن الجوزي له ، ثمّ استدركه بتصحيح الطحاوي وصاحب الشفاء ، فقال : وأخرجه ابن مندة ، وابن شاهين وغيرهما من حديث أسماء بنت عميس وغيرها .
                31 ـ السيّد عبد الرحيم بن عبد الرحمن العبّاسي : المتوفّى (963) .
                32 ـ الحافظ شهاب الدين ابن حجر الهيتمي : المتوفّى (974) عدّه في الصواعق المحرقة : ص 128 . كرامةً باهرةً لأمير المؤمنين "عليه السلام" وقال : وحديث ردّها صحّحه الطحاوي والقاضي في الشفاء وحسّنه شيخ الإسلام أبو زرعة وتبعه غيره ، وردّوا على جمعٍ قالوا إنّه موضوع .
                33 ـ الملاّ عليّ القاري : المتوفّى (1014) قال في المرقاة شرح المشكاة (4/287) : أمّا ردُّ الشمس لحكمه "صلى الله عليه وآله وسلّم" فروي عن أسماء .
                34 ـ نور الدين الحلبي الشافعي : المتوفّى (1044) .
                35 ـ شهاب الدين الخفاجيّ الحنفيّ: المتوفّى (1069) قال في شرح الشفا (3/11) : ورواه الطبراني بأسانيد مختلفة ، رجال أكثرها ثقات .
                36 ـ ابو العرفان الشيخ برهان الدين إبراهيم بن حسن بن شهاب الدين الكردي الكوراني ثمّ المدني : المتوفّى (1102) . ذكره في كتابه الأمم لإيقاظ الهمم (ص 63) عن الذرّية الطاهرة للحفاظ أبي بشر الدولابي ص 129 ح 156 .
                37 ـ أبو عبد الله الزرقاني المالكي : المتوفّى (1122) صحّحه في شرح المواهب (5/113 ـ 118) وقال : أخطأ ابن الجوزي في عدّه من الموضوعات . وبالغ في الردّ على ابن تيميّة وقال : العجب العجاب إنّما هو من كلام ابن تيميّة .
                38 ـ شمس الدين الحنفي الشافعي : المتوفّى (1181) .
                39 ـ ميرزا محمّد البدخشي : قال في نزل الأبرار ص 79 : الحديث صرّح بتصحيحه جماعة من الأئمّة الحفّاظ : كالطحاوي والقاضي عياض وغيرهما ، وقال الطحاوي : هذا حديث ثابت رواته ثقات .
                40 ـ الشيخ محمّد الصبّان : المتوفّى (1206) عدّه في إسعاف الراغبين (ص 62) من معجزات النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلّم" ، وفي (ص 162) من كرامات أمير المؤمنين "عليه السلام" وذكر الحديث .
                41 ـ الشيخ محمّد أمين بن عمر الشهير بابن عابدين الدمشقي إمام الحنفيّة في عصره : المتوفّى (1252) .
                42 ـ السيّد أحمد زيني دحلان الشافعي : المتوفّى (1304) . 43 ـ السيدّ محمّد مؤمن الشبلنجي : عدّه في نور الأبصار ص 63 من معجزات رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" .

                تعليق


                • #68
                  تتمة

                  14-- انه عليه السلام باب مدينة علم الرسول صلي الله عليه و اله:

                  رواية الصدوق قال : حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمّد بن خالد عن القاسم بن يحيى عن جدّه الحسن بن راشد عن أبي عبد الله الصادق "عليه السلام" عن آبائه عن أمير المؤمنين قال : قال رسول الله : " يا علي ، أنا مدينة العلم وعلي بابها ، وهل تؤتى المدينة إلاّ من بابها " كتاب الأمالي للشيخ الصدوق ص 655 رقم الحديث 891 .

                  و

                  حديث (أنا مدينة العلم وعلي بابها) له أسانيد صحيحة في كتب أهل السنّة منها : ما أخرجه الحاكم ـ وصححّه ـ عن سفيان بن سعيد الثوري (من رجال الصحاح الستة) عن عبد الله بن عثمان بن خثيم (وثّقه : ابن معين والعجلي والنسائي وابن سعد وذكره ابن حبّان في الثقات وقال أبو حاتم : ما به بأس صالح الحديث) عن عبد الرحمن بن بهمان (ذكره ابن حبّان في الثقات ووثّقه ابن حجر في التهذيب وتقريب التهذيب ، وكذا غيرها) قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله يقول : " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت من الباب ".

                  و
                  الحديث من المتواترات في كتب اهل السنة و تركنا الاطالة.

                  تعليق


                  • #69
                    شكرا صاحب الموضوع

                    تعليق


                    • #70
                      تتمة


                      15--إن عليا عليه السللام وزير النبي صلى الله عليه و اله وسلم:


                      روى الحافظ المحب الطبري في الرياض النضرة بسنده عن (أسماء بنت عميس) ) قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم إني أقول - كما قال أخي موسى - اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي، أخي عليا، أشدد به أزري، وأشركه في أمري، كي نسبحك كثيرا، ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا) (أخرجه أحمد في المناقب).

                      وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن الحارث بن حصيرة عن القاسم قال: سمعت رجلا من خثعم يقول: سمعت رجلا من خثعم يقول: سمعت أسماء بنت عميس تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (اللهم أقول - كما قال أخي موسى - اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي * عليا أخي * أشدد به أزري * وأشركه في أمري * كي نسبحك كثيرا * ونذكرك كثيرا * إنك كنت بنا بصيرا) (1).

                      وقال السيوطي في تفسيره: وأخرج السلفي في (الطيوريات) عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عليهما السلام، قال: لما نزلت: (واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري * كي نسبحك كثيرا * ونذكرك كثيرا * إن كنت بنا بصيرا) (2)، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، على جبل، ثم دعا ربه، وقال: (اللهم أشدد أزري بأخي علي، فأجابه إلى ذلك) (3)، والأزر - كما هو معروف - بتقديم الزاي على الراء: الظهر، قوله أشدد أزري بأخي علي، أي أشدد ظهري بأخي علي (4).

                      (1) الإمام بن حنبل: فضائل الصحابة 2 / 678، وقال السيوطي في (الدر المنثور) (4 / 295) أخرجه ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن أسماء بنت عميس، فذكره.
                      (2) سورة طه: آية 29 - 35.
                      (3) تفسير الدر المنثور 4 / 295.
                      (4) فضائل الخمسة 1 / 336.

                      وقال الشبلنجي في نور الأبصار: وأخرجه الفخر الرازي في تفسير الكبير، في ذيل تفسير قولته تعالى في سورة المائدة (إنما وليكم الله ورسوله) (1).
                      وفي نور الأبصار عن أبي ذر الغفاري، رضي الله عنه، قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الأيام الظهر، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا، فرفع السائل يديه إلى السماء وقال: اللهم أشهد أني سألت في مسجد نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، فلم يعطني أحد شيئا، وكان علي، رضي الله عنه، في الصلاة راكعا، فأومأ إليه بخنصره اليمنى، وفيه خاتم، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره، وذلك بمرأى من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في المسجد، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم، طرفه إلى السماء، وقال: اللهم إن أخي موسى سألك فقال: (رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * أشدد به أزري * وأشركه في أمري * فأنزلت عليه قرآنا: سنشد عضدك بأخيك * ونجعل لكما سلطانا * فلا يصلون إليكما * اللهم * إني محمد نبيك وصفيك * اللهم اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واجعل لي وزيرا من أهلي * عليا أشدد به ظهري)، قال أبو ذر، رضي الله عنه، فما استتم دعاءه، حتى نزل جبريل عليه السلام من عند الله عز وجل وقال: يا محمد، إقرأ (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا * الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة * وهم راكعون)، قال: نقله أبو إسحاق أحمد الثعلبي في تفسيره (2).


                      1) سورة المائدة: آية 55، نور الأبصار ص 70.
                      (2) نور الأبصار ص 77.

                      تعليق


                      • #71
                        تتمة

                        16- قوله صلى الله عليه وسلم لعلي: فاز من لزمك، وهلك من فارقك، مثلك ومثل الأئمة من ولدك، بعدي مثل سفينة
                        نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق.



                        روى الحاكم في المستدرك بسنده عن حنش الكناني قال: رسول الله صلى الله عليه , واله وسلم يقول: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، سمعت أبا ذر يقول - وهو آخذ بباب الكعبة - (أيها الناس من عرفني فأنا من عرفتم، ومن أنكرني، فأنا أبو ذر:
                        سمعت رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم يقول: من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق (قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم) (1).
                        ورواه المتقي الهندي في كنز العمال، وقال: أخرجه ابن جرير عن أبي ذر (2)، ورواه الهيثمي في مجمعه، وقال: رواه البزار والطبراني في الثلاثة (أي الكبير والأوسط والصغير (3)، وذكره علي بن سلطان في مراقاته (4) في المتن، وقال في الشرح: رواه أحمد، يعني الإمام أحمد بن حنبل (5).
                        ____________
                        (1) المستدرك للحاكم 2 / 343 (وانظر 3 / 150).
                        (2) كنز العمال 6 / 216.
                        (3) مجمع الزوائد 9 / 168.
                        (4) علي بن سلطان القاري: مرقاة المفاتيح 5 / 610.
                        (5) فضائل الخمسة 2 / 56 - 57.

                        وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم (إنما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق (1).
                        وروى الحافظ سليمان الحنفي في ينابيع المودة بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم: (أنا مدينة العلم، وعلي بابها، ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك، لأنك مني وأنا منك لحمك من لحمي، ودمك من دمي، وروحك من روحي، وسريرتك من سريرتي، وعلانيتك من علانيتي، سعد من أطاعك، وشقي من عصاك، وربح من تولاك، وخسر من عاداك، فاز من لزمك، وهلك من فارقك، مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي، مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومثلكم مثل النجوم، كلما غاب نجم طلع نجم، إلى يوم القيامة) (2).
                        وروى الحافظ أبو نعيم (أحمد بن عبد الله الأصبهاني 336 - 430 هـ) في حليته بسنده عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم: (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق) (3).
                        وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم:
                        (النجوم أمان لأهل السماء، إذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي، ذهب أهل الأرض) (4).
                        ____________
                        (1) تاريخ بغداد 2 / 19.
                        (2) ينابيع المودة ص 31، مهدي السماوي: الإمامة ص 163.
                        (3) حلية الأولياء 4 / 306، الصواعق المحرقة ص 282.
                        (4) فضائل الصحابة 2 / 671، الصواعق المحرقة ص 283.


                        وروى الحاكم (321 - 415 هـ) في المستدرك بسنده عن ابن عباس قال:
                        قال رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم: النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب، اختلفوا فصاروا حزب إبليس.
                        (قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد) (1).

                        (1) المستدرك للحاكم 3 / 149.


                        ولا ريب في أن أهل البيت، إنما قد استحقوا أن يكونوا - دون غيرهم - سفينة النجاة - سفينة نوح - ذلك لأن سفينة نوح معروفة - بصريح القرآن - أنها تنجي من ركبها، حيث لا عاصم من أمر الله.
                        ولا يحتمل أن يكون هناك انجراف وراء العاطفة في إرسال هذا التصريح وأمثاله في حق أهل البيت من قبل رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم، لأن ذلك يتنافى، والإيمان برسالته.
                        أليس لأنهم بلغوا الدرجة التي تؤهلهم لهذا المقام الجليل، وسيكثر الكذبة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم، وتطحن الفتن برحاها صدور الأبرياء والمذنبين، وسيعتلي منبر رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم من ليس لهذا المقام بأهل، فيتعين على سيدنا رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم، أن يبين للناس ما أمر الله تعالى ببيانه، في فضل أهل البيت ولزوم طاعتهم، واتباع سيرتهم.
                        ولنضع نصب أعيننا، ونحن نتابع أحاديث رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم، هذا الحقيقة:
                        (وستفترق الأمة إلى اثنتين وسبعين، أو ثلاث وسبعين فرقة، أو يصيبها ما أصاب الأم من الاختلاف والفرقة، حذو القذة بالقذة فرقة ناجية.
                        وهذا الحديث الشريف (كون فرقة ناجية)، لا يقبل النقاش في كتب الفرق جميعا، وبعد: فماذا يريد سيدنا رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم، بكلامه هذا؟ وهل يكون في اللغة أوضح وأصرح من هذا الكلام؟ ألا يأمرنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم، أن نأخذ عن أهل البيت، وأن نتولى من والاهم، ونعادي من عاداهم؟ لأنهم سفينة النجاة، إذا تلاطم مجتمع المسلمين بالفتن والكذب على رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم، وذهبوا فرقا متعددة يكفر بعضهم بعضا، ويلعن بعضهم بعضا، في غير ما جدوى،

                        والطريق واضح، اتباع رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم، وأهل البيت، فهم منارة السالكين، وإنارة للمدلجين (1).

                        ويروي اليعقوبي في تاريخه من خطبة لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، يوضح فيها المقصود من غرق الناس ونجاتهم بالأخذ عن أهل البيت، معادن العلم، ومصابيح الهدى، وأعلام الإمام، وتراجم النبوة، مع ما فيها من الدلالة على إمامة مولانا أمير المؤمنين علي وأولاده الطاهرين المطهرين، يقول فيها: (وإن الخير كله فيمن عرف قدره)... ثم يستمر في وصف من نصب نفسه قاضيا بين الناس، ووصف بالعلم، وليس هو من أهله:

                        مفتاح عشوات، خباط جهالات، لا يعتذر، مما لا يعلم فيسلم، ولا يعرض في العلم ببصيرة، يذرو الروايات ذرو الريح الهشيم، تصرخ منه الدماء، وتبكي منه المواريث، ويستحل بقضائه الفرج الحرام، فأين يتاه بكم، بل أين تذهبون عن أهل بيت نبيكم؟ إنا من سنخ أصلاب أصحاب السفينة، وكما نجا في هاتيك من نجا، ينجو في هذه من ينجو، ويل رهين لمن تخلف عنهم، إني فيكم كالكهف لأصحاب الكهف، وإني فيكم باب حطة (2) من دخل منه نجا، ومن تخلف عنه هلك، حجة من ذي الحجة في حجة الوداع، إني قد تركت بين أظهركم ما إن تمسكتم به، لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله، وعترتي أهل بيتي) (3).


                        (1) مهدي السماوي: الإمامة في ضوء الكتاب والسنة - ص 165 - 167 (القاهرة 1397 هـ / 1977 م).
                        (2) أنظر عن (باب حطة) (سورة البقرة: آية 58، سورة الأعراف: آية 161، وانظر: تفسير ابن كثير 1 / 147 - 151، 2 / 407 - 408، تفسير الطبري 2 / 103 - 111، 13 / 178).
                        (3) تاريخ اليعقوبي 2 / 211 - 212 (بيروت 1980)، مهدي السماوي: المرجع السابق ص 168.


                        وروى صاحب كتاب (جواهر البخاري) في مقدمته عن ابن اليمن بن عساكر، أثناء ذكره أهل البيت الطاهرين (إنهم إن شاء الله الفرقة الناجية).

                        وروى من شعر شرف الدولة مسلم بن قريش العقيلي ملك الموصل، والمتوفى عام 478 هـ:

                        إذا اختلفت في الدين سبعون فرقة * ونيف كما قد صح عن سيد الرسل
                        ولم يك منها ناجيا غير فرقة * فماذا ترى يا ذا البصيرة والعقل
                        أفي الفرقة الناجين آل محمد؟ * أم الفرقة الهلاك؟ ماذا ترى قل لي؟
                        فإن قلت هلاك كفرت، وإن تقل * نجاة فحالفهم وخالف ذوي الجهل
                        لئن كان مولى القوم منهم فإنني * رضيت بهم في الدين بالقول والفعل
                        فخل عليا لي إماما وولده * وأنت من الباقين في أوسع الجل



                        فحديث السفينة، واختلاف الأمة، وكون فرقة ناجية من مجموع هذه الفرق، وتداول المسلمين هذه الأحاديث النبوية الشريفة بينهم - حتى في أغلب مجالسهم الخاصة - ليدل دلالة واضحة، على لزوم تحديد المسلم موقفه عقلا وشرعا.وسفينة نوح، عندما أغرق الماء القوم الظالمين، وغطى عاليها سافلها، وأن لا منجى إلا بركوبها، وقد هلك من هلك، ولم ينج إلا راكبها - الأمر المعروف والمشهور عند كل أهل الأديان.
                        وآل محمد صلى الله عليه و اله وسلم، إنما هم مثل سفينة نوح، لا ينجو إلا من تمسك بحبهم، واعتصم بولائهم، وأخذ بسببهم

                        تعليق


                        • #72
                          تتمة


                          17=قوله صلى الله عليه و اله وسلم لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي: -

                          روى البخاري في صحيحه بسنده عن سعد قال: سمعت إبراهيم بن سعد عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى


                          وروى البخاري أيضا بسنده عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرج إلى تبوك واستخلف عليا، فقال: أتخلفني في الصبيان والنساء، قال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه ليس نبي بعدي (1).
                          وروى مسلم في صحيحه بسنده عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن وقاص عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، قال سعيد: فأحببت أن أشافه بها سعدا، فلقيت سعدا، فحدثته بما حدثني عامر، فقال: أنا سمعته، فقلت: أنت سمعته، فوضع إصبعيه على أذنيه، فقال: نعم، وإلا فاستكتا (2).
                          وروى مسلم أيضا بسنده عن الحكم عن مصعب بن سعد بن وقاص قال:
                          خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله، تخلفني في النساء والصبيان، فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي (3).
                          وروى مسلم في صحيحه أيضا بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان


                          (1) صحيح البخاري 6 / 3.
                          (2) صحيح مسلم 15 / 173 - 75 (بيروت 1981).
                          (3) صحيح مسلم 15 / 175.


                          وروى مسلم في صحيحه أيضا بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا، فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب، فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له، خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: خلفتني مع النساء والصبيان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موصى، إلا أنه لا نبوة بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال: فتطاولنا لهما، فقال: ادعوا لي عليا، فأتي به أرمد،

                          فبصق في عينه، ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه، ولما نزلت هذه الآية: فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم... دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال: اللهم هؤلاء أهلي (1).
                          وروى مسلم أيضا بسنده عن شعبة عن سعد بن إبراهيم: سمعت إبراهيم بن سعد عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى (2).
                          وروى النسائي في الخصائص بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: أمر معاوية سعدا فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب، فقال: أما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له، وخلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: أتخلفني مع النساء والصبيان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر:
                          لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فتطاولنا إليها فقال: ادعوا إلي عليا، فأتي به أرمد، فبصق في عينه ودفع الراية إليه، ولما نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي) (3).
                          هذا وقد روى الإمام النسائي حديث المنزلة هذا بعدة طرق، وبصيغ مختلفة (4).

                          ____________
                          (1) صحيح مسلم 15 / 175 - 176.
                          (2) صحيح مسلم 15 / 176.
                          (3) النسائي: تهذيب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه - تهذيب وترتيب كمال يوسف الحوت - عالم الكتب - (بيروت 1983) ص 19 - 20.
                          (4) تهذيب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ص 19، 20، 28، 29، 39، 40، 41، 42، 43، 44، 45، 46، 72 (وهي الأحاديث الشريفة أرقام 8، 9، 21، 41،


                          وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن الحسن بن سعد مولى علي عليه السلام، (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يغزو غزوة له قال: فدعا عليا فأمره أن يتخلف على المدينة، فقال: لا أتخلف بعدك يا رسول الله أبدا، قال (أي علي):
                          فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعزم علي لما تخلفت، قبل أن أتكلم، قال: فبكيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا علي؟ قلت: يا رسول الله، يبكيني خصال غير واحدة، تقول قريش غدا: ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله، ويبكيني خصلة أخرى، كنت أريد أن أتعرض للجهاد في سبيل الله، لأن الله يقول: (ولا يطؤون موطأ يغيظ الكفار * ولا ينالون من عدو نيلا).. إلى آخر الآية، فكنت أريد أن أتعرض لفضل الله).
                          (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما قولك تقول قريش: ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله، فإن لك بي أسوة، قد قالوا: ساحر وكاهن وكذاب، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي؟ وأما قولك أتعرض لفضل الله، فهذه أبهار من فلفل، جاءنا من اليمن، فبعه واستمتع به أنت وفاطمة، حتى يأتيكم الله من فضله، فإن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.

                          و حديث المنزلة في كتب اهل السنة من المتواترات .



                          ولعل من الأهمية بمكان الإشارة هنا إلى عدة نقاط، لعل من أهمها (أولا) أن هذا الحديث الشريف من الأحاديث المتواترة، بل هو - كما يقول ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة - بأنه الخبر المجمع على روايته بين سائر فرق الإسلام
                          ).
                          وإذا رغبت في التأكد من ذلك بالاطلاع على بعض الرواة، فاسمع ما يقول (ابن أبي الحديد) بعد ذكره الإنذار يوم الدار، وقول الرسول في حقه (هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا) يقول الإمام: أنا يا رسول الله أكون وزيرك عليه، ويدل على أنه وزير رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم من نص الكتاب والسنة، قول الله تعالى: (واجعل وزيرا من أهلي * هارون أخي * أشدد به أزري * وأشركه في أمري)

                          وقال النبي صلى الله عليه و اله وسلم - في الخبر المجمع على روايته بين سائر فرق الإسلام

                          - (أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي).
                          وهكذا ثبت النبي صلى الله عليه و اله وسلم للإمام علي عليه السلام جميع مراتب هارون من موسى، فهو إذن وزير النبي صلى الله عليه و اله وسلم، وشادا أزره، ولولا أنه صلى الله عليه و اله وسلم، خاتم النبيين، لكان الإمام شريكا في أمره.
                          ومنها (ثانيا) أن هذا الحديث الشريف، قد تكرر من النبي صلى الله عليه و اله وسلم في مناسبات عدة، مما يدل على اهتمامه الخاص، وتأكيده الشديد، حتى صار نقله يرسل إرسال المسلمات في فضائل الإمام علي، بحيث لا تستطيع الدنيا حجبه.
                          ومنها (ثالثا) أن مضمون الحديث الشريف عام، وإعطاء المنزلة بهذا الشمول، منزلة هارون من موسى، وقد فصلها القرآن تفصيلا، وقد اتخذ النبي صلى الله عليه و اله وسلم الإمام علي بن أبي طالب، أخا له، وآثره بذلك على من سواه، تحقيقا لعموم الشبه بين الإمام علي وهارون عليه السلام.
                          ومنها (رابعا) أن الحديث الشريف قد أعطى للإمام بالنسبة للنبي صلى الله عليه و اله وسلم ما كان لهارون بالنسبة لموسى عليهما السلام - ما عدا النبوة - وقد أشارت معظم الروايات إلى ذلك مثل قوله صلى الله عليه و اله وسلم (إلا أنه لا نبي بعدي) أو (لا نبوة بعدي)، ولا ريب في أن استثناء النبوة أمر لا بد منه، إذ لم يدع أحد أن عليا كان نبيا - سواء في حياة رسول الله أو بعد مماته - وإنما هو وصي رسول الله، خاتم النبيين، وهو سيد الوصيين، وأبو العترة الطاهرة المطهرة، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
                          ولا ريب في أن الحديث الشريف إنما يدل على أن الإمام علي بن أبي طالب إنما هو كف ء لخلافة النبي من بعده، وأنه قد خلفه على أمته - وإن ظلمه الناس - ولهذا يقول صاحب الدعوة صلى الله عليه و اله وسلم للإمام علي: أنت مني كهارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، وهكذا أخرج النبي صلى الله عليه و اله وسلم النبوة الثابتة لهارون، وأبقي للإمام جميع ما لهارون.


                          ومكانة هارون من موسى بينها القرآن الكريم، إذ طلب موسى من ربه أن يرسل معه وزيرا، هارون أخاه، يشركه في أمره، وقد أعطي الإمام علي - بموجب حديث المنزلة - عموم منزلة هارون من موسى ما عدا النبوة، لأن سيدنا محمد صلى الله عليه و اله وسلم، هو خاتم النبيين، فلا نبوة بعده، ومن ثم فإن للإمام علي الخلافة - خلافة النبي صلى الله عليه و اله وسلم - يقول ابن أبي الحديد (وقال له صلى الله عليه و اله وسلم: لولا أني خاتم الأنبياء، لكنت شريكا في النبوة، فإن لا تكن نبيا، فإنك وصي نبي ووارثه بل أنت سيد الأوصياء، وإمام المتقين.
                          ومن المعروف أن أظهر المنازل التي لهارون من موسى (وزارته) له، وشد أزره به، وإشراكه معه في أمره، وخلافته عنه، وفرض طاعته على جميع أمته، بدليل قول الله تعالى: (واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري)، وقوله تعالى: (أخلفني قي قومي * وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين)، وقوله تعالى: (قد أوتيت سؤلك يا موسى).
                          ومن ثم فإن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، بحكم هذه النصوص، إنما هو خليفة رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم في قومه ووزيره في أهله، وشريكه في أمره - على سبيل الخلافة عنه، وليس على سبيل النبوة - وأفضل أمته، وأولاهم به حيا وميتا، وله عليهم من فرض الطاعة زمن النبي - بوزارته له - مثل الذي كان لهارون على أمة موسى، زمن موسى

                          تعليق


                          • #73
                            تتمة

                            السلام عليكم



                            18- قول النبي صلى الله عليه و اله وسلم لعلي عليه السلام : أنت أمير المؤمنين ويعسوب الدين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وفاروق الأمة، ومنارة الهدى وإمام الأولياء:

                            روى الحاكم في المستدرك بسنده عن عبد الله بن سعد بن زرارة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوحي إلي في علي ثلاث، إنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين - قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد (2).
                            وذكره المتقي في كنز العمال بطريقين: قال: في أحدهما: لما عرج بي إلى السماء انتهى بي إلى قصر من لؤلؤ، فراشه من ذهب يتلألأ، فأوحى إلي ربي في علي ثلاث خصال: إنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين - قال أخرجه البارودي وابن قانع والبزار والحاكم وأبو نعيم (3).
                            وقال في الثاني: ليلة أسري بي أتيت على ربي، فأوحى إلي في علي بثلاث: إنه سيد المسلمين، وولي المتقين، وقائد الغر المحجلين - قال أخرجه ابن النجار عن عبد الله بن زرارة (4).
                            ورواه الهيثمي في مجمعه عن عبد الله بن حكيم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
                            إن الله تعالى أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء، ليلة أسري بي: إنه سيد المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين - قال رواه الطبراني في الصغير (5).

                            ____________
                            2) المستدرك للحاكم 3 / 137.
                            (3) كنز العمال 6 / 157.
                            (4) كنز العمال 3 / 157.
                            (5) الهيثمي: مجمع الزوائد 9 / 121.

                            وروى أبو نعيم في الحلية بسنده عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و اله و اله وسلم: يا أنس أسكب لي وضوءا، ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال: يا أنس، أول من يدخل عليك من هذا الباب، أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين، وخاتم الوصيين، قال أنس: قلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، وكتمته، إذ جاء علي، فقال: من هذا يا أنس؟ فقلت: علي فأقبل الرسول صلى الله و اله عليه وسلم مستبشرا، فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، ويمسح عرق علي بوجهه، قال علي: يا رسول الله، لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبلي؟ قال: وما يمنعني، وأنت تؤدي عني، وتسمعهم صوتي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي - رواه جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس نحوه (1).
                            وفي رواية عن الشعبي قال: قال علي: قال رسول الله صلى الله وعليه و اله وسلم: (مرحبا بسيد المسلمين: وإمام المتقين)، فقيل لعلي: فأي شئ كان من شكرك؟ قال:
                            (حمدت الله تعالى على ما آتاني، وسألته الشكر على ما أولاني، وأن يزيدني مما أعطاني) (2).
                            وفي رواية ثالثة عن أنس بن مالك قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم إلى أبي برزة الأسلمي، فقال له - وأنا أسمع - (يا أبا برزة، إن رب العالمين عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب، فقال: إنه راية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني، يا أبا برزة، علي بن أبي طالب، أميني غدا في القيامة، وصاحب رايتي في القيامة، على مفاتيح خزائن رحمة ربي) (3).


                            ____________
                            (1) أبو نعيم الأصفهاني: حلية الأولياء 1 / 63 - 64.
                            (2) حلية الأولياء 1 / 66.
                            (3) حلية الأولياء 1 / 66.

                            وفي نهج البلاغة: إن الله عهد إلي في علي عهدا، فقلت: يا رب بينه لي، قال: إسمع، إن عليا راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه فقد أحبني، ومن أطاعه فقد أطاعني،

                            فبشره بذلك. فقلت: قد بشرته يا رب، فقال: أنا عبد الله وفي قبضته، فإن يعذبني فبذنوبي لم يظلم شيئا، وأن يتم لي ما وعدني، فهو أولى، وقد دعوت له فقلت: اللهم أجل قبله، واجعل ربيعه الإيمان بك، قال: قد فعلت ذلك، غير أني مختصه بشئ من البلاء، لم أختص به أحدا من أوليائي، فقلت: رب، أخي وصاحبي، قال: إنه سبق في علمي، إنه لمبتل ومبتلى (1).
                            وعن سلام الجعفي عن أبي برزة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم: إن الله تعالى عهد لي عهدا في علي، فقلت: يا رب بينه لي، فقال: إسمع، فقلت: سمعت، فقال: إن عليا راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها للمتقين، من أحبه أحبني، ومن أبغضه أبغضني، فبشره بذلك، فجاء علي، فبشرته، فقال: يا رسول الله، أنا عبد الله وفي قبضته، فإن يعذبني فبذنبي، وإن يتم لي الذي بشرتني به، فالله أولى بي، قال: قلت، اللهم أجل قلبه، واجعل ربيعه الإيمان، فقال الله: قد فعلت به ذلك، ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشئ لم يخص به أحدا من أصحابي، فقلت: يا رب، أخي وصاحبي، فقال: إن هذا شئ قد سبق إنه مبتلي ومبتلى به (2).


                            (1) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 9 / 167 (دار الفكر - بيروت 1967).
                            (2) حلية الأولياء 1 / 66 - 67.


                            وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم: ليس في القيامة راكب غيرنا، ونحن أربعة، فقام عمه العباس فقال له: فداك أبي وأمي، أنت ومن؟ قال: أما أنا فعلى دابة الله البراق، وأما أخي صالح على ناقة الله التي عقرت، وعمي حمزة، أسد الله وأسد رسوله، على ناقتي العضباء، وأخي وابن عمي وصهري علي بن أبي طالب، على ناقة من نوق الجنة، مدبجة الظهر، رحلها من زمرد أخضر، مصبب بالذهب الأحمر، رأسها من الكافور الأبيض، وذنبها من العنبر الأشهب، وقوائمها من المسك الأذفر، وعنقها من لؤلؤ، وعليها قبة من نور الله، باطنها عفو الله، وظاهرها رحمة الله، بيده لواء الحمد، فلا يمر بملأ من الملائكة، إلا قالوا: هذا ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو حامل عرش رب العالمين، فينادي مناد من لدنان العرش - أو قال من بطنان العرش - ليس هذا ملكا مقربا، ولا نبيا مرسلا، ولا حامل عرش رب العالمين، هذا علي بن أبي طالب، أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، إلى جنات رب العالمين، أفلح من صدقه، وخاب من كذبه، ولو أن عابدا عبد الله بين الركن والمقام، ألف عام، وألف عام، حتى يكون كالشن البالي، ولقي الله مبغضا لآل محمد، أكبه الله على منخره في نار جهنم (1).
                            وفي رواية أخرى: جاء فيها: هذا علي بن أبي طالب، وصي رسول رب العالمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين (2).
                            وروى ابن حجر العسقلاني في الإصابة بسنده عن أبي ليلى الغفاري قال:
                            سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون من بعدي فتنة، فإذا كان ذلك، فالزموا علي بن أبي طالب، فإنه أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمة، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين (3).


                            (1) تاريخ بغداد 13 / 122.
                            (2) تاريخ بغداد 11 / 112.
                            (3) الإصابة في تمييز الصحابة 4 / 170 - 171.


                            وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن خالد بن الحارث عن عوف عن الحسن عن أبي ليلى الغفاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم يقول: ستكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب، فإنه أول من يراني، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين (1).
                            وروى الهيثمي في مجمعه بسنده عن أبي ذر وسلمان قالا: أخذ النبي صلى الله عليه و اله وسلم، بيد علي فقال: إن هذا أول من آمن بي، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة، يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالمين (2).
                            رواه الطبراني والبزار عن أبي ذر وحده، ورواه المناوي في فيض القدير، والمتقي في كنز العمال (3).
                            وروى المتقي في كنز العمال عن علي عليه السلام قال: أنا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظلمة - قال أخرجه أبو نعيم (4).
                            وفي رواية عن أبي مسعر قال: دخلت على علي عليه السلام، وبين يديه ذهب، فقال: أنا يعسوب المؤمنين، وهو يعسوب المنافقين، وقال: بي يلوذ المؤمنون، وبهذا يلوذ المنافقون - قال أخرجه أبو نعيم (5) وفي رواية ثالثة: علي يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين - قال أخرجه ابن عدي عن علي (6). وأخرجه المناوي في فيض القدير (7) وفي كنوز الحقائق (8).

                            ____________
                            (1) أسد الغابة 6 / 270.
                            (2) مجمع الزوائد 9 / 102 (يعسوب النحل: مقدمها وسيدها، المعنى هنا أن المؤمنين يلوذون بالإمام علي، كما تلوذ النحل بيعسوبها).
                            (3) فيض القدير 4 / 358، كنز العمال 6 / 156، الفيروزآبادي: فضائل الخمسة 2 / 100 - 106 (بيروت 1973).
                            (4) كنز العمال 6 / 394.
                            (5) كنز العمال 6 / 394 (6) كنز العمال 6 / 153.
                            (7) فيض القدير 4 / 358.
                            (8) كنوز الحقائق ص 92.

                            و غير ذلك من المصادر اهل السنة .


                            ولا ريب في أن من يكون أمير المؤمنين، ويعسوب الدين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وفاروق الأمة، الذي يفرق بين الحق والباطل، والصديق الأكبر، ومنارة الهدى، وإمام الأولياء، وكهف الناس عند الفتن، منصور من نصره، مخذول من خذله، إن من يكون كذلك، إنما هو أولى الناس بخلافة رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم.

                            تعليق


                            • #74
                              تتمة

                              19-قوله صلى الله عليه و اله وسلم يوم الغدير: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه وانصر من نصره، واخذل من خذله:
                              ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن (حديث الغدير) هذا، إنما تعتبره الشيعة من أقوى الأدلة وأظهرها على خلافة الإمام علي بن أبي طالب، عليه السلام، وإمامته، من بعد النبي صلى الله عليه و اله وسلم، بلا فصل بينهما، والاحتجاج به إنما يحتاج إلى ذكر أمرين: السند والدلالة.
                              أما السند: فهو في أعلى مرتبة الصحة والقوة، فإنه حديث متواتر، رواه أكابر الصحابة وأجلاؤهم ومنهم، سيدنا الإمام علي وعمار وعمر وطلحة وزيد بن أرقم والبراء بن عازم وأبو أيوب، وبريدة الأسلمي وأبو سعيد الخدري وأبو هريرة وأنس بن مالك وحذيفة بن أسيد وجابر بن عبد الله وجابر بن سمرة وابن عباس وابن عمر، وعامر بن ليلى وحبشي بن جنادة وجرير البجلي، وقيس بن ثابت وسهل بن حنيف وخزيمة بن ثابت وعبيد الله بن ثابت الأنصاري وثابت بن وديعة الأنصاري والنعمان بن عجلان الأنصاري، وحبيب بن بديل وهاشم بن عتبة وحبة بن جوين ويعلى بن مرة ويزيد بن شراحيل الأنصاري، وناجية بن عمرو والخزاعي وعامر بن عمير وأيمن بن نايل وأبو زينب وعبد الرحمن بن عبد رب وعبد الرحمن بن مبرح وأبو قدامة وعمارة، وغيرهم خلق كثير، من رووا حديث الغدير هذا وقد ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني أسامي جملة ممن روى الحديث، ثم قال: وقد جمع ابن جرير الطبري حديث الموالاة (حديث غدير خم) في مؤلف فيه أضعاف من ذكر وصححه، ثم قال: واعتنى بجمع طرقه (أبو العباس بن عقدة)، فأخرجه من حديث سبعين صحابيا أو أكثر (1).

                              ويروي القندوزي في (ينابيع المودة): أن الطبري المؤرخ ذكر خبر (حديث غدير خم) من خمسة وسبعين طريقا، وأفرد له كتابا سماه (كتاب الولاية) ثم قال: أخرج خبر غدير خم (أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة)، وأفرد له كتابا، سماه (الموالاة)، وطرقه من مائة وخمسة طرق، ثم قال: وحكى العلامة (علي بن موسى بن علي بن محمد أبي المعالي الجويني، الملقب بإمام الحرمين - أستاذ أبي حامد الغزالي - يتعجب ويقول:
                              رأى مجلدا في بغداد في يد صحاف فيه روايات خبر غدير خم، مكتوبا عليه (المجلدة الثامنة والعشرون) من طرق قوله صلى الله عليه وسلم: (من كنت مولاه فعلي مولاه)، ويتلوه (المجلدة التاسعة والعشرون) (2).
                              وأما الدلالة: فهي أيضا في أعلى مراتب الظهور، وذلك لأن للفظ (المولى) في اللغة معاني متعددة كالمالك والعبد والعتق والعتيق والمحب والجار والحليف والعصبة، ومنه قوله تعالى: (وإني خفت الموالي من ورائي) (3)، قيل سموا بذلك لأنهم يلونه في النسب من المولى، وهو القرب، ومن معانيه أيضا الناصر، قيل: ومنه قوله تعالى: (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا * وأن الكافرين لا مولى لهم) (4)، والصديق، قيل ومنه قوله تعالى: (يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا) (5)، أي صديق عن صديق،
                              ____________
                              (1) ابن حجر العسقلاني: تهذيب التهذيب 7 / 337، 339.
                              (2) فضائل الخمسة 1 / 392.
                              (3) سورة مريم: آية 5.
                              (4) سورة محمد: آية: 11.
                              (5) سورة الدخان: آية 41.

                              قيل: والوارث، ومنه قوله تعالىولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون) (1)، أي ورثة، إلى غير ذلك.
                              (1) سورة النساء: آية 33.


                              ومن أكمل معانيه وأتمها - بل ومن أشهرها وأظهرها - هو الأولى بالإنسان من نفسه، فالمولى بهذا المعنى، يطلق على كل عال ذي مقام شامخ، مطاع أمره، نافذ حكمه، فيقول له: أنت مولاي، أي أولى بي من نفسي، بل وبهذا المعنى، يطلق أيضا على مالك الرقبة، فإنه أولى بعبده من نفسه، إذ هو المتصرف في أموره وشؤونه، والعبد كل على، لا يقدر على شئ.
                              ومن هنا: صح أن يقال: إن مالك الرقبة، ليس معنى آخر مستقلا للفظ المولى، في قبالة الأولى بالإنسان من نفسه، بل هو من مصاديقه وأفراده، والجامع بينهما هو كل عال ذي مقام منيع شامخ، مطاع أمره، نافذ حكمه، فكل من كان كذلك، فهو بالنسبة إلى من دونه مولاه، أي أولى به من نفسه، سواء كان ذلك ممن يملك رقبته، بحيث إن شاء باعه، كما في موالي العبيد، أم لا.
                              والخلاصة أن المولى الواقع في قوله صلى الله عليه و اله وسلم (من كنت مولاه، فعلي مولاه)، ليس المراد منه إلا الأولى بهم من أنفسهم، الذي هو عبارة عن (الإمام) و (الأمير)، وذلك لأسباب كثيرة:
                              منها (أولا) قوله صلى الله عليه واله وسلم: (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فبعد ما قال أصحابه: بلى، قال: من كنت مولاه، فعلي مولاه)، فتفريعه صلى الله عليه و اله وسلم قول: من كنت مولاه، على قوله: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، دليل واضح على كون (المولى) هنا، بمعنى الأولى بهم من أنفسهم، وإلا لكان قوله: ألست أولى؟
                              لغوا جدا، هذا مع أن في كثير من طرق الحديث التفريع بالفاء صريحا، مثل قوله: فمن كنت مولاه، فعلي مولاه، وهذا أظهر وأصرح في التفريع، كما لا يخفى.

                              ومنها (ثانيا) قوله صلى الله عليه و اله وسلم في بعض طرق الحديث: إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه، فهذا مولاه - يعني عليا عليه السلام - فجعل صلى الله عليه و اله وسلم كلمة أولى بهم من أنفسهم بيانا لقوله: وأنا مولى المؤمنين، ومفسرا لمعناه، وهذا أيضا دليل واضح على كون المراد من (مولى) هنا هو أولى بهم من أنفسهم.
                              ومنها (ثالثا) تصريحه في بعض طرقه بلفظ (أولى به من نفسه) في حديث كنز العمال والهيثمي، الذي كان أوله: إني لا أجد لنبي... إلى قوله: ثم أخذ بيد علي: فقال: من كنت أولى به من نفسه، فعلي وليه، فإن ذلك كذلك دليل واضح على أن المراد من (المولى) في بقية طرق الحديث هو الأولى به من نفسه، بإن الأخبار يفسر بعضها بعضا.
                              ومنها (رابعا) قوله صلى الله عليه و اله وسلم، في طرقه الممزوج بحديث الثقلين: إنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله، أو أني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي كان قبله، وإني يوشك أن أدعى فأجيب، أو إني قد يوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسؤول، وإنكم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون، فإن هذا كله من أقوى الأدلة على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن إلا في مقام الوصية والاستخلاف، وتعيين الإمام من بعده، كي يأتم به الناس، ويهتدوا بهداه، ويقفوا أثره، ولا يتركهم سدى، أتباع كل ناعق، وليس بصدد بيان أن من كنت محبه أو ناصره أو نحو ذلك من المعاني، فعلي محبه أو ناصره، فإن إرادة مثل هذه المعاني مما لا يحتاج إلى ذكر قرب مودته، ودون أجله صلى الله عليه و اله وسلم، وأنه يوشك أن يدعى فيجيب وغير ذلك.
                              ومنها (خامسا) أن فعل النبي صلى الله عليه و اله وسلم، ومجموع ما صدر منه في ذلك اليوم - يوم غدير خم - مع صرف النظر عن كل قرينة لفظية، إنما هو أقوى دليل، وأعظم شاهد، على أنه صلى الله عليه و اله وسلم إنما كان بصدد نصب الإمام، والخليفة من بعده، وأن المراد من (المولى) هو الأولى بهم من أنفسهم،

                              ذلك أننا إذا تأملنا
                              نزوله صلى الله عليه و اله وسلم في ذلك الموضع، بعد منصرفه من آخر حجة له، في يوم ما أتى عليه، ولا على أصحابه، أشد حرا منه - كما في بعض روايات الحاكم عن زيد بن أرقم - ووقوفه للناس حتى رد من سبقه، ولحقه من تخلف - كما في بعض روايات النسائي عن سعد - حتى اجتمع إليه الناس جميعا، وأمر بدوحات عظام، فكنس تحتهن ورش، وظلل له بثوب - كما في أغلب روايات زيد - ثم عمم عليه السلام، بما يعتم به الملائكة، ثم أخذ بيد علي - بعدما خطب الناس، ونبههم إلى قرب موته، ودنو أجله - حتى رفع عليا، ونظر الرواي إلى آباطهما - كما في بعض روايات ابن حجر العسقلاني في الإصابة عن جبة بن جوين - ثم نزل قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم) الآية، بل ونزل (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك)، لرأينا أن ذلك كله، ليس إلا وصية واستخلافا من النبي صلى الله عليه و اله وسلم، وأنه كان بصدد تعيين الإمام من بعده، وتفهيم الناس أن المقتدى لهم إنما هو علي بن أبي طالب، وليس أن من كنت محبه أو ناصره، فعلي محبه وناصره.
                              </SPAN>

                              تعليق


                              • #75
                                تتمة

                                20--قوله صلى الله عليه واله وسلم: إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي:
                                روى الترمذي في صحيحه بسنده عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، جيشا واستعمل عليهم علي بن أبي طالب عليه السلام، فمضى في السرية فأصاب جارية، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبرناه بما صنع علي، وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدأوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلموا عليه، ثم انصرفوا إلى رحالهم، فلما قدمت السرية سلموا على النبي صلى الله عليه وسلم، فقام أحد الأربعة فقال:
                                يا رسول الله، ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام الثاني فقال مثل مقالته، فأعرض عنه، ثم قام الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، والغضب يعرف في وجهه، فقال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني، وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي


                                صحيح الترمذي 2 / 297، وانظر المسند 4 / 437.


                                وروىأحمد في المسند بسنده عن بريدة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثين إلى اليمن، على أحدهما علي بن أبي طالب، وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا لقيتم فعلي على الناس، وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده، قال: فلقينا بني زيد من أهل اليمن، فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة، وسبينا الذرية، فاصطفى علي عليه السلام امرأة من السبي لنفسه، قال بريدة، فكتب خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بذلك، فلما أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، دفعت الكتاب فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل، وأمرتني أن أطيعه ففعلت ما أرسلت به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقع في علي، فإنه مني، وأنا منه، وهو وليكم بعدي، وإنه مني، وأنا منه، وهو وليكم (1).

                                وروى البخاري في صحيحه (باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبي الحسن رضي الله عنه) قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: (أنت مني وأنا منك) (2).
                                وروى البخاري في صحيحه (باب عمرة القضاة) قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي:
                                (أنت مني وأنا منك) (3).


                                (1) مسند أحمد 5 / 356.
                                (2) صحيح البخاري 5 / 22.
                                (3) صحيح البخاري 5 / 180.

                                وروى أحمد في الفضائل بسنده عن مطرف بن عبد الله عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، وأمر عليهم علي بن أبي طالب، فأحدث شيئا في سفره فتعاهد، قال عفان: فتعاقد أربعة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أن يذكروا أمره لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمران: وكنا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلمنا عليه، قال: فدخلوا عليه، فقام رجل منهم فقال: يا رسول الله إن عليا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الثاني فقال: يا رسول الله، إن عليا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الثالث فقال: يا رسول الله إن عليا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الرابع فقال: يا رسول الله، إن عليا فعل كذا وكذا قال: فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تغير وجهه،

                                فقال: دعوا عليا، دعوا عليا إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي) (1).
                                وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن عمران بن حصين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (علي مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي) (2).
                                وروى الهيثمي في مجمعه بسنده عن بريدة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا أميرا على اليمن، وخالد بن الوليد على الجبل، فقال: إن اجتمعتما فعلي على الناس: فالتقوا وأصابوا من الغنائم، ما لم يصيبوا مثله، وأخذ علي جارية من الخمس، فدعا خالد بن الوليد بريدة فقال: اغتنمها فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما صنع، فقدمت المدينة ودخلت المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في منزله، وناس من أصحابه على بابه، فقالوا: ما الخبر يا بريدة، فقلت: خيرا، فتح الله على المسلمين، فقالوا: ما أقدمك؟ قلت: جارية أخذها علي من الخمس، فجئت لأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: فأخبر النبي، فإنه يسقط من عين النبي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، يسمع الكلام، فخرج مغضبا فقال: ما بال أقوام ينتقصون عليا؟
                                من تنقص عليا فقد تنقصني، ومن فارق عليا فقد فارقني، إن عليا مني، وأنا منه، خلق من طينتي وخلقت من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم)، يا بريدة، أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ، وأنه وليكم بعدي؟ فقلت: يا رسول الله بالصحبة، ألا بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديدا، قال: فما فارقته، حتى بايعته على الإسلام - قال: رواه الطبراني في الأوسط (3).

                                ____________
                                (1) فضائل الصحابة 2 / 605، وانظر 2 / 620، وفي المسند 4 / 437، وأخرجه عبد الرازق في أماليه (ل 12 أ) بهذا الإسناد مثله، والنسائي في الخصائص ص 23، والبغوي في معجم الصحابة (ل 420) كلاهما من طريق جعفر.
                                (2) فضائل الصحابة 2 / 649، وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (ل 115 ب) من طريق جعفر بن سليمان مثله، وانظر فضائل الصحابة 2 / 605، 2 / 620.
                                (3) مجمع الزوائد 9 / 128.


                                وأخرج الترمذي والنسائي وابن ماجة عن حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي مني، وأنا من علي (1).
                                وروى النسائي في الخصائص بسنده عن يزيد عن مطرف بن عبد الله بن عمران بن حصين قال: جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا، واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضى في السرية، فأصاب جارية فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبرناه ما صنع، وكان المسلمون إذا رجعوا بدأوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أحد الأربعة فقال:
                                يا رسول الله، ألم تر أن علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قام الثاني وقال مثل ذلك، ثم الثالث فقال مقالته، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا، فأقبل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والغضب يبصر في وجهه، فقال: (ما تريدون من علي، إن عليا مني، وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي) (2).
                                وفي رواية أخرى عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن مع خالد بن الوليد، وبعث عليا رضي الله عنه على جيش آخر، وقال:
                                إن التقيتما، فعلي، كرم الله وجهه، على الناس، وإن تفرقتما، فكل واحد منكما على جنده، فلقينا بني زيد من أهل اليمن، وظفر المسلمون على المشركين، فقاتلنا المقاتلة، وسبينا الذرية، فاصطفى علي جارية لنفسه من السبي، وكتب بذلك خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأمرني أن أنال منه، قال: فدفعت الكتاب إليه، ونلت من علي رضي الله عنه، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: لا تبغض لي عليا، فإن عليا مني، وأنا منه، وهو وليكم بعدي (3).

                                ____________
                                (1) السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 169.
                                (2) النسائي: تهذيب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص 54 - 55.
                                (2) تهذيب الخصائص ص 55 - 56.

                                و غير ذلك من الروايات من كتب اهل السنة.


                                ولا ريب في أن قول النبي صلى الله عليه و اله وسلم: (إن عليا مني، وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي)،

                                وقوله: (علي وليكم بعدي)، كما رأينا بصيغ مختلفة، إنما هو من الأدلة القوية، والنصوص الجلية، على خلافة علي عليه السلام من بعد النبي، صلى الله عليه و اله وسلم، والاستدلال به إنما يتوقف على بيان السند والدلالة معا.

                                فأما السند: فقد رواه جمع من كبار الصحابة وعظمائهم، من أمثال الإمام علي عليه السلام، وابن عباس، وعمران بن حصين، ووهب بن حمزة، وبريدة الأسلمي، وأنه قد خرجه كثير من أئمة الحديث كالترمذي والنسائي وا ابن حنبل، وأبي داود الطيالسي وأبي نعيم، والخطيب البغدادي، وأبي حاتم، وابن أبي شيبة، و الطبري، والبزار، والطبراني وابن الجوزي، والرافعي، وابن مردويه، والحافظ أبي القاسم الدمشقي، وابن صهيب، والديلمي، وغيرهم.
                                هذا وقد ذكر المحب الطبري في الرياض النضرة، جملة من الأحاديث التي تمسك بها الشيعة لخلافة علي عليه السلام بعد رسول الله صلى الله و عليه و اله وسلم، بلا فصل، فذكر حديث المنزلة، وحديث الغدير، ثم قال: ومنها - وهو أقواها سندا ومتنا - حديث عمران بن حسين: (إن عليا مني، وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن من بعدي)، إلى أن قال: وحديث بريدة (لا تقع في علي، فإنه مني، وأنا منه، وهو وليكم بعدي).

                                وأما الدلالة: فهي ظاهرة جدا، بعد ملاحظة القرينة اللفظية المتصلة بالحديث الشريف، وهي كلمة من (بعدي)، وتوضيحه أن للفظ (الولي) في اللغة معاني متعددة، كالمحب والصديق والناصر والجار والحليف وغير ذلك.
                                ومن أشهر معانيه هو (مالك الأمر)، فكل من ملك أمر غيره، بحيث كان له التصرف في أموره وشؤونه، فهو وليه، فالسلطان ولي الرعية، أي يملك أمرهم، وله التصرف في أمورهم وشؤونهم، والأب والجد ولي الصبي أو المجنون، أي يملك أمره، وله التصرف في أموره وشؤونه، وهكذا ولي المرأة في نكاحها، أو ولي الدم أو الميت.

                                وقد يقال: إن (الولي) قد جاء بمعنى الأولى بالتصرف، فالسلطان ولي الرعية، والأب والجد ولي الصبي أو المجنون، وهكذا إلى غيرها من الأمثلة يكون بهذا المعنى، أي أولى بالتصرف، ويؤيده في المقام بعض أخبار الباب - كما تقدم - بلفظ قوله (فهو أولى الناس بكم بعدي).

                                وقد يقال: إن الولي قد جاء بمعنى المتصرف، فالسلطان مثلا، ولي الرعية، يكون بهذا المعنى، أي هو المتصرف في أمورهم، وهكذا ولي الصبي وغيره.
                                وأيا ما كان الأمر، فإن الولي - بما له من المعنى المعروف والظاهر المشهود، سواء عبرنا عنه بمالك الأمر، أو بالأولى بالتصرف أو المتصرف - لا يكاد يطلق، إلا على من له تسلط وتفوق على غيره، وكان له التصرف في أموره وشؤونه، ثم إنه من المعلوم أن إرادة الجار أو الحليف، أو ما أشبه ذلك من لفظ (الولي) في الحديث الشريف، مما لا يناسب المقام، بل مما لا محصل له أصلا - كما قدمنا - فيبقى المحب والصديق والناصر ومالك الأمر، أو الأولى بالتصرف أو المتصرف، على اختلاف التعابير في المعنى الأخير.
                                هذا فضلا عن أن لفظة (من بعدي) مما ينافي إرادة المحب أو الصديق أو الناصر، إذ كونه عليه السلام محبا للمسلمين، أو صديقا أو ناصرا لهم، مما لا ينحصر بما بعد زمان النبي صلى الله عليه و اله وسلم، بل هو عليه السلام، كان كذلك في زمان النبي صلى الله عليه و اله وسلم.
                                ومن ثم فإن المراد من (الولي) في الحديث الشريف، إنما ينحصر في المعنى الأخير، وهو مالك الأمر، أو الأولى بالتصرف في أمور المسلمين وشؤونهم، وذلك لما فيه من المناسبة الشديدة، مع كلمة (من بعدي)، فيتعين هو - أي هذا المعنى - من بين سائر المعاني، وهو معنى الإمام والخليفة، كما هو واضح لمن أنصف
                                </SPAN>

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                                ردود 2
                                9 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X