إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

س / هل الإمام الرّضا عليه السلام حين اكل العنب المسموم هل كان عالماً بالسّمّ ام لا ؟؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • س / هل الإمام الرّضا عليه السلام حين اكل العنب المسموم هل كان عالماً بالسّمّ ام لا ؟؟


    س / هل الإمام الرّضا عليه السلام حين اكل العنب المسموم هل كان عالماً بالسّمّ ام لا ؟؟؟؟؟

    قال الشيخ الاجل الاوحد المرحوم الشيخ احمد بن زين‌الدين الاحسائي اعلي اللّه مقامه : -

    الجواب / اقول انه عليه السلام كان عالماً بالسّمّ و له جوابانِ احدهما انه عالمٌ بالسَّمّ الي ان اكَله بل اكله مع علمه بالسّمّ و لايلزم من ذلك انه القي بنفسِه الي التّهلكةِ من وجهين احدهما انّه لايقدر علي الامتناع من الاكل لانه لو امتنع قتله اللّعين بالسيف و الممنوع من الالقاۤء بالنفس الي التهلكة ما كان مع القدرة علي الامتناع و امّا مع عدم القدرة علي الامتناع فلا و ثانيهما انه قد اخبره اسلافه عليهم السلام عن اللّه تعالي بان اللّه قد كتب عليه ذلك و امره بالاكل فلايكون امتثال امر اللّه تعالي اِلقاۤءً بالنفس الي التهلكة كما لو امرَك الامام عليه السلام بالجهاد و اخبرك بانّك تقتل فانه يجب عليك امتثال امرِه۪ و ان علمتَ بانّك مقتول و لايكون اِلْقاۤءً بالنفس الي التهلكة و هذا ظاهر و ثاني الجوابَيْنِ انّه عند التّناول غاب عنه الملك المسدِّد كما في روايةٍ و هو معني ما رُوي انه كان يعلم ذلك الي وقت التناول فلمّا اَن يتناول اُنْسِيَهُ ليجريَ عليه القضاۤء ه‍ ، فانّ معني ما في الرّوايتَيْن واحِدٌ فان الاولي معناها انّ الملك الذي يُسَدّد الامام عليه السلام غاب عنه المراد بالملك عقله الشريف و معني غيبته عنه انّه حين امرهُ اللّه باكل العنبِ المسموم توجّهَ الي اللّه تعالي كناية عن مسابقته الي اللّه و الي امتثال امره و غفلته عن نفسه .

    و معني ما في الثّانية اَنّ توجّهه الي اللّهِ و الي امْتثال امره مستلزم للغفلة عن نفسه و لتركه لنفسِه و الاِنْساۤء بمعني التّرك يعني انّه اشغله بلذَاذةِ لقاۤئه عن نفسه ليجري عليه القدر فلم‌يلتفِتْ الي نفسه و لا الي المحافظة عليها فكنّي عن الاقبال علي اللّه و امتثال امره و الاشتغال بما اظهر له من الجمال و المحبّة للقاۤئه و عن تركه للمحافظة علي نفسه بغيبوبَةِ الملك المُسَدِّد عنه و بالانساۤء لانّه لمّا اراد الاكل من العنب المسموم حضره آباۤؤه الطاهرون صلي اللّه عليهم اجمعين و قالوا الينا الينا فانّا مشتاقون اليك و ما عند اللّه خير لك فتوجّه الي اللّه تعالي و اليهم و الي النعيم الداۤئم و لم‌يلتفت الي شي‌ءٍ بل ترك كل شي‌ء من الدنيا حتي نفسه لان الانسان اذا اشتغل بشي‌ءٍ مُهمٍّ لم‌يُحِسَّ بالضربة و الصَّدْمَةِ و لهذا كان الانسان اذا اشتغل قلبه بفَرحٍ شديدٍ او خوفٍ ربّما تدخل الشوكة او العظم في رجله و لايُحِسّ به و لا باَلَمِه۪ لانه قد اجتمعت مشاعره علي ما هو مهتمٌّ به و نسي نفسه و هذا امر وجْدَاني و هو بهذا البيان منكشِف لمن له عينان و الحمد للّه ربّ العالمين .

    المصدر كتاب{ رسالة في جواب الشاهزاده محمود ميرزا من مصنفات الشيخ الاجل الاوحد المرحوم الشيخ احمد بن زين‌الدين الاحسائي اعلي اللّه مقامه }

  • #2
    آجركم الله ورحمة الله على الشيخ الأوحد وحشره الله في زمرة محمد وآله الأطهار (س) ..

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة الممرض

      س / هل الإمام الرّضا عليه السلام حين اكل العنب المسموم هل كان عالماً بالسّمّ ام لا ؟؟؟؟؟
      قال الشيخ الاجل الاوحد المرحوم الشيخ احمد بن زين‌الدين الاحسائي اعلي اللّه مقامه : -

      الجواب / اقول انه عليه السلام كان عالماً بالسّمّ و له جوابانِ احدهما انه عالمٌ بالسَّمّ الي ان اكَله بل اكله مع علمه بالسّمّ و لايلزم من ذلك انه القي بنفسِه الي التّهلكةِ من وجهين احدهما انّه لايقدر علي الامتناع من الاكل لانه لو امتنع قتله اللّعين بالسيف ...



      ----------------------------------------


      المشاركة الأصلية بواسطة الممرض

      ثانيهما انه قد اخبره اسلافه عليهم السلام عن اللّه تعالي بان اللّه قد كتب عليه ذلك و امره بالاكل فلايكون امتثال امر اللّه تعالي اِلقاۤءً بالنفس الي التهلكة كما لو امرَك الامام عليه السلام بالجهاد و اخبرك بانّك تقتل فانه يجب عليك امتثال امرِه۪




      ---------------------------------------


      المشاركة الأصلية بواسطة الممرض

      عند التّناول غاب عنه الملك المسدِّد كما في روايةٍ و هو معني ما رُوي انه كان يعلم ذلك الي وقت التناول فلمّا اَن يتناول اُنْسِيَهُ ليجريَ عليه القضاۤء ه‍ ، فانّ معني ما في الرّوايتَيْن واحِدٌ فان الاولي معناها انّ الملك الذي يُسَدّد الامام عليه السلام غاب عنه المراد بالملك عقله الشريف و معني غيبته عنه انّه حين امرهُ اللّه باكل العنبِ المسموم توجّهَ الي اللّه تعالي كناية عن مسابقته الي اللّه و الي امتثال امره و غفلته عن نفسه .


      ---------------------------------------------


      المشاركة الأصلية بواسطة الممرض


      و معني ما في الثّانية اَنّ توجّهه الي اللّهِ و الي امْتثال امره مستلزم للغفلة عن نفسه و لتركه لنفسِه و الاِنْساۤء بمعني التّرك يعني انّه اشغله بلذَاذةِ لقاۤئه عن نفسه ليجري عليه القدر فلم‌يلتفِتْ الي نفسه و لا الي المحافظة عليها فكنّي عن الاقبال علي اللّه و امتثال امره و الاشتغال بما اظهر له من الجمال و المحبّة للقاۤئه و عن تركه للمحافظة علي نفسه بغيبوبَةِ الملك المُسَدِّد عنه و بالانساۤء لانّه لمّا اراد الاكل من العنب المسموم حضره آباۤؤه الطاهرون صلي اللّه عليهم اجمعين و قالوا الينا الينا فانّا مشتاقون اليك و ما عند اللّه خير لك فتوجّه الي اللّه تعالي و اليهم و الي النعيم الداۤئم

      الأستاذ الممرض ، هل هناك احتمالات أخرى؟
      ***كيف يكون الإمام الرضا عليه السلام عالما بالسم فيقدم عليه ثم لا يعتبر من باب إلقاء النفس إلى التهلكة؟ ثم إذا كان رأى أن الموت بالسم أولى من الموت بالسيف وهو يعلم الغيب والقدرة المطلقة (على رأي من يرى ذلك)، أليس الأولى أن يتجنب السيف والسم معا ، أو أن يهلك عدوه بما شاء أو يبطل أثر السم بما أوتي من قوى؟

      ***أو كيف يقال "أنه قد اخبره اسلافه عليهم السلام عن اللّه تعالي بان اللّه قد كتب عليه ذلك و امره بالاكل فلايكون امتثال امر اللّه تعالي اِلقاۤءً بالنفس الي التهلكة كما لو امرَك الامام عليه السلام بالجهاد و اخبرك بانّك تقتل فانه يجب عليك امتثال امرِه۪" ، هل يقاس القتل في ساحة الجهاد على أكل العنب المسموم؟

      *** أو كيف يقال "عند التّناول غاب عنه الملك المسدِّد كما في روايةٍ و هو معني ما رُوي انه كان يعلم ذلك الي وقت التناول فلمّا اَن يتناول اُنْسِيَهُ ليجريَ عليه القضاۤء ه‍ ، فانّ معني ما في الرّوايتَيْن واحِدٌ فان الاولي معناها انّ الملك الذي يُسَدّد الامام عليه السلام غاب عنه المراد بالملك عقله الشريف و معني غيبته عنه انّه حين امرهُ اللّه باكل العنبِ المسموم توجّهَ الي اللّه تعالي كناية عن مسابقته الي اللّه و الي امتثال امره و غفلته عن نفسه " ، كيف غاب عنه الملك المسدد؟!!

      أقول:
      أليس هناك احتمال آخر لتفسير العنب المسموم وهو أن الأئمة عليهم السلام لا يعلمون الغيب وعلى هذا لم يكن الإمام الرضا عليه السلام عالما بالعنب المسموم؟
      هيك ، وهسّا ، وهلحين ، وكذا.... يكون الإشكال قد انتفى، وبعده نقول:
      صلى الله على سيد البشر محمد وآله وسلم



      تعليق


      • #4
        هذا ما لا تقدر القلوب المنغلقة فهمه .. و إستيعابه

        الحمد لله رب العالمين

        آجركم الله أخي المؤمن الممرض .. علك تشفي هؤلاء من الدرن الذي استولى عليهم !

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة يتيمة آل مـحـمـد
          هذا ما لا تقدر القلوب المنغلقة فهمه .. و إستيعابه
          !
          بل قولي لا تقدر العقول التي عشعش فيها حب الأساطير والخزعبلات أن تنفك عنها وتتحرر منها ،،، أصحاب العقول المنغلقة التي تشرك مع الله في صفاته العليا صعب عليها فهم الغث من السمين ، وتمييز السقيم من الصحيح ، فلا يعلم الغيب إلا الله ، ولا يعلم أحد من خلقه الغيب إلا الرسل بقدر معلوم في زمن معلوم على وجه معلوم وعلى العموم لا على التفصيل..

          الحمد لله الذي رزقنا عقولا صحيحة نفكر بها ، فإذا زللنا ورأينا دليلا صحيحا يوافقه عقل سليم تراجعنا إلى الحق طائعين..

          تعليق


          • #6
            الأمر عائد الى المشيئة اللهية و إرادته عزوجل و أهل البيت عليهم السلام عالمون به غير متخلفون عنه

            فاليفهم الذي يريد أن يفهم

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم

              السلام عليكم و رحمة الله
              كان بودي ان نتحدث حول علم الائمة عليهم السلام بالغيب و ان شا ءالله سنبحث.

              و لكن حيث ان بعض الناس اللذين في قلوبهم مرض و لهم قلوب لايفقهون بها و تمسكا بمدرسة السقيفة يثيرون الشبهات في وسط الشيعة .

              نقول:

              وأما أنَّهم لا يعلمون بما يجري عليهم، ولو علموا لم يقدموا، لأنَّه من الإلقاء في التهلكة،

              فهو ينافي صريح الأخبار عنهم في هذا الشأن وأنَّهم أقدموا على علم ويقين.
              فهذا الصادق عليه السلام يقول: «أي إمام لا علم ما يصيبه وإلى ما يصير: فليس ذلك بحجة لله على خلقه».
              وهذا الكاظم عليه السلام، كيف أعلم السندي والقضاة عن سقيه السم وعما ستتقلب عليه حاله إلى ساعة موته

              وهذا الرضا عليه السلام. كيف أجاب السائل الذي طرأت عليه الأوهام والشكوك في حادثة أمير المؤمنين عليه السلام. حين قال له: إنَّ أمير المؤمنين عليه السلام قد عرف قاتله والليلة التي يقتل فيها والموضع الذي يقتل فيه. وقوله لما سمع صياح الأوز في الدار: «صوائح تتبعها نوائح» وقول أم كلثوم: «لو صليت الليلة داخل الدار، وأمرت غيرك أن يصلي بالناس؟» فأبى عليها، وكثرة دخوله وخروجه تلك الليلة بلا سلاح، وقد عرف عليه السلام ان ابن ملجم قاتله بالسيف، كان هذا يجوز أو يحل تعرضه؟ فقال الرضا عليه السلام: «ذلك كان كله، ولكنه خيّر تلك الليلة، لتمضي مقادير الله عز وجل».
              وهكذا كان الجواب منهم عليهم السلام عن شأن حادثة الحسين عليه السلام (1)
              (1) الكافي: كتاب الحجة. باب إن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم.

              إلى كثير من أمثال هذه الأحاديث والأجوبة.


              ولكن أجمعها لرفع هاتيك الشبه، وأصرحها في الغرض خبر ضريس الكناسي، فإنّه قال: سمعت أبا جعفر يقول وعنده أناس من أصحابه: «عجبت من قوم يتولّونا ويجعلونا أئمة ويصفون أنّ طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يكسرون حجتهم، ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم، فينقصون حقّنا ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لأمرنا أترون أن الله تبارك وتعالى افترض طاعة أوليائه على عباده، ثم يخفي عنهم أخبار السماوات والأرض، ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم».
              فقال له حمران: جعلت فداك أرأيت ما كان من أمر قام علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام وخروجهم وقيامهم بدين الله عز ذكره وما أصيبوا من قتل الطواغيت إياهم والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا؟
              فقال أبو جعفر عليه السلام: «يا حمران إنّ الله تبارك وتعالى قد كان قدَّر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتّمه على سبيل الإختيار»، و«وفي نسخة الإختبار»، ثم أجراه، فبتقدم علم إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم قام علي والحسن والحسين، وبعلم صمت من صمت منّا. ولو أنّهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من أمر الله عز وجل، وإظهار الطواغيت عليهم، سألوا الله عز وجل أن يدفع عنهم ذلك، وألحوا عليه في طلب إزالة ملك الطواغيت وذهاب ملكهم إذاً لأجابهم ودفع ذلك عنهم، ثم كان انقضاء مدة الطواغيت وذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد، وما كان ذلك الذي اصابهم يا حمران لذنب أقترفوه، ولا لعقوبة معصية خالفوا الله فيها، ولكن لمنازل وكرامة من الله أراد أن يبلغوها، فلا تذهبنَّ بك المذاهب فيهم (1).

              (1) الكافي: باب إنّ الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء صلوات الله عليهم

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم
                السلام عليكم ورحمة الله,


                الأستاذ الممرض ، هل هناك احتمالات أخرى؟

                ***كيف يكون الإمام الرضا عليه السلام عالما بالسم فيقدم عليه ثم لا يعتبر من باب إلقاء النفس إلى التهلكة؟ ثم إذا كان رأى أن الموت بالسم أولى من الموت بالسيف وهو يعلم الغيب والقدرة المطلقة (على رأي من يرى ذلك)، أليس الأولى أن يتجنب السيف والسم معا ، أو أن يهلك عدوه بما شاء أو يبطل أثر السم بما أوتي من قوى؟

                ***أو كيف يقال "أنه قد اخبره اسلافه عليهم السلام عن اللّه تعالي بان اللّه قد كتب عليه ذلك و امره بالاكل فلايكون امتثال امر اللّه تعالي اِلقاۤءً بالنفس الي التهلكة كما لو امرَك الامام عليه السلام بالجهاد و اخبرك بانّك تقتل فانه يجب عليك امتثال امرِه۪" ، هل يقاس القتل في ساحة الجهاد على أكل العنب المسموم؟

                *** أو كيف يقال "عند التّناول غاب عنه الملك المسدِّد كما في روايةٍ و هو معني ما رُوي انه كان يعلم ذلك الي وقت التناول فلمّا اَن يتناول اُنْسِيَهُ ليجريَ عليه القضاۤء ه‍ ، فانّ معني ما في الرّوايتَيْن واحِدٌ فان الاولي معناها انّ الملك الذي يُسَدّد الامام عليه السلام غاب عنه المراد بالملك عقله الشريف و معني غيبته عنه انّه حين امرهُ اللّه باكل العنبِ المسموم توجّهَ الي اللّه تعالي كناية عن مسابقته الي اللّه و الي امتثال امره و غفلته عن نفسه " ، كيف غاب عنه الملك المسدد؟!!

                أقول:
                أليس هناك احتمال آخر لتفسير العنب المسموم وهو أن الأئمة عليهم السلام لا يعلمون الغيب وعلى هذا لم يكن الإمام الرضا عليه السلام عالما بالعنب المسموم؟
                هيك ، وهسّا ، وهلحين ، وكذا.... يكون الإشكال قد انتفى، وبعده نقول:

                صلى الله على سيد البشر محمد وآله وسلم

                الى الأخ العزيز جعفري من لبنان لكي يتم تقريب المطلب نجيب على إشكالين من قبلكم

                1-هل العلم بكيفية الموت والإقدام عليه يستلزم إلقاء النفس بالتهلكه دائما؟
                هذا السؤال فساده واضح ,فلقد عَلِمَ أبا عبدالله الحسين عليه السلام بمقتله في كربلاء منذ طفولته الشريفة وكذلك علم بما سيجري بأهل بيته من سبي وذل من قبل الجبت والطاغوت لعنهم الله ,ولم يمنع هذا أبا عبدالله من القدوم لكربلاء والإستشهاد فيها كما أخبر به رسول الله منذ أكثر من 50 عاما .فلو لزم هذا الأمر القاء النفس بالتهلكه لما صار الحسين "سيد شباب أهل الجنة مع أخيه الإمام الحسن المجتبى عليهم السلام " ,أو كان من رسول الله ص والرسول الأعظم منه ص"حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا".
                فهل صار سيد شباب اهل الجنه منتحرا والعياذ بالله؟ أوعلمه بالسبي الذي سيجري على أهله إثما ؟
                ومقتل الحسين ع وأخبار رسول الله به مما أتفق عليه المسلمون

                نفس الشيء مع أمير المؤمنين عليه السلام ,فأمير المؤمنين كان عالما من قبل رسول الله ص بإستشهاده على يد ابن ملجم لعنه الله وهو يصلي في محرابه بسبب ضربته له في ليلة 19من رمضان فلما حان الوقت ذهب أمير المؤمنين ع الى محرابه وهو عالم أنه سوف يضرب بعد لحظات وهذا لم يمنعه أو يسبب إشكالا على أمير المؤمنين ع بأنه سكون منتحرا لو قام بهذا الفعل والعياذ بالله .
                لذلك العلم من قبل معصوم أو بواسطته لا يعد القاءً للنفس في التهلكه.
                فالأمر الإلهي لا مفر منه مادام تكوينيا ,وللتقريب نقول لو علم شخص يقينا أنه سوف يقتل بالطريقة الفلانية لأن الله تعالى أخبره بذلك فهل له أن يرد أمر الله تعالى؟
                وكمثال :نورد أمرا مشابها جرى لنبي الله إبراهيم مع إبنه إسماعيل عليهم السلام ولو أن مشيئة الله إختلفت في النهاية لكن هناك أمور مشتركة يقول تعالى "فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)"
                نرى أن نبي الله أبراهيم ع اوحي اليه بذبح إبنه ,فإمتثل أبراهيم ع لأمر الله وكذلك فعل إبنه اسماعيل بالإمتثال لأمر الله تعالى ,
                والسؤال هنا هل إمتثال اسماعيل ع لأمر أبيه وتسليمه لرقبته لكي تحتز يعتبر القاءً للنفس في التهلكه ؟خصوصا أن إسماعيل ع لم يفعل ما هو موجب للقتل ظاهرا!؟
                أم هو إمتثال لأمر الحق سبحانه وتعالى تحقيقا لإرادته ؟وفي النهاية أعتبر الله تعالى ذبح إبراهيم لأبنه خصوصا أنه جاء في الكبر وقبول إبنه بالذبح لكي ينفذوا أمر الله سبحانه أمرا عظيما وعبر الله عن إبراهيم بأنه من عباد الله المؤمنين وهذه الحادثة من أهم الإمتحانات التي نال بها نبي الله إبراهيم مقام الإمامة .

                كذلك الأمر مع آل رسول الله علمهم بالقتل هو علم تكويني أي أن الله شاء لهم أن يقتلوا بهذه الطريقة وبهذا الوقت ,فما كان منهم إلا الإمتثال لأمر الله سبحانه وهو من آخر إمتحاناتهم في عالم الدنيا فذهبوا وكانوا من الصابرين.


                2-ما المقصود بعلم الغيب؟
                قولكم أن الأئمة ع لا يعلمون الغيب نوافقكم عليه كما نقر أن لا عالم إلا الله تعالى ,لكن أين الإختلاف ؟ الاختلاف كل الاختلاف في المصداق الله يعلم الغيب بذاته والله عالم بذاته والكل متعلمون ,لكي يتحقق مصداق "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ " ,لذى نحن نقول أن علم الإئمة هو من ذي علم لا من ذواتهم وأنى لهم هذا ,وما أم موسى بأعز من آل رسول الله ص فقد أعلامها الله عن طريق الوحي بعلم الغيب "وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ "فقد أخبرها الله بنوة إبنها و رجوعه اليها سالما فهل شاركت لله في علم الغيب ؟ أم كان علم من ذي علم ؟
                وقد بشتبه الأمر في آية "وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " فرسول الله ص يتكلم هنا عن العلم بالغيب بالذات لا عن طريق الله والدليل أخبار رسول الله بالغيب في آية "غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ " فهنا إخبار للغيب من قبل الله لرسوله عن طريق القرآن ليخبر به المسلمين وتكون معجرة خالدة في القرآن الكريم.ونفس الأمر مع آل رسول الله عليهم السلام اجمعين فعلمهم بالغيب هو من قبل رسول الله وتحديثهم من قبل رسل الله تعالى ,لا علم ذاتيا فينتفي الإشكال.

                والسلام عليكم ورحمة الله
                التعديل الأخير تم بواسطة الوسيلة; الساعة 21-08-2007, 07:09 PM.

                تعليق


                • #9
                  أقول:
                  أليس هناك احتمال آخر لتفسير العنب المسموم وهو أن الأئمة عليهم السلام لا يعلمون الغيب وعلى هذا لم يكن الإمام الرضا عليه السلام عالما بالعنب المسموم؟

                  هيك ، وهسّا ، وهلحين ، وكذا.... يكون الإشكال قد انتفى، وبعده نقول:
                  صلى الله على سيد البشر محمد وآله وسلم




                  اقول تستاهل القبلة على الرأس فلا يعلم الغيب الا الله

                  تعليق


                  • #10
                    - الثاقب في المناقب- ابن حمزة الطوسي ص 517 :
                    في بيان ظهور آياته في الاخبار بالغائبات وفيه : ثمانية أحاديث 445 / 1 - عن محمد بن أبي القاسم ، قال : ورواه عامة أهل المدينة أن الرضا عليه السلام كتب في أحمال له تحمل إليه من المتاع وغير ذلك ، فلما توجهت وكان يوما من الايام أرسل أبو جعفر عليه السلام رسلا يردونها فلم يدر لم ذلك ، ثم حسب ذلك اليوم في ذلك الشهر ، فوجد يوم مات فيه الرضا عليه السلام . 446 / 2 - عن محمد بن القاسم ، عن أبيه وعن غير واحد من أصحابنا أنه قد سمع عمر بن الفرج أنه قال : سمعت من أبي جعفر عليه السلام شيئا " لو رآه محمد أخي لكفر . فقلت : وما هو أصلحك الله ؟ قال : إني كنت معه يوما " بالمدينة إذ قرب الطعام فقال : " أمسكوا " فقلت : فداك ، أبي قد جاءكم الغيب فقال : " علي بالخباز " فجئ به فعاتبه وقال : " من أمرك أن تسمني في هذا الطعام ؟ " فقال له : جعلت فداك فلان ، ثم أمر بالطعام فرفع وأتي بغيره .

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة 8989
                      أقول:
                      أليس هناك احتمال آخر لتفسير العنب المسموم وهو أن الأئمة عليهم السلام لا يعلمون الغيب وعلى هذا لم يكن الإمام الرضا عليه السلام عالما بالعنب المسموم؟

                      هيك ، وهسّا ، وهلحين ، وكذا.... يكون الإشكال قد انتفى، وبعده نقول:
                      صلى الله على سيد البشر محمد وآله وسلم




                      اقول تستاهل القبلة على الرأس فلا يعلم الغيب الا الله
                      هلا قرأت ما كتبنا وما هو مقصدنا ؟!
                      أما اذ سلمنا بما تقولون لصار القرآن يناقض بعضه البعض
                      فآية "وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ "
                      تنافض علم نبي الله عيسى ع بالغيب "وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ "

                      وآية "قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا "
                      تنافض آية "يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا"

                      عقولكم عفا عليها الزمن للأسف الشديد
                      التعديل الأخير تم بواسطة الوسيلة; الساعة 21-08-2007, 07:30 PM.

                      تعليق


                      • #12
                        ننتظر جواب جعفري من لبنان .......................
                        التعديل الأخير تم بواسطة الممرض; الساعة 21-08-2007, 09:07 PM.

                        تعليق


                        • #13
                          إشكالية علم الغيب في حق الإمام المعصوم عليه السلام *
                          بقلم الاستاذ / ميرزا صالح السليمي

                          استقر بين المسلمين عامة و الإمامية خاصة أن علم الغيب من صفات الله (عز و جل ) . ومن أسمائه الحسنى ( علام الغيوب ) و ( عالم الغيب ) و ( عالم غيب السماوات والأرض ) .

                          وظاهر بعض الآيات الكريمة انحصار علم الغيب فيه عز و جل ، كقوله تعالى في سورة الأنعام (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو )[1] ، وقوله تعالى في سورة يونس (فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين )[2] وغيرها من الآيات الصريحة في ذلك ، والدالة على أن الغيب منحصر فيه عز وجل دون غيره من عباده وملائكته ورسله .

                          ومن الغيب علم الساعة ونزول الغيث و مافي الأرحام وأرزاق العباد وآجالهم . قال الله تعالى في آخر سورة لقمان : (إن الله عنده علم الساعة وينـزل الغيث ويعلم مافي الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير)[3] ، ومع ذلك فهناك من الآيات والروايات ما يشير إلى أن الله سبحانه وضع علمه كله أو بعضه في بعض عباده من الملائكة وغيرهم من خلقه ، كقوله تعالى في سورة النمل : ( وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين)[4]، وكقوله في سورة الحج : ( ألم تعلم أن الله يعلم مافي السماء والأرض إن ذلك في كتاب مبين)[5] ، وقال في سورة الكهف : (مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا)[6] ، وقال تعالى في سورة الأنعام : ( ويعلم ما في البر و البحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين )[7] ، وقال تعالى في سورة يس : (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين)[8] ، وقال كذلك في سورة الحجر : ( وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم )[9].

                          إلى غير ذلك من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة . ولو أردنا استقصاء هاتيك الأحاديث والآيات لخرجنا عن نطاق الموضوع الذي نحن بصدد بيانه وهو التوفيق بين ما يدل منها على أن علم الغيب منحصر فيه (عز وجل) ، وما يدل منها على أنه مودع بعضه أو كله في غيره من مخلوقاته، وقد عبر تعالى عن هذه المخلوقات مرة بالخزائن ومرة بالكتاب ، ومرة بالإمام ، كما مر عليك في الآيات المتقدمة .

                          وقد ذهب العلماء في التوفيق بين تلك الآيات والأحاديث مذاهب شتى:

                          قال بعضهم : إن علم الغيب منحصر أصلا في الله (عز وجل) ، وانه يفيضه على بعض عباده المقربين ، إذا تعلقت به حكمة بالغة لإصلاح شؤون المكلفين ، من قبيل إثبات نبوة الأنبياء (عليهم السلام ) تعزيزاً لما يدّعون بأنهم إنما يصدرون عن الوحي ولا يقولون إلا عن الله تعالى ، فمن ذلك ما كان عيسى عليه السلام يخبر به قومه عما يأكلون ، وما يدخرون في بيوتهم ، وذلك إلى جانب ما كان يفعل من خوارق الأعمال بإذن الله تعالى ، كإحياء الموتى ، وشفاء المرضى ، ونفخ الروح فيما يصنع من الطين كهيئة الطير فتكون طيرا بإذنه ، ومن ذلك ما كان يخبر به موسى عليه السلام قومه وفرعون وملأه ، وما كان يخبر به نوح عليه السلام . وغيرهم من الأنبياء قومهم مما سينزل بهم من عذاب دنيوي ماحق لترغيبهم في طاعة الله ، وتحذيرهم عن معصيته تعالى ، حتى إذا تمادوا في غيّهم نزل بهم ما يكرهون ، كما أخبرهم به نبيهم ليعتبر به أولوا الألباب منهم ، ومن غيرهم من الأمم الغابرة .
                          وقال هذا الفريق من العلماء إن من هذا القبيل الغيب الذي أخبر به الخضر عليه السلام موسى عليه السلام ، وهو من هو في نبوته ورسالته وعزيمته وكليميته ، في شأن السفينة التي خرقها والغلام الذي قتله والجدار الذي أراد أن ينقض فأقامه من غير أجر يأخذه عليها ، بل إن هدهد سليمان أحاط بما لم يحط به سليمان عليه السلام ، إذ جاء إليه من سبأ بنبأ عظيم يقين عن بلقيس وقومها وما يعبدون من دون الله (عز وجل)، وقد قيل إن المصلحة في إخبار الغيب على لسان هؤلاء لمن هم أعلى درجة وأرفع مكانة هي إظهار فضلهم و إبراز كرامتهم على الله (عز وجل) ، وتأكيد حرمتهم عنده تعالى لبعض عباده الصالحين ، ليعتبروا بذلك فيزيد به إيمانهم وتصديقهم للأنبياء (عليهم السلام) .

                          وهذا القول إن صح فإنما يصح في بعض الحالات ، ولبعض الأشخاص ، فلا يطّرد في جميع الأشخاص ، ولا في جميع الأحوال ، ولا يتناسب مع مدلولات الآيات السابقة التي دلت صراحة على أن الله تعالى أودع غيبه في خلقه من كتاب أو إمام أو جعله في خزائنه وما ينزل منها إلا بقدر معلوم .

                          وقال فريق من العلماء في توجيه الإخبار بالغيب من قبل خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطاهرين (سلام الله عليهم أجمعين) بأن الله سبحانه يطلعهم على الغيب إن أرادوا علمه ، يخبرون به متى تعلق به مصلحة دينية أو دنيوية ، أو متى ما توقف عليه إظهار فضلهم للناس و إبراز كرامتهم عند الله تعالى للأمة .
                          وهذا القول في أهل البيت (عليهم السلام) يمكن تصوره على وجهين يصح على أحدهما ولا يصح على الآخر ، فإذا أريد أن علمهم بالأشياء علم حضوري لدني ، وأن الله تعالى أطلعهم عليه منذ أول كونهم وبدء خلقهم ، لأنهم محال مشيئته وألسن إرادته ، إلا انهم لا يخبرون الناس بشي منه إلا بما أراد الله إخباره حين إخباره ، لأنهم عباده المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ، فهذا الوجه صحيح تأيده الآيات القرآنية والروايات الحديثية ، ولا تنافيه الآثار الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) المتواترة لفظا ومعنى ، وهو الذي عليه أكثر العلماء من أهل الفضل والتقى ومن أهل الثبت والتحقيق والرواية و التأليف ، وتعضده الشهرة القريبة من الإجماع في كل عصر وزمان من حقبة الإمامة الظاهرة والغيبة الصغرى حتى عصرنا الحاضر ، لأن الإجماع يكاد ينعقد على أنهم (عليهم السلام) أصحاب الولاية التكوينية بالإضافة إلى الولاية التشريعية . وإن أريد الوجه الآخر وهو أن علمهم (عليهم السلام) بالأشياء علم حصولي إرادي ، كما يقول بعض من لا أهلية له في التحقيق ، ولا يد له من التدقيق ، بمعنى أنهم (عليهم السلام) إن أرادوا أن يعلموا الشيء أفاض الله عليهم ذلك ، واستجاب لارادتهم حين إرادتهم ، فأطلعهم على علمه وأخبرهم وجه الصواب فيه ، وأبان لهم حقيقته وكشف لهم عن كنهه ، وقد كانوا قبل ذلك من الجاهلين به والساهين عنه ، فذلك القول لا يستقيم مع المنطق الحق ، ولا يؤيده العقل السليم ، ولا الطبع المستقيم ، إذ كيف يصح أن يقبل عاقل بالجهل وفي يده أن يكون عالماً بما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، لاجرم أنه في هذه الحالة يفضل العلم على الجهل ، ويرجح الذكر على السهو والغفلة والنسيان ، وكيف لايكون الأمر كذلك وهم (عليهم السلام) مأمورون بنص القرآن الكريم أن يطلبوا إليه تعالى الاستزادة من العلم لقوله في سورة طه : ( وقل ربي زدني علماً )[10] ولا ريب أن دعائهم (عليهم السلام) مستجاب ، إذ لاوجه لعدم الاستجابة فهم من حيث قابلياتهم على أتم وجه من الاستعداد الذي يمكن أن يحدث في الإمكان (يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور ) [11]، والله تعالى من جهته أكرم الأكرمين ، وأجود الأجودين ، لايرد سائله ، ولا يخيب آمله ، وقد قال في كتابه الكريم في سورة غافر : (ادعوني أستجب لكم )[12] ، فإذا التقى تمام الاستعداد وكمال التهيؤ الذاتي مع الجود الذي لا يتناهى والكرم الذي لا يجارى أنتج ذلك حتماً استجابة الدعاء وقبول الالتماس ، فلا وجه إذاً لبقائهم (عليهم السلام) على الجهل بالأشياء وفي وسعهم العلم بها والإحاطة بحقائقها ، فلا يصح أن يكون علمهم (عليهم السلام) إرادياً أو حصولياً بالمعنى الذي شرحناه ..

                          وإن الذي يؤخذ من ظواهر بعض الآيات وبعض الأحاديث من أنهم (عليهم السلام) ينتظرون نزول الوحي عليهم أو وقوع الإلهام في قلوبهم لينبؤا عن الشيء حكما كان أو موضوعا فإنما ذلك محمول إما على التقية أو على حضور أهله ووقته ، أو غير ذلك من المصالح العديدة ، قال تعالى في سورة طه : ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه )[13] وقال في سورة القيامة : ( لاتحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه و قرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه * ثم إن علينا بيانه )[14] فهذه الآيات تبين إن إرادة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) و إرادة الأئمة (عليهم السلام ) من بعده تابعة لإرادة الله سبحانه ، فهم لايريدون إلا ما يريد ولا يخبرون بشيء ولا يفعلون إلا بأمره ومشيئته مع أنهم عالمون به ومطلعون عليه بتعليم الله إياهم وإفاضته عليهم من جوده وكرمه .

                          ولقد قيل في توجيه علم الأئمة ( عليهم السلام ) بالغيب إن الأشياء في كونها ووجودها وتعينها تمر في مراتب أربع : وهي مرتبة المشيئة ومرتبة الإرادة ومرتبة القدر ومرتبة القضاء ، فالأولى هي مرتبة الذكر الأول للشيء والثانية هي مرتبة العزيمة عليه والثالثة هي مرتبة التقدير والهندسة والتفصيل لأجزائه وجزئياته ، والرابعة هي مرتبة تركيبه وإتمامه مكونا ناجزا مشروح العلل مبين الأسباب وإن المرتبتين الأولى والثانية تتعلقان بخلق المادة النوعية للشيء وإن المرتبتين الثالثة والرابعة تتعلقان بالحصة الشخصية للشيء وفي هاتين المرتبتين الأخيرتين يتحدد الشيء ويتعين ويتكون ، وفيهما يتصف الشيء بالسعادة أو الشقاوة تبعاً لصورته الشخصية التي يقبلها بمحض اختياره وإرادته وإن الشيء في أولى المرتبتين يكون في رتبة الإمكان التي يجوز أن يصنع فيها منه إنساناً أو ملكاً أو شيطاناً أو جبلاً أو أرضاً أو سماءاً أو غيرها من الإمكانات اللامتناهية .

                          وأهل البيت ( عليهم السلام ) من حيث كونهم واسطة الخلق في الإمكان والأكوان شاهدون على ذلك ومطلعون عليه ومحيطون بحقيقته وكنهه ، إلا أن الشيء قبل أن يقع مكوناً ناجزاً مشروح العلل والأسباب يجوز عليه المحو والإثبات والكسر والصوغ تبعا لإرادة الله سبحانه وتعالى فإذا شاء الله إنجازه سار في إتمام مراتبه مرتبة بعد أخرى حتى يتم إنجازه ويكمل صوغه وإذا شاء غير ذلك كسره وأعاده إلى إمكانه الأول أو الثاني أو الثالث حسبما يريد وكيفما يشاء ، وربما يشاء قضاء الشيء ولا يشاء إمضاؤه إلى ما شاء من الزمان والمكان وغير ذلك من الحدود والقيود والشروط العديدة فهذه الأمور والمراتب والقيود تتعلق بإرادة الله سبحانه وحده لاشريك له ، وهي التي يرد عليها المحو والإثبات والكسر والصوغ والتعجيل والتأجيل ، حسبما يريد الله ( عز و جل ) وكيفما يشاء وهو الغيب الذي لا يعلمه إلا هو وهو الذي ( فلا يظهر على غيبه أحداً * إلا من أرتضى من رسول ) [15] وذلك إذا تعلقت به مصلحة للأمة وارتبطت به حكمة يقتضي معها أن يخبر النبي أو الإمام بوقوعه وحدوثه في وقته ومكانه ، ويقع هذا من قبيل الإعجاز الذي يريد الله ( عز و جل ) أن يظهر به للناس فضل أحد من عباده المكرمين الذين ( لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون )[16] ولقد قيل غير ذلك كثيرا من الوجوه في توفيق ماورد قي إثبات علمهم بالغيب وما ورد في نفي علمهم به ، إلا أن القول الجامع والرأي الحاسم والنظر الثاقب في هذه المسألة هو ما أورده أستاذ المعقول والمنقول الشيخ أحمد الأحسائي ( أعلى الله مقامه ) في شرح قول الإمام الهادي ( عليه السلام ) في الزيارة الجامعة الكبيرة : ( وخزان العلم ) فقد قال [17]( رحمه الله تعالى ) في شرح هذه الفقرة ( ما معناه بتصرف ) أن لله تعالى علمين : علم قديم هو عين ذاته ، وهذا العلم لا يصل شيء منه إلى خلقه كائنا من كان بأي وجه من الوجوه ، لأنه قديم والمخلوق حادث للزوم المناسبة الذاتية بين المدرك ( بكسر الراء ) والمدرك ( بفتحها ) ولا مناسبة بين القديم والحادث بأي وجه ، فلا سبيل للحادث إلى إدراك القديم بأي وجه أبداً .

                          وأما العلم الحادث الذي شاء الله أن يحيطوا به مصداقاً لقوله تعالى في آية الكرسي : ( ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء ) فإنه يمكن تصوره على وجهين :

                          الوجه الأول

                          ما كان من العلم مكوناً منجزاً ، فانهم ( عليهم السلام ) يعلمونه ، وما كان منه مكوناً مشروطاً يحيطون به ، لأنه مشاءً ولا يحيطون بالشرط إلا بعد أن يكون مشاءً ، وأما ما كان من العلم مشاءً مشيئةَ إمكانٍ فإنهم يعلمونه علم إمكان لأنهم محال ذلك ، ولا يعلمونه علم تكوين لأنه غير مشاءٍ مشيئة تكوينٍ وإنجاز .

                          والوجه الثاني

                          أن ما علموه وأحاطوا به لم يكن علموا شيئا منه إلا بتعليم الله سبحانه ولم يكن تعليمه انه أعلمهم ورفع يده عنهم فيكون ذلك الشيء لا يحتاج إلى الله ( تعالى الله عن إمكان استغناء شيء عنه علواً كبيراً ) بل ما علموه إنما هو بتعليم الله لهم في لحظة ، وأن علمهم به في لحظة أخرى لايكون إلا بتعليم جديد من الله تعالى كما هو حال المحتاج إلى الغني المطلق ، وذلك التعليم الدائم القائم حين يكون هو ما شاء الله وهو الذي يحيطون به وهو ما ملكوه من العلم ، فافهم . فانه دقيق لطيف رشيق ، والعلم الذي هم خزّانه هو هذان الشيئان من العلم على نحو ما ذكرنا لا غير. انتهى كلامه ( أعلى الله مقامه ) .

                          ثم أورد ( رحمه الله ) بعد هذا التفصيل المبتكر نقلا عن كتاب الكافي أربع روايات في أنهم ( عليهم السلام ) خزان علم الله في سمائه وأرضه ، اثنتان منهما مرويتان عن الباقر ( عليه السلام ) وواحدة منها مروية عن الصادق ( عليه السلام ) والأخرى مروية عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) فراجع [18].

                          هل يوجد تناقض ؟

                          إن القرآن وحديث العترة الطاهرة لا تناقض فيما بينها ، بل هي متكاملة و مفسرة بعضها ببعض ، وغاية ما يقال فيها أنها قد يكون بعضها من المتشابهات التي لا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم ، فهذه المتشابهات من الكتاب والحديث تفتقر إلى نظرات صائبات من القرى الظاهرة التي هم علماء أهل البيت ( عليهم السلام ) في الباطن و التأويل ، فإذا غم عليك شيء من أخبارهم ( عليهم السلام ) أو من كتاب الله تعالى فما عليك إلا أن تسير بين هذه القرى الظاهرة حتى تصل آمنا إن شاء الله مطمئنا إلى القرى التي بارك الله فيها ، وهم أهل البيت ( عليهم السلام ) في الباطن والتأويل ، قال الله تعالى في سورة سبأ : ( وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأيّاماً آمنين )[19]
                          ا[1]- سورة الأنعام ، الآية : 59 .
                          ا[2]- سورة يونس ، الآية : 20 .
                          ا[3]- سورة لقمان ، الآية : 34 .
                          ا[4]- سورة النمل ، الآية : 75 .
                          ا[5]- سورة الحج ، الآية : 70 .
                          ا[6]- سورة الكهف ، الآية : 49 .
                          ا[7]- سورة الأنعام ، الآية : 59 .
                          ا[8]- سورة يس ، الآية : 12 .
                          ا[9]- سورة الحجر ، الآية : 21 .
                          ا[10]- سورة طه ، الآية : 114 .
                          ا[11] سورة النور، الآية : 35 .
                          ا[12]- سورة غافر، الآية : 60.
                          ا[13] سورة طه ، الآية : 114 .
                          ا[14] سورة القيامة ، الآية : 16- 19 .
                          ا[15] سورة الجن ، الآية : 26-27
                          ا[16]- سورة الأنبياء ، الآية : 27 .
                          ا[17] شرح الزيارة الجامعة : 1/47 .
                          ا[18] شرح الزيارة الجامعة :1/48 .
                          ا[19]- سورة سبأ ، الآية : 18.
                          ا* مجلة شهر الله ، السنة السابعة ، صفحة 251 .

                          تعليق


                          • #14
                            الجواب / اقول انه عليه السلام كان عالماً بالسّمّ و له جوابانِ احدهما انه عالمٌ بالسَّمّ الي ان اكَله بل اكله مع علمه بالسّمّ و لايلزم من ذلك انه القي بنفسِه الي التّهلكةِ من وجهين احدهما انّه لايقدر علي الامتناع من الاكل لانه لو امتنع قتله اللّعين بالسيف و الممنوع من الالقاۤء بالنفس الي التهلكة ما كان مع القدرة علي الامتناع و امّا مع عدم القدرة علي الامتناع فلا و ثانيهما انه قد اخبره اسلافه عليهم السلام عن اللّه تعالي بان اللّه قد كتب عليه ذلك و امره بالاكل فلايكون امتثال امر اللّه تعالي اِلقاۤءً بالنفس الي التهلكة كما لو امرَك الامام عليه السلام بالجهاد و اخبرك بانّك تقتل فانه يجب عليك امتثال امرِه۪ و ان علمتَ بانّك مقتول و لايكون اِلْقاۤءً بالنفس الي التهلكة و هذا ظاهر و ثاني الجوابَيْنِ انّه عند التّناول غاب عنه الملك المسدِّد كما في روايةٍ و هو معني ما رُوي انه كان يعلم ذلك الي وقت التناول فلمّا اَن يتناول اُنْسِيَهُ ليجريَ عليه القضاۤء ه‍ ، فانّ معني ما في الرّوايتَيْن واحِدٌ فان الاولي معناها انّ الملك الذي يُسَدّد الامام عليه السلام غاب عنه المراد بالملك عقله الشريف و معني غيبته عنه انّه حين امرهُ اللّه باكل العنبِ المسموم توجّهَ الي اللّه تعالي كناية عن مسابقته الي اللّه و الي امتثال امره و غفلته عن نفسه .

                            عجيب
                            أي عقل هذا الذي يقول ماملون أعلاه.

                            يقول ان أكل العنب المسموم لايُقدر عليه من الإمتناع بسبب انه لو أمتنع فسيقتل.

                            تفسير باطل ، لأن عدم أكل العنب هو المقدور عليه وليس المقدور عليه هو القتل من الآخر.

                            انا اعرف ان هذا العنب مسموم فإن اكلته اكون أنا قتلت نفسي بنفسي ، اما اذا امتنعت عنه فأكون قد حافظت على نفسي من قتلها بنفسي وهو الذي أقدر عليه ولكني لم استطع ان احافظ عليها من الآخرين من ان يقتلوها وبهذا أنا معذور لأنه ليس لي القدرة على الاخرين.

                            يعني لو يجي فد ظالم وماأكثرهم ويقول لك إما أن تعتدي على أمك أو نقتلك، فيكون الاولى حسب مفاهيمكم هو تدنيس هذه الصلة بواحدة من أكبر الكبائر لأني اكون قد امتنعت عن الذي اقدر عليه وهو قتله لي (حسب مفهومكم ايضا)؟؟!!

                            فلو خُيّر احدكم على هذا الاختيار فأيهم هو اولى بأخذه ان يُقتل بسيف الظالم أم ان يلفه عار الدنيا والاخرة؟

                            هل رمى جابر الانصاري بنفسه الى التهلكة عندما لم يعطي بيده للحججاج وكان قادرا على ان يسايره؟

                            أم رمى الإمام الحسين عليه السلام نفسه الى التهلكة عندما رفض ان يعطي بيده إعطاء الذليل ويفر فرار العبيد؟

                            والله اخجلتمونا بتلك التفاسير التي ماأنزل الله بها من سلطان.

                            مسألة نبي الله ابراهيم عليه السلام مع ابنه اسماعيل عليه السلام هي رؤية صادقة وأمر الهي على اختبار الطاعة للأب وأبنه ، فلامجال لأن تقارنوها مع تناول السم الا اذا جلبتم دليل قراني لايختلف فيه اثنين ان تناول السم كان امرا الهيا وهو ماليس عندكم ، فلانأخذ بآراءكم وبتفسيراتكم.

                            أما مسألة استشهاد الإمام علي عليه السلام فالامام علي عليه السلام ماقتل نفسه بنفسه بل قتلة اشقى الاولين والاخرين ، وماكان للإمام أن يعاقب قبل الجريمة ولاان يترك صلاته لدفع امر قد علم بوقوعه. ولكن لو علم انه سيُقتل في موضع مبارزة مع ابن ملجم فهل سيتوقف عن المبارزة لانه علم انه ميت ولابد؟

                            لو كان الامر كذلك لإستسلم الامام الحسين للقدر وهو يعلم انه سيُقتل فلِم القتال اذن؟ لماذا لم يدعهم يقتلوه بدون ان يقاتلهم؟

                            لأن الله سبحانه وتعالى يريد من البشر ان يحاربوا ويقاوموا الظلم فإن كان فيه موتهم فتلك هي الشهادة لاأن ينتظروا ان يأتي عليهم القدر. وهذه مفاهيم للأسف فُهمت خطأ من بعض الناس ، فلايردوا ظُلما ولايُثبتوا حقا على العكس لإعتقادهم ان ذلك سيؤخر ظهور القائم عليه السلام.

                            رواية محاولة سم الامام الجواد وامتناعه عن اكل الطعام أعلاه هي اكبر دليل ان الامام لايقدم على الانتحار لو علم بالسم.

                            اما ماقيل بأن الله سبحانه وتعالى قد انسى الامام ان الطعام مسموم فلماذا هذا الطريق الطويل ، أليس الاولى ان نقول ان الله سبحانه وتعالى لم يحطه علما اصلا بالسم اقرب الى العقل والمنطق السليم ان الله اعلمه بها وفي لحظة الاكل أنساه واسهاه وهنا ستفتحوا عليكم باب النسيان والسهو عند المعصومين.



                            تعليق


                            • #15
                              وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X