إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

المرجع التبريزي و مظلومية الزهراء عليها السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المرجع التبريزي و مظلومية الزهراء عليها السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم نص ترجمة خطاب سماحة آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي (دام ظله العالي)
    في درس خارج الفقه صباح يوم 12 جمادى الأولى 1418هـ
    بخصوص شهادة الزهراء (عليها السلام) والإنكار على تشكيك بعض المضلّين
    ... وعندما بلغ بنا الكلام إلى هذا الموضع فإنني سأتعرض لأمر صار محل ابتلاء في زماننا هذا، فالبعض يظن والآخر يتعمد في أن يصوّر أن التآلف والمماشاة مع العامة ـ وهم مسلمون وإخواننا في الدين، ويجب أن نعتبر حقوقهم وأموالهم محترمة ـ يعني رفع اليد عن عقائد الشيعة.

    تحريف عقائد الشيعة

    ولقد سعى البعض جهلاً والبعض الآخر عن عمد وقصد ضالاً ومضلاً (تحريف عقائد الشيعة)، هذه العقائد التي عانى أصحاب الأئمة (عليهم السلام) وعلماؤنا المصاعب الجمة طوال الأزمنة للحفاظ عليها، وهي أساس التشيع. إن هؤلاء يحرفون أولئك الشباب الذي لا اطلاع لهم ولا فحص لديهم في حقائق المسائل الدينية وتاريخ الإسلام، ولا معرفة لديهم بالمباني والأسس التي يجب أن تؤخذ منها المطالب والعقائد الحقة.
    إن هؤلاء المضلّين يتحدثون بأمور لمجرد أن يستسيغها ويتقبلها أولئك الشباب (غير المطلعين)، وبدلاً من أن يبينوا الحقائق ليتعلم منها شباب الشيعة (فإنهم يحرفون شباب الشيعة أنفسهم!!). إن طريقة ترويج مذهب الشيعة كانت قائمة على بيان الحقائق وفي كل فرصة مناسبة باللسان اللين (وبالأسلوب الأمثل)، أما في المواضع التي لا تكون كذلك فإن الواجب هو الإمساك والتحرز عن التحدث. وهؤلاء (المضلون) بدلاً من أن يوصلوا عقائد الشيعة ويبينوا أدلتها ومداركها فإنهم ـ وفضلاً عن حيرتهم الشخصية في عقائد الشيعة ـ يلقون هؤلاء الناس المساكين في الضلالة.
    إن قضية التشيع وما يقوله الشيعة واضحة جداً، فلو كان لأي شخص وصية ما "فإن وصية" رسول الله(صلى الله عليه وآله)باتفاق الفريقين هي: "إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض"، ونحن نأخذ فيما يرجع إلى الإسلام من الأئمة (عليهم السلام) .

    مقام ومنزلة الصدّيقة الشهيدة فاطمة (عليها السلام)

    ومن الأدلة القاطعة للشيعة التي لا مجال للخدشة فيها ولا يمكن أن يقع فيها الجهل وعمى البصيرة ـ لمن كانت له بصيرة! ـ هو ما يتعلق بفاطمة الزهراء (عليها السلام)، ففاطمة الزهراء (عليها السلام) كان لها مقام ومنزلة رفيعة عند الله عز وجل، فقد روى الشيخ الكليني (قدس الله نفسه) في الكافي بسند صحيح إن جبرائيل (عليه السلام) كان ينزل بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) على فاطمة (عليها السلام)، وكان يحدّثها بما سيجري على ذريتها، وكان علي بن أبي طالب (عليه السلام) يكتب ذلك(1).

    فاطمة (عليها السلام) صدّيقة شهيدة

    ولقد أكثر رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الوصية بابنته، ولكن هذه البنت توفيت بعد خمسة وسبعين يوماً من وفاة أبيها، ودفنوها في الليل، وغسلوها في الليل (يتعالى صوت البكاء في المسجد الأعظم) فماذا حدث في هذا الظلام؟ فلو كان للمودة في القربى قدر متيقن فهو فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فما الذي حدث بحيث دُفنت في الليل وأخفي قبرها؟!
    إن هذا آية للجميع، فقد تم على أساس الحكمة، ففاطمة الزهراء (عليها السلام) أوصت بذلك في وصيتها وعمل المولى أميرالمؤمنين (عليه السلام) بتلك الوصية بحذافيرها، وهذا العمل إنما كان لغرض إقامة الحجة على الأجيال اللاحقة لكي تفكر في ذلك، ولماذا كان قبرها مخفياً؟
    فالكليني ينقل رواية صحيحة عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) بثلاث وسائط فقط، فقد روى عن محمد بن يحيى العطار، عن العمركي بن علي البوفكي، عن علي بن جعفر أخ الإمام، عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام): " إن فاطمة صدّيقة شهيدة "(2). إنها صدّيقة شهيدة (بكاء الحضور).
    إن الزهراء (عليها السلام) كانت تبيّن مقام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وكانت تقول إن بعلي جاهد وقدم الخدمات الجليلة للإسلام، وأخبرت أن الحق معه، " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، ولن يفترقا ".

    شكوى أميرالمؤمنين (عليه السلام)

    إن فاطمة (عليها السلام) كانت صدّيقة شهيدة، ولاحظوا تلك الرواية التي رواها الكليني(3) وجاء فيها أن مولانا أميرالمؤمنين (عليه السلام) عندما دفن فاطمة الزهراء (عليها السلام) حوّل وجهه نحو قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: " قلّ يا رسول الله عن صفيتك صبري "، (أصوات البكاء) فعلي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي صبر خمساً وعشرين سنة، وهو الذي قال: "صبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى"، وهو الذي صبر في القتال والجهاد، يقول بعد وفاة فاطمة الزهراء (عليها السلام): "قلّ يا رسول الله صبري"!
    ثم يقول في نفس هذه الرواية: "وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها" (ارتفاع أصوات البكاء) التفتوا جيداً إلى ما سأقول، لقد فسروا الهضم بالظلم، والهضم في أصله بمعنى النقص، وعندما ينقصون شيئاً من شخص فهذا ظلم له، والنقص تارة يرد على الحق فيقال هضمها حقها كما في غصب فدك، لا، (ولكن الهضم هنا لم يكن كذلك) فقد أسند الهضم هنا إلى نفس الزهراء (عليها السلام)، فإذا ضممنا هذا إلى قول ولدها موسى بن جعفر (عليه السلام) "فاطمة صديقة شهيدة " فماذا ستكون النتيجة؟

    إنكار قول الإمام الكاظم (عليه السلام) !!

    ولكن ظهر أشخاص وبعضهم معممون ومنتسبون للسادات، (ذرية النبي صلى الله عليه وآله) فهؤلاء ينكرون شهادة الزهراء (عليها السلام) يعني ينكرون قول موسى بن جعفر (عليه السلام) من أنها صدّيقة شهيدة، فاحذروا ونبّهوا غيركم !
    ولقد سمعت ـ وإن شاء الله لا يكون الأمر كذلك ـ إنهم في هذه الحوزة العلمية يريدون أن يعقدوا مجلساً باسم شهيد عظيم وأن يدعو ذلك الشخص الضال المضل ليخطب في تلك الجلسة، ونسأل الله أن لا يتم الأمر بهذا النحو، فهذه الحوزة هي ركن التشيع، والحوزة هي المكلفة بحفظ التشيع، وهؤلاء الذين هم على هذه الحال من الضلال يجب أن لا يتخذ معهم هذا النوع من التعامل في هذه الحوزة بحيث ينعكس الأمر عند الشباب ويكون دليلاً لهم على حسن حاله، ويقال إن مثل هذا الشخص ذهب إلى الحوزة وكانت له جلالة واحترام في مجلس ابن آية الله الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه)، فقد جعلوا ذلك الشهيد العظيم السيد مصطفى الخميني قميص عثمان، وهو الذي خدم الإسلام والشيعة وهذا البلد، إنهم يريدون أن يعقدوا باسم هذا الشهيد مجلساً ومؤتمراً ليأتي مثل هؤلاء الأشخاص المضلين ويحاضروا.
    إنني أقول والله شاهد على ما أقول إن قلوبنا ممتلئة دماً وقيحاً، فهؤلاء يفسدون عقائد الشباب، والرسائل التي تصل إلينا من الخارج جعلتنا في حيرة من الأمر.
    إن الترويج لأولئك فيه إشكال شرعي وغير جائز إلا أن يعود هذا الشخص ويقول إن ما قلته من الكلام كان اشتباهاً، ولا عيب في ذلك فالإنسان غير معصوم، وحينها سيكون أخاً لنا وشخصاً كبيراً، ولكنه ما دام باقياً على حاله فلا.

    الاتحاد لا يعني حذف عقائد الشيعة

    لقد قلنا إننا نريد الاتحاد ولكن ليس بالشكل الذي نحذف فيه عقائد الشيعة ونبطلها، كلا، فنحن لا نريد الاتحاد بهذا النحو، وإن إمام الزمان (عجّل الله فرجه الشريف) يتألم قلبه من ذلك (هذا الشكل من الوحدة)، وإن ما نصبوا إليه هو التآلف.
    ولقد ذكرنا في أول حديثنا إنّ الاسلوب الذي ينبغي أن يبلّغ الإنسان فيه هو الأسلوب الأمثل (وجادلهم بالتي هي أحسن)، وهذا الاسلوب والخطاب شامل للكفار فضلاً عن إخواننا في الدين. إن أكثر هؤلاء المخالفين قاصرون، وهؤلاء لا يعذبون يوم القيامة لأن أكثرهم لا يعلمون الحقيقة، ولقد سافرت كثيراً للتبليغ إلى شمال العراق حيث يمتزج السنة بالشيعة، وذات يوم سألت سنياً: ما هو مذهبك؟ فأجاب: حنفي، قلت له: هل إن اسم أبي حنيفة مذكور في القرآن؟ فقال: بالطبع! ويجب أن يذكر اسمه في القرآن، وهل يعقل أن لا يكون اسمه موجوداً! ولم يكن يعلم بحقيقة الأمر، وكانوا قد لقّنوه بذلك فصدّق مقولتهم. فهؤلاء معذورون، وأنا لا أقول إن هؤلاء القاصرين يدخلون جهنم، وهؤلاء إخواننا، وكذلك الآخرون المقصّرون هم أخوة لنا أيضاً، ووظيفتنا في زمان الهدنة هي مداراتهم لا أن نرفع اليد ونتنازل عن عقائدنا.
    إن أساس الدين قائم على التبليغ، وهو الدور الذي تضطلعون به، وعليكم أن توصلوا هذه الأمور التي ذكرناها إلى الناس، وأن تظهروا الحزن على فاطمة الزهراء (عليها السلام) التي يصادف وفاتها يوم غد، وأن تذكروا مصائبها لأنها تذكر فيما بيننا وفي مجالسنا الخاصة، فالموالون صفتهم أنهم "يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا".

    خطاب أميرالمؤمنين (ع) مع رسول الله (ص)

    وكما ذكرنا سابقاً عن رواية الكليني فإن أميرالمؤمنين (عليه السلام) خاطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد دفن فاطمة (عليها السلام): " فأحفّها السؤال، واستخبرها الحال" أي اسألها كثيراً عما أصابها من هذه الأمة، "فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلاً"، فقد أضمرت في قلبها الكثير من المصائب ولم تجد في الدنيا موضعاً لكي تتحدث بغصصها، ويعلم من هذا أنه كان في قلبها بعض المصائب التي لم تذكرها حتى لعليّ عليه السلام (بكاء الحاضرين).
    أقسم على الله بعزته وجلاله أن يهدينا وإياكم (وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله).

    شفاعة الزهراء (عليها السلام)

    إن هذه أبواب أهل البيت (عليهم السلام) التي أظهرها الله لنا، فلو لم يكن لطف الله ورحمته لم نكن لنحظى بهذه الهداية، واعلموا أن أهل البيت الذين لاقوا هذه المصائب في هذه الدنيا فلن يضيع أجرهم عند الله، أما ما تعقد الأمة المؤمنة آمالها عليها للحصول على شفاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخاصة فاطمة الزهراء (عليها السلام) فهو هذا البكاء وهذه المجالس، فهذه أسباب الشفاعة، فإذا خاطبت فاطمة الزهراء (عليها السلام) الله سبحانه وتعالى يوم المحشر، وقالت: إن هذا قضى عمراً وهو يبكي على أولادي، (ارتفاع أصوات البكاء) فالله لا يرد ولا يلغي شفاعتها، ويجب أن نغتم أسباب النعمة التي في أيدينا لكي تبقى في أيدينا إلى الختام إن شاء الله تعالى.
    وأسأل الله أن يوفقكم وجميع المؤمنين للعمل والتمسك بأهل البيت (عليهم السلام)، ونسأله أن يهدي من يقبل الهداية من هؤلاء الأشخاص الذين يمشون على هذا الطريق (الضلال وإنكار شهادة الزهراء) سواء عن علم أو جهل، أما الآخرون (الذين لا يقبلون الهداية) فالله تعالى هو الأعرف بما فيه الصلاح فيما سيفعله معهم.

    والحمد لله رب العالمين

    (1) الكافي: ج1، ص241، ح5.
    (2) الكافي: ج1، ص485، ح2.
    (3) الكافي: ج1، ص458، باب مولد الزهراء (عليها السلام)، ح3

  • #2
    تتمة

    زيارة سيدة النساء فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)

    يا ممتحنة امتحنكِ اللهُ الذي خلقكِ قبل أن يخلقكِ فوجدكِ لما امتحنكِ صابرة وزعمنا أنّا لكِ أولياء ومصدّقون وصابرون لكلّ ما أتانا به أبوكِ صلّى اللهُ عليه وآله وأتانا به وصيّه عليه السلام فإنّا نسألكِ إن كنّا صدّقناكِ إلا الحقتنا بتصديقنا لهما بالبشرى، لنبشّر أنفسنا بأنا قد طهرنا بولايتك.
    إنّ رسول الله (صلي الله عليه و آله ): ... دعا علياً وفاطمة، والحسن والحسين(عليها السلام)، ... ثم قال لعلي

    «واعلم يا علي، أني راضٍ عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة، وكذلك ربي وملائكته. يا علي ويل لمن ظلمها، وويل لمن ابتزّها حقها، وويل لمن هتك حرمتها، وويل لمن أحرق بابها، وويل لمن آذى خليلها، وويل لمن شاقّها وبارزها...»(1).
    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
    «فاطمة بضعة منّي من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، إنّ الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك»(2).
    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
    «إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك»(3) «رضا فاطمة (عليها السلام) من رضاي وسخط فاطمة (عليها السلام) من سخطي، فمن أحبّ فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني»(4)
    لكنها لاذتْ وراء الباب

    لكنها لاذتْ وراء الباب ***رعايةً لِلسترِ وَالحِجاب
    فمذ رَأوْها عصَروها عصْرة *** كادت بنفسي أن تموتَ حسْرة
    نادتْ أيا فِضة أسنِديني *** فقد ورَبي أسقطوا جنيني
    فأسقطتْ بنت الـهُدى وا حزنا ***جنينَها ذاكَ الـمُسمّى مُحسِنا

    يا من يسائل دائباً *** عن كل معضلة سخيفه
    لا تكشفن مغطى *** فلربما كشفت جيفه
    ولرب مستور بدا *** كالطبل من تحت القطيفه
    إنّ الجواب لحاضر *** لكنني أُخفيه خيفه
    لولا اعتداء رعيّة *** ألقى سياستها الخليفه
    وسيوف أعداء بها *** هاماتنا أبداً نقيفه
    لنشرت من أسرار آل *** محمّد جملاً طريفه
    تغنيكم عمّا رواه *** مالك وأبو حنيفه
    وأريتكم أن الحسين *** أُصيب في يوم السقيفه
    ولأيّ حال لحدت *** بالليل فاطمة الشريفه
    ولما حمت شيخيكم *** عن وطئ حجرتها المنيفه
    آه لبنت محمّد *** ماتت بغصتها أسيفه(5)

    الضرم في الباب(6)

    أيضرم النار بباب دارها *** وآية النور على منارها؟
    وبابها باب نبي الرحمه *** وباب أبواب نجاة الأُمه
    بل بابها باب العلي الأعلى *** فثمّ وجه الله قد تجلّى
    ما اكتسبوا بالنار غير العار *** ومن ورائه عذاب النار
    ما أجهل القوم فإنّ النار لا *** تطفئ نور الله جلّ وعلا

    يا لثارات فاطمة

    فاحمرّت العين وعين المعرفه *** تذرفُ بالدمع على تلك الصفه
    ولا يزيل حمرة العين سوى *** بيضُ السيوف يوم ينشر اللوى
    وللسياط رنّة صداها *** في مسمع الدهر فما أشجاها
    والأثر الباقي كمثل الدملج *** في عضد الزهراء أقوى الحجج
    ومن سواد متنها اسودّ الفضا *** يا ساعد الله الإمام المرتضى
    ووكز نعل السيف في جنبيها *** أتى بكل ما أتى عليها
    ولست أدري خبر المسمار؟ *** سل صدرها خزانة الأسرار
    وفي جنين المجد ما يدمي الحشا *** وهل لهم إخفاء أمر قد فشى؟
    والباب والجدار والدماء *** شهود صدق ما به خفاء
    لقد جنى الجاني على جنينها *** فاندكت الجبال من حنينها
    أهكذا يُصنع بابنة النبي *** حرصاً على الملك فيا للعجب؟
    أتُمنع المكروبة المقروحة *** عن البكا خوفاً من الفضيحه
    تالله ينبغي لها تبكي دما *** مادامت الأرض ودارت السما
    لفقد عزها أبيها السامي *** ولاهتضامها وذل الحامي

    الضلع المكسور

    لكن كسر الضلع ليس ينجبر *** إلا بصمصام عزيز مقتدر
    إذ رضُّ تلك الأضلع الزكيّة *** رزية لا مثلها رزية
    ومن نبوع الدم من ثدييها *** يعرف عظم ما جرى عليها
    وجاوزوا الحدّ بلطم الخدّ *** شلّت يد الطغيان والتعدّي

    (فماذا بعد الحق إلا الضلال) (7)

    تُثار بين الحين والآخر شبهات وتشكيكات تقوم بها نفوس مريضة… وغرضهم منها تضليل العوام وتحريف الحقائق الثابتة والأكيدة. ومن أجل إيضاح ذلك لمن قد ينزلق في مهاوي تلك التشكيكات قمنا بطرح أسئلة على المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ الميرزا جواد التبريزي وأجاب عنها مشكوراً وفقنا الله تعالى وإياكم لإنارة الطريق ودحر التضليلات الواهية. والله هو الموفق للحق والسداد.
    مركز البحوث العقائدية
    دار الصديقة الشهيدة (سلام الله عليها)


    (1) بحارالأنوار 484:22، وعوالم العلوم 400:11، وخصائص الأئمة: 72، والطرف: 29.
    (2) مستدرك الحاكم 154:3، الاصابة: 387، كنز العمال 111:12، ح 34232 و 34238، فرائد السمطين 46:2، ح 378، مناقب علي بن أبي طالب: 351، ح 401، أُسد الغابة 521:5، تهذيب التهذيب 441:12، مجمع الزوائد 203:9، الصواعق المحرقة: 190، ح 5 و….
    (3) مستدرك الصحيحين 153:3، أُسد الغابة 522:5، ابن حجر في اصابته 159:8، تهذيب التهذيب 441:12، كنز العمال 111:7.
    (4) الامامة والسياسة لابن قتيبة 1 : 13 و 14.
    (5) هذه الأبيات للقاضي محمّد بن عبد الرحمن أبي قُريعة، توفي سنة 367 هـ، وكان فاضلاً أديباً ظريفاً شاعراً مختصاً بالوزير المهلبي، ولما دخل الصاحب بن عبّاد بغداد اجتمع به فأعجبه.
    (6) هذه المقطوعة الشعرية وما بعدها للشيخ محمد حسين الاصفهاني (1296 هـ ـ 1361 هـ).
    (7) سورة يونس: الآية 32.

    تعليق


    • #3
      تتمة

      لصديقة الطاهرة (سلام الله عليها) والشبه النوري* هل يجوز الاعتقاد بأنّ الصدّيقة الطاهرة السيّدة الزهراء (سلام الله عليها) تحضر بنفسها في مجالس النساء في آن واحد، وفي مجالس متعدّدة بنفسها ودمها ولحمها؟
      بسمه تعالى؛ الحضور بصورتها النورية في أمكنة متعدّدة في زمان واحد لا مانع منه، فإنّ صورتها النورية خارجة عن الزمان والمكان، وليست جسماً عنصرياً ليحتاج إلى الزمان والمكان، واللّه العالم


      أنوار فاطمة (سلام الله عليها) قبل خلق الوجود

      * شكّك بعضهم في هذه المقالة: إنّ أهل البيت بضمنهم فاطمة (سلام الله عليها) خُلقوا أنواراً قبل خلق الوجود، وذكروا أنّ الروايات في هذا الباب ضعيفة السند، فما رأيكم في هذه المسألة؟ وهل هي من الأُمور المجمع عليها من الشيعة أو من الأُمور المشهورة الثابتة بنصوص معتبرة؟
      بسمه تعالى؛ قد ورد في الأخبار الكثيرة أنّ اللّه خلق نور فاطمة (سلام الله عليها) من نوره قبل خلق آدم، لا يحتمل الكذب والوضع في جميعها، كما ورد في معاني الأخبار بسند معتبر عن سدير عن الإمام الصادق (عليه السلام)، وصحّة مثل هذه الأُمور، والاعتقاد بذلك ـ وإن لم يكن واجباً، ولم يكن من ضروريات المذهب ـ فهو من كمال الاعتقاد، فمن اكتسبه من مصادره باليقين والاطمئنان فقد فاز به، والله الموفق


      شبه الزهراء(سلام الله عليها) النوري قبل خلق آدم (عليه السلام)

      * شكّك أحدهم في الروايات الواردة في أنّ نور فاطمة (سلام الله عليها) قد خُلق قبل أن يخلق اللّه الأرض والسماء، ما رأيكم بذلك؟ علماً بأنّ التشدّد السندي لا يخرج بعض الروايات من دائرة الاعتبار، كما نرى ذلك في رواية سدير الصيرفي التي يذكرها الشيخ الصدوق (في معاني الأخبار: 396، باب نوادر المعاني، الحديث 53).
      بسمه تعالى؛ ورد في بعض النصوص ومنها معتبر أنّ النبي (صلي الله عليه و أله) وآله المعصومين (عليهم السلام) ومنهم الزهراء (سلام الله عليها) كانوا موجودين بأشباههم النورية قبل خلق آدم (عليه السلام)، وخلقتهم المادّية متأخّرة عن خلق آدم كما هو واضح، واللّه العالم


      خلق فاطمة (سلام الله عليها)

      * ما رأيكم فيمن يقول عن الزهراء (سلام الله عليها) وطبيعة ذاتها الشريفة، وكذا عن السيدة زينب وخديجة الكبرى ومريم وامرأة فرعون، ما نصّه: «وإذا كان بعض الناس يتحدّث عن بعض الخصوصيّات غير العادية في شخصيات هؤلاء النساء، فإنّنا لا نجد هناك خصوصيّة إلا الظروف الطبيعية التي كفلت لهنّ إمكانات النموّ الروحي والعقلي والالتزام العملي بالمستوى الذي تتوازن فيه عناصر الشخصية بشكل طبيعي في مسألة النموّ الذاتي… ولا نستطيع إطلاق الحديث المسؤول القائل بوجود عناصر غيبية مميّزة تخرجهنّ عن مستوى المرأة العادية؛ لأنّ ذلك لا يخضع لأيّ إثبات قطعي…»!! (تأملات إسلامية حول المرأة: 9)
      بسمه تعالى؛ هذا القول باطل من أساسه، فإنّ خلقة الزهراء (سلام الله عليها) كخلقة الأئمة (عليهم السلام) قد تمت بلطف خاص من اللّه سبحانه وتعالى، لعلمه بأنّهم يعبدون اللّه مخلصين له الطاعة، ولا غرابة في اختصاص خلقة الأولياء بخصوصيات تتميّز عن سائر الخلق، كما يشهد به القرآن الكريم في حقّ عيسى بن مريم (عليه السلام)، وقد ورد في الأخبار الكثيرة المشتملة على الصحيح ما يدلّ على امتياز الزهراء (سلام الله عليها) نحو ما ورد عند العامّة والخاصّة من تكوُّن نطفتها من ثمر الجنّة، وما ورد في حديثها لأُمّها خديجة وهي جنين في بطنها، وما ورد من نزول الملائكة عليها كما في صحيح أبي عبيدة عن الصادق (عليه السلام) أنّ فاطمة مكثت بعد أبيها خمسةً وسبعين يوماً، وقد دخل عليها حزن شديد على أبيها، وكان يأتيها جبرئيل فيحسن عزاءها ويطيّب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه وما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي (عليه السلام) يكتب ذلك وما جرى عليها من الظلم أمر متواتر إجمالاً بلا حاجة للاستدلال عليه، كما يشهد له خفاء قبرها إلى الآن ودفنها ليلاً! وما يكتب وينشر في إنكار خصوصية خلقها، وإنكار ظلامتها، فهو مشمول بحكم كتب الضلال.


      * الحديث الوارد في عدة مصادر عن الله تبارك وتعالى: «يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما»(1).
      هل هذا الحديث صحيح وإن كان صحيحاً ما معناه؟ هل الزهراء (سلام الله عليها) هي العلة الغائية لهذا الخلق؟
      بسمه تعالى؛ هذا الحديث لو كان له طريق معتبر فالمراد منه أن النبي (صلي الله عليه و أله) وأهل بيته (عليهم السلام) هم العلة الغائية لخلق الأفلاك بمعنى أن الغرض والداعي لله تعالى من الخلق هو أن يوجد هؤلاء الذين هم أخص الناس وأقواهم في العبودية لله، وقد قال الله سبحانه (وما خلقت الجنّ والانس إلا ليعبدون)(2)، لو لم يكن في علم الله سبحانه أنه يوجد في خلقة النبي وأهل بيته (عليهم السلام) وسائر العباد والصلحاء من أنبياء السلف والصلحاء من أُممهم لما كان يخلق الخلق كما تومي إليه الآية المشار إليها، والله العالم


      * النبي (صلي الله عليه و أله) اعتزل خديجة (سلام الله عليها) أربعين يوماً قبل تكوين نطفة الزهراء (سلام الله عليها) كما ورد، فما هو وجه الاعتزال؟
      بسمه تعالى؛ الوجه في الاعتزال هو الابتعاد عن أُمور الدنيا والاشتغال بالعبادة، وللاعتزال سابقة في بعض الأُمم السابقة كما وقع بالنسبة إلى مريم لخلق عيسى (عليه السلام) وما وقع بالنسبة إلى زكريا (عليه السلام) لخلق يحيى (عليه السلام)، والله العالم.


      مرتبة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)

      * أين تقع رتبة الزهراء (سلام الله عليها) بين سائر الأئمة (عليهم السلام)؟
      روي أن الإمام العسكري (عليه السلام) قال في الزهراء: «هي حجة علينا» ما المراد بالحجة؟
      هل الحديث الدال على أن الزهراء كفءٌ لعلي يدل على اتحاد الرتبة؟
      هل حديث «روحي التي…»(3) يدل على اتحاد رتبة الزهراء (سلام الله عليها) مع الرسول (صلي الله عليه و أله)؟
      ورد في زيارة الزهراء (سلام الله عليها): «يا ممتحنة امتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك»(4)، ما المراد بذلك؟
      بسمه تعالى؛
      مما روي عن الإمام العسكري (عليه السلام) كان عند الأئمة مصحف فاطمة (سلام الله عليها) وهو حجة على الأئمة في بعض أُمورهم؛ لأن فيه علم ما كان وما يكون، كما في الرواية الواردة عن الإمام الصادق (عليه السلام): «وعندنا مصحف فاطمة…»(5) وأما كمالات النبي (صلي الله عليه و أله) وأميرالمؤمنين (عليه السلام) والزهراء (سلام الله عليها) كل في رتبة مقام نفسه تامة، إلا أن رتبة أحدهم بالإضافة إلى الآخر مختلفة، فرتبة النبوة متقدمة على رتبة الوصاية، ورتبة الوصاية متقدمة على رتبة الكفاءة المذكورة في الحديث الوارد في حقها، فكما لا يعني قوله تعالى في آية المباهلة: (وأنفسنا وأنفسكم)(6) ثبوت النبوة لأميرالمؤمنين (عليه السلام) كذلك لا يعني الحديث المذكور في حق الزهراء (سلام الله عليها) وأنها كفءٌ لعلي (عليه السلام) وأن علياً (عليه السلام) كفءٌ لها (سلام الله عليها) لا يدل على أن لها (سلام الله عليها) رتبة الوصاية، وكذا ما ورد في حقها من قول النبي (صلي الله عليه و أله) بحق الزهراء (سلام الله عليها) وإنها روحه التي بين جنبيه لا يدل على أن لها (سلام الله عليها) رتبة النبوة.
      وأما الامتحان المذكور في زيارة الزهراء (سلام الله عليها) فالمراد به علم اللّه بما يجري عليها وصبرها على جميع الابتلاءات السابقة على وجودها المادي الخارجي، مـمّا أوجب إعطاءها المقام الخاص بها كما هو جار في سائر الأئمة (عليهم السلام)، ويدل على ذلك جملة من الأدلة منها ما ورد في حقهم في دعاء الندبة المعروف المشهور، واللّه العالم.
      في الخبر الوارد عن إمامنا الحسن العسكري (عليه السلام) أنه قال: «نحن حجج الله على خلقه، وجدتنا فاطمة (سلام الله عليها) حجة الله علينا».


      * كيف كانت سيدتي ومولاتي فاطمة (سلام الله عليها) حجة على الأئمة (عليهم السلام)؟
      بسمه تعالى؛ حيث إن مصحف فاطمة (سلام الله عليها) ـ الذي كان فيه ما يكون من الأُمور والأحوال التي تجري على ذريتها إلى يوم القيامة ـ كان موجوداً عند الأئمة (عليهم السلام) وكانوا يرجعون إليه وكان حجة عليهم فلذلك كانت فاطمة (سلام الله عليها) حجة على الأئمة (عليهم السلام)، والله العالم


      مظلومية الزهراء (سلام الله عليها) لها مساس بالعقيدة

      * هناك شخص أثار الفتنة وطرح مسألة الزهراء (سلام الله عليها) بأنها مسألة تاريخية فهل هي مسألة تاريخية أو لها مساس بالعقيدة؟
      بسمه تعالى؛ قضية فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وما كان لها حال حياة أبيها وما جرى عليها بعد وفاة أبيها هي أحد الأدلة القاطعة لحقانية مذهب التشيع حيث إنها (سلام الله عليها) باتفاق جميع التواريخ قد أُوذيت بعد وفاة أبيها من قبل الجماعة مع أن الله سبحانه قال في كتابه المجيد (قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى)(7) ولم يكن لرسول الله (صلي الله عليه و أله) قربى أقرب من فاطمة (سلام الله عليها) وقد قال رسول الله (صلي الله عليه و أله): «إنما فاطمة بضعة منّي من آذاها فقد آذاني ومن أحبها فقد أحبّني»(8) فلم يراعوا حقها وآذوها وأجروا عليها من الظلم حتى استشهدت وذهبت من الدنيا وهي ساخطة عليهم غير راضية عنهم كيف ولو كانت فاطمة (سلام الله عليها) راضية عنهم غير ساخطة عليهم، فَلِمَ أوصت بدفنها ليلاً وتجهيزها سراً وإخفاء قبرها؟ وهل الغرض في ذلك إلا لتكون علامة على سخطها على الجماعة ودليلاً على مصائبها التي جرت عليها بعد أبيها؟ ذاك السخط الذي يغضب الله ويسخط له كما قال النبي (صلي الله عليه و أله) في الحديث المروي في كتب الفريقين: «إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها»(9) وهذه الإشارة كافية لمن له قلب سليم وألقى السمع وهو شهيد، والله العالم


      الزهراء (سلام الله عليها) وأحزانها

      * ذكر بعض القائلين: أنّ بعض الحديث عن أحزان الزهراء (سلام الله عليها) غير دقيق، لا أتصوّر أنّ الزهراء (سلام الله عليها) لا شغل لها في الليل والنهار إلا البكاء، ولا أتصوّر أنّ الزهراء (سلام الله عليها) تبكي حتّى ينزعج أهل المدينة من بكائها، مع فهمها لقضاء اللّه وقدره، وأنّ الصبر من القيم الإسلامية المطلوبة حتّى لو كان الفقيد في مستوى رسول اللّه (صلي الله عليه و أله).
      فهل كثرة بكاء الزهراء (سلام الله عليها) وزين العابدين (عليه السلام) أمر ثابت عند الشيعة أو لا؟
      وهل كان بكاؤهما عاطفياً محضاً أو كان وظيفة يمارسها المعصوم لهدف من الأهداف؟ وعلى فرض كونه عاطفيّاً فهل يتنافى مع التسليم لقضاء اللّه وقدره، خصوصاً مع كون الفقيد هو المصطفى (صلي الله عليه و أله)؟
      ويقول البعض في كتابه حول بكاء الزهراء (سلام الله عليها): نحن ننكر أن يتحول البكاء إلى حاله من الجزع أو ما يشبه الجزع بحسب الصورة التي تتلى في المجالس و...؟! ما هو رأيكم الشريف؟
      بسمه تعالى؛
      ليس المراد ببكاء الزهراء (سلام الله عليها) ليلاً ونهاراً استيعاب البكاء لتمام أوقاتها الشريفة، بل هو كناية عن عدم اختصاصه بوقت دون آخر، كما أنّ البكاء إظهاراً للرحمة والشفقة لا ينافي التسليم لقضاء اللّه وقدره، والصبر عند المصيبة، فقد بكى النّبي يعقوب (عليه السلام) على فراق ولده يوسف (عليه السلام) حتى ابيضّت عيناه من الحزن، كما ذكر في القرآن، مع كونه نبيّاً معصوماً
      وبكاء الزهراء (سلام الله عليها) على أبيها كما كان أمراً وجدانياً لفراق أبيها المصطفى (صلي الله عليه و أله)، فقد كان إظهاراً لمظلوميتها ومظلوميّة بعلها (عليه السلام) وتنبيهاً على غصب حقّ أميرالمؤمنين (عليه السلام) في الخلافة، وحزناً على المسلمين من انقلاب جملة منهم على أعقابهم، كما ذكرته الآية المباركة أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم(10) بحيث ذهبت أتعاب الرسول (صلي الله عليه و أله) في تربية بعض المسلمين سدى.
      كما أنّ البكاء على الحسين (عليه السلام) من شعائر اللّه؛ لأنّه إظهار للحق الذي من أجله ضحّى الحسين (عليه السلام) بنفسه، وإنكار للباطل الذي أظهره بنو أُميّة، ولذلك بكى زين العابدين (عليه السلام) على أبيه مدّة طويلة، إظهاراً لمظلومية الحسين (عليه السلام) وانتصاراً لأهدافه. ولا يخفى أنّ بكاء الزهراء وزين العابدين (عليه السلام) فترة طويلة من المسلّمات عند الشيعة الاماميّة.

      (1) كتاب مجمع النورين: 14.
      (2) سورة الذاريات: الآية 56.
      (3) البحار 63:27.
      (4) الوسائل 287:10.
      (5) بصائر الدرجات: 178.
      (6) سورة آل عمران: الآية 61.
      (7) سورة الشورى: الآية 23.
      (8) شرح الأخبار 30:3.
      (9) البحار 279:21.
      (10) سورة آل عمران: الآية 144.

      تعليق


      • #4
        تتمة

        الزهراء (سلام الله عليها) وضلعها المكسور

        * لقد ناقشني أحد الأُخوة حول مظلومية الزهراء (سلام الله عليها) وكسر ضلعها فقال: إن كسر الضلع لم يثبت عن طريق الأئمة (عليهم السلام)، ما هو رأيكم؟
        بسمه تعالى؛ مظلومية الزهراء (سلام الله عليها) من المسلمات وأوضح دليل على ذلك أنها أوصت بدفنها ليلاً، لئلا يحضر جنازتها من ظلمها، وإخفاء قبرها، واللّه العالم.


        ظلامات الزهراء (سلام الله عليها)

        * ما رأيكم في مقولة من يقول: أنا لا أتفاعل مع كثير من الأحاديث التي تقول إنّ القوم كسروا ضلعها أو ضربوها على وجهها وما إلى ذلك… وعندما سئل: كيف نستثني كسر ضلع الزهراء مع العلم بأنّ كلمة (وإن) التي أطلقها أصل المهاجمة أعطت الإيحاء، أضف إلى ذلك: كيف نفسّر خسران الجنين محسن؟ أجاب: إنّ هذا لم يثبت ثبوتاً بأسانيد معتبرة، ولكن قد يكون ممكناً، أمّا سقوط الجنين فقد يكون بحالة طبيعيّة طارئة؟!!
        بسمه تعالى؛
        كفى في ثبوت ظلامتها وصحّة ما نقل من مصائبها وما جرى عليها خفاء قبرها ووصيّتها بأن تُدفن ليلاً إظهاراً لمظلوميّتها (سلام الله عليها)، مضافاً لما نُقل عن عليّ (عليه السلام) من الكلمات (في الكافي 525:1، الباب 114، الحديث 3) عندما دفنها، كما في مولد الزهراء (سلام الله عليها) من كتاب الحجّة قال (عليه السلام): «وستنبئك ابنتك بتظافر أُمّتك على هضمها، فاحفها السؤال واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلاً، وستقول ويحكم اللّه، وهو خير الحاكمين».
        وقال (عليه السلام): «فبعين اللّه تُدفَنُ ابنتك سرّاً ويهضم حقّها وتمنع إرثها، ولم يتباعد العهد ولم يخلق منك الذكر، وإلى اللّه يا رسول اللّه المشتكى».
        وفي الجزء الثاني من نفس الباب بسند معتبر عن الكاظم (عليه السلام) قال: «إنّها صدِّيقة شهيدة». وهو ظاهر في مظلوميّتها وشهادتها.
        ويؤيّده ما (في البحار 170:43، الباب 7، الحديث 11) عن دلائل الإمامة للطبري بإسناده عن كثير من العلماء عن الصادق (عليه السلام): وكان سبب وفاتها أنّ قنفذاً أمره مولاه فلكزها بنعل السيف بأمره فأسقطت محسناً! واللّه الهادي للحق.


        الاعتقاد بظلامات الزهراء (سلام الله عليها) له مساس تام بالولاية

        * هل الظلامات التي تعرضت لها أمّ الأئمة الأطهار فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) من قبل الحاكمين في ذلك الوقت مثل: (غصبهم فدكاً، والهجوم على دارها، وكسر ضلعها، وإسقاط الجنين المحسن بن علي (عليه السلام)، ولطمها على خدها، ومنها البكاء على فقد أبيها رسول اللّه (صلي الله عليه و أله)، وما إلى ذلك من ظلامات) لها ارتباط بصميم عقائدنا من التوحيد والنبوة والإمامة والمعاد… أم لا؟
        بسمه تعالى؛ إنّ ما ثبت من الظلامات الكثيرة التي جرت على الصدّيقة الزهراء فاطمة (سلام الله عليها) لها مساس تام بالولاية التي هي الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو صريح عدة من النصوص المعتبرة منها صحيح زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام): «بُني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية»(1). ويظهر مساس هذه الظلامات بالولاية لمن تأمل وتمعّن في ملابسات هذه الحوادث ودوافعها، واللّه العالم.


        فاطمة (سلام الله عليها) طهَّرها الله وأذهب عنها الرجس

        * بعض الأفراد لديه تأملات ونظرات بشأن المرأة بعد ذكر بعض النساء منهم فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) يقول: ولا نستطيع إطلاق الحديث المسؤول القائل بوجود عناصر غيبية مميزة تخرجهن عن مستوى المرأة العادي و… ما هو رأيكم الشريف؟
        بسمه تعالى؛ هذا القول ضعيف باطل من أساسه صادر من عدم المعرفة بالزهراء (سلام الله عليها) وخصوصياتها كيف تكون مرأة عادية ومثل سائر النساء وقد امتازت في آية المباهلة من بين النساء حيث أخذها رسول الله (صلي الله عليه و أله) مع علي والحسن والحسين (عليهم السلام) في المباهلة مع نصارى نجران، أم كيف تكون مرأة عادية وهي من أهل آية التطهير متيقناً، وقد قال الله تبارك وتعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)(2) والإرادة تكوينية قد أراد الله تطهيرها لعلمه سبحانه بامتيازها عن الناس ومن أراد الله تطهيره وأذهب عنه الرجس مطلقاً كيف تكون مثل سائر الناس؟ وأيضاً من يغضب الله لغضبه ويرضى لرضاه كما ورد في الحديث المروي عن النبي (صلي الله عليه و أله) في كتب الفريقين كيف تكون مرأة عادية على مستوى سائر النساء؟ والله العالم.


        من يُشكك في شهادة الزهراء (سلام الله عليها) ليس فقيهاً

        * ورد أنكم لا تؤيدون من يشكك في شهادة الزهراء (سلام الله عليها)، ولكن هل تعتقدون بفقاهتهم؟
        بسمه تعالى؛ لا يجوز تأييد من يشك في شهادة الزهراء (سلام الله عليها) ولا نعتقد بفقاهته؛ لأنه لو كان فقيهاً لاطلع على الرواية الصحيحة المصرحة بشهادتها (سلام الله عليها) وسائر الروايات المتعرضة لسبب شهادتها (سلام الله عليها)، واللّه الهادي إلى سواء السبيل.


        * ما هو رأيكم حول من يشكك في قضايا الزهراء (سلام الله عليها) ويطرح عصمتها ومنزلتها والروايات والاحاديث الواردة في حقها بعنوان السؤال، ويضعف أسانيد رواياتها مما يثير الفتنة والاختلاف بين الشيعة لأغراض شخصية والنظر إلى المسائل التي تمس العقيدة بشكل سطحي عابر؟
        بسمه تعالى؛ هؤلاء الأشخاص الذين يتصدون لهذه الأُمور هم أهل الضلال والإضلال فإن كانوا قابلين للهداية فنسأل الله سبحانه أن يهديهم إلى سواء السبيل والصراط المستقيم، وإن كانوا ممن ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وأبصارهم فأمرهم في الآخرة إلى الله تعالى، وفي الدنيا إلى المؤمنين الغيارى في دينهم ومذهبهم فليتبرؤوا منهم، والله العالم.


        * ما هو نظركم للشخص الذي يقول بشأن كسر الضلع وضرب فاطمة (سلام الله عليها) بأنـي رسمت علامة استفهام على أساس التحليل التاريخي وقارنها بظلم أميركا وإسرائيل على المسلمين وأنها ليست بأكثر من ذلك؟
        بسمه تعالى؛ الدليل على ما جرى عليها من المصائب المذكورة في الكتب مضافاً الى ما قاله الامام موسى بن جعفر عليهما السلام في الحديث الصحيح: «إن فاطمة صديقة شهيدة» ما تقدم في الأجوبة السابقة من أنها أوصت بدفنها ليلاً وتجهيزها سراً وإخفاء قبرها فليقرأ المفصل من هذا المجمل، والله العالم.


        مصحف فاطمة (سلام الله عليها)

        * ذكر بعض المؤلّفين أنّ الزهراء (سلام الله عليها) أوّل مؤلّفة في الإسلام، فإنّها كانت تكتب ما تسمع من أبيها المصطفى (صلي الله عليه و أله) من أحكام ومواعظ جمعت في كتاب وسُمّي مصحف فاطمة، ما رأيكم في هذه المقالة؟ وهل هي موافقة لمعتقد الشيعة في مصحف فاطمة؟
        بسمه تعالى؛
        المراد بمصحف فاطمة (سلام الله عليها) ما ورد في الروايات المعتبرة في الكافي من «أنّ ملكاً من الملائكة كان ينزل على الزهراء (سلام الله عليها) بعد وفاة أبيها ويسلّيها ويحدّثها بما يكون من الأُمور، وكان عليّ (عليه السلام) يكتب ذلك الحديث، فسُمّي ما كُتب مصحف فاطمة»(3).
        فهو ليس قرآناً كما توهّمه أو افتراه أعداء الشيعة، ولا كتاباً مشتملاً على الأحكام كما ذكر في السؤال، بل ذلك غريب مخالف للنصوص المعتبرة، كما أنّه لا غرابة في حديث فاطمة (سلام الله عليها) مع الملائكة، فقد ذكر القرآن أنّ الملائكة حدَّثت مريم ابنة عمران: (وَإذ قَالَت المَلائكَةُ يَا مَريَم إنَّ اللّه اصطَفَاك وَطَهَّرَك وَاصطَفَاك عَلى نسَاء العَالَمين)(4)، ومن المعلوم عندنا نحن الشيعة أفضليّة الزهراء (سلام الله عليها) على مريم ابنة عمران، كما ورد في النصوص المعتبرة من أنّ مريم سيّدة نساء عالمها وأنّ فاطمة سيّدة نساء العالمين.


        * هل يوجد لدى الشيعة قرآن أو مصحف يسمى قرآن أو مصحف فاطمة (سلام الله عليها) غير القرآن الذي بين أيدينا؟
        بسمه تعالى؛ دعوى أنّ عند الشيعة قرآن غير القرآن المعروف عند سائر المسلمين افتراء عليهم؛ فلا يوجد عند علماء الشيعة ولا عند عوامهم غير هذا القرآن المعروف عند كل مسلم، وأمّا ما عرف عندهم من وجود مصحف فاطمة (سلام الله عليها) فليس هو بالقرآن وإنّما هي أُمور أُمليت على فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وهو محفوظ عند الأئمة (عليهم السلام)، وليس عند علماء الشيعة. واللّه المستعان.


        عصمة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)

        * هل الاعتقاد بعصمة الزهراء (سلام الله عليها) من ضروريات مذهبنا؟
        بسمه تعالى؛ نعم، هي من ضروريات مذهبنا كعصمة سائر الأئمة (عليهم السلام)، واللّه العالم.


        امتحان الصدِّيقة (سلام الله عليها) في عالم الذر

        * جاء في زيارة الصدّيقة الشهيدة الزهراء البتول (سلام الله عليها) ما نصّه: «امتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك وكنت لما امتحنك به صابرة». فما هو تفسير الامتحان قبل الخلق، وكونها (سلام الله عليها) صابرة؟
        بسمه تعالى؛ لعلّ الامتحان راجع إلى عالم الذر، وخلق الأرواح في الصور المثالية قبل خلق الأبدان، واللّه العالم.


        الصدِّيقة الطاهرة (سلام الله عليها) في آية المباهلة

        * بالنظر إلى آية المباهلة، وما تظافرت به الروايات والزيارات (كزيارة الجامعة الكبيرة مثلاً) هل يمكن القول بأنّ الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)والزهراء (سلام الله عليها) هم أفضل من الخلق كافّة، سوى الرسول الأكرم (صلي الله عليه و أله)؟
        بسمه تعالى؛ نعم، القول المزبور متعيّن بالنظر إلى الآية والروايات المشار إليها، ويؤيدها الزيارات، والله الهادي إلى سبيل الرشاد.


        الصدِّيقة الطاهرة (سلام الله عليها) في آية التطهير

        * هل تعني آية التطهير (إنَّما يُريدُ اللّه ليُذهبَ عنكُم الرِّجسَ أهلَ البَيت وَيُطهِّركُم تَطهيراً) أنّ الزهراء (سلام الله عليها) طاهرة من كلّ خبث حتّى من الدماء الثلاثة؟
        بسمه تعالى؛ الآية تدلّ على الطهارة النفسانية المختصّة بالمعصومين (عليهم السلام) بحيث لا يتوهم في حقّهم (عليهم السلام) فعل المعصية أو ترك الواجب، وأمّا الطهارة الجسدية فليست داخلة في مدلول الآية. نعم، الزهراء (سلام الله عليها) مطهّرة من الدماء الثلاثة، حيث ورد في حقّها في الرواية المعتبرة أنّها لا ترى دماً، وأنّ بنات الأنبياء لا يطمثن، واللّه العالم.


        فـــــــدك

        * يقال إنّه لو كان لفاطمة الزهراء (سلام الله عليها) حقّ بفدك لأعاد الإمام علي (عليه السلام) هذا الحقّ لأصحابه في زمن خلافته؛ لأنّه كان قادراً على ذلك.
        بسمه تعالى؛ لو أرجع (عليه السلام) فدكاً لاتهم بالخيانة واغتنام الفرصة، حيث كان أكثر الناس في ذاك الزمان على ضلال وجهالة، وكانوا يعتقدون صحّة فعل الأوّلين أو على الأقل احتمالهم صحّته، واللّه العالم.


        * ما هي أهمية فدك بالنسبة للخلافة؟
        بسمه تعالى؛ مال الدنيا أحد الأسباب التي يجتمع الناس لأجلها حول صاحبه فإذا أخذ المال من يد الشخص يتفرق الناس عنه، وهذا شيء ظاهر يمكن رؤيته في كل زمن، ولم يطالب علي (عليه السلام) بفدك في زمن خلافته لئلا يجرى عليه الوهم بأن طلبه الخلافة بعد رسول الله (صلي الله عليه و أله) كان لأجل الدنيا، والله العالم.


        فعل وتقرير فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)

        * هل فعل وتقرير الزهراء (سلام الله عليها) داخل في السنة، أي هو حجة، أم لا؟
        بسمه تعالى؛ فعلها وقولها (سلام الله عليها) معتبران كاعتبار فعل وقول الإمام (عليه السلام)، وحكم تقريرها كحكم تقرير الإمام (عليه السلام)، واللّه العالم.


        ذكر اسم فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) في الأذان

        * هل يجوز ذكر فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) في الأذان بقصد الاستحباب أو لا؟ وهل يوجد دليل على جواز ذكرها أو عدمه؟
        بسمه تعالى؛ كلام الآدمي لا يبطل الأذان وليس مثل الصلاة، وكل شيء يذكر في الأذان لا بقصد الجزئية فلا بأس به، واللّه العالم.


        * هل يجوز إدخال السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) في الأذان والإقامة بعد الشهادة لأميرالمؤمنين بالولاية مثل: «أشهد أن علياً أميرالمؤمنين والصديقة الطاهرة فاطمة وأبناءهما حجج الله»، وهل تكون بنية الاستحباب أم برجاء المطلوبية؟
        بسمه تعالى؛ الشهادة بالولاية لأميرالمؤمنين (عليه السلام) من شعار المذهب ولابد من ذكرها في الأذان ولا بأس بالشهادة بالولاية بمثل هذا القول «أشهد أن أميرالمؤمنين وأولاده المعصومين من ولد فاطمة (سلام الله عليها) هم حجج الله» وأما ذكر فاطمة (سلام الله عليها) والشهادة بفضيلتها في الأذان مستقلاً وفي عرض الشهادة بالولاية لأميرالمؤمنين (عليه السلام) فهو وإن لم يكن به بأس في حد نفسه لأن الأذان ليس مثل الصلاة وكلام الآدمي لا يبطل الأذان إلا أنّه حيث يوجب ذلك وقوع التهمة على الشيعة بأنهم يتصرفون في العبادات فلذلك يترك ويكتفى في ذكرها (سلام الله عليها) في الأذان بمثل ما ذكرنا، والله العالم.


        طمث الزهراء (سلام الله عليها)

        * يقول البعض إن عدم طمث الزهراء (سلام الله عليها) يعد نوعاً من المغالاة بها، وحالة مرضية يجب علاجها، وقال: إن من المغالاة الاعتقاد بأن الأئمة (عليهم السلام) لم يكونوا يحدثون بالأصغر والأكبر أو التغوط… ما رأيكم الشريف بذلك؟
        بسمه تعالى؛ لا يعد حالة مرضية، وإنّما هو داخل في إكرامها، كما أن مريم (سلام الله عليها) أنجبت من غير بعل، وإنما يعتبر حالة مرضية إذا ترتب عليه المرض المحتاج إلى الصحة، والزهراء (سلام الله عليها) ليست كذلك. وأما ما ذكر عن الأئمة (عليهم السلام) فالمؤمنون لا يعتقدون بذلك، بل إن الإمام (عليه السلام) يتوضأ ويغتسل كما كان رسول اللّه (صلي الله عليه و أله) كذلك، واللّه العالم.


        الزهراء (سلام الله عليها) وليلة القدر

        * قرأت الحديث التالي: «فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر»(5) ما وجه الشبه بين الزهراء (سلام الله عليها) وليلة القدر؟
        بسمه تعالى؛ لعلّ مفاد الحديث المذكور أنّه كما أنّ ليلة القدر يقدر فيها ما كتب الله على العباد بما يجري عليهم طول السنة كذلك فاطمة (سلام الله عليها) يقدر بها وبأولادها أهل الايمان والصلحاء ويتميّزون عن غيرهم، والله العالم.


        فرحة الزهراء (سلام الله عليها)

        * كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن عيد الزهراء (سلام الله عليها)، أرجو إعلامنا بمدى مصداقية هذا العيد، وما هي حقيقته، مع العلم أنّ السيدة فاطمة (سلام الله عليها) قد توفيت بعد رحيل الرسول الأعظم (صلي الله عليه و أله) بأشهر قليلة، وإذا كان عيد الزهراء (سلام الله عليها) فرحاً بموت عمر بن الخطاب، فلماذا زوج الإمام علي (عليه السلام) ابنته أم كلثوم لعمر إذن؟!
        بسمه تعالى؛
        هذا الأمر معروف عند الشيعة وله وجوه متعددة:
        منها: أن في هذا اليوم توج الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بالإمامة بعد وفاة والده الإمام الحسن العسكري في اليوم الثامن من شهر ربيع الأول، وهو المنتقم من أعداء الزهراء (سلام الله عليها) وأعداء الدين، والموكل بإقامة دولة الحق.
        ومنها: أن في هذا اليوم قتل عمر بن سعد قاتل الحسين (عليه السلام) كما في بعض المنقولات التاريخية.
        وعلى كل حال فهو يوم فرح للشيعة عامة ولأهل البيت (عليهم السلام) خاصة.
        وأما تزويج الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) ابنته من عمر فقد ناقش البعض في أصل تحقق هذا الزواج وكتبوا فيه كتباً مستقلة، وعلى فرض تحقّقه فإنه من باب التقية، وقد عمل الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) بوظيفته. ويؤيّد ذلك ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) بأنّه قال: «ذلك فرج أُكرهنا عليه" وعنه (عليه السلام): ذلك فرج غصبناه»(6) وأيضاً عنه (عليه السلام) قال: لما خطب إليه قال له أميرالمؤمنين إنّها صبيه. قال: فلقى العبّاس فقال له: ما لي، أبي بأس؟! قال: وما ذاك؟ «قال: خطبت الى ابن أخيك فردّني؛ أمّا والله لأُعوّرنّ زمزم ولا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها، ولأُقيمنّ عليه شاهدين بأنّه سرق ولأُقطعنّ يمينه! فأتاه العبّاس فأخبره، وسأله أن يجعل الأمر إليه، فجعله إليه»(7) وهذه الأخيرة كالثانية صحيحة سنداً، والله العالم.



        (1) الكافي 18:2.
        (2) سورة الأحزاب: الآية 33.
        (3) الكافي 240:1.
        (4) سورة آل عمران: الآية 42.
        (5) البحار 65:43.
        (6) وسائل الشيعة 433:14.
        (7) الكافي 346:5.

        تعليق


        • #5
          تتمة

          نص ترجمة خطاب سماحة آية الله العظمي الميرزا جواد التبريزي في درس خارج الفقه صباح يوم 12 جمادي الأولي 1418 ه.ق بخصوص شهادة الزهراء (ع) و الإنكار علي تشكيك بعض المضلين

          ... و عندما بلغ بنا الكلام إلي هذا الموضع فإنني سأتعرض لأمر صار محل ابتلاء في زماننا هذا ، فالبعض يظن و الآخر يتعمد في أن يصوّر أن التآلف و المماشاة مع العامة – و هم إخواننا في الدين و يجب أن نعتبر حقوقهم محترمة ، و أموالهم محترمة ، و هم مسلمون و إخوة في الدين – يعني رفع اليد عن عقائدنا الشيعية . (و لقدسعي) البعض جهلا و البعض الآخر عن عمد وقصد ضالا و مضلا (تحريف) عقائد الشيعة ، هذه العقائد التي عاني أصحاب الأئمة (ع) و علماؤنا المصاعب (الجمة) طوال الأزمنة للحفاظ عليها ، و هي أساس التشيع . (إن هؤلاء يحرفون) أولئك الشباب الذين لا اطلاع لهم و لافحص لديهم في حقائق المسائل الدينية و تاريخ الإسلام ، و لا معرفة لديهم بالمباني (والأسس) التي يجب أن تؤخذ منها المطالب (والعقائد الحقة) . إن هؤلاء (المضلين) يتحدثون بأمور (لمجرد أن) يستسيغها و يتقبلها أولئك الشباب (غير المطلعين) ، و بدلا من أن يبينوا الحقائق ليتعلم منها شباب الشيعة فإنهم (يحرفون) شباب الشيعة أنفسهم !! إن طريقة ترويج مذهب الشيعة كانت قائمة علي بيان الحقائق و في كل فرصة مناسبة باللسان اللين (وبالأسلوب الأمثال) ، أما في المواضع التي لا تكون كذلك فإن الواجب هو الإمساك و التحرز عن التحدث . و هؤلاء (المضلون) بدلا أن يوصلوا عقائد الشيعة و يبينوا أدلتها و مداركها فإنهم – وفضلا عن حيدتهم الشخصية في عقائد الشيعة – يلقون هؤلاء الناس المساكين في الضلالة . إن قضية التشيع و ما يقوله الشيعة واضحة جدا ، فلو كان لأي شخص وصية ما (فإن وصية) رسول الله صلي الله عليه و آله باتفاق الفريقين هي : "اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي ، لن يفترقا حتي يردا علي الحوض " ، و نحن نأخذ فيما يرجع إلي الإسلام من الأئمة (ع) . و من الأدلة القاطعة للشيعة التي لا مجال للخدشة فيها ولا يمكن أن يقطع فيها الجهل وعمي البصيرة – لمن كانت له بصيرة! – هو ما يتعلق بفاطمة الزهراء سلام الله عليها ، ففاطمة الزهراء (ع) كان لها مقام و منزلة (رفيعة) عند الله عزوجل ، فقد روي الشيخ الكليني قدس الله نفسه الشريفة في الكافي بسند صحيح إن جبرائيل (ع) كان ينزل بعد رسول الله (ص) علي فاطمة الزهراء (ع) ، و كان يحدّثها بما سيجري علي ذريتها ، و كان علي بن أبي طالب (ع) يكتب ذلك .(الكافي ج1 ص241 ح5.) و لقد أكثر رسول الله (ص) من الوصية بابنته ، (ولكن) هذه البنت توفيت بعد خمسة وسبعين يوما من وفاة أبيها ، و دفنوها في الليل ، وغسلوها في الليل (يتعالي صوت البكاء) فماذا حدث في هذا الظلام ؟ فلو كان للمودة في القربي قدر متيقن فهو فاطمة الزهراء سلام الله عليها ، فما الذي حدث بحيث دفنت في الليل و أخفي قبرها ؟ إن هذا آية للجميع ، فقد تم علي أساس الحكمة ، ففاطمة الزهراء سلام الله عليها (أوصت بذلك) في وصيتها و عمل المولي أمير المؤمنين (ع) بتلك الوصية بحذافيرها ، و هذا (العمل إنما كان لغرض) إقامة الحجة علي الأجيال اللاحقة لكي تفكر في ذلك ، و لماذا كان قبرها مخفيا . فالكليني ينقل رواية صحيحة عن الإمام موسي بن جعفر (ع) بثلاث وسائط فقط ، فقد روي عن محمد بن يحيی، عن العمركي بن علي، عن علي بن جعفر أخ الإمام ، عن موسي بن جعفر عليه السلام : " إن فاطمه صديقة شهيدة " . (الكافي ج1 ص45 ح2.) إنها صديقة شهيدة . (بكاء الحضور) إن الزهراء (ع) كانت تبيين مقام علي بن أبي طالب (ع) ، و كانت تقول إن بعلي قدم الخدمات الجليلة (للإسلام) ، و أخبرت أن الحق معه ، " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي ، و لن يفترقا" . إن فاطمة الزهراء (ع) كانت صديقة شهيدة ، و لاحظوا ف بلك الرواية التي رواها الكليني ، (الكافي ج1 ص458 باب مولد الزهراء ح3) و جاء فيها ان مولانا أمير المؤمنين سلام الله عليه عندما دفن فاطمة الزهراء (ع) حول وجهه نحو قبر رسول الله (ص) و قال : " قل يا رسول الله عن صفيتك صبري " ، (يعلو صوت البكاء) فعلي بن ابي طالب (ع) الذي صبر خمسا وعشرين سنة ، وهو الذي قال : "صبرت و في العين قذي و في الحلق شجي" ، و هو الذي صبر في القتال و الجهاد ، يقول بعد وفاة فاطمة الزهراء (ع) :" قل يا رسول الله صبري " ، ثم يقول في النفس هذه الرواية : " و ستنبئك ابنتك بتظافر أمتك علي هضمها " ، (ترتفع أصوات البكاء) التفتوا جيدا إلي ما سأقول ، لقد فسروا الهضم بالظلم ، و الهضم في أصله بمعني النقص ، و عندما ينقصون شيئا من شخص فهذا ظلم له ، و النقص تارة يرد علي الحق فيقال هضمها حقها كما في غصب فدك ، لا ، (ولكن الهضهم هنا لم يكن كذلك) فقد أسند الهضم هنا إلي نفس الزهراء (ع) ، فإذا ضممنا هذا إلي قول ولدها موسي بن جعفر (ع) : " فاطمة صديقة الشهيدة" ، فماذا ستكون النتيجة ؟ ولكن ظهر أشخاص و بعضهم معممون و منتسبون للسادات ، (ذرية النبي صلي الله عليه و آله و سلم) فهؤلاء ينكرون (شهادة الزهراء عليها السلام) يعني ينكرون قول موسي بن جعفر (ع) من أنها صديقة شهيدة ، فاحذروا ونبّهوا غيركم ! و قد سمعت – و إن شاأالله لا يكون الأمر كذلك – إنهم في هذه الحوزة العلمية يريدون أن يعقدوا مجلسا باسم شهيد عظيم و أن يدعوا ذلك الشخص الضال المضل ليخطب (في تلك الجلسة) ، و نسأل الله أن لا يتم الأمر بهذه النحو ، فهذه الحوزة هي ركن التشييع ، و الحوزة هي المكلفة بحفظ التشيع ، و هؤلاء الذين هم علي هذه الحال (من الضلال) يجب أن لا يتخذ معهم هذا النوع من التعامل في الحوزة بحيث ينعكس الأمر عند الشباب و يكون دليلا لهم (علي حسن حاله) ، ويقال إن مثل هذا الشخص ذهب إلي الحوزة و كانت له جلالة (و احترام) في مجلس ابن السيد الخميني رضوان الله عليه ، فقد جعلوا ذلك الشهيد العظيم (السيد مصطفي الخميني) قميص عثمان و هو الذي خدم الإسلام و الشيعة و هذا البلد ، إنهم يريدون أن يعقدوا باسم هذا الشهيد مجلسا (مؤتمرا) ليأتي مثل هؤلاء الأشخاص (المضلين) و يحاضروا . إنني أقول والله شاهد علي ما أقول إن قلوبنا مليئة بالدم ، فهؤلاء يفسدون عقائد الشباب ، و الرسائل التي تصل إلينا من الخارج جعلتنا في حيرة من الأمر . إن الترويج لأولئك فيه إشكال شرعي و غير جائز إلا أن يعود هذا الشخص و يقول إن ما قلته من الكلام كان اشتباها ، و لا عيب في ذلك فالإنسان غير معصوم ، وحينها سيكون أخا لنا و شخصا كبيرا ، ولكنه ما دام باقيا علي حاله فلا . لقد قلنا إننا نريد الإتحاد و لكن ليس بالشكل الذي نحذف فيه عقائد الشيعة و نبطلها ، كلا فنحن لا نريد الإتحاد بهذا النحو، و إن إمام الزمان (عجل الله فرجه الشريف) يتألم قلبه من ذلك ، و إن ما نصبو إليه هو التآلف . و لقد ذكرنا في أول حديثنا إن الأسلوب الذي ينبغي أن يبلغ الإنسان فيه هو (الأسلوب الأمثل) و "جادلهم بالتي هي أحسن" ، وهذا الأسلوب و الخطاب شامل للكفار فضلا عن أخواننا في الدين . إن أكثر هؤلاء المخالفين قاصرون ولا يعلمون (الحقيقة) ، و لقد سافرت كثيرا للتبليغ إلي شمال العراق حيث يمتزج السنة بالشيعة ، و ذات يوم سألت سنيا : ماهو مذهبك ؟ فأجاب : حنفي ، فقلت له : هل إن إسم أبي حنيفة مذكور في القرآن ؟ فقال : بالطبع ! و يجب أن يذكر اسمه في القرآن ، و هل يعقل آن لا يكون اسمه موجودا ! و لم يكن يعلم بحقيقة الأمر ، وكانوا قد لقّنوه بذلك فصدّق مقولتهم ، فهؤلاء معذورون و وظيفتنا في زمان الهدنة هي مداراتهم لا أن نرفع اليد عن عقائدنا . إن أساس الدين قائم علي التبليغ ، وهو الدور الذي تضطلعون به ، و عليكم أن توصلوا هذه الأمور (التي ذكرناها) إلي الناس ، و أن تظهروا الحزن علي فاطمة الزهراء سلام الله عليها التي يصادف وفاتها يوم غد ، وأن تذكروا مصائبها لأنها تذكر فيما بيننا (وفي مجالسنا الخاصة ، فالموالون صفتهم أنهم) "يحزنون لحزننا و يفرحون لفرحنا" . (و كما ذكرنا سابقا عن رواية الكليني) فإن أمير المؤمنين (ع) خاطب رسول الله (ص) بعد دفن فاطمة (ع) : "فأحفها السؤال ، و استخبرها الحال "أي اسألها كثيراً عما أصابها من هذه الأمة، "فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلی بثه سبيلاً" فقد أضمرت في قلبها الكثير من المصائب و لم تجد في الدنيا موضعا لكي تتحدث بغصصها ، ويعلم من هذا أنه كان في قلبها بعض المصائب التي لم تذكرها حتي لعلي عليه السلام .(بكاء الحاضرين) أقسم علي الله بعزته وجلاله أن يهدينا واياكم ،" وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، إن هذه أبواب أهل البيت (ع) التي أظهرها الله لنا ، فلو لم يكن لطف الله و رحمته لم نكن لنحظي بهذه الهداية ، واعلموا أن أهل البيت الذين لاقوا هذه المصائب في هذه المصائب في هذه الدنيا فلن يضيع أجرهم عندالله ، أما ما تعقد الأمة (المؤمنة) آمالها عليه للحصول علی شفاعة رسول الله (ص) وخاصة فاطمة الزهراء (ع) فهو هذا البكاء وهذه المجالس، فهذه أسباب الشفاعة، فإذا خاطبت فاطمة الزهراء (ع) الله سبحانه و تعالي يوم المحشر ، و قالت : إن هذا قضي عمرا و هو يبكي علي أولادي ، (ترفع أصوات البكاء) فالله لا يرد و لا يلغي شفاعتها ، و يجب أن نغتنم أسباب النعمة التي في أيدينا لكي تبقي في أيدينا إلي الختام إن شاءالله . و أسأل الله أن يوفقكم و جميع المؤمنين للعمل و التمسك بأهل البيت (ع) ، و نسأله أن يهدي من يقبل الهداية من هؤلاء الأشخاص الذين يمشون علي هذا الطريق (الضلال و إنكار شهادة الزهراء) سواء عن علم أو جهل ، أما الآخرون (الذين لا يقبلون الهداية) فالله تعالي هو الأعرف بما فيه الصلاح فيما سيفعله معهم . والحمدلله رب العالمين

          تعليق


          • #6
            المصدر:

            http://tabrizi.org/index1.php?W3Village=rad/main

            تعليق


            • #7
              بسمه تعالى
              جهود موفقه بارك الله فيكم على تسطيرها
              تقبل الله منكم خير القبول
              ولا حرمنا الله من هذه الاقلام العطره المحمديه
              دمتم موفقين ومثابين

              تعليق


              • #8
                السلام عليكم

                رحمة الله الواسعة و مغفرته علي روح شيخنا المرحوم المرجع التبريزي

                تعليق


                • #9
                  آجركم الله .. جزاكم الله خير الجزاء

                  و رحم الله الميرزا الشهيد جواد التبريزي .. و لا حرمنا من كلماته المقدسة المباركة

                  تعليق


                  • #10
                    بوركت يمناك يا القوامي15

                    تعليق


                    • #11
                      احسن الله اليكم

                      تعليق


                      • #12
                        احسنتم
                        رحم الله والديك

                        تعليق

                        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                        حفظ-تلقائي
                        x

                        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                        صورة التسجيل تحديث الصورة

                        اقرأ في منتديات يا حسين

                        تقليص

                        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                        يعمل...
                        X