إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

شوارق النصوص في تكذيب فضائل اللصوص (ابو بكر و عمر)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    تتمة

    الفصل الثالث
    [ في إختيار روح أبي بكر ]
    ومن سخيف هذيانهم وطريف بهتانهم، حديث: (إنّ الله إختار روح أبي بكر لمّا خلق الارواح).
    ولعمري، بطلان هذا الكذب الصراح، الذي هو من أنكر النباح وأشنع الصياح، لابين من فلق الصباح، وقد صرّحت ببطلانه نقّادهم الحذاق، واعترفت بكونه مختلقاً أئمتهم المشهورون في الافاق، كابن الجوزي، والخطيب، والذّهبي، والفيروز آبادي، والشيخ عليّ بن محمّد بن العراق، والشيخ عبد الحق الدّهلوي على ما حكاه الرشيد في الايضاح، والشيخ (رحمه الله)، وصاحب تلخيص الموضوعات، ومحمّد بن الشوكاني(1).

    ____________
    (1) انظر الموضوعات لابن الجوزي: 1 / 230، تاريخ بغداد للخطيب: 14 / 35، ميزان الاعتدال: 7 / 59 (9156)، سفر السعادة للفيروز آبادي: 281، تنزيه الشريعة لابن العراق: 1 / 342، اشعه اللمعات لعبد الحق الدهلوي: 4 / 628، تلخيص الموضوعات للذهبي: 93 ـ 209، الفوائد المجموعة للشوكاني: 331، وسوف تأتي أقوالهم مفصلاً تباعاً.


    ولمّا كان ذلك في غاية السخافة والشناعة، إحتشم عن روايته وتحديثه أكثر علماء تلك الجماعة، ولكن تواقح بعضهم وتظاهر بالعصبيّة الشنيعة، فأورده في بعض تصانيفه الحريّة بالوقيعة، منهم أبو الحسن الجرجاني في تاريخ جرجان، والزوزني في كتاب شجرة العقل(1


    (1) ذكر ذلك الذهبى في الميزان: 6 / 77 (7269)، وانظر اللالئ المصنوعة للسيوطي 1: 266.


    والعجب! كيف يميل بهم الهوى حتى يجنحون الى أمثال تلك المفتريات السخيفة، التي لا يصدّقها الاّ أصحاب العقول الخفيفة، فإنّه مع كونه مشتملاً على طريف الترهات والخرافات، نصّ على خلافة أبي بكر، وكذب ذلك ثابت بدلائل قطعيّة وبراهين سنيّة، وإعتراف محقّقيهم ونحاريرهم، ولا يشك في بطلانه ذو عقل.


    ومن هناك بالغ في إبطاله وردّه وطعنه، إمامهم الناقد وقدوتهم الحائز للمحامد، الناقب عن غوامض الاخبار، الباطن لاسرار الاثار، المطّلع على كنه المعائب والعلل، العارف بالقوادح والدواخل ـ أعني ابن الجوزي ـ فإنّه أورده في الموضوعات ونقل عن الخطيب أنّه لا يثبت، وقدحه وجرحه بطريقيه، ثم ذكر طريق آخر، وقال: إنّ فيه من التخليط في المتن والاسناد ما ينبئ أنّه فعل مختلط لا يدري ما يقول، وهذه عبارة ابن الجوزي في كتاب الموضوعات:
    «الحديث الثالث: أخبرنا أبو منصور القزاز، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب، قال: حدّثني الحسن بن عليّ بن المذهب من أصل كتابه العتيق، قال: حدثني أبو القاسم هارون بن أحمد العلاف المعروف بالقطان إملا، قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل الادمي، قال: حدثنا أحمد بن منصور الزيادي، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك، عن عائشة، قالت: (كانت ليلتي من) رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلمّا ضمّني وإيّاه الفراش، قلت: يا رسول الله ألست أكرم أزواجك عليك؟ قال: بلى يا عائشة، قلت: فحدّثني عن أبي بفضيلة، قال: حدّثني جبرئيل أنّ الله تعالى لمّا خلق الارواح، اختار روح أبي بكر الصدّيق من بين الارواح، وجعل ترابها من الجنّة، وماءها من الحيوان، وجعل له قصراً في الجنّة من درّة بيضاء مقاصيرها( من الذهب والفضة البيضاء، وإنّ الله تعالى آلا على نفسه أن لا يسلبه حسنة ولا يسأله عن سيئة، وإنّي ضمنت كما ضمن الله على نفسه أنْ() لا يكون ضجيعاً في قبري()، ولا أنيساً في وحدتي، وخليفة على أمّتي من بعدي إلاّ أبو بكر()، يا عائشة بايع على ذلك جبرئيل وميكائيل، وعقدت خلافته براية بيضاء، وعقد لواؤه تحت العرش، قال الله تعالى للملائكة رضيتم بما رضيت لعبدي، فكفى بأبيك فخراً أن بايع له جبرئيل وميكائيل وملائكة السماء وطائفة من الشياطين يسكنون البحر، فمن لم يقبل هذا فليس منّي ولست منه، قالت عائشة: فقبّلت أنفه وما بين عينيه، فقال: حسبك يا عائشة، فمن لست بأمّه فوالله ما أنا بنبيّه، فمن أراد أن يتبرّأ من الله فليتبرأ منك يا عائشة).

    تعليق


    • #17


      الى اعزائي القراء يتضح لنا شيئا

      صاحب الموضوع ينقل فقط ولا يقرأ


      عموما لا اريد قراءة موضوعه ولكن احب ان ابين شيء لك عزيزي القارىء


      قال في آخر مشاركته


      لفصل الثالث
      [ في إختيار روح أبي بكر ]
      ومن سخيف هذيانهم وطريف بهتانهم، حديث: (إنّ الله إختار روح أبي بكر لمّا خلق الارواح).
      ولعمري، بطلان هذا الكذب الصراح، الذي هو من أنكر النباح وأشنع الصياح، لابين من فلق الصباح، وقد صرّحت ببطلانه نقّادهم الحذاق، واعترفت بكونه مختلقاً أئمتهم المشهورون في الافاق، كابن الجوزي، والخطيب، والذّهبي، والفيروز آبادي، والشيخ عليّ بن محمّد بن العراق، والشيخ عبد الحق الدّهلوي على ما حكاه الرشيد في الايضاح، والشيخ (رحمه الله)، وصاحب تلخيص الموضوعات، ومحمّد بن الشوكاني(1).

      لو انه بذل جهد القراءة عزيزي القارى لعلم انني سقت له وذكرت في مشاركتي السابقه

      الأحاديث الموضوعة في مناقب أبي بكر رضي الله تعالى عنه

      هذه بعضالأحاديث التي تروى في مناقب أبي بكر رضي الله تعالى نذكرها عنا للتنبيه ..
      ( 3 ) حديث إن الله لما خلق الأرواح اختار روح أبي بكر الصديق من بين الأرواح ، فجعل ترابها من الجنة ، وماءها من الحيوان ، وجعل له قصرًا في الجنة من درة بيضاء ... إلخ رواه الخطيب عن عائشة مرفوعًا ، وقال : لا يثبت وقد اتهم به هارون بن أحمد العلاف المعروف بالقطان . وقد جزم الذهبي في ترجمته من الميزان بأن هذا باطل ، وفي معناه أحاديث نترك ذكرها ، فلتقس عليه .


      اعتذر لك يا صديقي فموضوعك مضيعة للوقت كما قالها صديقي عرين الاسد







      تعليق


      • #18
        ههههههههههه

        كتبكم تفضحكم

        تعليق


        • #19
          المشاركة الأصلية بواسطة القوامي15
          ههههههههههه

          كتبكم تفضحكم


          فقطكي يعلم القراء لمدى جهلك بما تنقله وسيتضح له اكثر ان وعى مشاركتك هذه



          وتحياتي لك

          وهذا ليس طعن فيك ايها الفاضل بل خذها على انها نصيحه مني

          انصف نفسك وشغل عقلك ودع التقليد والكراهية والحقد فمن تطعن فيهم لهم فضل عليك وعلي وعلى الامة جمعاء الى يوم الدين



          تعليق


          • #20
            هذه فضحية لبو بكرو عمر من جهة هذه الفضائل الموضوعة

            يا غلام عمر افهم

            تعليق


            • #21
              تتمة

              [ في إحادة العذاب عن المحبّ لابي بكر ]ومن قبائح الاكاذيب الباردة التي تورثهم الصغار، وشنائع المزخرفات العائدة عليهم بالذلّ والشنّار، والموجبة لهم النكال، والمقحمة إيّاهم في الانكال والاغلال، والحاكمة عليهم بالخذلان والضّلال، إنّهم يفترون على الله المتعال، أنّه أحاد عن يهودي لحبّه أبا بكر الانكال والاغلال.
              وإن قرنتني بالكذب ومحض التسويل، فانظر في الرياض النضرة، لشيخهم الجليل وقدوتهم النبيل، كيف يقدم على رواية هذه القرفة المستهجنة، ويعدّها من فضائل أبي بكر ومناقبه المستحسنة، ففي الرياض النضرة، في فضائل أبي بكر، في ترجمة ذكر ما جاء في الترغيب في محبّته:
              «عن أنس: (أنّ يهوديّاً أتى أبا بكر فقال: والذي بعث موسى كليماً إنّي لاحبّك، فلم يرفع [ له ) أبو بكر رأساً تهاوناً باليهودي، قال: فهبط جبرئيل على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا محمّد، العلي الاعلى يقرأ عليك)السلام، ويقول لك: قل لليهودي الذي قال لابي بكر إنّي أحبّك: إنّ الله عزّ وجلّ قد أحاد عنه في النّار خلّتين، لا توضع الانكال في قدميه، ولا الغُلّ في عنقه لحبّه أبا بكر، [ قال: ] فبعث النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فأحضره، فأخبره الخبر، قال: فرفع رأسه إلى السّماء، وقال: أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك محمّد رسول الله حقاً، والذي بعثك بالنبوّة لا ازددت لابي بكر إلاّ حبّاً، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هنيئاً هنيئاً) خرجه الملاّ في سيرته ; شرح: أحاد: أصله أمال، والمراد والله أعلم هنا: أزال، وهو داخل في الميل ; نقول: حاد يحيد حيوداً وحيدة وحيدودة ; والانكال: جمع نكِل بالكسرة وهو القيد ; والغلّ: ما يجعل في العنق») إنتهى.
              فانظر! ـ رحمك الله، وصانك عن كلّ عيب وشناعة ـ إلى هؤلاء المتسمين بأهل السنّة والجماعة، كيف غلبت عليهم السّفاهة والرّقاعة، وتسلّطت عليهم الجلاعة، وهانت عليهم الخلاعة، ولم يصعب عليهم الاعتاق في الخزي والفظاعة، يكذبون جهاراً على الله وعلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ لا يكترثون ولا يحتفلون ويلعبون بالدين، ثمّ يدّعون الاسلام وينتحلون، لعمري إنّهم عن السّمع معزولون، وفي حبّ أئمّتهم مخبولون، يعدهم الشيطان ويمنّيهم وفي الاخرة

              يخذلهم، ويعينهم يقمثون( الضلالات، ويوضعون في مهاوي الجهالات، ويركبون متن العثرات، ويخبطون في المهامي والفلوات، صنيعهم الكذب والافتعال على النبيّ المختار، بل الاله المتعال، وديدنهم الافتراء على السادة الكبراء، فلا يدعون في اختراع المناقب لخلفائهم سعياً، ويهجرون التّقى ويلقّون غيّاً، لا يميّزون الحيّ من اللّى، ويوغلون في مهامة الغيّ، يجمعون كلّ حشّورث، ويختلقون كلّ لغّوغث().
              ومع ذلك تذهب مساعيهم هدراً وكلماتهم هذراً، وأين للباطل المكذوب أن يروّج نافقاً، وللكاسد التافه أن يبرز رائقاً، وعصى موسى تلقف مايأفكون، قاتلهم الله أنّى يؤفكون.
              وليت شعري! كيف خفى عليهم أنّ يوماً ينظر، من أعطاه الله نور الحذق، وحباه بصيرة الصّدق في أباطيلهم، وينقب عن أكاذيبهم وأضاليلهم، فيجعلهم سخرية لكلّ ضاحك، ويوقعهم في المهالك ويضيّق عليهم المسالك.
              أو ما علموا! أنّ الله يفضح على يد عباده من إعتاد كذباً وفسوقاً، ونكب عن الحق ومرق عنه مروقاً، وأتخذ الباطل والفرية سوقاً، ويحقّ الله الحقّ ويبطل الباطل، إنّ الباطل كان زهوقاً، ولكنّهم خذلهم الله راموا أن يزلّوا خلق الله عن سواء السبيل، بإلقاء هذه الاباطيل.

              والعجب! من المحبّ الطبري، مع علمه وفضله وجلالته وإمامته، ومكاثرته ومفاخرته بتحقيق الحقّ والالتزام للصّدق، وتشنيعه على الشيعة بتشنيعات غليظة شديدة، وإستطالته عليهم بلسان سليطة مدّة مديدة، يذكر أمثال هذه الهفوات، ويقحم في كتابه هذه الخرافات، ويترجم لها عنواناً ويذكر لها شرحاً أو بياناً، ولو رزق الحجى ولم يكن بعينه عمى، وتوخى الصّدق والاحتياط، وتنكب عن الاختباط، وهدى سوي الصّراط، لاجتنب عن إيراد مثل ذلك الاختلاط الذي هو من شنيع الاغلاط.
              وإن إعتراك شبهة وارتياب، في كذب هذا التخليط الذي يأنف منه أهل الالباب، وأصررت في الاقامة على الفضيحة والعناد، وحسبت هذا الكذب الفاسد عين الصّدق والسّداد، فها أنا أسمعك ما يأخذ عن سمعك وقر المداد، وينبّهك من غفلة الرّقاد، ويجلي لك الحق كسفر النهار، ويوضح الامر كإشراق الانوار.
              فإعلم! إنّ الحافظ الثقة الحائز من الشرف كلّ تليد وحديث، الذي يشدّ اليه الرّحال في تنقيد الاحاديث، شيخهم وقدوتهم وعمادهم وعمدتهم ابن الجوزي، قد نصّ على أنّ هذا الحديث موضوع، فالعناد والانكار لا يسمن ولا يغني من جوع، فقال في كتاب الموضوعات:
              «الحديث الرابع: أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، قال: أخبرنا حمزة بن يوسف، قال: أنبأ أبو أحمد بن عدي، قال: حدثنا الحسن بن عليّ العدوي، قال: ثنا الحسن بن عليّ بن راشد الواسطي، قال: ثنا هشيم، عن حميد، عن أنس: (أنّ يهودياً أتى أبا بكر، فقال: والذي بعث موسى وكلّمه تكليماً إنّي لاحبّك، [ قال: ] فلم يرفع أبو بكر له رأساً تهاوناً باليهودي، فهبط جبرئيل على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: يا محمّد إنّ العلي الاعلى يقرأ عليك السلام ويقول لك: قل لليهودي الذي قال لابي بكر إنّي أحبّك، إنّ الله تعالى) أحاد عنه في النار خلّتين، لا توضع الانكال في قدمه، ولا الاغلال في عنقه لحبّه أبا بكر، قال فبعث النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)[ فأحضره وأخبره الخبر، فرفع طرفه الى السماء وقال: أشهد أنّ لا إله إلاّ الله وأنّك محمّد رسول الله، والذي بعثك [ بالحقّ ](
              ) ما ازددت لابي بكر إلاّ حبّاً، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): هنيئاً هنيئاً أحاد الله عنك النار بحذافيرها، وأدخلك الجنّة لحبّك أبا بكر)، [ قال المصنّف ]: هذا حديث موضوع، والمتهم به العدوي فإنّه كان يضع الحديث.
              وقد أخبرنا به سعيد بن أحمد بن البنا، قال: أننا أبو نصر محمّد بن محمّد الزيني، قال: أننا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف، قال: ثنا محمّد بن السري التمار، قال: حدّثنا علي بن أحمد البصري وأبو عبد الله غلام خليل، قالا: ثنا الحسن بن راشد، قال: ثنا هشيم، فذكره. وغلام خليل كذّاب، والبصري مجهول»إنتهى.
              </SPAN>

              تعليق


              • #22
                الاخ عرين الاسد
                لم احضر تفسيري او اي تفسير وانما الامر واضح جلي لمن يفهم اللغة العربية فالاية تقريع للمسلمين لانهم لم ينصروا رسول الله صلى الله عليه واله واضرب بالروايات الضعيفة عرض الجدار
                فقد نصره الله وانزل سكينته عليه وايده
                ثم الا تعني ان لا اي ان لا تنصروه فقد نصره الله
                اما السكينة فهي منذ الولادة الا ان هذه السكينة الغير معرفة بال خاصة طبعا وذلك من ابسط قواعد اللغة العربية
                اما تفضيل امير المؤمنين علي عليه السلام على الخلق باجمعهم بعد الرسول صلى الله عليه واله فهو بين بايات القران التي تبطل اي زعم او رواية ضعيفة
                والسلام

                تعليق


                • #23
                  ياجماعه لاتاخذون عليه صدقوني ليس عليه حرج

                  تعليق


                  • #24
                    الصراخ بقدر الالم

                    تعليق


                    • #25
                      مستشار
                      افلست؟

                      تعليق


                      • #26
                        تتمة

                        [ في أنّ لابي بكر قبّة ينظر منها إلى الله تعالى ]
                        ومن أكاذيبهم المفتعلة، وأباطيلهم المكذوبة، التي تشهد ركاكتها عليها بالاختلاق: (إنّ لابي بكر في أعلى عليّين قبّة من ياقوتة، ينظر من أبوابها الى الله تعالى وقت الاشتياق).
                        ولمّا كان ذلك في نهاية الركاكة والبطلان، تجنب عن روايته وتحديثه وتصديقه أكثر فضلائهم الاعيان، لكن لمّا غلب أبيّ العبّاس الوليد فرام إثبات فضائل إمامه الغير الرشيد، إعتزل من الفضل، وجانب الطريق العدل، وجرى في حلبة الهزل، ولم يطع الدين والعقل، فأورد ذلك الباطل في كتابه شجرة العقل(1).

                        (1) ذكره السيوطي في اللالئ المصنوعة: 1 / 268.


                        وقد نصّ على كذب هذه الفريّة التي ليس في بطلانها مرية، الخطيب مرّتين بل ثلاث مرّات، وأورده إبن الجوزي في الموضوعات المكذوبات، وعدّه الذّهبي من الطامات، فقال ابن الجوزي في كتاب الموضوعات، في باب مناقب أبي بكر من كتاب الفضائل والمثالث:
                        «الحديث الخامس: أخبرنا أبو منصور بن عبد الرحمن بن محمّد، قال: أخبرنا عبد الرحمن أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت، أننا محمّد بن عليّ بن يعقوب المعدل، قال: ثنا محمّد بن الخضر بن زكريا المقري، قال: ثنا محمّد بن عبد الله بن ثابت الاشناني، قال: ثنا يحيى بن معين، قال: ثنا عبد الله بن إدريس، قال: أننا شعبة، عن عمر بن مروه()، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (إنّ الله إتّخذ لابراهيم في أعلى عليّين قبّة [ من ياقوتة ] بيضاء معلّقة بالقدرة، تخترقها رياح الرّحمة، للقبّة أربعة آلاف باب، كلّما إشتاق أبو بكر الى الجنّة انفتح منها باب ينظر الى الله عزّوجلّ، كذا قال اتّخذ لابراهيم). [ قال المصنّف ]: هذا حديث ممّا عملته يد الاشناني، وكان كذّاباً يضع الحديث ; قال الدارقطني: الاشناني كذّاب دجّال ; قال أبو بكر الخطيب: من ركب هذا الحديث على مثل هذاالاسناد فما أبقى من إطراح الحشمة والجرأة على الكذب شيئاً.

                        والذّهبي أيضاً حكم ببطلان هذه الخرافة، حيث ذكرها في ترجمة الاشناني، وسمّاها طامّة وقدح في الاشناني، حيث نقل كونه دجّالاً وضّاعاً للحديث، وهذه عبارته في الميزان:
                        «محمّد بن عبد الله بن إبراهيم بن ثابت أبو بكر البغدادي العنبري، هذا هو الاشناني المذكور، سمع فيما زعم من يحيى بن معين. وأحمد بن حنبل، وطائفة، وعنه ابن السماك وعليّ بن الحسين الجراحي ; قال الدّارقطني: كان دجّالاً ; وقال الخطيب: كان يضع الحديث، فمن أسمج وضعه [ على هشام بن عمار ](
                        ) بإسناد (كالشمس هبط جبرئيل، فقال: إنّ الله يقول: حبيبي إني كسوت حُسن يوسف من نور الكرسي، وحسنك من نور العرش)، ومن طاماته: ثنا يحيى بن معين، ثنا بن إدريس، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن ابن أبي ليلى، عن البراء، مرفوعاً، (في أعلى عليّين قبّة معلّقة بالقدرة، تخترقها رياح الرّحمة، لها أربعة آلاف باب، كلّما إشتاق أبو بكر إلى الجنّة انفتح منها باب ينظر الى الله)»(

                        تعليق


                        • #27
                          تتمة

                          [ في سلام الله لابي بكر وسؤاله الرضا ]ومن جملة هذه الموضوعات التي تصمّ الاذان، وتقطع على واضعيها بالخذلان، ما يذكر أعلامهم الاعيان، ويرونه أبهى من شذور العقبان، ويثبتون به فضل إمامهم المهان، من أنّ جبرئيل (عليه السلام) نزل على الرسول الجليل فقال: (إنّ الله يقرأ على أبي بكر السلام ويسئله هل هو راض عنه في فقره أم ساخط).
                          ولعمري، إنّ هذا الكذب عن درجة الاعتناء ساقط، وعن مقام الاعتبار هابط، والله تعالى على مفتريه ومصدّقه ساخط، ويعلم أنّه في طريق الضلال والخسران حانط، وعن منزلة الصدق هابط.
                          قال ولي الله في إزالة الخفاء، في ذيل آية: (لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَن أَنْفَقَ مِن قَبْلِ الفَتْحِ)(1):
                          «روي عن ابن معمر رضي الله عنهما قال: (كنت عند النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)وعنّده أبو بكر الصدّيق (رضي الله عنه) وعليه عباءة قد خلّها(1) في صدره بخلال، فنزل جبرئيل (عليه السلام) فقال: مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلّها في صدره بخلال، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أنفق ماله عليَّ قبل الفتح، قال: فإنّ الله يقول: إقرأ عليه السلام، وقل له: أراض أنت عنّي في فقرك هذا أم ساخط؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أبا بكر إنّ الله عزّ وجلّ يقرأ عليك السلام، ويقول لك: أراض أنت في فقرك هذا أم ساخط؟ فقال أبو بكر (رضي الله عنه) أسخط على ربّي أنا عن ربّي راض)»(2) إنتهى.
                          أقول: هذا الرجل بلغ من عماه وتعصّبه الى أن يذكر أمثال هذه الاكاذيب البيّنة الاستحالة، ويستدل بها على فضيلة خليفته وإمامه، ثمّ يفتخر ويباهي بالاستطالة، وهذا الكذب الصريح أهون من أن يذكر في كتاب، فضلاً عن أن يحتج ويستدل به أولوا الالباب، وكلّ عاقل متدين نظر فيه بعين الامعان، ظهر عليه أنّه من أعظم البهتان، ولكن هذا الرجل رفع نقاب الحياء عن وجهه، ولم يبال بما يأتي فحشّى كتابه بكلّ غثّ وملاه بكل رثّ.
                          وليت شعري! كيف يجترءون على رواية مثل هذاالكذب الفضيح، ويعدّونه من أعظم المديح، ولكنّهم بحذوهم على ذلك فضل أضاعوه، وشيطان أطاعوه، ودين باعوه، وهراء راعوه.
                          سبحان الله!، كيف إحتاج الخبير البصير إلى الاستفسار والاستكشاف، عن أبي بكر حال رضاه وسخطه، مع أنّه عالم بالضمائر مطّلع على السّرائر.

                          ____________
                          (1) خلّ الكساء: شدّه بخلال، تخليله: ثقبه ونضده.
                          (2) إزالة الخفاء للدهلوي: 1 / 182


                          وإنّ قال: إنّ ذلك كان إظهار لفضيلة ونشراً لمنقبة، فلا فضل يتصور في ذلك، لانّه صريح في أنّه جوز الله في حقّ أبي بكر كونه ساخطاً عليه تعالى، وسخط العبد على الله من أقبح الكفر وأفظع الشرك، فإنّ نهاية الالحاد وغاية الزندقة أن يسخط العبد على الله تعالى، وهل هذا إلاّ بمنزلة أن يسئل الله تعالى عن أبي بكر: أأنت مسلم أم كافر ملحد؟، فأية فضيلة في ذلك، بل هذا لان يعود طعناً وثلباً أولى من أن يكون منقبة ومديحة.
                          وبالجملة: هذا كذب غير نضيج، وإفتراء غير بهيج، فهو (غَيْث أَعْجَبَ الكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهيجُ)(1).
                          ثمّ إنّ بعض محقّقيهم لمّا رأى في هذا الكذب بعين البصيرة، وعثر على مافيه من الشناعة الكثيرة، صرّح بكذبه وإختلاقه ; قال الذّهبي في الميزان:
                          «العلاء بن عمرو الحنفي الكوفي، متروك عن أبي إسحاق الفزاري وسفيان الثوري ; قال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال عبد الله بن عمرو بن أبان: سمعت أنا والعلاء بن عمرو من رجل، حدّثنا عن سعيد بن مسلمة، فسألوا العلاء عنه بحضرتي، فقال: حدّثنا سعيد بن مسلمة.
                          العقيلي، ثنا مطين، ثنا العلاء بن عمرو، ثنا يحيى بن بريد، عن ابن جريح، عن عطاء، عن ابن عبّاس، مرفوعاً (أحبّوا العرب لثلاث، لانّي عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنّة عربيّ) هذا موضوع، قال أبو حاتم: هذا كذب.
                          ابن خزيمة، ثنا عمر بن حفص السيّاريّ، ثنا العلاء بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن سفيان، عن آدم، عن ابن عمر، قال: (بيّنما النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)
                          ____________
                          (1) الحديد آية: 20.

                          جالس وعنده أبو بكر عليه عباءة، قد خلّلها على صدره بخلال، إذ نزل جبرئيل فأقرأه من الله السلام، وقال: مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلّلها؟ قال: يا جبرائيل أنفق ماله عليَّ، قال: فأقرئه من الله السلام، وقل له: يقول لك ربُّك: أراض أنت عنّي في فقرك أم ساخط...) وذكر الحديث، وهو كذب»(1).
                          فظهر بحمد الله تعالى وحسن توفيقه، إنّ هذه الخرافة المجعولة كذب وبهتان، بنصّ إمام أئمّتهم الاعيان، أعني الذّهبي الذين يحتجّون بأقواله، ويركنون الى إفاداته، ويعتمدون على تصريحاته، ويفتخرون بتنقيداته، وهذا صاحب الصواعق ومؤلف التحفة قد سمّياه إمام أهل الحديث، واحتجّا بقوله الباطل، المخالف لتنصيصات المحقّقين، وتصريح نفسه في تكذيب حديث الطّير.
                          فالعجب! كلّ العجب بين جمادي ورجب، من هذا الجزيل المحكّك، والغديق المرجّب، والمحدّث المهذّب، كيف وَهَل في حبّ شيخه وإمامه، بحيث طفق يذكر مثل هذا الموضوع الباطل، الذي كذّبه إمام أهل حديثه، مع أنّه يشنع على أهل الحقّ بتشنيعات عظيمة النطاق، طويلة الرواق، مرّة المذاق، منكرة السياق، لاستدلالهم بأحاديث قدحت السنّيّة فيها، مع أنّه لا يخفى على ذي لبّ أنّ هذه الاحاديث وإنْ كانت مقدوحة عند بعض السنّيّة المتعصّبين، لكن لمّا رواها ثقات أعلامهم بغير قدح وجرح، وتأيّدت بأحاديثنا المتظافرة المتواترة
                          ____________
                          (1) ميزان الاعتدال: 5 / 127 (5743)، وأنظر المجروحين لابن حبّان: 2 / 185، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: 2 / 375.


                          الصحيحة، وتأزّرت أيضاً بروايات روتها السنّيّة، صحّ لنا الاستدلال، وقدح بعضهم عصبيّة وعناداً لا يضرّ بإستدلالنا، فإنّ الالزام لا يجب فيه الاستناد بأقوال جميع الفرقة.
                          ثمّ ومع ذلك إستدلّ هذا الرجل بهذا الباطل، الذي كذّبه الذّهبي، وصرّح السيوطي وابن حجر بضعف سنده جدّاً، ورأى ابن كثير الاعراض عنه أولى كما ستقف عليه، ودلّ دليل العقل على وضعه وكذبه، فقد صدق عليه المثل السائر [ خود فضيحت ديگران را نصيحت ](1).
                          مع أنّ الفرق ظاهر بين تمسّكنا وتمسّكه من وجوه:
                          أمّا أوّلاً: فإنّنا نستدلّ بما روته السنّيّة لا برواياتنا، وهذا الرجل إستدلّ بحديث أهل نحلّته لا بما روته الشيعة.
                          وأمّا ثانياً: فإنّ هذا الحديث مقدوح عند إمام أئمّته وشيخ شيوخه، والاحاديث التي نحن نستدلّ بها وردّها هو لم يقدح فيها منّا قادح، ولم يجرح فيها منّا جارح، ولو كان من أداني العلماء، فضلاً من أكابرهم وأعاظمهم وأئمّتهم.
                          وأمّا ثالثاً: فإنّ نبذاً من الاحاديث التي ردّها وكذّبها، لها شواهد ومتابعات تقتضي صحّته وثبوته، ونبذ منها قد أعتمد عليه جمع من السنّيّة، وصحّحته ووثّقت رواته، وهذا الكذب البارد ليس من هذا القبيل أصلاً، [ فانظر الى وسعة هذا التفاوت ]
                          ____________
                          (1) كقولهم: طبيب يداوي الناس وهو عليل.

                          ثم إنّ هذا الرجل قد أعتمد بنفسه على أقوال الذّهبي، ونقلها في مقابلة الشيعة، لردّ أحاديث تستدلّ بها، كما في رسالته التي سماها (قرّة العين))، ثمّ ترى وقاحته وتهافته وتناقضه، حيث يتغافل ويتجاهل عن قول الذّهبي في [ هذا ]() الخبر الموضوع، ويجعله نسياً منسياً ويبقيه وراءه ظهريّاً.
                          ومن البدائع! أنّ السيوطي أيضاً ذكر هذا البهتان من غير ردّ وإبطال، في كتابه جمع الجوامع، مع مافي حقه بعض المنامات الدّالّة على قبول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إيّاه، وأفتخر به وأبتهج كثيراً، كما في مفتاح كنز الدراية().
                          قال في جامع الاحاديث، مسند عبد الله بن عمر: «(بَيْنَا النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)جالس، وعنده أبو بكر الصدّيق عليه عباءة قد خلّها على صدره بخلال، إذ نزل عليه جبرئيل (عليه السلام)فأقرأه من الله السلام، وقال له: يا رسول الله، مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلّها على صدره بخلال؟ فقال: يا جبرئيل، أنفق ماله عليّ قبل الفتح، قال: فأقرئه من الله السلام، وقل له: يقول لك رَبّك: أراض أنت عنّي في فقرك أم ساخط؟ فبكى أبو بكر وقال: على ربي أغضب! أنا عن ربّي راض، أنا عن ربّي راض، أنا عن ربّي راض) أبو نعيم في فضائل الصحابة» إنتهى.
                          فهذا عالمهم النحرير، ومنقدهم الشهير، لهج بهذه الاكاذيب الذميمة، وعدّها من الاحاديث النبويّة الكريمة، فيالله! وللمسلمين من تلك المصيبة

                          الجسيمة، والداهية العظيمة.
                          وأتعجّب! من شدّة غفول السيوطي وعظمة ذهوله، إنّه نقل في كتاب جمع الجوامع عن أئمته وأعلامه، حديثين صريحين في أنّ أبا بكر اعترف بأنّ الله لم يقرأه السلام، وجعل إقراء الله السلام لعمر دليلاً على أفضليّته وخيرته منه.
                          ففي جامع الاحاديث:
                          «قال عباس الرقفي في جزئه: حدّثنا عثمان بن سعيد الحمصي، حدّثنا محمّد بن المهاجر، عن أبي سعيد خادم الحسن، عن الحسن (رضي الله عنه)قال: (جاء رجل إلى عمر بن الخطّاب (رضي الله عنه) فقال: من خير الناس؟ قال: ذاك أبو بكر بعد نبيّ الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ أتى أبا بكر بعد فقال: يا أبا بكر من خير الناس؟ قال: ذاك عمر بن الخطّاب بعد نبيّ الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: وأنى علمت ذلك؟ قال: لانّ الله باهى بعمر بن الخطّاب الملائكة وأقرأه جبرئيل (عليه السلام) السلام مرتين، ولم يكن لي شيء من ذلك) كر وقال: مرسل وقد روي من حديث موصول».
                          وفيه أيضاً: «ابن عساكر، أنا أبو بكر بن المنصور بن رزيق، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر عبد الرحمن بن عمر بن القاسم النرسي، أنا أبو بكر محمّد ابن عبد الله الشافعي، أنا الدارقطني، أنا يوسف بن موسى بن عبد الله المروزي، ثنا سهيل بن إبراهيم الجارودي أبو الخطاب، ثنا يحيى بن محمّد الصنعي، ثنا عبد الواحد بن أبي عمرو الاسدي، عن عطاء بن أبي رياح عن ابن عباس (رضي الله عنه)قال: (قام رجل إلى أبي بكر الصدّيق (رضي الله عنه) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: يا خليفة رسول الله! من خير الناس؟ فقال: عمر بن الخطّاب، قال: ولايّ شيء قدّمته على نفسك؟ قال: بخصال ; لانّ الله باهى به الملائكة ولم يباه بي، ولانّ جبرئيل أقرأه السلام ولم يقرئني، ولانّ جبرئيل قال: يا رسول الله أشدُدِ الاسلام بعمر بن الخطّاب، القول ما قال عمر، ولانّ الله صدّقه في آيتين في كتابه ولم يصدّقني، قال: عاتب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بعض نسائه فأتاهم عمر فقال: لتنتهين عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو لَيُنزّلَنَّ الله فيكنّ كتاباً، فأنزل الله: (عَسَى رَبُّهُ إن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً منكُنَّ)( الاية، ولانّ عمر قال: يا رسول الله! إنه يدخل عليهن البرُّ والفاجر فلو ضربت عليهنَّ الحجاب! فأنزل الله: (وإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَسْأَلوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَاب)(، ولان عمر قال: يا رسول الله! لو أتخذت من مقام إبراهيم مصلّى، فأنزل الله: (واتَّخِذُوا مِن مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ)()، فلما قُبض أبو بكر قام رجل إلى عمر بن الخطّاب، فقال: يا أمير المؤمنين! من خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أبو بكر الصدّيق، فمن قال غيره فعليه ما على المفتري) [ قال الخطيب: كذا كان في الاصل بخطّ أبي الحسن الدارقطني الصنعي مضبوطاً ]( أخرجه ابن مردويه»(5) إنتهى.
                          وهذا الحديث كما تراه صريح في أنّ أبا بكر عرف بأنّ الله تعالى لم يقرأه

                          السلام وأنّ ذلك مخصوص بعمر، وجعل إختصاصه بذلك دليلاً على أفضليته.
                          فيا للعجب! كيف يكذب السيوطي أبا بكر، وتفضيحه ونكير سخفه، حتى ينقل هذه الخرافة الصريحة في أنّ الله تعالى أقرأ السلام أبا بكر أيضاً.
                          وسيجيء فيما بعد حديث آخر صريح في إعتراف أبي بكر بأن الله لم يقرأه السلام فترقّب!
                          ولكن السيوطي قد أفاق في تاريخ الخلفاء من غشيته، وأنتبه من نعسته، وأنتصب من نكسته، فإنّه وإن عدّ هذا البهتان في هذا الكتاب المهان من فضائل راكب متن العدوان، لكن مع ذلك كبح العنان عن الانصياع في إمامه بالطغيان، وخاف مؤاخذة أهل الاسلام والايقان، فذكر أنّ سنده ضعيف جداً، بل نقل عن ابن كثير أنّه لولا تداول كثير من الناس إيّاه لكان الاعراض عنه أولى، وهذه عبارته في تاريخ الخلفاء:
                          «أخرج ابن شاهين في السنّة، والبغوي في تفسيره، وابن عساكر، عن ابن عمر، قال: (كنّت عند النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وعنده أبو بكر الصدّيق وعليه عباءة قد خلّها في صدره بخلال، فنزل عليه جبرئيل (عليه السلام)فقال: يا محمّد، مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلّلها في صدره بخلال؟ فقال: يا جبرئيل أنفق ماله عليّ قبل الفتح، قال: فإنّ ألله يقرأ عليه السلام، ويقول: قل له: أراض أنت في فقرك هذا أم ساخط؟ فقال أبو بكر: أسخط على ربّي؟ أنا عن ربّي راض [ أنا عن ربّي راض، أنا عن ربّي راض ]())، غريب وسنده ضعيف جداً.

                          وأخرج أبو نعيم عن أبي هريرة وابن مسعود مثله، وسندهما ضعيف أيضاً، وأخرج ابن عساكر نحوه من حديث ابن عباس.
                          وأخرج الخطيب بسند واه أيضاً، عن ابن عباس، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (هبط عليَّ جبرئيل (عليه السلام) وعليه طنفسة، وهو متخلّل بها، فقلت له: ياجبرئيل، ما هذا؟ قال: إنّ الله أمر الملائكة أن تتخلّل في السماء كتخلّل أبي بكر في الارض)، قال ابن كثير: منكراً جداً، وقال: ولولا أنّ هذا والذي قبله يتداوله كثير من النّاس لكان الاعراض عنهما أولى»(1) إنتهى.
                          فهذا صريح في أنّ إسناد هذا الخبر المكذوب مقدوح، وإنّ ابن كثير مع كثرة تعصّبه وغلوّه في حبّ أبي بكر أعترف بشناعته وسخافته، حيث قال: إنّ الاعراض عن ذكره لولى تداوله أولى، فالعجب! من السيوطي كيف عدّ مع ذلك هذه الخرافة من فضائل إمامه، ومناقبه ومفاخره.
                          وأمّا تداول كثير من الناس الذين هم همج رعاع، أتباع كلّ ناعق، وأشياع كلّ ناهق، لهذا الباطل، فلا يغني ولا يسمن من جوع، فإنّ الباطل باطل وإن كثر أهله وناصروه، والحقّ حقّ وإن قلّ ناقلوه وذاكروه.
                          وابن حجر صاحب الصواعق، أيضاً سلك مسلك السيوطي وحذا حذوه، حيث عدّ هذا الباطل من فضائل أبي بكر، لكنّه قدح فيه بتضعيف السند جداً،
                          ____________
                          (1) تاريخ الخلفاء للسيوطي: 29، وانظر معالم التنزيل للبغوي: 5 / 309، تاريخ دمشق لابن عساكر: 3 / 71 ـ 73، حلية الاولياء لابي نعيم: 7 / 105، تاريخ بغداد للخطيب: 3 / 60 (1035)، وفيه بعد ذكر الحديث: «ما أبعد الاشناني من التوفيق، تراه ما علم أن حنبلاً لم يروي عن وكيع، ولا أدركه أيضاً، ولست أشك أن هذا الرجل ما كان يعرف من الصنعة شيئاً، وقد سمعت بعض شيوخنا ذكره فقال: كان يضع الحديث...».

                          ونقل عن ابن كثير مانقل السيوطي، وهذه عبارة الصواعق:
                          «في فضائل أبي بكر: الحديث الخامس والستّون: أخرج البغوي وابن عساكر، عن ابن عمر، قال: (كنت عند النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وعنده أبو بكر الصدّيق وعليه عباءة قد خلّلها في صدره بخلال، فنزل عليه جبرئيل، فقال: يامحمّد، مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلّلها في صدره بخلال؟ فقال: يا جبرئيل، أنفق ماله عليَّ قبل الفتح، قال: فإنّ الله يقرأ عليه السلام، ويقول: قل له أراض أنت عنّي في فقرك هذا أم ساخط؟ فقال أبو بكر: أسخط على ربّي أنا عن ربّي راض، أنا عن ربّي راض، أنا عن ربي راض) وسنده غريب، ضعيف جدّاً.
                          وأخرج أبو نعيم عن أبي هريرة وابن مسعود مثله، وسندهما ضعيف جداً، وابن عساكر نحوه من حديث ابن عبّاس.
                          وأخرج الخطيب بسنده، عن ابن عباس، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (هبط جبرئيل (عليه السلام) وعليه طنفسة [ وهو متخلّل بها، فقلت: يا جبرئيل، ما هذا؟ قال: إنّ الله تعالى أمر الملائكة أن تتخلّل من السماء لتخلّل أبي بكر في الارض) قال ابن كثير: وهذا منكر جدّاً، ولولا أن هذا والذي قبله يتداوله كثير من الناس لكان الاعراض عنهما أولى») إنتهى.
                          وهذا الباطل الذي نصَّ الذّهبي على كونه كذباً، وضعّفه السيوطي وابن حجر، قد رواه صاحب الصّفوة، وأبو عبد الله محمّد بن مسدي، والحافظ ابن عبيد، وعليّ بن نعيم المصري، وأورده المحبّ الطبري في كتاب الرياض النضرة مرتين، شرهاً بتنفيق الموضوعات، ولهجاً بترويج الاكذوبات، فقال في مناقب أبي بكر:

                          «في ذكر اختصاصه بمواسات النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه وماله، عن ابن عمر، قال: (كنت عند النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وعنده أبو بكر وعليه عباءة، قد خلّها في صدره بخلال، فنزل جبرئيل، فقال: يا محمّد، مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلّلها في صدره بخلال، فقال: يا جبرئيل أنفق ماله عليّ قبل الفتح، قال: فإنّ الله عزّ وجلّ يقرأ عليه السلام، ويقول لك: قل له: أراض أنت عنّي في فقرك هذا أم ساخط؟ فقال أبو بكر: أسخط على ربي، أنا عن ربّي راض، أنا عن ربّي راض، أنا عن ربّي راض) أخرجه الحافظ ابن عبيد، وصاحب الصّفوة، والفضائلي»(1).
                          وأيضاً قال في مناقبه: «ذكر رضاه عن الله وسلام الله عليه: عن ابن عمر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (يا أبابكر، هذا جبرئيل يُقرئك من الله السلام، ويقول لك: أراض أنت في فقرك هذا أم ساخط؟ فبكى أبو بكر، وقال: أسخط على ربّي، أنا عن ربّي راض، أنا عن ربّي راض، أنا عن ربّي راض) خرّجه الحافظ عليّ بن نعيم البصري»(2) إنتهى.
                          وذكر الوصابي هذا الكذب أيضاً عن أكابره، حيث قال في الاكتفاء:
                          «وعن ابن عمر، قال: (كنت عند النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وعنده أبو بكر وعليه عباءة قد خلّها في صدره بخلال، فنزل جبرئيل، فقال: يا محمّد، مالي
                          ____________
                          (1) الرياض النضرة للطبري: 2 / 20 (419)، وانظر صفة الصفوة لابن الجوزي: 1 / 249.
                          (2) الرياض النضرة للطبري: 2 / 136 (596) وانظر حلية الاولياء لابي نعيم: 7 / 105.


                          أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلّها في صدره بخلال؟ فقال: ياجبرئيل، أنفق ماله عليّ قبل الفتح، قال: فإنّ الله عزّ وجلّ يقرأ عليك السلام، ويقول لك: قل له أراض أنت عنّي في فقرك هذا أم ساخط؟ فقال أبو بكر: أسخط على ربّي، أنا عن ربّي راض، أنا عن ربّي راض) أخرجه الحافظ أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عبيد في جزئة، وأبو الفرج ابن الجوزي في منهاج الاصابة في محبّة الصحابة.
                          وعنه: (إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لابي بكر الصدّيق: يا أبا بكر، هذا جبرئيل يقرئك من الله السلام، ويقول لك: أراض أنت عنّي في فقرك أم ساخط؟ فبكى أبو بكر، وقال: أأسخط على ربّي، أنا عن ربّي راض، أنا عن ربّي راض، أنا عن ربّي راض) أخرجه أبو عبد الله الفضائلي في نزهة الابصار.
                          وبالجملة: ظهر ممّا بينّا أنّه وإنْ روى هذا الخبر جمّ غفير، وجمع كثير من شيوخ السنّيّة وأئمتهم، كابن عبيد، وصاحب الصفوة، والفضائل، والحافظ عليّ ابن نعيم البصري، وأبو نعيم، وابن شاهين، وابن عساكر، وابن سبع، وأقبح الشعبي، وأعجب الطبري، وأثبت بزعمه أعظم فضيلة لابي بكر، وكذا البغوي إستدلّ به وصدّقه وأورده في تفسيره الذي لخص فيه الصحّاح، وكذا صاحب إزالة الخفاء صدّقه وآمن به وتشبّث بذيله،وعدّه السيوطي وابن حجر أيضاً من فضائل أبي بكر، التي يفتخران ويباهيان ويماريان بها ويبطران ويأثران عليها.
                          لكنّه بحمد الله تعالى موضوع باطل، وبهتان افتراه متروك خاتل، قد نصّ على كذبه إمام أهل حديثهم الذّهبي، عمدة الاماثل، فبيّن أنّ تهالكهم على هذه الخرافة جرم قبيح، وصنيع فضيح، وقدح عملهم وجهدهم في إثبات فضل إمامهم سفيح.
                          ثمّ إنّك تراهم لم يكتفوا بما أفتروه في سؤال جبرئيل عن عباءة أبي بكر، وتبشيره إيّاه بما بشّر، حتى وضعوا أنّ الله أمر جبرئيل وسائر الملائكة أن يتخلّلوا كتخلّل أبي بكر.
                          ولعمري إنّ ذلك من عجيب الكذب والهذيان، الذي لا يصغيه إلاّ جهلة العميان، والله المستعان، ولذا ترى أنّ ابن كثير حكم بأنّه منكر جداً، والاعراض عنه أيضاً مثل الاوّل أولى.
                          </span>

                          تعليق


                          • #28
                            [ في أن دخول الجنّة مشروط بمحبّة أبي بكر ]ومن سخائفهم التي أبقوا في إفتعالها الورع والصّدق ورائهم ظهريّاً، وجعلوا الاكتراث من عقاب الله نسياً منسياً، ما أفتروا على الله أنّه أثنى وأطرى على أبي بكر عند ولادته، وأقبل مخاطباً على جنّة عدن، حالفاً بعزّته وجلالته، وقال: (لا دخلك إلاّ من يحبّ هذا المولود)، يعنون به إمامهم أبا بكر، المقتحم زماناً طويلاً في الشرك والجحود، وهذا من أسخف الاكذوبات المبائنة للتقوى والصدق، ذاهب إلى أقصى الغايات في الهتك والفسق.
                            وقد رواه عليّ بن نعيم البصري، والملاّ في سيرته، وزاهر بن طاهر الشحامي(1)، وقد عاب المحبّ الطبري كتابه بإخراجه، ووصم وجزم بتصديقه حبل التقى وصرم، قال في الرياض النضرة، في فضائل أبي بكر، في ذكر ماجاء في الترغيب في محبته:

                            «عن ابن عمر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لمّا كانت
                            الليلة التي ولد فيها أبو بكر الصدّيق، أقبل ربّكم عزّ وجلّ على جنّة عدن، فقال: وعزّتي وجلالي لا أدخلك إلاّ من أحبّ هذا المولود) خرّجه عليّ بن نعيم البصري، وقال: غريب، من حديث الزهري عن نافع، وخرّجه الملاّ في سيرته»(
                            إنتهى.
                            أقول: إنّي لاقضي العجب! طويلاً، وأتحيّر كثيراً، إنّ المحب الطبري كيف ينقل هذه الاكذوبات مرّة بعد أخرى، ويكسب له خزياً وخسراً، أو ما يعلم أنّ تصديق المكذوبات إثم حرام، ورواية الافتراآت والاعتناء بشأنها يجانب الدين والاسلام، ماللعلم والاقتحام في هذه المقاحم!، وما للفضل والاقدام على هذه العظائم!، ثم يروم أن يثبت بها فضل إمامه وقائده، ويوقع في القلوب الرّغبة في وداد رائده.
                            وإنّ هذا نفخ في ضرام، وطمع في محال، ولا يثبت الباطل بالزخرفة والاحتيال، ولا يخفى على الناقد البصير والنبيه الخبير، أنّ هذه الرواية كذب بلا إرتياب، وإفتراء بلا شبهة على ربّ الارباب.
                            ولو حرم الدخول في الجنّة على من لم يحبّ أبا الفصيل، للزمهم الحكم بالخلود في النّار على مثل سعد بن عبادة الجليل، وهذا على سبيل التمثيل، وإلاّ فهناك جمّ غفير وعدد كثير لا يحبّون أبا بكر، بل يبغضونه، ولا يمكن لاهل السنّة الحكم بعدم دخولهم الجنّة، أوّلهم وأفضلهم إمام الانس والجنّة، وهكذا سائر أتباعه وأشياعه من أهل البيت الكرام والصحابة العظام، فإنّهم كانوا لابي الفصيل غير محبّين، بل كانوا على بغضه وشنانه ملبّين، كما أثبتنا ذلك في مصنفاتنا، بتقريرات شافية صحيحة، وتبيانات كافية صريحة، وإنّما خصصنا بالذكر سعد ابن عبادة، لانّ بغضه وعناده لصاحب الخلافة والزهادة أوضح ظهوراً، وأبيّن شهرة، تقرّ به فضلائهم وثقاتهم الموصوفون بالنقد والخبرة.
                            وهذا المحبّ الطبري نفسه روى في كتابه هذا الرياض النضرة، في ذكر بيعة أبي بكر وما يتعلّق بها:
                            «قال أبو عبيد في كتاب الاحداث: بايع أبا بكر جميع الانصار غير سعد ابن عبادة، وقد كانت الانصار أرادت أن تجعل البيعة له، فقال عمر: لا ندعه حتى يبايع، فقال بشير بن سعد أبو النعمان بن بشير، وكان أوّل من صفق بيد أبي بكر ـ ولعلّه أراد من الانصار توفيقاً بينه وبين حديث ابن عباس في أن أوّل من بايع عمراً ثمّ المهاجرون، ثمّ الانصار ـ إنّه ليس بمبايعكم حتى يقتل، وليس بمقتول حتى يقتل معه ولده وأهل بيته وطائفة من عشيرته، فإن تركتموه فليس تركه بضائركم إنّما هو واحد، فقبل أبو بكر نصيحة بشير ومشورته، فكف عن سعد ; قال: وكان سعد لا يصلّي بصلاتهم ولا يصوم بصيامهم، وإذا حجّ لم يفضّ بإفاضتهم، فلم يزل كذلك حتى توفي أبو بكر وولي عمر، فلم يلبث إلاّ يسيراً حتى خرج مجاهداً إلى الشام، فمات بحوران في أوّل خلافه عمر، ولم يبايع أحداً ; وهذا لا يقدح فيما تقدّم ذكره من دعوى الاجماع، بل نقول: خلاف الواحد مع ظهور العناد والحميّة الجاهليّة لا يعدّ خلافاً ينتقض به الاجماع، والله أعلم»(1).

                            ____________
                            (1) الرياض النضرة للطبري: 2 / 216.

                            وفي التاريخ الكبير للطبري، وحال مصنّفه في الفضل والجلالة والثقة والديانة والبراعة ما لا يخفى، وكذا فضل كتابه حيث وصفوه بأنّه أصحّ تواريخهم ـ ومجلد منه موجود عندي بفضل الله ـ وفيه:
                            «إنّ سعد بن عبادة قال في مخاطبة عمر بن الخطّاب: أم والله لو أنّ بي قوّة ما أقوى على النهوض، لسمعت مني في أقطارها وسككها زئيراً يحجرك وأصحابك ; أم والله إذاً لالحقتك بقوم كنت فيهم تابعاً غير متبوع! احملوني من هذا المكان، فحملوه فأدخلوه في داره، وترك أياماً ثمّ بعث إليه أن أقبل فبايع فقد بايع الناس وبايع قومك، فقال: أما والله حتى أرميكم بما في كنانتي من نبلي، وأخضّب سنان رمحي وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني من قومي، فلا أفعل ; وأيمُ الله لو أنّ الجنّ اجتمعت لكم مع الانس ما بايعتكم، حتى أعرضكم
                            ) على الله ربّي وأعلم ما حسابي»(1) إنتهى.
                            فظهر من هناك أنّ سعد بن عبادة كان يبغض أبا بكر ويشنئه أشدّ البغض والشنان، بحيث ما بايعه مدّة حياته، وكان يرى أبا بكر على الباطل، متقمصاً لقميص الخلافة بالغصب والعدوان، بل ظهر أنّه كان يكفّره، لانّه لم يصلّي بصلاته، والصلاة جائزة عندهم خلف كلّ مسلم ولو كان فاجراً مرتكباً لانواع العصيان، وعدم صيامه بصيامهم أوضح دليل على أنّه كان يفسّقهم ويضلّلهم، وما كان يعتمد عليهم، وما يراهم ثقات عدولاً من عباد الرحمن.
                            ثمّ إنّ صاحب الرياض قد أعترف بنفسه، إنّ ابن عبادة كان صاحب الحميّة
                            ____________


                            (1) التاريخ الكبير للطبري: 3 / 222.

                            الجاهليّة والعناد، وهذا أعترف بمعاندته لابي بكر كما لا يخفى على أرباب الافكار والاذهان، وظهر من عبارة الطبري أنّه كان يرى أبا بكر ومن معه من أتباع فرعون وهامان، مستوجبين لرمي السّهام والضرب بالرمح والسّنان، وكلّ ذلك واضح على المتدبّر، والله الموفّق والمستعان.
                            وإن لم يحصل للناهلين بهذا البيان رواء، ولا للمعتلة قلوبهم شفاء.
                            فأقول: إنّ هنا الخبر قد حكم عليه شيوخهم الذين هم عندهم حماة الشرع بالكذب والافتراء، والاختلاف والوضع، منهم الخطيب، وابن الجوزي، والذّهبي، والسيوطي، والشيخ عليّ بن محمّد بن العراق، والشيخ (رحمه الله)، والقاضي محمّد بن الشوكاني(1).
                            فهذا ابن الجوزي شيخهم السناد وناقدهم العماد، الذي يرجعون إلى أقواله، ويحكمون بمقاله، قد ضيّق على المعاندين فسحة المجال، وبرز في مضمار إبطال فضائل إمامه وجال، فكشف الاستار وأبدى العوار، وأبان أنّ هذه الرّواية من موضوعات الكذبة الاشرار، أصلاهم الله بأليم النار، ومنّاهم بما يستحقّونه من الهوان والصّغار
                            (1) انظر تاريخ بغداد للخطيب: 4 / 78 (1719)، والموضوعات لابن الجوزي: 1 / 234، وميزان الاعتدال للذّهبي: 1 / 260 (466)، واللالئ المصنوعة للسيوطي: 1 / 269، وتنزيه الشريعة لابن العراق: 1 / 343، والفوائد المجموعة للشوكاني: 332، وكذا صرّح ابن عساكر بتاريخه ببطلان هذا الحديث: 30 / 146.

                            تعليق


                            • #29
                              للرفع

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X