بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احترت في أمري في كل مرّة أحاول فيها النصح والتدخل لما أجد مهاترات وهرج ومرج بين بعض الأعضاء في منتدى يجب أن يحمل في مضمونه ما يحمل من إسمه...
ولما تيقنت أنني سألاقي في نصحي واقتراحي قدحا وذما وتشنيعا وملاحقة وتعديا من قِبل بعض المهرجين فضلت أن أحفظ نفسي بحفظ لساني إلا أنني لم أقدر أن أسكت عن الحق لعلمي بأنّ الساكت عن الحق شيطان أخرس...
ومن هنا فكّرت في الطريقة المُثلى التي أقدّم بها ما يعتلج في صدري فلم أجد أفضل من الإستعانة بآل بيت رسول الله عليهم سلام الله وأقدّم لكم -مذكّراً- ما قدّموه لنا ونبذناه وراء ظهورنا تكبرا وجهلا وتعديا وظلما وإن صحّ أن نكون جميعنا من الموالين فالنوالي بصدق وأمانة قولا وفعلا وإلا فبئس الموالين نحن.
لا أتطرق إلى ذكر إسم معيّن ولا إلى ذكر مواقف معيّنة إلا أنّ المطلع على بعض مواضيع هذا المنتدى الكريم يحزن ويتألم لبعض ما ينغص عليه مساره ويحرفه عن نهج المعصومين وما أمروا به مخالفين بذلك وصايا الأئمة الكرام


ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. ولن أطيل بالتفصيل وبارك الله بالمحبين المخلصين الموالين بحق لمحمد وآله


صلوا على محمد وآل محمد واتقوا الله في أقوالكم وأفعالكم إنّ الله يُحب المتقين...
والسلام على من اتبع الهُدى...
رسالة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) إلى جماعة شيعته وأصحابه:
أما بعد فسلوا ربكم العافية وعليكم بالدعة والوقار والسكينة والحياء والتنزه عما تنزه عنه الصالحون منكم
وعليكم بمجاملة أهل الباطل تحملوا الضيم منهم وإياكم ومماظتهم دينوا فيما بينكم وبينهم إذا أنتم جالستموهم وخالطتموهم ونازعتموهم الكلام فإنه لا بد لكم من مجالستهم ومخالطتهم ومنازعتهم بالتقية التي أمركم الله بها
فإذا ابتليتم بذلك منهم فإنهم سيؤذونكم ويعرفون في وجوهكم المنكر ولولا أن الله يدفعهم عنكم لسطوا بكم وما في صدورهم من العداوة والبغضاء أكثر مما يبدون لكم
مجالسكم ومجالسهم واحدة وإن العبد إذا كان الله خلقه في الأصل أصل الخلق مؤمنا لم يمت حتى يكره إليه الشر ويباعده منه ومن كره الله إليه الشر وباعده منه عافاه الله من الكبر أن يدخله والجبرية
فلانت عريكته
وحسن خلقه
وطلق وجهه
وصار عليه وقار الإسلام وسكينته وتخشعه
وورع عن محارم الله
واجتنب مساخطه
ورزقه الله مودة الناس ومجاملتهم
وترك مقاطعة الناس والخصومات ولم يكن منها ولا من أهلها في شيء
وإن العبد إذا كان الله خلقه في الأصل أصل الخلق كافرا لم يمت حتى يحبب إليه الشر ويقربه منه فإذا حبب إليه الشر وقربه منه ابتلي بالكبر والجبرية
فقسا قلبه
وساء خلقه
وغلظ وجهه
وظهر فحشه
وقل حياؤه
وكشف الله ستره
وركب المحارم فلم ينزع عنها
وركب معاصي الله وأبغض طاعته وأهلها
فبعد ما بين حال المؤمن والكافر فسلوا الله العافية واطلبوها إليه ولا حول ولا قوة إلا بالله
أكثروا من الدعاء فإن الله يحب من عباده الذين يدعونه وقد وعد عباده المؤمنين الاستجابة والله مصير دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملا يزيدهم به في الجنة
وأكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل والنهار فإن الله أمر بكثرة الذكر له والله ذاكر من ذكره من المؤمنين إن الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين إلا ذكره بخير
وعليكم بالمحافظة على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين كما أمر الله به المؤمنين في كتابه من قبلكم
وعليكم بحب المساكين المسلمين فإن من حقرهم وتكبر عليهم فقد زل عن دين الله والله له حاقر ماقت وقد قال أبونا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرني ربي بحب المساكين المسلمين منهم واعلموا أن من حقر أحدا من المسلمين ألقى الله عليه المقت منه والمحقرة حتى يمقته الناس أشد مقتا فاتقوا الله في إخوانكم المسلمين المساكين فإن لهم عليكم حقا أن تحبوهم فإن الله أمر نبيه (صلى الله عليه وآله) بحبهم فمن لم يحب من أمر الله بحبه فقد عصى الله ورسوله ومن عصى الله ورسوله ومات على ذلك مات وهو من الغاوين
إياكم والعظمة والكبر فإن الكبر رداء الله فمن نازع الله رداءه قصمه الله وأذله يوم القيامة
إياكم أن يبغي بعضكم على بعض فإنها ليست من خصال الصالحين
فإنه من بغى صير الله بغيه على نفسه وصارت نصرة الله لمن بغي عليه
ومن نصره الله غلب وأصاب الظفر من الله
إياكم أن يحسد بعضكم بعضا فإن الكفر أصله الحسد
إياكم أن تعينوا على مسلم مظلوم يدعو الله عليكم ويستجاب له فيكم فإن أبانا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول إن دعوة المسلم المظلوم مستجابة
إياكم أن تشره نفوسكم إلى شيء مما حرم الله عليكم فإنه من انتهك ما حرم الله عليه هاهنا في الدنيا حال الله بينه وبين الجنة ونعيمها ولذتها وكرامتها القائمة الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين.
تعليق