السلام عليكم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم جميعا أيها الأفاضل على مروركم الكريم ولن يكون هناك َصَداً لما نقترحه ونقوله إلا إذا وصل صوتنا للإدارة وكان لها كلمة الفصل في ما يجب أن يكون عليه نهج الموقع وخط سيره...
كما وأشكر المصوتين على هذا الموضوع وأتمنى أن تلفت نتيجة التصويت عناية المشرفين...
شهر رمضان مبارك عليكم جميعا ودمتم بخير ومن روح المناسبة أختار للموالين جميعهم هذا الموضوع وأنتقيه من كتاب (الفصول الأربعة) للمغفور له فضيلة الشيخ عبد الكريم علي حسن الخطيب فتفضلوا بقبول فائق الإحترام والتقدير:
لا تقولوا ما لا تفعلون
قوله تعالى:
الخطاب في هذه الآية إلى أهل الإيمان, وأهل الإيمان هم الذين قال الله فيهم:
ومعنى هذا أنّه يجب علينا إذا أمرنا غيرنا بإقامة الصلاة أن نكون من الذين يُقيمون الصلاة, وعند ذلك يُصبحُ قولنا مسموعاً ومقبولاً وإلا كان محلّ استهزاء من الناس, وإذا كان الأمر منّا يتضمّن النهي كقولنا للآخرين: لا تكذبوا ولا تغتابوا ولا تخادعوا ولا تنافقوا ولا تغشّوا وجب علينا أن نكون بعيدين كل البعد مترفعين كل الترفّع عن هذه الخصال الذميمة المُنكرة, وإذا لم نكن كذلك كان قولنا حجّة علينا وسبباً للتهكّم منا ومقتاً كبيراً عند الله وصدق الله: كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا مَا لَا تَفْعَلُونَ
وحسبنا أن نعلم أنّ الغاية من الأمر بالصلاة وإقامة الصلاة هو الإنتهاء عن الفحشاء والمُنكر. فإذا صلّينا وأمرنا بالصلاة بغير انتهاء عن ذلك فكأننا ما صلينا ولا أمرنا.
قال ص وآله: رُبّ قائمٍ ليس له من قيامه إلا التعب والسهر.
ومعلومٌ أنّ الغاية من الزكاة والأمر بها طهارة النفس والمال, فإذا أمرنا بالزكاة وزكّينا بدون أن نطهّر أنفسنا من المطامع وأموالنا من شبهات الحرام فلا زكاة لنا مقبولة ولا أمر لنا مُطاع.
وإنّ الغاية من الصيام كسر شر الشهوات الحيوانية والإحساس بألم الجائعين والمحتاجين وإذا لم نصل عن طريق صيامنا إلى هذه النتيجة فلا يُجدي صومنا ولا أمرنا بالصيام.
وإنّ الغاية من فريضة الحج التوبة من الذنوب وخلع المعاصي مع الوفاء بالعهد وعدم العودة إلى فعل من أفعال الشر وإذا لم يمنعنا الحج عن العودة إلى المعاصي فكأننا ما حججنا ولا أمرنا بالحج.
وإنّ الجهاد الغاية منه إعلاء كلمة الله أو بعبارة أوضح الدفاع عن الدين والوطن والأمّة ولكنه لا يجب إلا إذا توفّرت له الشروط المطلوبة للدفاع وهي القوّة وإعداد العدّة, فإذا جاهدنا أو أمرنا بالجهاد بغير استعداد للجهاد فكأننا ما أمرنا ولا جاهدنا ولا دافعنا عن دين ولا أمّة ولا وطن بل ربما نكون عرّضناهم جميعاً للهوان والذل والدمار, وعِلاوة على كل هذا يجب أن يكون الإقدام على الأمر بهذه الأركان والعمل بها نابعاً من الإيمان الصحيح بالحياة الآخرة وما فيها من نعيم وأجر وثواب عند الله.
أجل
بالإيمان الصحيح والإعتقاد الثابت وتطبيق الأوامر والنواهي يُصبح القائل فعّالاً وموثوقاً ويتحقق النصر على الأعداء والنجاح في جميع الأقوال والأفعال.
هذا ولا يخفى أنّ المطابقة بين القول والفعل وبين العقيدة والسلوك ليست أمراً هيّناً(راجع في ظلال القرآن الجزء الأول ص 85) ولا طريقاً مُعَبّداً, إنّها في حاجة إلى رياضة وجهد ومحاولة وإلى صلة بالله واستمداد منه واستعانة بهديه, والفرد الفاني ما لم يتّصل بالقوة الخالدة ضعيف مهما كانت قوّته لأن قوى الشر والطغيان والأغواء أكبر منه وقد يُغالبها مرّة ولكن لحظة ضعف تنتابه فيتخاذل ويتهاوى ويخسر ماضيه وحاضره ومستقبله.
فأمّا وهو يركن إلى قوّة الأزل والأبد فهو قوي على شهواته وضعفه قوي على ذي القوة الذي يواجهه.
(انتهى)
صلوا على محمد وآل محمد...
والسلام على من اتّبع الهُدى...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم جميعا أيها الأفاضل على مروركم الكريم ولن يكون هناك َصَداً لما نقترحه ونقوله إلا إذا وصل صوتنا للإدارة وكان لها كلمة الفصل في ما يجب أن يكون عليه نهج الموقع وخط سيره...
كما وأشكر المصوتين على هذا الموضوع وأتمنى أن تلفت نتيجة التصويت عناية المشرفين...
شهر رمضان مبارك عليكم جميعا ودمتم بخير ومن روح المناسبة أختار للموالين جميعهم هذا الموضوع وأنتقيه من كتاب (الفصول الأربعة) للمغفور له فضيلة الشيخ عبد الكريم علي حسن الخطيب فتفضلوا بقبول فائق الإحترام والتقدير:
لا تقولوا ما لا تفعلون
قوله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ .
كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا مَا لَا تَفْعَلُونَ
كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا مَا لَا تَفْعَلُونَ
الخطاب في هذه الآية إلى أهل الإيمان, وأهل الإيمان هم الذين قال الله فيهم:
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ.
فكأنّه سبحانه يقول: يا أهل الإيمان لا تأمروا بأمرٍ وتنتهوا عنه أنتم وإلا كان فعلكم هذا سبباً لأن يمقتكم الله.ومعنى هذا أنّه يجب علينا إذا أمرنا غيرنا بإقامة الصلاة أن نكون من الذين يُقيمون الصلاة, وعند ذلك يُصبحُ قولنا مسموعاً ومقبولاً وإلا كان محلّ استهزاء من الناس, وإذا كان الأمر منّا يتضمّن النهي كقولنا للآخرين: لا تكذبوا ولا تغتابوا ولا تخادعوا ولا تنافقوا ولا تغشّوا وجب علينا أن نكون بعيدين كل البعد مترفعين كل الترفّع عن هذه الخصال الذميمة المُنكرة, وإذا لم نكن كذلك كان قولنا حجّة علينا وسبباً للتهكّم منا ومقتاً كبيراً عند الله وصدق الله: كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا مَا لَا تَفْعَلُونَ
وحسبنا أن نعلم أنّ الغاية من الأمر بالصلاة وإقامة الصلاة هو الإنتهاء عن الفحشاء والمُنكر. فإذا صلّينا وأمرنا بالصلاة بغير انتهاء عن ذلك فكأننا ما صلينا ولا أمرنا.
قال ص وآله: رُبّ قائمٍ ليس له من قيامه إلا التعب والسهر.
ومعلومٌ أنّ الغاية من الزكاة والأمر بها طهارة النفس والمال, فإذا أمرنا بالزكاة وزكّينا بدون أن نطهّر أنفسنا من المطامع وأموالنا من شبهات الحرام فلا زكاة لنا مقبولة ولا أمر لنا مُطاع.
وإنّ الغاية من الصيام كسر شر الشهوات الحيوانية والإحساس بألم الجائعين والمحتاجين وإذا لم نصل عن طريق صيامنا إلى هذه النتيجة فلا يُجدي صومنا ولا أمرنا بالصيام.
وإنّ الغاية من فريضة الحج التوبة من الذنوب وخلع المعاصي مع الوفاء بالعهد وعدم العودة إلى فعل من أفعال الشر وإذا لم يمنعنا الحج عن العودة إلى المعاصي فكأننا ما حججنا ولا أمرنا بالحج.
وإنّ الجهاد الغاية منه إعلاء كلمة الله أو بعبارة أوضح الدفاع عن الدين والوطن والأمّة ولكنه لا يجب إلا إذا توفّرت له الشروط المطلوبة للدفاع وهي القوّة وإعداد العدّة, فإذا جاهدنا أو أمرنا بالجهاد بغير استعداد للجهاد فكأننا ما أمرنا ولا جاهدنا ولا دافعنا عن دين ولا أمّة ولا وطن بل ربما نكون عرّضناهم جميعاً للهوان والذل والدمار, وعِلاوة على كل هذا يجب أن يكون الإقدام على الأمر بهذه الأركان والعمل بها نابعاً من الإيمان الصحيح بالحياة الآخرة وما فيها من نعيم وأجر وثواب عند الله.
أجل
بالإيمان الصحيح والإعتقاد الثابت وتطبيق الأوامر والنواهي يُصبح القائل فعّالاً وموثوقاً ويتحقق النصر على الأعداء والنجاح في جميع الأقوال والأفعال.
هذا ولا يخفى أنّ المطابقة بين القول والفعل وبين العقيدة والسلوك ليست أمراً هيّناً(راجع في ظلال القرآن الجزء الأول ص 85) ولا طريقاً مُعَبّداً, إنّها في حاجة إلى رياضة وجهد ومحاولة وإلى صلة بالله واستمداد منه واستعانة بهديه, والفرد الفاني ما لم يتّصل بالقوة الخالدة ضعيف مهما كانت قوّته لأن قوى الشر والطغيان والأغواء أكبر منه وقد يُغالبها مرّة ولكن لحظة ضعف تنتابه فيتخاذل ويتهاوى ويخسر ماضيه وحاضره ومستقبله.
فأمّا وهو يركن إلى قوّة الأزل والأبد فهو قوي على شهواته وضعفه قوي على ذي القوة الذي يواجهه.
(انتهى)
صلوا على محمد وآل محمد...
والسلام على من اتّبع الهُدى...
تعليق