المشاركة الأصلية بواسطة الدكتور الشيخ الصائغ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نور قلوبنا بنور الآيمان , وعرفنا من أسرار الحديث والقرآن , والصلاة والسلام على محمد سيد المرسلين وعلى أهل بيته سفينة النجاة , شهداء الرسالة وحملة المبدأ وحماة العقيدة , وعلى أصحابه الآبرار , وعلى جميع من أتبعوا النبي وسلكوا منهج أهل بيته الطيبين الطاهرين .
أخوأني شيعة حيدر الكرار إنّ جهود الباحثين لا تنفكّ عن تناول قضايا التاريخ الإسلامي ومختلف المفاهيم الإسلامية وستبقى حصيلة اعمالهم تتضافر كالمداميك في بينية الثقافية الإسلامية وبغض النظر عن أختلاف الرؤي فهي بمجموعها تغني حركة الفكر الديني وبتفاعلها الموضوعي لا بدّ أن تتكامل بهدف الوصول إلي جلاء الغمواض وتشخيص مصادر الأنحراف وعلاج أسباب الوهن وفي المقابل تشخيص عناصر القوة والصحّة لتوظيفها في حاضر أقوم ومستقبل أفضل .
ويرد السؤال أنّ البحث في هذا الإطار لا بدّ أن يتناول قضايا خلافية بين المسلمين يخشى معه أن يسئ فهم مقاصدها عامةّ الناس ممّن هم النخبة القادرة على تفهم البحث العلمي فنترك آثاراً على وحدة المسلمين .
غير أنه لا يخفى أن ما يسئ إلي الوحدة الإسلامية ليس البحث من هذا الحوار الحر في القضايا المختلف فيها بذاته مادام يتم تناولها بالطريقة العلمية الموضوعية بل ذلك يغني الفكر ويساهم في توضيح الرؤية ويفتح الطريق إلي تقاربها لكن الذي يسئ هو تناول المواضيع سواء التي هي موضع أتفاق أو خلاف بأسلوب لا يلتزم أصول البحث العلمي بل المهاترة الكلامية وإلقاء التهم وإثارة الشكوك التي لا تستند إلي حقائق مما يزيد في غموض الرؤية ويزيد في تجهيل بعض المسلمين ببعضهم الآخر ومن الواضح أن وحدة المسلمين تزداد تصدعاً كلما أزداد جهل الفئات بعضها بالعض وكلما كانت الصورة التي يكونها أحدهم عن الآخرة بعيدة عن الحقيقة يعتريها الغموض والأوهام وبلعكس من ذلك فالوحدة تكون أقرب منلاً وأكثر مناعة كلما تصوّر احدهم للآخر مبنياً على الحقائق بعيداً عن الوهم المزوّر .
لذلك فإنّ الأبحاث القائمة على الأسلوب العلمي الموضوعي ضرورة على الرؤي والموقف للحاضر والمستقبل بل هي ضرورة أيضاً لمزيد من تصحيح رؤية البعض للآخر لا سيّما اننا نشاهد المحاولات التي لا تتوقف من قبل بعض الجهات الهادفة إلي تشويه صورة الشيعة والتشيع بأسلوب الأفتراء والكذب التي يترتّب عليها توليد البغضاء والحقد لدى عامّة الناس الذين يفتقرون إلي المعرفة والإطلاع ويزيد الشرخ بين المسلمين هذا النهج بالذات هو الخطر على حركة النظال الإسلامي ضد الغزو الصهيوني الغربي ولقد جعل البعض يخطئون في تشخيص العدو من الصديق وتسببّب بخطأ في المواقف أدى إلي توجيه النضال إلي غير وجهته الصحيحة إلي أن حصلت صحوة الشعوب الأخيرة التي فرصتها صراحة ووقاحة العدو الحقيقي في أستهداف جميع المسلمين لا بعضهم .
هذا الواقع يعطي مسبباً آخر لضرورة المزيد من الأبحاث التي تناولناها وبأسلوب علمي يقطع الطريق على محاولات التجهيل التي يبني عليها إلقاء التهم والفريّات وغرسها في أذهان عامة المسلمين ضد إخوانهم الشيعة الإمامية .
ومع هذا فعلينا أن نشكّل رؤية واضحة للوحدة الإسلامية أولاً لكي نعرف مصادر الخطر عليها إن الوحدة ال‘سلامية لا تقتضي فرض مذهب واحد على جميع المسلمين يلغي الفروقات في النظر إلي كل المواضيع فهو مستحيل والحلول القائمة على التسويات لا الوقائع لا تنتج الحقيقة والحقائق الدينية لا يمكن إنتاجها بإملاءات الرأي المجافي للواقع يتمّ إسقاطها على أفكار الناشئة الذين لا سابق إطلاع لديهم لجعل رؤيتهم مساوية لنظائرهم في الطرف الآخر حول القضايا والمفاهيم هذه الإملاءات سرعان ما تسقط هي وأصحابها امام أوّل باب يفتح أمام الناشئة للإطلاع على مصادر الحقيقة وقد تجعل بعض هؤلاء الأبرياء يعقون في الحيرة والضياع .
إن الصدق هو أقرب طريق إلي الحقيقة والحقيقة هي الطريق إلي الصواب والعافية للفرد والأمة فالأجدى من التكاذب وأعتماد أسلوب التعمية والتجهيل هو أن نقبل على الوقائع بقلب واع وضمير حساس وأن يكون لنا الجرأة على الأعتراف بالحقيقة لاسيّما أن القضايا الخلافية لا يخرج الآختلاف فيها من الإسلام والوحدة لا تبررّ في أي حال تجاهل الحقائق والوحدة القائمة على مثل ذلك ليست مصدرة قوة بل مصدر لمزيد من الوهن .
على أن للوحدة أسسها الموضوعية القائمة أصلاً في البنية العقائدية والتشريعية المستمدّة من القرآن والسنة ومن أهل البيت
والتي تشكّل الإطار الحقيقي لوحدة المسلمين وهو إقرار الإنسان بالشهادتتين شهادة أن لا إله إلاّ الله وانّ محمدّاً رسول الله والآلتزام بما يترتّب عليها الأعتقاد والعمل .
ولو نظرنا إلي الختلاف القائم بين السنّة والشيعة لوجدناه في أساسه يتركّز قد أهمل شأن الإمة فجار إخضاعها للأجتهاد وبين قائل أن الإسلام رسالة إلهية كاملة وتتوقف الغاية من تنزلها على تحقيق الهداية بها للبشرية إلي يوم الدين .
وهذا يتوقف على حفظها على أصالتها عبر الجيال المر الذي يتطلب المرجعيّة الصادرة عن الله تعالى والتي يعبّر عنها بالإمامة المعصومة التي لا يقتصر دورها على الحكم والحاكمية بل هذا جزء من وظيفتها الأساس وهي القيمومة على الرسالة ومرجعيتها الربانية .
هذه النقطة الخلافية هي جوهر الخلاف ومن الواضح أنه رغم أهميتها وخطورتها فأنها من تفاصيل الأيمان والأختلاف فيها لا يخرج من الأسلام .
بينما كلا الطرفين متفقان في أساس الإسلام ومجمل القضايا في العقيدة والشريعة من إيمان بالله والنبوّة ومحمد
خاتم الأنبياء وباليوم الآخر والصلاة والحج والصيام والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقبلة الواحدة والقرآن الواحد ولئن أختلف الطرفان في بعض القضايا مثل تأويل بعض الآيات أو بعض التفاصيل التشريعية فإن أصحاب المذهب الواحد لديهم في ذات القضايا من وجوه الأختلاف ما يشبه ذلك وكثيراً من الأحيان يلتقي كثير من السنّة في مثل هذه التفاصيل مع الشيعة لجهة الكثير من التأويل ومن أسباب النزةل على سبيل المثال .
وهكذا نجد أنّ الإطار الجامه للسنة والشيعة على صعيد العقيدة والشريعة يتجاوز الحد الأدنى لاكتساب صفة الإسلام إلي حدوده القصوى التي تجعل الأختلاف بينهما في بعض القضايا يذوب أمام قوّة هذا المستوى من التماهي ولا نحتاج إلي أكثر من أعتراف كل طرف بالآخر وتقبله والآرتفاع إلي المستوى اللآئق بالأسلام الذي جعل المسلمين يتقبلون أهل الديانات الأخرى في مجتمعهم فكيف لا يستطيعون تقبل يعضهم بعضاً .
ولو نظرنا موضوعياً في الجذور التاريخية التي ولدّت التباعد لوجدناه من آثار ثقافة القمع التي مارستها أنظمة الحكم التي تسلّطت على الخلافة وفرضت نفسها على مجمل تالمة فكان همها سحق الرافضين لها فتوسّلت مختلف أساليب القهر والأفتراء وتشويه السمعة لكي تعزل هذه الفئة عن التأثير في مجمل الأمة التي أخضعت رقابها بالقمع المادي والثقافي الأمر الذي شيجد القارئ بعض التفصيل له خلال مجموعة القراءات التي سنعرضعها في هذا الكتاب وما يليه من كتب فالحاجة الموضوعية تقتضي التخلص من آثار العناصر القمعية في تلك الثقافة التي فرضتها سلطة الأمر الواقع على الأمة عبر الأجيال والذي كان أبرز آثارها التأسيس على هذا النهج من التباعد بين السنّة الذين قبلوا بتلك السلطة وبين الشيعة الذين رفضوها على الأقل من الناحية النظرية والعقائدية .
على أن مراجعة الأوجه القميعة في تلك الثقافة بشكل من زاوية أخرى ضرورة ملحّة بعد أن قادت هناتها المسلمين إلي الهاوية التي آثارها في حالة الضعف والتردّي والبوار الذي نعاني منه منذ أحقاب لا سيمّا في وجه الخطر الداهم على الإسلام والمسلمين الزاحف عليهم من الغرب وسنرى توضيحاً خلال بحوث القراءات .
ولا ننسى أن الخطر الذي يتهدّد المسلمين لا يختص بالشيعة وحدهم ولا بالسنّة منفردين بل هو خطر يتناول تراثهم المشترك ويتناول السلام من جذوره وهي الأساس المشترك بين الطرفين ويتناول مقساتهم المشتركة وقيمهم الموحدّة المادي .
ونحن نرى أنّ المواقف والرؤي التي أصبح يتمتّع بها الطرفان حيال هذا الخطر ومواجهته انطلاقاً مما تفرضه الضرورات الواقعية ونحن الشيعة أهل الدليل نريد أن نناقش قضايا التاريخ والفكر الأغسلامي بأسلوب علمي .
سوف نتناول مجمع الصحابة وظروفه الموضوعية يعالج الموقف من التاريخ ومفاهيم خطيرة من مثل توقيف الدين على الأشخاص وعدالة جميع الصحابة وحجية أقوالهم وأفعالهم جميعاً وحق التشريع للصحابي ورخصة الصحابي في مخالفة النصوص وأن الصحابي لا يفسقه ما يفسق غيره ثم كرّسنا فضلاً أخيراً لدراسة أنماط السلوك وظواهر مهمة في مجتمع الصحابة مع تملية الحقائق الواقعية من أستنتاجات موضوعية وهذا الكتاب هو بين يدي القارئ الكريم .
وسوف نتناول موضوع النفاق بالتفصيل بعد أن أقتضبنا فيه في الكتاب الأول أقتضاباً يتناسب مع هدف الكتاب ثم بحثنا في علاقة الطلقاء من قريش وعلاقة المؤلفة قلوبهم بحركة النفاق وآثار حركة النفاق على مجتمع الصحابة وحاولنا خلا الأبحاث المختلفة وبقدر ما يسمح المقام إظهار جذور كثير من الظواهر والمفاهيم التي تأسست في العهود اللآحقة لعهد النبي
وتقصينا علاقتها بحركة النفاق والطلقاء ثم أظهرنا النوايا القريشية حيال النبي
وأهل بيته وموضوع خلافته وبحثنا في الأحداث الخطرة التي حصلت قبيل وفاة النبي وبعدها مباشرة وأدت إلي إقصاء الولي الشرعي علي بن أبي طالب
.
وسوف تناول حركة التحريف وجذورها وأضهرنا علاقتها بالنفاق وبمسلمة أهل الكتاب من المنافقين .
نتناول أحداثاً مشرقة في التاريخ الإسلامي ونبحث عن جذورها الدينية لتوظيفها في حاظر الأمة ومستقبلها على ضوء الخطر الذي يتهددها فنحن على أتم الأستعاد تحياتي للجميع وخصوصاً شيعة حيدر الكرار من .
خادم أهل البيت
الحمد لله الذي نور قلوبنا بنور الآيمان , وعرفنا من أسرار الحديث والقرآن , والصلاة والسلام على محمد سيد المرسلين وعلى أهل بيته سفينة النجاة , شهداء الرسالة وحملة المبدأ وحماة العقيدة , وعلى أصحابه الآبرار , وعلى جميع من أتبعوا النبي وسلكوا منهج أهل بيته الطيبين الطاهرين .
أخوأني شيعة حيدر الكرار إنّ جهود الباحثين لا تنفكّ عن تناول قضايا التاريخ الإسلامي ومختلف المفاهيم الإسلامية وستبقى حصيلة اعمالهم تتضافر كالمداميك في بينية الثقافية الإسلامية وبغض النظر عن أختلاف الرؤي فهي بمجموعها تغني حركة الفكر الديني وبتفاعلها الموضوعي لا بدّ أن تتكامل بهدف الوصول إلي جلاء الغمواض وتشخيص مصادر الأنحراف وعلاج أسباب الوهن وفي المقابل تشخيص عناصر القوة والصحّة لتوظيفها في حاضر أقوم ومستقبل أفضل .
ويرد السؤال أنّ البحث في هذا الإطار لا بدّ أن يتناول قضايا خلافية بين المسلمين يخشى معه أن يسئ فهم مقاصدها عامةّ الناس ممّن هم النخبة القادرة على تفهم البحث العلمي فنترك آثاراً على وحدة المسلمين .
غير أنه لا يخفى أن ما يسئ إلي الوحدة الإسلامية ليس البحث من هذا الحوار الحر في القضايا المختلف فيها بذاته مادام يتم تناولها بالطريقة العلمية الموضوعية بل ذلك يغني الفكر ويساهم في توضيح الرؤية ويفتح الطريق إلي تقاربها لكن الذي يسئ هو تناول المواضيع سواء التي هي موضع أتفاق أو خلاف بأسلوب لا يلتزم أصول البحث العلمي بل المهاترة الكلامية وإلقاء التهم وإثارة الشكوك التي لا تستند إلي حقائق مما يزيد في غموض الرؤية ويزيد في تجهيل بعض المسلمين ببعضهم الآخر ومن الواضح أن وحدة المسلمين تزداد تصدعاً كلما أزداد جهل الفئات بعضها بالعض وكلما كانت الصورة التي يكونها أحدهم عن الآخرة بعيدة عن الحقيقة يعتريها الغموض والأوهام وبلعكس من ذلك فالوحدة تكون أقرب منلاً وأكثر مناعة كلما تصوّر احدهم للآخر مبنياً على الحقائق بعيداً عن الوهم المزوّر .
لذلك فإنّ الأبحاث القائمة على الأسلوب العلمي الموضوعي ضرورة على الرؤي والموقف للحاضر والمستقبل بل هي ضرورة أيضاً لمزيد من تصحيح رؤية البعض للآخر لا سيّما اننا نشاهد المحاولات التي لا تتوقف من قبل بعض الجهات الهادفة إلي تشويه صورة الشيعة والتشيع بأسلوب الأفتراء والكذب التي يترتّب عليها توليد البغضاء والحقد لدى عامّة الناس الذين يفتقرون إلي المعرفة والإطلاع ويزيد الشرخ بين المسلمين هذا النهج بالذات هو الخطر على حركة النظال الإسلامي ضد الغزو الصهيوني الغربي ولقد جعل البعض يخطئون في تشخيص العدو من الصديق وتسببّب بخطأ في المواقف أدى إلي توجيه النضال إلي غير وجهته الصحيحة إلي أن حصلت صحوة الشعوب الأخيرة التي فرصتها صراحة ووقاحة العدو الحقيقي في أستهداف جميع المسلمين لا بعضهم .
هذا الواقع يعطي مسبباً آخر لضرورة المزيد من الأبحاث التي تناولناها وبأسلوب علمي يقطع الطريق على محاولات التجهيل التي يبني عليها إلقاء التهم والفريّات وغرسها في أذهان عامة المسلمين ضد إخوانهم الشيعة الإمامية .
ومع هذا فعلينا أن نشكّل رؤية واضحة للوحدة الإسلامية أولاً لكي نعرف مصادر الخطر عليها إن الوحدة ال‘سلامية لا تقتضي فرض مذهب واحد على جميع المسلمين يلغي الفروقات في النظر إلي كل المواضيع فهو مستحيل والحلول القائمة على التسويات لا الوقائع لا تنتج الحقيقة والحقائق الدينية لا يمكن إنتاجها بإملاءات الرأي المجافي للواقع يتمّ إسقاطها على أفكار الناشئة الذين لا سابق إطلاع لديهم لجعل رؤيتهم مساوية لنظائرهم في الطرف الآخر حول القضايا والمفاهيم هذه الإملاءات سرعان ما تسقط هي وأصحابها امام أوّل باب يفتح أمام الناشئة للإطلاع على مصادر الحقيقة وقد تجعل بعض هؤلاء الأبرياء يعقون في الحيرة والضياع .
إن الصدق هو أقرب طريق إلي الحقيقة والحقيقة هي الطريق إلي الصواب والعافية للفرد والأمة فالأجدى من التكاذب وأعتماد أسلوب التعمية والتجهيل هو أن نقبل على الوقائع بقلب واع وضمير حساس وأن يكون لنا الجرأة على الأعتراف بالحقيقة لاسيّما أن القضايا الخلافية لا يخرج الآختلاف فيها من الإسلام والوحدة لا تبررّ في أي حال تجاهل الحقائق والوحدة القائمة على مثل ذلك ليست مصدرة قوة بل مصدر لمزيد من الوهن .
على أن للوحدة أسسها الموضوعية القائمة أصلاً في البنية العقائدية والتشريعية المستمدّة من القرآن والسنة ومن أهل البيت

ولو نظرنا إلي الختلاف القائم بين السنّة والشيعة لوجدناه في أساسه يتركّز قد أهمل شأن الإمة فجار إخضاعها للأجتهاد وبين قائل أن الإسلام رسالة إلهية كاملة وتتوقف الغاية من تنزلها على تحقيق الهداية بها للبشرية إلي يوم الدين .
وهذا يتوقف على حفظها على أصالتها عبر الجيال المر الذي يتطلب المرجعيّة الصادرة عن الله تعالى والتي يعبّر عنها بالإمامة المعصومة التي لا يقتصر دورها على الحكم والحاكمية بل هذا جزء من وظيفتها الأساس وهي القيمومة على الرسالة ومرجعيتها الربانية .
هذه النقطة الخلافية هي جوهر الخلاف ومن الواضح أنه رغم أهميتها وخطورتها فأنها من تفاصيل الأيمان والأختلاف فيها لا يخرج من الأسلام .
بينما كلا الطرفين متفقان في أساس الإسلام ومجمل القضايا في العقيدة والشريعة من إيمان بالله والنبوّة ومحمد

وهكذا نجد أنّ الإطار الجامه للسنة والشيعة على صعيد العقيدة والشريعة يتجاوز الحد الأدنى لاكتساب صفة الإسلام إلي حدوده القصوى التي تجعل الأختلاف بينهما في بعض القضايا يذوب أمام قوّة هذا المستوى من التماهي ولا نحتاج إلي أكثر من أعتراف كل طرف بالآخر وتقبله والآرتفاع إلي المستوى اللآئق بالأسلام الذي جعل المسلمين يتقبلون أهل الديانات الأخرى في مجتمعهم فكيف لا يستطيعون تقبل يعضهم بعضاً .
ولو نظرنا موضوعياً في الجذور التاريخية التي ولدّت التباعد لوجدناه من آثار ثقافة القمع التي مارستها أنظمة الحكم التي تسلّطت على الخلافة وفرضت نفسها على مجمل تالمة فكان همها سحق الرافضين لها فتوسّلت مختلف أساليب القهر والأفتراء وتشويه السمعة لكي تعزل هذه الفئة عن التأثير في مجمل الأمة التي أخضعت رقابها بالقمع المادي والثقافي الأمر الذي شيجد القارئ بعض التفصيل له خلال مجموعة القراءات التي سنعرضعها في هذا الكتاب وما يليه من كتب فالحاجة الموضوعية تقتضي التخلص من آثار العناصر القمعية في تلك الثقافة التي فرضتها سلطة الأمر الواقع على الأمة عبر الأجيال والذي كان أبرز آثارها التأسيس على هذا النهج من التباعد بين السنّة الذين قبلوا بتلك السلطة وبين الشيعة الذين رفضوها على الأقل من الناحية النظرية والعقائدية .
على أن مراجعة الأوجه القميعة في تلك الثقافة بشكل من زاوية أخرى ضرورة ملحّة بعد أن قادت هناتها المسلمين إلي الهاوية التي آثارها في حالة الضعف والتردّي والبوار الذي نعاني منه منذ أحقاب لا سيمّا في وجه الخطر الداهم على الإسلام والمسلمين الزاحف عليهم من الغرب وسنرى توضيحاً خلال بحوث القراءات .
ولا ننسى أن الخطر الذي يتهدّد المسلمين لا يختص بالشيعة وحدهم ولا بالسنّة منفردين بل هو خطر يتناول تراثهم المشترك ويتناول السلام من جذوره وهي الأساس المشترك بين الطرفين ويتناول مقساتهم المشتركة وقيمهم الموحدّة المادي .
ونحن نرى أنّ المواقف والرؤي التي أصبح يتمتّع بها الطرفان حيال هذا الخطر ومواجهته انطلاقاً مما تفرضه الضرورات الواقعية ونحن الشيعة أهل الدليل نريد أن نناقش قضايا التاريخ والفكر الأغسلامي بأسلوب علمي .
سوف نتناول مجمع الصحابة وظروفه الموضوعية يعالج الموقف من التاريخ ومفاهيم خطيرة من مثل توقيف الدين على الأشخاص وعدالة جميع الصحابة وحجية أقوالهم وأفعالهم جميعاً وحق التشريع للصحابي ورخصة الصحابي في مخالفة النصوص وأن الصحابي لا يفسقه ما يفسق غيره ثم كرّسنا فضلاً أخيراً لدراسة أنماط السلوك وظواهر مهمة في مجتمع الصحابة مع تملية الحقائق الواقعية من أستنتاجات موضوعية وهذا الكتاب هو بين يدي القارئ الكريم .
وسوف نتناول موضوع النفاق بالتفصيل بعد أن أقتضبنا فيه في الكتاب الأول أقتضاباً يتناسب مع هدف الكتاب ثم بحثنا في علاقة الطلقاء من قريش وعلاقة المؤلفة قلوبهم بحركة النفاق وآثار حركة النفاق على مجتمع الصحابة وحاولنا خلا الأبحاث المختلفة وبقدر ما يسمح المقام إظهار جذور كثير من الظواهر والمفاهيم التي تأسست في العهود اللآحقة لعهد النبي



وسوف تناول حركة التحريف وجذورها وأضهرنا علاقتها بالنفاق وبمسلمة أهل الكتاب من المنافقين .
نتناول أحداثاً مشرقة في التاريخ الإسلامي ونبحث عن جذورها الدينية لتوظيفها في حاظر الأمة ومستقبلها على ضوء الخطر الذي يتهددها فنحن على أتم الأستعاد تحياتي للجميع وخصوصاً شيعة حيدر الكرار من .
خادم أهل البيت
واحسن ما قرأته فى ردك هذا هو انك متفق على ان ما يجمعنا اكثر مما يفرقنا وان الخطر والهجوم الذى يتم على الإسلام والمسلمين لا يفرق بين مسلم سنى ومسلم شيعى
جزاك الله خيرا
تعليق