إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أحسن القصص : ((من قصص الأنبياء (ع)))

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    الإمام الحسين بن علي ( عليه السلام )


    الميلاد :


    في 3 شعبان سنة 4 هجرية وُلد سيدنا الحسين ( عليه السلام ) .

    وقد استبشر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بولادته ، وانطلق إلى بيت ابنته فاطمة ليبارك لها الوليد .

    أذّن جدّه النبي ( صلى الله عليه وآله ) في أذنه اليمنى ، وأقام في أذنه اليسرى ، وسمّاه " حسيناً ".

    وفي اليوم السابع لولادته عقَّ عنه أبوه علي ( عليه السلام ) ، ووزّع لحم عقيقته على الفقراء والمساكين .

    كان سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) يحب حفيده الحسين ( عليه السلام ) ، وقد دمعت عيناه حزناً بعد أن أخبره الوحي بما سيجري على الحسين ( عليه السلام ) في المستقبل .

    كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : حسين مني وأنا من حسين ، وهو إمام ابن إمام وسيكون من نسله تسعة أئمة آخرهم المهدي ؛ وهو يظهر في آخر الزمان .. يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن تُملأ ظلماً وجوراً .

    في عهد أبيه :

    قضى الحسين ستة أعوام في أحضان جدّه النبي ، تعلّم فيها الكثير من أخلاق جده و أدبه العظيم .



    و عندما توفَّي النبي ( صلى الله عليه وآله ) أمضى 30 سنة من عمره الشريف في عهد أبيه " علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) " و تألم لمحنته ، فوقف إلى جانبه .

    عندما تولّى سيدنا علي ( عليه السلام ) مسؤولية الخلافة كان الحسين ( عليه السلام ) جندياً مضحياً يقاتل من أجل تثبيت راية الحق . شارك في معارك " الجمل " و "صفين " و " النهروان " .

    وعندما استشهد سيدنا علي ( عليه السلام ) بايع الحسين ( عليه السلام ) أخاه الحسن ( عليه السلام ) بالخلافة ، و وقف إلى جانبه ضد معاوية .

    الإمام في عهد معاوية :

    دسَّ معاوية السم إلى الإمام الحسن ( عليه السلام ) فاستشهد . فتصدى سيدنا الحسين إلى الإمامة ، وكان عمره 46 سنة .



    كان سيدنا الحسين يدرك أن معاوية هو السبب في كل مآسي المسلمين .

    كان معاوية يتظاهر بشعائر الإسلام ولكنه كان يعمل في الخفاء للقضاء على الدين ، وكان يحرص على بقاء أهل الشام في جهل تام بحقائق الإسلام وصحابة الرسول المخلصين ، وكان يبثّ الدعايات المغرضة لتشويه سمعة آل البيت ( عليهم السلام ) ، وكان يطارد كل من يعارض سياسته ، فقد قتل كثيراً من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأصحاب سيدنا علي ( عليه السلام ) ؛ كان في طليعتهم حجر بن عدي رضى الله عنه الذي قتله مع ابنه في " مرج عذراء " خارج دمشق .

    كان معاوية يفكّر ويعمل لتنصيب ابنه يزيد للخلافة ، مع علمه بأخلاق يزيد ؛ وكان شابّاً يسخر من الدين وأهله . . يشرب الخمر ويقضي أكثر وقته يلعب مع القرود .

    حذّر سيدنا الحسين ( عليه السلام ) معاوية من خطورة ما يفعله ، ولكن معاوية لم يصغ إلى أحد ، وأعلن نيّته في بيعة يزيد ، ثم أخذ له البيعة بالقوّة ، وأجبر الناس على ذلك .

    مع يزيد :

    مات معاوية وجاء إلى الحكم ابنه يزيد ، وكان أول ما قام به هو أن بعث برسالة إلى " الوليد " حاكم المدينة المنوّرة وأمره أن يأخذ البيعة من سيدنا الحسين ( عليه السلام ) بالقوة .

    استدعى الوليدُ (حاكم المدينة ) سيدَنا الحسين ( عليه السلام ) وعرض عليه أمر يزيد .

    كان سيدنا الحسين يدرك أن يزيد يريد من وراء ذلك أن يقول إن الحسين وهو ابن رسول الله قد بايع ، ومعنى هذا أن خلافته شرعية ؛ لذلك رفض الإمام ( عليه السلام) بيعة يزيد ، ذلك الرجل الفاسق الذي يشرب الخمر ولا يحكم بما انزل الله .

    هدد الوليد سيدنا الحسين بالقتل إذا هو رفض بيعة يزيد ؛ غير أن الإمام ( عليه السلام ) لا يفكر في شيء سوى مصلحة الإسلام حتى لو كان في ذلك قتله .

    الكوفة تستنجد بالإمام :

    كان المسلمون يتململون من ظلم معاوية وكانوا يتمنون أن تعود حكومة علي بن أبي طالب . . حكومة العدل الإسلامي .

    وعندما سمع أهل الكوفة أن الإمام الحسين قد رفض البيعة ليزيد ، بعثوا برسائلهم إلى الإمام يطلبون منه القدوم إلى الكوفة و إنقاذهم من الظلم والجور .

    وصل عدد الرسائل التي تسلّمها الإمام الحسين اثني عشر ألف رسالة كلّها كانت تقول : اقدم يا بن رسول الله ، فليس لنا أمام غيرك .

    سفير الحسين :

    أرسل الإمام الحسين ( عليه السلام ) ابن عمه " مسلم بن عقيل " سفيراً إلى الكوفة ، و سلّمه رسالة إلى أهل الكوفة جاء فيها :



    · أما بعد فقد أتتني كتبكم وفهمت ما ذكرتم من محبتكم لقدومي عليكم ، وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل .

    استُقبل مسلم بن عقيل استقبالاً حاراً ، والتف حوله الناس يبايعون الإمام الحسين.

    وبلغ عدد الذين بايعوا أكثر من ثمانية عشر ألفاً .

    عندما كتب مسلم بن عقيل رسالة إلى سيدنا الحسين يخبره فيها اجتماع أهل الكوفة على نصرة الحق ورفض البيعة ليزيد ، ويطلب من الإمام القدوم في أول فرصة .

    مصرع مسلم :

    كان يزيد يراقب ما يجري في الكوفة ، فعين حاكماً جديداً هو " عبيد الله بن زياد" ، الذي وصل الكوفة على جناح السرعة .


    بدأ " ابن زياد " سياسته في الإرهاب والقتل وتقديم الرشاوى ، وراح يهدد الناس بجيش سوف يصل من الشام .

    خاف أهل الكوفة وتخلوا عن مسلم ، فبقي وحيداً ولكنه لم يستسلم فظل يقاتل وحده إلى أن جرح بشدّة ، فوقع أسيراً ثم استشهد رضى الله عنه .

    وصلت أخبار قتل مسلم وبعض أنصاره إلى سيدنا الحسين وهو في طريقه إلى الكوفة ، وعرف أن أهل الكولة قد غدروا به ، فقال الإمام لأصحابه والذين التحقوا به :

    - من لحق بنا استشهد ، ومن تخلّف عنا لم يبلغ الفتح .

    كان سيدنا الحسين يعرف المصير الذي سيواجهه ، ولكن الإمام كان يفكر بأداء واجبه تجاه الإسلام والمسلمين .

    هدف الحسين :

    أعلن سيدنا الحسين رفضه البيعة ليزيد ، لأن يزيد لا يليق بالخلافة ، فهو رجل فاسق يشرب الخمر ويحلّل الحرام ويحرّم الحلال .

    لذلك قال سيدنا الحسين ( عليه السلام ) في وصيته لأخيه محمد بن الحنفية : إني لم أخرج مفسداً ولا ظالماً ، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي ( صلى الله عليه وآله ) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) .

    كان سيدنا الحسين يعرف أنه سيُقتل في الصحراء مع أصحابه وأهل بيته ، ولكنه أراد أن يوقظ المسلمين من نومهم ليعرفوا حقيقة معاوية وابنه يزيد ، وأنهم يفعلون كل شيء من أجل البقاء في الحكم حتى لو قَتلوا سبط النبي ، وأخذوا حرمه سبايا .


    الحسين يوم عاشوراء :


    قطع جيش يزيد الطريق على قافلة الحسين ( عليه السلام ) ، في مكان يدعى كربلاء قرب نهر الفرات ، ومنعوا الماء عن الأطفال والنساء .



    وفي يوم 10 محرّم وكان الحرّ شديداً ، وعظ سيدنا الحسين ( عليه السلام ) الناس وحذّرهم من عاقبة عملهم :

    أيها الناس انسبوني من أنا ، ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها وانظروا هل يحلّ لكم قتلي وانتهاك حرمتي . . ألست أنا ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأول المؤمنين بالله والمصدق لرسوله .

    أو ليس حمزة سيد الشهداء عم أبي ؟!

    أو ليس جعفر الطيّار عمّي ؟ !

    أو لم يبلغكم قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لي ولأخي : هذان سيدا شباب أهل الجنّة ؟!.



    كان أهل الكوفة يعرفون جيداً ، ولكن الشيطان قد غرّهم ، ففضّلوا حياة الذلّ مع " يزيد " و" ابن زياد " وتركوا الحسين ( عليه السلام ) وحيداً .

    قالوا لسيدنا الحسين ( عليه السلام ) :

    · بايع يزيد كما بايعناه نحن .

    أجاب الحسين ( عليه السلام ) : لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أفرُّ فرار العبيد .

    أصدر " عمر بن سعد " قائد جيش " يزيد " أمره بالهجوم على معسكر الحسين (عليه السلام ) ، وحدثت معركة ضارية سقط فيها خمسون شهيداً ، وبقي مع الإمام عدد قليل من أصحابه و أهل بيته ، فكانوا يتقدمون إلى الموت الواحد تلو الآخر بشجاعة وبسالة دون أي إحساس بالخوف ، وكانوا يعتقدون انهم سوف يستشهدون في سبيل الله ويذهبون إلى الجنّة .

    استشهد جميع أصحابه وأهل بيته وبقي سيدنا الحسين وحيداً ، فودّع عياله وأمرهم بالصبر والتحمل في سبيل الله ، ثم ركب جواده وتقدم يقاتل آلاف الجنود لوحده ، حتى سقط شهيداً فوق الرمال .



    لم يكتف " ابن زياد " بقتل سيدنا الحسين بل أمر بعض الفرسان الذين باعوا ضمائرهم بأن يدوسوا على صدره ، فانبرت عشرة خيول وراحت تمزّق صدر الحسين بحوافرها .

    بعدها أمر " ابن سعد " بإضرام النار في خيام الحسين بعد أن نهبوها وأخذوا الأطفال والنساء سبايا إلى الكوفة وكانت فيهم زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وزين العابدين ابن الإمام الحسين ( عليهم السلام ) .

    تقدمت زينب بشجاعة إلى جثمان أخيها الحسين . وضعت يديها تحت الجسد الطاهر ورفعت رأسها إلى السماء ، وقالت بخشوع :

    - الهي تقبّل منّا هذا القربان .

    لماذا نتذكر الحسين ؟

    قدّم سيدنا الحسين كل ما يملك من اجل عزّة الإسلام والمسلمين . . قدّم أطفاله ونساءه وأصحابه ثم قدّم نفسه في سبيل الله .



    علّم سيدنا الحسين الناس الثورة ضد الظلم والفساد ، وقضى آخر أيام حياته يقرأ القرآن ويصلي لله .

    حتى في وسط المعركة طلب من أعدائه إيقاف القتال لأداء الصلاة .

    وصلّى الحسين بأصحابه وكانت السهام تنهمر عليهم كالمطر .

    كانت ثورة سيدنا الحسين من اجل الإسلام وفي سبيل الله ؛ لهذا فإن المسلمين يذكرون الإمام الحسين ( عليه السلام ) دائماً . . يذكرون بحزن يوم عاشوراء تلك المذبحة الفظيعة التي ارتكبها الأمويون وقتلوا فيها سبط النبي وخيرة المسلمين .

    عاش سيدنا الحسين 57 سنة قضاها في عمل الخير وخدمة الناس .



    وحجّ بيت الله الحرام ماشياً مرّات عديدة .

    مرّ سيدنا الحسين ( عليه السلام ) ذات يوم بمساكين قد فرشوا كساء لهم و وضعوا عليه كسراً من الخبز ، فقالوا له :

    هلمّ يابن رسول الله .

    فجلس معهم يأكل ، ثم تلا قوله تعالى : {إن الله لا يحبّ المستكبرين }، وقال لهم:

    - قد أجبت دعوتكم فأجيبوا دعوتي .

    قالوا : نعم يابن رسول الله

    فذهبوا معه إلى منزله فأكرمهم .

    وعندما أراد الإمام زين العابدين دفْنَ أبيه ، سأله الناس وهم ينظرون إلى آثارٍ تشبه الجروح القديمة في ظهره ، فقال زين العابدين ( عليه السلام ) :

    - هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين .

    يوم عاشوراء :

    هو يوم العاشر من المحرّم ، وكان يوماً عادياً لا يحتفل به أحد ، وعندما استشهد سيدنا الحسين ( عليه السلام ) في هذا اليوم سنة 61 للهجرة اصبح مناسبة كبرى يحتفل بها المسلون في كل مكان ، ويجلسون للعزاء والبكاء على شهداء كربلاء .



    وكانت كربلاء صحراء لا يسكنها أحد ، فأصبحت – بمرور الأيام – مدينة كبيرة ومركزاً من مراكز العلم والدين .

    في مصر أعلن " الفاطميون " يوم عاشوراء عزاءً عاماً تتعطل فيه الأسواق ، حيث يجتمع الناس عند مرقد السيدة زينب للبكاء و ذكر مصيبة كربلاء .

    وفي إيران أمر " مُعزّ الدولة الديلمي " بإعلان يوم عاشوراء عطلة رسمية في البلاد .

    وهكذا أصبح المسلمون يحتفلون في يوم عاشوراء في مصر وإيران والعراق والهند وغيرها من البلدان الإسلامية .



    وما تزال ذكرى " عاشوراء تتجدد عاماً بعد عام .

    وفي إيران استلهم الشعب تضحيات سيدنا الحسين ( عليه السلام ) وقام بثورة كبرى أطاحت بالنظام الفاسد و أقامت النظام الإسلامي .

    من المنتصر !

    يتصور البعض أن سيدنا الحسين قد مني بهزيمة أمام جيش يزيد بن معاوية ، ولكن عندما ندقّق في صفحات التاريخ سنشاهد أن سيدنا الحسين هو الذي انتصر على أعدائه .

    إن المبادئ التي قُتل من اجلها الحسين ما تزال باقية حيّة في قلوب الناس .فأين يزيد الآن ، و أين ابن زياد ، بل أين معاوية نفسه . لقد ذهبوا جميعاً ولم يبق لهم من ذكر . و إذا ذكرهم أحد فإنّه يذكرهم للّعنة فقط .



    لقد أراد المجرمون القضاء على سيدنا الحسين ، ولكن الله أراد له الخلود في الدنيا والآخرة ؛ وأصبح نصيب أعدائه اللعنة في الدنيا . . . والنار في الآخرة .

    وأصبحت كربلاء رمزاً للثورة والحرّية وانتصار الدم على السيف .

    من كلماته المضيئة :

    1. لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برما .

    2. هيهات منا الذلّة .

    3. الناس عبيد الدنيا والدين لعِق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم ، فإذا مُحّصوا بالبلاء قلّ الديّانون .

    4. قال لابنه زين العابدين ( عليه السلام ) : أي بني إيّاك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلاّ عز وجل .



    إن قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار ، وإن قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وإن قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار ؛ وهي أفضل العبادة .

    هوية الإمام :

    الاسم : الحسين .

    اللقب : سيد الشهداء .

    الكنية : أبو عبد الله .

    اسم الأب : علي ( عليه السلام ) .

    اسم الأم : فاطمة ( عليها السلام ) .

    اسم الجد : محمد ( صلى الله عليه وآله ) .

    تاريخ الولادة : 3 شعبان سنة 4 هجرية .

    مدة الإمامة : عشرة أعوام .

    العمر : 57 سنة .

    تاريخ شهادته : 10 محرم سنة 61 هجرية .

    محل الدفن : كربلاء .

    تعليق


    • #32
      الإمام علي بن الحسين ( عليه السلام )

      الميلاد :


      فتح المسلمون بلاد فارس ( أي إيران ) في زمن الخليفة الثاني " عمر بن الخطاب".وجاء الجيش الإسلامي بالسبايا إلى المدينة المنورة ؛ و كان فيها ابنة ملك فارس " كسرى يزدجرد " .

      اجتمع المسلمون في المسجد ، وأراد الخليفة بيعها ، فأشار الإمام علي ( عليه السلام ) أن لا يفعل ذلك ؛ لأن بنات الملوك لا يُبعن – ولو كنّ كفارا ، وقال اعرض عليها أن تختار أحداً لنفسها لتتزوجه ، فمن اختارته فزوِّجه ، واحسب ذلك من عطائه .

      واختارت ابنةُ الملك سيدنا الحسين ( عليه السلام ) .

      فأوصاه أبوه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالإحسان إليها ، وقال له :

      يا أبا عبد الله لتلِدَنَّ لك خيرَ أهل الأرض .

      فأنجبتْ له زينَ العابدين ( عليه السلام ) .

      كان أبوه الحسين ( عليه السلام ) يسمّيه : ابن الخيرتين ؛ فخيرته من العرب قريش ، ومن قريش بني هاشم ، ومن العجم أهل فارس .

      أخلاقه وصفاته :

      وصف الفرزدق الشاعرُ الإمام زينَ العابدين ( عليه السلام ) بأنه أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحة .

      وكان بين عينيه أثرُ السجود ، ولذا لُقِّب بالسجاد .



      وقال عنه ابنه محمدُ الباقر ( عليه السلام ) : كان أبي عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) إذا انقضى الشتاء يتصدّق بكسوته على الفقراء ، وإذا انقضى الصيف يتصدّق بها أيضاً .

      كان يلبس أفخر الثياب ، وإذا وقف للصلاة اغتسل وتطيّب .

      اشتهر الإمام زينُ العابدين بكثرة دعائه وبكائه .

      يقول طاووس اليماني ؛ وكان رجلاً من أصحابه :

      رأيت رجلاً يصلّي في المسجد الحرام تحت الميزاب . . يدعو ويبكي في دعائه ، فجئته حين فرغ من صلاته ، فإذا هو زين العابدين عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) ، فقلت له : يابن رسول الله تبكي وأنت ابن رسول الله ؟!

      فقال : أما أنّي ابنُ رسول الله فلا يؤمِنُني من عذاب الله ، وقد قال الله : " فلا أنساب بينهم يومئذ . . . " . لقد خلق الله الجنةَ لمن أطاعه و أحسن ولو كان عبداً حبشياً ، وخلق النارَ لمن عصاه وأساء ولو كان سيّداً قرشيّاً .


      حجّ إلى بيت الله ماشياً عشرين مرّة .

      وكان يوصي أصحابه بأداء الأمانة ، ويقول : فوالذي بعث محمداً بالحق لو أن قاتل الحسين ( عليه السلام ) ائتمني على السيف الذي قتله به لأديته إليه .

      وكان يوصيهم أيضاً بقضاء حوائج المحتاجين ويقول :

      إنّ لله عباداً يسعون في قضاء حوائج الناس ، هم الآمنون يوم القيامة ، ومن أدخل على مؤمن سروراً فرّح الله قلبَه يوم القيامة .

      كان زينُ العابدين ( عليه السلام ) جالساً بين أصحابه ، فجاءه رجل من أبناء عمومته ، وشتمه وأسمعه كلاما مرّا ، فلم يكلمه الإمام حتى مضى .

      ثمّ قال الإمام لأصحابه : قد سمعتم ما قال هذا الرجل ، وأنا أحب أن تبلغوا معي حتى تسمعوا ردّي عليه .

      فقاموا معه وهم يظنون أنّ الإمام سيردّ عليه بالمثل .

      طرق الإمامُ البابَ ، فخرج الرجل مستعدّاً للشر .

      فقال له الإمام بأدبٍ جمّ :

      يا أخي إنّك فد قلتَ فيّ ما قلتَ . فإن كان حقاً فأنا أستغفر فتأثّر الرجلُ ونِدم ، وأقبل على الإمام معتذراً .



      ذهب الإمام إلى محمد بن اُسامة بن زيد ليعوده في مرضه فرآه يبكي فقال الإمام : ما يبكيك ؟

      فقال محمد بن أسامة : عليَّ دين .

      فقال الإمام : وكم يبلغ ؟

      قال : خمسة عشر ألف دينار .

      فقال الإمام : هو عليَّ . ووفّاه عنه .

      كان الإمام يخرج في منتصف الليل ويحمل معه الأموال والطعام ويجوب المدينة فيوزِّع على فقرائها ما يحمله وهم لا يعرفونه .

      وكان يعول أكثر من مئة أسرة .

      وعندما استشهد افتقدوا ذلك الرجل فعرفوا أنّه ( زينُ العابدين ) ( عليه السلام ).

      كربلاء :

      رافق زينُ العابدين أباه الحسينَ ( عليه السلام ) في رحلته من المدينة إلى مكة ومن مكة إلى كربلاء ، حيث وقعت المذبحة . . . و كان وقتها مريضاً وقد أنهكته العلة .

      وبالرغم من ذلك فقد نهض من فراشه ليشترك في القتال بعد أن رأى والده وحيداً.

      ولكن الحسين ( عليه السلام ) قال لأخته زينب :

      - احبسيه لئلا ينقطع نسلُ آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

      وكان مرضه في تلك الأيام من لطف الله ، ليبقى ويفضح جرائم يزيد .

      الأسر :

      هجم جنود ابن زياد على الخيام بعد أن قتلوا سيِّدَنا الحسين ( عليه السلام ) وأرادوا أن يقتلوا زينَ العابدين ( عليه السلام ) وكان عمره حينذاك 23 سنة .



      ولكن عمّته زينب اعترضتهم بشجاعة ، وقالت :

      إذا أردتم قتله فاقتلوني قبله .

      فقيدوا يديه ، وأُخذ مع بقية الأسرى إلى الكوفة .

      كان موقف زينب وزين العابدين ( عليهما السلام ) وبقية الأسرى شجاعاً للغاية وكانوا يندَّدون بجرائم يزيدَ و عبيد الله بن زياد ومواقفِ أهل الكوفة المخزية .



      وعندما وصل موكبُ الأسرى الكوفة ، وتجمّع أهلها حولهم ، كان زين العابدين ( عليه السلام ) مقيِّداً بالسلاسل ، والدماءُ تجري من رقبته ، فأشار على الناس بالسكوت ، ثم خطَب قائلا :

      أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا عليُّ بن الحسين بن علي بن علي بن أبي طالب . أنا ابن من انتُهكت حرمتهُ ،وسلبتْ نعمته و انتُهب مالُه ، وسُبيَ عيالُه ، أنا ابنُ المذبوحِ بشطّ الفرات . أنا ابن من قُتِلَ صبْرا ، وكفى بذلك فخرا .

      أيها الناس ناشدتكم اللهَ ! هل تعلمون أنّكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهود والميثاق والبيعة ، وقاتلتموه ، فتبّاً لكم لما قدّمتُم لأنفسكم . بأيّة عينٍ تنظرون إلى رسول الله ؟ إذ يقول لكم : قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي ، فلستم من أمتي .

      في قصر الإمارة :

      أمر عبيدُ الله بن زياد بإحضار الأسرى ، وكان يتوقع أن يرى آثار الذلة على وجوههم .

      وفوجئ بنظراتٍ كلها استصغار واحتقار ، رغم منظر الجلادين حولهم .



      التفت ابن زياد إلى الإمام زينِ العابدين ( عليه السلام ) وقال :

      - ما اسمك ؟

      أجاب الإمام : أنا عليّ بن الحسين .

      فقال ابن زياد بخُبْث : أَوَ لَم يَقتُلِ اللهُ علياً ؟

      قال الإمام بثبات :

      -كان لي أخ أكبر منّي يُسمّى علياً قتَله الناس .

      قال ابن زياد بغضب : بل الله قتله .

      قال الإمام بدون اكتراث : الله يتوفى الأنفس حين موتها وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله .

      فاستشاط ابنُ زياد غضباً ، وأمر بقتل الإمام .

      وهنا تدخّلت عمتُه زينب وقالت : حسْبك يابن زياد من دمائنا ما سفكت ، وهل أبقيت أحداً ؟ فإن أردتَ قتله فاقتلني معه .

      وقال السجاد بشجاعة :

      أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة ؟

      فتراجع ابن زياد وأصدر أمره بترحيل الأسرى إلى الشام .

      إلى الشام :

      وصل الأسرى إلى الشام في حال يُرثى لها ، وكان زينُ العابدين ( عليه السلام ) ما يزال مقيَّداً بالسلاسل .

      كان يزيد بن معاوية قد أمر بتزيين مدينة دمشق وإظهار الفرَح احتفالا بقتل الحسين ( عليه السلام ) ، وكان أهل الشام قد خدعهم معاوية ورسَم لهم صورةً مشوّهة عن أولاد علي ( عليهم السلام ) .

      وعندما وصل الأسرى دمشق ، تقدّم شيخٌ إلى الإمام زين العابدين وقال له : الحمد لله الذي أهلككم وأمكن الأمير منكم .

      أدرك الإمام أن هذا الرجلَ يجهل الحقيقة ، فقال له بهدوء :

      يا شيخ أقرأت القرآن ؟

      قال الشيخ : بلى .

      قال الإمام :

      أقرأت قوله تعالى : {قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى }وقوله تعالى : {وآت ذا القربى حقه } وقوله تعالى : {واعلوا أنّما غنمتم من شيء فأنّ لله خمسه و للرسول ولذي القربى } ؟

      قال الشيخ : نعم قرأت ذلك .

      فقال الإمام : نحن – والله – القربى في هذه الآيات .

      ثم قال الإمام : أقرأت قوله تعالى : { إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجسَ أهل البيت ويطهركم تطهيرا } .

      قال الشيخ : نعم .

      فقال الإمام : نحن أهل البيت يا شيخ .

      فقال الشيخ مدهوشاً : بالله عليك أنتم أهل البيت .

      فقال الإمام نعم – وحق جدّنا رسول الله – نحن هم من غير شكّ .

      وهنا ألقى الشيخ بنفسه على الإمام يقبِّله وهو يقول :

      أبرأ إلى الله ممّن قتلكم .

      وعندما وصل الخبرُ إلى يزيد أمر بإعدام الشيخ .

      الإمام ويزيد :

      أمر يزيد بإدخال الأسرى مربوطين بالحبال ، وكان منظرُهم مؤلماً .

      قال زين العابدين ( عليه السلام ) : ما ظنك يا يزيد برسول الله وأنا على مثل هذه الحالة . فبكى الحاضرون .



      وصعد أحد الجلاوزة على المنبر بأمر يزيد وراح يسبّ علياً والحسن و الحسين (عليهم السلام ) ، ويثني على معاوية ويزيد .

      فالتفت الإمام وخاطبه غاضباً : ويْلك أيها المتكلم لقد اشتريت مرضاةَ المخلوق بسخط الخالق ، فتبوّأُ مقعدَك من النار .

      ثم التفت إلى يزيد وقال : أتسمح لي أن أصعد هذه الأعواد وأتكلّم بكلمات فيها لله رضا ولهؤلاء الجلوس أجر وثواب ؟ .

      رفض يزيد وقال : إذا صعد المنبر لا ينزل إلا بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان .

      وبعد إلحاح الناس وافق يزيد .

      فصعد الإمامُ المنبر ، وبعد أن حمد الله وأثنى عليه ، قال :

      أيها الناس أُعطينا ستّاً وفُضِّلنا بسبع : اُعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين .

      وفُضلنا بأنّ منّا النبي المختار ( عليه السلام ) ، ومنا الصدّيق ومنّا الطيّار ومنّا أسدُ الله وأسد رسوله ومنّا سيدة النساء ، ومنّا سبطا هذه الأمة .

      أيها الناس منْ عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفْني أنْبأته بحسبي و نسبي . أنا ابنُ مكّة ومنى . . أنا ابنُ زمزمَ والصفا . . أنا ابنُ من اُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى . . أنا ابن من بلغَ به جبرائيل إلى سدرة المنتهى . . أنا ابن من دنى فتدلّى ، فكان قاب قوسين أو أدنى . . أنا ابن محمدٍ المصطفى . . أنا ابن عليٍّ المرتضى . .

      و راح الإمام يستعرض نسبه الطاهر . . حتى وصل إلى وصف تفاصيل مذبحة كربلاء .

      وفوجئ الناس بحقيقة ما يجري ، وضجّ الناس بالبكاء .

      خاف يزيد أن تنقلب الأمور عليه ، فأشار إلى المؤذن ليرفع الأذان ويقطع خطاب الإمام .

      هتف المؤذن : أشهد أن لا إله إلاّ الله .

      فقال الإمام بخشوع : شَهِد بها لحمي و دمي .

      وعندما قال المؤذن : أشهد أنّ محمداً رسول الله ، التفت الإمام إلى يزيد وخاطبه قائلاً :

      محمّدٌ هذا جدّي أم جدّك ؟ فإن زعمت أنّه جدّك فقد كذبت ، وإن قلتَ أنّه جدّي فلمَ قتلتَذرّيتَه ؟

      وقد أثار الخطابُ ثمّ الحوارُ الذي دار بين الإمام ويزيد ردَّ فعل في أوساط الناس ، وغادر بعضُهم المسجدَ احتجاجاً على سياسة يزيد .



      خاف يزيد انقلاب الأوضاع في الشام فأمر بإعادة الأسرى إلى المدينة المنوَّرة .

      ندم المسلمون على موقفهم من الإمام الحسين عندما رأوا ظلم يزيد الذي ظلّ مستمراً في فساده .

      وأغارت جيوشه على المدينة المنورة ، وأباحها لجنوده ثلاثة أيام يقتلون وينهبون وينتهكون الأعراض ، كما حاصرت قوّاته مكةَ وقصفت الكعبةَ بالمنجنيق وأشعلت فيها النار .

      وانتقم اللهُ من يزيد ، وجنودُه يمطرون الكعبة بقذائف المنجنيق .

      وتصدّى للخلافة بعد يزيد ابنه معاوية . . الذي تنازل عن الخلافة معترفاً بظلم أبيه وجدّه الذي اغتصب الحقَّ من أهله ، فأعلن مروان نفسه خليفةً ، وبايعه أهلُ الشام .

      فيما أعلن عبد الله بن الزبير خلافة في الحجاز وظلّ معتصماً بالكعبة .

      وفي سنة 73 زحف عبدُ الملك بن مروان بجيش جرّار و حاصر مكة مرّة أخرى ، وقصف الكعبة بالمنجنيق ، وقتل عبد الله بن الزبير .

      اتَّبع عبدُ الملك سياسةَ البطش بكل من يعارضه ، وسلّط على البصرة والكوفة واحداً من أكثر الحكام دموية وسفْكاً للدماء ؛ وهو الحجّاج بن يوسف الثقفي فنفّذ المذابح بحقّ الأبرياء ، وملأ السجون بالرجال والنساء .

      وكان عبدُ الملك يراقب الإمام زينَ العابدين مراقبةً دقيقة ، وكان الجواسيس يتابعون كلّ حركاته وسكناته .

      ومع كل ذلك أمر بإلقاء القبض عليه وإرساله إلى الشام ، ثم أطلق سراحه فيما بعد .

      الإمام وهشام :

      توفي عبد الملك بعد أن وطّد الحكَم لخلَفِه هشام . وقد حجّ هشامٌ هذا وطاف حول البيت وحاول استلام الحجر الأسود ،فأخفق من شدّة الزحام فجلس ينتظر ووقف حوله أهلُ الشام ، وفي هذه الأثناء أقبل الإمام زينُ العابدين ( عليه السلام ) وهو يفوح طيباً فطاف بالبيت ، فلما وصل إلى الحجر الأسود انفرج له الناس ووقفوا إجلالاً وتعظيماً حتى إذا استلم الحجر الأسود وقبَّله وانصرف عاد الناسُ إلى طوافهم .

      كان أهل الشام لا يعرفون الإمام ، وعندما رأوا ذلك المشهد تساءلوا عن هوية هذا الرجل ، فتظاهر هشام بأنّه لا يعرفه وقال باستياء : لا أعرفه .

      وكان الفرزدق الشاعر حاضراً فارتجل قصيده تعدُّ من روائع الأدب العربي إذ قال جواباً على سؤال الشامي من هذا :

      هذا الذي تعرف البطحاءُ وطأتَه والبيتُ بعرفه والحلُّ والحرَمُ

      هذا ابنُ خيرِ عبادِ الله كلَّهمُ هذا التقيُّ النقيُّ الطاهر العَلمُ

      هذا ابنُ فاطمةٍ إن كنتَ جاهلَهُ بجدّه أنبياءُ اللهِ قد خُتموا

      وقد انزعج هشام لموقف الفرزدق ، فأمر بإلقائه في السجن ، ولكنه أطلق سراحه خوفاً من لسانه .

      وقد أرسل الإمام هدية إلى الفرزدق تثميناً لموقفه . وقد قبلها الفرزدق تبرّكاً بها .

      الصحيفة السجادية :

      تبدو الصحيفة السجادية كتاباً صغيراً يتضمن مجموعة من الأدعية ولكنها في الحقيقة مدرسة كبرى تعلِّم الإنسانَ الخلُقَ الكريم والأدب الرفيع ، إضافة إلى المسائل الفلسفية والعلمية والرياضية وحتى السياسية .

      وهذه نماذج من أدعيته ( عليه السلام ) :

      1. اللهم إنّي أعوذ بك من الكسل والجُبن والبُخل والغفْلة والقسوة والذلّة .

      2. سبحانك تسمع أنفاسَ الحيتان في قعور البحار ، سبحانك تعلم وزن الشمس والقمر ، سبحانك تعلم وزن الظلمة والنور . . . سبحانك عجَباً من عرفك كيف لا يخافُك .

      وللإمام أدعية خاصّة بالأيام ، ولكلّ يومٍ من أيّام الأسبوع دعاء ، وخمس عشرة مناجاة تنساب كلماتها رقّة وعذوبة . . . تدلّ على أدب رفيع ونفس خاشعةٍ لله سبحانه .

      رسالة الحقوق :

      للإمام السجّاد رسالةٌ تدعى رسالةَ الحقوق ؛ و هي تشتمل على خمسين مادّة توضِّح ما يجب على الإنسان من حقوق تجاه ربّه وتجاه نفسه وتجاه جيرانه وأصدقائه ؛ يقول فيها عن حق المعلّم : من حقه عليك التعظيم له و التوقير لمجلسه وحُسْن الاستماع . . ولا ترفع في وجهه صوتك وتستر عيوبه وتُظهر مناقبه .

      وفي حق الأمّ يقول الإمام :

      فحق أمّك أن تعلم أنها حملتْك وأطعمتك من ثمرة قلبها ، فرضيتْ أن تُشبعك وتجوع ، وتكسوك وتعرى ، وتُرويك وتظمأ ، وتلذذك النوم بأرَقها .

      وفي حقوق الجيران :

      ومن حق الجار عليك حفظه غائباً وكرامته شاهداً . . ولا تحسده عند نعمة ، وأن تقيل عثرته وتغفر زلته .

      و أهل الذمّة :

      فالحكم فيهم أن تقبل منهم ما قبل الله وكفى بما جعل الله لهم من ذمته وعهده فلقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من ظلم معاهداً كنت خصمه فاتَّق الله فيهم .

      شهادته :

      في 25 محرّم سنة 95 هجرية استشهد الإمام السجّاد ، بعد أن دسّ له هشامُ ابن عبد الملك السمَّ في طعامه ، و توفّي وله من العمر 57 سنة ودُفن في البقيع إلى جانب قبر عمّه الحسن ين علي ( عليه السلام ) .

      من كلماته المضيئة :

      · يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم في الطريق . . إياك ومصاحبة الكذّاب فإنّه بمنزلة السراب يقرِّب لك البعيد ويبعد لك القريب ، وإيّاك و مصاحبة الفاسق فإنه يبيعك بأكلة وما دونها ، وإيّاك و مصاحبة البخيل فإنّه يخذلك فيما أنت أحوج ما تكون إليه وإيّاك ومصاحبة الأحمق فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك ، و إيّاك و مصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله .

      قال لأبنه الباقر ( عليه السلام ) : افعل الخيرَ إلى كل من طلبه منك فإن كان من أهله فقد أصبت موضعه وإن لم يكن من أهله كنت أنت من أهله ، وإن شتمك رجل عن يمينك ثم تحوّل إلى يسارك و اعتذر إليك فاقبل عذره .


      هوية الإمام :

      الاسم : علي بن الحسين ( عليه السلام ) .

      اللقب : زين العابدين .

      الكنية : أبو محمد .

      اسم الأب : الحسين بن علي ( عليه السلام ) .

      اسم الأم : شاه زنان .

      اسم الجد : علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .

      تاريخ الولادة : 5 شعبان سنة 38 هجرية .

      مدة الإمامة : عشرة أعوام .

      العمر : 57 سنة .

      تاريخ شهادته : 25 محرّم سنة 95 هجرية .

      محل الدفن : المدينة المنورة .


      تعليق


      • #33
        الإمام محمد الباقر
        ( عليه السلام )
        الميلاد :
        وُلد الإمام الباقر في الأول من رجب سنة 57 هجرية في المدينة المنورة ، وهو خامس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
        أبوه الإمام زينُ العابدين ( عليه السلام ) ، وأمّه " فاطمة " من ذرّية الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) .وعلى هذا فأن الإمام الباقر ( عليه السلام ) هو أوّل إمام ينحدر من رسول الله أباً وأماً .
        أدرك الإمام الباقرُ جدَّه الحسين ( عليه السلام ) ، وكان عمره أربعة أعوام حين وقعتْ مذبحةُ كربلاء .وعاش مع والده السجّاد ( عليه السلام ) خمساً وثلاثين سنة ، وعاش بعد والده ثمانية عشر عاماً وهي مدّة إمامته ، انصرف فيها إلى نشر العلوم والمعرفة الإسلامية .

        وسُمّي بالباقر من بقر الأرض أي شقّها وأخرج مخبآتها ، فهو قد أخرج كنوز العلم والمعرفة ، فسمّاه الناسُ الباقر ، وله ألقاب أخرى تدلّ على صفاته الأخلاقية ؛ منها : الشاكر والهادي .
        صادفه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري وهو صغير ، فقال له : يسلّم عليك رسولُ الله . فتعجّب الناس . فقال لهم جابر : كنت جالساً عند رسول الله ذات يوم وفي حجره الحسين ( عليه السلام ) يداعبه ، فقال لي :
        يا جابر يولد له مولود ، اسمه علي ، إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ :
        لِيقم سيدُ العابدين ، ثمّ يولد من علي ولدٌ اسمه محمد يبقر العلم بقرا فإن أدركته يا جابر فاقرأه عنّي السلام .
        وكانت للإمام بساتين يعمل فيها بيده ، ويشارك الفلاحين طعامهم ، وكان يُنفق ريعها على الفقراء والمحتاجين ، وكان في ذلك أسخى أهل زمانه .
        وقد ورد في كتب التاريخ أن " محمد بن المنكدر " ، وكان متصوفاً ، قال : ما كنت أرى أن مثل علي بن الحسين يدع خلفاً أفضل حتى رأيت ابنه " محمداً ( عليه السلام ) أردت أن أعظه فوعظني ، خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارّة ، فلقيت محمدَ بن علي ( عليه السلام ) وهو متكئ على غلامين له ، فقلت في نفسي : شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا ، والله لأعظنّه ، فدنوت منه وسلّمت عليه ، فسلّم عليّ وكان يتصبّب عرقاً ، فقلت : أصلحك الله ، شيخاً من أشياخ قريش في هذه الساعة في طلب الدنيا . كيف لو جاءك الموت وأنت على هذه الحالة ؟!

        فخلّى الإمام يديه عن الغلامين وتساند وقال " لو جاءني – والله – الموت وأنا على هذه الحال ، جاءني وأنا في طاعة من طاعات الله أكفّ بها نفسي عنك وعن الناس ، وإنّما كنت أخاف الموت لو جاءني وأنا على معصية من معاصي الله .
        فقلت : يرحمك الله أردت أن أعظك فوعظتني .
        كان موقف الإمام حازماً لكي يدرك الناس أن طلب الرزق عبادة وطاعة لله ، لا ترك العمل والانقطاع للصلاة والعيش عبئاً على الآخرين كما يفعل المتصوفون من أمثال بن المنكدر وغيره .
        منزلته العلمية :
        كان رجل من أهل الشام يتردّد على مجلس الإمام محمد الباقر ( عليه السلام ) ؛ وكان يقول له : لا يوجد أحد في الأرض أبغض إليّ منكم وإنّ طاعة الله وطاعة رسول الله في بغضكم ، ولكن أراك رجلاً فصيحاً لك أدب وحسن لفظ ، وأن حضوري مجلسك هو لحسن أدبك ، وكان الإمام في كل مرّة يقول له خيراً أو يقول له : لن تخفى على الله خافية .

        ومرّت أيام انقطع فيها الرجل الشامي ، فافتقده الإمام وسأل عنه فقال بعضهم : إنه مريض .
        ذهب الإمام لعيادته ، وجلس عنده يحدّثه وسأله عن علّته ونصحه الإمام بتناول الأطعمة الباردة ، ثم انصرف .
        مضّت أيام ونهض الشامي من فراشه بعد أن عوفي من مرضه ، فكان أول شيء فعله هو أن انطلق إلى مجلس الإمام واعتذر إليه ، وأصبح من أصحابه .
        وسأل رجلٌ عبدَ الله بن عمر بن الخطاب عن مسألة فحار في جوابها ثم قال له : اذهب إلى ذلك الغلام فسله وأعلمني بالجواب ، وأشار إلى محمدٍ الباقر . فجاءه الرجل وسأل الإمام وعاد إلى ابن عمر .
        حوار مع عالم نصراني :
        روى الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه كان في الشام مع أبيه عندما استدعاه هشام بن عبد الملك .
        وذات يوم رأى في أحد الميادين جموعاً من الناس تنتظر ، فسأل عن ذلك فقالوا له : إنهم ينتظرون عالِمهم وهو لا يخرج في العام إلا مرّة فيسألونه ويستفتونه ، فجلس الإمام معهم حتى جاء العالم النصراني ، وعندما رأى النصرانيُّ الإمامَ ( عليه السلام ) سأله : هل أنت منّا أم من هذه الأمة المرحومة ؟
        فقال الباقر ( عليه السلام ) : بل مِن الأمة المرحومة .

        فقال النصراني : مِن جُهّالها أم علمائها ؟ .
        فقال الإمام : لستُ من جُهّالها .
        فقال العالم النصراني : لديَّ أسئلة :
        من أين ادّعيتم أن أهل الجنّة يأكلون ويشربون ولا يتبوّلون ؟
        فقال الإمام : دليلُنا الجنين في بطْن أمّه يُطعم فلا يُحدث .
        فقال العالم النصراني : أخبرني عن ساعة لا هي من ساعات الليل ولا من ساعات النهار .
        فقال الإمام : الساعة بين طلوع الفجر وطلوع الشمس . . يهدأ فيها المبتلى ويرقد فيها الساهر .
        فوجئ النصراني بأجوبة الإمام ، فأراد أن يفحمه بسؤال جديد ، فقال : اخبرني عن مولودَين وُلدا في يوم واحد وماتا في يوم واحد ، عُمر أحدهما خمسون سنة وعمْر الآخر مائة وخمسون سنة .
        فقال الإمام : عُزير وأخوه ، وكان عمر عزير خمسة وعشرون سنة . . مرّ على قرية بأنطاكية وهي خاوية على عروشها فقال : {أنّى يُحيى هذه الله بعد موتها }[1] . فأماته الله مائة عام ثم بعثه ، وعاد إلى داره شابّاً ، فيما كان أخوه شيخاً كبيراً طاعناً في السن ، فعاش مع أخيه خمساً وعشرين سنة ، ثم مات مع أخيه في يوم واحد .
        وتعجّب العالم النصراني من سعة علم الإمام ، فأعلن إسلامه أمام الملأ كما أسلم أصحابه .
        في مجلس هشام :
        بعث هشام بن عبد الملك وراء الإمام محمد الباقر ( عليه السلام ) وابنه جعفر الصادق ، فغادرا المدينة إلى الشام .

        كان هدف هشام أن يستعرض أبهة الملك فدخل عليه الإمام ، وكان جالساً على سرير الملك ، وحوله الجند مسلحين وبين يديه عِلية القوم يرمون هدفاً بالسهام ، فقال : يا محمد اِرم مع أشياخ قومك هذا الغرض .
        فقال الإمام : إني قد كبرت عن الرمي فاعفني .
        رفض هشام وأصرّ على الإمام وأشار إلى شيخ من بني أمية أن يناوله القوس . فأخذ الإمام القوس وتناول سهماً فوضعه فيه وسدّد نحو الهدف فأصاب مركزه ، ثم تناول الثاني فأصاب المركز مرّة أخرى . . حتى تكاملت تسعة أسهم .

        دهش هشام لبراعة الإمام ومهارته الفائقة فهتف : أجدت يا أبا جعفر ، أنت أرمى العرب والعجم . . هذا وأنت تقول : كبرت عن الرمي .
        ثم قاد الإمام وأجلسه عن يمينه وقال : يا محمد لا تزال العرب والعجم تسودها قريش مادام فيهم مثلك ، لله درّك ! مَن علّمك هذا الرمي ؟ وفي كم تعلّمته ؟
        فقال الإمام : تعلّمته أيام حداثتي ثم تركته .
        فقال هشام : ما أظن أن في الأرض أحداً يرمي مثل هذا الرمي . أيرمي جعفر مثل رميك ؟
        فقال الإمام : نحن أهل بيت نتوارث الكمال والتمام اللذين أنزلهما الله على نبيه (صلى الله عليه وآله ) في قوله تعالى : {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } .
        فقال هشام وقد احمرّ غضباً : من أين ورثتم هذا العلم وليس بعد محمد نبي ولا أنتم أنبياء ؟
        فقال الإمام : ورثناه عن جدّنا علي ( عليه السلام ) وقد قال : علّمني رسول الله ألف باب من العلم . . ينفتح عن كل باب ألفُ باب .
        ظلّ هشام ساكتاً يفكّر ، ثم أمر بإعادة الإمام وابنه إلى المدينة بأسرع وقت خوفاً من أن يتّجه الناس إليه .
        النقد الإسلامي :
        كانت الاشتباكات على الحدود عنيفة بين الدولة الإسلامية ودولة الروم ، فهدّد امبراطورُ الروم عبدَ الملك بن مروان بقطع النقد عن الدولة الإسلامية إذا لم يتنازل عن المناطق المتنازع عليها ، فارتاع عبد الملك ولم يدْرِ ما يصنع ، وجمع أعيانَ المسلمين يستشيرهم فلم ينتهوا إلى نتيجة ، فأشار بعضهم بالرجوع إلى الإمام الباقر .
        أرسل عبد الملك يدعو الإمام إلى الشام ، ولبّى الإمام الدعوة ، وعندما عرضت عليه الأزمة ، قال الإمام لعبد الملك : لا يهولنكّ ما ترى أرسِل إلى ملك الروم واستمهله مدّة من الزمن ، وخلال هذه المدّة أرسل إلى حكام المدن والأقاليم وَ أمرهم بجمْع الذهب والفضة ، حتى إذا توفّرت الكمية المناسبة ، باشِر بضرب النقود الإسلامية .
        ثم حدّد له الإمام وزنها وشكلها ، وأمره أن يكتب على أحد وجهيها : " محمد رسول الله " ، فإذا انتهى العمل منها يمنع التعامل بالنقد الرومي وعندها لا يبقى لإمبراطور الروم نفوذاً يستغلّه ضد الدولة الإسلامية .
        ولما انتهى العمل وتوفر النقد الإسلامي ، بعث عبد الملك رأيه النهائي في مسالة الحدود ، ولم يجد إمبراطور الروم وسيلة للضغط الاقتصادي فاختار الحلّ العسكري ، ولكنه أخفق في ذلك أيضاً بعد أن تصدّى المسلمون لجيوشه .
        وهكذا أنقذ الإمام الباقر دولة الإسلام من استغلال الأعداء وأصبح لهم نقد مستقل يحمل شعار الإسلام .
        أصحاب الإمام :
        توفرت للإمام الباقر فرصة حسنة لنشر العلم وإرساء معالم مدرسة أهل البيت (عليهم السلام ) بعد أن انصرف الأمويون إلى إخماد القلاقل هنا وهناك .

        وقد برز في عهد الإمام بعض تلاميذه الذين كان لهم دور كبير في نشر معارف أهل البيت ( عليهم السلام ) ؛ وفي طليعتهم :
        1.أبان بن تغلب : وقد عاصر ثلاثة من أئمة أهل بيت ( عليهم السلام ) ، فقد حضر مجالسِ الإمام السجّاد والإمام الباقر كما لازم الإمام الصادق ( عليهم السلام ) ولكنه أخذ عن الإمام الباقر أكثر . وكان متفوِّقاً في علوم الفقه والحديث والأدب واللغة والتفسير والنحو ، وقد قال له الإمام الباقر : اجلس في مسجد المدينة وَافْتِ الناس فإنّي أحبّ أن يُرى في شيعتي مثلك .
        2.زرارة بن أعين : قال فيه الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لولا زرارة لظننت أن أحاديث أبي ستذهب . وكان يترحّم عليه قائلاً : رحم اللهُ زرارة بن أعين لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي .
        3.محمد بن مسلم الثقفي : كان الإمام الصادق يجلّه و يحبّه ؛ وهو أحد الأربعة الذين قال فيهم الصادق ( عليه السلام ) : أربعة أحبّ الناس إليّ أحياء وأمواتاً ، كما أمر بعض أصحابه بالرجوع إليه قائلاً : سمع أحاديث أبي وكان عنده وجيهاً ، وكان محمد بن مسلم يقول : سألت أبا جعفر الباقر عن ثلاثين ألف حديث .
        وقد أثنى الإمامُ الصادق على أصحاب أبيه ، وكان يقول : لو أنّ أصحابي سمعوا وأطاعوا لأودعتهم ما أودع أبي أصحابه . . . إنّ أصحاب أبي كانوا زيناً لنا أحياءً و أمواتاً .
        ومن أصحاب الإمام الباقر أيضاً : الكميت الأسدي الشاعرُ المعروف كان الإمام الباقر يقول – كلما لقاه : اللهم اغفر للكميت .
        شهادة الإمام :
        على الرغم من انصراف الإمام الباقر إلى العلم ونشر الدين فإنّ حكّام بني أميّة لم يكونوا يتحملون وجوده ؛ خاصّة يعد أن عرف الناس فضله وعلمه ، وبهرتْهم شخصيّتُه الأخلاقية والإنسانية ، كما أن انتسابه إلى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) عزَّز من مكانته في قلوب المسلمين .
        كان هشام يفكر في القضاء على الإمام ، وأخيراً سنحتْ له الفرصة فدسّ له السمّ ، واستشهد الإمام في 7 ذي الحجة سنة 114 هجرية . بعد أن عاش 57 سنة قضاها في التقوى والصلاح وخدمة الإسلام والمسلمين ونشْر علوم أهل البيت ( عليهم السلام ) .
        من كلمات المضيئة :
        1.ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر إلاّ نقص من عقله .
        2.عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد . . والله لموت العالم أحبّ إلى إبليس من موت سبعين عابداً .
        3.قال لأحد أولاده : يا بني إياك والكسل والضجر فإنهما مفتاح كل شرّ ، إنّك إن كسلت لم تؤدِّ حقاً ، وإن ضجرت لم تصبر على حق .
        4.كفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه ، وأن يأمر الناس بما لا يستطيع التحوّل عنه وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه .
        5.قال لأحد أصحابه : أوصيك بخمس : إن ظُلمت فلا تَظلم ، وإن خانوك فلا تخُن ، وإن كُذبت فلا تغضب ، وإن مُدحت فلا تفرح ، وإن ذممت فلا تجزع .
        هوية الإمام :
        الاسم : محمّد .
        اللقب : الباقر .
        الكنية : أبو جعفر .
        اسم الأب : السجّاد ( عليه السلام ) .
        تاريخ الولادة : 1 رجب سنة 57 هجرية .
        محل الولادة : المدينة المنورة .
        تاريخ الشهادة : 7 ذي الحجة سنة 114 هجرية .
        محل الدفن : البقيع / المدينة المنورة .

        [1] سورة البقرة / 259 .

        تعليق


        • #34
          مشكور أخوي شكر حار جدا
          أنا قرأت الصفحة الأولى ونسيت نفسي و انا أقرأ من كثر ما القصص حلو صراحه سويت لها قص و لزق في الورد طلع 200 صفحة
          و انا الآن أبدأ بقراءت قصة آل عمران
          مشكور أخوي عقرب و وفقك الله و جزاك الله خيرا

          تعليق


          • #35
            و إن شاء الله راح أقرأ مرة أخرى

            تعليق


            • #36
              بارك الله بيك أخي على القصص الجميلة والرائعة
              وجعلها الله في ميزان حسناتك
              أستفدت كثيراً من هذه القصص العظيمة

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

              يعمل...
              X