المرجعية وطرقتحديد الأعلم
ذكرفقهاؤنا طرقاً تفتح الباب أمامالمكلف في كيفية تعيين مرجع التقليد وتثبيت عدالته ولتوصل العامي من خلالها إلىتشخيص من يأخذ بيده ليطمئن بفراغ ذمته أمام الله سبحانه وتعالى من الأحكام الشرعيةالواجبة عليه ولولا هذه الطرق التي سنذكرها لاحقاً لكان من الصعب على المكلف أنيقوم بهذه المهمة ولا بأس بأن أذكر بعض الفتاوى حول هذه الطرق من بعض رسائل علمائنافي طرق تحديد المجتهد والأعلم والعدالة ثم أوضح بعد ذلك هذه الطرق وأطبقها على مايؤخذ به في الوقت الحاضر.
قال السيد الخوئي(قد) :- (( .... ويثبت أجتهاده وأعلميتهأيضاً بالشياع المفيد للأطمئنان وبالبينة ... منهج الصالحين- مسألة 20)).
قالالسيد محمد الصدر(قد) :-((يثبت الاجتهاد والاعلمية أيضاً بالعلم والاطمئنان والوثوقوالبينة وبخبر الثقة أو العدل مع حصول الوثوق الشخصي بقوله ) منهاج الصالحين- مسألة 22)).
قالالسيد عبد الأعلى السبزواري (قد) :-(( يثبت الاجتهاد والاعلمية بالإختبار وبالشياعالمفيد للعلم وبشهادة العدلين من أهل الخبرة )) جامع الاحكام الشرعية مسألة -7)).
قال السيدالسيستاني (دام ظله) :- (( يثبت اجتهاده واعلميته – بالعلم, بالإطمئنان – بشهادةعدلين من أهل الخبرة )) منهاج الصالحين – مسألة 12.
قال السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) :- (( ويثبت اجتهاد المجتهد واعلميته وعدالته – بالنحو المتقدم – بالعلم مع عدمهيكفي شهادة الثقة من أهل الخبرة اذا استندت الى الإختبار ولا يعتد بشهادته اذااستندت للحدس والتخمين ومع اختلاف اهل الخبرة تسقط شهادتهم )) .
العلم
1- اما لعدم تحققه أصلاً :-
أ- لعدموجود المجتهدين أو أهل الخبرة الحقيقيين .
ب- اولعدم احراز عدالتهم.
2- او لتحقق ذلك لكن تسقط البينة للتعارضكما هو حاصل في الخارج حيث نجد البعض يدعو لزيد والبعض الآخر يدعو لبكر والثالثيدعو لخالد وهكذا , وممن أشار الى التساقط, السيد السيستاني في رسالته العمليةعندما ذكر طرق معرفة الأعلمية (( يعتبر في شهادة أهل الخبرة أن لا يعارضها شهادةمثلها بالخلاف ومع التعارض يأخذ بشهادة من كان منها أكثر خبرة بحد يكون احتمالاصابة الواقع في شهادته أقوى من احتمالها بشهادة غيره .
وبعدتساقط ذلك وابطال هذا المنشأ لا يبقى امام المكلف الا البحث بنفسه وبذل ما بوسعهوقدرته بأتباع الطرق العلمية والأخلاقية والشرعية كمعرفة آثار الشخص العلميةوالأخلاقية لتشخيص الأعلمية والعدالة ولو للوصول الى أرجحية أحدى الأطروحات علىالباقي فتكون هذه الأطروحة الراجحة عليه (حجة ) وهذا المعنى هو مراد بعض فقهائنابتوسيع مصاديق أهل الخبرة.
البينة
الأمر الأول : يجب ان يحضر اهل الخبرة( الشاهدانالعادلان جميع بحوث المجتهدين لمدة معتد بها بحيث يميز معرفة الأعلم اثناء الدرس, اويحضر عند البعض ويطلع على بحوث البعض الآخر من المجتهدين اذا كانوا قد اصدروابحوثهم الخارجية على شكل مطبوعات او اشرطة صوتية او مرئية او تقريرات طلبتهم .
الامرالثاني: يجب انلا تقع بين اهل الخبرة وبين ذلك المجتهد أي صلة اجتماعيةواقتصادية وغبرها , لانها تؤثر على اتجاه الانسان في اغلب الاحيان , فتقدح بعدالتهغالباً خاصة في هذا العصر , كقول المشهور(( القلوب مجبولة على محبة المحسن اليها)).
وبعد هذا يجبعلينا التنبيه لما ننصح به انفسنا وغيرنا وخاصة اهل الخبرة , الواجب الاخلاقيوالعلمي والتاريخي واللشرعي يلزمهم ان يتورعوا في ذكر تحديد الاعلم, وان يفحصوا بكلدقة ونظر وحشد وفكر وترك العاطفة والجوائز الدنيوية والخوف من التفسيق وفقدانالواجهة الدنيوية فلينظروا الى الآخرة بعين الحق والحقيقة.
ونفسالكلام الذي قلناه في( العلم ) يقال هنا , من انه بعد تعذر البينة لعدم تحققهااصلاً او لتساقطها, فالواجب العقلي والشرعي على المكلف ان لا يبقى ساكناً وخاملاًومهملاً وتاركاً لأهم الواجبات الشرعية والمصحح لجميع الأعمال وهو (التقليد) . فعليه ان يبحث بنفسه عن الدليل العلمي والأخلاقي والشرعي من خلال الآثار التي تدلعلى المؤثر (( وهو المجتهد الأعلم صاحب الأطروحة الأرجح)).
الشياع
حسنالظاهر
المؤلفاتوالآثار
فقد قالالشيخ النائيني (قد) في كتاب الدر الثمين : (( ويثبت اجتهاده واعلميته بملاحظةمؤلفاته العلمية الكاشفة عن الاجتهاد والاعلمية , وذلك من جهة غلبة الفساد علىالصلاح في هذا الزمان , واستيلاء المطامع والأغراض ورواج الدعايات الكاذبة .... فيحرز المجتهد الذي يتعين الرجوع اليه بالنظر الى مؤلفاته العلمية الكاشفة عنالاجتهاد والأعلمية ....)).
كما يساند هذا القول الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (قد) حيثقال ((.... ان المرجعية الإمامية كان معيارها وطريقها كثرة الإنتاج وتوفر المؤلفاتفي شتى العلوم لا في خصوص الفقه والأصول وقد قيل (من ثمارهمتعرفونهم).
المناظرة
قبل كل هذا ينبغي ان نبين انه لا مجال بعد الآن لمن يقولبأن عملية الفحص عن الأعلم منصعوبة الأمر فمعرفتك لهذه الطرق حتماً ستحدد الأعلم , وتأخذ بيده وانت فارغ الذمة ان شاء الله تعالى , وهذه الطرق سميت ((بالحجة الشرعيةفي تقليد الأعلم))
وكل تقليد بدون هذه الطرق سيكون باطلاً اذا خالف الواقع.
تعليق