إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مـن وحــي النهـــج العلـــــوي ((النبـــوّة))

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مـن وحــي النهـــج العلـــــوي ((النبـــوّة))

    .
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بعد أن نقلت في بحث سابق ما يتعلق بالإمامة في الموضوع التالي: مـن وحـي النهـج العلـــوي (الإمامــــــة)
    أنتقل بحول الله وقوته لنقل هذا القسم الآخر المتعلق بالنبوة .. وإن سأل سائل: لماذا قدّمت موضوع الإمامة على النبوّة؟ أقول: لغرض واحد لا غير وهو أنّ موضوع الإمامة كان مطروحاً في المنتدى العقائدي والجدل قائمٌ حوله بين المتحاورين فأتتني الفكرة أن أنقل البحث كاملاً لأنني أرفض الدخول في الحوارات الجدلية العقيمة ولما رأيت إقبالاً على متابعة ما أنقله في موضوع (الإمامة) عزمت على نقل فصول أخرى من هذا الكتاب راجياً الدعاء والقبول:

    والنقل ما زال أيضاً من الجزء الثاني الباب الرابع من كتاب "منــارة الرشــاد إلـى صحّــة الإعتقــاد"
    وهو "مـن وحـي النهـج العلـــوي"
    تأليف فضيلة الشيخ "حسيـن محمّـد المظلـوم" أطال الله عمره الشريف.

    وما سأنقله هو الفصول الأولى في هذا الباب وهي التالية:
    - النبوة
    - المعجزة دليل النبوة
    - صفات النبوة
    فتابعوا معنا أثابكم الله:
    مـن وحــي النهـــج العلـــــوي
    ((النبـــوّة))
    .

  • #2
    النبـــوّة

    .
    النبـــوّة
    النبوّة هي الأصل الثاني من أصول الدين باتفاق كافة المسلمين ، وقد رتبت ثالثاً عند الفرق الإثناعشرية لإفراد العدل في مبحث مستقل وصنف بالأصل الثاني0
    وكلمة نبّوة مصدر الفعل نبأ فأصل الكلمة نبوءة ثم خُففت بقلب الهمزة واواً، وإدغامها بالواو الأصلية، كما يقال : مروءة ومرّوَة0
    ومعناها لغة: الإنباء والإخبار0 ومنه أخذت النبوّة شرعاً إلا أنها قُيدت بالإنباء والإخبار عن الله تعالى0
    وفي معجم ألفاظ القرآن : النبي هو من يصطفيه الله من عباده البشر لأن يوحي إليه بالدين والشريعة فيها هداية للناس قال تعالى ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ )0
    وفي مجمع البحرين النبي هو الإنسان المخبر عن الله بغير واسطة بشر أعم من أن يكون له شريعة كمحمد (ص) أو ليس له شريعة كيحي (ع)0
    وفي التعريفات: النبي من أوحى إليه بملك أو ألـهم في قلبه أو نُبه بالرؤيا الصالحة فالرسول أفضل بالوحي الخاص الذي فوق وحي النبوة، لأن الرسول هو من أوحى إليه جبرائيل خاصة بتنزيل الكتاب من الله0

    وبالنتيجة فالنبي شخصٌ من البشر ومن الناس أنفسهم إلا أنه يمتاز عنهم بعـدة خصائص وسنأتي علي بيانها بعون الله فيجتبيه الله تعالى على سائر بني نوعه ويختصه بعنايته وهدايته فيوحي إليه أو يكلمه من وراء حجاب أو يرسل إليه رسولاً لقوله تعالى
    (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ) الشورى/51/

    فهذه هي الطرق الثلاث المصرح عنها في كتاب الله والتي يحصل بها اتصال النبي بالله ويتلقى عبرها المعارف الإلهية والتي فيها السعادة اللامتناهية ويأمره بهداية سائر الناس بها وإبلاغهم إياها لتتم الحجة عليهم وتنفتح أمامهم سُبل النجاح والفلاح لأنه من المعلوم وبالإجماع بأن الله جلّ جلاله وتقدس كماله لم يخلق هذا الخلق العظيم عبثاً بل خلقهم لحكمة بالغة ومصلحة نافعة تعود عليهم وهي العبادة له والانصياع لأمره وقد تقدم لنا إيضاح ذلك، وتقرر انه لم يتركهم سُدى فثبت بالدليل القاطع والبرهان الساطع أن لا بد لهم حينئذٍ من نبي مرشدٍ لهم، يهديهم إلى سبيل الهُدى ويردعهم عن سبيل الغي والردى ليبين لهم الحـــق والصواب ويظهر لهم ما هم صائرون إليه من الثواب والعقاب ، ومن كمال لطف الله بالإنسان أنه قد زوده بالفطـــرة لتهديه إلى طريق الخير والصلاح ليسلكه ويصل إلى هدفه وربما انحرف الإنسان عن الطريق القويم الذي تفرضه الفطرة فلا تتمكن بعد هذا من القيام بعملها المتمثل في هدايته، وهنا يأتي دور النبوة في حياة الإنسان لأن الله أجل وأعظم وألطف من أن يتركه يتابع سيره الخاطئ الذي يبعده عن كماله بل يرسل له الأنبياء والرسل ليقوّموا اعوجاجه ويعيدوه إلى فطرته لقول أمير المؤمنين عليه السلام:

    واصطفى سبحانه من ولده (أي من ولد آدم) أنبياء أخذ على الوحي ميثاقهم وعلى تبليغ الرسالة أمانتهم لما بدل أكثر خلقه عهد الله إليهم فجهلوا حقه واتخذوا الأنداد معه واجتالتهم الشياطينُ عن معـرفته واقتطعتهـم عن عبادته، فبعث فيهم رسله وواتر إليهم أنبياءَه ، ليستأدوهم ميثاق فطرته ويذكروهم منسي نعمته، ويحتجوا عليهم بالتبليغ ويثيروا لهم دفائن العقول ، ويروهم الآيات المقدرة من سقف فوقهم مرفوع، ومهاد تحتهم موضوع، ومعائش تحييهم، وآجالٍ تفنييهم، وأوصاب تهرمهم، وأحداث تتتابع عليهم0 ولم يخلِ الله سبحانه خلقه من نبي مُرسل ، أو كتاب منزل، أو حجة لازمة، أو محجة قائمة، رُسُلٌ لا تقصر بهم قلة عددهم، ولا كثرة المكذبين لهم، من سابق سمي له من بعده، أو غابرٍ عرفه من قبله0 (نهج البلاغة)

    وعلى هذا الأساس الواضح كانت بعثة الرسل العظام من لدن آدم إلى ما بعد عيسى عليهم السلام إذ حمل كل واحد منهم إلى قومه رسالة ربه ودعاهم إلى التوحيد وعبادة الله، ونبذ ما هم عليه مــن ضلال وكفر ، فمنهم مـن آمن به، ومنهم من صدّ عنه فأخذ الله بعض هؤلاء الصادّين بعـذاب أليم، وبعضهم بريح عاصف، وبعضهم بطوفان مغرق إلى غير ذلك من أنواع التنكيل والتعذيب، وكان كل رسول يُبعث برسالة تطابق روح عصره وتلائم أهل زمانه، وكان الجميع يتحدون في أصول العقائد وأمهات التوحيد، ويختلفون فيما وراء ذلك وكان كل رسول يُرسل إلى قوم معيّنين وجماعة مخصوصين لا يتخطاهم ولا يدعو سواهم
    ( إلى أن بعث الله سبحانه محمداً صلى الله عليه وآله لإنجاز عدته وإتمام نبوته، مأخوذاً على النبيين ميثاقه مشهورة سماته، كريماً ميلاده، وأهل الأرض يومئذٍ مللٌ متفرقة، وأهواء منتشرةٌ ، وطوائف متشتتةٌ بين مشبهٍ لله بخلقه، أو ملحدٍ في اسمه، أو مشيرٍ إلى غيره، فهداهم به من الضلالة، وأنقذهم بمكانه من الجهالة) نهج البلاغة
    (أرسله بالدين المشهور والعلم المأثور ، والكتاب المسطور، والنور الساطع، والضياء اللامع،والأمر الصادع، إزاحــــة للشبهات واحتجاجاً بالبينات، وتحذيراً بالآيات، وتخويفاً بالمثلات
    (فأخرجه من أفضل المعادن منبتاً، وأعز الأرومات مغرساً، من الشجرة التي صدع منها أنبياءه، وانتخب منها أمناءه، عترته خير العتر، واسرته خير الأسر، وشجرته خيرُ الشجر، نبتت في حرمٍ، وبسقت في كرم، لها فــروعٌ طوالٌ، وثمرٌ لا ينال، فهو إمام من أتقى، وبصيرة من اهتدى0 سراج لمع ضوءُه، وشهاب سطع نوره، وزندٌ برق لمعه، سيرته القصد، وسنته الرشد، وكلامه الفصل، وحكمه العدل، على حين فترة من الرسل، وهفـــوة عن العمــل، وغباوة من العمل)،
    (فبالغ في النصيحة، ومضى على الطريق، ودعا إلى الحكمة والموعظة الحسنة) نهج البلاغة0

    فقام في الدعوة سراً في بادئ الأمر، ثم أمره أن ينذر عشيرته الأقربين، فأنذرهم وحذرهم، ثم أمره أن يجهر بالدعوة وأن يعلنها للناس جميعاً وأن يدعوهم إليها فصدع بالأمر وأرسلها مدويةً في الآفاق، وأعلن للناس مبدأه العام الخالد :
    (أن لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله)

    فملأ به سمع الدنيا واهتزت له جنبات الأرض ورؤوس الجبال، وقد أرسل بكتبه الداعية إلى الله إلى هرقل وإلى كسرى وإلى المقوقس وإلى غيرهم من أساطين العالم يوم ذاك فزُلزلت عروشهم وهُدت ممالكهم وقوّضت تيجانهم0

    ولما استتب الأمر له (ص) وقويت شوكة الدين، وهدأ الصحابة العاملون أخذ يُبيّن لهم الأحكام ويُبلّغ ما أمر الله به ويوضح من التنزيل ما اشتكل أمره عليهم واُبهِم لديهم، وأذّن في الناس جميعاً بقوة وحمية :
    ( الناسُ سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى )
    فسوّى بين الصغير والكبير والعظيم والحقير في حدود الدين فلم يترك غنياً لغناه، ولا وجيهاً لجاهه، ولا حابى عظيماً لعظمته، ولا أميراً لإمارته، فمحا فوارق الطبقات، وبث دعائم المساواة، والمآخاة بين الناس، وأعلن استقلال الفكر والحرية في الرأي بشرط ألا يخرج واحد منهما عن دائرته المشروعة0

    فهذه هي الحكمة التي من أجلها بعث الله الأنبياء، وهذا هو الهدف من بعثتهم لهداية الناس إلى معرفة ربهم واعادتهم إلى فطرتهم الأولى التي فُطروا عليها فسبحان الفاعل لما يشاء وهو على كل شيء قدير0
    .

    تعليق


    • #3
      المعجزة دليل النبوة

      المعجـزة دليـل النبـوّة
      سُئل الإمام الصادق عليه السلام: لأي علة أعطى الله عز وجل أنبياءه ورسله وأعطاكم المعجزة ؟
      فقال: ليكون دليلاً على صدق من أتى به، والمعجزة علامة لله لا يعطيها إلا أنبياءه ورسله وحججه ليعرف به صدق الصادق من كذب الكاذب0

      ومن المعروف بأن الإنسان بطبيعته المحدودة وعدم إدراكه للأمور العقلية المجردة لا يميل إلى تصديق الأمور الغريبة على طبعه وحسه ابتداءً إلا بمقدمات برهانية أهمها الدليل القاطع المزيل للشك فإذا ظهر الدليل وقع التصديق منه وزال الشك وصح التسليم وارتفع السؤال، وإنّ من أظهر الأدلة على تصديق النبوة وأقطعها هو ظهور المعجز على أيديهم0
      فما هي المعجزة ؟

      هي كل أمر خارق للعادة يعجز الإنسان عن الإتيان بمثله، ويجب أن تكون مقترنة بالدعوة مطابقة لها يعجز الغير عن ردها ومعارضتها فإذا اكتملت هذه الشروط صحّت نبوة الداعي وصحت دعــوته ووجب اتّباعها والعمل بها0
      وإنّ الكتاب العزيز قد أخبر في آيات كثيرة عن ظهور معجزات خارقة وواضحة على أيدي الأنبياء والمرسلين مما يدل على أنهم صادقون في دعواهم ومُرسلون من قبل الله سبحانه وتعالى فالمُصدّق بهم مؤمنٌ والمُكذّب لهم كافرٌ وما ربك بظلام للعبيد فكانت المعجزة هي الحجة على العباد والهادية إلى وجوب تصديق الداعي إلى الرشاد .

      وأما فيما يختص برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإن معاجزه كثيرةٌ ، ومن أعظم معجزاته الدالة على صدق نبوته والتي تحدى بها الناس وجعلها دليلاً على أحقية ما جاء به من عند ربه هو الكتاب العزيز الذي ( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)
      وذلك بدليل قوله تعالى :
      ( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً )0
      وقال تعالى:
      ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً ) أي القرآن.
      وقال تعالى:
      (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ )
      وقال:
      ( الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ)
      وقال:
      (لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً )
      ولمـا كـانت المعجزة والوحي وخلافهما واردة إلينا من طريق النقل والتقليد وكان القرآن المجيد من حين نزوله إلى يومنا هذا بتعاليمه الخالدة وحكمه اللاهوتية وتشريعه المحكم بين أيدينا مما لا تخلق جدته ولا تنقضي علمنا علم اليقين أنه أعظم دليل وأقوم برهانٍ على نبوته عليه الصلاة والسلام.

      أما الدليل على صدق نبوته من طريق المعجزة ما رواه صاحب الهداية الكبرى السيد الثقة الأجـل الأقدم أبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي (ق) (1) مرفوعاً إلى جعفر بن محمد بن مالك وكان راوياً علوم شيعة آل محمد عن جعفر الصادق عن الباقر عليهما السلام، قال:
      لما ظهر رسول الله (ص) بالرسالة والوحي بمكة وأراهم الآيات العظيمة تحيرت قبائل قريش فيما أتى به فاجتمع بعضهم إلى بعض وقالوا ماذا ترون فيما أتى به محمد من السحر والكهانة الذي يُعجزُ الإنس والجن؟
      فقال بعضهم : أجمعوا على أن نسأله أن يشق لنا القمر ، فإن القمر ما سمعنا أن أحداً من الأنبياء قدر أن يشقه ، فأجمعوا أمرهم وجاءوا إلى رسول الله، فقالوا يا محمد قد جعلنا بيننا وبينك آية إن أتيت بها صدقناك وآمنا بك.
      فقال: اسألوني ، فقالوا : الموعد بيننا إلى سواد الليل وطلوع القمر حيث تقف على المشعرين وتدعوا ربك الذي أرسلك أن يشق لك القمر شعبتين حيث ينزل نصف على المشعرين والآخر على الصفا، فقال (ص) فهل انتم تؤمنون ؟
      قالوا: نعم، وتسامع الناس والتجأوا إلى سواد الليل فأقبل الناس يهرعون إلى البيت وحوله حتى أقبل الليل واسوّدَ وطلع القمرُ وأنار ، وحضر النبي (ص) ومعه علي بن أبي طالب، فقال عليه السلام:
      قمْ يا أبا الحسن وقفْ بجانب الصفا وهرول إلى المشعرين ونادِ بهذا جهاراً وقل بندائك:
      اللهم رب هذا البيت الحرام والبلد الحرام وزمزم والمقام ومرسل هذا النبي التهامي ائذن للقمر أن يُشق إلى الصفا منه نصف ، وإلى المشعرين نصف، فقد سمعت سرنا ونجوانا وأنت بكل شيء محيط.
      ثم هرول أمير المؤمنين من الصفا إلى المشعرين ونادى وأسمع بالدعاء فما استتم دعاءه حتى كادت الأرض أن تسيخ بأهلها والسماء أن تقع، ثم أن القمر انشق نصفين نصفاً وقع على الصفا ونصفاً وقع على المشعرين، فأضاءت مكة وصاح المنافقون أهلكنا محمد بسحره ثم رجـع رسول الله ورجع القمر إلى منزله بالفلك
      0
      وفي الهداية ايضاً مرفوعاً إلى أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقر انه قال:
      لما ظهر النبي (ص) ودعا قريشاً إلى الله تعالى فنفرت قريش من ذلك وقالوا يا ابن أبي كبشة قد ادّعيت أمراً عظيماً، أتزعم انك نبي وأن الملائكة تنزل عليك وقد كذبت على الله ورسله وملائكته ودخلت فيما دخل به السحرة والكهنة، فقال لهم النبي: يا معاشر قريش أتجزعون أن أدعوكم إلى الله وإلى عبادته والله ما دعوتكم حتى أمرني ربي بذلك وما أدعوكم أن تعبدوا حجراً من دون الله ولا وثناً ولا صنماً ولا ناراً وإنما دعوتكم أن تعبدوا من خلق هذه الأشياء كلها وخلق الخلق جميعاً وهو ينفعكم ويضركم ويحييكم ويميتكم ويرزقكم ثم قال:
      والله لتستجيبون إلى هذا الذي أدعـوكم إليه شئتم أم أبيتم طائعين أو كارهين صغيركم وكبيركم فبهذا أخبرني جبريل عليه السلام عن رب العالمين وإنكم لتعلمون أنني لست بكاذب وما بي من جنون ولا سحر ولا كهانة0

      ومن معجزاته (ص)كلام الذئب وشهادته بالرسالة له0
      ومنها مجيء الشجرة لما دعاها فأجابته ولها صوت كدوي الرعد القاصف من غير جاذب لها ولا دافع، ثم رجعت إلى مكانها.
      ومنها تسبيح الحصى بين يديه0
      ومنها رد عين قتادة حين سالت على خده0
      ومنها شهادة الضب بنبوته (ص)0
      ومنها تسليم الحجر والشجر عليه (ص)0
      ومنها إقرار الظبية بالشهادتين بين يديه0
      ومنها حنين الجزع له (ص)0
      ومنها تظليل الغمام وتكليم الموتى0
      ومنها إخباره بالغيب في مواطن كثيرة كإخباره بقتل الحسين عليه السلام وموضع قتله، وإخباره لعلي عليه السلام: ستقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين، وإخباره بقتله بأنه سيضرب على رأسه فيخضب لحيته من دمه، وقوله لعمـار بن ياسر رضي الله عنه ( تقتلك الفئة الباغية ) فقتله أصحاب معاوية، وإخباره للصحابة بأنهم يفتحون مصر وأوصاهم بالقبط خيراً فان لهم ذمة ورحماً...
      وغير ذلك من المعجزات التي لا يتأتى بيانها بالاختصار ، وقد ضبط له المؤرخـون ألف معجزة (ص) كلها ثابتة بالتواتر والشهرة، وكفى بكتاب الله تعالى معجزاً وهذا يدل على صدق نبوته وبأنّ كل ما جاء به من عند ربه وبأنه لا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى0
      فتبين لنا بأن المعجزة حاجة ملحة للنبي وللناس على حد سواء0
      أما النبي فإنه لا بد له من الإتيان بالمعجزة ليتمكن من القيام بدوره الذي بعث لأجله على أكمل وجه ولأن المعجزة تكون شاهداً على صدق دعواه إذ كل دعوى تحتاج إلى دليل يثبتها0
      أما حاجة الناس إلى المعجزة فلأن رسالة النبي تحمل إليهم الكثير من التكاليف التي لم يألفوها وتفرض عليهم التخلي عن عقائد لازمتهم أمداً طويلاً فلا بد من سلوك سبيل الإقناع معهم والمعجزة كفيلة بذلك0

      وأختم هذا الفصل بقول العلامة الحكيم الإمام الشيخ عبد اللطيف إبراهيم:
      لك معجزاتٌ لا يطيق بيانهـا = فكري ولا يسطيعهـا إنشـائ
      فكيف السبيل لحصرها وهي التي = تربو بكثرتهـا على الإحصـاء

      وفي هذا كفــــاية

      ------------------------------------------------------------
      (1) - راجع: كتاب الهداية الكبرى لشيخ العلويين السيد ابي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي
      .

      تعليق


      • #4
        صفـات النبـوّة


        صفـات النبـوّة

        من المجمع عليه عند كافة المسلمين بأن النبوة حاجة ضرورية للإنسان ودليل على عدالة الخالق جل وعلا، وكمال حكمته الربانية في إيجاد الكائنات، وأنّ النبوة سفارة ربانية، والنبي يقوم بدور السفير بين الله جل وعلا وبين خلقه لقول الإمام جعفر الصادق(ع) في جوابه لمُنكِرِ النبوة:
        "إننا لما أثبتنا أن لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنا وعن جميع ما خلق، وكان ذلك الصانع حكيماً، لم يجز أن يُشاهده خلقه، ولا يلامسهم، ولا يباشرهم ويباشروه، ويحاجّهم ويحاجّوه، فثبت أن له سفراء في خلقه يدلونهم على مصالحهم ومنافعهم وما فيه بقاؤهم وفي تركه فناؤهم، فثبت الآمرون الناهون عن الحكيم العليم في خلقه، حكماء مؤدبين بالحكمة، مبعوثين بها، غير مشاركين للناس في أحوالهم، على مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب، مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمة والأدلة والشواهد والبراهين من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص، فلا تخلو أرض الله من حجــة يكون معه علم يدل على صدق مقال الرسول ووجوب عدالته".

        فكان من الواجب أن يكون النبي (ص) متحلياً بأكمل الصفات البشرية وأرفعها وأسناها لأن الله هو الكمال المطلق فيستحيل في حقه أن يختار رسولاً إلى عباده ثم لا يكون متّصفاً بالكمال.
        بل من الواجب أن يكون أكمل أهل عصره ليتحقق الأثر المطلوب من بعثته.

        فمن أبرز الصفات التي يجب أن يتمتع بها النبي:
        العصمة، والتنزه عن المنفرات
        ولا بد لنا من تعريفهما كي تكمل الفائدة.
        فالعصمة في اللغة: المنع، والإعتصام هو الإمتناع.
        وفي مصطلح المتكلمين: العصمة، قوة راسخة في النفس (مَلَكَة)، يمتنع بها الإنسان عن اقتراف المعاصي وارتكاب الأخطاء.
        فالنبي يجب أن يكون معصوماً في أربعة أشياء:
        - الأول: في مقاله، بمعنى أنه لا يقول باطلاً.
        - الثاني: في أفعاله، بمعنى أنه لا يفعل باطلاً.
        - الثالث: في تركه، بمعنى أنه لا يترك حقاً.
        -الرابع: في تقريراته، بمعنى أنه لا يُقرّرُ في حضرته باطلٌ وهو ساكتٌ عنه إذ لا يجوز له التقية لمنافاتها للغرض المقصود منه.

        فالنبي معصومٌ عن ارتكاب الذنوب عمداً وسهواً قبل البعثة وبعدها، كما هو معصوم عن الخطأ في تبليغ رسالته وبيان ما أنزل إليه.

        فلو لم يكن النبي معصوماً لَلَزمَ انتفاء فائدة البعثة ولكان فعل المعصية منه جائزاً، وإذا وقعت المعصية -وهذا محال- فلا يخلو من أحد أمرين:
        - إما أن يجيب اتباعه، أوْ لا، والأول باطل لاستحالة التكليف بالقبيح منه تعالى شأنه، والثاني موجب لانتفاء بعثته(ص) فإن الغرض من بعثته إتّباعه.
        وإنه مع وقوع المعصية منه إمّا يجب أن يكون الإنكار عليه أولاً، والثاني باطل لعموم وجوب النهي عن المنكر، فلو لم ينكر عليه للزم إبطال هذه الوظيفة وهو باطل إجماعاً فيتعين الأول، أي الإنكار عليه، لكن ذلك موجبٌ لسقوط محلَّه من القلوب فلا يُصار إلى ما يأمر به، وينهى عنه فتنتفي فائدة البعثة.
        وثم أنه لو جاز عليه فعل المعصية لجاز أن لا يؤدي بعض ما أمر بأدائه فيجوز أَنه قَد أُمر بصلاة سادسة أو بصوم شهرٍ آخر، ولم يرد ذلك للأمة، ولكن ذلك يرفع الوثوق بإخباراته وكل ذلك لا يليق بشأنه ورتبته.
        فيستنتج مما تقدَّم وجوب عصمة النبي وعدم جواز صدور الخطأ عنه لتنافي ذلك مع الحكمة والعقل.
        ومما يؤدي ما تقدم ما قاله أمير المؤمنين عليه السلام:
        "أرسله بأمره صادعاً، وبذكره ناطقاً، فأدّى أميناً ومضى رشيداً".
        وهذا القول لإمام الهدى من أبلغ ما يدل على عصمة النبي فلو كان النبي قد أخطأ أو عصى لما صحّ أن يقال: ومضى رشيدأ لأن الرشد يقابل الغيَّ الذي هو الوقوع في المعصية.
        فهذا من حيث العصمة، أمّا من حيث التنزه عن المنفرات فأقول:
        بأن النبي يجب أن يتنزه في نسبه عن عهر الأمهات وفجـور الآباء لأن وليد هذه البيوت منفورٌ منه، بخلاف وليد البيوت الطيبة، وسليل الأنساب الطاهرة فإن القلوب إليه تميل.

        ويجب أن يتنزه النبي عن نقص العقل فلا يجوز أن يوصف بالبلادة وضعف الرأي والتردد في الأمور بل ينبغي أن يكون في أعلى درجات الذكاء والفطنة والحزم.

        ويجب أن يتنزه في بدنه وخلقه عن جميع الأمراض والعاهات الموجبة لوحشة الناس ونفورها منه.

        ويجب أن يتنزه في أخلاقه عن قساوة القلب، وفظاظة المعاملة والطمع والحسد ونحوها من الصفات المستنكرة.

        ويجب أن يتحلى بكمال الأخلاق فيكون ليّن العريكة،كثير التواضع، صاحب إيثار، أمينا،ً صادقا،ً لأن ذلك من العوامل المؤدية إلى إجتماع الناس من حوله وقبولهم لرسالته.

        ويجب أن يتنزه عن سوء السيرة والمعاملة فلا يستبدّ برأيه بل يشاور أصحابه، ولا يجوز أن يستغل جهل الناس بل يسلك دائمــاً سبيل هدايتهم وإرشادهم إلى الحق ويعاملهم بالسويّة فلا يميّز بينهم لطبقةٍ أو لشرفٍ أو لمال أو لقرابة أو لعرق.

        ولا يجوز أن يسلك الأساليب الملتوية والمنحرفة في نشر رسالته كالخديعة والانتقام.

        فهذه الصفات من أبرز ما يجب أن يتمتع به النبي كي تتحقق الغاية من بعثته، وهذه الصفات وغيرها قد اجتمعت في الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم.

        وروي عن رسول الله (ص) أنه قال:
        "لا تصلح الإمامة إلا لرجل فيه ثلاث خصالٍ:
        - ورع يحجزه عن معاصي الله.
        - وحلم يملك به غضبه.
        - وحسن الولاية على من يلي، حتى يكون للرعية كالأب الرحيم".
        وهذه الكلمة من جوامع الكلم الدالة على أبرز الصفات القيادية التي يجب أن تجتمع في النبي والإمام.

        ومما قاله أمير المؤمنين في الأنبياء عامّةً والنبي محمد خاصّةً:
        "فأستودعهم في أفضل مستودع، وأقرّهم في خير مستقرٍ تناسختهم كرائم الأصلاب إلى مطهّرات الأرحام".
        وهذا مما يدل على طهارة مولدهم.

        وقال في وصف النبي (ص):
        "مشهورةً سماته، كريماً ميلاده".

        وقال في تواضع الأنبياء:
        "فلو رخّص الله في الكبر لأحدٍ من عباده، لرخص فيه لخاصــة أنبيائه وأوليائه، ولكنه سبحانه كره إليهم التكابر ورضي لهم التواضع، فألصقوا بالأرض خدودهم، وعفّروا في التراب وجوههم، وخفضوا أجنحتهم للمؤمنين، وكانوا أقواماً مستضعفين".

        وقال في تواضع النبي (ص):
        "لقد كان(ص) يأكل على الأرض ويجلس جلسة العبد، ويخصف بيده نعله، ويرفع بيده ثوبه، ويركب الحمار ويردف خلفه".

        وقال في زهده:
        "خرج من الدنيا خصيماً وورد الآخرة سليماً، لم يضع حجراً على حجرٍ حتى مضى لسبيله وأجاب داعيَ ربه".

        وقال في زهد موسى عليه الصلاة والسلام:
        "موسى كليمُ الله إذ يقول:" ربِّ إني لما أنزلت إليَّ من خيرٍ فقيرٌ "والله ما سأله إلا خبزاً يأكله لأنّه كان يأكل بقلةَ الأرضِ، ولقد كانت خضرة البقل تُرى من شفيفِ صفاقِ بطنه لهزالهِ وتشذّبِ لحمه".

        وقال في زهد داود عليه الصلاة والسلام:
        "لقد كان يعمل سفائق (نسائج) الخوص بيده، ويقول لجلسائه إيّكم يكفيني بيعها. ويأكل قرصَ الشعير من ثمنها".

        وقال في زهد عيسى عليه الصلاة والسلام:
        "لقد كان يتوسّد الحجر ويلبس الخشن، ويأكل الشجب وكان أدامــه الجوع وسراجه بالليل القمر، وظلاله في الشتاء مشارق الأرض ومغاربها وفاكهته وريحانه ما تنبت الأرض للبهائم، ولم تكن له زوجة تفتنه، ولا ولد يحزنه ولا مال يلفته ولا طمع يُذلّه. دابّته رِجلاه، وخادمه يداه".

        وقال أيضاً في زهد النبي (ص):
        "قضم الدنيا قضماً ولم يُعرْها طرفاً، أهضم أهل الدنيا كشحاً، وأخمصهم من الدنيا بطناً، عُرضت له الدنيا فأبى أن يقبلها، وعلم أن الله سبحانه أبغض شيئاً فأبغضه، وحقّر شيئاً فحقّره، وصغّر شيئاً فصغّره".

        فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم تبتعد الدنيا عنهم إطلاقاً بل عُرضت عليهم فرفضوها لعلمهم بأن الله أبغضها وصغّرها ولرضاهم بما عند الله أبغضوها وحقّروها وليكونوا قدوةً حسنةً لمن بُعثوا إليهم وليتأدّبوا بآدابهم.

        فالأنبياء يجب أن يتحلوا بمكارم الأخلاق وفضائل الصفات وفرائد القيم حتى تتحقق الغاية من بعثتهم هذه بالإضافة إلى وجوب العصمة وظهور المعجز على أيديهم.

        فهم معصومون قبل البعثة وبعدها ولا يصدر عنهم الخطأ مطلقاً وهم أفضل أهل زمانهم لعدم جواز إمامة المفضول على الفاضل لأن ذلك قبيح عقلاً ونقلاً.

        ومما ثبت عن النبي (ص) فيما يتعلق بصفاته ما روي عن عائشة (رض) أنها قالت: "قلتُ يا رسول الله إنك تدخل الخلاء فإذا خرجت دخلتُ فلم أرَ شيئاً إلا أني أجد رائحة المسك، قال إنّا معاشر الأنبياء تنبت أجسادنا على أرواح الجنة، فلا يكون منّا ما يكون من البشر".
        وعنها قالت: "أنه كان إذا مشى في ليلة ظلماء بدا له نور كأنه قمرٌ".
        وقالت: "لقد مضى رسول الله (ص) ولم أرَ منه شيئاً، ولم يرَ مني شيئاً".
        وقالت: "كان ما لا يقع عليه ذباب ولا تدنو منه هامةً ولا سامّةً".

        وعن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: "كان لا يقع ظل النبي(ص) على الأرض ولم يمشِ مع أحدٍ إلا وكان يطوله برأسه وإن كان طويلاً, ولم يطير الطير فوق رأسه, وكان يُبصر من ورائه كما يُبصر من أمامه, وكان ينطق بلغات كثيرة, ويسمع في نومه كما يسمع في انتباهه, وكان إذا مشى على الأرض السهلة لم يَبنْ لقدمه أثر, وإذا مشى على الأرض الصلبة بان أثرها, والذي يؤيد ذلك كله خبر الإسراء والمعراج المثبت في قوله تعالى :( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى )الإسراء"1" .
        وقد اختلف الناس في معراجــه (ص) فالخوارج ينكرونه أصلاً، وقالت الجهمية أنه عرَّج بروحه دون جسمه، على طريق الرؤيا، وقالت الإمامية والزيدية والمعتزلة بل عرج بروحه وجسمه معاً وهذا رأي ابن عباس وابن مسعود وغيرهم من الصحابة، وكان من عروجه برواية ابن عباس من نفس المسجد ليلة الاثنين من شهر ربيع الأول بعد النبوة بسنتين ومن ذلك يقول ابن عمه العباس:
        من قبلها طبت في الظلال وفي = مستودع حيث يخصف الورقُ
        ثم هبطتَ البلاد لا بشرً = أنت ولا مضغة ولا علقُ
        وأنت لما ولدت أشرقت الأ = رض وضائت بنورك الأفقُ
        فنحن في ذلك الضياء وفي النو = ر وسبل الرشاد تخترقُ

        ويروي الشيخ الثقة الأقدم في الهداية الكبرى عن محمد بن إسماعيل الحسني، عن أبي محمد الحسن الحادي عشر من الأئمة عليهم السـلام:
        "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مضى وله ثلاثً وستون سنة منهـا أربعون سنةً قبل أن يُنبأ ثم نزل عليه الوحي ثلاثاً وعشرين سنةً بمكة وهاجر إلى المدينة هارباً من مشركي قريش وله ثلاث وخمسون سنة، وأقام بالمدينة عشرَ سنين وقُبض يوم الاثنين لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول من إحدى عشرَ سنةٍ من سنيّ الهجرة ومشهده بالمدينة واسمها يثرب، وطيبة".
        .

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X