إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أُم المُؤمنين خديجة عليها رضوان الله وسلامه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    اذن الى الحقيقة
    من الصحيح من السيرة
    وسوف اجعله على هيئة عدة مشاركات قصيرة لكي لايمل القاري من قرائتها ان شاء الله
    بسمه نبدأ وعلى بركته نكمل مسيرنا
    وخير ما نبدا من قول
    اللهم صل على محمد وال محمد
    ***********
    الفصل الثاني:
    روايات بدء الوحي
    /صفحة 287/
    ما روي في بدء الوحي:
    روى البخاري ومسلم وغيرهما، عن الزهري، عن عروة بن الزبير،عن عائشة في بدء الوحي، ما ملخصه: أن الملك جاء للنبي، (ص) وهو في غار حراء، فقال: إقرأ. قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: إقرأ: فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: إقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني؛ فقال: (إقرأ بسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * إقرأ وربك الأكرم).فرجع بها رسول الله (ص) يرجف فؤاده؛ فدخل على خديجة بنت خويلد، فقال زمّلوني، زمّلوني، حتى ذهب عنه الروع؛ فقال لخديجة ـ وقد أخبرها الخبر ـ: لقد خشيت على نفسي. فقالت خديجة: كلا والله، ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة، حتى أتت به ورقة بن نوفل، بن أسد، بن عبد العزى، ابن عم خديجة، وكان امرء قد تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيراً قد
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
    /صفحة 288/
    عمي، فقالت له خديجة: يا بن عم إسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله (ص) خبر ما رأى. فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعاً، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك. فقال رسول الله (ص): أو مخرجيّ هم ؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً.ثم لم ينشب ورقة أن توفي. وفتر الوحي (1).وثمة روايات كثيرة أخرى متناقضة ومتعارضة، ونذكر منها على سبيل المثال: 1 ـ هناك رواية تقول: إن خديجة أرسلته مع أبي بكر إلى ورقة بن نوفل فأخبره (ص) أنه يسمع نداءً خلفه: يا محمد، يا محمد، فينطلق هارباً في الأرض، فأمره ورقة أن يثبت؛ ليسمع ما يقول ثم يخبره، ففعل فناداه: يا محمد، قل: (بسم الله الرحمن الرحيم) حتى بلغ، (ولا الضالين) قل لا إله إلا الله. فأخبر ورقة؛ فبشره بأنه هو الذي بشر به ابن مريم؛ فلما توفي ورقة قال (ص): لقد رأيت القس في الجنة، عليه ثياب الحرير، لأنه آمن بي وصدقني (2).
    2 ـ ورواية أخرى تقول: بعد أن ذكرت: أن خديجة أخبرت ورقة
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
    /صفحة 289/

    تعليق


    • #47
      2 ـ ورواية أخرى تقول: بعد أن ذكرت: أن خديجة أخبرت ورقة

      /صفحة 289/
      بالأمر، فأخبرها أنه نبي هذه الأمة ـ إنه بعد مدة التقى بالنبي (ص) وهما يطوفان، فسأله ورقة عما رأى وسمع؛ فأخبره. فأخبره ورقة أنه نبي هذه الأمة
      3 ـ إنه لما أخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خديجة بما رأى، بشرته بأنه نبي هذه الأمة، وأن الذي أخبرها بذلك هو غلامها ناصح، وبحيرا الراهب. وأمرها أن تتزوجه منذ أكثر من عشرين سنة، ولم تزل برسول الله حتى طعم، وشرب، وضحك، ثم خرجت إلى الراهب، وكان قريباً من مكة فأخبرته، فأخبرها: أن جبرئيل هو أمين الله، ورسوله إلى الأنبياء. ثم أتت عداساً، فسألته، فأخبرها بمثل ذلك. ثم أتت ورقة، فأخبرها بمثل ذلك. ولكنها حلفته أن يكتم الأمر، فطلب منها أن ترسل ابن عبد الله إليه؛ ليسأله، ويسمع منه؛ مخافة أن يكون الذي جاءه هو غير جبرئيل، فإن بعض الشياطين يتشبه ليضل ويفسد، حتى يصير الرجل بعد العقل الرضي مدلّهاً مجنوناً، فرجعت إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأخبرته بمقالة ورقة، فنزل قوله تعالى: (ن * والقلم وما يسطرون * ما أنت بنعمة ربك بمجنون). ولكنها أصرتعليه أن يذهب إلى ورقة، ففعل، وصدقه ورقة، فذاع قول ورقة وتصديقه لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فشق ذلك على الملأ من قومه
      4 ـ إن خديجة طلبت منه أن يخبرها حين يأتيه الملك ففعل، فأمرته أن يجلس إلى شقها الأيمن؛ ففعل، فلم يذهب الملك، فأجلسته في حجرها، فلم يذهب. فتحسرت فشالت خمارها، ورسول الله (صلى الله ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
      /صفحة 290/
      عليه وآله وسلم) في حجرها، فذهب الملك،. فقالت: ما هذا بشيطان، إن هذا لملك يا ابن عم، فاثبت وابشر.وفي رواية: أنها أدخلت رسول الله بين جلدها ودرعها، وأخرجت رأسه من جيبها؛ فذهب جبرئيل (ع) عند ذلك
      وفي رواية: أن ذلك كان بإشارة ورقة
      5 ـ في رواية: إن ورقة قال لخديجة: إسأليه من هذا الذي يأتيه، فإن كان ميكائيل، فقد أتاه بالخفض والدعة واللين وإن كان جبرئيل، فقد أتاه بالقتل والسبي؛ فسألته، فقال: فقال جبرئيل. فضربت خديجة جبهتها
      6 ـ وفي رواية: أنه لما أتاه الوحي قال: (... إن الأبعد ـ يعني نفسه ـ لشاعر أو مجنون، لا تَحَدّث بها قريش عني أبداً، لأعمدن إلى حالق من الجبل؛ فلأطرحن نفسي منه، فلأقتلنها، ولأستريحن. قال: فخرجت أريد ذلك) حتى إذا كان في وسط جبل سمع صوتاً من السماء يقول يا محمد أنت رسول الله.
      ثم تستمر الرواية حتى تذكر: أنه ذكر لخديجة: أن الأبعد لشاعر أو مجنون. فقالت: أعيذك بالله من ذلك، ثم التقت بورقة؛ فأرسل إليه بالثبات، ثم التقى به في الطواف، فجرى له معه ما جرى
      وعند السهيلي وغيره: أن خديجة سألت ورقة، وعداسا، ونسطورا،
      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
      /صفحة 291/
      عن أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
      الأراجيف المتقدمة، متوخين الإيجاز والاختصار مهما أمكن فنقول:

      تعليق


      • #48
        وعند السهيلي وغيره: أن خديجة سألت ورقة، وعداسا، ونسطورا،

        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
        /صفحة 291/
        عن أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
        7 ـ وفي رواية: أن عداساً أعطاها كتاباً لتضعه على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ فإن كان مجنوناً شفي، وإلا لم يضره شيئاً، فلما عادت إليه بالكتاب وجدت معه جبرئيل يقرئه الآيات من سورة القلم، ففرحت، وأخذته إلى عداس، فكشف عداس عن ظهره؛ فوجد خاتم النبوة بين كتفيه إلخ..
        ويروي البعض: أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أخبرها بجبرئيل كتبت إلى بحيرا الراهب، وقيل: سافرت بنفسها إليه لتسأله عن الأمر
        8 ـ في رواية: أنه حين ذهب ليتردّى من شواهق الجبال، كان إذا ارتقى بذروة جبل، تبدّى له جبرئيل، ويخاطبه بالرسالة، فيسكن جأشه، وتطمئن نفسه
        9 ـ ويروون أيضاً: أنه كان قبل النبوة يتعرض للرعدة، وتغميض العينين، وتربّد الوجه، ولما يشبه الإغماء، ويغط كغطيط البكر.
        10 ـ وفي رواية: أنه (ص) عاد إلى أهله مسروراً موقناً: أنه قد رأى أمراً عظيماً، فلما دخل على خديجة قال: أريتك الذي كنت حدثتك: أني رأيته في المنام؛ فإن جبرئيل استعلن إلي، أرسله إلي ربي عز وجل، وأخبرها بالذي جاءه من الله، وما يسمع منه، فقالت له: أبشر، فوالله لا يفعل الله بك إلا خيراً، واقبل الذي جاءك من أمر الله، فإنه حق، وأبشر؛

        /صفحة 292/
        فإنك رسول الله حقاً.ثم انطلقت إلى عداس النصراني، غلام عتبة بن ربيعة من أهل نينوى، فسألته عن جبرائيل؛ فتعجب من ذكر جبرائيل بتلك الأرض، ثم أخبرها بأنه أمين الله بينه وبين الأنبياء. ثم جاءت إلى ورقة إلخ..
        هذا غيض من فيض، مما قيل ويقال حول ما جرى حين بدء الوحي، وكيفيته وملابساته، من روايات، وأقاويل متضاربة ومتناقضة. ولننتقل الآن إلى الإشارة إلى بعض ما لنا من مناقشات في تلك الأراجيف المتقدمة، متوخين الإيجاز والاختصار مهما أمكن فنقول:
        مناقشة روايات بدء الوحي:

        إننا في مجال بيان ما في تلك الروايات من خلل وخطل، لا نستطيع أن نستوعب كل ما فيها من نقاط ضعف؛ لأن استيعاب ذلك ـ كما يبدو ـ يحتاج إلى وقت طويل، بل إلى مؤلف مستقل.. ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله،
        بالطبع سوف لن اضع مناقشته للروايات
        سوى اشير الى انه طعن في الاسانيد كالزهري وعروة بن الزبير وعائشة
        وعدهم عداء لاهل البيت
        مثال ذلك
        الزهري: كان من أعوان الظالمين، ومن الذين يركنون لهم ، وكان عاملاً لبني أمية ويقول المحقق التستري: إنه كان كاتباً لهشام بن
        عبد الملك، ومعلماً لأولاده
        عروة بن الزبير
        يعتبر أئمة الجور أئمته، وابن عمر يحكم عليه بالنفاق
        وكان ينال من الامام علي
        أما عائشة: التي حاربت علياً وعادته،

        تعليق


        • #49
          ثم ينتقل من نقد الاسانيد الى المتن
          ورايت من الواجب ذكرها ايضا ففيه الزبدة
          فقد في صفحة رقم 295
          *******


          وثانياً: تناقض الروايات الظاهر لدى كل أحد،
          فإن التناقض والاختلاف إن لم يكن في كل ما تضمنته تلك الروايات من نقاط، ففي جلها مما يعني أن ثمة تعمداً للوضع والجعل. وقديماً قيل: (لا حافظة لكذوب). هذا كله، مع غض النظر عن المناقضة بين هذه الروايات وبين الرواية التي يذكرها البخاري نفسه في أول كتابه بعد هذه الرواية مباشرة من أن أول ما نزل عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) هو سورة المدثر. ويلاحظ أنه ليس في تلك الرواية ذكر لأي شيء من تلك الأمور الغريبة والعجيبة التي تضمنتها رواية عائشة السابقة عليها؛ فإن عدم ذكرها لشيء من ذلك يورث الشك والريب، ويثير أكثر من سؤال عن السبب في إهمال التعرض لذلك.
          وثالثاً: إن رواية الصحاح، بل وسائر الروايات تذكر: أن جبرئيل قد أخذ النبي (ص) فغطه، أي عصره وحبس نفسه أو خنقه حتى بلغ منه الجهد، أو حتى ظن أنه الموت، ثم أرسله، وأمره بالقراءة؛ فأخبره النبي (ص): أنه لا يعرفها، فلم يقنع منه، بل عاد فغطه، ثم أرسله، وهكذا ثلاث مرات.ولنا على هذا الكلام العديد من الأسئلة.
          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
          /صفحة 296/
          فإننا لا نعرف ما هو المبرر لذلك كله ؟ وكيف جاز لجبرئيل أن يروع النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأن يؤذيه بالعصر والخنق، إلى حد أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) يظن أنه الموت، يفعل به ذلك، وهو يراه عاجزاً عن القيام بما يأمره به ولا يرحمه، ولا يلين له ! ! ولماذا يفعل به ذلك ثلاث مرات، لا أكثر ولا أقل ؟!. ولماذا صدقه في الثالثة، ولا يصدقه في المرة الأولى ؟ أو الثانية ؟! وإذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد كذب عليه أولاً، فكيف بقي أهلاً للنبوة ؟! وإذا كان قد صدقه فلماذا لم يقتنع جبرئيل بكلامه، وعاد فخنقه حتى ليظن أنه الموت ؟!.وأيضاً ،هل جاء جبرئيل إليه بكتاب ليقرأه؛ إذ أن قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما أنا بقارئ) إنما يصح لو كان (صلى الله عليه وآله وسلم) قد فهم أن جبرئيل يأمره بالقراءة نفسها ـ لا بتعلم القراءة ـ كما ذكره السندي
          وإذا كان المراد: القراءة بمعنى التلاوة؛ فلماذا يطلب منه جبرائيل ذلك، قبل أن يتلو عليه شيئاً ؟. ثم لماذا يعاند هو ويرفض ذلك ؟! وبعد هذا كله، لماذا يستسلم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لجبرائيل ليعذبه على هذا النحو الذي لا مبرر له ؟ ثم لماذا يرجع مرعوباً خائفاً ؟! ألم يكن باستطاعته أن يلطمه لطمة يقلع بها عينه ؟ كما فعل موسى بملك الموت من قبل ؟! حيث إنه لما جاء ليقبض روحه، لطمه على عينه فقلعها،
          كما نص عليه البخاري، وكثير من المصادر الأخرى ! !

          تعليق


          • #50
            كما نص عليه البخاري، وكثير من المصادر الأخرى ! !
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
            /صفحة 297/
            أم يعقل: أنه كان ـ والعياذ بالله ـ جباناً إلى هذا الحد ؟! وكانت الشجاعة من مختصات نبي الله موسى وحده ؟! وأخيراً، كيف يخاف نبينا هنا، والله تعالى يقول: (يا موسى لاتخف إني لا يخاف لدي المرسلون)
            قد ورد أن زرارة بن أعين سأل الإمام الصادق (عليه السلام): كيف لم يخف رسول الله (ص) فيما يأتيه من قبل الله أن يكون مما ينزع به الشيطان ؟ فقال: إن الله إذا اتخذ عبداً رسولاً أنزل عليه السكينة والوقار، فكان الذي يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه

            : حول ما يذكر من خوفه (صلى الله عليه وآله وسلم)، ودورزوجته وورقة وغيرهما في بعث الطمأنينة في نفسه نذكر:
            ألف: كيف يجوز إرسال نبي يجهل نبوة نفسه، ويحتاج في تحقيقها إلى الاستعانة بامرأة، أو نصراني ؟ ألم تكن هي فضلاً عن ذلك النصراني أجدر بمقام النبوة من ذلك الخائف المرعوب الشاك ؟ وحتى لو قبلنا ذلك، فمن أين علم: أن تلك المرأة وذلك الرجل قد صَدَقاه، وقالا الحقيقة ؟ ولماذا لم يستطع هو أن يدرك ما أدركته تلك المرأة، وذلك النصراني ؟! أم يعقل أن يكون كلاهما أكبر عقلاً وأكثر معرفه بالله وتفضلاته منه ؟! ـ نعوذ بالله من الزلل في القول والعمل. وإذا جاز أن يرتاب هو مع معاينته لما يأتيه من ربه، فكيف ينكر على من ارتاب من سائر الناس، مع عدم معاينتهم لشيء من ذلك ؟!. قال السندي: (مقتضى جواب خديجة، والذهاب إلى ورقة: أن هذا كان منه على وجه الشك. وهو مشكل بأنه لما تم الوحي صار نبياً، فلا يمكن أن يكون شاكاً بعد في نبوته، وفي كون الجائي عنده ملكاً من الله، وكون المنزل عليه كلام رب العالمين) ! ! ثم حاول السندي توجيه ذلك بأنه (ص) أراد اختبار خديجة، وأن يمهد لإعلامها بالأمر
            /صفحة 299/
            وهو توجيه عجيب، فإننا لم نعهد منه (ص) اتباع مثل هذه الأساليب الملتوية في الوصول إلى مقاصده ونحن نجله (ص) عن نسبة الكذب إليه على خديجة ـ معاذ الله، ثم معاذ الله ! !. ثم.. كيف يتناسب ذلك مع كونه أراد أن يلقي نفسه من شواهق الجبال، وغير ذلك مما تقدم مما ذكرته روايات الوحي ؟! وأيضاً، كيف يبعث الله رجلاً، قبل أن يربيه تربية صالحة ويعده إعداداً تاماً، بحيث يستطيع أن يكون في مستوى الحدث العظيم الذي ينتظره ؟! نعم، كيف أهمله هكذا، حتى إنه حين بعثته ليبدو مذعوراً خائفاً، ظاناً بنفسه الجنون، يريد أن يلقي بنفسه من شواهق الجبال، حتى كأنه طفل تائه، يملأ قلبه الهم، يحتاج إلى من يطمئنه، ويهديه، ويأخذ بيده، ولو امرأة أو أي إنسان عادي آخر ؟! هذا كله عدا عن أن ذلك يدل والعياذ بالله على ضعف إرادته، وضآلة شخصيته. وأين ذهبت عن ذاكرته تلك الكرامات التي كان يواجهها، دون كل أحد، كتسليم الشجر والحجارة عليه
            والرؤيا الصادقة، وغير ذلك مما ذكره المؤلفون والمؤرخون ؟!. ب: قال تعالى: (وقال الذين كفروا: لولا نزّل عليه القرآن جملةواحدة، كذلك لنثبت به فؤادك)،
            . وقال تعالى: (قل: نزله روح القدس من ربك بالحق؛ ليثبت الذينآمنوا، وهدى وبشرى للمسلمين)
            وقال: (إني على بينة من ربي)
            وقال تعالى: (قل: هذه سبيليأدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)
            ـــــــــــــــ
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
            /صفحة 300/

            تعليق


            • #51
              /صفحة 300/
              إذن، فالنبوة، وتنزيل القرآن، ليس إلا لثبيت المؤمنين، ولثبيت فؤاد النبي (ص)، وهذا يتنافى مع قولهم: إن نفسه الشريفة قد سكنت اعتماداً على قول نصراني، أو امرأة. كما أن من الواضح: أنه لا حجة بينة في قول ورقة، أو خديجة، فكيف صح أن يقول: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني.
              وخامساًَ: لابد من الإشارة إلى بعض الكلام حول ورقة، ونسطور،وعداس، وبحيرا وغيرهم، ممن ذكرت أسماؤهم فيما تقدم، وعمدةالروايات تتجه نحو ورقة، وتركز عليه. لا سيما وأنه هو الذي نص عليه البخاري، وغيره من المصادر الموثوقة لدى غير الشيعة.
              1 ـ أما نسطور، وبحيرا، فهما الراهبان اللذان تنسب اليهما القضية التي جرت للنبي (ص) في صغره، حينما سافر مع أبي طالب إلى الشام، وبصرى حيث بشر نسطور أو بحيرا بنبوة النبي (ص)، وأمر بإعادته (ص) إلى مكة كما تقدم. وإذا كان بحيرا أو نسطور في بصرى ـ وهي قصبة كورة حوران في الشام من أعمال دمشق ـ فيرد السؤال: كيف سافرت خديجة من مكة إلى الشام هذه السفرة الطويلة ؟، أو متى كتبت إليه فأجابها. مع أنهم يقولون: إنه (ص) بعث في أول يوم، فأسلم علي وخديجة (عليها السلام) في اليوم الثاني، وصليا معه مسلمين مؤمنين بنبوته ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
              /صفحة 301/
              وهل كان في ذلك الزمان طائرات ؟، أو أنها سافرت على بساط الريح، أو طويت لها الأرض ؟! ولا ندري، فلعلهم قد انتقلوا ليسكنوا قرب مكة، لتتمكن خديجة من استشارتهم في الوقت المناسب، ثم لا يعود يسمع لهما ذكر أصلا، لأن مهمتهما قد انتهت (! ! !).
              2 ـ وعداس، أليس هو الذي أسلم على يد النبي (ص) في الطائف بعد عشر سنين من البعثة أي بعد وفاة أبي طالب (عليه السلام). وتروى القصة بنحو يدل أن عداساً لم يكن يعرف النبي (ص) قبل ذلك
              ولا سمع به. كما أن الروايات تنص على أن جوابه هو نفس جواب ورقة، وعلى أنه كان ـ كورقة ـ راهباً، كبير السن، قد وقع حاجباه على عينيه، وقد ثقل سمعه إلخ. وهذه الأوصاف يشاركه فيها غيره ممن سألتهم خديجة ما عدا ثقل السمع، الذي عوض عنه ورقة المسكين بالعمى... واحتمال أن يكون عداس هذا غير ذاك، ليس له ما يؤيده، أو يشير إليه.ويبقى هنا سؤال أخير، وهو: أنه كيف لم يسمع بإسلام هؤلاء: بحيرا، وعداس، ونسطور، من حين بعثته (ص)، مع معرفتهم بأن النبي (ص) قد بعث، ومع أن سند نبوته قد تلقاه (ص) منهم، حسب نص الروايات المتقدمة ؟. كما أن رواية عداس تقول: إنه لما عادت خديجة من عند عداس، إذا بجبرئيل يقرئ النبي (ص) سورة القلم. وهذا مخالف لما يذكره المفسرون: من أن هذه السورة إنما نزلت حينما وصف المشركون النبي (ص) بأنه مجنون
              ، وواضح: أن هذا لم يحصل إلا بعد انتهاء


              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
              /صفحة 302/
              فترة الدعوة السرية، وحينما صدع بما يؤمر به، كما هو معلوم.
              3 ـ أما ورقة: فإنهم بالإضافة إلى ما ينسبونه إليه من دور هام

              تعليق


              • #52
                3 ـ أما ورقة: فإنهم بالإضافة إلى ما ينسبونه إليه من دور هام في تثبيت نبوة نبينا الأعظم (ص)، نجدهم يذكرون: أنه (ص) قد قال عن ورقة كلاماً يدل على أنه في الجنة، ولكنهم اختلفوا في نص ذلك الكلام. ففي رواية أنه (ص) قال: (لا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة، أو جنتين...) أو (رأيته في ثياب بيض) وفي أخرى: (لقد رأيت القس ـ يعني ورقة ـ في الجنة عليه ثياب الحرير.) وفي ثالثة: (أبصرته في بطنان الجنة وعليه ثياب السندس). وفي رابعة: (قد رأيته فرأيت عليه ثياباً بيضاً، وأحسبه لو كان من أهل النار لم تكن عليه ثياب بيض)
                وعده ابن مندة في الصحابة، وعده الزين العراقي على: أنه أول من أسلم، ومال إليه البلقيني
                وتقدم في الروايات حول بدء الوحي، التي هي موضع المناقشة: أنه صدق النبي (ص)، وعرفه أنه نبي، ووعده النصر، ثم لم ينشب أن توفي. هذا ما قيل عنه، ولكننا نجد في مقابل ذلك:
                1 ـ إن ابن عساكر يقول: (لا أعرف أحداً قال: إنه أسلم)
                2 ـ وابن الجوزي يقول إنه: (آخر من مات في الفترة، ودفن في
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                /صفحة 303/
                الحجون، فلم يكن مسلماً.) وكذا قال غيره
                3 ـ وابن عباس يقول: (مات على نصرانيته)
                4 ـ لقد مات على نصرانيته، مع أنه عاش بعد البعثة عدة سنوات، فكيف يدخل الجنة إذن. ويدل على أنه عاش بعد البعثة عدة سنوات، ما رواه غير واحد، من أنه كان يمر ببلال وهو يعذب، ونهاهم عنه فلم ينتهوا؛ فقال: والله، لئن قتلتموه لأتخذن قبره حناناً
                وتعذيب بلال إنما كان بعد الإعلان بالدعوة كما هو معروف. وكيف يصح قول البعض: إنه مات بعد النبوة وقبل الرسالة
                ؟!. وقد أسلم علي وخديجة، وصليا ثاني يوم البعثة، بدعوة منه (ص)،فلماذا بقي ورقة على نصرانيته هذه السنين المتعددة. هذا، عدا عن أن البعض قد استنتج مما رواه البخاري وغيره، من أن سورة المدثر كانت أول ما نزل عليه (ص)، وبالذات من قوله: (قم فأنذر) ـ استنتج ـ: أن البعثة كانت مقترنة بالنبوة
                5 ـ قال في الإمتاع وغيره: إن ورقة قد توفي في السنة الرابعة
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                /صفحة 304/
                .

                تعليق


                • #53
                  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
                  /صفحة 304/

                  للمبعث أو بعد تتابع الوحي
                  6 ـ نقل عن الواقدي: أنه توفي بعد الأمر بالقتال
                  ـ وكان ذلك بعد الهجرة. وعليه فكيف يكون ورقة في الجنة عليه ثياب السندس أو الحرير ؟! ـ وكيف يكون هو في الجنة، وأبو طالب حامي الإسلام والدينفي ضحضاح من نار ؟!. وبعد ذلك كله، فإننا لم نفهم سبب تردد النبي (ص) في أن يكونله جنة أو جنتان، ولا نفهم أيضاً ،لماذا قال: وأحسبه لو كان من أهل النار لم يكن عليه ثياب بيض. أم لعله نسي أنه قد قال: إنه رآه في الجنة عليه ثياب السندس أو الحرير ؟! أو أن النبي نفسه (ص) قد ترقى وتدرج في التعرف على ما لورقة من مقام ؟! أم أن ورقة نفسه قد ترقى في مدارج القرب والزلفى ؟!. وأخيراً، فإننا لا ندري بعد ورود تلك الأقوال فيه لماذا لم يحكمالمسلمون جميعاً بأنه أول من أسلم، لا علي ولا خديجة، ولا غيرهما ؟! ولماذا لا يعدونه من جملة الصحابة ؟!. وكيف يقولون: إنه توفي وهو على نصرانيته، ثم كيف يدخل هذا النصراني الجنة ؟!. كانت تلك بعض الأسئلة التي تحتاج إلى جواب. وأنى ؟!.
                  وثمة أسئلة أخرى:

                  هذا غيض من فيض مما يرد على تلك الروايات، وبقي فيها الكثير
                  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                  /صفحة 305/

                  تعليق


                  • #54
                    /صفحة 305/
                    من الأسئلة، التي تحتاج إلى جواب: فمثلاً: حول ذهاب الملك حينما كشفت خديجة قناعها، وأدخلته (ص) بين درعها وجلدها. يرد سؤال: إنه هل كان الحجاب في ذلك الوقت مفروضاً تلتزم به النساء ؟، وكيف ؟ وهم يقولون: إن الحجاب قد فرض في المدينة بعد الهجرة ؟ وبعد وفاة خديجة (عليها السلام) ؟! فكيف إذن أدركت خديجة أن الملك يذهب إذا كانت بلا قناع ؟!. وأيضاً هل الملك مكلف بعدم النظر إلى نساء البشر ؟! وهل للملك شهوة كشهوة الإنسان لابد من الاحتراس منها ؟ ومن أين عرفت خديجة كل ذلك. إلى غير ذلك من الأسئلة الكثيرة التي لن تجد لها عند هؤلاء الجواب المقنع والمفيد.
                    ومن الطعن في النبوة أيضاً:

                    وبالمناسبة، فإن كل ما تقدم لم يكفهم، بل زادوا عليه قولهم: إنه قد كان للنبي (ص) عدو من شياطين الجن يسمى الأبيض، كان يأتيه فيصورة جبرئيل، ولعله هو الشيطان الذي أعانه الله عليه فأسلم ـ كما يقولون
                    وشيطانه هذا الذي أسلم كان يجري منه مجرى الدم
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                    /صفحة 306/
                    وكان يدعو الله بأن يخسأ شيطانه؛ فلما أسلم ذلك الشيطان ترك ذلك
                    ورووا أنه عرض للنبي (ص) في صلاته قال: فأخذت بحلقه فخنقته فإني لأجد برد لسانه على ظهر كفي
                    ويروون أيضاً: أنه (ص) قد صلى بهم الفجر، فجعل يهوي بيديه قدامه، وهو في الصلاة؛ وذلك لأن الشيطان كان يلقي عليه النار؛ ليفتنه عن الصلاة
                    ونقول: ونحن لا نشك في أن هذا كله من وضع أعداء الدين؛ بهدف فسح المجال أمام التشكيك في النبوة، وفي الدين الحق. وقد أخذه بعض المسلمين ـ لربما ـ بسلامة نية، وحسن طوية، وبلا تدبر أو تأمل، سامحهم الله، وعفا عنهم. والغريب في الأمر: أننا نجدهم في مقابل ذلك يروون عنه (ص) قوله لعمر: (والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكاً فجاً، إلا سلك فجاً غير فجك
                    ، وقوله له: (إن الشيطان ليخاف أو ليفرق منك يا

                    /صفحة 307/
                    عمر
                    وقوله: (إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه
                    وعن مجاهد: كنا نتحدث، أو نحدث: أن الشياطين كانت مصفدة في إمارة عمر، فلما أصيب بُثّت

                    تعليق


                    • #55
                      ما هو الصحيح في قضية بدء الوحي:

                      والذي نطمئن إليه هو أنه قد أوحي إلى النبي (ص)، وهو في غار حراء فرجع إلى أهله مستبشراً مسروراً بما أكرمه الله به، مطمئناً إلى

                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                      /صفحة 308/
                      المهمة التي أوكلت إليه ـ كما يرويه ابن إسحاق، وأشارت إليه الرواية الأخيرة التي تقدمت عند ذكر نصوص الروايات ـ وإن كان قد زيد فيها مالا يصح ـ فشاركه أهله في السرور، وأسلموا، وقد روي هذا المعنى عن أهل البيت (عليهم السلام). فعن زرارة أنه سأل الإمام الصادق (عليه السلام): كيف لم يخف رسول الله (ص) فيما يأتيه من قبل الله: أن يكون مما ينزع به الشيطان ؟.فقال: إن الله إذا اتخذ عبداً رسولاً، أنزل عليه السكينة والوقار، فكان الذي يأتيه من قبل الله، مثل الذي يراه بعينه
                      . وسئل (عليه السلام): كيف علمت الرسل أنها رسل ؟ قال: كشف عنهم الغطاء
                      . وقال الطبرسي: (إن الله لا يوحي إلى رسوله إلا بالبراهين النيرة، والآيات البينة، الدالة على أن ما يوحى إليه إنما هو من الله تعالى؛ فلايحتاج إلى شيء سواها، ولا يفزع، ولا يفرق
                      وقال عياض: (لا يصح أن يتصور له الشيطان في صورة الملك، ويلبّس عليه الأمر، لا في أول الرسالة ولا بعدها. والاعتماد في ذلك على دليل المعجزة. بل لا يشك النبي أن ما يأتيه من الله هو الملك، ورسوله الحقيقي، إما بعلم ضروري يخلقه الله له، أو ببرهان جلي يظهره الله لديه؛ لتتم كلمة ربك صدقاً وعدلاً، لا مبدل لكلمات الله ـــــــــــــــ
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                      /صفحة 309/
                      لماذا الكذب والافتعال إذن ؟!

                      وبعد كل ما تقدم؛ فإننا نرى أن افتعال تلك الأكاذيب يعودلأسباب، أهمها:
                      1 ـ إن حديث الوحي هو من أهم الأمور التي يعتمد عليها الاعتقادبحقائق الدين وتعاليمه. وله أهمية قصوى في إقناع الإنسان بضرورة الاعتماد في التشريع، والسلوك، والاعتقاد، والإخبارات الغيبية، وكل المعارف والمفاهيم عن الكون، وعن الحياة، على الرسل والأنبياء، والأئمة والأوصياء، وله أهمية كبرى في إقناعه بعصمة ذلك الرسول، وصحة كل مواقفه وسلوكه، وأقواله وأفعاله. فإذا أمكن أن يتطرق الشك في نفسه إلى الوحي، على اعتبار أنه إذا لم يستطع النبي (ص) نفسه أن يفرق بين الملاك والشيطان، والوسوسة، والحقيقة، وهو يعاين ويشاهد؛ فإن غيره وهو لا يتيسر له الاطلاع الحسي على شيء من ذلك يكون أولى بالشك،

                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                      وهكذا، فإننا نستطيع أن نتهم يد أهل الكتاب في موضوع الأحداث غير المعقولة،
                      /صفحة 310/
                      2 ـ كما أنه لابد أن يحتاج نبينا (ص) إليهم لإمضاء صك نبوته، وتصديق وحيه، ويكون مديناً لهم، وعلى كل مسلم أن يعترف بفضلهم، وبعمق وسعة اطلاعهم، ومعرفتهم بأمور لا يمكن أن تعرف إلا من قبلهم؛ فكان اختراع هذا الدور لورقة، وعداس، وبحيرا، وناصح، ونسطور، وكلهم من أهل الكتاب ! !.
                      3 ـ واما سؤال: لماذا اختص نبينا الأعظم (ص) بكل تلك المصاعب والأهوال، وبهذه المعاملة السيئة من جبرائيل، حتى لقد صرح البعض: بأنه لم يُنْقَل عن أي من الأنبياء السابقين: أنه تعرض لمثل ذلك عند ابتداء الوحي، حتى عد ذلك من خصائص نبينا (ص)
                      إن هذا السؤال لا يبقى له وقع، إذا لاحظنا: أن بعض الأمور والأحوال غير المعقولة، قد تسربت إلى بعض المسلمين من قبل أهل الكتاب، حتى أصبحت جزءً من التاريخ، والفقه، والعقائد وإلخ. وذلك من أجل أن يكون لنبي المسلمين نفس الحالات التي تذكر لغيره من الأنبياء في كتب أهل الكتاب.
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
                      /صفحة 311/

                      تعليق


                      • #56
                        لغيره من الأنبياء في كتب أهل الكتاب.
                        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
                        /صفحة 311/
                        وإذن، فليس غريباً أن نجد ملامح هذه القصة موجودة في العهدين، فقد جاء في الكتابين اللذين يطلق عليهما اسما التوراة والإنجيل: أن دانيالخاف وخر على وجهه، وزكريا اضطرب، ووقع عليه الخوف، ويوحنا سقط في رؤياه كميت، وعيسى تغيرت هيئة وجهه، وبطرس حصلت له غيبوبة وإغماء، وهكذا الحال بالنسبة ليعقوب وإبراهيم وغيرهم
                        ولكن ذلك لا يعني: أننا ننكر ثقل الوحي عليه (ص): فإن ذلك بحث آخر
                        ولكننا ننكر اضطرابه وخوفه (ص)، حتى أراد أن يتردى من شواهق الجبال، وخاف على نفسه الجنون. وننكر ما فعله به جبرئيل، حسب ما ذكرته الروايات المتقدمة،
                        *******
                        4 ـ إنك تجد في العهدين أن الشيطان يتصرف بالأنبياء وغيرهم حتى بابن الإله بزعمهم فيقولون: إن الروح أصعد المسيح إلى البرية أربعين يوماً ليجرب من قبل إبليس، فأصعده الشيطان إلى جبل عال، وأراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان، وقال له: أعطيك هذاالسلطان كله واسجد لي إلخ.
                        وقال في موضع آخر: ولما أكمل إبليس كل تجربة (أي مع
                        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                        /صفحة 312/
                        المسيح) فارقه إلى حين
                        ويقول بولس الرسول: ولئلا أرتفع بفرط الإعلانات أعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني؛ لئلا أرتفع؛ من جهة هذا تضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقني
                        . وفي موضع آخر: لذلك أردنا أن نأتي أنا وبولس مرة ومرتين، وإنما عاقنا الشيطان
                        كما أن الإنجيل يذكر: أن المسيح قد عبر عن بطرس بأنهشيطان
                        إلى غير ذلك مما لا مجال لتتبعه
                        5 ـ وعدا عن ذلك كله. فإننا لا نستبعد: أن يكون الهدف من جعل تلك الترهات، هو الحط من كرامة النبي الأعظم (ص)، والطعن فيقدسيته ومقامه في نفوس الناس، وتصويره لهم على أنه رجل عاديمبتذل، ولا أدل على ذلك من احتياجه إلى أبسط الناس حتى النساء ليرشده إلى طريق الهدى، ويدله على الحق؛ مما يدل على أنه قاصر محتاج باستمرار إلى مساعدة الآخرين؛ الذين هم أحسن تصرفاً وأكثر تعقلاً منه.
                        /صفحة 313/
                        وقلنا: إن الظاهر هو أن تلك خطة السياسيين، الذين يريدون أن يرغموا أنوف بني هاشم، ويُبزّونهم سياسياً، من أمثال: معاوية الذي أقسم على أن يدفن ذكر النبي (ص)، ومع معاوية سائر الأمويين وأعوانهم. ومن أمثال عبد الله بن الزبير، الذي قطع الصلاة على النبي (ص) مدة طويلة، لأن له أهيل سوء إذا ذكر شمخت آنافهم (1).
                        6 ـ لقد كان الزبيريون يواجهون وينافسون الأمويين، ويعادون الهاشميين، ويحسدونهم على مالهم من شرف وسؤدد. وإذا لاحظنا نصوص الرواية المتقدمة لقضية ورقة بن نوفل، فإن عمدة رواتها هم من الزبيريين وحزبهم، كعروة بن الزبير، الذي اصطنعه معاوية ليضع أخباراً قبيحة في علي.وكإسماعيل بن حكيم ـ مولى آل الزبير. وكذلك وهب بن كيسان.ثم أم المؤمنين عائشة خالة عبد الله بن الزبير.ثم لا حظنا في المقابل: أن خديجة هي بنت خويلد بن أسد، وورقة هو ابن نوفل بن أسد، والزبير هو ابن العوام بن خويلد بن أسد. فتكونالنسبة بين الجميع واضحة المعالم
                        ـ إذا لاحظنا ذلك كله ـ فإننا نستطيع أن نعرف: أنه كان لابد وأن يكون لأقارب عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد، ومن ثم للزبيريين بشكل عام، دور حاسم في انبعاث الإسلام، إذ لولاهم لقَتَل النبي (ص) نفسه، أو على الأقل لم
                        ـــــــــــــــ
                        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                        /صفحة 314/
                        يستطع أن يكتشف نبوة نفسه.وإذا كان للزبيريين هذا التاريخ المجيد، فليس للأمويين أن يفخروا عليهم بخلافة عثمان، وليس للهاشميين أن يفخروا بمواقف أبي طالب، وولده علي أمير المؤمنين (عليه السلام). وإذن، فلابد من دعوى: أن ورقة قد تنصر، وأنه كان يكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء، إلى آخر ما قيل وبقال في ذلك. النتيجة: وهكذا فإن النتيجة تكون هي: أن الأمويين يستفيدون من افتعالالقصة على هذا النحو، ويحققون أعز أهدافهم وأغلاها، كما أن الزبيريين أيضاً يستفيدون منها، أما أهل الكتاب فيكون لهم منها حصة الأسد. وبذلك ينعقد الإجماع من قبل مسلمة أهل الكتاب، الذين لم يسلموا ولكنهم استسلموا، إلى جانب منافقي هذه الأمة وطلقائها، وطلاب الدنيا، فأدخلوا في الإسلام من إسرائيليات أولئك، وترهات هؤلاء كل غريبة، ونسبوا إلى نبي الإسلام كل عجيبة، بعد أن نجحوا في إبعاد أهل البيت (عليهم السلام) عن موقعهم الذي جعله الله سبحانه لهم، ليحتل القصاصون وأذناب الحكام محلهم، وكانت هذه الجريمة النكراء حينما التقت المصالح والأهواء، واجتمعت على هذا الأمر، فلماذا لا يدلي كل بدلوه ؟ أو كيف لا تشجع أمثال هذه الترهات والأباطيل. عصمنا الله من الزلل، في القول والعمل.

                        انتهى النسخ من كتاب
                        الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) الجزء الثاني
                        ارجو الفائدة

                        تعليق


                        • #57

                          أُعيد تسجيل اسئلتي هنا
                          لمن شاء ان يختار منها فيرد عليّ
                          --------***-------
                          السؤال الاول
                          سؤال الموضوع
                          اتسائل ان كانت خديجة عليها السلام

                          التي ما ابدل الله جل جلالة رسول الله خيرا منها ابدا

                          فنصيبها في بيتها في الجنة من قصب
                          فما بال بقية نسوته وكيفية تكوين بيتهن
                          /////

                          السؤال الثاني

                          طرح السؤال في مشاركة رقم
                          7
                          اذن كيف ارضى وكيف ترضين
                          لامُنا خديجة عليها السلام ان يكون بيتها من قصب

                          والاخرين
                          بيوتهم وقصورهم لبنة من ذهب ولبنة من فضة
                          وما يتبعها من اوصاف اخر



                          *******

                          السؤال الثالث
                          مشاركة رقم 27
                          صفحة2
                          اخوتي السنة سؤالي لكم
                          هل عندكم من كلام رسول الله ما يبين معنى القصب غير القصب والبردي الذي نعرفة في دنيانا

                          وليس
                          كما حاول علمائكم تفسيره وتبيانه حول ماهية بيت قصب االسيدة خديجة عليها السلام

                          السؤال الرابع
                          مشاركة 30 صفحة2
                          اذن ياترى بقية النسوة
                          من نساء النبي

                          وهن كلهن اقل درجة ومكانة منها
                          ترى بالله عليكم
                          كيف سيكون بيتهن في الجنة ومن اي نوع من النباتات
                          لان الجزاء من سنخ العمل


                          السؤال الخامس
                          مشاركة32 صفحة2
                          ****
                          هل كان هناك خيرا منها ولن يبدله الله
                          ام انه مستحيل ان تجد من هي خيرا منها

                          بيت لا صخب فيه ولا نصب
                          وهل في الجنة صخب ونصب كي يقال وهل يعني تلك فضيلة اختصت بها دون بقية النسوة من نساء النبي

                          السؤال السادس
                          سياتي وغيره ان شاء الله






                          تعليق


                          • #58
                            اخى العزيز المحترم
                            أميرى حسين-5
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            اسجل اعجابى بثقافتكم واطلاعكم
                            موضوع ممتاز وهادف
                            ولكن بعد اذنكم مولانا
                            اريد ان اقول كلمة موجزة وهى اننى
                            اعتقد ان الاسئلة ستبقى تراوح فى مكانها لاتجد من يجيب عليها
                            وسيطول بك الانتظار بانتظار الفرج
                            ارى ان تجيب على الاسئلة اولا
                            ثم نرى تعليق الإخوان ورايهم
                            هذا ما أراه
                            وارجو العفو والمعذرة
                            اخوك عبد المؤمن

                            تعليق


                            • #59
                              المشاركة الأصلية بواسطة عبد المؤمن
                              اخى العزيز المحترم
                              أميرى حسين-5
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              اسجل اعجابى بثقافتكم واطلاعكم
                              موضوع ممتاز وهادف
                              ولكن بعد اذنكم مولانا
                              اريد ان اقول كلمة موجزة وهى اننى
                              اعتقد ان الاسئلة ستبقى تراوح فى مكانها لاتجد من يجيب عليها
                              وسيطول بك الانتظار بانتظار الفرج
                              ارى ان تجيب على الاسئلة اولا
                              ثم نرى تعليق الإخوان ورايهم
                              هذا ما أراه
                              وارجو العفو والمعذرة
                              اخوك عبد المؤمن

                              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                              حياك الله عزيزي وبارك بك
                              اقول اخي الكريم ابشر
                              سياتي الجواب بشكل مباشر او غير مباشر
                              ولكن نمهلهم قليلا

                              تعليق


                              • #60


                                .الجزء الاول

                                من
                                اقوال علماء السنة في القصب
                                حسب ما يذكره البخاري
                                ****

                                القول الاول
                                قوله : ( من قصب ) ‏
                                بفتح القاف والمهملة بعدها موحدة , قال ابن التين : المراد به لؤلؤة مجوفة واسعة كالقصر المنيف . قلت : عند الطبراني في " الأوسط " من طريق أخرى عن ابن أبي أوفى " يعني قصب اللؤلؤ "


                                اقول انا أميري حسين-5
                                فلماذا لم يقل النبي الاكرم
                                بيت من لؤلؤة ولماذا خص ذكر القصب
                                ترى هل كان العرب لا يعرفون اللألئ
                                فيكلمهم بما يعرفون
                                وهل كان القصب مضرب للامثال في الاستقامة وغيرها مما جهد العلماء في تحسين صورة المتن؟؟!!!
                                هل يعطيني احدكم قولا مشهورا للعرب استخدمت القصب عوضا عن اللؤلؤ والمرجان والياقوت
                                في اوصافهم
                                اضافة الى ذاك ماذكره الطبراني عن ابن ابي اوفى
                                ان القصب يعني به قصب اللؤلؤ!!!!!
                                فلا افهم ماذا يريد بذلك وكذلك باللؤلؤة المجوفة كالقصر المنيف
                                فاني اجد عبارات تحاول ان تروّف المعنى الشاذ عن المعقول
                                لنقرا عن القصب لنعرفه
                                ولنقرأ عن اللؤلؤ ونتعرف عليه
                                اولا القصب
                                فهو بين نبتة خضراء تستخدم علف للمواشي والجاموس طالما عمر النبتة ستة اشهر
                                لانها طرية
                                ومن بعدها ان بلغ عمرها العام
                                تستخدم لصناعة الحصير ومن بعد العام والنصف تستخدم للوقود او صناعة الورق
                                هذا القصب

                                اما اللؤلؤ
                                منسوخ
                                اللؤلؤ عبارة عن افراز صلب كروي يتشكل داخل صدفة بعض أنواع الرخويات والمحار وتستخدم كحجر كريم.
                                تفرز تلك المادة من خلايا الظهارية (في الطية أو في فص أو فصان في الجدار المبطن للمحارة في الرخويات) وهو نسيج ستائري بين الصدفة والجسم ، ويفرز في طبقات متتابعة حول جسم مزعج عادة ما تكون طفيليات في حالة اللآلئ الطبيعية يعلق في النسيج الناعم للمحار · اللؤلؤة تبنى من طبقات من الأرجونيت أو الكالسيت ( كربونات الكاليسوم المتبلورة ) وتمسك الطبقات ببعضها البعض بمادة كونكيولين ( مادة عضوية قرنية قشرية صلبة)وتركيبها مشابه لتركيب عرق اللؤلؤ الذي يشكل الطبقة الداخلية لصدفة المحار·
                                هل هناك اي ترابط بين
                                القصب واللؤلؤ من حيث الشكل والتكوين ونشأته

                                /*/*/*/*/*/

                                القول الثاني
                                وعنده في " الكبير " من حديث أبي هريرة " بيت من لؤلؤة مجوفة "

                                اعتقد حتى تتلائم مع تجويف القصب
                                فباتت اللؤلؤة مجوفة بقدرة قادر
                                هكذا ارادها ابو هرهور
                                نداء وصرخة الم
                                يا صيادي اللؤلؤ هل وجدتم يوما لؤلؤة مجوفه
                                وهنا اتسائل؟
                                ابو هريرة هذا الذي اسلم سنة سبعة هجرية
                                فاين هو من السيدة خديجة التي رحلت سنة عشرة من المبعث اي رحلت وابو هريرة يرفل بكفره وشركه طيلة عشر سنين
                                يتبع ان شاء الله

                                ----****----
                                التعديل الأخير تم بواسطة أميري حسين-5; الساعة 11-12-2007, 12:48 PM.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X