//
\\
//



طـالـمـا أنَّ مـنـهـجـكـم الـقـذفُ و الـتَّـشـهـيـر و سـوء الـفـهـم ، و تـرجـيـح أسـوء
الـنَّـوايـا عـلـى أحـسـنـهـا ؛ فـلـيْـس عـلـيـنـا مـنـكـم ضـرر ، كـمـا ألَّا نــفـع لـكـم
مـن تـلـك الأسـالـيـب ، فـلـطـالـمـا كـان مُـعـاويـة داهـيـةً فـي اسـتـخـدامـهـا إلَّا أنَّـه
لـم يـغـلـب عـلـيَّـاً - عـلـيْـه الـصَّـلاة و الـسَّـلام - فـي تـقـواه و عـمـلـه ! ، و لا نـقـول
لـكـم إلَّا مـا قـالـه سـمـاحـة الـسَّـيِّـد عـنـدمـا رأى أنَّ جـمـيـع أعـدائـه مُـعـقَّـدون و
مُـتـخـلِّـفـون ، و لا يُـريـدون الإنـصـات إلَّا لأهـوائـهـم ، و لا يـعـمـلـون إلَّا بـشـذوذهـم ؛
قـال داعـيـًا : [ اَلْـلَّـهُـمَّ إِغْـفِـرْ لِـقَـوْمِـي فَـإِنَّـهُـم لَا يَـعْـلَـمُـونَ ] ! ، ..

؛
؛

بـالـنِّـسـبـة لـنـا لـيْـسـت الـمـسـألـة فـي الـخـروج عـن طـاعـة أبٍ عـادل ، أو أخٍ نـاصـح ، أو زوجٍ مُـحـب ،
و إنَّـمـا الـمـسـألـة - و الَّـتـي يـعـرفـهـا الـواقـع و يـحـتـويـهـا - أنَّ هُـنـاك مـن لا يـعـرف مـن الـدِّيـن الإسـلامـي
إلَّا مـا يُـبـرِّر بـه أفـعـالـه الـقـبـيـحـة مـن خـلال إسـتـيـعـابٍ سـاذجٍ لأحـكـام ديـنـنـا الإسـلامـي و تـشـريـعـاتـه ، ..

؛

لـكـن عـنـدمـا يـغـضـب الـ [ بـابـا ] أو الـ [ زوج ] أو الـ [ أخ ] فـلا يـجـد أمـامـه إلَّا الـ [ إنـسـانـة ] الَّـتـي تـحـوَّلـت
بـقـدرة قـادر إلـى [ حـيـوانـة ] تُـفـرَّغ عـلـى جـسـدهـا كـل شـحـنـات الـغـضـب ، فـهـل ذاك مـن ديـنـنـا الإسـلامـي
بـشـيء ؟! ، و إذا كـان الـصَّـبـر واجـبـًا عـلـيـهـا ، أَوَلـيْـسَ الأكـثـرُ وجـوبـًا عـدم الإضـرار بـالـآخـريـن ؟! ، ثُـمَّ بـأي
مـنـطـق تُـبـرَّر [ ضـربـة الـغـضـب ] ، و يُـمـنـع [ دفـع الأذى و الـضـرر ] ؟! ، أمَّـا ضـربـة بـضـربـة ، و حـركـة بـحـركـة ،
فـتـركـنـاهـا لـلـتَّـجـمُّـعـات الـفـرعـونـيَّـة ، خـصـوصـًا تـلـك الَّـتـي تُـبـادر إلـى صُـنـع نـمـاذج فـرعـونـيَّـة فـي كـل
بـيْـت ثُـمَّ يُـحـكـى عـن أنَّ الإسـلام ديـنٌ نـاقـصٌ ، لا يـسـتـطـيـع إعـطـاء الـمـرأة حـقـوقـهـا ! ، ..

حـبـيـب قـلـيـبـي ودي أسـألـك ، ويـن قـالـت الـجـريـدة [ آخـر ضـلالات الـبـيـروتـي ] ؟!
أو أي جـريـدة الـلـي قـالـت [ مـقـلـدوه الـضـالـون الـمـضـلـون ] ؟! ، مـسـألـة الإخـتـلاف فـي
وجـهـات الـنـظـر عـاديـة ، و مـا عـنـدنـا حـسـاسـيـة مـنـهـا ، بـس الإسـاءات مـرفـوضـة ،
و يـمـكـن نـواجـهـهـا بـإسـاءة فـي حـال كـانـت خـارج الـسـيـطـرة ، لأنـنـا مـا بـعـد صـرنـا
مـعـصـومـيـن ، ..

؛

عـلـى كُـلٍّ ، فـي أي قـانـون ، فـي أي فـتـوى ، فـي أي تـعـبـيـر عـن وضـع مُـعـيَّـن ، لابُـد
أن تـكـون الـعـبـارات صـارمـة واضـحـة لا يُـمـكـن الـتَّـحـايـل عـلـيـهـا ، لـكـن فـي تـطـبـيـق الـقـانـون ،
أو الـفـتـوى ، يـخـتـلـف الـوضـع بـإخـتـلاف شـخـصـيَّـة الـقـائـم بـالـتَّـطـبـيـق مـن خـلال مـا يـراه مـن
مـصـلـحـة فـي هـذا الـمـجـال ، ..

؛

و عـمـومـًا ، الـفـتـوى تـتـحـدَّث عـن حـقـوق مـسـلـوبـة ، و تـتـحـدَّث عـن إنـسـانـيَّـة مـظـلـومـة ، و عـن
واقـع لا يُـنـكـره إلَّا مـن إعـتـاد عـلـيـه ، أو شـارك فـي صُـنـعـه ، لـذا ؛ لابُـدَّ مـن تـوجـيـه صـدمـة تُـنـبِّـه
كـل الـظـالـمـيـن ، و تـعـمـل عـلـى تـوعـيـة الـمـظـلـومـيـن و الـمـسـتـضـعـفـيـن ، بـشـكـل عـقـلانـي ،
قـانـونـي ، شـرعـي ، و الـديـن و الـعـقـل لا يـفـتـرقـان ، ..

؛

أمَّـا مـسـألـة خـراب الـبـيـوت ، و تـوتُّّـر الـعـلاقـات الإجـتـمـاعـيَّـة ، فـالـعـنـف أسـاسـهـا ، و الـخـراب و
الـتَّـوتُّـر مـوجـودان أصـلًا بـوجـود الـتَّـصـرُّفـات الـلَّا ديـنـيَّـة ، و الـغـيـر أخـلاقـيَّـة ، و إذا كـانـت مـسـألـة
الـدِّفـاع عـن حـقـوق الإبـن أو الـبـنـت أو الـزوجـة أو الأُخـت تُـؤدِّي إلـى تـحـويـل الـواقـع إلـى صـراعـات
فـكـذلـك مـسـألـة الـدِّفـاع عـن الأرض و الـديـن و الـوطـن ، لابُـدَّ فـي أيِّ دفـاعٍ عـن أيِّ حـقٍّ مـسـلـوب مـن
نـزاعـات و صـراعـات ، لأنَّ الـسَّـبـب أنَّ هـنـاك حـقـَّاً مـسـلـوبـًا ، فـلابُـدَّ بـالـنَّـتـيـجـة مـن إسـتـرجـاعـه بـكـل
الـوسـائـل الـمـشـروعـة ، و إذا كـان سـلـب الـحـقـوق مـمـنـوعـًا ، فـإنَّـه بـوقـوعـه يُـبـيـح إسـتـعـادة الـحـق ،
و الـدِّفـاع عـن الـنَّـفـس مـشـروع فـي كـل الأديـان و الأعـراف و الـعـادات و الـتَّـقـالـيـد ، إلَّا أنَّ هـنـاك وسـائـل
إسـلامـيَّـة تـضـع الأُطـر الـعـامَّـة و الـخـاصَّـة فـي هـذا الـمـجـال ، ..

؛

بـالـنَّـتـيـجـة ، الـعـقـل يـرفـض الإسـتـبـداد كـمـا أنَّـه يـرفـض تـحـويـل الـواقـع إلـى صـراعـات و نـزاعـات ،
إلَّا أنَّ هـنـاك حـالات لابُـدَّ فـيـهـا مـن مُـقـاومـة الـعُـنـف بـعـنـف يُـمـاثـلـه ، و حـتَّـى تـمـنـع الـنَّـتـيـجـة الـسَّـلـبـيَّـة
فـي مُـجـتـمـعٍ مـا لابُـدَّ لـك مـن أن تُـعـالـج أسـبـابـهـا ، لا أن تـقـف عـلـى تـلـك الـنَّـتـائـج و تُـجـرِّمـهـا ، بـحُـجَّـة
أنَّـهـا تـزيـد الـواقـع سـوءًا ! ،..