الـهـجـوم الـشـيـعـي الَّـذي يُـحـكـى عـنـه مـوجـود قـطـعـًا ! ، و لـكـن
فـي الـذِّهـنـيَّـة الـخـيـالـيَّـة الَّـتـي تـعـتـمـد فـي الـمـاضـي عـلـى أعـداء
آل الـنَّـبـي - ص - فـي فـهـم الـتَّـشـريـع الإسـلامـي ، و الَّـتـي تـعـتـبـر أنَّ
الـصَّـادقَ جـعـفـر - ع - خـطـر عـلـى الـرُّبـاعـيَّـة الـمـذهـبـيَّـة ! ، و فـي الـحـاضـر
يـعـتـمـدون عـلـى تـهـويـلات الـبـيْـت الأسـود ، و تـنـظـيـرات الـلُّـقـطـاء فـي
فـي فـلـسـطـيـن الـعـروبـة ! ، ..

يـا عـرب ، عـنـدمـا تـطـرحـون نـظـريَّـة [ الـعـدالـة ] و تـرفـضـون نـظـريَّـة
الـعِـصـمـة ، فـكـيْـف عَـلِـمـتـم إذًا بـأنَّ [ كُـلَّ ] الـصَّـحـابـة هـم ؛ هـم كـمـا كـانـوا
مـع رسـول الله - ص - إسـتـمـرُّوا عـلـى ذلـك ؟! ، و إذا كُـنـتـم تـطـرحـون مـبـدأ
الإجـتـهـاد عـلـى أسـاس أنَّ مـن إجـتـهـد ثُـمَّ أخـطـأ حـتَّـى لـو كـان خـطـأُه سـبَّـب
دمـارًا و خـرابـًا فـي الـدَّولـة الإسـلامـيَّـة ، و مـزَّق صـفـوف الـمُـسـلـمـيـن فـإنَّ لـه
أجـرًا واحـدًا فـكـيْـف يـسـتـقـيـم ذلـك مـع نـظـريَّـة [ الـتَّـزكـيـة ] الإجـمـالـيَّـة فـي آيـات
الـقُـرآن الـكـريـم ؟! ، أيُـزكِّـي اللهُ - تـعـالـى - صـحـابـيَّـاً خـائـنـًا لـديـن الله و رسـولـه
تـحـت وهـن أُطـروحـة الإجـتـهـاد الـمـزدوج ؟! ، ..

مـبـادئ مُـتـنـاقـضـة ! ، و مـفـاهـيـم قـلـقـة ! ، و الـواقـع مـن سـيِّء إلـى أسـوأ ! ، ..

عـمـومـًا فـي أي قـانـون ، فـي أي تـشـريـع ، فـي أي عُـرف ، يُـمـتـدح الـمُـطـيـع طـالـمـا
أنَّـه مُـطـيـع ، لـكـنَّـه إذا تـحـوَّل إلـى عـاصٍ مُـخـرِّبٍ فـإنَّـه يُـجـزى بـعـمـلـه ، يُـعـاقـب عـلـى
جـريـمـتـه ، و لـيْـس الأمـر مُـخـتـلـف فـي سُـنَّـة الله تـعـالـى ، لأنَّ الأسـاس فـي ذلـك أنَّ الـفِـطـرة
الـسَّـلـيـمـة تُـقِـرُّ هـذا الـمـبـدأ ، و تـعـتـبـره قـاعـدةً فـي تـطـبـيـق قـوانـيـنـهـا ! ، فـلـيْـسَ مـن
الـغـريـب ، أو الـخـارج عـن الإسـتـيـعـاب ، أن تـرى يـوم الـقـيـامـة أُنـاسـًا تـعـتـبـرهـم أفـضـل
خـلـق الله فـي الـوجـود ، و لـكـنَّـك تـراهـم فـي أسـفـل الـسَّـافـلـيـن ، و الـعـكـس صـحـيـح ! ، ..

و الـمـسـألـة لـيْـسـت فـي أشـخـاص [ الـصَّـحـابـة ] ، و إنَّـمـا فـي تـصـرُّفـاتـهـم ، فـأنـا لا أجـدُ
حـرجـًا مـن إحـتـرام أبـي بـكـر ، أو عـمـر ، أو عُـثـمـان ، و لـكـنَّـنـي أتـحـرَّج مـن تـصـرُّفـاتـهـم
و الَّـتـي خـرج بـعـضـهـا عـن الـخـطـأ ، إلـى الإصـرار عـلـى الـخـطـأ ، فـأنـا فـي هـذا الـمـجـال
لـسـتُ مـسـؤولًا عـن أشـخـاصـهـم ، و لـكـنَّـنـي مـسـوؤلٌ عـن تـصـرُّفـاتـهـم ، إن قـبـلـتُ بـهـا
كُـنـتُ شـريـكـًا فـيـهـا ، و إن رفـضـتـهـا لابُـدَّ أن تـكـون لـي أسـبـابـي الـشَّـرعـيَّـة فـي مـجـال
الـرفـض كـمـا فـي مـجـال الـقـبـول أيـضـًا ! ، ..

و مـسـألـة الـسَّـب و الـشَّـتـم لـيْـسـت مـن ديـنـنـا الإسـلامـي بـشـيء ، فـمـن إلـتـزمـهـا فـإنَّـمـا
يـلـتـزمـهـا مـن دافـع فـي نـفـسـه ، و لـيْـس مـن دافـعٍ فـي أصـل الـشَّـريـعـة الإسـلامـيَّـة ، هـكـذا
تـعـلَّـمـنـا مـن تـلـمـيـذ رسـول الله - ص - الإمـام عـلـي - ع - ، ..


أخـيـرًا ، لـربَّـمـا سـمـعـت عـن فـتـاوى سـمـاحـة الـسَّـيِّـد فـضـل الله فـي مـسـألـة سـب الـصَّـحـابـة
أو شـتـمـهـم و حـتَّـى لـعـنـهـم ؟! ، فـهـل تـقـبـل الـتَّـعـايـش مـعـنـا عـلـى أسـاس الإسـلام الَّـذي يـتَّـسـع
لـكُـل الـمـسـلـمـيـن عـلـى إخـتـلاف مـذاهـبـهـم ؟! ، و إتَّـسـاع آفـاقـهـم الـفـكـريَّـة ، و تـعـدُّد أسـالـيـبـهـم
فـي إسـتـقـراء الـتَّـاريـخ و تـحـلـيـلـه ؟! ، أم أنَّـك سـتـبـقـى تُـحـاربـنـا مـن خـلال مـا يـقـع عـلـيْـه
نـظـرك مـن سـلـوكـيَّـات أو ألـفـاظ خـاطـئـة هُـنـا و هُـنـاك ؟! ، ..

عـلـى أنَّ الـواقـع - و أُقْـسِـمُ بـالله صـادقـًا - يـحـتـوي عـلـى نـمـاذج حـاقـدة عـلـى آل الـنَّـبـي - ص - و
يـنـتـسـبـون إلـى مـذهـب أهـل الـسُّـنَّـة و يـشـتـمـون آل مُـحـمَّـد دونـمـا إسـتـثـنـاء ! ، و لـكـنَّـنـا فـي واقـع
الأمـر مـنـطـقـيُّـون و أخـلاقـيُّـون و مـضـوعـيُّـون ، لا نُـحـمَّـل أحـدًا أكـثـر مِـمَّـا يـحـتـمـل فـي هـذا الـمـجـال ،
فـإمَّـا حـوار بـالـحُـسـنـى ، و إمَّـا دعـونـا لـخـالـقـنـا فـهـو أولـى بـنـا ، كـمـا ألَّا سُـلـطـة لأحـدٍ عـلـيْـنـا
بـحُـجَّـة عـدالـة الـصَّـحـابـة أو صُـحـبـتـهـم ، و كـمـا ألَّا سُـلـطـة لأحـدٍ عـلـيْـكـم فـي مـوضـوع الإمـامـة و الـعِـصـمـة
فـجـمـيـعـنـا نـطـرح مـا عـنـدنـا و نـخـتـلـف فـي دائـرة الـطَّـرح ، لـكـنَّـنـا نـتَّـفـق - و هـو الـمـفـروض - عـلـى
إسـتـيـعـاب الإسـلام لـكـل أبـنـائـه ، و أنَّ مـن كـفَّـر مُـسـلـمـًا فـقـد كـفـر ، و حـتَّـى يـحـكـم الله بـيْـنـنـا فـيـمـا
نـحـن فـيـه مُـخـتـلـفـون ، ..


حـسـبـي الله