//
\\
//




إسـرائـيـل تـقـدَّمـت عـلـى كُـل الأصـعـدة ، و لـم يـكُـن هـنـاك خـوْف عـلـى
الـمـسـتـوى الـرَّسـمـي مـن جـانـب الـحُـكـام و الـرُّؤسـاء الـعـرب ! ، فـلِـمَ تُـثـار
حـول إيـران كُـل هـذه [ الأجـواء الـمـخـيـالـيَّـة ] مـن نـاحـيـة الـخـوْف ، و الإيـحـاء
لـلـمُـسـلـمـيـن بـأنَّ إيـران تُـريـد الإسـتـيـلاء عـلـى مـا تـبـقَّـى مـن بُـلـدان الـعـرب ،
و الأكـثـر غـرابـة فـي الأمـر ، أنَّـكِ - فـي وضـع الـتَّـمـنِّـي - تُـريـديـن مـن إيـران
أن تُـطـمـئِـن الـعـرب مـن حـوْلـهـا أنَّـهـا مُـسـالـمـة ، فـي حـيـن أنَّ الـعـرب الَّـذيـن
يُـعـادون إيـران بـاسـم [ الـعـروبـة و الإسـلام ] هـم أوَّل مـن فـتـحـوا كُـل سـاحـاتـهـم
لإسـتـقـبـال الـجـنـود الأمـيـركـيـيـن ، لـ [ ردع إيـران ، و مُـعـاقـبـتـهـا ] ! ، ..

؛

أكـان ذاك الـسُّـلـوك إسـلامـيَّـاً ، لله و لـرسـولـه و لـلـمـسـلـمـيـن - مـثـلًا - ؟! ،
و هُـنـاك مـسـألـة أُخـرى ؛ لا تـقـولـوا : لـيْـس مـن حـق إيـران أن تـمـتـلـك سـلاحـًا
نـوويَّـاً - فـي حـال أرادت - ، بـل تـسـاءلـوا : لِـمَ لا نـسـعـى لإمـتـلاكـه بـدلًا مـن
الإسـتـعـانـه بـأعـداء الإسـلام و الـمُـسـلـمـيـن ؟! ، ..


؛

الـعـزيـزة الـسَّـفـيـرة ، أظـن - و الله الـعـالـم - أنَّ [ مـزايـن الإبـل ] بـعـد الإنـجـازات
الإيـرانـيَّـة ، سـتـسـعـى لـتـطـويـر [ الـجـمـل ] لِـيَـكـونَ [ عـابـرًا لـلـقـارَّات ] بـعـد إبـدال
تـخـزيـن الـمـاء ، بـتـخـزيـن الـبـتـرول ! ، إلَّا أنَّ الـمُـشـكـلـة الَّـتـي سـتـقـف عـائـقـًا
أمـام إتـمـام هـذا الإنـجـاز ، أنَّ [ الـجـمـل ] لا يُـمـكـن أن يـقـتـنـع بـالـمُـغـامـرات الـعُـروبـيَّـة
الـغـيـر مـحـسـوبـة ، لا عـقـلًا و لا مـنـطـقـًا ! ، ..

//
\\
//



مـزيـج مُـتـنـاقـض ، أو تـنـاقـض مُـركَّـب ! ، عـلـى أيِّ حـال ، إيـران عـنـدمـا كـانـت
تـحـت سُـلـطـة الـشَّـاه كـانـت [ تـحـتـضـن إسـرائـيـل ] ، لـكـن عـنـدمـا جـاءهـا الإمـام
الـخُـمـيْـنـي فـاتـحـًا ، مُـجـدِّدًا ، إقـتـلـعـت [ إسـرائـيـل ] و إحـتـضـنـت [ فـلـسـطـيـن ] ،
و مـازالـت إلـى يـومـنـا هـذا تـدعـم كُـل الـحـركـات الإسـلامـيَّـة فـي الـعـالـم ، و لا تُـفـرِّق
مـا بـيْـن شـيـعـيٍّ أو سُـنِّـي ، عـلـى أسـاس أنَّ الإسـلام أكـبـرُ حـجـمـًا مـن أيِّ خـلافـات ، ..

؛

أمَّـا الإسـتـكـبـار الـعـالـمـي ، الـمُـتـمـثِّـل بـ [ أمـيـركـا ] ، فـهـو أوَّل مـن دعـا إلـى تـكـفـيـر
الإمـام الـخُـمـيْـنـي ، و أوَّل مـن إسـتـجـاب لـذلـك ، هـم إرهـابـيُّـوا مـمـلـكـتـنـا ! ، فـي حـيـن
أنَّ أوَّل مـا دعـا إلـيْـه الإمـام الـخُـمـيْـنـي ، تـمـثَّـل بـ [ مُـحـاربـة أمـيـركـا ] و [ دعـم الـمُـقـاومـة
الإسـلامـيَّـة فـي فـلـسـطـيـن ] ! ، و لا أظـن أنَّ [ حـرب أمـيـركـا ] تـعـنـي [ حـرب الـعـرب ] ! ،
أو أنَّ [ دعـم الـمُـقـاومـة ] يـعـنـي [ قـيـام دولـة إسـرائـيـل ] ! ، و لـذلـك فـالـمـبـادئ عـنـدكـم
مُـتـنـاقـضـة ، و مـفـاهـيـمـكـم قـلـقـة ! ، تـخـافـون مـن الـمـسـلـمـيـن الـشِّـيـعـة ، و تـعـتـبـرونـهـم
أشـدَّ خـطـرًا عـلـيـكـم مـن الـيـهـود ، و تـتـركـون الـصَّـهـايـنـة يـقـتـلـون الأبـريـاء فـي فـلـسـطـيـن ! ،
و حـتَّـى الإرهـابـيُّـون مـنـكـم ، تـحـرَّكـوا ضـدَّنـا فـي الـبـدايـة ، ثُـمَّ عـادوا إلـيْـكـم ، و مـا حـصـل
و يـحـصـل فـي عـاصـمـة الـمـمـلـكـة خـيـر شـاهـد عـلـى ذلـك ! ، ..

؛

أمَّـا الـمُـسـتـقـبـل ، فـلا تـتـفـاءلـي ، لأنَّ الأمـر لـيْـس مـرهـون بـ [ نـوايـا إيـران ] ، بـل بـمـدى
قـوَّة الـعـرب ، و مـقـدار تـمـسُّـكـهـم بـ [ الإسـلام ] ، لأنَّـه لـيْـس مـن الـمـقـبـول فـي شـرعـنـا الإسـلامـي ،
أو فـي أيِّ قـانـون وضـعـي ، أن يُـعـتـدى عـلـى [ إيـران ] مـن [ أراضـيـنـا ] ، ثُـمَّ نـقـول : إنَّ إيـران
تُـفـكِّـر بـالـهـجـوم عـلـيـنـا ! ، ذاك يُـعـتـبـر قِـمَّـة الـسَّـخـافـة و الـنِّـفـاق الـمُـزدوج ، لـذا ؛ أقـول : إنَّ
الأنـظـمـة الـعـربـيَّـة - فـي الـمُـجـمـل - هـي الَّـتـي تـحـمـي أمـيـركـا ، و لـيْـس الـعـكـس ، لأنَّـهـم لـو
أخـلُّـوا بـذلـك ، كـان مـصـيـر الـحُـكَّـام كـ [ صـدَّام ] و الـدُّول كـ [ الـعـراق ] ، أمَّـا مـا يُـحـكـى عـن إيـران
و تـدخُّـلـهـا فـي الـعِـراق ، فـلـيْـسَ أكـثـر مـن [ شـيْـطـنـة ] لـلإيـحـاء لـكـم بـأنَّ أمـيـركـا حـمـامـة الـسَّـلام ،
و أنَّ إيـران تـسـعـى لـقـتـلـهـا ! ، ثُـمَّ ؛ كـونـي عـادلـة ، كـونـي مُـنـصـفـة ، فـكـمـا أنَّـه لـيْـس كـل إرهـابـي
سـعـودي فـي الـعِـراق يـلـعـب دورًا عـسـكـريَّـاً أو سـيـاسـيَّـاً فـي الـعِـراق لـصـالـح الـحـكـومـة الـسـعـوديَّـة ،
فـكـذلـك لـيْـس كـل إيـرانـي فـي الـعِـراق يـلـعـب دورًا عـسـكـريَّـاً أو سـيـاسـيَّـاً لـصـالـح الـحـكـومـة الإسـلامـيَّـة
فـي إيـران ، و هـذا فـي الـحـد الأدنـى ، و إن كُـنـتُ مُـتـسـامـحـًا مُـتـغـاضـيـًا عـمَّـا أعـرف ، ..

؛

دُمْـتِ فـي الـ [ لا شـعـور ] ، لأنَّـه ؛ أكـثـرُ واقـعـيَّـةً ، مـن الـ [ لا واقـع ] ، ..