بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
و العن أعداءهم
اللهم صل على محمد و آل محمد
و العن أعداءهم
عزيزي القادسية المحترم
أرجو أن تلاحظ كما لاحظت, أنّ المسألة دخلت في المفاهيم و قد تنحو منحى المباني اللغوية, على أنّ المسألة هي من الأمور العميقة, فهذا يعدّ مجازفة و تطويلاً للكلام فيها.
أطلب منك أن تبيّن لي ما هو مفهومك لـ "لم يزل", و قد يكون المثال الذي ذكرته لك عن دراسة الهندسة موضحاً لما هو عليه.
بين قوسين سأوضح نقاطاً:
*الفرق بين صفات الأفعال و بين صفات الذات, أنّ صفة الفعل وجدت أم لم توجد فهي غير مؤثّرة على التنـزيه و الكمال , كما أنّها مجال للفعل و بالتالي الحدث, بعكس صفات الذات التي هي أزلية و غير معرّضة للحدث و هي مؤثّرة على التنـزيه و الكمال. و تذكّر دائماً أن ذلك لا يعني سلب القدرة عليها.
و هذا لا يعني أن ّالصفات الفعلية إذا وجدت فإنّها تكون غير كاملة بل كاملة و منـزّهه و هذا معنى من معاني حديث الإمام(ع) "..فمن زعم أنّ الله تعالى لم يزل مريداً فليس بموحّد". لأنّه تعريض للنقص, لذا قال (ع) "..وأما من الله عزوجل فإرادته إحداثه لاغير ذلك لانه لايروي، ولايهم، ولايتفكر، وهذه الصفات منفية عنه، وهي من صفات الخلق، فإرادة الله هي الفعل لاغير ذلك يقول له: كن فيكون، بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همة ولاتفكر، ولا كيف لذلك كما أنه بلا كيف"
لو أنّ الله تعالى لم يكلّم مع موسى(ع) و خاطبه بالوحي مثلاً و لم يكلّم غيره (مع التنـزيه لمفهوم الكلام طبعاً) فهل هذا يعني أنّه ليس لديه القدرة على الكلام؟ كلا و العياذ بالله و لاحظ أننا تكلّمنا عن القدرة على الكلام و لم يعد مجال الحديث: (الكلام) كصفة ناتجة عن الفعل , و بالتالي فإحداث (الكلام) جعل الصفة تطلق و إلا لما أطلقت.
و كذا الخلق و غيره من الصفات الفعلية. دون انتفاء القدرة عليها
*كونها أحداث و مختارة بحكمة الله.(هذا ليس مجال البحث, لكن أشير فقط)
إنّ الله تعالى من صفاته أنه (سميع) , فهل يمكن أن يعزب عن سمعه شيء في السماوات أو في الأرض أو أينما كان؟ الجواب كلا و العياذ بالله.
هذا نقص في الصفة (سميع) بحد ذاتها و نقصها أو تعريضها للعوارض و دخولها في الأحداث يستتبع نقصاً في الذات و عدم تنـزيه و العياذ بالله, لذا فهي صفة ذاتية و لذا أيضاً هي أزليّة و غير حادثة.
أما الكلام مثلاً, فالله تعالى لم يكلّم كلّ الأنبياء فهل هذا نقص في القدرة على الكلام كلا و العياذ بالله , لكن القدرة على الكلام شيء (صار الحديث عن القدرة و هي صفة ذاتية), و الكلام بحدّ ذاته كصفة فعلية نتيجة حدث شيء آخر و على ذلك فالكلام حَدَثٌ و هو بحسب الإختيار الإلهي.و لو لم يحدثه لما أطلقت الصفة, و هذا لا يستدعي نقصاً لأنّ له عز و جلّ القدرة على الكلام.
لا يمكن لنا أن نقول ما قلناه عن الكلام في شأن القدرة أو العلم أو السمع و البصر لأنها غير تابعة لحدث أو ناتجة عنه.
*في مثالك عن الشاعر و القدرة على الشعر, رغم توضيحي لك أعود مكرّراً.
لو قلنا أن سيبويه شخص ذكيّ و ذو إحساس مرهف, و هو علّامة مبدع في معاني اللغة العربية و أضدادها و قواعدها و نحوها, و حافظ لشعرها, و متقن لعلم العروض و البحور, و هو قد نثر نثراً جزلاً و سجع سجعاً بليغاً.
هل لدى سيبويه القدرة على كتابة الشعر أو قوله؟ نعم بالتأكيد.
هل نستطيع أن نصفه بأنه شاعر إذا لم يكتب أو يقل الشعر؟ كلا بالتأكيد.
و السبب واضح و بسيط و هو أنّه وصف مترتب على إحداث الشعر أي كتابته أو قوله.
و كذا الخلق و غيره من الصفات الفعلية. دون انتفاء القدرة عليها
*كونها أحداث و مختارة بحكمة الله.(هذا ليس مجال البحث, لكن أشير فقط)
إنّ الله تعالى من صفاته أنه (سميع) , فهل يمكن أن يعزب عن سمعه شيء في السماوات أو في الأرض أو أينما كان؟ الجواب كلا و العياذ بالله.
هذا نقص في الصفة (سميع) بحد ذاتها و نقصها أو تعريضها للعوارض و دخولها في الأحداث يستتبع نقصاً في الذات و عدم تنـزيه و العياذ بالله, لذا فهي صفة ذاتية و لذا أيضاً هي أزليّة و غير حادثة.
أما الكلام مثلاً, فالله تعالى لم يكلّم كلّ الأنبياء فهل هذا نقص في القدرة على الكلام كلا و العياذ بالله , لكن القدرة على الكلام شيء (صار الحديث عن القدرة و هي صفة ذاتية), و الكلام بحدّ ذاته كصفة فعلية نتيجة حدث شيء آخر و على ذلك فالكلام حَدَثٌ و هو بحسب الإختيار الإلهي.و لو لم يحدثه لما أطلقت الصفة, و هذا لا يستدعي نقصاً لأنّ له عز و جلّ القدرة على الكلام.
لا يمكن لنا أن نقول ما قلناه عن الكلام في شأن القدرة أو العلم أو السمع و البصر لأنها غير تابعة لحدث أو ناتجة عنه.
*في مثالك عن الشاعر و القدرة على الشعر, رغم توضيحي لك أعود مكرّراً.
لو قلنا أن سيبويه شخص ذكيّ و ذو إحساس مرهف, و هو علّامة مبدع في معاني اللغة العربية و أضدادها و قواعدها و نحوها, و حافظ لشعرها, و متقن لعلم العروض و البحور, و هو قد نثر نثراً جزلاً و سجع سجعاً بليغاً.
هل لدى سيبويه القدرة على كتابة الشعر أو قوله؟ نعم بالتأكيد.
هل نستطيع أن نصفه بأنه شاعر إذا لم يكتب أو يقل الشعر؟ كلا بالتأكيد.
و السبب واضح و بسيط و هو أنّه وصف مترتب على إحداث الشعر أي كتابته أو قوله.
--------------------
في كلامك عن "إنما قوله إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون", و توقفك عنده. يا عزيزي المحترم أقول لك مكرّراً
قد وضعت لك تبييناً لها لفهم ما نتكلّم عنه, و تكلّمت في ذلك مكرّراً مع أني أوضحت فيما سبق أرجو أن تقرأ ما قد كتبتُ هنا.
*أنها ليست مرادفة لغوية لأضعها في مجال الإثبات من عدمه و إنما نتحدّث عن المفهوم, هذه واحدة.
و الثانية: إنّ المعنى هنا يطغى على الزمنية, ألا ترى الفرق بين "كان" و "صار" و هما (كلاهما فعل ماض ناقص) أليس هناك فرق في المعنى "معاكس تماماً" ؟ بلى.
*على أنّي وضعت مصدراً و هو معنى من معاني "إذا أراد"
يعني: إذا أراد = لإرادة , و هي مصدر عن أراد, و لأتلافى المعنى الزمني الذي ذكرته لك موضحاً في ما خلا من سطور, قلت لك : لإحداث , التي هي مصدر من فعل أحدث.
-------------------------
أعتقد أنّي أجبت موضحاً بما يكفي.
تعليق