بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى
اللهم صلي على الدليل اليك في الليل الاليل..والماسك من اسبابك بحبل الشرف الاطول..والناصع الحسب في ذروة الكاهل الاعبل..وعلى آله الاطهار
المنتجبين الابرار..
وبعد يا اخي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأنقل لك بعض الروايات لكي تعرف اين نحن..
1/فضل عترة النبوة على سائر الناس
فقال المأمون هل فضل الله العترة على سائر الناس فقال أبو الحسن إنالله عز و جل أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه فقال له المأمون و أينذلك من كتاب الله فقال له الرضا ( ع ) في قول الله عز و جل إِنَّ اللَّهَ اصْطَفىآدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ و قال عز و جل فيموضع آخر أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاًعَظِيماً ثم رد المخاطبة في أثر هذه إلى سائر المؤمنين فقال يا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ يعني الذي قرنهم بالكتاب و الحكمة و حسدوا عليهما فقوله عز و جل
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ماآتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً يعني الطاعة للمصطفين الطاهرينفالملك هاهنا هو الطاعة لهم فقالت العلماء فأخبرنا هل فسر الله عز و جل الاصطفاءفي الكتاب فقال الرضا ( ع ) فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موطنا وموضعا فأول ذلك قوله عز و جل وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ و رهطكالمخلصين هكذا في قراءة أبي بن كعب و هي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود و هذهمنزلة رفيعة و فضل عظيم و شرف عال حين عنى الله عز و جل بذلك الآل فذكره لرسولالله ( ص ) فهذه واحدة و الآية الثانية في الاصطفاء قوله عز و جل إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْتَطْهِيراً و هذا الفضل الذي لا يجهله أحد إلا معاند ضال لأنه فضل بعد طهارة تنتظرفهذه الثانية و أما الثالثة فحين ميز الله الطاهرين من خلقه فأمر نبيه بالمباهلةبهم في آية الابتهال فقال عز و جل يا محمد فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَناوَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْلَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ فبرز النبي ( ص ) عليا و الحسن و الحسين و فاطمةص و قرن أنفسهم
بنفسه فهل تدرون ما معنى قوله وَأَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ قالت العلماء عنى به نفسه فقال أبو الحسن ( ع ) لقد غلطتمإنما عنى بها علي بن أبي طالب ( ع ) و مما يدل على ذلك قول النبي ( ص ) حين قال لينتهينبنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي يعني علي بن أبي طالب ( ع ) و عنى بالأبناءالحسن و الحسين ( ع ) و عنى بالنساء فاطمة ( ع ) فهذه خصوصية لا يتقدمهم فيها أحد و فضل لايلحقهم فيه بشر و شرف لا يسبقهم إليه خلق إذ جعل نفس علي ( ع ) كنفسه فهذه الثالثة وأما الرابعة فإخراجه ( ص ) الناس من مسجده ما خلا العترة حتى تكلم الناس في ذلك و تكلمالعباس فقال يا رسول الله تركت عليا و أخرجتنا فقال رسول الله ( ص ) ما أنا تركته وأخرجتكم و لكن الله عز و جل تركه و أخرجكم و في هذا تبيان قوله ( ص ) لعلي ( ع ) أنت منيبمنزلة هارون من موسى قالت العلماء و أين هذا من القرآن قال أبو الحسن أوجدكم فيذلك قرآنا و أقرأه عليكم قالوا هات قال قول الله عز و جل وَ أَوْحَيْنا إِلى مُوسىوَ أَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوابُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى و فيها أيضا منزلة علي ( ع ) من رسول الله ( ص ) و مع هذا دليل واضح في قول رسول الله ( ص ) حين قال ألا إن هذا المسجدلا يحل لجنب إلا لمحمد ( ص ) و آله قالت العلماء يا أبا الحسن هذا الشرح و هذا البيانلا يوجد
إلا عندكم معاشر أهل بيت رسول الله صفقال و من ينكر لنا ذلك و رسول الله يقول أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أرادالمدينة فليأتها من بابها ففيما أوضحنا و شرحنا من الفضل و الشرف و التقدمة والاصطفاء و الطهارة ما لا ينكره إلا معاندو الله عز و جل و الحمد على ذلك فهذهالرابعة و الآية الخامسة قول الله عز و جل وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ خصوصيةخصهم الله العزيز الجبار بها و اصطفاهم على الأمة فلما نزلت هذه الآية على رسولالله ( ص ) قال ادعوا إلي فاطمة فدعيت له فقال يا فاطمة قالت لبيك يا رسول الله فقالهذه فدك مما هي لم يوجف عليه بالخيل و لا ركاب و هي لي خاصة دون المسلمين و قدجعلتها لك لما أمرني الله تعالى به فخذيها لك و لولدك فهذه الخامسة و الآيةالسادسة قول الله عز و جل قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى و هذه خصوصية للنبي ( ص ) إلى يوم القيامة و خصوصية للآلدون غيرهم و ذلك أن الله عز و جل حكى في ذكر نوح في كتابه يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالًا إِنْ أَجرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَ ما أَنَابِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ لكِنِّي أَراكُمْقَوْماً تَجْهَلُونَ .
و حكى عز و جل عن هود أنه قال يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلا تَعْقِلُونَ و قال عز و جل لنبيه محمد ( ص ) قُلْ يا محمد لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى و لم يفرض الله تعالى مودتهم إلا و قد علم أنهم لايرتدون عن الدين أبدا و لا يرجعون إلى ضلال أبدا و أخرى أن يكون الرجل وادا للرجلفيكون بعض أهل بيته عدوا له فلا يسلم له قلب الرجل فأحب الله عز و جل أن لا يكونفي قلب رسول الله ( ص ) على المؤمنين شيء ففرض عليهم الله مودة ذوي القربى فمن أخذبها و أحب رسول الله ( ص ) و أحب أهل بيته لم يستطع رسول الله ( ص ) أن يبغضه و من تركها ولم يأخذ بها و أبغض أهل بيته فعلى رسول الله ( ص ) أن يبغضه لأنه قد ترك فريضة منفرائض الله عز و جل فأي فضيلة و أي شرف يتقدم هذا أو يدانيه فأنزل الله عز و جلهذه الآية على نبيه ( ص ) قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَفِي الْقُرْبى فقام رسول الله ( ص ) في أصحابه فحمد الله و أثنى عليه و قال يا أيهاالناس إن الله عز و جل قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه فلم يجبه أحد فقال ياأيها الناس إنه ليس من فضة و لا ذهب و لا مأكول و لا مشروب فقالوا هات إذا فتلاعليهم هذه الآية فقالوا أما هذه فنعم فما وفى بها أكثرهم و ما بعث الله عز و جل نبياإلا أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجرا لأن الله عز و جل يوفيه أجر الأنبياء و محمد صفرض الله عز و جل طاعته و مودة قرابته على أمته و أمره أن يجعل أجره فيهم ليؤدوهفي قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجب الله عز و جل لهم في المودة إنما تكون على قدرمعرفة الفضل فلما أوجب الله تعالى ذلك ثقل ذلك لثقل وجوب الطاعة فتمسك بها قوم قدأخذ الله ميثاقهم على الوفا و عاند أهل الشقاق و النفاق و ألحدوا في ذلك فصرفوه عن حده الذي حده الله عز و جل فقالوا القرابة هم العرب كلها و أهل دعوته فعلى أي الحالتين كان فقد علمناأن المودة هي للقرابة فأقربهم من النبي ( ص ) أولاهم بالمودة و كلما قربت القرابة كانتالمودة على قدرها و ما أنصفوا نبي الله ( ص ) في حيطته و رأفته و ما من الله به علىأمته مما تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه أن لا يؤدوه في ذريته و أهل بيته و أن يجعلوهمفيهم بمنزلة العين من الرأس حفظا لرسول الله فيهم و حبا لهم فكيف و القرآن ينطق بهو يدعو إليه و الأخبار ثابتة بأنهم أهل المودة و الذين فرض الله تعالى مودتهم ووعد الجزاء عليها فما وفى أحد بها فهذه المودة لا يأتي بها أحد مؤمنا مخلصا إلااستوجب الجنة لقول الله عز و جل في هذه الآية وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَهُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّاالْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى مفسرا و مبينا ثم قال أبو الحسن ( ع ) حدثني أبي عن جدي عنآبائه عن الحسين بن علي ( ع ) قال اجتمع المهاجرون و الأنصار إلى رسول الله ( ص ) فقالواإن لك يا رسول الله ( ص ) مئونة في نفقتك و فيمن يأتيك من الوفود و هذه أموالنا معدمائنا فاحكم فيها بارا مأجورا أعط ما شئت و أمسك ما شئت من غير حرج قال فأنزلالله عز و جل عليه الروح الأمين فقال يا محمد قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِأَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى يعني أن تودوا قرابتي من بعدي فخرجوافقال المنافقون ما حمل رسول الله ( ص ) على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعد إن هو إلا شيء افتراه في مجلسه و كان ذلكمن قولهم عظيما فأنزل الله عز و جل هذه الآية أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِماتُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ هُوَ الْغَفُورُالرَّحِيمُ فبعث عليهم النبي ( ص ) فقال هل من حدث فقالوا إي و الله يا رسول الله لقدقال بعضنا كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم رسول الله ( ص ) الآية فبكوا و اشتد بكاؤهمفأنزل عز و جل وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ يَعْفُواعَنِ السَّيِّئاتِ وَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ فهذه السادسة و أما الآية السابعةفقول الله عز و جل إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً قالوا يارسول الله قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك فقال تقولون اللهم صل على محمدو آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد فهل بينكم معاشرالناس في هذا خلاف فقالوا لا فقال المأمون هذا مما لا خلاف فيه أصلا و عليه إجماعالأمة فهل عندك في الآل شيء أوضح من هذا في القرآن فقال أبو الحسن نعم أخبروني عنقول الله عز و جل يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلىصِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فمن عنى بقوله يس قالت العلماء يس محمد ( ص ) لم يشك فيه أحد قالأبو الحسن فإن الله عز و جل أعطى محمدا و آل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنهوصفه إلا من عقله و ذلك أن الله عز و جل لم يسلم على أحد إلا على الأنبياء ( ص ) فقالتبارك و تعالى سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ
و قال سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ و قال سَلامٌ عَلى مُوسى وَ هارُونَ و لم يقل سلام على آل نوح و لم يقل سلام على آلإبراهيم و لا قال سلام على آل موسى و هارون و قال عز و جل سلام على آل يس يعني آلمحمد ( ص ) فقال المأمون لقد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا و بيانه فهذه السابعة وأما الثامنة فقول الله عز و جل وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍفَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى فقرن سهم ذي القربىبسهمه و بسهم رسول الله ( ص ) فهذا فضل أيضا بين الآل و الأمة لأن الله تعالى جعلهم فيحيز و جعل الناس في حيز دون ذلك و رضي لهم ما رضي لنفسه و اصطفاهم فيه فبدأ بنفسهثم ثنى برسوله ثم بذي القربى في كل ما كان من الفيء و الغنيمة و غير ذلك مما رضيهعز و جل لنفسه فرضي لهم فقال و قوله الحق وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْشَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى فهذا تأكيدمؤكد و أثر قائم لهم إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الذي لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍحَمِيدٍ و أما قوله وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ فإن اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من الغنائم و لم يكن له فيها نصيب و كذلك المسكينإذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم و لا يحل له أخذه و سهم ذي القربىقائم إلى يوم القيامة فيهم للغني و الفقير منهم لأنه لا أحد أغنى من الله عز و جلو لا من رسول الله ( ص ) فجعل لنفسه منها سهما و لرسوله ( ص ) سهما فما رضيه لنفسه ولرسوله ( ص ) رضيه لهم و كذلك الفيء ما رضيه منه لنفسه و لنبيه ( ص ) رضيه لذي القربى كماأجراهم في الغنيمة فبدأ بنفسه جل جلاله ثم برسوله ثم بهم و قرن سهمهم بسهم الله وسهم رسوله ( ص ) و كذلك في الطاعة قال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فبدأ بنفسه ثمبرسوله ثم بأهل بيته كذلك آية الولاية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُوَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ فجعل طاعتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته كذلك ولايتهم مع ولايةالرسول مقرونة بطاعته كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقرونا بسهمه في الغنيمة و الفيء فتبارك الله و تعالى ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت فلما جاءت قصة الصدقةنزه نفسه و رسوله و نزه أهل بيته فقال إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ وَ الْعامِلِينَ عَلَيْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِيالرِّقابِ وَ الْغارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ فهل تجد في شيء من ذلك أنه سمى لنفسه أو لرسوله أو لذيالقربى لأنه لما نزه نفسه عن الصدقة و نزه رسوله و نزه أهل بيته لا بل حرم عليهملأن الصدقة محرمه على محمد ( ص ) و آله و هي أوساخ أيدي الناس لا يحل لهم لأنهم طهروامن كل دنس و وسخ فلما طهرهم الله عز و جل و اصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفسه و كرهلهم ما كره لنفسه عز و جل فهذه الثامنة و أما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قالالله عز و جل فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ فنحن أهل الذكر فاسألونا إن كنتم لا تعلمون فقالت العلماء إنما عنى الله بذلك اليهود و النصارى فقال أبو الحسنع سبحان الله و هل يجوز ذلك إذا يدعونا إلى دينهم و يقولون إنه أفضل من دينالإسلام فقال المأمون فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوه يا أبا الحسن فقال أبوالحسن نعم الذكر رسول الله و نحن أهله و ذلك بين في كتاب الله عز و جل حيث يقول فيسورة الطلاق فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْأَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ فالذكر رسول الله ( ص ) و نحن أهله فهذه التاسعة و أما العاشرة فقول اللهعز و جل في آية التحريم حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ الآية فأخبروني هل تصلح ابنتي و ابنة ابني و ما تناسل من صلبي لرسولالله ( ص ) أن يتزوجها لو كان حيا قالوا لا قال فأخبروني هل كانت ابنة أحدكم تصلح لهأن يتزوجها لو كان حيا قالوا نعم قال ففي هذا بيان لأني أنا من آله و لستم من آلهو لو كنتم من آله لحرم عليه بناتكم كما حرم عليه بناتي لأني من آله و أنتم من أمته فهذا فرق بين الآل و الأمة لأن الآل منه و الأمةإذا لم تكن من الآل فليست منه فهذه العاشرة و أما الحادية عشرة فقول الله عز و جلفي سورة المؤمن حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْآلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَ قَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ إلى تمام الآية فكان ابنخال فرعون فنسبه إلى فرعون بنسبة و لم يضفه إليه بدينه و كذلك خصصنا نحن إذ كنا منآل رسول الله ( ص ) بولادتنا منه و عممنا الناس بالدين فهذا فرق بين الآل و الأمة فهذهالحادية عشره و أما الثانية عشره فقوله عز و جل وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها فخصصنا الله تبارك و تعالى بهذه الخصوصية إذ أمرنا مع الأمةبإقامة الصلاة ثم خصصنا من دون الأمة فكان رسول الله ( ص ) يجيء إلى باب علي و فاطمةع بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات فيقول الصلاةرحمكم الله و ما أكرم الله أحدا من ذراري الأنبياء بمثل هذه الكرامة التي أكرمنابها و خصصنا من دون جميع أهل بيتهم فقال المأمون و العلماء جزاكم الله أهل بيتنبيكم عن هذه الأمة خيرا فما نجد الشرح و البيان فيما اشتبه علينا إلا عندكم .
اكتفي اليوم بما نقلت اليك.
لك مني خالص الدعاء..
قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى
اللهم صلي على الدليل اليك في الليل الاليل..والماسك من اسبابك بحبل الشرف الاطول..والناصع الحسب في ذروة الكاهل الاعبل..وعلى آله الاطهار
المنتجبين الابرار..
وبعد يا اخي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأنقل لك بعض الروايات لكي تعرف اين نحن..
1/فضل عترة النبوة على سائر الناس
فقال المأمون هل فضل الله العترة على سائر الناس فقال أبو الحسن إنالله عز و جل أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه فقال له المأمون و أينذلك من كتاب الله فقال له الرضا ( ع ) في قول الله عز و جل إِنَّ اللَّهَ اصْطَفىآدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ و قال عز و جل فيموضع آخر أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاًعَظِيماً ثم رد المخاطبة في أثر هذه إلى سائر المؤمنين فقال يا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ يعني الذي قرنهم بالكتاب و الحكمة و حسدوا عليهما فقوله عز و جل
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ماآتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً يعني الطاعة للمصطفين الطاهرينفالملك هاهنا هو الطاعة لهم فقالت العلماء فأخبرنا هل فسر الله عز و جل الاصطفاءفي الكتاب فقال الرضا ( ع ) فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موطنا وموضعا فأول ذلك قوله عز و جل وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ و رهطكالمخلصين هكذا في قراءة أبي بن كعب و هي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود و هذهمنزلة رفيعة و فضل عظيم و شرف عال حين عنى الله عز و جل بذلك الآل فذكره لرسولالله ( ص ) فهذه واحدة و الآية الثانية في الاصطفاء قوله عز و جل إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْتَطْهِيراً و هذا الفضل الذي لا يجهله أحد إلا معاند ضال لأنه فضل بعد طهارة تنتظرفهذه الثانية و أما الثالثة فحين ميز الله الطاهرين من خلقه فأمر نبيه بالمباهلةبهم في آية الابتهال فقال عز و جل يا محمد فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَناوَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْلَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ فبرز النبي ( ص ) عليا و الحسن و الحسين و فاطمةص و قرن أنفسهم
بنفسه فهل تدرون ما معنى قوله وَأَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ قالت العلماء عنى به نفسه فقال أبو الحسن ( ع ) لقد غلطتمإنما عنى بها علي بن أبي طالب ( ع ) و مما يدل على ذلك قول النبي ( ص ) حين قال لينتهينبنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي يعني علي بن أبي طالب ( ع ) و عنى بالأبناءالحسن و الحسين ( ع ) و عنى بالنساء فاطمة ( ع ) فهذه خصوصية لا يتقدمهم فيها أحد و فضل لايلحقهم فيه بشر و شرف لا يسبقهم إليه خلق إذ جعل نفس علي ( ع ) كنفسه فهذه الثالثة وأما الرابعة فإخراجه ( ص ) الناس من مسجده ما خلا العترة حتى تكلم الناس في ذلك و تكلمالعباس فقال يا رسول الله تركت عليا و أخرجتنا فقال رسول الله ( ص ) ما أنا تركته وأخرجتكم و لكن الله عز و جل تركه و أخرجكم و في هذا تبيان قوله ( ص ) لعلي ( ع ) أنت منيبمنزلة هارون من موسى قالت العلماء و أين هذا من القرآن قال أبو الحسن أوجدكم فيذلك قرآنا و أقرأه عليكم قالوا هات قال قول الله عز و جل وَ أَوْحَيْنا إِلى مُوسىوَ أَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوابُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى و فيها أيضا منزلة علي ( ع ) من رسول الله ( ص ) و مع هذا دليل واضح في قول رسول الله ( ص ) حين قال ألا إن هذا المسجدلا يحل لجنب إلا لمحمد ( ص ) و آله قالت العلماء يا أبا الحسن هذا الشرح و هذا البيانلا يوجد
إلا عندكم معاشر أهل بيت رسول الله صفقال و من ينكر لنا ذلك و رسول الله يقول أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أرادالمدينة فليأتها من بابها ففيما أوضحنا و شرحنا من الفضل و الشرف و التقدمة والاصطفاء و الطهارة ما لا ينكره إلا معاندو الله عز و جل و الحمد على ذلك فهذهالرابعة و الآية الخامسة قول الله عز و جل وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ خصوصيةخصهم الله العزيز الجبار بها و اصطفاهم على الأمة فلما نزلت هذه الآية على رسولالله ( ص ) قال ادعوا إلي فاطمة فدعيت له فقال يا فاطمة قالت لبيك يا رسول الله فقالهذه فدك مما هي لم يوجف عليه بالخيل و لا ركاب و هي لي خاصة دون المسلمين و قدجعلتها لك لما أمرني الله تعالى به فخذيها لك و لولدك فهذه الخامسة و الآيةالسادسة قول الله عز و جل قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى و هذه خصوصية للنبي ( ص ) إلى يوم القيامة و خصوصية للآلدون غيرهم و ذلك أن الله عز و جل حكى في ذكر نوح في كتابه يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالًا إِنْ أَجرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَ ما أَنَابِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ لكِنِّي أَراكُمْقَوْماً تَجْهَلُونَ .
و حكى عز و جل عن هود أنه قال يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلا تَعْقِلُونَ و قال عز و جل لنبيه محمد ( ص ) قُلْ يا محمد لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى و لم يفرض الله تعالى مودتهم إلا و قد علم أنهم لايرتدون عن الدين أبدا و لا يرجعون إلى ضلال أبدا و أخرى أن يكون الرجل وادا للرجلفيكون بعض أهل بيته عدوا له فلا يسلم له قلب الرجل فأحب الله عز و جل أن لا يكونفي قلب رسول الله ( ص ) على المؤمنين شيء ففرض عليهم الله مودة ذوي القربى فمن أخذبها و أحب رسول الله ( ص ) و أحب أهل بيته لم يستطع رسول الله ( ص ) أن يبغضه و من تركها ولم يأخذ بها و أبغض أهل بيته فعلى رسول الله ( ص ) أن يبغضه لأنه قد ترك فريضة منفرائض الله عز و جل فأي فضيلة و أي شرف يتقدم هذا أو يدانيه فأنزل الله عز و جلهذه الآية على نبيه ( ص ) قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَفِي الْقُرْبى فقام رسول الله ( ص ) في أصحابه فحمد الله و أثنى عليه و قال يا أيهاالناس إن الله عز و جل قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه فلم يجبه أحد فقال ياأيها الناس إنه ليس من فضة و لا ذهب و لا مأكول و لا مشروب فقالوا هات إذا فتلاعليهم هذه الآية فقالوا أما هذه فنعم فما وفى بها أكثرهم و ما بعث الله عز و جل نبياإلا أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجرا لأن الله عز و جل يوفيه أجر الأنبياء و محمد صفرض الله عز و جل طاعته و مودة قرابته على أمته و أمره أن يجعل أجره فيهم ليؤدوهفي قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجب الله عز و جل لهم في المودة إنما تكون على قدرمعرفة الفضل فلما أوجب الله تعالى ذلك ثقل ذلك لثقل وجوب الطاعة فتمسك بها قوم قدأخذ الله ميثاقهم على الوفا و عاند أهل الشقاق و النفاق و ألحدوا في ذلك فصرفوه عن حده الذي حده الله عز و جل فقالوا القرابة هم العرب كلها و أهل دعوته فعلى أي الحالتين كان فقد علمناأن المودة هي للقرابة فأقربهم من النبي ( ص ) أولاهم بالمودة و كلما قربت القرابة كانتالمودة على قدرها و ما أنصفوا نبي الله ( ص ) في حيطته و رأفته و ما من الله به علىأمته مما تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه أن لا يؤدوه في ذريته و أهل بيته و أن يجعلوهمفيهم بمنزلة العين من الرأس حفظا لرسول الله فيهم و حبا لهم فكيف و القرآن ينطق بهو يدعو إليه و الأخبار ثابتة بأنهم أهل المودة و الذين فرض الله تعالى مودتهم ووعد الجزاء عليها فما وفى أحد بها فهذه المودة لا يأتي بها أحد مؤمنا مخلصا إلااستوجب الجنة لقول الله عز و جل في هذه الآية وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَهُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّاالْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى مفسرا و مبينا ثم قال أبو الحسن ( ع ) حدثني أبي عن جدي عنآبائه عن الحسين بن علي ( ع ) قال اجتمع المهاجرون و الأنصار إلى رسول الله ( ص ) فقالواإن لك يا رسول الله ( ص ) مئونة في نفقتك و فيمن يأتيك من الوفود و هذه أموالنا معدمائنا فاحكم فيها بارا مأجورا أعط ما شئت و أمسك ما شئت من غير حرج قال فأنزلالله عز و جل عليه الروح الأمين فقال يا محمد قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِأَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى يعني أن تودوا قرابتي من بعدي فخرجوافقال المنافقون ما حمل رسول الله ( ص ) على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعد إن هو إلا شيء افتراه في مجلسه و كان ذلكمن قولهم عظيما فأنزل الله عز و جل هذه الآية أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِماتُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ هُوَ الْغَفُورُالرَّحِيمُ فبعث عليهم النبي ( ص ) فقال هل من حدث فقالوا إي و الله يا رسول الله لقدقال بعضنا كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم رسول الله ( ص ) الآية فبكوا و اشتد بكاؤهمفأنزل عز و جل وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ يَعْفُواعَنِ السَّيِّئاتِ وَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ فهذه السادسة و أما الآية السابعةفقول الله عز و جل إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً قالوا يارسول الله قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك فقال تقولون اللهم صل على محمدو آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد فهل بينكم معاشرالناس في هذا خلاف فقالوا لا فقال المأمون هذا مما لا خلاف فيه أصلا و عليه إجماعالأمة فهل عندك في الآل شيء أوضح من هذا في القرآن فقال أبو الحسن نعم أخبروني عنقول الله عز و جل يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلىصِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فمن عنى بقوله يس قالت العلماء يس محمد ( ص ) لم يشك فيه أحد قالأبو الحسن فإن الله عز و جل أعطى محمدا و آل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنهوصفه إلا من عقله و ذلك أن الله عز و جل لم يسلم على أحد إلا على الأنبياء ( ص ) فقالتبارك و تعالى سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ
و قال سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ و قال سَلامٌ عَلى مُوسى وَ هارُونَ و لم يقل سلام على آل نوح و لم يقل سلام على آلإبراهيم و لا قال سلام على آل موسى و هارون و قال عز و جل سلام على آل يس يعني آلمحمد ( ص ) فقال المأمون لقد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا و بيانه فهذه السابعة وأما الثامنة فقول الله عز و جل وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍفَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى فقرن سهم ذي القربىبسهمه و بسهم رسول الله ( ص ) فهذا فضل أيضا بين الآل و الأمة لأن الله تعالى جعلهم فيحيز و جعل الناس في حيز دون ذلك و رضي لهم ما رضي لنفسه و اصطفاهم فيه فبدأ بنفسهثم ثنى برسوله ثم بذي القربى في كل ما كان من الفيء و الغنيمة و غير ذلك مما رضيهعز و جل لنفسه فرضي لهم فقال و قوله الحق وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْشَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى فهذا تأكيدمؤكد و أثر قائم لهم إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الذي لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍحَمِيدٍ و أما قوله وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ فإن اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من الغنائم و لم يكن له فيها نصيب و كذلك المسكينإذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم و لا يحل له أخذه و سهم ذي القربىقائم إلى يوم القيامة فيهم للغني و الفقير منهم لأنه لا أحد أغنى من الله عز و جلو لا من رسول الله ( ص ) فجعل لنفسه منها سهما و لرسوله ( ص ) سهما فما رضيه لنفسه ولرسوله ( ص ) رضيه لهم و كذلك الفيء ما رضيه منه لنفسه و لنبيه ( ص ) رضيه لذي القربى كماأجراهم في الغنيمة فبدأ بنفسه جل جلاله ثم برسوله ثم بهم و قرن سهمهم بسهم الله وسهم رسوله ( ص ) و كذلك في الطاعة قال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فبدأ بنفسه ثمبرسوله ثم بأهل بيته كذلك آية الولاية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُوَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ فجعل طاعتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته كذلك ولايتهم مع ولايةالرسول مقرونة بطاعته كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقرونا بسهمه في الغنيمة و الفيء فتبارك الله و تعالى ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت فلما جاءت قصة الصدقةنزه نفسه و رسوله و نزه أهل بيته فقال إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ وَ الْعامِلِينَ عَلَيْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِيالرِّقابِ وَ الْغارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ فهل تجد في شيء من ذلك أنه سمى لنفسه أو لرسوله أو لذيالقربى لأنه لما نزه نفسه عن الصدقة و نزه رسوله و نزه أهل بيته لا بل حرم عليهملأن الصدقة محرمه على محمد ( ص ) و آله و هي أوساخ أيدي الناس لا يحل لهم لأنهم طهروامن كل دنس و وسخ فلما طهرهم الله عز و جل و اصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفسه و كرهلهم ما كره لنفسه عز و جل فهذه الثامنة و أما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قالالله عز و جل فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ فنحن أهل الذكر فاسألونا إن كنتم لا تعلمون فقالت العلماء إنما عنى الله بذلك اليهود و النصارى فقال أبو الحسنع سبحان الله و هل يجوز ذلك إذا يدعونا إلى دينهم و يقولون إنه أفضل من دينالإسلام فقال المأمون فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوه يا أبا الحسن فقال أبوالحسن نعم الذكر رسول الله و نحن أهله و ذلك بين في كتاب الله عز و جل حيث يقول فيسورة الطلاق فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْأَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ فالذكر رسول الله ( ص ) و نحن أهله فهذه التاسعة و أما العاشرة فقول اللهعز و جل في آية التحريم حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ الآية فأخبروني هل تصلح ابنتي و ابنة ابني و ما تناسل من صلبي لرسولالله ( ص ) أن يتزوجها لو كان حيا قالوا لا قال فأخبروني هل كانت ابنة أحدكم تصلح لهأن يتزوجها لو كان حيا قالوا نعم قال ففي هذا بيان لأني أنا من آله و لستم من آلهو لو كنتم من آله لحرم عليه بناتكم كما حرم عليه بناتي لأني من آله و أنتم من أمته فهذا فرق بين الآل و الأمة لأن الآل منه و الأمةإذا لم تكن من الآل فليست منه فهذه العاشرة و أما الحادية عشرة فقول الله عز و جلفي سورة المؤمن حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْآلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَ قَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ إلى تمام الآية فكان ابنخال فرعون فنسبه إلى فرعون بنسبة و لم يضفه إليه بدينه و كذلك خصصنا نحن إذ كنا منآل رسول الله ( ص ) بولادتنا منه و عممنا الناس بالدين فهذا فرق بين الآل و الأمة فهذهالحادية عشره و أما الثانية عشره فقوله عز و جل وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها فخصصنا الله تبارك و تعالى بهذه الخصوصية إذ أمرنا مع الأمةبإقامة الصلاة ثم خصصنا من دون الأمة فكان رسول الله ( ص ) يجيء إلى باب علي و فاطمةع بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات فيقول الصلاةرحمكم الله و ما أكرم الله أحدا من ذراري الأنبياء بمثل هذه الكرامة التي أكرمنابها و خصصنا من دون جميع أهل بيتهم فقال المأمون و العلماء جزاكم الله أهل بيتنبيكم عن هذه الأمة خيرا فما نجد الشرح و البيان فيما اشتبه علينا إلا عندكم .
اكتفي اليوم بما نقلت اليك.
لك مني خالص الدعاء..
تعليق