إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

رواية تحريم المتعة تحت المجهر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رواية تحريم المتعة تحت المجهر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    بعد أن طرحنا الموضوع في هجر، لا مانع من أن نطرحه هنا أبضا:

    للهم أني أسألك بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها و(التسعة المعصومين بنيها) أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقضي حاجتي، وتوفقني لكل خير يا أرحم الراحمين.

    لقد كنت في حوار طويل مع أحد أهل السلفية والذي يدعي أني ((معمم)) وكل من يعرفني سواء من أهل الشيعة أو أهل السنة، يعلم أن دعواه دون دليل، بل يضحك عليها، لعلمه بأني لم أعرف للعمامة طريقا في أي يوم من الأيام، بل لا أعرف طريق الحوزة، بل أنني متخرج من الجامعة، لا أكثر ولا أقل.

    ولكن لمحاولته رسم الإنتصارات الوهمية، كانتصارات سيده عمرو بن العاص يوم صفين، وحيله، يحاول الإحتيال على الناس ويرسم أشياء من رأسه، كي يصفق له عياله.

    وقد دخلت منتداهم، ووضعت له شروطا للحوار الثنائي، إلا ولأنه يعلم أنه لا طاقة له بهزيمة أي إمامي إلا عن طريق التهويش، رفض الشروط رغم أن أخويه قد طلبا منه الرضا بالشروط، بل أن أحد أخوته اعتبرها شروطا موضوعية، وهذه كانت شروطنا:

    1-توضيح منهجية النقاش قبل البدء، لا أن يخلط الحابل بالنابل، ويخلط كلام المتقدمين بالمتأخرين، والأخباريين بالأصوليين، وذلك لكي يكون النقاش على بينة واضحة، نعم الجميع علماء، ولكن علينا أن نوضح منهجية واضحة، لا أن نأخذ بقول مضعف فلان وقت ما أن نود تضعيفه، ونأخذ بقول موثقه نفسه وقت ما نود توثيقه.
    2-أن يكون النقاش ثنائيا بيني وبينك، ومن يرد من الأعضاء التعليق يفتح له موضوع خاص به، وأكون أنا أو أنت مخيرين لا ملزمين بالتعليق على الأعضاء.
    3-أن تتعهد أمام الله وأمام الجميع بمسح أي كلمة فيها انتقاص ككلمة (ابن المتعة، ابن المستأجرة، حفيد ابن العلقمي، المجوسي... الخ) من الكلمات التي تعتبر مهينة.
    4-أن نبدأ النقاش من البداية وليس إكمالا، كي لا يختلط الحابل بالنابل، ولا مانع من الرد على ما أوردته لكم، وهو أن تصحيح الرواية لا تدل بالتأكيد على تصحيح طريق الشيخ قدس الله نفسه الطاهرة في المشيخة، ولكن هذا ليس أساس الموضوع، ولكن هو فرع من الموضوع، والدليل لدي، ولا مانع من عرضه، ولكن بعد أن نبدأ النقاش.
    5-أن تتعهد أمام الله وأمام الجميع أن لا تمسح لي أي مشاركة، ما لم يكن في فيها تعرض لك شخصيا، أو تعرض لأحد الصحابة أو أمهات المؤمنين (أي ألتزام قوانين المنتدى) أما كلمة لم تأت بجديد أو غيرها، فهذه لا يحق لك أن تمسح مشاركتي بسببها.
    6-أي مخالفة لهذه الشروط (في حال قبلت بها) فأنا أنبهك لثلاث مرات، وفي حال عدم الإستجابة، أترك الموضوع إلى غير رجعة.

    لا أنه لم يرض بهذه الشروط لأنه تخنقه وتصيبه في مقتل!!!

    فلهذا نقلت الموضوع إلى هذه الساحة، فمن أراد أن يتقدم من السلفية، فليتقدم، وإلا فأنا سوف أكمل البحث الذي بدأته منذ فترة، وأحاول طرحه على عدة دفعات، والله الهادي إلى سواء السبيل.




    مع تحيتي.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    اللهم أني أسألك بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها و(التسعة المعصومين بنيها) أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقضي حاجتي، وتوفقني لكل خير يا أرحم الراحمين.

    بارك الله فيكم أخوتي، حقيقة أن تفاعلكم يجعلني أكمل البحث، بل نويت أن أتوسع فيه أكثر لما فيه من مصلحة، وتشجيعكم جميل جدا، أشكركم من أعماق قلبي عليه.

    في البداية: لا بد من نقل الرواية محل البحث، وهي:

    ما أورده الشيخ قدس الله نفسه الطاهرة في التهذيب والإستبصار، أو كما يسمون بالتهذيبين، هي:

    محمد بن أحمد بن يحيى ، عن أبي جعفر ، عن أبي الجوزاء ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : حرم رسول الله صلى الله عليه وآله يوم خيبر لحوم الحمر الأهلية ونكاح المتعة.

    أقول: ومعلوم لكل شخص أن الشيخ قدس الله نفسه الطاهرة يروي الرواية بطريقة التعليق (الرواية المعلقة).

    أي أنه لا بد من دراسة طريق الشيخ قدس الله نفسه الطاهرة إلى محمد بن أحمد بن يحيي، قبل الحكم على الرواية.

    وهذا ما طلبته، وهو بداية دراسة طريق الشيخ قدس الله نفسه الطاهرة لأن قول المجلسي قدس الله نفسه الطاهرة عن الطريق أنه موثق أو ضعيف، هو ناظر إلى السند الذي أمامه لا إلى السند الكامل، وقد ذكرت لذلك عدة نماذج لا مانع من نقلها هنا:

    الموضع الأول: علي بن الحسن الطاطري

    ذكر الشيخ قدس الله نفسه الطاهرة طريقه إليه في المشيخة، وقال: وما ذكرته عن علي بن الحسن الطاطري، فقد أخبرني به أحمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير عن أبي الملك أحمد بن عمرو بن كيسبة عن علي بن الحسن الطاطري.
    وعلق عليه المجلسي قدس الله نفسه الطاهرة بقوله: مجهول. (16\697).

    ومعنى قوله أن الطريق مجهول، هو أنه لا يمكن تصحيح أو توثيق أي رواية رواها الشيخ قدس الله نفسه الطاهرة عن الطاطري.

    ولكن لنقرأ مثلا، ما ورد في صدر الكتاب:

    في (3\429) باب معرفة القبلة:
    الحديث الأول: (علي بن الحسن الطاطري عن محمد بن أبي حمزة عن ابن مسكان عن أبي بصير) وعلق عليه المجلسي قدس الله نفسه الطاهرة بقوله: موثق.
    الحديث الثاني: (وعنه عن ابن أبي حمزة عن ابن مسكان عن أبي بصير) وعلق عليه المجلسي قدس الله نفسه الطاهرة بقوله: موثق.
    الحديث الثالث: (وعنه عن ابن أبي حمزة عن معاوية بن عمار) وعلق عليه المجلسي قدس الله نفسه الطاهرة بقوله موثق.
    الحديث الرابع): (الطاطري عن محمد بن أبي حمزة عن ابن مسكان عن أبي بصير) وعلق عليه المجلسي قدس الله نفسه الطاهرة بقوله موثق.

    الموضع الثاني: علي بن الحسن بن فضال

    قال الشيخ قدس الله نفسه الطاهرة: ((وما ذكرته في هذا الكتاب عن علي بن الحسن بن فضال فقد أخبرني به أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر سماعا منه وإجازة عن علي بن محمد بن الزبير عن علي بن الحسن بن فضال)).
    وعلق المجلسي قدس الله نفسه الطاهرة بقوله: ((مجهول)).

    ولكن لنقرأ مثلا ما ورد في صدر الكتاب:

    في (2\394): تطهير الثياب وغيرها من النجاسات
    الحديث الأول: (ما رواه علي بن الحسن عن أيوب بن نوح عن محمد بن أبي حمزة عن علي بن يقطين...) وعلق عليه المجلسي قدس الله نفسه الطاهرة بقوله: ((موثق)).

    الموضع الثالث: محمد بن مسعود العياشي رضوان الله تعالى عليه.

    لم يذكر الشيخ قدس الله نفسه الطاهرة طريقه إليه في المشيخة، وطريقه إليه في الفهرست هو: ((أخبرنا جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن أبيه بجميع كتبه ورواياته)).

    والطريق ضعيف، فالمجلسي قدس الله نفسه الطاهرة قد ضعف أبي المفضل، فقال في رجال المجلسي: ((محمد بن عبد الله بن محمد الجعفي، وابن عبد الله بن المطلب، أبو المفضل الشيباني، ض)) ورمز ض كما نص عليه هو ضعيف، فالطريق ضعيف.

    بينما في متن الكتاب:

    (3\21): الأحداث الموجبة للطهارة
    الحديث الأول: (العياشي أبو النضر قال: حدثنا محمد بن نصير عن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن عبد الله بن بكير عن محمد بن مسلم) وعلق المجلسي قدس الله نفسه الطاهرة عليها بقوله موثق.
    الحديث الثاني: (عنه عن محمد بن نصير قال: حدثنا محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي) وعلق المجلسي قدس الله نفسه الطاهرة عليه بقوله: صحيح.

    الموضع الرابع: العباس بن معروف

    لم يذكر الشيخ قدس الله نفسه الطاهرة طريقه إليه في المشيخة، وذكره في الفهرست: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن عباس بن معروف.

    وطريقه إليه ضعيف بأبي المفضل كما أسلفنا.

    بينما في متن الكتاب:

    (8\259) الكفارة عن خطأ المحرم
    الحديث الأول: (روى العباس بن معروف عن علي بن فظالة عن أبي المعزا عن أبي بصير) وعلق عليه العلامة المجلسي قدس الله نفسه الطاهرة بقوله: صحيح.
    وأيضا (8\545) زيادات فقه الحج
    الحديث الأول: (العباس بن معروف عن فضالة عن العلا عن محمد بن مسلم) وعلق عليه العلامة المجلسي قدس الله نفسه الطاهرة بقوله صحيح.
    الموضع الخامس: فضالة بن أيوب

    لم يذكر الشيخ قدس الله نفسه الطاهرة طريقه إليه في المشيخة، طريقه إليه في الفهرست: أخبرنا به جماعة عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن فضالة، والطريق ضعيف بأبي المفضل كما ذكرنا في الأعلى.

    بينما في متن الكتاب
    (8\534) زيادات فقه الحج
    الحديث الأول: فضالة عن العلا عن محمد بن مسلم) وعلق المجلسي قدس الله نفسه الطاهرة عليه بقوله صحيح.
    الحديث الثاني: (فضالة عن معاوية بن عمار) وعلق المجلسي قجس الله نفسه الطاهرة عليه بقوله صحيح.

    فهذه خمسة مواضع، ومن أراد المزيد، فليراجع مثلا زيد الشحام أو حماد بن عيسى أو الحسن بن علي بن يقطين، وقد تجبنا نقل المزيد، لعدم الإطالة!!!!

    أقول: وهذه الأدلة وغيرها تورث يقينا أن المجلسي قدس الله نفسه الطاهرة كان يصحح الطريق المعلق، ويرجع دراسة الطريق الكامل إلى المشيخة، لذلك لا بد من مراعاة الطريقين، وإلا فما فائدة دراسة المشيخة.

    ولهذا قال زعيم الحوزة العلمية قدس الله نفسه الطاهرة في خصائص كتابه المعجم الخصيصة التاسعة: تعرضنا في ترجمة كل شخص كان للصدوق أو الشيخ قدس سرهما طريق أليه للطريق وبيان صحته وعدمها، وذلك لأن المراجع قد يراجع الرواية فيرى أن جميع رواتها ثقات، فيحكم بصحتها، ولكنه قد يغفل عن أن طريق الصدوق أو الشيخ إليه ضعيف، والرواية ضعيفة.
    مثال ذلك: أن الصدوق روى عن محمد بن مسلم وبريد بن معاوية عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، قالا: ((أذا وقع الكسوف أو بعض هذه الآيات، فصلها ما لم تتخوف أن يذهب وقت الفريضة...)). وقد عبر عنها صاحب الحدائق رحمه الله ومن تأخر عنه بصحيحة محمد بن مسلم وبريد بن معاوية اغترارا بجلالتها، وغفلة عن أن طريق الصدوق إلى بريد مجهول، وإلى محمد بن مسلم ضعيف، والرواية ضعيفة. (المعجم ص14). انتهى كلامه قدس الله نفسه الطاهرة.

    أقول: كلامه واضح، ومثاله قدس الله نفسه الطاهرة واضح وضوح الشمس في كبد السماء.
    ولهذا لا بد قبل كل شيء من دراسة الطريق، أي طريق الشيخ قدس الله نفسه الطاهرة إلى محمد بن أحمد بن يحيي.
    والحقيقة: أنني كنت أسقط على قفاي من الضحك، وأنا أرى الزملاء جاهدين، يحاولون تارة توثيق ابن أبي جيد، وتارة توثيق أحمد بن محمد بن يحيي العطار، وتارة توثيق ابن الغضائري، لأنهم نظروا لطرق المشيخة فقط.
    وهذا لكي أثبت للجميع، أن من يدعون أنهم مقبرة الشيعة، لا يعلمون أن للشيخ في الفهرست طريق لا يشوبه شائبة أبدا، وهو صحيح بالإجماع، ولكني كنت أراهم يتهافتون وهم يحاولون هذه المحاولات التي أشبه بمحاولات حاطب الليل، رغم أن الشيخ قدس الله نفسه الطاهرة وضح طريقا جليا لا يشوبه شائبة، وهو: قال قدس الله نفسه الطاهرة: وأخبرنا بها جماعة عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه ومحمد بن الحسن عن أحمد بن أدريس ومحمد بن يحيي عنه.

    ولا يخفى أن هذا الطريق، من سلاسل الذهب، فالجماعة الراوون عن الصدوق قدس الله نفسه الطاهرة منهم المفيد قدس الله نفسه الطاهرة، وهو من لا تختلف الطائفة على وثاقته، وأما الصدوق فكفى باسمه، وأما شيخه محمد بن الحسن فهو ثقة ثقة كما وصفه النجاشي قدس الله نفسه الطاهرة، ووثاقة أبيه لا تخفى على الطالب، وكذا وثاقة أحمد بن أدريس ومحمد بن يحيي شيوخ الكليني رضي الله عنهم أجمعين.

    إلا أن القوم لا يكن فيهم من يفقه شيئا، ولذلك: حاولوا جهدهم التمسك بطرق المشيخة، ولم ينظروا أبدا في طرق الفهرست، فيالله، لمن يدعون أنهم مقبرة الشيعة.

    هذا ما يمكن أن يقال من ناحية الطريق، وتبين أن طريق الشيخ قدس الله نفسه الطاهرة صحيح لا غبار فيه، ولذلك: نواصل في الرد القادم إن شاء الله دراسة باقي الطريق.




    مع تحيتي.

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم

      اللهم صل على محمد وآل محمد

      بعد أن بينا صحة طريق الشيخ قدس الله نفسه الطاهرة، لا بأس أن نكمل الدراسة السند فنقول:

      أما محمد بن أحمد بن يحيي فهو ثقة بلا خلاف، وكذلك أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، فكلاهما من أعاظم الثقات.

      ويقع الكلام في المنبه بن عبد الله، والحسين بن علوان وعمرو بن خالد.

      ودراستهم تقتضي التأمل قليلا، وسوف أدرس كل واحد منهم على حده.

      المنبه بن عبد الله: قال النجاشي قدس الله نفسه الطاهرة: ((كان صحيح الحديث)).
      وقد عد الشهيد قدس الله نفسه الطاهرة هذه الكلمة من ألفاظ التعديل فقال قدس الله نفسه الطاهرة في البداية: ((ألفاظ التعديل: عدل، ثقة، حجة، صحيح الحديث وما أدى معناه))، وقال في الرعاية: ((وكذا قوله هو صحيح الحديث فإنه يقتضي كونه ثقة ضابطا، ففيه زيادة تزكية.
      ونستخلص منها وثاقته.

      أما ما ذكره التستري قدس الله نفسه الطاهرة بقوله: ((أقول : بل غير صحيح الحديث ، كيف وقد روى حرمة المتعة ، وغسل الرجلين في الوضوء...)) كان ناظرا إلى رواياته والصحيح تقديم قول النجاشي قدس الله نفسه الطاهرة له، فهو خريت هذه الصنعة، وما سوف نبينه في هذا الموضوع أن هذه الروايات وغيرها ليس له ذنب فيها.

      وأما مذهبه: فالظاهر كونه أمامي، لسكوت النجاشي قدس الله نفسه الطاهرة عن ذكر مذهبه، وتعبيره عنه بصحيح الحديث، والمخالف لا يكون صحيح الحديث وإن كان ثقة، كما هو معروف.
      وأما ما ذكره الشيخ قدس الله نفسه الطاهرة في رواية هو في سندها (أن رواة هذا الخبر كلهم عامة ورجال الزيدية) فهذا لا يمكن تعميم الحكم به، فقد كان في أحد أسانيد هذه الروايات الأشعري فهل يمكن أن يحكم بأنه من الزيدية بذلك!!!!

      وعلى هذا فلا يمكن القول بأنه زيدي بل هو أمامي إن شاء الله!!!!

      الحسين بن علوان: قال النجاشي قدس الله نفسه الطاهرة: ((مولاهم كوفي، عامي وأخوه يكنى أبا محمد، ثقة رويا عن أبي عبد الله عليه السلام)).
      وقد ذكره الكشي قدس الله نفسه الطاهرة في جمع من العامة وذكر أن لهم ميلا ومحبة شديدة!!!
      وقد وقع الكلام في هذه العبارة، وعلى من يعود التوثيق، فهل هو يعود على حسن أم على أخيه، والظاهر من السيد زعيم الحوزة العلمية قدس الله نفسه الطاهرة أن ينصر كون التوثيق راجع إلى الحسين لا الحسن، بينما التستري قدس الله نفسه الطاهرة قد نصر الرأي الآخر.
      والإنصاف: أن الأمر ملبس، ونصرة أحد الرأيين لا بد له من قرينة أو دليل، ومع قول النجاشي قدس الله نفسه الطاهرة ((رويا عن أبي عبد الله)) ضاعت القرينة، فهو يتكلم عن الإثنين فمن هو الذي عناه بتوثيقه!!!
      والظاهر حسب ما يبين لي: أن هذا هو ما عناه المجلسي قدس الله نفسه الطاهرة بقوله أن ((موثق أو ضعيف)) أي راجع إلى الإختلاف في ترجمة الكلبي!!!
      وأما مذهبه: فلا شك في عاميته!!!




      مع تحيتي.

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        اللهم صل على محمد وآل محمد

        ذكرنا في الرد السابق، أن الحسين بن علوان مختلف في وثاقته.
        وعلى فرض ثبوت وثاقته، فهو عامي، وليس أمامي.
        بقي الآن أمر، وهو حال الحسين بن علوان عند أهل السنة!!!
        فابن عدي رماه بالوضع صراحة وقال: يضع الحديث!!!
        ورماه ابن معين بالكذب!!!
        وهذا في نظري يقويه لا يوهنه إنصافا!!!
        كما أن العهدة في هذه الرواية ليست عليه، بل هي على الأفرق!!!

        عمرو بن خالد: ذكره النجاشي والشيخ قدس الله نفسهما الطاهرة دون توثيق!!!
        وعده الشيخ قدس الله نفسه الطاهرة بتريا في رجاله!!!
        ولم يوثقه أحد إلا ابن فضال!!
        وشهادة ابن فضال بوثاقته كافية في البين، للبناء على وثاقته، وإن كان منحرفا العقيدة حتى وفاته، لأننا استظهرنا وثاقة متانة توثيقاته دون تضعيفاته، ولذلك مجاله!!!
        إلا أني أصافا وقفت على كلمة صدرت من أحد رؤوس الزيدية حين ترجمة عمرو بن خالد حيث ذكر: وسئل يحيي بن مساور عمن يطعن في أبي خالد، قال: لا يطعن فيه إلا رافضي أو ناصبي (نقلها محقق كتاب مسند الإمام زيد)، وهذه الكلمة من يحيي بن مساور، يدل على أنه كان هناك طعن في عمرو بن خالد من الرافضة، ولكن من الذي طعن فيه، الله أعلم!!!
        نعم قد يقال بأن الإمامية كانوا يطعنون في الزيدية، كما ذكر الصدوق مثلا في كامله.
        وختاما: فنحن نقول: أن كل هؤلاء الرجال، هم عبارة عن شيوخ أجازة لا أكثر، فالعهدة في هذه الرواية على عمرو بن خالد الأفرق!!!

        حيث روى هذه الرواية ذاتها في مسند الإمام زيد، حيث قال: حدثني (والقائل عمرو بن خالد) زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنهم قال: نهى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم عن نكاح المتعة عام خيبر. (مسند زيد 271).
        والرواية هي ذاتها والظاهر أن محمد بن أحمد بن يحيي أوردها في النوادر عن كتاب عمرو بن خالد!!!
        أذن فالعهدة في هذه الرواية على عمرو بن خالد الأفرق!!!!

        نحن نتهم عمرو بن خالد بهذه الرواية!!!
        فإن قيل أن عمرو بن خالد ثقة في نفسه!!!
        قلنا: ولكنه مخالف، والعمل على رد متفردات المخالفين!!!
        قال شيخ الطائفة قدس الله نفسه الطاهرة: ((وإذا كان الراوي من فرق الشيعة مثل الفطحية والواقفة والناووسية وغيرهم، نظر فيها يرويه:
        فإن كان هناك قرينة تعضده أو خبر آخر من جهة الموثوقين بهم وجب العمل به.
        وإن كان هناك خبر آخر يخالفه من طريق الموثوقين، وجب إطراح ما اختصوا بروايته والعمل بما رواه الثقة. وإن كان ما رووه ليس هناك ما يخالفه ولا يعرف عن الطائفة العمل بخلافه، وجب أيضا العمل به إذا كان متحرجا في روايته موثوقا في أمانته وإن كان مخطئا في أصل الأعتقاد. (العدة ص 150).

        وقد عمل الشيخين (الصدوق والطوسي قدس الله نفسهما الطاهرة) بهذه القاعدة، فمثلا:
        قال الصدوق قدس الله نفسه الطاهرة في باب ميراث المجوس بعد ما ذكر خبر السكوني (ولا أفتي بما ينفرد السكوني بروايته) رغم أن الطوسي قدس الله نفسه الطاهرة وثقه في العدة في العامة، وذكر عمل الطائفة بروايته ولكن ذلك ما لم ينفرد.
        وكذلك ما فعله الشيخ قدس الله نفسه الطاهرة بخصوص رواية عبد الله بن بكير، حيث قال: فهذه الرواية آكد شبهة من جميع ما تقدم من الروايات لأنها لا تحتمل شيئا مما قلناه، لكونها مصرحة خالية من وجوه الاحتمال، إلا أن طريقها عبد الله بن بكير وقد قدمنا من الأخبار ما تضمن أنه قال حين سئل عن هذه المسألة: هذا مما رزق الله من الرأي... فلما ألح عليه السائل قال: هذا مما رزق الله من الرأي، ومن هذه صورته فيجوز أن يكون أسند ذلك إلى رواية زرارة نصرة لمذهبه الذي كان أفتى به وأنه لما رأى أن أصحابه لا يقبلون ما يقوله برأيه أسنده إلى من رواه عن أبي جعفر عليه السلام، وليس عبد الله بن بكير معصوما لا يجوز هذا عليه، بل وقع منه من العدول عن اعتقاد مذهب الحق إلى اعتقاد مذهب الفطحية ما هو معروف من مذهبه، والغلط في ذلك أعظم من أسناد فتيا الغلط فيمن يعتقد صحته لشبهة إلى بعض أصحاب الأئمة وإذا كان الأمر على ما قلناه لم تعترض هذه الرواية أيضا ما قدمناه (التهذيب، كتاب الطلاق باب أحكام الطلاق).

        أقول: فهذا مثالان واضحان على رد رواية المبتدع الثقة!!!

        بقي هنا أمر: وهو مصدر هذه الرواية، ومن أين سمعها عمرو بن خالد ودلسها على زيد بن علي بن الحسين عليه السلام!!!
        أننا نجل زيد بن علي بن الحسين عليه السلام، فهو على مذهب آبائه عليهم أفضل الصلاة والسلام، ولكن عمرو بن خالد سمعها من غيره ودلسها عليه!!!
        فقد ذكر ابن عدي في ترجمته: ((حدثنا أسحاق بن أبراهيم بن يونس، ثنا أبو بكر بن أبي النضر، قالا: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثني أبي، ثنا الحسن بن ذكوان، عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة، عن علي (عليه السلام): ((نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن كل سبع ذي ناب وكل ذي مخلب من الطير، وعن ثمن الميتة، وعن لحوم الحمر الأهلية، وعن كسب البغي وعسب الفحل، زاد ابن يونس، وعن المياثر الأرجوان زاد أبو خيثمة وثمن الخمرة)).
        وهذا الحديث يرويه الحسن بن ذكوان، عن عمرو بن خالد، وعمرو بن خالد متروك الحديث (انتهى كلام ابن عدي))

        والظاهر من هذه الرواية أن عمرو بن خالد، كان سمع هذه الرواية، وسمع غيرها كتحريم المتعة، ثم دلسها على زيد بن علي بن الحسين عليه السلام، وأمر التدليس ليس أسوأ من أمر البدعة!!!
        أضف إلى هذه الرواية من رواية عاصم بن ضمرة، وعاصم بن ضمرة لم يكن بنقي الحديث!!!
        فقد ذكره ابن حبان في المجروحين وقال:
        عاصم بن ضمرة السلولي: من أهل الكوفة، يروي عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، روى عنه الحكم بن عتيبة وأبو أسحاق السبيعي، كان رديء الحفظ، فاحش الخطأ، رفع عن علي قوله كثيرا، فلما فحش ذلك في روايته استحق الترك، على أنه أحسن حالا من الحارث.
        بل أن ابن عدي نفسه قال في ترجمته: وعاصم بن ضمرة لم أذكر له حديثا لكثرة ما يروي عن علي مما لا يتابعه الناس عليه، والذي يرويه عن عاصم قوم ثقات، البلية من عاصم، ليس ممن يروون عنه.

        فعلى هذا فزيد عليه السلام وآبائه بريئون من عهدة هذه الرواية، وإنما هي مدلسة عليهم، دلسها عمرو بن خالد عليه، سمعها من حبيب بن أبي ثابت، ودلسها عليهم!!!!

        نقول: تكلمنا عن عمرو بن خالد ورواياته، والحق الحقيق، أن الرجل كان زيديا جلدا، فروى كل مرويات الزيدية وعقائدها، وشحن بها مروياته!!!
        والأشعري رضوان الله تعالى عليه نقل معظم هذه الروايات، بحكم كونه ينقل مرويات زيد رضوان الله تعالى عليه.
        وفي هذا الرد، سوف نوضح عدة أمثلة على مرويات لعمرو بن خالد الأفرق، ردها أعلام الطائفة، بل هو موافقة تماما لما رواه عن زيد في مسند الإمام زيد.

        فأول رواية هي ما ذكرناه في الأعلى، وهي رواية تحريم المتعة.

        المثال الثاني: فأما ما رواه محمد بن أحمد عن أبي جعفر عن أبي الجوزاء عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد عن آبائه عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا مات الشهيد من يومه أو من الغد فواروه في ثيابه وإن بقي أياما حتى تتغير جراحته غسل. (تهذيب الأحكام كتاب الطهارة)
        وهذا هو ذاته ما رواه في مسند الأمام زيد، وهو: حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أذا مات الشهيد من يومه أو من الغد فواروه في ثيابه، وإن بقي أياما حتى تغيرت جراحه غسل)). (مسند الأمام زيد باب الشهيد ص 146).

        المثال الثالث: وأيضا: ما رواه محمد بن الحسن الصفار عن (عبيد الله بن المنبه) المنبه بن عبيد الله عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام قال: جلست أتوضأ فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين ابتدأت في الوضوء، فقال لي: تمضمض واستنشق واستن ثم غسلت ثلاثا فقال: يجزيك من ذلك المرتان فغسلت ذراعي ومسخت برأسي مرتين، فقال: قد يجزيك من ذلك المرة وغسلت قدمي، فقال لي: يا خلل بين الأصابع لا تخلل بالنار. (الأستبصار باب وجوب المسح على الرجلين).
        قال: حدثني زيد بن علي بن الحسين، عن جده الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توضأ فغسل وجهه وتمضمض واستنشق ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه وأذنيه مرة وغسل قدميه ثلاثا. (مسند الإمام زيد ص48).

        المثال الرابع: وأيضا: فأما ما رواه سعد بن عبد الله عن أبي الجوزاء عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الظهر خمس ركعات ثم انفتل فقال له بعض القوم يا رسول الله هل زيد في الصلاة شيء؟ قال: وما ذاك؟ قال: صليت بنا خمس ركعات قال: فاستقبل القبلة وكبر وهو جالس ثم سجد سجدتين ليس فيهما قراءة ولا ركوع ثم سلم وكان يقول هما المرغمتان.
        الإستبصار باب من تيقن أنه زاد في الصلاة
        حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الظهر خمسا، فقام ذو الشمالين فقال: يا رسول الله هل زيد في الصلاة شيء؟ قال: وما ذاك؟ قال: صليت بنا خمسا قال: فاستقبل القبلة، فكبر وهو جالس وسجد سجدتين فيهما قراءة، ولا ركوع وقال: هما المرغمتان. (مسند الإمام زيد ص108).

        ختاما: أن كل ما وضحناه في دراستنا السندية لا يطرح مجالا واحدا للشك، في أن عمرو بن خالد الأفرق، كان يروي المرويات التي فيها نصرة لمذهبه، ويلصقها على زيد عليه أفضل الصلاة والسلام، وهو منها بريء.

        فمن يروي هذه الروايات، ويتفرد هذه التفردات، فلا أقل أن يتقى عن مروياته التي تفرد بها، خصوصا وأنه من المخالفين، وقد قدمنا رأي شيخ الطائفة قدس الله نفسه الطاهرة في مرويات المخالفين، وكذلك رأي الشيخ الصدوق قدس الله نفسه الطاهرة.

        ونترك الحكم للمنصفين، من القراء والأعضاء.

        نواصل الكلام في الرد القادم على أسانيد الرواية عند أهل السنة.




        مع تحيتي.

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم

          احسنتم اخونا الفاضل حبيب
          موضوع شيق ومتين

          ونتمنى منكم التواصل وتكثيف تواجدكم في المنتدى اذ اننا نفتقد هذه الايام لهذه الأقلام

          والسلام

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم

            تسجيل متابعه

            بارك الله فيك مولاي الكريم حبيب

            تعليق


            • #7
              بارك اللخ بك يا أخي ا لحبيب على الشروط الرائعة التي وضعتها للنقاش وشكراً

              تعليق


              • #8
                أحسنت، فكثير من المحاورين من الطرفين يغفلون عن هذا الأمر


                بارك لله فيك على التوضيح

                تعليق


                • #9
                  ********

                  خارج الموضوع


                  م6
                  التعديل الأخير تم بواسطة م6; الساعة 23-05-2008, 03:02 PM.

                  تعليق


                  • #10
                    السلام

                    تعليق


                    • #11
                      ********

                      خارج الموضوع


                      م6
                      التعديل الأخير تم بواسطة م6; الساعة 23-05-2008, 03:02 PM.

                      تعليق


                      • #12
                        بارك الله فيك اختى مسلمه2

                        تعليق


                        • #13
                          *******

                          خارج الموضوع وتأدب مرة ثانية

                          واعتبر هذا انذارا اوليا


                          م6
                          التعديل الأخير تم بواسطة م6; الساعة 23-05-2008, 03:05 PM.

                          تعليق


                          • #14
                            *******

                            خارج الموضوع


                            م6
                            التعديل الأخير تم بواسطة م6; الساعة 23-05-2008, 03:06 PM.

                            تعليق


                            • #15
                              وأخرج البخاري عن عمران بن حصين أيضاً قال : نزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولم ينزل قرآن يحرمها ولم ينه عنها حتى مات صلى الله عليه وآله .
                              وأخرج الامام أحمد في مسنده من طريق عمران القصير عن أبي رجاء عن عمران الحصين قال : نزلت آية المتعة في كتاب الله تبارك وتعالى وعملنا بها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تنزل آية تنسخها ولم ينه عنها النبي حتى مات صلى الله عليه وآله .
                              2 ـ روى جماعة من الصحابة الكرام منهم اُبي بن كعب وعبدالله بن عباس وعبدالله بن مسعود أنهم قرأوا ( فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن ) وفي هذه القراءة صراحة واضحة بأن المقصود هو عقد المتعة ، وقد ذكر الثعلبي في تفسيره عن حبيب أبي ثابت قال : أعطاني ابن عباس مصحفاً فقال هذا على قراءة ( أبي ) فرأيت في المصحف ( فما استمتعتم منهن إلى أجل مسمى إلخ ) وباسناده عن أبي نضرة قال سألت ابن عباس عن المتعة فقال أما تقرأ سورة النساء فقلت بلى فقال فما تقرأ استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى إلخ ، قلت لا أقرؤها هكذا قال ابن عباس رضي الله عنه والله هكذا أنزلها تعالى ثلاث مرات ، وباسناده عن سعيد بن جيير أنه قرأها كذلك .


                              خطب ابن الزبير بمكة المكرمة على المنبر وابن عباس جالس مع الناس تحت المنبر فقال : إن ههنا رجلاً قد أعمى الله قلبه كما أعمى بصره يزعم أن متعة النساء حلال من الله ورسوله ويفتي في القملة والنملة وقد احتمل بيت مال البصرة بالأمس وترك المسلمين بها يرتضخون النوى . وكيف ألومه في ذلك وقد قاتل أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وآله ومن وقاه بيده فقال ابن عباس لقائدة سعد بن خزيمة استقبل بي وجه ابن الزبير وارفع من صدري وكان ابن عباس قد كف فاستقبل به قائده وجه ابن الزبير وأقام قامته فحسر عن ذراعيه ثم قال : يابن الزبير :


                              قد انصف الفارة من راماها * انـا إذا مـا فئة نلقـاهـا
                              نرد أولاها عـلى أخراهـا * حتى تبصر حرضاً دعواها

                              يا ابن الزبير : أما العمى فإن الله تعالى يقول ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) وأما فتاوى في القملة والنملة فان فيها حكمين لا تعلمها أنت ولا أصحابك وأما حملى المال فانه كان مالا جبيناه فاعطينا كل ذى حق حقه وبقيت بقيه هي دون حقنا في كتاب الله فأخذناها بحقنا . وأما المتعة فسل أمك اسماء إذا أنزلت عن بردى عرسجة . وإما قتالنا أم المؤمنين فبنا سميت أم المؤمنين لا بك ولا بأبيك فانطلق أبوك وخالك إلى حجاب مده الله عليها فهتكاه عنها ثم اتخذاها فتنة يقاتلان دونها وصانا حلائلهما في بيوتهما فما انصفا الله ولا محمداً من أنفسهما أن أبرزا زوجة نبيه وصانا حلائلهما . وأما قتالنا إياكم فأنا لقيناكم زحفاً فان كان كفاراً
                              ____________
                              (1) نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4 : 489 ـ 490 .

                              ( 46 )
                              فقد كفرتم بفراركم منا ، وإن كنا مؤمنين فقد كفرتم بقتالكم إيانا وايم الله لولا مكان صفية فيكم ومكان خديجة فينا لما تركت لبني أسد بن العزى عظماً إلاّ كسرته فلما عاد ابن الزبير إلى أمه سالها عن بردى عوسجة فقالت : ألم أنهك عن ابن عباس وعن بني هاشم فأنهم كعم الجواب إذا بدهوا فقال : بلى وعصيتك ، فقالت : يا بني أحذر هذا الأعمى الذي ما أطاقته الإنس والجن وأعلم أن عنده فضائح قريش بأسرها فإياك آخر الدهر . فقال أيمن بن خزيم بن فاتك الأسدي :


                              يا ابن الزبير لقـد لاقيت بـائقة * من البوائق فالطف لـطف محتال
                              لاقيتـه هـاشمياً طـاب منبتـه * فـي مفـرسيه كـريم العم والخال
                              ما زال يقرع عنك العظم مقتـدراً * على الجـواب بصوت مسمع عال
                              حتى رأتك مـثل الكلب منحجـراً * خـلف الغبيط وكنت البازح العالي
                              إن ابن عباس المعـروف حكمتـه * خيـر الأنام لـه حال مـن الحال
                              عيرته « المتعة » المتبوع سنتهـا * وبـالقتال وقـد عيـرت بـالمال
                              لمـا رماك علـى رسل بـأسهمه * جـرت عليك كسوف الحال والبال
                              فاحتز مقولك الأعلـى بشفـرتـه * حـزاً وحياً بـلا قيــل ولا قال
                              وأعلـم بـأنك إن عاودت غيبتـه * عليك عليك مخـاز ذات اذيال

                              وقد مر عليك من أن أم عبدالله بن الزبير هي أسماء بنت أبي بكر الصديق ( رض ) عنهما وقد تزوجها حواري رسول الله ( ص ) الزبير ( رض ) بالمتعة ، فماذا يقول حضرات الأساتذة أحمد أمين والسائح المصري محمد ثابت وموسى جار الله صاحب كتاب الوشيعة ؟ ؟
                              ( ثامناً ) ومن طرق المجوزين والقائلين بحليتها ما نقل عن الإمام جعفر الصادق « ع » (1) أنه كان يقول : ثلاث لا أتقى فيهن أحداً متعة الحج ، ومتعة النساء ، والمسح على الخفين .
                              ____________
                              (1) أصل الشيعة وأصولها .

                              ( 47 )
                              وكذلك روى الشيخ الكليني في كتابه الكافي أن الإمام محمد الباقر ( ع ) سئل عن المتعة فقال : أحلها الله في كتابه وسنة نبيه نزلت في القرآن ( فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن ) فهي حلال إلى يوم القيامة فقيل له يا أبا جعفر مثلك يقول هذا وقد حرّمها عمر ؟ فقال وإن كان فعل فقيل : إنا نعيذك بالله أن تحل شيئاً حرمه عمر فقال الباقر ( ع ) أنت على قول صاحبك وأنا على قول رسول الله ، هلم ألا عنك أن القول ما قال النبي ( ص ) إلخ .
                              ومعلوم من هو محمد الباقر ( ع ) فهو ابن على زين العابدين بن الحسين السبط ابن علي ابن أبي طالب ( ع ) وقد أيد قوله هذا ولده الإمام جعفر الصادق ( ع ) كما رأيت فيما نقلوه عنه . وعليه فلا نعتقد في أن القارئ المحترم يحوجنا بعد هذا القدر الذي قدمناه بين يديه من الصحاح المعتبرة أن نسرد له ونزجى إليه أحاديث وأخبار اخرى يضيق بها صدر هذا الكتيب ومن شاء الاستزادة فليراجع المجلدات والموسوعات ولكن في هذا غنى للمتدبر البصير ، والمتفقه اللامع .

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X