إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الشيعة يصلون الصلاة البتراء 2

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46

    الصلاة على محمّد وآل محمّد بين السنّة والشيعة:
    تعتبر مسألة الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) من جملة المسائل التي اتفق المسلمون على أصلها واختلفوا في تفاصيلها وكيفيتها.
    وأصل هذه المسألة قوله تعالى: (إن الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما)(1). وتشترك هذه الآية مع آية أُخرى أشارت إلى صلاة الله سبحانه وتعالى على عباده، مثل قوله تعالى: (هو الذي يصلّي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما)(2). ومع آية ثالثة أشارت إلى صلاة النبي (صلى الله عليه وآله)على بعضهم، هي قوله تعالى: (خُذ من أموالهم صدقة تطهّرهم وتزكّيهم بها وصلّ عليهم إن صلواتك سكن لهم والله سميع عليم)(3).
    وقد أشار أكثر المفسرين إلى أن صلاة العبد لربّه دعاء وتعظيم، وصلاة الله لعبده رحمة وتكريم بدليل التعليل الوارد (ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما)، وصلاة الرسول على المؤمنين هي الدعاء لهم بالخير والبركة. وصلاة الملائكة على الرسول أو المؤمنين دعاء واستغفار(4).
    وهذه الصلاة المتبادلة بين العبد والرب والرسول، صلاة العبد للرب وصلاة الرب للعبد، صلاة الرسول للمؤمنين، وصلاة المؤمنين للرسول، تجسّد أكمل صورة للتلاحم والترابط بين الخالق والمخلوق، بين الأُمة ورئيسها، على أن يعرف كل طرف موقعه ومنزلة الطرف الذي هو بإزاءه، فلا تضيع الحدود في ثنايا هذا التلاحم، فالعبد يصلي تعظيماً وعبودية ورقّاً للخالق العظيم، والله يصلي إكراماً وتشريفاً ورحمة بهذا العبد العارف، والمؤمن يصلّي على الرسول إذعاناً بمنزلته وتسليماً لولايته، والرسول يصلّي على المؤمن إكراماً له ورغبة في مزيد الخير له.
    وقد خص الله سبحانه وتعالى نبيه بأعلى درجات التكريم والتشريف إذ صلّى عليه، وصلّت عليه ملائكته، وألزم المؤمنين بالصلاة عليه، وكان من جملة ذلك تكريم أُمته التي آمنت به وانصاعت لأوامره، فكانت صلاة الله وملائكته ورسوله عليها رشحة من ذلك التكريم، وقبساً من تلك المشكاة، وخصيصة تمتاز بها هذه الأُمة عما سواها من الأُمم التي جاءت قبلها.


    صيغة الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله):
    لقد أجمع فقهاء مذهب أهل البيت (عليهم السلام) على عدم جواز الاكتفاء بذكر النبي (صلى الله عليه وآله) في الصلاة ووجوب ذكر آله معه(5)، مستدلّين على ذلك بأخبار قطعية وردت في تراث الفريقين معاً، كالخبر المشهور في المصادر السنّية، أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) (خرج علينا فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلّم عليك، فكيف نصلّي عليك؟ قال: (فقولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم انك حميد مجيد)(6)، وقد أورد مثل هذا النصّ سائر المفسرين عند هذه الآية: (إن الله وملائكته يصلون على النبي...)(7) وفي صيغة الجزم والتأكيد تقف عندما رواه ابن حجر في الصواعق المحرقة، أنه (صلى الله عليه وآله) قال: (لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء، فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون اللهم صلّ على محمد وتمسكون، بل قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد)(8).
    ورغم وفرة هذه الأدلّة وكثرتها وتأكيدها على الجمع بين النبيّ وآله، إلاّ أن الفقه السنّي لم يقطع بوجوب الصلاة على الآل، فهناك من أوجب ذكر الآل في الصلاة عليه وهناك من لم يوجبه(9)، محتجّاً بوجوه واهية يأنف القلم الرفيع عن ذكرها، فضلاً عن الاعتقاد بها، كقوله: إن عدم الوجوب أولى لأن (النبي (صلى الله عليه وآله) إنّما أمرهم بهذا ـ يعني ذكر الآل مع النبي ـ حين سألوه تعليمهم ولم يبتدئهم به)(10).

    والجواب عليه: إن النبي (صلى الله عليه وآله) قد يكتفي بسؤالهم في إيراد الأحكام المتعلقة بموضوع المسألة، ولو لم يسألوا لكان قد بادر إلى بيان هذا الحكم الشرعي. وهذه الحالة لها نظائر قرآنية كثيرة أوردها القرآن الكريم بعنوان يسألونك، كما في: (يسألونك عن المحيض)(11)، (يسألونك عن الشهر الحرام)(12)، (يسألونك عن الخمر والميسر)(13)، وغير ذلك، وعلى هذا الادعاء يلزم أن لا يكون لهذه المسائل أحكام شرعية، لو لم يكن يظهر سؤال من الناس عنها، فهل هذا الاستنتاج صحيح؟!!


    مـن هـم الآل؟
    المقطوع به في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام): إن الآل المقصودين في الصلاة هم (المعصومون من أهل بيته، إذ لا تجب الصلاة على غيرهم)(14) وهذا أشبه ما يكون بضروريات هذا المذهب التي تستغني عن الإثبات والبرهنة، وتؤيده عشرات الأحاديث المروية في المصادر السنّية عن الرسول (صلى الله عليه وآله)، كمسند أحمد، والمستدرك على الصحيحين، والدر المنثور للسيوطي، وكنز العمال، ومجمع الزوائد، حيث تدل جميعاً على أن آل محمد (صلى الله عليه وآله) هم فاطمة وعلي والحسن والحسين(15)، منها ما رواه الإمام أحمد في مسنده، أن النبي (صلى الله عليه وآله) جمع فاطمة وعلياً والحسن والحسين، وألقى عليهم كساءاً، ثم وضع يده على الكساء، ثم قال: (اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وآل محمد إنّك حميد مجيد)(16).
    ومع أن وفرة هذه الأحاديث ووضوحها تجعل الأمر مستغنياً عن البحث، إلاّ أننا نجد رغم ذلك ظهور تفاسير غريبة تقول إنهم: أتباعه، أو أُمته، أو الأتباع والرهط والعشيرة، وقيل: قومه، وقيل: أهله الذين حرمت عليهم الصدقة...
    ويجيء على مذهب الحسن أن المراد بآل محمد، محمد نفسه!! وهذا من أغرب الآراء!!

    وهناك من فسّر الآل بكونهم بني هاشم(17).
    وأفضل ما نختم به هذا البحث في هذه النقطة هو ما قاله الفخر الرازي في تفسيره الكبير، حيث كتب يقول: (وأنا أقول: آل محمد (صلى الله عليه وآله) هم الذين يؤول أمرهم إليه، فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل. ولا شك أنّ فاطمة وعلياً والحسن والحسين (عليهم السلام)، كان التعلق بينهم وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله) أشد التعلقات، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم الآل، وإن حملناه على الأُمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضاً آل، فثبت أن على جميع التقديرات هم الآل.
    وأما غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل؟ فمختلف فيه، وروى صاحب الكشاف أنّه لما نزلت هذه الآية ـ يقصد آية المودّة ـ قيل يا رسول الله: من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ فقال: (علي وفاطمة وابناهما) فثبت أنّ هؤلاء الأربعة أقارب النبي (صلى الله عليه وآله)، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد من التعظيم ويدل عليه وجوه.
    وثاني الوجوه التي ذكرها الفخر الرازي هو: إنّ الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة، وهو قوله : (اللّهم صلِّ على محمّد وآل محمّد وارحم محمداً وآل محمّد) وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل(18).
    هذا، وقد كان الفخر الرازي أكّد في تفسيره أنّ صيغة الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) هي: (اللّهم صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد...)(19).


    المسألة في مضمار الفقه:
    والمسألة من حيث الأصل لا خلاف فيها، كما لا خلاف في فضل الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) واستحبابها في كل وقت، وترتب الثواب عليها، لورود الأخبار الكثيرة بذلك من طرق السنّة والشيعة، كقوله (صلى الله عليه وآله): (من صلّى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً)(20) إنّما ظهر الخلاف في جهتين:

    الأُولى ـ ما هي صيغة الصلاة عليه؟ وقد انتهينا من البحث في ذلك واتضح الحق فيه وهو أنّ ذكر (آل محمد (عليهم السلام)) عند الصلاة عليه أمر مشروع بل مطلوب عند جميع المسلمين، وأنّ ترك ذكرهم عند الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) يجعلها صلاة بتراء، كما صرّح بها النص النبويّ الشريف.

    الثانية ـ متى تجب الصلاة على النبي وآله؟ وهو ما نبحثه الآن.

    ومما لا شك فيه أن الآية تشتمل على صيغة أمر، وعلى درجة مؤكدة منها، إذ بعدما قدمت (إن الله وملائكته يصلّون على النبي...) أصدرت أمراً مؤكداً، نصه: (يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما). ومن المقرر لدى علماء الأُصول، أن صيغة الأمر تدل على الوجوب، وهذا ما أدى إلى طرح السؤال التالي:


    متى تجب الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله)؟
    وقد ظهرت هنا عدة آراء ذكرها الزمخشري في تفسيره كالآتي:

    (فإن قلت: الصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) واجبة أم مندوبة إليها؟

    قلت: بل واجبة، وقد اختلفوا في حال وجوبها.

    فمنهم من أوجبها كلما جرى ذكره، وفي الحديث (من ذكرت عنده فلم يصلِّ عليّ فدخل النار فأبعده الله) ويروى أنه قيل: يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى: (إن الله وملائكته يصلّون على النبي...) فقال (صلى الله عليه وآله): (هذا من العلم المكنون ولولا إنكم سألتموني عنه ما أخبرتكم به، إن الله وكّل بي ملكين فلا أذكر عند عبد مسلم فيصلي عليّ إلاّ قال ذانك الملكان: غفر الله لك. وقال الله وملائكته لذينك الملكين: آمين).

    ومنهم من قال: تجب في كل مجلس مرّة وإن تكرر ذكره، كما قيل في آية السجدة، وتسميت العاطس، وكذلك في كل دعاء في أوله وآخره.

    ومنهم من أوجبها في العمر مرّة، وكذا قال في إظهار الشهادتين.

    والذي يقتضيه الاحتياط، الصلاة عليه عند كل ذكر، لما ورد من الأخبار.

    فإن قلت: (فالصلاة عليه في الصلاة أهي شرط في جوازها أم لا؟ قلت: أبو حنيفة وأصحابه لا يرونها شرطاً. وعن إبراهيم النخعي: كانوا يكتفون عن ذلك ـ يعني الصحابة ـ بالتشهد وهو السلام عليك أيها النبي، وأما الشافعي (رحمه الله) فقد جعلها شرطاً...)(21).

    وقال القرطبي في تفسيره: (ولا خلاف في أن الصلاة عليه فرض في العمر مرّة وفي كل حين من الواجبات وجوب السنن المؤكدة التي لا يسع تركها ولا يغفلها إلاّ من لا خير فيه)(22).

    واختار ابن حزم في المحلّى أنّها واجبة في العمر مرّة، والزائد على ذلك مستحب، وردّ على الشافعي أيجابه لها في الصلاة بأن ذلك دعوى بلا برهان، وردّ وجوبها أكثر من مرة بأن الزيادة على ذلك لابد وأن تتحدد بعدد معين. ولا سبيل إلى ذلك إذ لا يوجد دليل على عدد بعينه(23) وهو رأي الجصاص أيضاً(24).

    ورأي الشافعي أنّها واجبة في التشهد الأخير فقط، وكذا الأمر عند الحنابلة، واستدلوا له بعدّة وجوه(25).

    أما مذهب أهل البيت (عليهم السلام) فمن أوضح واضحاته وجوب الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) في التشهدين معاً، واستدل عليه الشيخ الطوسي بـ (إجماع الفرقة، وطريقة الاحتياط، لأنه لا خلاف إذا فعل ذلك أن صلاته ماضية، ولم يدلّ دليل على صحتها إذا لم يفعل ذلك، وأيضاً قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما) وهذا أمر بالصلاة عليه يقتضي الوجوب ولا موضع أولى من هذا الموضع). ثم روى ثلاث روايات تدل على وجوبه في الصلاة: الأُولى عن كعب بن عجرة عن الرسول (صلى الله عليه وآله) والثانية عن عائشة عن الرسول (صلى الله عليه وآله) والثالثة عن أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام)(26).

    وفي تذكرة الفقهاء: أن الأمر للوجوب، ولا يجب في غير الصلاة إجماعاً، فيجب فيها، ولأن عائشة قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (لا يقبل صلاة إلاّ بطهور، وبالصلاة عليّ) ولقول الصادق (عليه السلام): (من صلّى ولم يصلِّ على النبي (صلى الله عليه وآله) وتركه عامداً فلا صلاة له)(27).


    حصيلة البحث:
    فتحصل من ذلك ثبوت مطلوبية الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله) في كل آن، ووجوبها في التشهدين من الصلاة، ومن هنا يتضح بطلان الصلاة التي لم يرد فيها الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله).
    كما تحصل أيضاً أن المقصود بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) هي ما ذكر فيها أهل بيته معه، وأن الصلاة الخالية من ذكرهم (عليهم السلام) صلاة سمّاها الرسول (صلى الله عليه وآله) بالصلاة البتراء، وقد نهى عنها الرسول نفسه، وبالتالي فالفريضة الخالية من ذكرهم (عليهم السلام) كالخالية من ذكره (صلى الله عليه وآله) أصلاً.

    وكلتاهما محكوم عليهما بالبطلان، كما قال الإمام الشافعي:

    يا آل بــــيـــت رســــــول الله حبّكـــم***فرض مــــــن الله في القــرآن أنزله
    كفــــــاكم من عظـــيم القدر إنّكـــــم***من لم يصلِّ عليكم لا صلاة له(28)

    أما ذكر غيرهم معه في الصلاة فتكلف واضح لا دليل عليه، والأمر كما قال الفخر الرازي في الصلاة عليهم (عليهم السلام) معه (صلى الله عليه وآله) منصب عظيم خاص بهم دون سائر الناس.



    1- الأحزاب : 56.
    2- الأحزاب : 43.
    3- التوبة: 103.
    4- الميزان: 9 / 397، 16 / 335، انظر كذلك التفسير الكبير: 16 ص/180، 25 / 215، 227.
    5- الخلاف للشيخ الطوسي : 1 / 373، تذكرة الفقهاء : 3 / 233، جواهر الكلام : 10 / 261.
    6- صحيح البخاري: 6/217، ح 291، سنن الترمذي: 5/359 ح 3220، والحديث متفق عليه.
    7- الأحزاب: 56.
    8- الصواعق المحرقة : 225 ط . بيروت.
    9- المجموع للإمام النووي : 3/466 ـ 467.
    10- المغني لابن قدامة: 1/581، الشرح الكبير : 1 / 581 بهامش المغني ط دار الكتاب العربي.
    11- البقرة: 222.
    12- البقرة: 217.
    13- البقرة: 219.
    14- تذكرة الفقهاء : 3/234.
    15- قام المرحوم الفيروز آبادي بجمع شطر من هذه الأحاديث في كتابه فضائل الخمسة من الصحاح الستّة : 1/219 ـ 222.
    16- مسند أحمد : 6/323.
    17- الصواعق المحرقة : 225، انظر كذلك المجموع للنووي : 3/ 466 ط دار الفكر.
    18- التفسير الكبير : 27 / 166.
    19- المصدر السابق : 25 / 277.
    20- الجامع لأحكام القرآن: 14 / 235.
    21- الكشاف: 3 / 557 ـ 558.
    22- الجامع لأحكام القرآن : 14/232 ـ 233.
    23- المحلى : 3/273 .
    24- أحكام القرآن : 3/484.
    25- الفقه على المذاهب الأربعة: 1/236، 367، انظر كذلك المغني لابن قدامة المقدسي : 1 / 579 ـ 580.
    26- كتاب الخلاف : 1 / 369 ـ 371.
    27- تذكرة الفقهاء : 3/232.
    28- الصواعق المحرقة لابن حجر : 228 في تفسير آية (إن الله وملائكته يصلون على النبي...). وقد فسر كلام الشافعي في هذين البيتين، فاحتمل كون المقصود عنده لا صلاة صحيحة فيكون موافقاً لقوله بوجوب الصلاة على الآل مع النبي في الصلاة، واحتمل كون المقصود لا صلاة كاملة ليوافق قوله الأمر في المسألة

    تعليق


    • #47
      اني اجاوبك بس على شرط
      انك بعد مااجاوبك تصير شيعي ومحب لاهل البيت
      واذا وافقت على هذا الشرط
      اروح وابحث بمصادركم انتو السنه ومصادر الشيعه ايضا واعطيك الجواب
      بس لازم تصير شيعي اذا اعطيتك الجواب
      اذا تريد اعطيك مصدر قول اوافق على الشرط واني اكيد اعطيك المصدر

      تعليق


      • #48
        السلام عليكم

        ماذا يضرك لو احترزت وصليتها كاملة على النبي وآله ؟؟!!

        هل ستشرك بالله؟!!

        الستم تصلون على النبي وآله في صلاتكم ؟!

        ما المانع ان تحتاط في الصلاة عليه وآله

        إن كان الحديث صحيح فقد فزت وقبلت كل صلواتك عليه

        وإن لم يكن صحيح فلن ولم تخسر


        ولا ادري من له مصلحة باختراع ووضع هكذا روايات !!!!

        تعليق


        • #49
          السلام عليكم

          ماذا يضرك لو صليتها كاملة ؟!

          الستم تصلون عليه وآله في صلواتكم اليومية؟

          لو صليتها كاملة وكان الحديث صحيح فأنت فائز

          ولو لم يكن صحيح فلم تخسر

          لماذا لا تحتاط ؟

          تعليق


          • #50
            السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
            اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم الشريف

            وسائل الشيعة للمحدّث الشيخ الحرّ العاملي: وعن علي بن الحسين المؤدب (ابن شاذويه)، عن محمد بن عبد الله بن جعفر (الحميري)، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد (الأنباري)،
            عن محمد بن أبي عمير (الأزدي)، عن أبان بن عثمان (الأحمر البجلي)، عن أبان بن تغلب (الكِنديّ)، عن أبي جعفر (الباقر) عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، قال:
            قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
            من صلى علي ولم يصل على آلي لم يجد ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسير خمسمائة عام.

            وسائل الشيعة للمحدّث الشيخ الحرّ العاملي: وعن الحسين بن أحمد بن إدريس (الأشعري القمي)، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن خالد (البرقي)، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير،
            عن عبد الله بن الحسن بن علي، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
            من قال: صلى الله على محمد وآله،
            قال الله جل جلاله: صلى الله عليك، فليكثر من ذلك، ومن قال: صلى الله على محمد ولم يصل على آله لم يجد ريح الجنة، وريحها يوجد من مسير خمسمائة عام.

            الكافي للمحدّث الشيخ الكليني: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد (الآدمي الرازي)، عن جعفر بن محمد (الأشعري)، عن عبد الله بن ميمون القداح،
            عن أبي عبد الله (الصادق) عليه السلام قال:
            سمع أبي رجلا متعلقا بالبيت وهو يقول: اللهم صل على محمد، فقال له أبي: يا عبد الله لا تبترها لا تظلمنا حقنا قل: اللهم صل على محمد وأهل بيته.

            كل يوم عاشوراء.. وكل أرض كربلاء..
            عظم الله أجورنا وأجوركم بحلول شهر محرم الحرام وعاشوراء الإمام الحسين عليه السلام

            التعديل الأخير تم بواسطة m@dy; الساعة 20-12-2009, 09:58 PM.

            تعليق


            • #51
              المشاركة الأصلية بواسطة الشمس الصاطعه
              اني اجاوبك بس على شرط
              انك بعد مااجاوبك تصير شيعي ومحب لاهل البيت
              واذا وافقت على هذا الشرط
              اروح وابحث بمصادركم انتو السنه ومصادر الشيعه ايضا واعطيك الجواب
              بس لازم تصير شيعي اذا اعطيتك الجواب
              اذا تريد اعطيك مصدر قول اوافق على الشرط واني اكيد اعطيك المصدر
              اسمعني جيدا اذا جاوبت على سؤالي هذا
              فإنني أطالب الرافضة بإعطائي السند الكامل لحديث ( لا تصلوا علي الصلاة البتراء).

              وأين ورد هذا الحديث بسنده من مصادر كتب الحديث الشيعية.




              فانني اعدك انني ساكون اول شيعي ولكن يجب ان يكون الجواب مقنع ومفهوم يعني السند الكامل واين ورد

              تعليق


              • #52
                ارجو من الاخ ان يطالع ما ادرجته من رد على هذا الموضوع

                الصلاة على محمّد وآل محمّد بين السنّة والشيعة:
                تعتبر مسألة الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) من جملة المسائل التي اتفق المسلمون على أصلها واختلفوا في تفاصيلها وكيفيتها.

                وأصل هذه المسألة قوله تعالى: (إن الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما)(1). وتشترك هذه الآية مع آية أُخرى أشارت إلى صلاة الله سبحانه وتعالى على عباده، مثل قوله تعالى: (هو الذي يصلّي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما)(2). ومع آية ثالثة أشارت إلى صلاة النبي (صلى الله عليه وآله)على بعضهم، هي قوله تعالى: (خُذ من أموالهم صدقة تطهّرهم وتزكّيهم بها وصلّ عليهم إن صلواتك سكن لهم والله سميع عليم)(3).
                وقد أشار أكثر المفسرين إلى أن صلاة العبد لربّه دعاء وتعظيم، وصلاة الله لعبده رحمة وتكريم بدليل التعليل الوارد (ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما)، وصلاة الرسول على المؤمنين هي الدعاء لهم بالخير والبركة. وصلاة الملائكة على الرسول أو المؤمنين دعاء واستغفار(4).
                وهذه الصلاة المتبادلة بين العبد والرب والرسول، صلاة العبد للرب وصلاة الرب للعبد، صلاة الرسول للمؤمنين، وصلاة المؤمنين للرسول، تجسّد أكمل صورة للتلاحم والترابط بين الخالق والمخلوق، بين الأُمة ورئيسها، على أن يعرف كل طرف موقعه ومنزلة الطرف الذي هو بإزاءه، فلا تضيع الحدود في ثنايا هذا التلاحم، فالعبد يصلي تعظيماً وعبودية ورقّاً للخالق العظيم، والله يصلي إكراماً وتشريفاً ورحمة بهذا العبد العارف، والمؤمن يصلّي على الرسول إذعاناً بمنزلته وتسليماً لولايته، والرسول يصلّي على المؤمن إكراماً له ورغبة في مزيد الخير له.
                وقد خص الله سبحانه وتعالى نبيه بأعلى درجات التكريم والتشريف إذ صلّى عليه، وصلّت عليه ملائكته، وألزم المؤمنين بالصلاة عليه، وكان من جملة ذلك تكريم أُمته التي آمنت به وانصاعت لأوامره، فكانت صلاة الله وملائكته ورسوله عليها رشحة من ذلك التكريم، وقبساً من تلك المشكاة، وخصيصة تمتاز بها هذه الأُمة عما سواها من الأُمم التي جاءت قبلها.


                صيغة الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله):
                لقد أجمع فقهاء مذهب أهل البيت (عليهم السلام) على عدم جواز الاكتفاء بذكر النبي (صلى الله عليه وآله) في الصلاة ووجوب ذكر آله معه(5)، مستدلّين على ذلك بأخبار قطعية وردت في تراث الفريقين معاً، كالخبر المشهور في المصادر السنّية، أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) (خرج علينا فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلّم عليك، فكيف نصلّي عليك؟ قال: (فقولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم انك حميد مجيد)(6)، وقد أورد مثل هذا النصّ سائر المفسرين عند هذه الآية: (إن الله وملائكته يصلون على النبي...)(7) وفي صيغة الجزم والتأكيد تقف عندما رواه ابن حجر في الصواعق المحرقة، أنه (صلى الله عليه وآله) قال: (لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء، فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون اللهم صلّ على محمد وتمسكون، بل قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد)(8).
                ورغم وفرة هذه الأدلّة وكثرتها وتأكيدها على الجمع بين النبيّ وآله، إلاّ أن الفقه السنّي لم يقطع بوجوب الصلاة على الآل، فهناك من أوجب ذكر الآل في الصلاة عليه وهناك من لم يوجبه(9)، محتجّاً بوجوه واهية يأنف القلم الرفيع عن ذكرها، فضلاً عن الاعتقاد بها، كقوله: إن عدم الوجوب أولى لأن (النبي (صلى الله عليه وآله) إنّما أمرهم بهذا ـ يعني ذكر الآل مع النبي ـ حين سألوه تعليمهم ولم يبتدئهم به)(10).

                والجواب عليه: إن النبي (صلى الله عليه وآله) قد يكتفي بسؤالهم في إيراد الأحكام المتعلقة بموضوع المسألة، ولو لم يسألوا لكان قد بادر إلى بيان هذا الحكم الشرعي. وهذه الحالة لها نظائر قرآنية كثيرة أوردها القرآن الكريم بعنوان يسألونك، كما في: (يسألونك عن المحيض)(11)، (يسألونك عن الشهر الحرام)(12)، (يسألونك عن الخمر والميسر)(13)، وغير ذلك، وعلى هذا الادعاء يلزم أن لا يكون لهذه المسائل أحكام شرعية، لو لم يكن يظهر سؤال من الناس عنها، فهل هذا الاستنتاج صحيح؟!!


                مـن هـم الآل؟
                المقطوع به في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام): إن الآل المقصودين في الصلاة هم (المعصومون من أهل بيته، إذ لا تجب الصلاة على غيرهم)(14) وهذا أشبه ما يكون بضروريات هذا المذهب التي تستغني عن الإثبات والبرهنة، وتؤيده عشرات الأحاديث المروية في المصادر السنّية عن الرسول (صلى الله عليه وآله)، كمسند أحمد، والمستدرك على الصحيحين، والدر المنثور للسيوطي، وكنز العمال، ومجمع الزوائد، حيث تدل جميعاً على أن آل محمد (صلى الله عليه وآله) هم فاطمة وعلي والحسن والحسين(15)، منها ما رواه الإمام أحمد في مسنده، أن النبي (صلى الله عليه وآله) جمع فاطمة وعلياً والحسن والحسين، وألقى عليهم كساءاً، ثم وضع يده على الكساء، ثم قال: (اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وآل محمد إنّك حميد مجيد)(16).
                ومع أن وفرة هذه الأحاديث ووضوحها تجعل الأمر مستغنياً عن البحث، إلاّ أننا نجد رغم ذلك ظهور تفاسير غريبة تقول إنهم: أتباعه، أو أُمته، أو الأتباع والرهط والعشيرة، وقيل: قومه، وقيل: أهله الذين حرمت عليهم الصدقة...
                ويجيء على مذهب الحسن أن المراد بآل محمد، محمد نفسه!! وهذا من أغرب الآراء!!

                وهناك من فسّر الآل بكونهم بني هاشم(17).
                وأفضل ما نختم به هذا البحث في هذه النقطة هو ما قاله الفخر الرازي في تفسيره الكبير، حيث كتب يقول: (وأنا أقول: آل محمد (صلى الله عليه وآله) هم الذين يؤول أمرهم إليه، فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل. ولا شك أنّ فاطمة وعلياً والحسن والحسين (عليهم السلام)، كان التعلق بينهم وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله) أشد التعلقات، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم الآل، وإن حملناه على الأُمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضاً آل، فثبت أن على جميع التقديرات هم الآل.
                وأما غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل؟ فمختلف فيه، وروى صاحب الكشاف أنّه لما نزلت هذه الآية ـ يقصد آية المودّة ـ قيل يا رسول الله: من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ فقال: (علي وفاطمة وابناهما) فثبت أنّ هؤلاء الأربعة أقارب النبي (صلى الله عليه وآله)، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد من التعظيم ويدل عليه وجوه.
                وثاني الوجوه التي ذكرها الفخر الرازي هو: إنّ الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة، وهو قوله : (اللّهم صلِّ على محمّد وآل محمّد وارحم محمداً وآل محمّد) وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل(18).
                هذا، وقد كان الفخر الرازي أكّد في تفسيره أنّ صيغة الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) هي: (اللّهم صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد...)(19).


                المسألة في مضمار الفقه:
                والمسألة من حيث الأصل لا خلاف فيها، كما لا خلاف في فضل الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) واستحبابها في كل وقت، وترتب الثواب عليها، لورود الأخبار الكثيرة بذلك من طرق السنّة والشيعة، كقوله (صلى الله عليه وآله): (من صلّى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً)(20) إنّما ظهر الخلاف في جهتين:

                الأُولى ـ ما هي صيغة الصلاة عليه؟ وقد انتهينا من البحث في ذلك واتضح الحق فيه وهو أنّ ذكر (آل محمد (عليهم السلام)) عند الصلاة عليه أمر مشروع بل مطلوب عند جميع المسلمين، وأنّ ترك ذكرهم عند الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) يجعلها صلاة بتراء، كما صرّح بها النص النبويّ الشريف.

                الثانية ـ متى تجب الصلاة على النبي وآله؟ وهو ما نبحثه الآن.

                ومما لا شك فيه أن الآية تشتمل على صيغة أمر، وعلى درجة مؤكدة منها، إذ بعدما قدمت (إن الله وملائكته يصلّون على النبي...) أصدرت أمراً مؤكداً، نصه: (يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما). ومن المقرر لدى علماء الأُصول، أن صيغة الأمر تدل على الوجوب، وهذا ما أدى إلى طرح السؤال التالي:


                متى تجب الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله)؟
                وقد ظهرت هنا عدة آراء ذكرها الزمخشري في تفسيره كالآتي:

                (فإن قلت: الصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) واجبة أم مندوبة إليها؟

                قلت: بل واجبة، وقد اختلفوا في حال وجوبها.

                فمنهم من أوجبها كلما جرى ذكره، وفي الحديث (من ذكرت عنده فلم يصلِّ عليّ فدخل النار فأبعده الله) ويروى أنه قيل: يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى: (إن الله وملائكته يصلّون على النبي...) فقال (صلى الله عليه وآله): (هذا من العلم المكنون ولولا إنكم سألتموني عنه ما أخبرتكم به، إن الله وكّل بي ملكين فلا أذكر عند عبد مسلم فيصلي عليّ إلاّ قال ذانك الملكان: غفر الله لك. وقال الله وملائكته لذينك الملكين: آمين).

                ومنهم من قال: تجب في كل مجلس مرّة وإن تكرر ذكره، كما قيل في آية السجدة، وتسميت العاطس، وكذلك في كل دعاء في أوله وآخره.

                ومنهم من أوجبها في العمر مرّة، وكذا قال في إظهار الشهادتين.

                والذي يقتضيه الاحتياط، الصلاة عليه عند كل ذكر، لما ورد من الأخبار.

                فإن قلت: (فالصلاة عليه في الصلاة أهي شرط في جوازها أم لا؟ قلت: أبو حنيفة وأصحابه لا يرونها شرطاً. وعن إبراهيم النخعي: كانوا يكتفون عن ذلك ـ يعني الصحابة ـ بالتشهد وهو السلام عليك أيها النبي، وأما الشافعي (رحمه الله) فقد جعلها شرطاً...)(21).

                وقال القرطبي في تفسيره: (ولا خلاف في أن الصلاة عليه فرض في العمر مرّة وفي كل حين من الواجبات وجوب السنن المؤكدة التي لا يسع تركها ولا يغفلها إلاّ من لا خير فيه)(22).

                واختار ابن حزم في المحلّى أنّها واجبة في العمر مرّة، والزائد على ذلك مستحب، وردّ على الشافعي أيجابه لها في الصلاة بأن ذلك دعوى بلا برهان، وردّ وجوبها أكثر من مرة بأن الزيادة على ذلك لابد وأن تتحدد بعدد معين. ولا سبيل إلى ذلك إذ لا يوجد دليل على عدد بعينه(23) وهو رأي الجصاص أيضاً(24).

                ورأي الشافعي أنّها واجبة في التشهد الأخير فقط، وكذا الأمر عند الحنابلة، واستدلوا له بعدّة وجوه(25).

                أما مذهب أهل البيت (عليهم السلام) فمن أوضح واضحاته وجوب الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) في التشهدين معاً، واستدل عليه الشيخ الطوسي بـ (إجماع الفرقة، وطريقة الاحتياط، لأنه لا خلاف إذا فعل ذلك أن صلاته ماضية، ولم يدلّ دليل على صحتها إذا لم يفعل ذلك، وأيضاً قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما) وهذا أمر بالصلاة عليه يقتضي الوجوب ولا موضع أولى من هذا الموضع). ثم روى ثلاث روايات تدل على وجوبه في الصلاة: الأُولى عن كعب بن عجرة عن الرسول (صلى الله عليه وآله) والثانية عن عائشة عن الرسول (صلى الله عليه وآله) والثالثة عن أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام)(26).

                وفي تذكرة الفقهاء: أن الأمر للوجوب، ولا يجب في غير الصلاة إجماعاً، فيجب فيها، ولأن عائشة قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (لا يقبل صلاة إلاّ بطهور، وبالصلاة عليّ) ولقول الصادق (عليه السلام): (من صلّى ولم يصلِّ على النبي (صلى الله عليه وآله) وتركه عامداً فلا صلاة له)(27).


                حصيلة البحث:
                فتحصل من ذلك ثبوت مطلوبية الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله) في كل آن، ووجوبها في التشهدين من الصلاة، ومن هنا يتضح بطلان الصلاة التي لم يرد فيها الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله).
                كما تحصل أيضاً أن المقصود بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) هي ما ذكر فيها أهل بيته معه، وأن الصلاة الخالية من ذكرهم (عليهم السلام) صلاة سمّاها الرسول (صلى الله عليه وآله) بالصلاة البتراء، وقد نهى عنها الرسول نفسه، وبالتالي فالفريضة الخالية من ذكرهم (عليهم السلام) كالخالية من ذكره (صلى الله عليه وآله) أصلاً.

                وكلتاهما محكوم عليهما بالبطلان، كما قال الإمام الشافعي:

                يا آل بــــيـــت رســــــول الله حبّكـــم***فرض مــــــن الله في القــرآن أنزله
                كفــــــاكم من عظـــيم القدر إنّكـــــم***من لم يصلِّ عليكم لا صلاة له(28)

                أما ذكر غيرهم معه في الصلاة فتكلف واضح لا دليل عليه، والأمر كما قال الفخر الرازي في الصلاة عليهم (عليهم السلام) معه (صلى الله عليه وآله) منصب عظيم خاص بهم دون سائر الناس.



                1- الأحزاب : 56.
                2- الأحزاب : 43.
                3- التوبة: 103.
                4- الميزان: 9 / 397، 16 / 335، انظر كذلك التفسير الكبير: 16 ص/180، 25 / 215، 227.
                5- الخلاف للشيخ الطوسي : 1 / 373، تذكرة الفقهاء : 3 / 233، جواهر الكلام : 10 / 261.
                6- صحيح البخاري: 6/217، ح 291، سنن الترمذي: 5/359 ح 3220، والحديث متفق عليه.
                7- الأحزاب: 56.
                8- الصواعق المحرقة : 225 ط . بيروت.
                9- المجموع للإمام النووي : 3/466 ـ 467.
                10- المغني لابن قدامة: 1/581، الشرح الكبير : 1 / 581 بهامش المغني ط دار الكتاب العربي.
                11- البقرة: 222.
                12- البقرة: 217.
                13- البقرة: 219.
                14- تذكرة الفقهاء : 3/234.
                15- قام المرحوم الفيروز آبادي بجمع شطر من هذه الأحاديث في كتابه فضائل الخمسة من الصحاح الستّة : 1/219 ـ 222.
                16- مسند أحمد : 6/323.
                17- الصواعق المحرقة : 225، انظر كذلك المجموع للنووي : 3/ 466 ط دار الفكر.
                18- التفسير الكبير : 27 / 166.
                19- المصدر السابق : 25 / 277.
                20- الجامع لأحكام القرآن: 14 / 235.
                21- الكشاف: 3 / 557 ـ 558.
                22- الجامع لأحكام القرآن : 14/232 ـ 233.
                23- المحلى : 3/273 .
                24- أحكام القرآن : 3/484.
                25- الفقه على المذاهب الأربعة: 1/236، 367، انظر كذلك المغني لابن قدامة المقدسي : 1 / 579 ـ 580.
                26- كتاب الخلاف : 1 / 369 ـ 371.
                27- تذكرة الفقهاء : 3/232.
                28- الصواعق المحرقة لابن حجر : 228 في تفسير آية (إن الله وملائكته يصلون على النبي...). وقد فسر كلام الشافعي في هذين البيتين، فاحتمل كون المقصود عنده لا صلاة صحيحة فيكون موافقاً لقوله بوجوب الصلاة على الآل مع النبي في الصلاة، واحتمل كون المقصود لا صلاة كاملة ليوافق قوله الأمر في المسألة

                تعليق


                • #53
                  أساسا لا يوجد شيعي يصلي على الرسول الصلاة الكاملة ، كلهم يصلون ما يسمونه الصلاة البتراء و أبتر من البتراء ...

                  تعليق


                  • #54
                    المشاركة الأصلية بواسطة m@dy
                    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
                    اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم الشريف

                    وسائل الشيعة للمحدّث الشيخ الحرّ العاملي: وعن علي بن الحسين المؤدب (ابن شاذويه)، عن محمد بن عبد الله بن جعفر (الحميري)، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد (الأنباري)،
                    عن محمد بن أبي عمير (الأزدي)، عن أبان بن عثمان (الأحمر البجلي)، عن أبان بن تغلب (الكِنديّ)، عن أبي جعفر (الباقر) عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، قال:
                    قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
                    من صلى علي ولم يصل على آلي لم يجد ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسير خمسمائة عام.

                    وسائل الشيعة للمحدّث الشيخ الحرّ العاملي: وعن الحسين بن أحمد بن إدريس (الأشعري القمي)، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن خالد (البرقي)، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير،
                    عن عبد الله بن الحسن بن علي، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
                    من قال: صلى الله على محمد وآله،
                    قال الله جل جلاله: صلى الله عليك، فليكثر من ذلك، ومن قال: صلى الله على محمد ولم يصل على آله لم يجد ريح الجنة، وريحها يوجد من مسير خمسمائة عام.

                    الكافي للمحدّث الشيخ الكليني: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد (الآدمي الرازي)، عن جعفر بن محمد (الأشعري)، عن عبد الله بن ميمون القداح،
                    عن أبي عبد الله (الصادق) عليه السلام قال:
                    سمع أبي رجلا متعلقا بالبيت وهو يقول: اللهم صل على محمد، فقال له أبي: يا عبد الله لا تبترها لا تظلمنا حقنا قل: اللهم صل على محمد وأهل بيته.

                    كل يوم عاشوراء.. وكل أرض كربلاء..
                    عظم الله أجورنا وأجوركم بحلول شهر محرم الحرام وعاشوراء الإمام الحسين عليه السلام


                    بارك الله فيك أستاذي العزيز

                    تعليق


                    • #55
                      المشاركة الأصلية بواسطة مهند العطواني
                      ارجو من الاخ ان يطالع ما ادرجته من رد على هذا الموضوع

                      الصلاة على محمّد وآل محمّد بين السنّة والشيعة:
                      تعتبر مسألة الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) من جملة المسائل التي اتفق المسلمون على أصلها واختلفوا في تفاصيلها وكيفيتها.

                      وأصل هذه المسألة قوله تعالى: (إن الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما)(1). وتشترك هذه الآية مع آية أُخرى أشارت إلى صلاة الله سبحانه وتعالى على عباده، مثل قوله تعالى: (هو الذي يصلّي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما)(2). ومع آية ثالثة أشارت إلى صلاة النبي (صلى الله عليه وآله)على بعضهم، هي قوله تعالى: (خُذ من أموالهم صدقة تطهّرهم وتزكّيهم بها وصلّ عليهم إن صلواتك سكن لهم والله سميع عليم)(3).
                      وقد أشار أكثر المفسرين إلى أن صلاة العبد لربّه دعاء وتعظيم، وصلاة الله لعبده رحمة وتكريم بدليل التعليل الوارد (ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما)، وصلاة الرسول على المؤمنين هي الدعاء لهم بالخير والبركة. وصلاة الملائكة على الرسول أو المؤمنين دعاء واستغفار(4).
                      وهذه الصلاة المتبادلة بين العبد والرب والرسول، صلاة العبد للرب وصلاة الرب للعبد، صلاة الرسول للمؤمنين، وصلاة المؤمنين للرسول، تجسّد أكمل صورة للتلاحم والترابط بين الخالق والمخلوق، بين الأُمة ورئيسها، على أن يعرف كل طرف موقعه ومنزلة الطرف الذي هو بإزاءه، فلا تضيع الحدود في ثنايا هذا التلاحم، فالعبد يصلي تعظيماً وعبودية ورقّاً للخالق العظيم، والله يصلي إكراماً وتشريفاً ورحمة بهذا العبد العارف، والمؤمن يصلّي على الرسول إذعاناً بمنزلته وتسليماً لولايته، والرسول يصلّي على المؤمن إكراماً له ورغبة في مزيد الخير له.
                      وقد خص الله سبحانه وتعالى نبيه بأعلى درجات التكريم والتشريف إذ صلّى عليه، وصلّت عليه ملائكته، وألزم المؤمنين بالصلاة عليه، وكان من جملة ذلك تكريم أُمته التي آمنت به وانصاعت لأوامره، فكانت صلاة الله وملائكته ورسوله عليها رشحة من ذلك التكريم، وقبساً من تلك المشكاة، وخصيصة تمتاز بها هذه الأُمة عما سواها من الأُمم التي جاءت قبلها.


                      صيغة الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله):
                      لقد أجمع فقهاء مذهب أهل البيت (عليهم السلام) على عدم جواز الاكتفاء بذكر النبي (صلى الله عليه وآله) في الصلاة ووجوب ذكر آله معه(5)، مستدلّين على ذلك بأخبار قطعية وردت في تراث الفريقين معاً، كالخبر المشهور في المصادر السنّية، أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) (خرج علينا فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلّم عليك، فكيف نصلّي عليك؟ قال: (فقولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم انك حميد مجيد)(6)، وقد أورد مثل هذا النصّ سائر المفسرين عند هذه الآية: (إن الله وملائكته يصلون على النبي...)(7) وفي صيغة الجزم والتأكيد تقف عندما رواه ابن حجر في الصواعق المحرقة، أنه (صلى الله عليه وآله) قال: (لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء، فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون اللهم صلّ على محمد وتمسكون، بل قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد)(8).
                      ورغم وفرة هذه الأدلّة وكثرتها وتأكيدها على الجمع بين النبيّ وآله، إلاّ أن الفقه السنّي لم يقطع بوجوب الصلاة على الآل، فهناك من أوجب ذكر الآل في الصلاة عليه وهناك من لم يوجبه(9)، محتجّاً بوجوه واهية يأنف القلم الرفيع عن ذكرها، فضلاً عن الاعتقاد بها، كقوله: إن عدم الوجوب أولى لأن (النبي (صلى الله عليه وآله) إنّما أمرهم بهذا ـ يعني ذكر الآل مع النبي ـ حين سألوه تعليمهم ولم يبتدئهم به)(10).

                      والجواب عليه: إن النبي (صلى الله عليه وآله) قد يكتفي بسؤالهم في إيراد الأحكام المتعلقة بموضوع المسألة، ولو لم يسألوا لكان قد بادر إلى بيان هذا الحكم الشرعي. وهذه الحالة لها نظائر قرآنية كثيرة أوردها القرآن الكريم بعنوان يسألونك، كما في: (يسألونك عن المحيض)(11)، (يسألونك عن الشهر الحرام)(12)، (يسألونك عن الخمر والميسر)(13)، وغير ذلك، وعلى هذا الادعاء يلزم أن لا يكون لهذه المسائل أحكام شرعية، لو لم يكن يظهر سؤال من الناس عنها، فهل هذا الاستنتاج صحيح؟!!


                      مـن هـم الآل؟
                      المقطوع به في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام): إن الآل المقصودين في الصلاة هم (المعصومون من أهل بيته، إذ لا تجب الصلاة على غيرهم)(14) وهذا أشبه ما يكون بضروريات هذا المذهب التي تستغني عن الإثبات والبرهنة، وتؤيده عشرات الأحاديث المروية في المصادر السنّية عن الرسول (صلى الله عليه وآله)، كمسند أحمد، والمستدرك على الصحيحين، والدر المنثور للسيوطي، وكنز العمال، ومجمع الزوائد، حيث تدل جميعاً على أن آل محمد (صلى الله عليه وآله) هم فاطمة وعلي والحسن والحسين(15)، منها ما رواه الإمام أحمد في مسنده، أن النبي (صلى الله عليه وآله) جمع فاطمة وعلياً والحسن والحسين، وألقى عليهم كساءاً، ثم وضع يده على الكساء، ثم قال: (اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وآل محمد إنّك حميد مجيد)(16).
                      ومع أن وفرة هذه الأحاديث ووضوحها تجعل الأمر مستغنياً عن البحث، إلاّ أننا نجد رغم ذلك ظهور تفاسير غريبة تقول إنهم: أتباعه، أو أُمته، أو الأتباع والرهط والعشيرة، وقيل: قومه، وقيل: أهله الذين حرمت عليهم الصدقة...
                      ويجيء على مذهب الحسن أن المراد بآل محمد، محمد نفسه!! وهذا من أغرب الآراء!!

                      وهناك من فسّر الآل بكونهم بني هاشم(17).
                      وأفضل ما نختم به هذا البحث في هذه النقطة هو ما قاله الفخر الرازي في تفسيره الكبير، حيث كتب يقول: (وأنا أقول: آل محمد (صلى الله عليه وآله) هم الذين يؤول أمرهم إليه، فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل. ولا شك أنّ فاطمة وعلياً والحسن والحسين (عليهم السلام)، كان التعلق بينهم وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله) أشد التعلقات، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم الآل، وإن حملناه على الأُمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضاً آل، فثبت أن على جميع التقديرات هم الآل.
                      وأما غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل؟ فمختلف فيه، وروى صاحب الكشاف أنّه لما نزلت هذه الآية ـ يقصد آية المودّة ـ قيل يا رسول الله: من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ فقال: (علي وفاطمة وابناهما) فثبت أنّ هؤلاء الأربعة أقارب النبي (صلى الله عليه وآله)، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد من التعظيم ويدل عليه وجوه.
                      وثاني الوجوه التي ذكرها الفخر الرازي هو: إنّ الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة، وهو قوله : (اللّهم صلِّ على محمّد وآل محمّد وارحم محمداً وآل محمّد) وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل(18).
                      هذا، وقد كان الفخر الرازي أكّد في تفسيره أنّ صيغة الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) هي: (اللّهم صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد...)(19).


                      المسألة في مضمار الفقه:
                      والمسألة من حيث الأصل لا خلاف فيها، كما لا خلاف في فضل الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) واستحبابها في كل وقت، وترتب الثواب عليها، لورود الأخبار الكثيرة بذلك من طرق السنّة والشيعة، كقوله (صلى الله عليه وآله): (من صلّى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً)(20) إنّما ظهر الخلاف في جهتين:

                      الأُولى ـ ما هي صيغة الصلاة عليه؟ وقد انتهينا من البحث في ذلك واتضح الحق فيه وهو أنّ ذكر (آل محمد (عليهم السلام)) عند الصلاة عليه أمر مشروع بل مطلوب عند جميع المسلمين، وأنّ ترك ذكرهم عند الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) يجعلها صلاة بتراء، كما صرّح بها النص النبويّ الشريف.

                      الثانية ـ متى تجب الصلاة على النبي وآله؟ وهو ما نبحثه الآن.

                      ومما لا شك فيه أن الآية تشتمل على صيغة أمر، وعلى درجة مؤكدة منها، إذ بعدما قدمت (إن الله وملائكته يصلّون على النبي...) أصدرت أمراً مؤكداً، نصه: (يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما). ومن المقرر لدى علماء الأُصول، أن صيغة الأمر تدل على الوجوب، وهذا ما أدى إلى طرح السؤال التالي:


                      متى تجب الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله)؟
                      وقد ظهرت هنا عدة آراء ذكرها الزمخشري في تفسيره كالآتي:

                      (فإن قلت: الصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) واجبة أم مندوبة إليها؟

                      قلت: بل واجبة، وقد اختلفوا في حال وجوبها.

                      فمنهم من أوجبها كلما جرى ذكره، وفي الحديث (من ذكرت عنده فلم يصلِّ عليّ فدخل النار فأبعده الله) ويروى أنه قيل: يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى: (إن الله وملائكته يصلّون على النبي...) فقال (صلى الله عليه وآله): (هذا من العلم المكنون ولولا إنكم سألتموني عنه ما أخبرتكم به، إن الله وكّل بي ملكين فلا أذكر عند عبد مسلم فيصلي عليّ إلاّ قال ذانك الملكان: غفر الله لك. وقال الله وملائكته لذينك الملكين: آمين).

                      ومنهم من قال: تجب في كل مجلس مرّة وإن تكرر ذكره، كما قيل في آية السجدة، وتسميت العاطس، وكذلك في كل دعاء في أوله وآخره.

                      ومنهم من أوجبها في العمر مرّة، وكذا قال في إظهار الشهادتين.

                      والذي يقتضيه الاحتياط، الصلاة عليه عند كل ذكر، لما ورد من الأخبار.

                      فإن قلت: (فالصلاة عليه في الصلاة أهي شرط في جوازها أم لا؟ قلت: أبو حنيفة وأصحابه لا يرونها شرطاً. وعن إبراهيم النخعي: كانوا يكتفون عن ذلك ـ يعني الصحابة ـ بالتشهد وهو السلام عليك أيها النبي، وأما الشافعي (رحمه الله) فقد جعلها شرطاً...)(21).

                      وقال القرطبي في تفسيره: (ولا خلاف في أن الصلاة عليه فرض في العمر مرّة وفي كل حين من الواجبات وجوب السنن المؤكدة التي لا يسع تركها ولا يغفلها إلاّ من لا خير فيه)(22).

                      واختار ابن حزم في المحلّى أنّها واجبة في العمر مرّة، والزائد على ذلك مستحب، وردّ على الشافعي أيجابه لها في الصلاة بأن ذلك دعوى بلا برهان، وردّ وجوبها أكثر من مرة بأن الزيادة على ذلك لابد وأن تتحدد بعدد معين. ولا سبيل إلى ذلك إذ لا يوجد دليل على عدد بعينه(23) وهو رأي الجصاص أيضاً(24).

                      ورأي الشافعي أنّها واجبة في التشهد الأخير فقط، وكذا الأمر عند الحنابلة، واستدلوا له بعدّة وجوه(25).

                      أما مذهب أهل البيت (عليهم السلام) فمن أوضح واضحاته وجوب الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) في التشهدين معاً، واستدل عليه الشيخ الطوسي بـ (إجماع الفرقة، وطريقة الاحتياط، لأنه لا خلاف إذا فعل ذلك أن صلاته ماضية، ولم يدلّ دليل على صحتها إذا لم يفعل ذلك، وأيضاً قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما) وهذا أمر بالصلاة عليه يقتضي الوجوب ولا موضع أولى من هذا الموضع). ثم روى ثلاث روايات تدل على وجوبه في الصلاة: الأُولى عن كعب بن عجرة عن الرسول (صلى الله عليه وآله) والثانية عن عائشة عن الرسول (صلى الله عليه وآله) والثالثة عن أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام)(26).

                      وفي تذكرة الفقهاء: أن الأمر للوجوب، ولا يجب في غير الصلاة إجماعاً، فيجب فيها، ولأن عائشة قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (لا يقبل صلاة إلاّ بطهور، وبالصلاة عليّ) ولقول الصادق (عليه السلام): (من صلّى ولم يصلِّ على النبي (صلى الله عليه وآله) وتركه عامداً فلا صلاة له)(27).


                      حصيلة البحث:
                      فتحصل من ذلك ثبوت مطلوبية الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله) في كل آن، ووجوبها في التشهدين من الصلاة، ومن هنا يتضح بطلان الصلاة التي لم يرد فيها الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله).
                      كما تحصل أيضاً أن المقصود بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) هي ما ذكر فيها أهل بيته معه، وأن الصلاة الخالية من ذكرهم (عليهم السلام) صلاة سمّاها الرسول (صلى الله عليه وآله) بالصلاة البتراء، وقد نهى عنها الرسول نفسه، وبالتالي فالفريضة الخالية من ذكرهم (عليهم السلام) كالخالية من ذكره (صلى الله عليه وآله) أصلاً.

                      وكلتاهما محكوم عليهما بالبطلان، كما قال الإمام الشافعي:

                      يا آل بــــيـــت رســــــول الله حبّكـــم***فرض مــــــن الله في القــرآن أنزله
                      كفــــــاكم من عظـــيم القدر إنّكـــــم***من لم يصلِّ عليكم لا صلاة له(28)

                      أما ذكر غيرهم معه في الصلاة فتكلف واضح لا دليل عليه، والأمر كما قال الفخر الرازي في الصلاة عليهم (عليهم السلام) معه (صلى الله عليه وآله) منصب عظيم خاص بهم دون سائر الناس.



                      1- الأحزاب : 56.
                      2- الأحزاب : 43.
                      3- التوبة: 103.
                      4- الميزان: 9 / 397، 16 / 335، انظر كذلك التفسير الكبير: 16 ص/180، 25 / 215، 227.
                      5- الخلاف للشيخ الطوسي : 1 / 373، تذكرة الفقهاء : 3 / 233، جواهر الكلام : 10 / 261.
                      6- صحيح البخاري: 6/217، ح 291، سنن الترمذي: 5/359 ح 3220، والحديث متفق عليه.
                      7- الأحزاب: 56.
                      8- الصواعق المحرقة : 225 ط . بيروت.
                      9- المجموع للإمام النووي : 3/466 ـ 467.
                      10- المغني لابن قدامة: 1/581، الشرح الكبير : 1 / 581 بهامش المغني ط دار الكتاب العربي.
                      11- البقرة: 222.
                      12- البقرة: 217.
                      13- البقرة: 219.
                      14- تذكرة الفقهاء : 3/234.
                      15- قام المرحوم الفيروز آبادي بجمع شطر من هذه الأحاديث في كتابه فضائل الخمسة من الصحاح الستّة : 1/219 ـ 222.
                      16- مسند أحمد : 6/323.
                      17- الصواعق المحرقة : 225، انظر كذلك المجموع للنووي : 3/ 466 ط دار الفكر.
                      18- التفسير الكبير : 27 / 166.
                      19- المصدر السابق : 25 / 277.
                      20- الجامع لأحكام القرآن: 14 / 235.
                      21- الكشاف: 3 / 557 ـ 558.
                      22- الجامع لأحكام القرآن : 14/232 ـ 233.
                      23- المحلى : 3/273 .
                      24- أحكام القرآن : 3/484.
                      25- الفقه على المذاهب الأربعة: 1/236، 367، انظر كذلك المغني لابن قدامة المقدسي : 1 / 579 ـ 580.
                      26- كتاب الخلاف : 1 / 369 ـ 371.
                      27- تذكرة الفقهاء : 3/232.
                      28- الصواعق المحرقة لابن حجر : 228 في تفسير آية (إن الله وملائكته يصلون على النبي...). وقد فسر كلام الشافعي في هذين البيتين، فاحتمل كون المقصود عنده لا صلاة صحيحة فيكون موافقاً لقوله بوجوب الصلاة على الآل مع النبي في الصلاة، واحتمل كون المقصود لا صلاة كاملة ليوافق قوله الأمر في المسألة
                      يعجبني طريقة القص واللصق اللي انتوا تتبعونها
                      يكفيني هذا الرد المقصوص فقط انك لاتدري ماتقص انك ابطلت مذهبكم
                      شكرا لك ولنا لقاء ثاني بموضوع ثاني

                      تعليق


                      • #56
                        الاخوان الشيعه ردو عليك بس انت استهزئت بهم
                        ان نمن اليوم ابدأ وابحث وان شاء الله يوفقني على ان اعطيكم الجواب باقصى سرعه
                        ويارب يعجبكم وتقتنعون بيه وتفهمو

                        تعليق


                        • #57
                          المشاركة الأصلية بواسطة المتيم789
                          الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.



                          أما بعد:



                          فإنني أطالب الرافضة بإعطائي السند الكامل لحديث ( لا تصلوا علي الصلاة البتراء).

                          وأين ورد هذا الحديث بسنده من مصادر كتب الحديث الشيعية.



                          مع الشكر الجزيل لكم




                          ايها الوهابي تنتقد احد الاخوة الاخوة على النسخ واللصق وانت نسخت الموضوع من منتدى الرذيلة المسمى الدفاع عن الصحابة لاني كنت اعلم بانك ليس بمستوى السؤال لان تفكيرك محدود
                          اطالب الشيعة بسند رواية الصلاة البتراء
                          الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.



                          أما بعد:



                          فإنني أطالب الرافضة بإعطائي السند الكامل لحديث ( لا تصلوا علي الصلاة البتراء).

                          وأين ورد هذا الحديث بسنده من مصادر كتب الحديث الشيعية.



                          مع الشكر الجزيل لكم

                          </B></I>

                          تعليق


                          • #58
                            رجعت لكم من جديد وجبت لك اخ (متيم 879)
                            المصادر من كتب عيده موجود الان ومن هذه الكتب ابن قيم الجوزيه الذي تعتبرونه من اهم الصادر وهذا هو الادله
                            بسم الله الرحمن الرحيم

                            الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم .

                            و أفضل الصلاة و أزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين محمد و آله الطاهرين .

                            و اللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .




                            هذه ادلة على نهي الرسول صلى الله عليه واله وسلم


                            للمسلمين عن الصلاة عليه صلاة بتراء





                            تعريف كلمة بتراء او البتراء : البتراء هي المقطوعة او المنقوصه



                            مثال : فلان بترت رجله .. اي قطعت من جسمه



                            ندخل بالاحاديث والروايات




                            - ينابيع المودة لذوي القربى - القندوزي ج 1 ص 37 :



                            [ 14 ] وفي جواهر العقدين والصواعق المحرقة : روي عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال : لا تصلوا علي الصلاة البتراء. قالوا : وما الصلاة البتراء يا رسول الله ؟ قال : تقولون : اللهم صل على محمد وتسكتون ، بل قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد .


                            حديث 2


                            - السيدة (س )- محمد بيومي ص 54 :



                            وهكذا بين النبي صلى الله عليه واله وسلم أن أمر الله تعالى إلى الأمة بالصلاة عليه ، إنما يشمل الأمر كذلك بالصلاة على أهل بيته في كل تشهد ، وفي كل صلاة ،



                            وكفى بهذا تعظيما وتشريفا ، وتوفيرا ذلك لان هذا يعني أن الله قد قضي بأن مقام أهل البيت إنما هو من مقام جدهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وان شرفهم من شرفه ،


                            ومن ثم فقد أقامهم النبي صلى الله عليه واله وسلم مقام نفسه في التعظيم والتكريم والتشريف ، بل إن النبي صلى الله عليه واله وسلم نهى عن إفراده بالصلاة عليه ،


                            دون أهل بيته فقد روى ابن حجر الهيثمي في صواعقه أنه صلى الله عليه واله وسلم قال : لا تصلوا علي الصلاة ، البتراء
                            قالوا : وما الصلاة البتراء قال : تقولون : ( اللهم صل على محمد وتمسكون ، بل قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ) ،


                            وروى الشافعي في مسنده أن النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يقول في الصلاة : ( اللهم صل على محمد وآل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، وبارك على محمد وآل محمد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، انك حميد مجيد )



                            هذا و تأكيداً لمقام أهل البيت عند الله رسوله فلقد بين النبي صلى الله عليه واله وسلم :



                            ( الدعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد بيته ، اللهم صل على محمد وآله )


                            وفي هذا المعنى يقول أبو سليمان الداراني رضي الله عنه ،


                            كما جاء في صواعق ابن حجر ، من أراد أن يسال الله حاجة ، فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه واله وسلم


                            ثم يختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه واله وسلم ، فإن الله تعالى يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يرد ما بينهما ) .



                            ويرى ابن قيم الجوزية : أن الصلاة على النبي صلى الله عليه واله وسلم حق له ولآله دون سائر الأمة ولهذا تجب عليه وعلى آله عند الشافعي وغيره ، ومن لا يوجبها فلا ريب أنه يستحبها عليه وعلى آله ،


                            ويكرهها لسائر المؤمنين ، أو لا يجوزها على غير النبي صلى الله عليه وسلم وآله وأما من قال إن آل النبي في الصلاة هم كالأمة فقد أبعد غاية الإبعاد ( عن الصواب ) .




                            الاحاديث بمصادرنا نحن


                            - الكافي - الشيخ الكليني ج 2 ص 495 :



                            21 - عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد ، عن ابن القداح عن أبي عبد الله ( ع )



                            قال : سمع أبي رجلا متعلقا بالبيت وهو يقول : اللهم صل على محمد ، فقال له أبي : يا عبد الله لا تبترها لا تظلمنا حقنا قل : اللهم صل على محمد وأهل بيته .




                            - وسائل الشيعة - الحر العاملي ج 7 ص 203 :



                            ( 9116 ) 6 - وعن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن ( عبد الله بن الحسن بن علي ) ،


                            عن أبيه ، عن جده قال :



                            قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :


                            من قال : صلى الله على محمد وآله ، قال الله جل جلاله : صلى الله عليك ، فليكثر من ذلك ، ومن قال : صلى الله على محمد ولم يصل على آله لم يجد ريح الجنة ، وريحها يوجد من مسير خمسمائة عام .




                            - وسائل الشيعة - الحر العاملي ج 7 ص 203 :



                            ( 9117 ) 7 - وعن علي بن الحسين المؤدب ، عن محمد بن عبد الله بن جعفر ، عن أبيه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي جعفر ( ع ) ، عن آبائه قال :


                            قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من صلى علي ولم يصل على آلي لم يجد ريح الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسير خمسمائة عام .


                            - وسائل الشيعة - الحر العاملي ج 7 ص 207 :



                            ( 9127 ) 17 - علي بن الحسين المرتضى في رسالة ( المحكم والمتشابه ) نقلا من ( تفسير النعماني ) بإسناده الآتي عن علي ( ع ) ،


                            عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله )



                            قال : لا تصلوا علي صلاة مبتورة ، بل صلوا إلي أهل بيتي ، ولا تقطعوهم ، فإن كل نسب وسبب يوم القيامة منقطع إلا نسبي .




                            واتمنى ان تنال رضاكم وان تستشيعو مثل ماوعدتني ومايجوز تخالف الوعد
                            اني نفذت اللي قلته والان انت ايضا عليك ان تنفذ الذي قلته

                            تعليق


                            • #59
                              وهذي مصادر اخرى من البخاري ومسلم وغيرهم

                              و الحمد لله رب العالمين
                              و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين محمد بن عبدالله
                              و على اله الطيبين الطاهرين الغر الميامين و على صحبه المنتجبين

                              السلام عليكم و رحمه الله و بركاته


                              قال سبحانه: (إِنَّ اللّهَ وَمَلائكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النَّبِيّ يا أَيُّهَاالّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وََسَلِّمُوا تَسْلِيماً) .(1)
                              ____________

                              1. الاَحزاب: 56.

                              ظاهر الآية هو تخصيص الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لكن فهمت الصحابة انّ المراد هو الصلاة عليه وعلى أهل بيته، وقد تضافرت الروايات على ضمّ الآل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عند التسليم والصلاة عليه، وقد جاء ذلك في الصحاح والمسانيد، نقتصر منها على ما يلي:

                              1. أخرج البخاري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: لقيني كعب بن عجرة، قال: ألا أُهدي لك هدية سمعتها من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقلت: بلى، فأهدها لي، فقال: سألنا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقلنا: يا رسول اللّه، كيف الصلاة عليكم أهل البيت، فانّ اللّه قد علّمنا كيف نسلم، قال:

                              «قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، اللّهمّ بارك على محمّد وعلى آل محمّد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حَميدٌ مجيد».(1)

                              وأخرجه أيضاً في كتاب التفسير عند تفسير سورة الاَحزاب.(2)

                              كما أخرجه مسلم في باب الصلاة على النبي من كتاب الصلاة.(3)

                              2.أخرج البخاري أيضاً، عن أبي سعيد الخدري، قال: قلنا يا رسول اللّه، هذا التسليم فكيف نصلّي عليك؟ قال: «قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد عبدك ورسولك، كما صلّيت على آل إبراهيم، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد، كما باركت على إبراهيم».(4)

                              3. أخرج البخاري، عن ابن أبي حازم عن يزيد، قال: «كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمّد و آل محمّد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم».(5)

                              4. أخرج مسلم، عن أبي مسعود الاَنصاري، قال: أتانا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) و نحن في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا اللّه تعالى أن نصِّلي عليك، يا رسول اللّه: فكيف نصلي عليك؟

                              قال: فسكت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى تمنينا انّه لم يسأله.

                              ثمّ قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم): «قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما صليت على آل إبراهيم،وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين انّك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم».(1)

                              ____________

                              1. صحيح البخاري: 4|146 ضمن باب «يزفُّون النَسَلان في المشي» من كتاب بدء الخلق.

                              2. صحيح البخاري: 6|151 تفسير سورة الاَحزاب.

                              3. صحيح مسلم: 2|16.

                              4. صحيح البخاري: 6|151، تفسير سورة الاَحزاب.

                              5. المصدر السابق.


                              إنّ ابن حجر ذكر الآية الشريفة، وروى جملة من الاَخبار الصحيحة الواردة فيها، وانّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قرن الصلاة على آله بالصلاة عليه، لمّا سئل عن كيفية الصلاة والسلام عليه، قال: وهذا دليل ظاهر على أنّالاَمر بالصلاة على أهل بيته، وبقية آله مراد من هذه الآية، وإلاّ لم يسألوا عن الصلاة على أهل بيته وآله عُقب نزولها ولم يجابوا بما ذكر، فلمّا أُجيبوا به دلّعلى أنّ الصلاة عليهم من جملة المأمور به،وانّه ص أقامهم في ذلك مقام نفسه، لاَنّ القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه، ومنه تعظيمهم، ومن ثمّ لمّا أُدخل من مرّفي الكساء، قال: «اللّهمّ انّهم منّي وأنا منهم، فاجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليّ وعليهم»، وقضية استجابة هذا الدعاء: انّ اللّه صلّى عليهم معه فحينئذٍ طلب من الموَمنين صلاتهم عليهم معه.

                              ويروى: لا تصلوا عليّالصلاة البتراء، فقالوا: وما الصلاةالبتراء؟ قال: تقولون: اللّهمّ صلّ على محمّد وتمسكون بل قولوا: اللّهم صلّ على محمّد وعلى آل محمد. ثمّ نقل عن الاِمام الشافعي قوله:

                              يا أهل بيت رسول اللّه حبكم فرض من اللّه في القرآن أنزله
                              كفاكم من عظيم القدر إنّكـم من لم يصلِّ عليكم لا صلاة له
                              فقال: فيحتمل لا صلاة له صحيحة فيكون موافقاً لقوله بوجوب الصلاة على الآل، ويحتمل لا صلاة كاملة فيوافق أظهر قوليه.(2)


                              ____________

                              1. صحيح مسلم: 2|46، باب الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد التشهد من كتاب الصلاة.

                              2. الصواعق المحرقة: 146، ط عام 1385هـ.


                              هذا كلّه حول الصلاة على الآل عند الصلاة على الحبيب.

                              وأما حكم الصلاة على آل البيت في التشهد، فقال أكثر أصحاب الشافعي: انّه سنّة.

                              وقال التربجي: من أصحابه هي واجبة، ولكن الشعر المنقول عنه يدل على وجوبه عنده، ويوَيده رواية جابر الجعفي ـ الذي كان من أصحاب الاِمامين الباقر والصادق (عليهما السلام)، وفي طبقة الفقهاء ـ، عن أبي جعفر عن أبي مسعود الاَنصاري، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم): «من صلّى صلاة لم يصل فيها عليّ ولا أهل بيتي لم تقبل منه».(1)

                              وأبو جعفر الجعفي ممَّن ترجمه ابن حجر في تهذيبه، ونقل عن سفيان في حقّه:

                              ما رأيت أورع في الحديث منه،وقال وكيع: مهما شككتم في شيء فلا تشكّوا في أنّ جابراً ثقة.

                              وقال سفيان أيضاً لشعبة: لاَن تكلَّمت في جابر الجعفي لاَتكلمنَّ فيك إلى غير ذلك.(2)

                              قال ابن حجر: أخرج الدار قطني والبيهقي حديث من صّلى صلاة ولم يصل فيها عليّ وعلى أهل بيتي لم تقبل منه، وكأنّهذا الحديث هو مستند قول الشافعي انّ الصلاة على الآل من واجبات الصلاة، كالصلاة عليه ص لكنّه ضعيف، فمستنده الاَمر في الحديث المتفق عليه، قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، والاَمر للوجوب حقيقة على الاَصحّ.(3)

                              وقال الرازي: إنّ الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة، وقوله: اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، وارحم محمّداً وآل محمّد.

                              ____________

                              1. سنن الدارقطني:1|355.

                              2. تهذيب التهذيب:2|46.

                              3. الصواعق المحرقة: 234، ط الثانية،



                              وهذا التعظيم لم يوجد في حقّ غير الآل، فكلّ ذلك يدل على أنّ حبّ آل محمّد واجب، وقال الشافعي:

                              يا راكباً قف بالمحصَّب من منى واهتف بساكن خيفها والناهض
                              سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى فيضاً كما نظم الـفرات الفائض
                              إن كان رفضاً حـبُّ آل محمـّد فليشهد الثقـلان أنّي رافضـي (1)
                              وقال النيسابوري في تفسيره عند قوله تعالى: (قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ المَوَدَّة فِي القُربى) كفى شرفاً لآل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وفخراً ختم التشهد بذكرهم والصلاة عليهم في كلّصلاة.(2)

                              وروى محب الدين الطبري في الذخائر عن جابر بن عبد اللّه الاَنصاري عنه انّه كان يقول: لو صلّيت صلاة لم أُصلِّ فيها على محمّد وعلى آل محمّد ما رأيت أنّها تقبل.(3)

                              وقال المحقّق الشيخ حسن بن عليّ السقاف: تجب الصلاة على آل النبي ص في التشهد الاَخير على الصحيح المختار، لاَنّ أقصر صيغة وردت عن سيدنا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ثبت فيها ذكر الصلاة على الآل، ولم ترد صيغة خالية منه في صيغ تعليم الصلاة، فقد تقدّم حديث سيدنا زيد بن خارجة، انّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
                              «صلّوا عليّ واجتهدوا في الدعاء، وقولوا:اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد».(1)


                              ____________

                              1. تفسير الفخر الرازي:27|166،تفسير سورة الشورى.

                              2. تفسير النيسابوري: تفسير سورة الشورى.

                              3. ذخائر العقبى:19، ذكر الحث على الصلاة عليهم.


                              بلاغ وإنذار

                              لقد تبين ممّا سبق كيفية الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و انّه لا يصّلى عليه إلاّ بضم الآل إليه، ومع ذلك نرى أنّه قد راجت الصلاة البتراء بين أهل السنَّة في كتبهم ورسائلهم، مع أنّ هذه البلاغات من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نصب أعينهم ولكنَّهم رفضوها عملاً واكتفوا بالصلاة عليه خاصة، حتى أنّ ابن حجر الهيتمي(899 ـ 974هـ) نقل كيفية الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن كتابه المطبوع مليء بالصلاة البتراء. وإليك نصّ ما قال: ويروى لا تصلوا عليّ الصلاة البتراء، قالوا: وما الصلاة البتراء، قال: تقولون: اللّهمّ صلّ على محمّد وتمسكون، بل قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد ولا ينافي ما تقرر حذف الآل في الصحيحين، قالوا: يا رسول اللّه: كيف نصلّي عليك؟ قال: قولوا اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى أزواجه وذريّته، كما صليت على إبراهيم إلى آخره.

                              لاَنّ ذكر الآل ثبت في روايات أُخر، وبه يعلم أنّه ص قال: ذلك كلّه فحفظ بعض الرواة مالم يحفظه الآخر.(2)

                              وفي الختام نذكر ما ذكره الرازي، انّه قال: أهل بيته ساووه في خمسة أشياء: في الصلاة عليه و عليهم في التشهد، وفي السلام، والطهارة، وفي تحريم الصدقة، وفي المحبّة.(3)


                              ____________

                              1. صحيح صفة صلاة النبي: 214.

                              2. الصواعق المحرقة:146، ط الثانية، عام 1385.

                              3. الغدير: 2|303، ط طهران نقله عن تفسير الرزاي: 7|391 ولم نعثر عليه في الطبعتين.

                              تعليق


                              • #60
                                يله وينك متيم ليش تتهرب من الحق ادخل وبين لنا انك الان اصبحت شيعي وموالي كما وعدتنا

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
                                ردود 119
                                18,092 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
                                استجابة 1
                                100 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                                استجابة 1
                                71 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
                                ردود 2
                                154 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 09-01-2023, 12:42 AM
                                استجابة 1
                                160 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X