بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أجمع المسلمون بمختلف فرقهم على تنزيه زوجات الأنبياء عن ارتكاب الفاحشة، والمراد منها هنا الزنا، وخاصة نبينا الأكرم (ص) أكمل خلق الله على الإطلاق.
وقد استُدِلَّ لذلك ـ عدا الإجماع ـ بأدلة عديدة، منها أن في ذلك تنزيهاً لساحة الأنبياء عمّا يشينهم ويطعن فيهم ويكون سبباً لإسقاطهم بين الناس أو الرد عليهم، وقد تكفّل الله تعالى بصيانة الأنبياء عن كلّ ما يمسّهم من جهة أعراضهم فأحاطهم برعايته فيها كما أحاطهم برعايته في أمور التبليغ.
وبأن العقل يحكم بلزوم تنزيه زوجات الأنبياء عن هذا النوع من الشين صيانة لأعراض الأنبياء.
ولا يلزم من وجوب تنزيه أعراض الأنبياء وجوب إيمان أزواجهنّ، لأن عدم إيمانهنّ لا يضر بالأنبياء مع اعتقادنا بأن الإنسان غير مجبور على اعتقادته، وإلا يلزم الجبر الباطل.
نعم العناية الإلهية المانعة عن السقوط في الرذيلة تحفظ الأنبياء من السقوط الاجتماعي الذي يكون حجة تامة عند الناس في إنكار نبوة الأنبياء.
ورغم وضوح هذا الدليل وتماميّته، فقد أنكره بعضٌ، وزعم أنه لا مانع من ارتكاب زوجات الأنبياء لذلك، وتجاوز بعضهم الإمكان مدّعياً وقوع ذلك فعلاً، في زوجتي نوح ولوط، وفي عائشة زوج النبي (ص).
ورغم أن إنكار الدليل لا يسقطه عن دليليته، كما لم تسقط أدلتنا العقلية التي دلّت على لزوم العصمة المطلقة في الأنبياء قبل البعثة وبعدها وإن أنكر حدودها المخالفون، وكما لم تسقط أدلة الموحّدين على وجود الله تعالى رغم إنكار الملحدين لها. رغم أن ذلك لا يسقط دليلنا، إلا أنا نتعرّض في هذا البحث لما ادّعاه الطرف المقابل دليلاً على وقوع ذلك الفعل من بعض زوجات الأنبياء (ع)، ونبيّن أن ما توهّمه البعض دليلاً لا يصلح للاستدلال كما سيأتي إن شاء الله.
ونعرض أولاً لما يرتبط بزوجتي أنبياء الله نوح ولوط، ثم لعائشة زوج النبي (ص)، ونعرّج لاحقاً على معنى أمهات المؤمنين إن شاء الله تعالى.
على أنه لا يفوتنا الإشارة إلى ما ذكره العلماء أن تنزيه زوجات الأنبياء عن هذه الرذيلة هو صيانة للنبي (ع)، أما الكفر أو النفاق أو المعصية فمما لم يقم الدليل على امتناعها في حق زوجات الأنبياء، بل قام الدليل على وقوع بعضها من بعضهنّ ولو في أوقات معيّنة، وعليه فليس في هذا التنزيه تبرئة لإحداهنّ مما جنتها يداها.
والإشارة إلى خطورة رمي الأعراض، فقد قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور : 4] فكيف بمن يرمي زوجات أنبياء الله تعالى ؟!
شعيب العاملي
لقد أجمع المسلمون بمختلف فرقهم على تنزيه زوجات الأنبياء عن ارتكاب الفاحشة، والمراد منها هنا الزنا، وخاصة نبينا الأكرم (ص) أكمل خلق الله على الإطلاق.
وقد استُدِلَّ لذلك ـ عدا الإجماع ـ بأدلة عديدة، منها أن في ذلك تنزيهاً لساحة الأنبياء عمّا يشينهم ويطعن فيهم ويكون سبباً لإسقاطهم بين الناس أو الرد عليهم، وقد تكفّل الله تعالى بصيانة الأنبياء عن كلّ ما يمسّهم من جهة أعراضهم فأحاطهم برعايته فيها كما أحاطهم برعايته في أمور التبليغ.
وبأن العقل يحكم بلزوم تنزيه زوجات الأنبياء عن هذا النوع من الشين صيانة لأعراض الأنبياء.
ولا يلزم من وجوب تنزيه أعراض الأنبياء وجوب إيمان أزواجهنّ، لأن عدم إيمانهنّ لا يضر بالأنبياء مع اعتقادنا بأن الإنسان غير مجبور على اعتقادته، وإلا يلزم الجبر الباطل.
نعم العناية الإلهية المانعة عن السقوط في الرذيلة تحفظ الأنبياء من السقوط الاجتماعي الذي يكون حجة تامة عند الناس في إنكار نبوة الأنبياء.
ورغم وضوح هذا الدليل وتماميّته، فقد أنكره بعضٌ، وزعم أنه لا مانع من ارتكاب زوجات الأنبياء لذلك، وتجاوز بعضهم الإمكان مدّعياً وقوع ذلك فعلاً، في زوجتي نوح ولوط، وفي عائشة زوج النبي (ص).
ورغم أن إنكار الدليل لا يسقطه عن دليليته، كما لم تسقط أدلتنا العقلية التي دلّت على لزوم العصمة المطلقة في الأنبياء قبل البعثة وبعدها وإن أنكر حدودها المخالفون، وكما لم تسقط أدلة الموحّدين على وجود الله تعالى رغم إنكار الملحدين لها. رغم أن ذلك لا يسقط دليلنا، إلا أنا نتعرّض في هذا البحث لما ادّعاه الطرف المقابل دليلاً على وقوع ذلك الفعل من بعض زوجات الأنبياء (ع)، ونبيّن أن ما توهّمه البعض دليلاً لا يصلح للاستدلال كما سيأتي إن شاء الله.
ونعرض أولاً لما يرتبط بزوجتي أنبياء الله نوح ولوط، ثم لعائشة زوج النبي (ص)، ونعرّج لاحقاً على معنى أمهات المؤمنين إن شاء الله تعالى.
على أنه لا يفوتنا الإشارة إلى ما ذكره العلماء أن تنزيه زوجات الأنبياء عن هذه الرذيلة هو صيانة للنبي (ع)، أما الكفر أو النفاق أو المعصية فمما لم يقم الدليل على امتناعها في حق زوجات الأنبياء، بل قام الدليل على وقوع بعضها من بعضهنّ ولو في أوقات معيّنة، وعليه فليس في هذا التنزيه تبرئة لإحداهنّ مما جنتها يداها.
والإشارة إلى خطورة رمي الأعراض، فقد قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور : 4] فكيف بمن يرمي زوجات أنبياء الله تعالى ؟!
شعيب العاملي
تعليق