بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
و العن اعداءهم
ولايـة علي بن أبي طالب حصـني
زيادة على البيان المستفيض للإخوة الأكارم بارك الله بهم, و سلمهم..اللهم صل على محمد و آل محمد
و العن اعداءهم
ولايـة علي بن أبي طالب حصـني
يعلّق بعض المشاركين على الآية الكريمة التالية:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
"و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه .."
بسم الله الرحمن الرحيم
"و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه .."
و يريدون من خلالها إثبات وجوب تبعية الصحابي..
و ما حصل أن الإخوة الأكارم "موالي من الشام" و "مدافع عن أهل البيت(ص)" سلمهم الله , قد أجملوا و بينوا المعاني الهامة في بيانهم, و أحب أن أستأذن من الإخوة في بعض الملاحظات:
الرواية الواردة عند العامة التي تتحدث عن ورود الصحابة على الحوض فيؤخذ بكثير منهم عنه (أي عن الحوض) فيسأل مولاي الأعظم(ص) فيقال "إلى النار و الله" و فيها أيضاً "فلا أراه يخلص منهم إلا كهمل النعم"..و هذا دال على التقليل..
بالتالي فالتخصيص واجب, هذا أولاً.
و من ذلك ما قاله الأستاذ "مسلم حق", سائلاً عن المعنيين بالآية الكريمة, من الأنصار حين قيل له أن أفضل مصداق للآية أمير المؤمنين علي (ص) فقال: هم من المهاجرين لا الأنصار فأين الأنصار..؟
و الحاصل أن في هذا الكلام مغالطة.. لأن الواجب اتباعه مطلقاً معصوم لا محالة..
و لا أحد يقول أن الصحابة معصومين.. إذاً وجب التخصيص مرة أخرى
فالإتباع للذين هم اتبعوا الولي الأعظم (ص) بإحسان بما هو حق مهما كان الخطأ قليلاً ..لا مطلقاً.
فالواقع أن:
التخصيص واجب في الآية في من يكون الإتباع له.
الإتباع يكون في ما وافق هدي الله و رسوله(ص) لا مطلقاً.
النتيجة:
من يمكن اتباعه بعد التخصيص يكون اتباعه مخصوص بشرط الموافقة للعقائد و التشريع الإلهي.
ثم, الآية تقول
"..و الذين اتبعوهم بإحسان.."
فهل أوجبت الآية الإتباع للقارئ باللغة العربية.. هل اشترط الإتباع..؟
هذه آية توجب الإتباع:
"يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم.." 59 سورة النساء.
الفرق واضح.. و المعنى:
من اتبع من يمكن اتباعه بعد التخصيص بحيث يكون اتباعه مخصوص بشرط الموافقة للعقائد و التشريع الإلهي فهو مرضي عنه.
و على ذلك فلا لزوم, و إلا فمن اتبع عماراً(رض) فهل امتنع عن أبي أيوب الأنصاري(رض) مثلاً...؟ بل اتبع كلاهما لو توافقا في المسألة... بعكس الأولى المخصصة بالله و رسوله و أولي الأمر و المطلقة بالإتباع و الإئتمار و الإطاعة..
أيضاً, التخصيص نافٍ للزوم, إذ أن التخصيص الأول مانع لأن المتبع بعض, ثم إن التخصيص الثاني في اتباع ما وافق هدي الله عز و جل و رسوله(ص). و بالتالي فإن اتباع المتبع يكون بالتدقيق بموافقته للهدى فيمكن اتباعه بشيء و الإعراض عنه بشيء آخر..
تبقى مسألة الأنصار.
سنورد حديثاً نقتطع منه المسألة قيد البحث.
قال مولانا و سيدنا الإمام جعفر الصادق(ع) بن الإمام محمد الباقر(ع) بن الإمام علي السجاد زين العابدين (ع) بن الإمام الحسين سيد الشهداء(ع) بن الإمام أمير المؤمنين علي بن طالب (ص) :
"...و حب أولياء الله واجب و الولاية لهم واجبة و البراءة من أعدائهم واجبة.... و الولاية للمؤمنين الذين لم يغيروا و لم يبدلوا بعد نبيهم واجبة مثل سلمان الفارسي و أبي ذر الغفاري و المقداد بن الأسود الكندي و عمار بن ياسر و جابر بن عبد الله الأنصاري و حذيفة بن اليمان و أبي الهيثم بن التيهان و سهل بن حنيف و أبي أيوب الأنصاري و عبد الله بن الصامت و عبادة بن الصامت و خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين و أبي سعيد الخدري و من نحا نحوهم و فعل مثل فعلهم و الولاية لأتباعهم و المقتدين بهم و بهداهم واجبة.."
و لا يخفى على القارئ أسماء الأنصار الواردة في الحديث الشريف..
و الإتباع بهذا المعنى هو اتباع لموافقة هدي الله و رسوله و أولي الأمر, لا بالأصالة المطلقة..كما في آية أولي الأمر. فهو اتباع غير مباشر لله و رسوله و أولي الأمر.
فهل حِدنا عن الآية الكريمة و العياذ بالله..؟
إن من حاد عن الآية الكريمة من فهمها على غير وجهها.. و الأمثلة كثيرة في هذا الشأن قد بيّن الإخوة الأكارم منها.
و آخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين و صلى الله على رسوله و الئمة الميامين من أهله و سلم تسليماً كثيراً.
تعليق