قالها أنبياء الله فماذا تقول أنت؟
عندما أنكر إبراهيم عليه السلام على قومه دعاءهم أصنامهم وتقديمهم القرابين لها {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا ولا يَضُرُّكُمْ} ، نعم .. كيف تدعون وتستغيثون من لا يملك لنفسه ولا لغيره ضراً ولا نفعاً !
وقالها الله تعالى عن رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}
يقول الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره للآية الكريمة: ({قل لا أملك لنفسي} هو إظهار العبودية، أي أنا عبد ضعيف لا أملك لنفسي اجتلاب نفع ولا دفع ضر ، {إلا ما شاء ربي} ومالكي من النفع لي والدفع عني، {ولو كنت أعلم الغيب} لكانت حالي على خلاف ما هي عليه ، فكنت استكثر المنافع واجتنب المضار ، ولم أكن غالباً مرة ومغلوباً أخرى في الحروب ، ورابحاً وخاسراً في المتاجر ، {إن أنا إلا} عبد أُرسلت بشيراً ونذيراً وما من شأني علم الغيب)
ويقول الشيخ محمد جواد مغنية في تفسير الكاشف 3/431: ({قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله} ، هذه عقيدة المسلمين بنبيهم محمد أشرف خلق الله أجمعين ، لا يملك لنفسه شيئاً فضلاً عن أن يملكه لغيره ، وهذا الاعتقاد بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم هو نتيجة حتمية لعقيدة التوحيد ، {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء} ، إنّ كلمة الغيب لا تدل على معناها فحسب ، بل تدل أيضاً على أنّ الغيب لله وحده ، وبالإضافة إلى هذه الدلالة فإنّ أقرب الناس إلى ربه يعلن للأجيال بأنه أمام الغيب بشر لا فرق بينه وبين غيره من الناس ، ثم لا يكتفي بهذا الإعلان بل يستدل على ذلك بالحس والوجدان ، وهو أنه لو علم الغيب لعرف عواقب الأمور ، فأقدم على ما تكون عاقبته خيراً ، وأحجم عما تكون عاقبته شراً ، وما أصابه في هذه الحياة ما يسوؤه ويكرهه، وكيلا يقول قائل: كيف لا يعلم محمد الغيب وهو الرسول المقرب من الله؟ قال محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأمر من الله {إن أنا إلا بشير ونذير لقوم يؤمنون} ، إنه رسول الله ، ما في ذلك ريب ، ولكن مهمة الرسول تنحصر بتبليغ الناس رسالات ربهم، وإنذار من عصى بالعقاب ، وبشارة من أطاع الله بالثواب ، أما علم الغيب والنفع والضر فبيد الله وحده).
وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يبلغ الناس أنه لا يملك لأحد نفعاً ولا ضراً ، فقال تعالى في سورة الجن {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا}
يقول الشيخ الطوسي في (التبيان 10/157) في تفسير الآية: (أمر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وآله أن يقول للمكلفين{اني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً} ومعناه إني لا أقدر على دفع الضرر عنكم ولا إيصال الخير إليكم ، وإنما يقدر على ذلك الله تعالى. وإنما أقدر على أن أدعوكم إلى الخير وأهديكم إلى طريق الرشاد ، فإن قبلتم نلتم الثواب والنفع ، وإن رددتموه نالكم العقاب وأليم العذاب ، ثم قال أيضاً {قل} لهم يا محمد {اني لن يجيرني من الله أحد} أي لا يقدر أن يجير على الله حتى يدفع عنه ما يريده به من العقاب {ولن أجد} أيضاً أنا {من دونه} أي من دون الله {ملتحداً} يعنى ملتجأ ألجأ إليه أطلب به السلامة مما يريد الله تعالى فعله من العذاب والألم. وأضافه إلى نفسه ، والمراد به أمته ، لأنه لا يفعل قبيحاً فيخاف العقاب. والمعنى ليس من دون الله ملتحد أي ملجأ).
ويقول الشيخ الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان 10/153): (المعنى: ثم خاطب سبحانه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فقال {قل} يا محمد للمكلفين {إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً} أي لا أقدر على دفع الضرر عنكم ، ولا إيصال الخير إليكم ، وإنما القادر على ذلك هو الله تعالى ، ولكني رسول ليس عليّ إلا البلاغ والدعاء إلى الدين ، والهداية إلى الرشاد. وهذا اعتراف بالعبودية ، وإضافة الحول والقوة إليه تعالى).
عندما أنكر إبراهيم عليه السلام على قومه دعاءهم أصنامهم وتقديمهم القرابين لها {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا ولا يَضُرُّكُمْ} ، نعم .. كيف تدعون وتستغيثون من لا يملك لنفسه ولا لغيره ضراً ولا نفعاً !
وقالها الله تعالى عن رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}
يقول الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره للآية الكريمة: ({قل لا أملك لنفسي} هو إظهار العبودية، أي أنا عبد ضعيف لا أملك لنفسي اجتلاب نفع ولا دفع ضر ، {إلا ما شاء ربي} ومالكي من النفع لي والدفع عني، {ولو كنت أعلم الغيب} لكانت حالي على خلاف ما هي عليه ، فكنت استكثر المنافع واجتنب المضار ، ولم أكن غالباً مرة ومغلوباً أخرى في الحروب ، ورابحاً وخاسراً في المتاجر ، {إن أنا إلا} عبد أُرسلت بشيراً ونذيراً وما من شأني علم الغيب)
ويقول الشيخ محمد جواد مغنية في تفسير الكاشف 3/431: ({قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله} ، هذه عقيدة المسلمين بنبيهم محمد أشرف خلق الله أجمعين ، لا يملك لنفسه شيئاً فضلاً عن أن يملكه لغيره ، وهذا الاعتقاد بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم هو نتيجة حتمية لعقيدة التوحيد ، {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء} ، إنّ كلمة الغيب لا تدل على معناها فحسب ، بل تدل أيضاً على أنّ الغيب لله وحده ، وبالإضافة إلى هذه الدلالة فإنّ أقرب الناس إلى ربه يعلن للأجيال بأنه أمام الغيب بشر لا فرق بينه وبين غيره من الناس ، ثم لا يكتفي بهذا الإعلان بل يستدل على ذلك بالحس والوجدان ، وهو أنه لو علم الغيب لعرف عواقب الأمور ، فأقدم على ما تكون عاقبته خيراً ، وأحجم عما تكون عاقبته شراً ، وما أصابه في هذه الحياة ما يسوؤه ويكرهه، وكيلا يقول قائل: كيف لا يعلم محمد الغيب وهو الرسول المقرب من الله؟ قال محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأمر من الله {إن أنا إلا بشير ونذير لقوم يؤمنون} ، إنه رسول الله ، ما في ذلك ريب ، ولكن مهمة الرسول تنحصر بتبليغ الناس رسالات ربهم، وإنذار من عصى بالعقاب ، وبشارة من أطاع الله بالثواب ، أما علم الغيب والنفع والضر فبيد الله وحده).
وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يبلغ الناس أنه لا يملك لأحد نفعاً ولا ضراً ، فقال تعالى في سورة الجن {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا}
يقول الشيخ الطوسي في (التبيان 10/157) في تفسير الآية: (أمر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وآله أن يقول للمكلفين{اني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً} ومعناه إني لا أقدر على دفع الضرر عنكم ولا إيصال الخير إليكم ، وإنما يقدر على ذلك الله تعالى. وإنما أقدر على أن أدعوكم إلى الخير وأهديكم إلى طريق الرشاد ، فإن قبلتم نلتم الثواب والنفع ، وإن رددتموه نالكم العقاب وأليم العذاب ، ثم قال أيضاً {قل} لهم يا محمد {اني لن يجيرني من الله أحد} أي لا يقدر أن يجير على الله حتى يدفع عنه ما يريده به من العقاب {ولن أجد} أيضاً أنا {من دونه} أي من دون الله {ملتحداً} يعنى ملتجأ ألجأ إليه أطلب به السلامة مما يريد الله تعالى فعله من العذاب والألم. وأضافه إلى نفسه ، والمراد به أمته ، لأنه لا يفعل قبيحاً فيخاف العقاب. والمعنى ليس من دون الله ملتحد أي ملجأ).
ويقول الشيخ الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان 10/153): (المعنى: ثم خاطب سبحانه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فقال {قل} يا محمد للمكلفين {إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً} أي لا أقدر على دفع الضرر عنكم ، ولا إيصال الخير إليكم ، وإنما القادر على ذلك هو الله تعالى ، ولكني رسول ليس عليّ إلا البلاغ والدعاء إلى الدين ، والهداية إلى الرشاد. وهذا اعتراف بالعبودية ، وإضافة الحول والقوة إليه تعالى).
تعليق