إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حصريّا... حديث الغدير بتفسير النبي (ص) أدخل يا سني و اقرأ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حصريّا... حديث الغدير بتفسير النبي (ص) أدخل يا سني و اقرأ

    حصريّا... حديث الغدير بتفسير النبي (ص) أدخل يا سني و اقرأ

    مقدمة:

    1- إتفق المسلمون شيعة و سنة على صحة حديث الغدير, فلا مجال لإنكاره أبدا.. و على سبيل الإستشهاد أورد رواية ابن ماجة و أحمد بن حنبل:

    - حديث الغدير كما ورد في سنن إبن ماجة:

    عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فِي حَجَّتِهِ الَّتِي حَجَّ فَنَزَلَ فِي الطَّرِيقِ فَأَمَرَ الصَّلاَةَ جَامِعَةً فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فَقَالَ ‏"‏ أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ‏"‏ ‏.‏ قَالُوا بَلَى ‏.‏ قَالَ ‏"‏ أَلَسْتُ أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ ‏"‏ ‏.‏ قَالُوا بَلَى ‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَهَذَا وَلِيُّ مَنْ أَنَا مَوْلاَهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ اللَّهُمَّ عَادِ مَنْ عَادَاهُ ‏"‏.

    - حديث الغدير من مسند أحمد بن حنبل:

    قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ بَدْرِيًّا كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَحَدِهِمْ فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجِي أُمَّهَاتُهُمْ فَقُلْنَا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ‏.


    2- يقول علماء الحديث في مذهب السنة "إذا صحّ الحديث عن رسول الله(ص) فينبغي الإعتقاد به و العمل به" و نحن نلزمهم بذلك خصوصا وقد صححه كبار علمائهم من مثل ناصر الدين الألباني و ابن حجر العسقلاني و الذهبي و الحاكم النيسابوري و ابن الجوزي و القسطلاني و السيوطي و غيرهم الكثير...

    الجوهر:

    1- كما رأينا سابقا, فإن الرسول الأعظم إستهل كلامه الشريف بإقامة الحجة على المؤمنين من القرآن الكريم فقال لهم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟
    فأجابه الناس بقولهم "بلـــى" لأنهم إن أنكروا عليه فيكونون قد أنكروا على الله تعالى الذي يقول -(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ)-.


    2- و بالرجوع إلى تفاسير مذهب أهل السنه لتلك الآية التي بموجبها أقام الرسول الحجة على المؤمنين نجدهم مجمعون على أن المقصود منها هو.. الحكم .. نعم .. الحكم في المؤمنين و كمثال نورد ما قاله الطبري في تفسيره الآية 6 من سورة الأحزاب:

    الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { النَّبِيّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسهمْ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : النَّبِيّ مُحَمَّد أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ , يَقُول : أَحَقّ بِالْمُؤْمِنِينَ بِهِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ , أَنْ يَحْكُم فِيهِمْ بِمَا يَشَاء مِنْ حُكْم , فَيَجُوز ذَلِكَ عَلَيْهِمْ .

    و يؤيده تفسير ابن كثير لنفس الآية:

    قَدْ عَلِمَ اللَّه تَعَالَى شَفَقَة رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمَّته وَنُصْحه لَهُمْ فَجَعَلَهُ أَوْلَى بِهِمْ مِنْ أَنْفُسهمْ وَحُكْمه فِيهِمْ كَانَ مُقَدَّمًا عَلَى اِخْتِيَارهمْ لِأَنْفُسِهِمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى : " فَلَا وَرَبّك لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شَجَرَ بَيْنهمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسهمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْت وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "

    3- القضيّة أصبحت واضحة.. فرسول الله قال لهم.. ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم (أي ألست أنا الحاكم فيكم بأمر الله ؟) و أخذ عليهم الإقرار بالإيجاب.

    4- السرّ الآن في حرف الفاء.... نعم.. انتبهوا لكلام الرسول لأنه متواصل.... فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ... (أي فمن كنت أنا حاكمه بأمر الله فعليّ حاكمه بأمر الله).

    5- ينبغي الأخذ بالإعتبار بأن رسول الله قد وضّح و بيّن قضيّة الخلافة من بعده و حسم الأمر بهذه الخطبة الشريفة أمام حشد عظيم من المؤمنين قبل سبعين يوما من وفاته بما لا يدع مجالا للشك أو الريب. حتى يهلك من هلك عن بينة و يحيي من حيي عن بيّنة.

    الخاتمة:
    الرجاء من الإخوة الموالين نشر هذا الموضوع في المواقع المشتركين بها حتى تقوم حجّة الرسول الأعظم في ولاية عليّ على جميع المؤمنين في العالم.

  • #2
    السلام عليكم

    اللهم صل على محمد و آل محمد

    جميل جدا و مقنع اخي

    يا ليت قومنا يعلمون



    مشكور جزاك الله خيرا

    *تحياتي*

    تعليق


    • #3
      هل :

      مولاه

      =

      اولى بكم من انفسكم ؟؟

      بالطبع لا

      ولكنى انتظر رايك .

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم

        اللهم صل على محمد و آل محمد

        الاخ مسلم و موحد

        الفاء هي التي حددت ذلك كما هو مبين بالموضوع

        لذلك انت ترى ان النبي صلى الله عليه و آله قال ألست أولى بالمؤمنين من انفسهم؟و هو يسأل الجمع بذلك

        و من بعدها قال مباشرة فمن كنت مولاه فعلي مولاه

        و هذا واضح فالفاء هي التي بينت لنا ذلك

        لذلك النبي كان يقصد الولاية و الحكم من بعده

        شرح الله قلبك للحق المنير



        حياك الله

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مسلم وموحد
          هل :
          مولاه
          =
          اولى بكم من انفسكم ؟؟
          بالطبع لا
          ولكنى انتظر رايك .
          عندما يقول لك الرسول انا وليك ومولاك دافع عنى بنفسك وقاتل من يريد قتلى
          هل سترد عليه انك مولاى ولست اولى بى من نفسى وعندما تكون كذلك انا مستعد
          اعتقد هذا كلام هراء وكلام عناد للحق
          الرسول وليك اى له ولاية عليك وعلى اكبر راس فى الوجود وهذه الولاية شاملة
          فعندما يقول لك الله انما وليكم الله ورسوله
          فلايوجد مجال لتفكر هل هو اولى او ليس باولى
          الرسول وليك ومولاك خلاص انتهى الامر
          وإلا فما افرق بين ولايته عليك وولايتك لاخيك المؤمن
          اعتقد عندما اعصى امرك يا مسلم وموحد فإننى لا شىء علي
          ولكن عندما اعصى الله ورسوله فهنا الطامة الكبرى
          عمر قال للرسول اننى احبك ولكن ليس كنفسى
          فقال له الرسول الذى هو مولاك ووليك وولى اسيادك ابو بكر وعمر وعثمان
          لاياعمر والله لايؤمن من لا اكون احب اليه من نفسه
          فقال عمر والله يارسول الله انت احب الى من نفسى
          فقال الرسول الآن ياعمر
          المسالة مسالة ولاية ليس مسالة معنى الولى والوالى والاولى
          هذا التفكير هو تفكير عقلانى
          ولينا رسول الله تعنى له ولاية علينا لاتعنى معنى المفردة بحد ذاتها
          وليكم رسول الله وولايته المحبة والنصرة وانه اولى بنا من انفسنا
          لايوجد مجال للتفكير فى ولاية الرسول وعدم شموليتها

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عبد المؤمن
            عندما يقول لك الرسول انا وليك ومولاك دافع عنى بنفسك وقاتل من يريد قتلى
            هل سترد عليه انك مولاى ولست اولى بى من نفسى وعندما تكون كذلك انا مستعد
            اعتقد هذا كلام هراء وكلام عناد للحق
            الرسول وليك اى له ولاية عليك وعلى اكبر راس فى الوجود وهذه الولاية شاملة
            فعندما يقول لك الله انما وليكم الله ورسوله
            فلايوجد مجال لتفكر هل هو اولى او ليس باولى
            الرسول وليك ومولاك خلاص انتهى الامر
            وإلا فما افرق بين ولايته عليك وولايتك لاخيك المؤمن
            اعتقد عندما اعصى امرك يا مسلم وموحد فإننى لا شىء علي
            ولكن عندما اعصى الله ورسوله فهنا الطامة الكبرى
            عمر قال للرسول اننى احبك ولكن ليس كنفسى
            فقال له الرسول الذى هو مولاك ووليك وولى اسيادك ابو بكر وعمر وعثمان
            لاياعمر والله لايؤمن من لا اكون احب اليه من نفسه
            فقال عمر والله يارسول الله انت احب الى من نفسى
            فقال الرسول الآن ياعمر
            المسالة مسالة ولاية ليس مسالة معنى الولى والوالى والاولى
            هذا التفكير هو تفكير عقلانى
            ولينا رسول الله تعنى له ولاية علينا لاتعنى معنى المفردة بحد ذاتها
            وليكم رسول الله وولايته المحبة والنصرة وانه اولى بنا من انفسنا
            لايوجد مجال للتفكير فى ولاية الرسول وعدم شموليتها

            تحية للاخ الفضل التونسى على مواضيعه القيمة والرائعة والواضحة والحجة الجلية

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة asado allah
              السلام عليكم

              اللهم صل على محمد و آل محمد

              جميل جدا و مقنع اخي

              يا ليت قومنا يعلمون



              مشكور جزاك الله خيرا

              *تحياتي*
              مشكور أخي الكريم أسد الله على كلامك الجميل

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة مسلم وموحد
                هل :

                مولاه

                =

                اولى بكم من انفسكم ؟؟

                بالطبع لا

                ولكنى انتظر رايك .
                نعم..
                مولاه تعني أولى به من نفسه
                بالطبع نعم

                فكلام الرسول واضح و صريح و إلا لما رفع بيد عليّ و إلا لما قال "أوشك أن أدعى فأجيب" و هو من عادته الإستخلاف حين الذهاب إلى الغزوات.. فكيف يذهب إلى الرفيق الأعلى و لا يستخلف ؟

                و إلا فكلام الأخ عبد المؤمن لو تمعنته كاف لكي تعقل الموضوع.
                و السلام

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة asado allah
                  السلام عليكم

                  اللهم صل على محمد و آل محمد

                  الاخ مسلم و موحد

                  الفاء هي التي حددت ذلك كما هو مبين بالموضوع

                  لذلك انت ترى ان النبي صلى الله عليه و آله قال ألست أولى بالمؤمنين من انفسهم؟و هو يسأل الجمع بذلك

                  و من بعدها قال مباشرة فمن كنت مولاه فعلي مولاه

                  و هذا واضح فالفاء هي التي بينت لنا ذلك

                  لذلك النبي كان يقصد الولاية و الحكم من بعده

                  شرح الله قلبك للحق المنير



                  حياك الله

                  جزاك الله خير الجزاء أخي أسد الله و زادك الله نورا على نور لحرصك على هداية المخالفين الذين تأثّروا بكتابات العلماء المترعرعين في كنف الدولة العباسية و الأموية.

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة عبد المؤمن
                    عندما يقول لك الرسول انا وليك ومولاك دافع عنى بنفسك وقاتل من يريد قتلى
                    هل سترد عليه انك مولاى ولست اولى بى من نفسى وعندما تكون كذلك انا مستعد
                    اعتقد هذا كلام هراء وكلام عناد للحق
                    الرسول وليك اى له ولاية عليك وعلى اكبر راس فى الوجود وهذه الولاية شاملة
                    فعندما يقول لك الله انما وليكم الله ورسوله
                    فلايوجد مجال لتفكر هل هو اولى او ليس باولى
                    الرسول وليك ومولاك خلاص انتهى الامر
                    وإلا فما افرق بين ولايته عليك وولايتك لاخيك المؤمن
                    اعتقد عندما اعصى امرك يا مسلم وموحد فإننى لا شىء علي
                    ولكن عندما اعصى الله ورسوله فهنا الطامة الكبرى
                    عمر قال للرسول اننى احبك ولكن ليس كنفسى
                    فقال له الرسول الذى هو مولاك ووليك وولى اسيادك ابو بكر وعمر وعثمان
                    لاياعمر والله لايؤمن من لا اكون احب اليه من نفسه
                    فقال عمر والله يارسول الله انت احب الى من نفسى
                    فقال الرسول الآن ياعمر
                    المسالة مسالة ولاية ليس مسالة معنى الولى والوالى والاولى
                    هذا التفكير هو تفكير عقلانى
                    ولينا رسول الله تعنى له ولاية علينا لاتعنى معنى المفردة بحد ذاتها
                    وليكم رسول الله وولايته المحبة والنصرة وانه اولى بنا من انفسنا
                    لايوجد مجال للتفكير فى ولاية الرسول وعدم شموليتها

                    جزاك الله خيرا أخي عبد المؤمن على هذا البيان و الشرح الذي ليس بعده كلام و زادك الله علما على علم و نورا على نور.

                    تعليق


                    • #11
                      يرفع

                      حتى لا يقول أحد بأن ولاية عليّ (ع) لا تستند إلى القرآن

                      اللهم صلّ على محمد و آل محمد

                      تعليق


                      • #12
                        أولاً: مناقشة قولك: إن سبب الحديث هو نزول آية البلاغ في علي رضي الله عنه:


                        ترمي من وراء هذا الربط بين الآية والحديث أن الأمر الذي أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتبليغه هو: (إمامة علي رضي الله عنه) وهذه الدعوى باطلة وقد تضمنت أمرين عليهم إثباتهما:
                        الأول: أن التبليغ في الآية مختص بما أنزل في علي رضي الله عنه.
                        الثاني: أن الذي أنزل في علي رضي الله عنه هو إمامته.
                        فأما المقدمة الأولى: وهي أن آية البلاغ نزلت في شأن علي رضي الله عنه.
                        فيتبين بطلانها في مقامين:
                        المقام الأول: بيان ما صح من وقت نزول الآية ومعناها وسبب نزولها.
                        المقام الثاني: بطلان دعوى نزولها في شأن علي رضي الله عنه.
                        ولنبدأ بـ
                        المقام الأول: وهو بيان ما صح من وقت نزول الآية ومعناها وسبب نزولها:
                        فنقول:
                        التحقيق أن نزول الآية كان قبل يوم الغدير بل قبل يوم عرفة.
                        ولا يصح أنها نزلت يوم الغدير لما يلي:
                        1. أنه لا دليل صحيح يثبت أنها نزلت يوم الغدير.
                        2. أنها نزلت قبل آية الإكمال: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ...الآية)) [المائدة: من الآية3]. وآية الإكمال نزلت يوم عرفة كما سيأتي.
                        3. ما يقتضيه ظاهر الخطبة التي خطبها النبي ص يوم عرفة يوم الحج الأكبر وقول النبي ص في نهايتها (اللهم هل بلغت... مما يشعر بأن هذا من الإعذار إلى الله بأنه قد بلغ كما أمرته آية البلاغ.
                        4. ثم ظاهر حال النبي ص في تلك الحجة من إراءة المناسك ووضع الربا ودماء الجاهلية وغير ذلك مما يطول ذكره وقد ذكره أهل السير؛ يقتضي أن الآية نزلت قبل ذلك وأن ما فعله ص هو تطبيق عملي وتنفيذ فعلي للآية. [انظر: روح المعاني: (6/198)].
                        5. أن الله تعالى ضمن له العصمة من الناس إذا بلغ ليؤمنه بذلك من الأعداء وهذا إنما يكون قبل تمام التبليغ، وفي حجة الوداع تم التبليغ، فلا تكون هذه الآية: ((بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)) [المائدة: من الآية67]. نزلت بعد حجة الوداع. لأنه قد بلغ قبل ذلك. [منهاج السنة بتصرف: (7/315-316)].
                        6. مما يدل على أن الآية لم تنزل في حجة الوداع أو في غدير خم أن النبي ص لم يكن في حجة الوداع خائفاً من أحد حتى يحتاج أن يعصم منه بل في حجة الوداع كان أهل مكة والمدينة وما حولهما كلهم مسلمين منقادين له ليس فيهم كافر، والمنافقون مقموعون مُسرُّون للنفاق ليس فيهم من يحاربه ولا من يخاف الرسول ص منه فلا يقال له في هذه الحال: (بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) [منهاج بتصرف: (7/316-317)].
                        ومما يؤكد ما قررناه من أن نزولها كان قبل الغدير ما ذكره المفسرون من أقوال في سبب نزولها فإنها كلها تدل بمجموعها على أن الآية نزلت قبل الغدير فإليك الأقوال:
                        وقبل أن أسوق الأقوال أنبه إلى أن ظاهر صنيع المفسرين كابن أبي حاتم وابن جرير والبغوي وغيرهم التفريق بين قوله تعالى ( ياأيها الرسول بلغ .. ) وبين قوله سبحانه والله يعصمك من الناس )
                        وهو كذلك ما تدل عليه بعض الروايات ومن أصرحها ما جاء عن مجاهد أنه قال :
                        «لما نزلت بلغ ماأنزل اليك من ربك قال : يارب إنما أنا واحد كيف أصنع ليجتمع علي الناس ؟ فنزلت وإن لم تفعل فما بلغت رسالته »
                        رواه الإمام سفيان الثوري في تفسيره (1/104) ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره برقم : (6613) .
                        فأما أول الآية فقد حكى الإمام البغوي في تفسيره الأقوال فيها ـ وهو أوسع من ذكرـ فقال(2/68):
                        « روى الحسن : أن الله تعالى لما بعث رسوله ضاق ذرعا وعرف أن من الناس من يكذبه فنزلت هذه الآية
                        وقيل : نزلت في عيب اليهود وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم دعاهم إلى الإسلام فقالوا أسلمنا قبلك وجعلوا يستهزؤون به فيقولون له : تريد أن نتخذك حنانا كما اتخذت النصارى عيسى بن مريم حنانا فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك سكت فنزلت هذه الآية وأمره أن يقول لهم : { يا أهل الكتاب لستم على شيء } الآية
                        وقيل : بلغ ما انزل إليك من الرجم والقصاص نزلت في قصة اليهود
                        وقيل : نزلت في أمر زينب بنت جحش ونكاحها
                        وقيل : في الجهاد وذلك أن المنافقين كرهوه كما قال الله تعالى : { فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت } ( محمد - 20 ) وكرهه بعض المؤمنين قال الله تعالى : { ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم } الآية ( النساء 70 ) فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمسك في بعض الأحايين عن الحث على الجهاد لما يعلم من كراهة بعضهم فأنزل الله هذه الآية». اه
                        وقال الإمام ابن الجوزي في زاد المسير( 2/396ـ397 ):
                        « ذكر المفسرون أن هذه الآية نزلت على أسباب روى الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما بعثني الله برسالته ضقت بها ذرعا وعرفت أن من الناس من يكذبني وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهاب قريشا واليهود والنصارى فأنزل الله هذه الآية وقال مجاهد لما نزلت يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك قال يا رب كيف أصنع إنما أنا وحدي يجتمع علي الناس فأنزل الله وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس وقال مقاتل لما دعا اليهود وأكثر عليهم جعلوا يستهزؤون به فسكت عنهم فحرض بهذه الآية وقال ابن عباس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرس فيرسل معه أبو طالب كل يوم رجالا من بني هاشم يحرسونه حتى نزلت عليه هذه الآية فقال يا عماه إن الله قد عصمني من الجن والإنس وقال أبو هريرة نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم تحت شجرة وعلق سيفه فيها فجاء رجل فأخذه فقال يا محمد من يمنعني منك فقال الله فنزل قوله والله يعصمك من الناس قالت عائشة سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقلت ما شأنك قال ألا رجل صالح يحرسني الليلة فبينما نحن في ذلك إذ سمعت صوت السلاح فقال من هذا فقال سعد وحذيفة جئنا نحرسك فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطه فنزلت والله يعصمك من الناس فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من قبة أدم وقال انصرفوا أيها الناس فقد عصمني الله تعالى » .
                        وأما قوله تعالى والله يعصمك من الناس ) ففيه روايات مردها إلى قولين حكاهما الإمام الطبري في تفسيره (6/308 ) فقال :
                        « واختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله نزلت هذه الآية
                        فقال بعضهم : نزلت بسبب أعرابي كان هم بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فكفاه الله إياه
                        ذكر من قال ذلك([1]) :
                        حدثني الحارث قال حدثنا عبد العزيز قال حدثنا أبو معشر عن محمد بن كعب القرظي وغيره قال : [ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا اختار له أصحابه شجرة ظليلة فيقيل تحتها فأتاه أعرابي فاخترط سيفه ثم قال : من يمنعك مني ؟ قال : الله ! فرعدت يد الأعرابي وسقط السيف منه قال : وضرب برأسه الشجرة حتى انتثر دماغه فأنزل الله : { والله يعصمك من الناس } ]

                        ـ وقال آخرون : بل نزلت لأنه كان يخاف قريشا فأومن من ذلك
                        ذكر من قال ذلك :
                        حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج قال : [ كان النبي صلى الله عليه وسلم يهاب قريشا فلما نزلت : { والله يعصمك من الناس } استلقى ثم قال : من شاء فليخذلني مرتين أو ثلاثا ] » .
                        تنبيه: يذكر بعض المفسرين في قوله تعالى : { والله يعصمك من الناس } روايات كثيرة ويظنها البعض مما ورد في أسباب نزول الآية وليست كذلك ومن ذلك ما أورده الإمام السيوطي في كتابه لباب النقول (1/86) بقوله:
                        « وأخرج الحاكم و الترمذي عن عائشة قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية { والله يعصمك من الناس } فأخرج رأسه من القبة فقال : يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله في هذا الحديث دليل على أنها - أي الآية - ليلية نزلت ليلا - فراشية - والرسول في فراشه
                        وأخرج الطبراني عن أبي سعيد الخدري قال : كان العباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم فيمن يحرسه فلما نزلت { والله يعصمك من الناس } ترك الحرس
                        ( ك ) وأخرج أيضا عن عصمة بن مالك الخطمي قال : كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل حتى نزلت { والله يعصمك من الناس } فترك الحرس » .
                        فأنت تلاحظ أن الروايات لا تتحدث عن سبب نزول الآية بل عن ما حصل بعد نزولها من ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما كان يفعله قبل أن تنزل من حراسة أصحابه له فتأمل والله تعالى أعلم .
                        ومما يزيد ما قررناه وضوحاً ما يذكره المفسرون في المراد بالتبليغ في الآية :
                        فعامة المفسرين على أن المراد بالآية :تبليغ جميع ما أنزل إما على وجه الاستيفاء والكمال أوعلى وجه الجهر ، وإليك إشارة إلى بعض أقوالهم:
                        فقد قال الإمام البغوي في تفسيره(2/68ـ 69):
                        «ومعنى الآية : إن لم تبلغ الجميع وتركت بعضه فما بلغت شيئا أي : جرمك في ترك تبليغ البعض كجرمك في ترك تبليغ الكل كقوله : { ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون حقا } ( النساء 150 - 151 ) اخبر أن كفرهم بالبعض محبط للإيمان بالبعض
                        وقيل : بلغ ما أنزل إليك أي : أظهر تبليغه كقوله : { فاصدع بما تؤمر } ( الحجر 94 ) وإن لم تفعل : فإن لم تظهر تبليغه فما بلغت رسالته أمره بتبليغ ما أنزل إليه مجاهرا محتسبا صابرا غير خائف فإن أخفيت منه شيئا لخوف يلحقك فما بلغت رسالته » .
                        وقال الإمام ابن الجوزي في زاد المسير(2/397):
                        «قال الزجاج قوله بلغ ما أنزل إليك معناه بلغ جميع ما أنزل إليك ولا تراقبن أحدا ولا تتركن شيئا منه مخافة أن ينالك مكروه فان تركت منه شيئا فما بلغت قال ابن قتيبة يدل على هذا المحذوف قوله والله يعصمك وقال ابن عباس إن كتمت آية فما بلغت رسالتي وقال غيره المعنى بلغ جميع ما أنزل إليك جهرا فان أخفيت شيئا منه لخوف أذى يلحقك فكأنك ما بلغت شيئا».
                        وقال الإمام الثعالبي في تفسيره (1 /475) :
                        « وقوله سبحانه يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك الآية هذه الآية أمر من الله تعالى لنبيه عليه السلام بالتبليغ على الاستيفاء والكمال لأنه قد كان بلغ صلى الله عليه وسلم وإنما أمر في هذه الآية بأن لا يتوقف عن شيء مخافة أحد وذلك أن رسالته عليه السلام تضمنت الطعن على أنواع الكفرة وبيان فساد حالهم فكان يلقى منهم صلى الله عليه وسلم عنتا وربما خافهم أحيانا قبل نزول هذه الآية فقال الله تعالى له بلغ ما أنزل إليك من ربك أي كاملا والله يعصمك من الناس » .
                        ولا يسمح المقام أن نسرد أكثر من ذلك وعلى مبتغي الزيادة مراجعة أقوالهم في مضانها كتفسير الرازي وابن كثير والقرطبي وابن عطية وأبي السعود والبيضاوي والنسفي والواحدي والزمخشري وغيرهم.
                        إلا أن الإمام الطبري آثر تفسيرها على ما يدل عليه السياق فجعلها في شأن تبليغ ما جاء في اليهود فقال: (6/307) : هذا أمر من الله تعالى ذكره لنبيه محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بإبلاغ هؤلاء اليهود والنصارى من أهل الكتابين الذين قص الله تعالى قصصهم في هذه السورة، وذكر فيها معايبهم وخبث أديانهم و.. و.. ما أنزل عليه فيهم من معايبهم و... وأن لا يشعر نفسه حذراً منهم أن يصيبه في نفسه مكروه ما قام فيهم بأمر الله، ولا جزعاً من كثرة عددهم وقلة عدد من معه وأن لا يتقي أحداً في ذات الله فإن الله تعالى كافية كل أحد من خلقه ودافع عنه مكروه كل من يتقي مكروهه، وأعلمه تعالى ذكره أنه إن قصر عن إبلاغ شيء مما أنزل إليه إليهم، فهو في تركه تبليغ ذلك، وإن قل ما لم يبلغ منه فهو في عظيم ما ركب بذلك من الذنب بمنزلته لو لم يبلغ من تنزيله شيئاً وبما قلنا في ذلك قال أهل التأويل)اهـ.
                        قلت : ولذلك قال بعدها: ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ...)) [المائدة: من الآية68].
                        وعلى كل فلا نعرف أحدا ممن ألف في التفسير قصر المراد بالبلاغ على خصوص شأن علي رضي الله عنه .
                        وبهذا تعرف بطلان دعوى أن الآية نزلت يوم الغدير في شأن التبليغ بخصوص ما أنزل في علي رضي الله عنه ، ومما يؤيد هذا:
                        المقام الثاني: وهو أدلة بطلان دعوى نزول الآية في شأن علي رضي الله عنه:
                        ويتبين ذلك من خلال الأوجه التالية:
                        1) أن ما ذكرناه من معنى الآية هو قول أهل التفسير ولم يفسرها بعلي رضي الله عنه أحد من المفسرين فيما نعلم، فانظر الطبري: (6/307)، الرازي: (1/630)، الزمخشري: (1/630)، والقرطبي: (6/128) دار الكتاب العربي، وزاد المسير: (2/301)، ابن كثير: (5/264)، الآلوسي: (6/188)، والشوكاني: (2/59) دار إحياء التراث، وغيرهم فليس منهم من فسرها بعلي رضي الله عنه .
                        2) أن ما ذكرناه من تأويل مأخوذ من ظاهر النص وعمومه، فإن «ما» في قوله تعالى: ((بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ)) [المائدة: من الآية67]. اسم موصول بمعنى الذي وهو من ألفاظ العموم فيعم كل ما أنزل ومدعي التخصيص بما أنزل في علي رضي الله عنه خاصة يطالب بالدليل الصحيح وحيث لا دليل فتبقى الآية على عمومها.
                        3) أن الآية نزلت قبل آية ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ)) [المائدة: من الآية3]([2]).
                        وآية ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ)) [المائدة: من الآية3]. نزلت قبل يوم الغدير كما جاء في الروايات الكثيرة الصحيحة التي تثبت نزولها يوم عرفة يوم الجمعة لا يوم الغدير وقد ذكر الإمام الطبري يرحمه الله تعالى بعض هذه الروايات وروايات أخرى معارضة ثم قال: وأولى الأقوال في وقت نزول الآية القول الذي روي عن عمر بن الخطاب أنها نزلت يوم عرفة؛ لصحة سنده، ووهَّى أسانيد غيره.
                        وكذلك ابن كثير فقد ذكر روايات تؤيد ما ذكرنا ثم ذكر روايات الطبري التي صح سندها وهي تبين -كما سبق- أن الآية نزلت يوم عرفة يوم الجمعة ثم ذكر الروايات المعارضة وهي التي استوهاها الطبري وبين ضعفها ومنها: ما روى عن الربيع بن أنس أنها نزلت في المسير في حجة الوداع.
                        وقال وقد روى ابن مردوية عن طريق أبي هارون العبدي([3]) عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم حين قال لعلي: (من كنت مولاه...) ثم رواه عن أبي هريرة وفيه أنه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة يعني مرجعه عليه السلام من حجة الوداع ولا يصح هذا ولا هذا بل الصواب الذي لا شك فيه ولا مرية أنها أنزلت يوم عرفة وكان يوم جمعة كما روى ذلك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأول ملوك الإسلام معاوية بن أبي سفيان وترجمان القرآن عبد الله بن عباس وسمرة بن جندب رضي الله عنهم وأرسله الشعبي وقتادة بن دعامة وشهر بن حوشب وغير واحد من الأئمة العلماء واختاره ابن جرير اهـ. [مع الشيعة: (1/105)].
                        وعلى أن آية إكمال الدين نزلت يوم عرفة تتابع المفسرون فانظر زيادة على ما سبق. [روح المعاني: (6/60)، البغوي: (2/12)، الرازي: (11/142)، وغيرها من التفاسير]. فإذا ثبت أن آية إكمال الدين نزلت يوم عرفة وأن آية البلاغ نزلت قبلها فهذا مما يؤكد ما ذكرناه من أن آية البلاغ لا علاقة لها بالغدير وبالتالي فلا علاقة لها بما يدعيه الشيعة في شأن إمامة علي رضي الله عنه.
                        4) أنه لا دليل يثبت نزول الآية في علي رضي الله عنه وأما ما رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (4/1173) والواحدي في أسباب النزول صـ200 مؤسسة الريان من طريق علي بن عابس عن الأعمش وأبي الجحاب([4]) عن عطية عن أبي سعيد أنها نزلت يوم غدير خم في علي رضي الله عنه.
                        فلا يصح بحال وذلك لأن فيه:
                        أ- علي بن عابس: ضعفه ابن معين والنسائي، وقال ابن حبان: فحش خطؤه فاستحق الترك. وقال أبو زرعة: منكر الحديث يحدث بمناكير كثيرة عن قوم ثقات. [انظر تهذيب الكمال: (20/504) مع الحاشية].
                        ب- عطية العوفي: قال الذهبي في المغني: مجمع على ضعفه.
                        5) ما قاله الألوسي يرحمه الله: (ومما يبعد دعوى الشيعة من أن الآية نزلت في خصوص خلافة علي كرم الله وجهه وأن الموصول فيها خاص: قوله تعالى: ((وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)) [المائدة: من الآية67]. فإن الناس فيه وإن كان عاماً إلا أن المراد بهم الكفار ويهديك إليه (إن الله لا يهدي القوم الكافرين) فإنه في موضع التعليل لعصمته عليه الصلاة والسلام وفيه إقامة الظاهر مقام المضمر أي لأن الله تعالى لا يهديهم إلى أمنيتهم فيك ومتى كان المراد بهم الكفار بَعُدَ إرادة الخلافة.
                        بل لو قيل: لم تصح لم يبعد لأن التخوف الذي تزعمه الشيعة منه ص - وحاشاه في تبليغ أمر الخلافة - إنما هو من الصحابة ش، حيث أن فيهم -معاذ الله- من يطمع فيها لنفسه ومتى رأى حرمانه منها لم يبعد منه قصد الإضرار برسول الله ص والتزام القول -والعياذ بالله [FONT=’AGA Arabesque’ mso-hansi-font-family: mylotus]U- بكفر من عرضوا بنسبة الطمع في الخلافة إليه مما يلزمه محاذير كلية أهونها: [/font]
                        1) تفسيق الأمير [علي] كرم الله وجهه وهو هو.
                        2) أو نسبة الجبن إليه وهو أسد الله تعالى الغالب.
                        3) أو الحكم عليه بالتقية وهو الذي لا تأخذه في الله لومة لائم ولا يخشى إلا الله سبحانه.
                        4) أو نسبة فعل الرسول ص بل الأمر الإلهي إلى العبث والكل كما ترى. [روح المعاني: (6/197)].
                        وبعد فقد تبين لنا من خلال هذين المقامين بطلان مقدمتهم الأولى: وهي أنه قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)) [المائدة:67]. نزلت في شأن علي رضي الله عنه وببطلانها يبطل استدلالهم بهذه الآية على دعواهم.
                        وحتى لو سلمنا جدلاً بصحة مقدمتهم الأولى وهي أن الآية السابقة نزلت في شأن علي رضي الله عنه.
                        فإن ذلك وحده ليس كافياً في الاستدلال بها على الإمامة، حتى يثبتوا لنا المقدمة الثانية وهي: أن الذي أنزل في علي رضي الله عنه هو إمامته.
                        وأني لهم أن يثبتوا ذلك فهذا كتاب الله تعالى بيننا هل أنزل فيه إمامة علي رضي الله عنه أم يعنون أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غير القرآن فهذه سنته الطاهرة بين أيدينا هل صح فيها أنه بلغ شيئاً من ذلك بلاغاً صريحاً.
                        بل إن هذه الآية (البلاغ) مع ما علم من أحوال النبي ص تدل على نقيض ما ذكروه وهو أن الله لم ينزلها([5]) عليه ولم يأمره بها. فإنها لو كانت مما أمره الله تعالى بتبليغه لبلغه فإنه لا يعصي الله تعالى في ذلك ولهذا قالت عائشة t: (من زعم أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم كتم شيئاً من الوحي فقد كذب والله تعالى يقول:
                        ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ...الآية)) [المائدة: من الآية67].
                        لكن أهل العلم يعلمون بالاضطرار أن النبي ص لم يبلغ شيئاً من إمامة علي ولهم على هذا طرق كثيرة يثبتون بها هذا العلم منها:
                        1. أن هذا مما تتوافر الهمم والدواعي على نقله فلو كان له أصل لنقل كما نقل أمثاله من حديثه لاسيما مع كثرة ما ينقل في فضائل علي رضي الله عنه من الكذب الذي لا أصل له فكيف لا ينقل الحق الصدق الذي قد بُلِّغ للناس؟!
                        ولأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر أمته بتبليغ ما سمعوا منه فلا يجوز عليهم كتمان ما أمرهم الله بتبليغه.
                        2. ومنها: ما كان يوم السقيفة حينما طلب بعض الأنصار أن يكون منهم أمير ومن المهاجرين أمير فأنكروا ذلك عليه وقالوا الإمارة لا تكون إلا في قريش ورووا في ذلك أحاديث ولم يرو واحد منهم لا في ذلك المجلس ولا غيره ما يدل على إمامة علي رضي الله عنه وبايع المسلمون أبا بكر رضي الله عنه، وكان أكثر بني عبد مناف من بني أمية وبني هاشم وغيرهم - لهم ميل قوي إلى علي رضي الله عنه يختارون ولايته ولم يذكر أحد منهم هذا النص، وهكذا أجرى الأمر في عهد عمر وعثمان وفي عهده أيضاً لما صارت له الولاية ولم يذكر هو ولا أحد من أهل بيته ولا من الصحابة المعروفين هذا النص بعد ذلك.
                        3. وأهل العلم بالحديث والسنة الذين يتولون علياً ويحبونه ويقولون إنه كان الخليفة بعد عثمان كأحمد وغيره قد نازعهم في ذلك طوائف.
                        فاحتج الإمام أحمد -مع أنه أعلم أهل زمانه بالحديث- على إمامة علي بالحديث الذي في السنن: (تكون خلافة النبوة ثلاثين سنة ثم تصير ملكاً).
                        فهذه عمدتهم من النصوص على خلافة علي فلو ظفروا بحديث مسند أو مرسل موافق لهذا لفرحوا به.
                        4. وقد جرى تحكيم الحكمين ومعه أكثر الناس فلم يكن في المسلمين من أصحابه ولا غيرهم من ذكر هذا النص مع كثرة شيعته ولا فيهم من احتج به في مثل هذا المقام الذي تتوفر فيه الهمم والدواعي على إظهار مثل هذا النص مع أنهم قد احتجوا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (تقتل عمار الفئة الباغية) ...... فيا لله العجب كيف ساغ عند الناس احتجاج شيعة علي رضي الله عنه بذلك الحديث ولم يحتج أحد منهم بالنص.
                        5. وأبو موسى الأشعري نفسه كان من خيار المسلمين لو علم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نص عليه لم يستحل عزله، ولكان من أنكر عليه عزله يقول: كيف تعزل من نص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على خلافته. [المنهاج بتصرف: (7/47-51)].وعند الذهبي في تاريخ الخلفاء أن علياً لما اختاره للتحكيم قال له ولو اخترت عزلي.
                        أم يقولون أن البلاغ هو ما حصل في غدير خم من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من كنت مولاه فعلي مولاه) فسيأتي معنا أن الحديث ليس على ما يفهمون.
                        وإذ قد تبين لنا أن الآية بجميع ملابساتها من حيث وقت نزولها وسبب نزولها ومعناها وغير ذلك من القرائن كل ذلك يشهد ببطلان دعوى أن سبب حديث الغدير هو نزول آية البلاغ وأن المراد به بلاغ ولاية علي رضي الله عنه.
                        فلعل أولى ما يمكن أن يذكر في سبب الخطبة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما شعر بدنو أجله وكان بعض من كان مع علي رضي الله عنه في اليمن قد تكلم عليه وشكاه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فحباً من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي خاصة وأهل بيته عامة وإقامة للحجة على من في نفسه شيء عليهم فقد قام صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الموقف فذكر دنو أجله ثم ألقى وصيته الخالدة للأمة وذلك بالتمسك بكتاب الله تعالى ورعاية أهل بيته الأطهار وخصص بعد ذلك علياً رضي الله عنه وهو سيد العترة لما كان قد بلغه من تكلم بعضهم عليه واختار ذلك الموقف والتوقيت ليكون أدعى للانتباه والحرص.
                        وقد نص على نحو من ذلك جمع من الأئمة كالشافعي والبيهقي وابن كثير وغيرهم وإليك بعض أقوالهم في ذلك :
                        قال الإمام البيهقي في كتابه الاعتقاد (1 /354ـ355):
                        « وأما حديث الموالاة فليس فيه إن صح إسناده نص على ولاية علي بعده فقد ذكرنا من طرقه في كتاب الفضائل ما دل على مقصود النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وهو أنه لما بعثه إلى اليمن كثرت الشكاة عنه وأظهروا بغضه فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر اختصاصه به ومحبته إياه ويحثهم بذلك على محبته وموالاته وترك معاداته فقال من كنت وليه فعلي وليه وفي بعض الروايات
                        من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه والمراد به ولاء الإسلام ومودته وعلى المسلمين أن يوالي بعضهم بعضا ولا يعادي بعضهم بعضا وهو في معنى ما ثبت عن علي رضي الله عنه أنه قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلى أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق
                        وفي حديث بريدة شكا عليا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتبغض عليا فقلت: نعم فقال:
                        لا تبغضه وأحببه وازدد له حبا قال بريدة فما كان من الناس أحد أحب إلي من علي بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
                        أخبرنا أبو عبد الله السلمي ثنا محمد بن محمد بن يعقوب الحجاجي ثنا العباس بن يوسف الشكلي قال سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي رحمه الله يقول في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه من كنت مولاه فعلي مولاه يعني بذلك: ولاء الإسلام ، وذلك قول الله عز وجل:? ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم? وأما قول عمر بن الخطاب لعلي: أصبحت مولى كل مؤمن يقول: ولي كل مسلم » .

                        قال ابن كثير: إن علياً رضي الله عنه لما كثر فيه القيل والقال من ذلك الجيش بسبب منعه إياهم استعمال إبل الصدقة واسترجاعه منهم الحلل التي أطلقها لهم نائبه؛ لذلك والله أعلم لما رجع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من حجته وتفرغ من مناسكه وفي طريقه إلى المدينة مر بغدير خم فقام في الناس خطيباً فبرأ ساحة علي رضي الله عنه ورفع قدره ونبه على فضله ليزيل ما وقر في قلوب كثير من الناس) [البداية والنهاية: (5/95).
                        ولقد أخر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكلام إلى أثناء رجوعه إلى المدينة ولم يتكلم وهو في مكة في حجة الوداع أو في يوم عرفة وإنما أجل الأمر إلى بعد ذلك ، وهذا ـ والله أعلم ـ يدل على أن الأمر خاص بأهل المدينة لأن بعض الذين تكلموا في علي رضي الله عنه من أهل المدينة ممن كانوا مع علي رضي الله عنه في الغزو .
                        وغدير خم في الجحفة وهي تبعد عن مكة تقريباً مائتين وخمسين كيلوا متراً والذي يقول إنه مفترق الحجيج فهذا غير صحيح، لأن مجتمع الحجيج مكة فلا يكون مفترق الحجيج بعيداً عن مكة أكثر من مائتين وخمسين كيلوا متراً أبداً.
                        فإن أهل مكة يبقون في مكة وأهل الطائف يرجعون الطائف وأهل اليمن اليمن وأهل العراق العراق.. وهكذا كل من أنهى حجه فإنه يرجع إلى بلده وكذلك القبائل العربية ترجع إلى مضاربها فلم يكن مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا أهل المدينة ومن كان على طريق المدينة فقط، وهم الذين خطب فيهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم([6]).
                        ثانياً: دعوى تواتر الحديث والإجماع على صحته:
                        وينبغي أن ننوه هنا إلى أن للحديث كيفيات عدة فلا ينبغي تعميم الكلام عليها وسياقته مساقاً واحداً ويمكن أن نلخص الكلام على ذلك: بأن نبين أن الحديث بادئ ذي بدئ على كيفيتين:-
                        الكيفية الأولى: اتفق عليها الجميع ولم يخالف فيها أحد وهي: ما رواه مسلم في صحيحه وغيره من الأئمة من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي قال له حصين -الراوي عن زيد- ومن هم أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال نعم، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل العباس قال كل هؤلاء حُرِم الصدقة؟ قال: نعم. [رواه مسلم برقم: (2408) وغيره].
                        الكيفية الثانية: الزيادات على رواية الإمام مسلم وهي:
                        الزيادة الأولى: (من كنت مولاه فعلي مولاه).
                        وقد تنازع الناس في صحتها
                        يتابع

                        تعليق


                        • #13
                          فمن الذين صححوه:
                          1ـ الإمام أحمد فقد نقل عنه تحسينه كما سيأتي في كلام ابن الجوزي .
                          2ـ الترمذي فقال: هذا حديث حسن صحيح (3713).
                          3ـ الحاكم فقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وسكت عنه الذهبي ( 3/109).
                          4ـ الذهبي حيث قال: صدر الحديث متواتر أتيقن أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاله. [نقله ابن كثير في البداية والنهاية: (7/681) دار عالم الكتب].
                          5ـ ابن حجر الهيتمي قال عنه: أنه حديث صحيح لا مرية فيه [الصواعق: (1/106)].
                          6ـ العجلوني حيث قال كما في كشف الخفاء (2/ 1588 ) :
                          « من كنت مولاه فعلي مولاه
                          رواه الطبراني وأحمد والضياء في المختارة عن زيد بن أرقم وعلي وثلاثين من الصحابة بلفظ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فالحديث متواتر أو مشهور » .
                          وقد صححه من المعاصرين:
                          1ـ أحمد شاكر: إسناده صحيح تحقيق المسند (ح/95،951،952،916).
                          2ـ الألباني: فقال: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين وتصحيح الحاكم على شرط مسلم قصور السلسلة الصحيحة رقم: (1755).
                          3ـ الأرنؤوط فقد صححه في جامع الأصول: (8/649) رقم: (6488).


                          ومن الذين ضعفوه:
                          1- أبو داود السجستاني.
                          2- أبو حاتم الرازي كما ذكر ابن حجر في الصواعق (1/107) بقوله " بل الطاعنون في صحته جماعة من أئمة الحديث وعدوله المرجوع إليهم فيه كأبي داود السجستاني وأبي حاتم الرازي وغيرهم " اهـ.
                          3- الإمام البخاري .
                          4- الإمام إبراهيم الحربي ، كما نقل عنهما الإمام ابن الجوزي .
                          5- ابن الجوزي فقال: وأما قوله: (من كنت مولاه فعلي مولاه) فليس هو في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء وتنازع الناس في صحته، فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث أنهم طعنوا فيه وضعفوه ونقل عن أحمد أنه حسنه كما حسنه الترمذي. [العلل المتناهية: (1/223)].
                          6- ابن حزم فقال: فلا يصح من طريق الثقات أصلاً. [الفصل: (4/224)].
                          7- الزيلعي حيث قال كما في نصب الراية (1 /265):
                          « وكم من حديث كثرت رواته وتعددت طرقه وهو حديث ضعيف ؟ كحديث : الطير وحديث الحاجم والمحجوم ، وحديث : من كنت مولاه فعلي مولاه ، بل قد لا يزيد الحديث كثرة الطرق إلا ضعفا».
                          وإنما عرضت للخلاف لأبين عدم مصداقية دعوى الإجماع على صحته.
                          وكذلك الأمر في الزيادة الثانية: (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه).
                          والزيادة الثالثة: (وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه).
                          والزيادة الرابعة: (وانصر من نصره واخذل من خذله).
                          والزيادة الخامسة: ( ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ).
                          فقد تنازع الناس في صحتهن وهن دون الزيادة الأولى بكثير من حيث الطرق والأسانيد ومن حيث تصحيح العلماء لهن.
                          وأما الزيادة السادسة: (وأدر الحق معه حيث دار).
                          والسابعة: ( لا أمر لكم معي ).
                          فلم نجدها في كتب الحديث التي تروى بالأسانيد أصلاً نعم قد ورد معنى الزيادة السادسة في أحاديث أخرى مستقلة لا علاقة لها بالغدير كما سيأتي معنا في هذا البحث.
                          وبهذا تعرف المجازفة في ادعاء الشرفي تواتر الحديث بكل ألفاظه وزياداته بل وإجماع الموالف والمخالف على صحته.
                          ثالثاً: وجه استدلالهم بالحديث:
                          وإذا تجاوزنا قضية الإسناد وصحة الحديث وانتقلنا إلى مناقشتهم في وجه الدلالة من الحديث فإنه سيتبين لنا إن شاء الله وهاء ما استندوا إليه وضعف ما اعتمدوا عليه من الدلالات.
                          وحاصل وجه استدلالهم: أن كلمة (مولى) لفظ مشترك بين عدة معان منها:
                          (مالك التصرف، والمعتِق والمعتَق، والمود، والناصر، ابن العم، المحالف، وبمعنى الأولى والأحق).
                          وأنه يجب حمل المشترك على جميع معانية الغير ممتنعة وهي هنا ما عدا ابن العم والجار والمعتِق والمعتَق، وأن المراد: مالك التصرف، والمود، والناصر، والمخالف، والأولى بالشيء.
                          وبالتالي فقد أفاد الخبر معنى الإمامة على قاعدتهم هذه.
                          وأنه قد أفاد ذلك حتى على قاعدة غيرهم وهي أن المشترك يحمل على أحد معانيه إن دلت عليه قرينة زاعماً أن القرائن قد دلت على معنى الإمامة.


                          والجواب عن هذا بعون الله كالتالي:
                          في البداية نذكر أن الاشتراك خلاف الأصل فإذا احتمل اللفظ الاشتراك وعدمه فالثاني أرجح، وإذا تحقق الاشتراك فإن قامت قرينة على المعنى المراد منه، وإلا فإنه لا يستعمل المشترك في كل معانيه في إطلاق واحد لأنه وضع لكل معنى من معانيه بوضع خاص فلا يراد منه المجموع حقيقة، لأنه لم يوضع له ولو كان موضوعاً له حقيقة لكان عاماً لا مشتركاً.
                          كما أنه لا يراد منه المجموع مجازاً لما يلزمه من الجمع بين الحقيقة والمجاز في إطلاق واحد وذلك باطل فإذا وقع المشترك في الكلام البليغ فلا بد أن يقع معه من القرائن اللفظية أو الحالية ما يدل على المراد منه وإلا كان استعماله مخلاً بالإبانة لأن الكلام حينئذٍ يكون مهملاً للجهل بمعناه.
                          وعلى المجتهد إذا خفيت القرينة أن يتوقف ويلتمسها بالبحث والتأمل. [أصول التشريع لعلي حسب الله: صـ250].
                          وفي مسألتنا هذه فإن القرائن تدل على أن المراد بالولاية في الحديث هي ولاية المحبة والنصرة وقد تقدم بعضها وإليك زيادة على ذلك ما يلي:
                          1) أن كون المولى بمعنى الأولى لم يعهد لغة ولا شرعاً أما الثاني فواضح وأما الأول فلأن أحداً من أئمة العربية لم يذكر أن مفعلاً يأتي بمعنى أفعل وقوله تعالى: (مأواكم النار هي مولاكم) أي مقركم أو ناصرتكم مبالغة في نفي النصرة كقولهم: الجوع زاد من لا زاد له وأيضاً فالاستعمال يمنع من أن مفعلاً بمعنى أفعل إذ يقال: هو أولى من كذا دون مولى من كذا، وأولى الرجلين دون مولاهما. [انظر الصواعق: (1/108)].
                          2) ولو سلمنا أن مولى بمعنى أولى فلا نسلم بأن المراد أنه الأولى بالإمامة بل بالاتباع والقرب منه كقوله تعالى: (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه) فلا يعني هذا أنهم هم الرؤساء على إبراهيم بل هو إمامهم ورئيسهم، ولا قاطع بل ولا ظاهر على نفي هذا الاحتمال بل هو الواقع إذا هو الذي فهمه أبو بكر وعمر وناهيك بهما من الحديث فإنهما لما سمعاه قالا له: أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة. [أخرجه الدار قطني].
                          وأخرج أيضاً أنه قيل لعمر: إنك تصنع بعلي شيئاً لا تصنعه بأحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنه مولاي [ الصواعق بتصرف (1/110) وحقبة من التاريخ ( 186)].
                          فكيف يقال بعد هذا أن الصحابة فهموا من الحديث إمامة علي رضي الله عنه كما قال الشرفي، ويؤيد أن الصحابة لم يفهموا هذا الفهم الوجه التالي.
                          3) أن أبا بكر احتج على الأنصار حين قالوا: منا أمير ومنكم أمير بخبر (الأئمة من قريش) فكيف سلموا له هذا الاستدلال؟ ولأي شيء لم يقولوا له ورد النص على إمامة علي فكيف تحتج بهذا العموم؟ [الصواعق: 1/112-113)].
                          4) أن الإمام نشد الناس في الكوفة أيهم سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا الحديث بعد أن آلت الخلافة إليه وأهل الكوفة بايعوه بلا خلاف ولكن أكثرهم خذلوه ولم ينصروه كما هو معلوم مشهور وللإمام خطب كثيرة تبين تخاذل هؤلاء الشيعة يمكن الرجوع إليها في نهج البلاغة.
                          ولذلك احتج عليهم بهذا الحديث مما يبين فهم الإمام علي رضي الله عنه لهذا الحديث وأنه في المحبة والنصرة التي افتقدها من أهل الكوفة، لا في الخلافة التي أعطوه إياها. [مع الشيعة: (1/143) بتصرف].
                          5) لو أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخلافة لما أتى بكلمة تحتمل كل هذه المعاني ([7]) ولكان يقول: علي خليفتي من بعدي ونحوها من العبارات الصريحة ولكن لم يأت بهذه الكلمة الفاصلة التي تنهي الخلاف فعدوله إلى ما سبق من قوله: (من كنت مولاه) ظاهر في عدم إرادة ذلك. [انظر الصواعق: (1/114-115)، حقبة من التاريخ: صـ185].
                          6) لو كانت الموالاة تعني الخلافة لاحتج بها على الصديق ومن بايعه ولما تمت البيعة أصلاً. فكيف يكون هذا الحديث نصاً على إمامته ولم يحتج به هو ولا العباس رضي الله عنهما ولا غيرهما وقت الحاجة إليه ولو كان نصاً على إمامة علي لما احتاج هو والعباس إلى مراجعته صلى الله عليه وآله وسلم المذكورة في حديث البخاري ولما قال العباس: فإن كان هذا الأمر فينا علمناه. [مع الشيعة: (1/145)، الصواعق: (1/111).
                          7) ويؤيد هذا أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل هذا في خطبته الجامعة يوم عرفة في حجة الوداع فلو كان المراد الخلافة لكان من الأرجح إن لم يكن من المؤكد أن يقال هذا في تلك الخطبة لا أن يقال بعد ذلك. [مع الشيعة: (1/145)].
                          وفي بعض ما ذكرناه في مناقشة استدلالهم بآية الولاية ما يصلح أن يكون رداً على استدلالهم بهذا الحديث فارجع إليه.
                          وإنما جمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم الناس في الغدير ولم يقتصر على الشَاكِينَ علياً بخصوصهم فقط مبالغة في طلب موالاته وتلطفاً في الدعوة إليها كما هو الغالب في شأنه صلى الله عليه وآله وسلم في مثل ذلك.
                          ـ وليس في ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم) على فرض صحته ما يصلح أن يكون قرينة على أن المراد (بالمولى) في الحديث الأولى بالتصرف كما زعم الشرفي وبيانه في وجهين :
                          الوجه الأول : أن المراد من هذا أيضاً الأولى بالمحبة يعني ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم بالمحبة.
                          بل قد يقال: الأولى ههنا مشتق من الولاية بمعنى المحبة والمعنى: ألست أحب إلى المؤمنين من أنفسهم؟ ليحصل التلاؤم بين أجزاء الكلام ويحسن الانتظام ويكون حاصل المعنى هكذا:
                          يا معشر المؤمنين إنكم تحبوني أكثر من أنفسكم، فمن يحبني يحب علياً اللهم أحب من أحبه وعاد من عاداه ويرشد إلى أنه ليس المراد بالأولى -في تلك الجملة- الأولى بالتصرف أنها مأخوذة من قوله تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين...) وهو مسوق لنفي نسب الأدعياء ممن يتبنونهم وبيانه: أن زيد بن حارثة لا ينبغي أن يقال: إنه ابن محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأن نسبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى جميع المؤمنين كالأب الشفيق بل أزيد وأزواجه عليه السلام أمهاتهم، والأقرباء في النسب أحق وأولى من غيرهم، وإن كانت الشفقة والتعظيم للأجانب أزيد لكن مدار النسب على القرابة وهي مفقودة في الأدعياء لا على الشفقة والتعظيم وهذا ما (في كتاب الله) أي في حكمه ولا دخل لمعنى الأولى بالتصرف في المقصود أصلاً.
                          فالمراد فيما نحن فيه هو المعنى الذي أريد في المأخوذ منه.
                          الوجه الثاني : لو فرضنا كون الأولى في صدر الخبر بمعنى الأولى بالتصرف: فيحتمل أن يكون ذلك لتنبيه المخاطبين بذلك الخطاب ليتوجهوا إلى سماع كلامه صلى الله عليه وآله وسلم كمال التوجه ويلتفتوا إليه غاية الالتفات فيقرر ما فيه من الإرشاد أتم تقرير.
                          وذلك كما يقول الرجل لأبنائه في مقام الوعظ والنصيحة: ألست أباكم؟ وإذا اعترفوا بذلك يأمرهم بما قصده منهم ليقبلوا بحكم الأبوة والبنوة ويعملوا على طبقهما: فقوله عليه الصلاة والسلام في هذا المقام: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ مثل: ألست رسول الله تعالى إليكم؟ أولست نبيكم. ولا يمكن إجراء ذلك فيما بعده تحصيلاً للمناسبة. [روح المعاني: (6/195-196) بتصرف].
                          وأما زيادة : (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) وزيادة : ( وانصر من نصره واخذل من خذله ) فهما تبينان أن المراد بأصل الحديث: (من كنت مولاه...) المحبة ـ كما في زيادة الموالاة والمعادات ـ والنصرة ـ كما في زيادة النصرة والخذلان ـ فهما شرح لقوله: (فعلي مولاه).
                          ولو كان المراد من المولى : المتصرف في الأمور أو الأولى بالتصرف لقال صلى الله عليه وآله وسلم: (اللهم وال من كان في تصرفه وعاد من لم يكن كذلك).
                          ولعل في زيادة : (وانصر من نصره واخذل من خذله) على فرض صحتها إشارة إلى ما حصل في أيام ولاية علي من حروب ضد البغاة والخوارج وأنه يكون فيها على الحق فتجب مناصرته ويحرم خذلانه بل فيها إشارة إلى أنه ليس المراد الإمامة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأن متعلقها لم يحصل فلم يخالف علي رضي الله عنه أبا بكر رضي الله عنه ولا ناوأه ولا نزع يداً من طاعته.
                          وأما ما ذكره الشرفي من قرينة قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( لا أمر لكم معي ) فهذه زيادة ليس لها أصل في كتب السنة التي تروي الأحاديث.
                          وبهذا يتبين للمنصف أن الصواب هو خلاف ما قاله صاحب الأساس([8])أن هذا الحديث مفيد لمعنى الإمامة على قواعد كل مذهب، بل على العكس من ذلك تماماً فالحديث لا يفيد معنى الإمامة على قواعد كل مذهب أما على قاعدة جماهير العلماء من الأصوليين وعلماء البيان وغيرهم من أن المشترك يحمل على أحد معانيه وهو الذي تدل عليه القرينة فواضح مما ذكرنا أن القرائن تدل على أن معنى (مولى) إنما تفيد المحبة والنصرة لا الإمامة والخلافة.
                          وأما على قاعدتهم من وجوب حمل المشترك على جميع معانيه فذلك مشروط عندهم بألا تكون القرينة قد صرفت بعض معاني المشترك، فإذا وجدت القرينة الصارفة لإرادة معنى من معاني المشترك فإنه يستثنى من قاعدتهم.
                          وفي هذا يقول الشرفي وهو يشرح قول صاحب الأساس: (فيجب حملها على جميع معانيها الغير الممتنعة على قاعدة أئمتنا والجمهور من غيرهم، قال: في أن المشترك يحمل على جميع معانيه إن لم تصرف عن بعضها قرينة) [عدة الأكياس: (2/144)].
                          وقد رأيت -فيما ذكرنا- القرائن الصارفة لإرادة معنى الإمامة من كلمة (مولى) وعليه يبطل احتجاجهم بهذا الحديث على ما ادعوه من إمامة علي رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى على قواعدهم هم، والله أعلم.
                          وعموماً فإن هذا الخطبة التي خطبها النبي صلى الله عليه وآله وسلم (في غدير خم) أراد بها تبرئة ساحة علي رضي الله عنه ورفع مكانته والتنبيه على فضله ليزيل ما كان وقر في نفوس الناس من أصحابه الذين كانوا معه في اليمن وأخذوا عليه بعض الأمور، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم كأنه لم يرد أن يفعل ذلك أثناء موسم الحج، لأن الحادثة رغم انتشارها بقيت محدودة في أهل المدينة كما أنه لم يؤخره حتى وصوله إلى المدينة حتى لا يمكن المنافقين من استغلال مثل هذه الحادثة في مكايدهم.

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة algeria
                            أولاً: مناقشة قولك: إن سبب الحديث هو نزول آية البلاغ في علي رضي الله عنه:



                            الظاهر أنك لم تقرأ قولي بتاتا.. لأنه لا يحتوي الجملة التي ذكرتها..

                            و الظاهر أيضا بأنك من المولعين بتقنية القصّ و اللصق لأقوال غيرك

                            أراهن أن لا أحد سوف يضيع وقته بقراءة ما نقلته إذ أنك تخبط خبط عشواء بلا منطق و لا تروّ كحاطب الليل.

                            نصيحتي إليك.. أن تتعقل و تأخذ وقتك في القراءة حتى لا تكون كأصحاب النار إذ قالوا "لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير"

                            و شكرا

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة الفضل التونسي
                              حصريّا... حديث الغدير بتفسير النبي (ص) أدخل يا سني و اقرأ

                              مقدمة:

                              1- إتفق المسلمون شيعة و سنة على صحة حديث الغدير, فلا مجال لإنكاره أبدا.. و على سبيل الإستشهاد أورد رواية ابن ماجة و أحمد بن حنبل:

                              - حديث الغدير كما ورد في سنن إبن ماجة:

                              عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فِي حَجَّتِهِ الَّتِي حَجَّ فَنَزَلَ فِي الطَّرِيقِ فَأَمَرَ الصَّلاَةَ جَامِعَةً فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فَقَالَ ‏"‏ أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ‏"‏ ‏.‏ قَالُوا بَلَى ‏.‏ قَالَ ‏"‏ أَلَسْتُ أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ ‏"‏ ‏.‏ قَالُوا بَلَى ‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَهَذَا وَلِيُّ مَنْ أَنَا مَوْلاَهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ اللَّهُمَّ عَادِ مَنْ عَادَاهُ ‏"‏.

                              - حديث الغدير من مسند أحمد بن حنبل:

                              قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ بَدْرِيًّا كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَحَدِهِمْ فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجِي أُمَّهَاتُهُمْ فَقُلْنَا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ‏.


                              2- يقول علماء الحديث في مذهب السنة "إذا صحّ الحديث عن رسول الله(ص) فينبغي الإعتقاد به و العمل به" و نحن نلزمهم بذلك خصوصا وقد صححه كبار علمائهم من مثل ناصر الدين الألباني و ابن حجر العسقلاني و الذهبي و الحاكم النيسابوري و ابن الجوزي و القسطلاني و السيوطي و غيرهم الكثير...

                              الجوهر:

                              1- كما رأينا سابقا, فإن الرسول الأعظم إستهل كلامه الشريف بإقامة الحجة على المؤمنين من القرآن الكريم فقال لهم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟
                              فأجابه الناس بقولهم "بلـــى" لأنهم إن أنكروا عليه فيكونون قد أنكروا على الله تعالى الذي يقول -(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ)-.


                              2- و بالرجوع إلى تفاسير مذهب أهل السنه لتلك الآية التي بموجبها أقام الرسول الحجة على المؤمنين نجدهم مجمعون على أن المقصود منها هو.. الحكم .. نعم .. الحكم في المؤمنين و كمثال نورد ما قاله الطبري في تفسيره الآية 6 من سورة الأحزاب:

                              الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { النَّبِيّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسهمْ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : النَّبِيّ مُحَمَّد أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ , يَقُول : أَحَقّ بِالْمُؤْمِنِينَ بِهِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ , أَنْ يَحْكُم فِيهِمْ بِمَا يَشَاء مِنْ حُكْم , فَيَجُوز ذَلِكَ عَلَيْهِمْ .

                              و يؤيده تفسير ابن كثير لنفس الآية:

                              قَدْ عَلِمَ اللَّه تَعَالَى شَفَقَة رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمَّته وَنُصْحه لَهُمْ فَجَعَلَهُ أَوْلَى بِهِمْ مِنْ أَنْفُسهمْ وَحُكْمه فِيهِمْ كَانَ مُقَدَّمًا عَلَى اِخْتِيَارهمْ لِأَنْفُسِهِمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى : " فَلَا وَرَبّك لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شَجَرَ بَيْنهمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسهمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْت وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "

                              3- القضيّة أصبحت واضحة.. فرسول الله قال لهم.. ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم (أي ألست أنا الحاكم فيكم بأمر الله ؟) و أخذ عليهم الإقرار بالإيجاب.

                              4- السرّ الآن في حرف الفاء.... نعم.. انتبهوا لكلام الرسول لأنه متواصل.... فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ... (أي فمن كنت أنا حاكمه بأمر الله فعليّ حاكمه بأمر الله).

                              5- ينبغي الأخذ بالإعتبار بأن رسول الله قد وضّح و بيّن قضيّة الخلافة من بعده و حسم الأمر بهذه الخطبة الشريفة أمام حشد عظيم من المؤمنين قبل سبعين يوما من وفاته بما لا يدع مجالا للشك أو الريب. حتى يهلك من هلك عن بينة و يحيي من حيي عن بيّنة.

                              الخاتمة:
                              الرجاء من الإخوة الموالين نشر هذا الموضوع في المواقع المشتركين بها حتى تقوم حجّة الرسول الأعظم في ولاية عليّ على جميع المؤمنين في العالم.
                              كلام جميل ورائع ومن أفواههم ادينوا
                              تسلم حبيبي الفضل على هذه الجوهره

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X