الزملاء الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واشكركم على المشاركة.
أولا: بالنسبة للسؤال
السؤال واضح جدا ولا إبهام فيه.
هل إذا إختار الرسول أو النبي أمرا ليفعله مرتبط بالدين الذي لا يفصل عن الدنيا، لأن تطبيق الدين إنما في الدنيا، أو الدنيا التي لا تفصل عن الدين، أي كل الأعمال والمعاملات والعقود قد دخل فيها الدين حتى المشي والكلام،
فهل هو
-النبي أو الرسول عليهم السلام وصلى الله على خاتمهم وآله-
موفق توفيق إلهي للصواب وعدم الخطأ؟!
يعني إختياره لله.
أم انه قد يخطيء
مثلا: عندما إختار موسى أخيه هارون أكان وحيا إلهيا أم توفيقا من الله ثم أكان خاطأ هذا الإختيار أم صائبا؟
ثانيا: بناء على بعض الأجوبة
وعلى هامش هذا الحوار أقول:
كيف لنا أن نعرف إن كان كلام الرسول ص وحي قد عُصم من الخطأ فيه، أو إجتهاد لا وحي فيه؟! فهل كلما أمر الرسول بأمر على الصحابة في حينه أن يسألوه أهو وحي يا رسول الله ام لا؟! وكيف وانى لذلك أن يستقيم مع ما أمرنا بالطاعة المطلقة فيه لله وللرسول الذي لا يأمر إلا بأمر الله، ثم أليس أصحاب النخل المؤبر قد وقعوا بين امرين:
أولاهما وجوب الطاعة والتي الخروج عنها مهلك
وثانيهما عواقب خطأ الرسول الذي لم يرد أنه عوَّضهم على رأيه الذي أبداه فإذا بهم خسروا خسارة كبيرة:
فكيف يستقيم ذلك مع أمر الطاعة المطلقة والإنقياد لأوامر الرسول ص في القرآن:
{قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} (32) سورة آل عمران
{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (132) سورة آل عمران
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (59) سورة النساء
{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} (92) سورة المائدة
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (1) سورة الأنفال
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ} (20) سورة الأنفال
{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (46) سورة الأنفال
{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (54) سورة النــور
{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (56) سورة النــور
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} (33) سورة محمد
{أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (13) سورة المجادلة
{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (12) سورة التغابن
{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (16) سورة التغابن
وامام الآيات البنات والبراهين الجليات الواضحات الباهرات من القرآن فإننا نقارن ما ورد في السنة عليه وما وافقه حملناه وما خالفه نذروه.
ولي ملاحظات عدة على مداخلة المنصور الباحث ولكن بما أنها خارج الموضوع –أقصد ملاحظاتي مثلا على قضية الأسارى وعبس وتأبير النخل وغيرها وليس فحوى مداخلته – فإنني قد أفرد لها موضوع أو مواضيع اخرى.
يقول ابن القيم: لا تجد مبتدعاإلا وهو متنقص للرسول صلى الله عليه وسلم وإن زعم أنه معظم له بتلك البدعة ، فإنه يزعم أنها خير من السنة وأولى بالصواب ، أو يزعم أنها هي السنة إن كان جاهلا مقلدا ، وإن كان مستبصرا في بدعته فهو مشاق لله ورسوله (إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان)
فانتبهوا قبل ان تطلقوا الأحكام جزافا على الرسول ص
ثم على الهامش أيضا: كيف الأمة وفقت للصواب وفي بعض العبارات على ما أذكر بما معناه عصمها الله عن الخطأ باختيارها للخليفة من بعد الرسول، والرسول لا يوفَّق حتى بإبداء رأيه في أمر عادي يختبره ويعرفه كل من عاش في البادية؟!
تنبيه: ليس هذا ما أريده من وراء سؤالي وإنما أمر آخر أبينه في المداخلة الاتية إن شاء الله.
(الموالي)
تعليق