إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مواضيع الراسل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    للهم عجل لوليك الفرج وجعلنا من الناصرين والمطعين له



    وفقك الله على الموضوع

    تعليق


    • #47
      دين ابراهيم ودين المهدي

      بسم الله الرحمن الرحيم
      (دين إبراهيم ودين المهدي)


      لقد كان إبراهيم أول من دعا للحنفية أو دين الإسلام قال تعالى {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }آل عمران67 .
      ولم يكن قد سبق إبراهيم أحد من الأنبياء في دعوته للإسلام ، فالإسلام او دين الحنفية كان قد بدا مع إبراهيم “ع”.
      لذا فقد كان دينا جديدا بالنسبة لقومه حيث انهم كانوا يعرفون بصحف آدم وشيت ودين نوح ويعلمون الكثير عنها ، لكنهم فوجئوا بدعوة إبراهيم الجديدة ودينه الجديد لقد كان دينه مختلفا عن الانبياء السابقين له ، من حيث الأحكام .
      وقد كان مختلفا في كل شيء عن عبادة قومه لذا فانهم كانوا يقولون لم نسمع بهذا الدين من قبل إن هذا دين جديد وغريب .
      وكذلك يكون دين المهدي “ع” فهو دين آبائه إبراهيم وإسماعيل وملتهم .
      نعم إن دين المهدي هو الحنفية التي جاء بها إبراهيم والتي أتمها بالدين الإسلامي .
      إن المهدي “ع” سوف يأتي بدين جديد ، كما جاء من قبل إبراهيم “ع” بدين جديد .
      وسوف يكون هذا الدين مختلفا في الكثير من أحكامه عن أحكام المذهب الشيعي الذي ابتعد عن الدين الحقيقي الذي جاء به محمد ”ص” ، وقاتل عليه امير المؤمنين “ع” .
      وسوف يكون هذا الدين مختلفا في أحكامه وعقائده عن أحكام لأننا قد ابتعدنا كثيرا جدا .
      لذا فانهم سوف ينكرون على المهدي “ع” ذلك ويحاربون المهدي “ع” هذا بالنسبة لعموم المسلمين .
      أما الشيعة فان الكثير منهم سوف يرفض بعض الأحكام التي يأتي بها القائم ويعتبرونها غير صحيحة .
      وما ذلك إلا لأنهم لم يعتادوا هذا الدين الجديد ويعتبرونه غريبا عليهم .
      فقد ورد عن أبي جعفر ”ع” انه قال :
      إن قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا إليه رسول الله “ص” وان الإسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء” بحار الأنوار ج13.
      وعن أبي ابصير عن أبي عبد الله “ع” انه قال :
      الإسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء فقلت :
      اشرح لي هذا أصلحك الله ؟
      فقال يستانف الداعي منا دعاء جديدا كما دعا رسول الله “ص” بحار الانوار ج13 .
      وعن آبي بصير عن أبي جعفر “ع”
      : قال يقوم القائم في وتر من السنين أي انه قال :
      فوالله لكائني انظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد وكتاب جديد وسلطان جديد من السماء “غيبة النعماني .
      وعن الإمام الباقر “ع” قال :
      بينما صاحب هذا الأمر قد حكم ببعض الأحكام وتكلم ببعض السنة إذ خرجت خارجه من المسجد يريدون الخروج عليه فيقول لاصحابه انطلقوا فيلحقونهم بالتمارين فيأتون بهم أسرى فيأمر بقتلهم فيذبحون وهي آخر خارجه تخرج على قائم ال محمد “ص” البحار ج 52 .
      والتمارين محلة بالكوفة وهؤلاء الخارجون على القائم “ع” هم من الشيعة الذين يرفضون بعض الإحكام التي يحكم بها القائم “ع” .
      وليس معنى هذا الدين الجديد إن المهدي “ع” يأتي بدين آخر غير دين جده المصطفى “ص” لكنه دينا جديداً وغريبا على الناس الذين يعيشون ذلك العصر وهو عصر قيام القائم فإنها أحكام إسلامية جاء بها رسول الله “ص” .
      ولكنها اندثرت ولم يعمل بها المسلمون أو إنها أحكام كان قد عمل بها لكنها مرت وابتعد عنها المسلمون فلم يألفوها وأنها كانت موجودة ولكن لم تؤتى أوانها في زمن الرسول ولم يكن بإمكان الأئمة إظهارها نظرا لظروف التقية التي كانوا يمارسونها لكن القائم “ع” سوف يظهرها وسوف يراها الناس أحكاما جديدة ودينا جديدا غريبا عليهم كما كان دين إبراهيم جديدا وغريبا عند قومه .
      اضف الى ذلك فان المهدي(ع) سوف يقوم بما قام به إبراهيم(ع) وهو تحطيم الأصنام .
      إلا إن الأصنام التي يقوم المهدي(ع) بتحطيمها أصناما بشرية وليست حجرية .
      ويزول بذلك الشرك وعبادة غير الله الواحد القهار ويقوم دين إبراهيم من جديد الذي هو دين التوحيد وهو دين المهدي(ع) .

      تعليق


      • #48
        سنن المهدي من الانبياء

        بسم الله الرحمن الرحيم
        سنن المهدي(ع) من الأنبياء (ع)
        (الحلقة الأولى)
        ولد الأنبياء وعاشوا وماتوا وهم يصبون ويتطلعون إلى ذلك اليوم الذي تنعم فيه البشرية بالسعادة والآمن والصلاح ، ذلك اليوم الذي كان هدفهم الأسمى في سيرهم نحو مرضاة الله عز وجل ذلك ((اليوم الموعود)) الذي ظل أملاً تنتظره البشرية جيلاً بعد جيل حتى تعاقبت الأجيال ووصل الأمر إلى زماننا هذا ، حيث عم الفساد وانتشر الظلم في كل مكان فلم يبقى من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه كما قال الرسول الكريم (ص)نقلاً عن حفيده الصادق(ع) :
        ((سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه ، ولا من الإسلام إلا اسمه يسمون به ابعد الناس منه مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة واليهم تعود ) بحار الأنوار ج52.
        لذا فان جميع الأنبياء ينتظرون رؤية هذا اليوم الذي مهدوا له واعدوا له ، فهم ينتظرون ظهور ذلك المصلح والمنقذ ذلك القائد الهاشمي الإمام المهدي ثاني عشر الأوصياء وخاتمهم .
        الذي سيكون ممثلاً لكل الأنبياء في ذلك اليوم والذي يجري عليه سنن الأنبياء عليهم السلام في غيبته و أثناء قيامه وهذا ما صرحت به الروايات الواردة عن الأئمة الأطهار عليهم السلام .
        فعن سدير عن أبي عبد الله(ع) قال : ( إن للقائم منا غيبة يطول أمدها . فقلت له : يا بن رسول الله ولم ذلك ؟ قال (ع) لان الله عز وجل أبى إلا أن تجري فيه سنن الأنبياء في غيباتهم ، وانه لابد له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم قال الله تعالى :
        ((ليركبن طبقاً عن طبق)) أي من كان قبلكم ) بحار الأنوار ج52.
        فمن هذه الرواية الشريفة وغيرها الكثير من الروايات يتبين لنا ان للإمام المهدي (ع) سنن من الأنبياء ، وانه (ع) سوف تجري عليه سنن الأنبياء عليهم السلام .
        وعن الإمام الباقر(ع) قال :
        (في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد(ص) فأما من موسى فخائف يترقب وأما من يوسف فالسجن وأما من عيسى فيقال له انه مات ولم يمت وأما من محمد فالسيف ) إكمال الدين ص152.
        وعن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر الباقر(ع) يقول :
        ( في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء سنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد صلوات الله عليهم أتجمعين .
        فقلت : ما سنة موسى؟
        قال : خائف يترقب .
        قلت : وما سنة عيسى؟
        فقال: يقال فيه ما قيل في عيسى .
        قلت : فما سنة يوسف ؟
        قال: السجن والغيبة ، قلت وما سنة محمد(ص)؟
        : قال: إذا قام سار بسيرة رسول الله(ص) إلا انه يبين آثار محمد ويضع السيف على عاتقه ثمانية اشهر هرجاً وهرجاً حتى يرضي الله .
        قلت : فكيف يعلم رضا الله؟
        قال : يلقي الله في قلبه الرحمة ) غيبة النعماني ص164.
        وعن محمد بن مسلم الثقفي الطحان قال :
        دخلت على أبي جعفر بن علي الباقر(ع) وأنا أريد أن اسأله عن القائم من آل محمد ، فقال لي مبتدئاً :
        ( يا محمد بن مسلم إن في القائم من أهل بيت محمد(ص) سنة من الرسل من يونس بن متى ويوسف بن يعقوب وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم ) الإكمال ص318 .
        وعن زين العابدين (ع) قال:
        ( في القائم سنة من آدم وسنة من نوح وسنة من إبراهيم وسنة من موسى وسنة من عيسى، وسنة من أيوب ، وسنة من محمد صلوات الله عليهم أجمعين فأما من آدم ونوح فطول العمر وأما من إبراهيم فخفاء الولادة ، واعتزال الناس وأما من موسى فالخوف والغيبة وأما من عيسى فاختلاف الناس فيه وأما من أيوب فالفرج بعد البلوى ، وأما من محمد(ص) فالخروج بالسيف) الاكمال ص314.
        وعن الإمام الحسين(ع) قال:
        ( في القائم منا سنن من الأنبياء سنة من نوح وسنة من إبراهيم وسنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من أيوب وسنة من محمد صلوات الله عليهم..) الوافي ج2 ص102. فمن هذه الروايات الشريفة الواردة عن الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين يظهر لنا واضحاً إن للإمام المهدي(ع) سنن من الأنبياء عليهم السلام وان الإمام (ع) يمر في حال غيبته وأثناء ظهور دعوته وخروجه بعدة مراحل يشابه فيها بعض الأنبياء عليهم السلام ، بل انه يكون ممثلاً للأنبياء عليهم السلام في تلك الحقبة الزمنية أو ذلك الحدث وتلك الظروف .
        فالإمام المهدي عليه السلام ينتقل وعبر مراحل غيبته وأثناء ظهور دعوته إلى أن يصل الوقت إلى قيامه بعدة أدوار لعدة أنبياء حتى يصل الدور عند قيامه ليكون ممثلاً لجده رسول الله(ص) حيث إن الإمام (ع) يكون في الظاهر عند قيامه المهدي(ع) وفي الباطن محمد(ص) .
        حيث يكون ممثلاً آنذاك لرسول الله(ص) .
        وبذلك نعرف إجماع الروايات على إن سنة المهدي من جده رسول الله (ص) هي القيام بالسيف فان الدور يكون متشابهاً ومتفقاً فكما قام .
        رسول الله(ص) بالسيف سيقوم المهدي(ع) كذلك بالسيف ثم إن دور الرسول (ص) يأتي عندما تتهيأ الفرصة للإمام المهدي (ع) بالقيام و إعلان الثورة .
        واعلم عزيزي القارئ انه في نفس الوقت الذي يمر به الإمام (ع) عبر عدة مراحل يكون قائماً فيها مقام الأنبياء ويكون ممثلاً لهم كذلك بالنسبة لهذه الأمة .
        حيث تمر بعده مراحل و أدوار ففي نفس الوقت الذي تجري فيه سنة آدم (ع) على الإمام (ع) .
        فان الأمة تمر بنفس المرحلة التي مر بها قوم آدم(ع) وعندما تجري على المهدي(ع) سنة إبراهيم (ع) فان الأمة يكون حالها آنذاك حال قوم إبراهيم (ع) وعندما يكون الإمام(ع) ممثلاً لجده المصطفى(ص) وتجري سنته عليه تعيش الأمة الإسلامية مرحلة الجاهلية الثانية وعبادة الأصنام ولكنها هذه المرة أصنام بشرية .
        إذن فانه كما واجه محمد (ص) اؤلئك القوم بالسيف يواجه المهدي أمته بالسيف بإحقاق الحق ونشر المحمدية البيضاء والإسلام الجديد في كل أنحاء العالم .
        وهذا المعنى يظهر واضحاً في الروايات الواردة عن الأئمة الأطهار(ع) .
        فعن الرسول(ص) قال:
        ( لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ولاتخطؤن طريقتهم شبراً بشبر وذراعاً بذراع وباعاً بباع حتى أن لو كان من قبلكم دخل جحر ضبُ لدخلتموه .
        قالوا: اليهود والنصارى تعني يا رسول الله ؟
        قال(ص) : فمن اعني لينقض عرى الإسلام عروة عروة فيكون أول ما تنقضون من دينكم الإمامة وآخره الصلاة ) تفسير القمي ج2ص413.
        ويظهر واضحا من هذا الحديث الشريف إن ما يجري في الأمم السابقة يجري في أمة محمد(ص) من أهم الأمور و أخطرها إلى أتدق التفاصيل واقلها وكل ما قامت به الأمم من تكذيب أنبيائهم وقتلهم إياهم سيجري في هذه الأمة من دون اختلاف .
        والحمد لله رب العالمين.

        تعليق


        • #49
          سنة المهدي من نوح (الطوفان)

          بسم الله الرحمن الرحيم
          سنن المهدي من الأنبياء / سنته من نوح(ع)
          الطوفان
          قد بينا سابقاً من إن للإمام المهدي عليه السلام سننا من الأنبياء عليهم السلام وان له سنة من النبي نوح عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام وقد ذكرنا بعض الروايات المعصومية الشريفة التي تؤكد هذا المعنى .
          فعن الإمام الحسين عليه السلام انه قال :
          ( في القائم منا سنن من الأنبياء سنة من نوح وسنة من إبراهيم وسنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من أيوب وسنة من محمد (صلوات الله عليهم)الوافي ج2 .
          وعن الإمام زين العابدين عليه السلام قال :
          ( في القائم سنة من ستة أنبياء : سنة من آدم وسنة من نوح وسنة من إبراهيم وسنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من أيوب وسنة من محمد صلوات الله عليهم )الإكمال .
          فبعد أن بلغ نوح عليه السلام قومه وأتم الحجة عليهم واكمل دعوته حذرهم من عذاب الله عز وجل وأنذرهم طوفان من الماء يكون هلاك الكافرين به ، ولما كان الإمام المهدي عليه السلام سنة من نوح عليه السلام ، فلا بد ان يقع الطوفان الذي يكون به هلاك كل أعداء الإمام المهدي والرادين لدعوته الشريفة.
          إلا إن طوفان الإمام المهدي عليه السلام يختلف شيئا ما عن طوفان نوح عليه السلام ، فان طوفان المهدي عليه السلام سيكون من الفتن التي يهلك فيها الكافرين والمنافقين ، وهذا ما دلت عليه الروايات وغيرها من أقوال العلماء والباحثين والكتاب .
          فقد جاء عن تفسير القمي في قوله تعالى :
          {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ }الحاقة11 - يعني أمير المؤمنين عليه السلام واصحابه .
          وقد علق العلامة المجلسي على هذه الآية فقال :
          بيان إشارة إلى انه عليه السلام في هذه الأمة كسفينة نوح حيث ينجيهم من طوفان الفتن . بحار الأنوار ج 36 .
          فان الذي يظهر من تعليق العلامة المجلسي بقوله :
          (طوفان الفتن)، ما يؤيد ويؤكد ما قلناه من وجود طوفان من الفتن .
          وعن أبي عبد الله عليه السلام في كلام طويل جاء فيه :
          ( .. ثم يسير المهدي عليه السلام إلى الكوفة وينزل ما بين الكوفة والنجف - إلى أن قال - ولينزلن بها من العذاب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بمثله ولا يكون طوفان أهلها إلا بالسيف ...) بحار الأنوار ج 53 .
          وفي هذه الرواية دليل واضح على وجود طوفان من الفتن في زمن الإمام المهدي عليه السلام . وعن رسول الله صلى الله عليه واله انه قال يكون عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجل يقال له المهدي يكون عطائه هنيئاً ) بحار الأنوار ج51 وهذه الرواية وغيرها الكثير أعرضنا عنها مراعاة للاختصار ، ولان هذا المعنى بات معروفاً لا يحتاج إلى دليل يدل عليه ، فالفتن التي تسبق قيام الإمام المهدي عليه السلام سوف تظهر في كل بقاع العالم ، وخاصة العالم الإسلامي وبالتحديد منطقة الظهور المقدس التي تشهد وقوع الكثير من الفتن والابتلاءات وقد صدق الشاعر حينما قال :
          طوفان ال محمد في الأرض غرق جهلها
          وسفينتهم حمل الذي طلب النجاة و أهلها
          فاقبض لكفك عروة لا تخشى منها فصلها
          وقد ورد في الأبيات الشعرية في بحار الأنوار ج17 - وهذا يؤكد إن معنى طوفان الفتن كان معروفا حتى عند عامة الناس وكان الشعراء يعرفونه جيداً .
          إذا فان الطوفان سنة جارية في المهدي عليه السلام من نوح عليه السلام إلا إن الطوفان في زمن المهدي سيكون طوفان فتن حيث تهلك الكافرين والمنافقين من أعداء الحق واعداء المهدي المنتظر عليه السلام وسوف لن ينجو منه إلا من صدق بدعوة الإمام عليه السلام وبناء على هذا ، فلا بد أن تكون للإمام المهدي عليه السلام سفينة النجاة لتحمل المؤمنين على ظهرها فتجنبهم من الفتن كما كان لنوح عليه السلام سفينة حملت المؤمنين وأنجتهم من طوفان الماء

          تعليق


          • #50
            نأمل من كاتب الموضوع مراجعة التنبيه في اعلى القسم

            تعليق


            • #51
              يرجى مراجعة التنبيه المثبت

              تعليق


              • #52
                سنة المهدي من آدم (القياس)

                بسم الله الرحمن الرحيم
                سنته من آدم (ع)
                {القياس}

                كان إبليس عليه اللعنة أول من قاس فقد قاس ناريتة بنورية آدم (ع) وذلك حين أمر الله عز وجل ملائكته بالسجود لآدم (ع) وقد امتثل الملائكة لأمر المولى تبارك وتعالى إلا إبليس أبى واستكبر فلم يطع الله بل خالف ما أمره به من السجود ، وقد احتج وبرر فعله بأنه افضل من آدم لأنه خلق من نار وآدم خلق من طين والنار افضل من الطين ، قال تعالى {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ }البقرة34 .
                وقال تعإلى {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ{11} قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ{12} قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ{13} الأعراف .
                فقد قاس إبليس كيفية خلقه مع كيفية خلق آدم عليه السلام فلما علم انه مخلوق من نار وآدم مخلوق من طين علم ان النار افضل من الطين ، اعتقد نتيجة هذا القياس انه افضل من آدم (ع) فكيف يسجد له ويطيعه وهو يعلم ان السجود يكون للأفضل .
                ولو تأملنا في هذا الحدث الذي ذكره القرآن في أكثر من مورد لوجدنا أننا أمام مشهد مهم جداً له أطراف متقابلة وأن هذا المشهد يعاد ويكرر لأشخاص وأطراف تمثل أدوار المشهد الأول .
                فأولاً صور لنا القرآن كيف أن الباري جل وعلى أمر الملائكة فكان هو الطرف الأول أي صاحب الأمر وكان آدم (ع) هو الطرف الثاني الذي أُمرت الخلائق بالسجود له وأن الملائكة هم من سألوا ثم أطاعوا فكانوا هم الطرف الثالث ، ثم جاء دور الطرف الحاسد العاصي الذي ركن إلى نفسه وعقله وهو اللعين إبليس ولا يخفى إنه كان بمقام مقرب .
                وبملاحظة هذه الأطراف والنقاط المهمة في أدوارها نجد إن هذا المشهد تكرر ثانياً في زمن خاتم النبوة (ص) .
                فكان الطرف الأول هو النبي الأكرم (ص) وكان الطرف الثاني آدم الزمان أبو تراب علي ابن أبي طالب (ع) عندما نصبه النبي (ص) في غدير خم وأمر بطاعته وأن طاعته هي طاعة لرسول الله وبالتالي هي طاعة لله وأخذ المسلمون حينها دور الملائكة أي الطرف الثالث وأخيراً كان هناك إبليس زمانه الذي رجع إلى عقله وقياساته فعصى واستكبر وكان من الغاوين وانتهى به الأمر إلى ما لا يخفى على المؤمنين .
                وبما أنه لكل زمان آدم ولكل آدم عدو يحسده ويعصي الله فيه ويستخدم عقله للرد والإشكال عليه فآدم زماننا هذا لابد أن يعترض عليه شيطان إنسي معروف عند لمسلمين بكثرة عبادته وطاعته لله ويحتمل أن تكون له شهرة بين المسلمين لكثرة طاعاته وعباداته وينظر إلى شهرته ومقام أسرته ويقارنها بمن ينصبه الإمام (ع) خليفة له أو نائباً عنه ولا يقبله لأن المعترض له شهرة كالنار على العلم و يخفى علاقة النار بالشهرة لذا تكون الشهرة بدلاً عن النار في التأويل ولو قورن مع من ينصبه الأمام يكون الأخير من البساطة وعدم الشهرة كأنه من طين مقارنة لذلك الشخص . وهذا القياس قد عمل به بعض فقهاء المسلمين .
                حيث قاموا بالإفتاء في بعض المسائل بالقياس وهذا من الأمور الخاطئة التي لا تحمد عقباها فهم بذلك يبتدعون أحكاما ما انزل الله بها من سلطان وينسبونها للشريعة المحمدية والدين الإسلامي ولا واقعية لها ولا دليل عليها بل هي تخرصات وظنون لا تغني عن الحق شيئاً .
                وهذا الأمر سوف يقع مع الإمام المهدي (ع) في آخر الزمان لأن له سنة من آدم عليه السلام فما وقع مع آدم وجرى عليه سيقع الكثير منه على الأمام (ع) .
                فقد ورد في الأخبار انه يأتي بإسلام جديد و أمر جديد أي بأحكام غريبة لم نسمع بها من قبل فتكون جديدة بالنسبة لنا ،وذلك لأننا عشنا سنوات طويلة من الابتعاد عن تعاليم الإسلام فبحكامه الحقيقية والواقعية ولجئنا إلى أحكام ظاهرية ظنية بعيدة في الأعم الأغلب عن الواقع ، ولكننا نعتبرها اليوم هي الأحكام الحقيقية وباتت عندنا من المسلمات وكل ذلك نتيجة عقولنا القاصرة والقياس الذي يقوم به الفقهاء في استنباطهم للأحكام الشرعية ، وهم ظاهراً يرفضون القياس ولكنهم يعملون به سواء كانوا يشعرون أو لا يشعرون ، ولا يقف قياسهم إلى هذا الحد ، فانهم سيفعلون ما فعله إبليس معلمهم ، فسوف يقيسون أنفسهم بالمهدي (ع) فيعتقدون انهم افضل منه واكثر علماً واكثر حسباً وأعلى مقاماً منه لذلك فانهم سوف يرفضون السجود له أي طاعته ونصرته والانقياد إليه فان السجود يعني الطاعة كما هو معلوم .
                وقد يستغرب البعض من هذا الكلام !
                فاقول : لو كان الإمام المهدي (ع) معروف عند قيامه ويعتقد الناس انه هو الإمام فعلاً لما صرحت الروايات الشريفة الواردة عن آبائه عليهم السلام بان أنصاره قلة ، وان اكثر الناس يعادونه ويحاربونه حتى ان الفقهاء في ذلك الزمان يخرجون عليه فيضع فيهم السيف وقد ذكرنا الكثير من هذه الروايات في أبحاث سابقة ، فانهم عندما يقيسون أنفسهم به وذلك لانهم يشكون او يعتقدون ان هذا الرجل الخارجي والذي يدّعي انه هو الامام المهدي (ع) إنما هو مدعٍ كذباً - حاشاه من ذلك - بل هو مفترٍ على الإمام يجب قتاله وحربه فلا يصدقونه ولا يعتقدون بصحة دعواه ، بل انهم سوف يعتقدون أنفسهم افضل منه حيث يكونون اكثر اتباعاً وأموالا وجاهاً واشرف نسباً وحسباً وليس هو كذلك إنما هو رجل بسيط ليس له إلا القلة من الأنصار والاتباع وغير معروف النسب بل انه يدعي انه الأمام (ع) لهذا سوف يقع ما ذكرنا وينتفي عندئذ الاستغراب والتعجب .

                تعليق


                • #53
                  سنة المهدي من نوح (الدعوة)

                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  سنن المهدي من الأنبياء / سنته من نوح(ع)
                  (الدعوة)

                  وقد أوردنا بعض الروايات التي تثبت أن للمهدي سنة من نوح ((عليه السلام )) .
                  ومن هذه الروايات الرواية الشريفة ما ورد عن أبي يصير عن أبي عبد الله ((عليه السلام) قال :
                  إن سنن الأنبياء((عليهم السلام)) بما وقع بهم من الغيبات حادثة في القائم منا أهل البيت حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة) الإكمال ص 334 .
                  ومن السنن المهمة التي تقع مع المهدي((عليه السلام)) من النبي نوح((عليه السلام)) هي الدعوة وما مرت به من مراحل في زمنه((عليه السلام)) ، والذي يظهر من الآيات القرآنية إن دعوة النبي نوح سلام الله تعالى عليه مرت بمرحلة الدعوة السرية والدعوة العلنية وغيبة وظهور وهذا يتبين من قوله تعالى حكاية عن نوح{قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً }نوح5 .
                  إذن فلما كان للمهدي سنة من نوح فلا بد أن تكون له غيبة وظهور في دعوته لان الليل في الآية الشريفة يشير إلى الغيبة بينما يشير النهار إلى الظهور أي أن دعوة المهدي ستبدأ في مرحلة غيبة الإمام ((عليه السلام)) ثم تستمر حتى يتم ظهوره الشريف .
                  إلا إن دعوة النبي نوح ((عليه السلام)) لم تقف عند هذا الحد بل تتعداه إلى الإجهار بالدعوة قال تعالى حكاية عنه((عليه السلام )) :
                  (( ثم اني دعوتم جهاراً)) نوح8 .
                  وهذا ما يكون بالنسبة لدعوة المهدي ((عليه السلام)) .
                  فلا بد أن يتم الاجهار بالدعوة في بداية ظهورها واستمر نوح((عليه السلام)) بدعوته حتى بدأت بمراحلها كما يذكرنا المولى تبارك وتعالى في القران عن نبيه نوح {ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً }نوح9 .
                  وفي الآية الشريفة دلالة واضحة على أن دعوة نوح (( عليه السلام)) مرت بمرحلتين هما الدعوة السرية والدعوة العلنية ، شأنها شأن كل الدعوات الإلهية السابقة وكما كان من شأن دعوة الرسول الكريم محمد(صلى الله عليه واله وسلم) .
                  فلا يمكن ان تكون دعوة المهدي ((عليه السلام)) مختلفة عن الدعوات الإلهية التي سبقتها بل ان النتيجة التي وصلت إليها دعوة نوح (عليه السلام) هي نفس النتيجة التي ستؤول إليها دعوة المهدي (عليه السلام) .
                  فإن الناس في زمن ظهور هذه الدعوة ستعصي الداعي ولا تقبل دعوته بل ترفضه ويتبعون الرجال من أصحاب الأموال والجاه الذين يضلونهم فلا يهتدون ، كما جرى مع نوح قال تعالى :
                  {قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَاراً }نوح21 .
                  ثم إن الأصنام التي آمن بها قوم نوح في ذلك الزمان ، ستكون موجودة في الوقت الذي تظهر فيه دعوة المهدي ((عليه السلام)) إلا إنها هذه المرة أصناما بشرية وليست حجرية كما دلت الأخبار والروايات .
                  فقد قال تعالى في شأن قوم نوح{وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً }نوح23 .
                  أما بالنسبة لما يكون من شأن القوم التي تظهر في زمانهم دعوة المهدي(عليه السلام)) ، فانهم سوف يتبعون رجال الدين الذين يكونوا كالأصنام في الواقع والذين يلاقي منهم الإمام المهدي ((عليه السلام)) اشد مما لاقا رسول الله ((صلى الله عليه واله وسلم)) من عباد الأصنام الحجرية .
                  فقد جاء في الرواية الشريفة عن أبي عبد الله ((عليه السلام))
                  قالإن القائم يلقى في حربه مالم يلق رسول الله ((صلى الله عليه واله وسلم)) لان رسول الله أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة والخشب المنحوت وان القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه) بحار الأنوار(ج52) .
                  فانظر عزيزي القارئ كيف قارن الإمام الصادق ((عليه السلام )) بين عبادة الأصنام الحجرية وما لاقا منها رسول الله((صلى الله عليه واله وسلم)) وبين الأصنام البشرية في آخر الزمان الذين يلاقي منهم الإمام المهدي((عليه السلام)) اشد مما لاقا رسول الله((صلى الله عليه واله وسلم)) والذين سوف يتسببون في إضلال الناس والمسلمين.

                  تعليق


                  • #54
                    سنة المهدي من ابراهيم (الهداية الى صراط مستقيم)

                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    سنته من إبراهيم // الهداية إلى صراط مستقيم

                    إن مسألة الهداية ليست بالمسألة السهلة أو البسيطة بل هي من أعظم الأمور ، إذ لم تكن أعظمها على الإطلاق ، خاصة إذا كانت في زمن ضلالة وانحراف وابتعاد عن التعاليم السماوية والفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها ، لذلك فضل الله النبيين بعضهم على بعض ، فعلى عظم المسؤولية والمهمة الملقاة على عاتق النبي أو الرسول يكون التفضيل .
                    وقد ورد في الحديث الشريف المروي عن رسول الله (ص)
                    انه قال : ( ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت ) .
                    لذا فقد كان صلى الله عليه واله وسلم افضل الأنبياء والمرسلين على الإطلاق ، ولما اقترنت دعوة النبي إبراهيم عليه السلام بالدعوة إلى الصراط المستقيم وكان هو أول من دعا إلى ذلك لذا نراه قد أحتل مرتبة ودرجة ومقاماً رفيعاً من المولى تبارك وتعالى فهو خليل الله وهو من جعله الله إماماً وجعل من ذريته أئمة .
                    أذن فمسألة الهداية إلى الصراط المستقيم ليست سهلة أو يسيرة بل هي من اعقد الأمور كما إن الهداية إلى الصراط المستقيم ، لا يمكن إن تكون على أتم وجه إلا بالدعوة إلى الإسلام .
                    لذا نرى إبراهيم عليه السلام هو أول من دعا عليه السلام لذلك ، لأن دينه هو الحنفية المنبثقة عن الإسلام .
                    قال تعالى {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }الأنعام161 .
                    كان إبراهيم “ع” أول من قام بالهداية إلى الصراط المستقيم فان الدين الإسلامي هو الدين الذي تكفل بالهداية إلى الصراط المستقيم ، وهي الهداية بأفضل أنواعها نعم .
                    فقد قام الأنبياء بالهداية وعملوا جاهدين من اجل ذلك لم تكن أديانهم ولا كتبهم كالدين الإسلامي والقران الكريم لقد كانت الرسالة الإسلامية قائمة كل الرسالات وكذلك ، فان محمد “ص” خاتم الرسل والقرآن خاتم الكتب ، وأوصياء محمد ”ص” هم خاتميّ الأوصياء .
                    إن الإسلام ذلك الدين الشامل لكل الأديان السماوية ، كما إن القران مهيمن على كل الكتب السماوية فالهداية الحق والتي أفضلها الهداية إلى الصراط المستقيم كانت في الدين الإسلامي .
                    لذا فان إبراهيم “ع” أول داعي إلى الهداية إلى صراط مستقيم .
                    حيث انه كان حنيفا مسلما وان الإسلام كان بداية من إبراهيم فكان هو أول من يهدي إلى الصراط المستقيم فهو أيضا مهدي لأنه يهدي إلى صراط مستقيم .
                    كما إن القائم يلقب بالمهدي لأنه يهدي إلى الصراط المستقيم الذي ظلت عنه الناس .
                    فقد ورد في الرواية “إنما سمي المهدي مهديا لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه” لذا فان من يقوم بالهداية إلى الصراط المستقيم يسمى بالمهدي لذا فان للقائم سنة من إبراهيم “ع” وهي الهداية إلى الصراط المستقيم .
                    يسمى بالمهدي لذا فان للقائم سنة من إبراهيم “ع” وهي الهداية إلى الصراط المستقيم لذلك سمي بالمهدي “ع”

                    تعليق


                    • #55
                      سنة المهدي من ابراهيم (الدعوة الى التوحيد)

                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      سنته من إبراهيم
                      (دعوته إلى التوحيد)
                      فان إبراهيم “ع” أول من دعا إلى التوحيد بالدليل العلمي والعملي ، فان محاججة إبراهيم “ع” مع قومه ومع النمرود في إثبات الواحدية لله وانه لا شريك له كاشفه عن هذه الدعوة إلى التوحيد بالأسلوب العلمي الدقيق حيث اثبت لهم خطاء معتقداتهم وصحة ما يقول به من إن الإله ، واحد وهو ربه الذي يدعوا له و أما دعوته بالدليل العلمي .
                      فقد دخل المعبد والقوم منشغلين في عيد لهم فحطم أصنامهم وكسرها .
                      فلما عادوا ووجدوا ما صنع إبراهيم بآلهتهم فتبين لهم أن أصنامهم لا تضر ولا تنفع ولا تنطق .
                      لكنهم مع ذلك أصروا وزادهم ذلك استكبارا وعلوا لقد اثبت لهم إبراهيم بالدليل العملي .
                      وقال لهم اسألوهم من فعل بهم هذا ، ان كانوا ينطقون ، ولماذا لم يردوا عن أنفسهم الأذى إن كانوا آلهة كما تزعمون .
                      فهو سلام الله عليه أول دعا إلى التوحيد بالأسلوب والدليل العملي وهذا مما سوف يقوم به المهدي “ع” .
                      فانه سوف يقوم من اجل القضاء على الشرك الذي تفشى في المجتمعات حتى الإسلامية منها فان جميع الناس في زمن المهدي مشركون سواء كان بالشرك الظاهري أو بالشرك الباطني ماعدا أصحابه وأنصاره .
                      حيث هم كما تصفهم الروايات قوم موحدون لا يشوبهم شك في ذات الله ، فان المهدي “ع” سوف يدعوا إلى التوحيد ونبذ الشرك وسوف تكون دعوته أيضا على غرار دعوة أبيه إبراهيم “ع” بالدليل العلمي والعملي .
                      حيث إن اليماني الممهد الرئيس للإمام المهدي ووزيره الذي يحظى بشرف توجيه الإمام مباشرة سيقوم بدعوة المسلمين وعلمائهم وعبادهم إلى توحيد الله بالدليل العلمي والمحاججة كما فعل إبراهيم عليه السلام .
                      وسوف يثبت لهم كيف انهم قد انحرفوا وابتعدوا عن الصراط المستقيم الذي يمثل طريق الهداية الحقة ، ويدعوهم إلى دين المهدي القائم على الفطرة التي فطر الله اللناس عليها والتوحيد الحقيقي لله الخالي من الشرك بكل انواعه .
                      وهذا ما يتبين من الرواية الواردة عن الإمام أبي جعفر الباقر ”ع” حيث يقول :
                      وليس في الرايات اهدى من راية اليماني لانه يدعوا إلى الحق وإلى طريق مستقيم .
                      فان اليماني كما يظهر في الرواية الشريفة يدعوا إلى الحق أي انه في زمن ظهور اليماني كما يفهم وجود باطل كثيرا، لذا انصبت دعوة اليماني وزير الإمام المهدي على الدعوة للحق وهو الله سبحانه وتعالى كما انه أيضاً من خلال النظر في الرواية يظهر أيضا إن اليماني يدعوا إلى طريق مستقيم أي إن الأمة في زمن قد انحرفت عن الطريق المستقيم .
                      أما بخصوص الدعوة بالدليل العملي فهذا ما سوف يقوم به القائم “ع” ، فانه سوف يحطم الأصنام كما فعل إبراهيم “ع” من قبل ولكن هذه المرة تكون الأصنام بشرية وليس حجريه .
                      فقد ورد عن أبي بصير قال :
                      قال أبو عبد الله “ع” : لينصرن الله هذا الأمر بمن لا خلاق لهم ولو قد جاء امرنا لقد خرج منه من هو اليوم مقيم على عباده الأوثان غيبة الطوسي .
                      فكما يظهر من الرواية الشريفة انه إذا جاء أمر القائم يتخلف ويخرج على نصرته من هو مقيم وعابد الأوثان وأي أوثان هذه في زمن الإمام غير الأصنام البشرية التي ذكرها الله في كتابه الكريم قال تعالى{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }التوبة 31 .
                      فقد قال السيد الطباطبائي في تفسير الميزان ج9ص245 “واتخاذهم الأحبار و الرهبان أربابا من دون الله هو إصغائهم لهم وطاعتهم من غير قيد أو شرط ولا يطاع كذلك إلا الله” وفي الكافي بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله “ع” قال :
                      ”قلت له” “اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله “
                      فقال أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم لما أجابوهم ولكن احلوا حراما وحرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لا يشعرون . نقلا عن تفسير الميزان ج9 ص254-255.
                      فانه كما ظهر إن طاعة العلماء والفقهاء من دون قيد أو شرط أو أطاعتهم وهم يحلون ما حرم الله أو يحرمون ما احل الله هي عباده لهم من دون الله .
                      وهم بهذا يكونون كالأصنام التي تعبد من دون الله فان الأقوام السابقة كانت تعلم بوجود الله وانه خالقهم ولكنهم كانوا يشركون بعبادته الأصنام ويقولون نعبد الأصنام لتقربنا إلى الله زلفى وهذا ما سوف يكون عند ظهور القائم “ع” .
                      فان الناس تعبد علماء السوء والفقهاء المضللين ظنا منهم انهم يقربوهم إلى الله زلفى وتأكيد هذا الكلام تذكر هذه الرواية الشريفة التي وردت عن الإمام الصادق”ع” .
                      حيث قال “إن قائمنا إذا قام استقبل من جهال الناس اشر ما استقبل رسول الله “ص” من جهال الجاهلية قلت وكيف ذلك ؟
                      قال : إن رسول الله “ص” أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة وان قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول كتاب الله يجمع عليه به.
                      ثم قال : أما والله ليدخلن عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر . غيبة النعماني
                      وقد ذكر في كتاب الامتحان الأخير في الصفحة 49 الصادر عن مركز باء للدراسات في شرح هذه الرواية .
                      ولاشك فان الوجدان والتجارب الماضية والحاضرة من سيرة الناس مع الأئمة “ع” يحكمان بان الذي يملك القدرة على التأويل ليس هم البغال أو الحمير أو ..... إنما هم من يمتلك حظا من العلم ولا ريب انه من علم الدين أيضا سواء كان حقا أم باطلا إذا .
                      فقد جعل الإمام الصادق العلماء الذين يتاولون الكتاب على القائم “ع” اذ خرج في قبال الأصنام الحجرية التي لاقى الناس بعبادتها رسول الله “ص” فما يكون من القائم عليه السلام الا ان يستن بسنة إبراهيم “ع” في دعوته للتوحيد بالدليل العلمي ويفعل كما يفعل إبراهيم بأصنام القوم .
                      فسوف يقوم القائم بتحطيم الأصنام البشرية وذلك بان يضع فيهم السيف ويقتلهم وينهي بذلك عبادة الناس لهم .
                      فقد ورد عن مالك بن ظمرة قال : قال أمير المؤمنيين “ع” :
                      يا مالك بن ظمرة كيف أنت اذا اختلفت الشيعة هكذا ؟ وشبك بين أصابعه وادخل بعضها في بعض .
                      فقلت : يا امير المؤمنين ما عند ذلك من خير قال الخير كله عند ذلك يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله ورسوله فيقتلهم ثم يجمعهم “اي الشيعة” على أمر واحد .
                      وقد ذكر الشيخ علي الكوراني في كتابه عصر الظهور ص149 معلقا على هذه الرواية وهذا نصه :
                      وتذكر الرواية انه يقتل سبعين رجلا هم اهل الفتنة والاختلاف داخل الشيعة ويبدوا انهم من علماء السوء المضلين .
                      ونحن في هذا العصر حيث نعيش عصر ظهور الإمام كما صرح بذلك العديد من العلماء علينا الحذر من علماء السوء الذين فرقوا المذهب الواحد والذين سوف يقفون بوجه القائم ويتأولون عليه القران ويقاتلونه عليه وهكذا اخبر أن سنن الأنبياء تجري على القائم عليه السلام .

                      تعليق


                      • #56
                        سنة المهدي من آدم (الاصلاح)

                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        سنته من آدم (الإصلاح)

                        بدأت البشرية وظهر وجودها على البسيطة بوجود نبي الله آدم عليه السلام أبو البشر ، حيث انحدرت السلالات البشرية منه (عليه السلام)
                        فقد خلق الله عز وجل آدم (عليه السلام) وعلمه ما أراده أن يعلم لكي يواجه صعوبة الحياة والعيش حيث لم تسبق آدم (عليه السلام) أي تجربة فلم تكن ارض مزروعة ولم تكن صناعة أو تجارة وبصورة أخرى ، لم يكن هناك أي نوع من أنواع المعرفة . لذا فقد كان آدم (عليه السلام) بحاجة إلى التعليم الإلهي .
                        وقد دلت الأخبار والروايات إن آدم عليه السلام أول من قام باستصلاح الأرض وزراعتها .
                        سئل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) مما خلق الله الشعير ؟
                        فقال : أن الله تبارك وتعالى أمر آدم (عليه السلام) أن ازرع مما اختزنت لنفسك وجاء جبرائيل بقبضة من الحنطة فقبض آدم (عليه السلام) على قبضة وقبضت حواء على قبضة فقال آدم لحواء لا تزرعي أنت فلم تقبل قول آدم وكلما زرع آدم (عليه السلام) جاء حنطة وكلما زرعت حواء جاء شعيراً ) قصص الأنبياء للجزائري ص30 .
                        وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال :
                        ( إن الله تبارك وتعالى لما اهبط آدم (عليه السلام) أمره بالحرث والزرع وطرح إليه غرساً من غروس الجنة فأعطاه النخل والعنب والزيتون والرمان وغرسها لتكون لعقبه وذريته فأكل هو من ثمارها ....) قصص الأنبياء للجزائري ص55 .
                        كما انه أول من عمل بالصناعة وما شابه ذلك فهو الواضع الأول للقواعد الأساسية للمعارف والعلوم التي تطورت وازدهرت في زماننا ، ولكن اليوم تغيرت تلك المعارف والعلوم واستخدمت في مجالات الشر لا في مجال الخير إضافة إلى إن المعروف منها اليوم جزء يسير لا يكاد يتجاوز نسبة (10%) .
                        فقد دلت الروايات أن العلم سبعة وعشرون جزءاً المعروف منها اليوم جزءان وخمسة وعشرين جزء غير معروف سيأتي به الإمام المهدي عليه السلام .
                        كما في الرواية الشريفة الواردة عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (عليه السلام) :
                        ( العلم سبعة وعشرون حرفاً فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين ، فإذا قام قائمنا اخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً ) بحار الأنوار ج52 .
                        ولما كان للأمام المهدي (عليه السلام) سنن من الأنبياء وبالأخص له سنة من آدم عليه السلام فلا بد أن يكون الصلاح في أخر الزمان على يديه الشريفتين .
                        حيث يقوم ونتيجة لما لديه من علوم غير معروفة بتطوير جميع المجالات الزراعية والصناعية والتجارية والعلمية والثقافية وغيرها ، بحيث تشهد الكرة الأرضية ثورة علمية لم يشهدها الكون سابقاً .
                        ولم يصل إليها إنسان مطلقاً بل أن ذلك الإصلاح والتطور العلمي يتعدى الكرة الأرضية إلى الفضاء الخارجي كما دلت وأشارت الأخبار والروايات على ذلك .
                        أن الصلاح الذي شهدته الأرض على يدي آدم عليه السلام والذي بدأ تدريجياً سيصل إلى ذروته في عهد آدم آخر الزمان الذي لا نستطيع تصور مدى الحالة التي تصلها الأرض .
                        فأنه(عليه السلام) سوف يقوم بإصلاحات زراعية واروائية من باب أحياء الأراضي وشق الأنهار والجداول كما جاء في الأخبار والروايات ؛كما انه يقوم بإصلاحات كبيرة في مجال الصناعة والتجارة والعمران وغير ذلك الكثير الذي لا نستطيع الإلمام والإحاطة به .
                        إن ما سيشهده العالم عند خروج المصلح الذي وعدت به البشرية على اختلاف دياناتها ومللها لا يستطيع أحد في زماننا هذا التكهن به أو معرفة مقداره أو حتى تصوره إن الناس الذين سيعيشون في زمانه سوف يدركون حقاً البعد والفرق الشاسع بين زمانهم وبين الأزمنة السابقة .
                        بل انهم سوف يدركون مدى عظمة هذا القائد والمنقذ والمصلح الذي كان وراء هذه القفزة العريضة التي لم يكن يعلم بها أحد سوف يشهدون كل ذلك فيؤمنون بعظمة الخالق الذي بعث لهم هذا القائد فتصلح نفوسهم وتصلح البلاد كلها نتيجة إيمانهم واخلاصهم .
                        لأن صلاح الكون والبلاد مرتبط من بعيد أو قريب بصلاح الناس أو العباد كما أكدت ذلك الأخبار فقد كانت المخلوقات تعيش بعضها إلى جنب بعض في ود وائتلاف في زمن آدم (عليه السلام) حتى قتل قابيل هابيل فنفرت الحيوانات بعضها من بعض وراح يفترس بعضها البعض الآخر وراحت تؤذي الناس .
                        كما جاء في الرواية الواردة عن أبي عبد الله (عليه السلام) ( كانت الوحوش والطير والسباع وكل شيء خلقه الله عز وجل مختلطاً بعضه ببعض ، فلما قتل ابن آدم أخاه نفرت وفزعت فذهب كل شيء إلى شكله ) قصص الأنبياء ص61 .

                        تعليق


                        • #57
                          بارك الله بك ياخي العزيز ونسال الله الثبات لنا ولكم

                          تعليق


                          • #58
                            اسرار صلاة الآيات

                            إن من الأنوار ما هي محسوسة ظاهرية لها أعيان خارجية في الوجود ترى بعين البصر ولها أثرها الخاص في عالم الإمكان , قال تعالى (( هو الذي جعل الشمس ضياءا والقمر نورا )) يونس , كما أن لهذا النور المحسوس خسوفا وكسوفا وشروقا وغروبا ولهذا الشروق والغروب آثار وفوائد .
                            أول ما خلق الله تعالى النور الكسائي الذي لأجله خلق الخلق كما نص على ذلك حديث الكساء فالنور الكسائي الذي به يهدي الله تعالى القلوب والعقول إلى الطريق المستقيم ويوضح لنا المنهاج القويم وبه يبزغ نور الفطرة الإنسانية وينير لنا الدرب في السير إلى الله تعالى فنبصر به ببصائرنا حقائق الوجود كما تنير لنا الشمس والقمر الطرق فنسلك الطريق السهل ونتجنب الطريق الوعر.كما أن للنور الكسائي إشراقات على القلوب المنكسرة الخانعة وعلى النفوس كل حسب إستعداده وقابليته ولهذه الأنوار المباركة توهجا وإحتجابا على وعن الخلق وللتوهج الكسائي وإحتجابه أسباب فمتى ما وصل الإنسان إلى المراحل المطلوبة من السير في التكاملات كلما إزدادت الإشراقات النورانية على قلبه , وكلما تراجع عن الكمالات ونزل بنفسه إلى النفس اللوامة إحتجبت عنه هذه الإشراقات وإنكسفت , وإنكسافها نتيجة تعلق قلبه بالماديات فذكر في الحديث الشريف ( لولا أن الشياطين يحومون حول قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماوات ) فإن هذه القلوب والنفوس إذا إنكسف عنها النور الإلهي أصبحت ساحة لإبليس عليه لعنة الله . إن من لوازم ظهور النورين المحسوس الظاهري والمعنوي آثارا منها البركة والنماء والسعادة وبعكس ذلك أي بإنكساف النور وإحتجابه تظهر الظلمة والحزن والبعد عن الله تعالى .
                            إن نور الشمس والقمر مبدأه من الفيض الكسائي المبارك فالنور الإفاضي للشمس والقمر منفتق من نور الكسائية عليهم السلام وكما جاء في الحديث الشريف مرفوعا إلى سلمان الفارسي ره قال كنت جالسا عند النبي(ص) في المسجد إذ دخل العباس بن عبد المطلب فسلم فرد النبي(ص) ورحب به فقال يا رسول الله بما فضل الله علينا أهل البيت علي بن أبي طالب والمعادن واحدة فقال النبي(ص) إذن أخبرك يا عم إن الله خلقني وخلق عليا ولا سماء ولا أرض ولا جنة ولا نار ولا لوح ولا قلم فلما أراد الله عز وجل بدو خلقنا تكلم بكلمة فكانت نورا ثم تكلم كلمة ثانية فكانت روحا فمزج فيما بينهما واعتدلا فخلقني وعليا منهما ثم فتق من نوري نور العرش فأنا أجل من العرش ثم فتق من نور علي نور السماوات فعلي أجل من السماوات ثم فتق من نور الحسن نور الشمس ومن نور الحسين نور القمر فهما أجل من الشمس والقمر.... بحار الأنوار ج : 43 ص : 18
                            إن للشمس والقمر كسوفا وخسوفا , فالكسوف هو حالة توسط القمر بين الأرض والشمس فيحجب ضوء الشمس عن بعض الأماكن على الأرض فنفقد بذلك إنارتها وقد يكون كليا أو جزئيا كما إنه يكون كليا في بلد ما وجزئيا في بلد آخر , أما الخسوف فهو توسط الأرض بين الشمس والقمر وقد يكون كليا أو جزئيا , والعلة التي بسببها يحصل الكسوف والخسوف هو كثرة ذنوب العباد فأراد الله تعالى أن ينذرهم بآية من آياته لعلهم يتذكرون كما جاء في الحديث الشريف ,قَالَ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ(ع) ((إِنَّ مِنَ الْآيَاتِ الَّتِي قَدَّرَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلنَّاسِ مِمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ الْبَحْرَ الَّذِي خَلَقَهُ اللَّهُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قَالَ وَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ قَدَّرَ مِنْهَا مَجَارِيَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ وَقَدَّرَ ذَلِكَ كُلَّهُ عَلَى الْفَلَكِ ثُمَّ وَكَّلَ بِالْفَلَكِ مَلَكاً مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ فَهُمْ يُدِيرُونَ الْفَلَكَ فَإِذَا أَدَارُوهُ دَارَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ مَعَهُ فَنَزَلَتْ فِي مَنَازِلِهَا الَّتِي قَدَّرَهَا اللَّهُ تَعَالَى لِيَوْمِهَا وَلَيْلَتِهَا فَإِذَا كَثُرَتْ ذُنُوبُ الْعِبَادِ وَأَحَبَّ اللَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَهُمْ بِآيَةٍ مِنْ آيَاتِهِ أَمَرَ الْمَلَكَ الْمُوَكَّلَ بِالْفَلَكِ أَنْ يُزِيلَ الْفَلَكَ عَنْ مَجَارِيهِ قَالَ فَيَأْمُرُ الْمَلَكُ السَّبْعِينَ أَلْفَ الْمَلَكِ أَنْ أَزِيلُوا الْفَلَكَ عَنْ مَجَارِيهِ قَالَ فَيُزِيلُونَهُ فَتَصِيرُ الشَّمْسُ فِي ذَلِكَ الْبَحْرِ الَّذِي كَانَ فِيهِ الْفَلَكُ فَيَنْطَمِسُ ضَوْؤُهَا وَيَتَغَيَّرُ لَوْنُهَا فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعَظِّمَ الْآيَةَ غُمِسَتْ فِي الْبَحْرِ عَلَى مَا يُحِبُّ أَنْ يُخَوِّفَ عِبَادَهُ بِالْآيَةِ قَالَ وَذَلِكَ عِنْدَ إنْكِسَافِ الشَّمْسِ وَكَذَلِكَ يُفْعَلُ بِالْقَمَرِ...)) من‏لا يحضره‏الفقيه ج : 1 ص : 540
                            صَلَاةِ الْكُسُوفِ وَعِلَّتِهَا
                            عَنِ الرِّضَا(ع) قَالَ وَإِنَّمَا جُعِلَتْ لِلْكُسُوفِ صَلَاةٌ لِأَنَّهُ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا يُدْرَى أَلِرَحْمَةٍ ظَهَرَتْ أَمْ لِعَذَابٍ فَأَحَبَّ النَّبِيُّ(ص) أَنْ تَفْزَعَ أُمَّتُهُ إِلَى خَالِقِهَا وَرَاحِمِهَا عِنْدَ ذَلِكَ لِيَصْرِفَ عَنْهُمْ شَرَّهَا وَيَقِيَهُمْ مَكْرُوهَهَا كَمَا صَرَفَ عَنْ قَوْمِ يُونُسَ(ع) حِينَ تَضَرَّعُوا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِنَّمَا جُعِلَتْ عَشْرَ رَكَعَاتٍ لِأَنَّ أَصْلَ الصَّلَاةِ الَّتِي نَزَلَ فَرْضُهَا مِنَ السَّمَاءِ أَوَّلًا فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ إِنَّمَا هِيَ عَشْرُ رَكَعَاتٍ فَجُمِعَتْ تِلْكَ الرَّكَعَاتُ هَاهُنَا وَإِنَّمَا جُعِلَ فِيهَا السُّجُودُ لِأَنَّهُ لَا تَكُونُ صَلَاةٌ فِيهَا رُكُوعٌ إِلَّا وَفِيهَا سُجُودٌ وَلِأَنْ يَخْتِمُوا صَلَاتَهُمْ أَيْضاً بِالسُّجُودِ وَالْخُضُوعِ وَإِنَّمَا جُعِلَتْ أَرْبَعَ سَجَدَاتٍ لِأَنَّ كُلَّ صَلَاةٍ نَقَصَ سُجُودُهَا مِنْ أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ لَا تَكُونُ صَلَاةً لِأَنَّ أَقَلَّ الْفَرْضِ مِنَ السُّجُودِ فِي الصَّلَاةِ لَا يَكُونُ إِلَّا أَرْبَعَ سَجَدَاتٍ وَإِنَّمَا لَمْ يُجْعَلْ بَدَلَ الرُّكُوعِ سُجُودٌ لِأَنَّ الصَّلَاةَ قَائِماً أَفْضَلُ مِنَ الصَّلَاةِ قَاعِداً وَلِأَنَّ الْقَائِمَ يَرَى الْكُسُوفَ وَالْأَعْلَى وَالسَّاجِدَ لَا يَرَى وَإِنَّمَا غُيِّرَتْ عَنْ أَصْلِ الصَّلَاةِ الَّتِي افْتَرَضَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِأَنَّهُ تُصَلَّى لِعِلَّةِ تَغَيُّرِ أَمْرٍ مِنَ الْأُمُورِ وَهُوَ الْكُسُوفُ فَلَمَّا تَغَيَّرَتِ الْعِلَّةُ تَغَيَّرَ الْمَعْلُولُ. من‏لا يحضره‏الفقيه ج : 1 ص : 542
                            إن العلة الغائية من فرض صلاة الكسوف والخسوف لم يتطرق لها الحديث الشريف وعلتها تكمن في أن للشمس والقمر نور ظاهري للأعيان الثابتة ونور إفاضي والذي تكون إفاضته من النور الكسائي كما ورد في الحديث السابق , فالخسوف والكسوف يشمل النورين الظاهري والمعنوي , إن إحتجاب الشمس أو القمر عن نظر الإنسان يمنع من الإستفادة من النور الظاهري لهما والذي تعتمد الحياة على نورهما وتستمد النباتات الطاقة من الشمس في عملية التركيب الضوئي الضرورية لإستمرار الحياة , أما في إحتجاب النور الإفاضي ( الذي أصل مبدأه النور الكسائي ) للشمس والقمر فسببه ظهور الفساد في البر والبحر من قبل الإنسان فكان المنع من قبل الإنسان وليس من قبل النور الإفاضي فلعدم إستعداد النفوس الإنسانية لتلقي النور الإفاضي للشمس والقمر والذي مبدأه النور الكسائي يحتجب ذلك النور لأجل إنذار الناس وتحذيرهم من عاقبة الخروج عن خط السماء .وهذه الفترة من الوقت يخلو الإنسان من إفاضة هذين النورين فسن الرسول الكريم هذه الصلاة لتعويض النقص الحاصل لدى الإنسان في الإفاضة وحتى تكون هذه الصلاة صلة للإنسان مع الله تعالى في هذه الفترة التي ينذر الله تعالى فيها خلقه ويحذرهم من غضبه وسخطه

                            تعليق


                            • #59
                              نظريه التفسير الحرفي


                              نظرية التفسير الحرفي

                              ان للقران الكريم تفسير وتأويل و ان التفسير للظاهر وان التأويل للباطن والاَن نقوم بتوضيح نظرية واسعة للتفسير الحرفي للقران وهي فيها بواطن تأويلية عديدة وتعتمد اصولها على معرفة بواطن الحروف وهي ترتكز على معرفة علم الحروف وارتباطاته العديدة والتي منها الفلكية والطبيعية والزمانية والمكانية هذا من ناحية ومعرفة علم الائمة المعصومين (ع) من ناحية اخرى ، حيث ان العمل بهذه النظرية من دون معرفة حقيقية بعلم الامام المعصوم يصبح من العسير تفسير ولو حرف واحد من كلمة واحدة في اية من كتاب الله ، اي لا يستطيع احد مهما بلغت علومه ان يخوض في غمار هذا البحر الزاخر من العلم الا من كان متصلاً بالامام المعصوم او مسدد تسديداً مباشراً منه . ان الله تبارك وتعالى عندما خلق الحروف جعلها اصلاً لكل شيء ودليلاً على كل مدرك ومنها خلق جل وعلا العبارات كلها وعلمها خلقه والحروف هي ثلاث وثلاثون حرفا فمنها ثمانية وعشرون حرفاً تدل على لغات العربية ومن الثمانية والعشرين اثنان وعشرون حرفاً تدل على لغات السريانية والعبرانية ومنها خمسة احرف منحرفة في سائر اللغات من العجم لأقاليم اللغات كلها ، فقد ورد في بحار الانوار ج10 - عن الامام الرضا (ع) في حديث طويل في مجلس المأمون قال(ع) .... واعلم ان الابداع والمشيئة والارادة معناها واحد واسمائها ثلاثة وكان اول ابداعه وارادته ومشيئته الحروف التي جعلها اصلا لكل شيء ودليلا على كل مدرك وفاصلاً لكل مشكل وبتلك الحروف تفريق كل شيء من اسم حق وباطل او فعل او مفعول او معنى او غير معنى وعليها اجتمعت الامور كلها ولم يجعل للحروف في ابداعه لها معنى غير انفسها يتناهى ولا وجود لها لانها مبدعة بالابداع والنور في هذا الموضع اول فعل لله الذي هو نور السماوات والارض والحروف هي المفعول بذلك الفعل وهي الحروف التي عليها الكلام والعبارات كلها من الله عز وجل علمها خلقه وهي ثلاث وثلاثون حرفاً فمنها ثمانية وعشرون تدل على لغات العربية ومن الثمانية والعشرين اثنان وعشرين حرفاً تدل على السريانية والعبرانية ومنها خمسة احرف متحرفة في سائر اللغات من العجم لأقاليم اللغات كلها وهي خمسة احرف تحرفت من الثمانية والعشرين الحرف من اللغات فصارت الحروف ثلاثة وثلاثين حرفاً فاما الخمسة المختلفة فحجج لا يجوز ذكرها اكثر مما ذكرناه ثم جعل الحروف بعد احصائها واحكام عدتها فعلا منه كقوله عز وجل (( كن فيكون )) وكن منه صنع وما يكون به المصنوع فالخلق الاول من الله عز وجل والابداع لا وزن له ولا حركة ولا سمع ولا لون ولا حس والخلق الثاني هي الحروف لا وزن لها ولا لون وهي مسموعة موصوفة غير منظور اليها والخلق الثالث ما كان من الانواع كلها محسوسا ملموسا ذا ذوق منظور اليه والله تبارك وتعالى سابق للابداع لانه ليس قبله عز وجل شيء ولا كان معه شيء والابداع سابق للحروف والحروف لا تدل على غير نفسها ، قال المامون : وكيف لا تدل على غير نفسها ؟ قال الرضا (ع) : لان الله تبارك وتعالى لا يجمع منها شيء لغير معنى ابدا فاذا الف منها احرفا اربعة او خمسة او ستة او اكثر من ذلك او اقل لم يؤلفها لغير معنى ولم يك الا لمعنى محدث لم يكن قبل ذلك شيئاً ، قال عمران : فكيف لنا بمعرفة ذلك؟ قال الرضا (ع) : اما المعرفة فوجه ذلك وبيانه انك تذكر الحروف اذا لم ترد بها غير نفسها ذكرتها فرداً فقلت (أ ب ت ث ج ح خ ) حتى تاتي على اخرها فلم تجد لها معنى غير انفسها فاذا الفتها وجمعت منها احرفاً وجعلتها اسماً وصفة لمعنى ما طلبت ووجه ما عنيت كانت دليله على معانيها داعية الى الموصوف بها ، واعلم انه لا تكون صفة لغير موصوف ولا اسم لغير معنى ولا حد لغير محدود والصفات والاسماء كلها تدل على الكمال والوجود ولا تدل على الاحاطة كما تدل على لحدود التي هي التربيع والتثليث والتسديس ....) يتبين لنا من هذه الرواية الشريفة ان عالم الحروف هو عالم كبير ومتشعب وفيه اسرار عظيمة ومنها مفاتيح لكنوز المعرفة . ان معنى الحرف الواحد يختلف من كلمة الى اخرى وهو ليس بالمعنى اللفظي المنطوق او المسموع بل المعنى الذي يكمن في الحرف نفسه والذي تتحكم فيه عدة عوامل ( سنحاول باذن الله التطرق ولو لبعضها ) والذي يجعل الحرف يعطي معناً واضحاً يسهل ويفصّل التفسير ويسرد المعنى الواضح للكلمة الواحدة من الاية وبالتالي معرفة تفسير الاية ومجموع السورة باكملها وفق نظام دقيق ومتوازن ولا يقبل الخطأ مطلقا حيث يجعل من معنى مفردة واحدة في القران الكريم يؤدي الى شرح مفصل ومسهب بل الحرف الواحد في هذه النظرية يطول تفسيرة الى ساعة كاملة ، حيث ورد في بحار الانوار ج19 عن محمد بن عبد الواحد في كتابه باسناده : ان علي بن ابي طالب (ع) قال : ( يا ابا عباس اذا صليت عشاء الاخرة فالحقني الى الجبانه . قال : فصليت ولحقته وكانت ليلة مقمرة . قال : فقال (ع) ما تفسير الالف من الحمد ؟ قال: فما علمت حرفا اجيبه . قال : فتكلم في تفسيرها ساعة تامة . قال: ثم قال لي : ما تفسير اللام من الحمد؟ قال: فقلت لا اعلم ، فتكلم في تفسيرها ساعة تامة . قال : ثم قال (ع) فماتفسير الحاء من الحمد ؟ قال: فقلت لا اعلم . قال: فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ، ثم قال لي : فما تفسير الميم من الحمد ؟ قال : فقلت لا اعلم . قال : فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ، ثم قال : فما تفسير الدال من الحمد ؟ قال : فقلت لا ادري . قال: فتكلم تفسيرها الى ان برق عمود الفجر . قال : فقال لي قم يا ابا عباس الى منزلك وتأهب لفرضك . قال : ابو العباس عبد الله بن عباس فقمت وقد وعيت كلما قال ، ثم تفكرت فاذا علمي بالقران في علم علي (ع) كالقرارة في المتفجر . قال القرارة : الغدير والمتفجر البحر ) كما انه يختلف معناه عن غيره حسب موقعه من الكلمة وحسب وضعه من عدة مؤثرات اخرى ، وعليه فهناك عدة مراحل او مجالات للتفسير الحرفي للقران وهي : -
                              المجال الاول : (علم الابجدية) - هناك العشرات من الروايات الواردة عن النبي (ص) واهل بيته الطاهرين تؤكد على ضرورة تعلم هذا العلم المتسع ( علم الابجدية ) بل ورد عن الرسول الاكرم (ص) القول بالويل لعالم جهل الابجدية ، حيث ان لهذا العلم مدخليه مهمة في القران والكون كله ، وكان هذا العلم عند اهل البيت من علوم الباطن والتأويل ، كما ان لهذا العلم مدخلية وطيدة في علم الجفر الذي هو من مختصات الائمة المعصومين وخصوصا الامام الصادق (ع) ، ويعني هذا العلم ان الحروف التي يتكون منها الكلام والتي يكون مقدارها ثمانية وعشرين حرفاً لكل حرف رقم خاص به ، وينقسم علم الابجدية الى قسمين : القسم الاول : وهو الظاهر والمشهور (الابجد الكبير ) . والقسم الثاني هو ( الابجد الصغير) . والابجد الصغير يعتبر اقل شهرة من الابجد الكبير ويستخدمه اهل الفلك والنجوم وهو الذي ينتج من تقسيم ارقام الابجد الكبير على العدد (12) الذي هو عدد الابراج والباقي من قسمة ذلك العدد يكون رقم للحرف ، والابجد الصغير هذا له مدخلية واسعة في علاقة اهل البيت (ع) بالقران الكريم ، فقد ورد في روايات اهل البيت (ع) عن طريق تفسير الايات القرانية بواسطة علم الابجدية حيث ان هناك تشابها بل تطابقا بين الامام علي (ع) وطالوت ، فقد قال تعالى(( ان الله بعث طالوت ملكا)) فلو احصينا حروف علي (ع) نجدها تساوي حروف طالوت بالابجد الصغير . علي = ع + ل + ي وهي ( 10+6+10=26) اما طالوت فهي طالوت = ط+ ل +أ +و+ت ، وهي ( 9+1+6+6+4=26) وكذلك ورد عن الرسول الاكرم (ص) ان كل لفظ ( يا بني اسرائيل ) يعني ( يا بني علي ) في القران الكريم ، فلو احصينا عدد حروف اسرائيل لتبين انها تساوي (26) وهو كما ظهر يساوي عدد حروف علي وهو كالاتي : (علي =26 ، واسرائيل = ا+س+ر+ا+ي+ل ، اي 1+0+8+1+10+6=26 ). وهذا يبين لنا علة الرواية الواردة عن رسول الله (ص) وتطابقها مع القران الكريم حيث قال(ص) لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ولا تخطئون طريقتهم شبرا بشبر وذراعا بذراع وباعا بباع حتى ان لو كان من قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه . قالوا اليهود والنصارى يا رسول الله ؟ قال(ص) فمن اعني لينقضن عرى الاسلام عروة عروة فيكون اول ما تنقضون دينكم الامامة واخره الصلاة ) تفسير القمي . هذا وقد ورد تطابق اسم فاطمة سيدة نساء العالمين (ع) بأسم مريم سيدة نساء بني اسرائيل (ع) فلو احصينا كلا الاسمين لوجدناهما متطابقين : فاطمة= ف+ا+ط+م+ت ، وهي ( 26= 8+1+9++4+4 ) اما مريم = م+ر+ي+م ، فهي (26= 4+8+10+4) وغير هذا وقد ورد عن الاصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين (ع) قال: سأل عثمان رسول الله (ص) عن تفسير ابجد فقال رسول الله (ص) : ( تعلموا تفسير ابجد فان فيها الاعاجيب ويل لعالم جهل تفسيره ، فسؤل رسول الله (ص) عن تفسير (ابجد) فقال : اما الالف فالاء الله حرفا بحرف من اسمائه واما الباء فبهجة الله واما الجيم فجنة الله وجلال الله وجماله واما الدال فدين الله ، واما (هوز) فالهاء هاء الهاوية فويل لمن هوى في النار واما الواو فويل لاهل النار واما الزاء فزاوية في النار فنعوذ بالله مما في الزاوية يعني زوايا جهنم ، واما (حطي) فالحاء حطوط الخطايا عن المستغفرين في ليلة القدر وما انزل به جبرائيل مع الملائكة الى مطلع الفجر اما الطاء فطوبى لهم وحسن مآب وهي شجرة غرسها الله ونفخ فيها من روحه وان اغصانها لترى من وراء سور الجنة تنبت بالحلي والحلل متدلية على افواههم واما الياء فيد الله فوق خلقه باسطة سبحانه وتعالى عما يشركون ، واما (كلمن) فالكاف من كلام الله (( لا تبديل لكلمات الله ولن تجد من دونه ملتحداً)) واما اللام فألمام اهل الجنة بينهم في الزيارة والتحية والسلام وتلاوم اهل النار فيما بينهم واما الميم فملك الله الذي لا يزول ودوامه الذي لا يفنى واما النون فـ( ن والقلم وما يسطرون ) والقلم قلم من نور وكتاب من نور في لوح محفوظ يشهده المقربون وكفى بالله شهيداً ، واما (سعفص) فالصاد صاع بصاع وفص بفص يعني الجزاء بالجزاء كما تدين تدان ان الله لا يريد ظلما للعباد ، واما (قرشت) يعني قرشهم فحشرهم ونشرهم يوم القيامة قضى بينهم بالحق وهم لا يظلمون ) .
                              المجال الثاني : (معرفة معنى الحرف) - ان لكل حرف معنى يختلف عن الاخر وحسب موضعه من الكلمة كما قدمنا ، واليك بعض الروايات التي تثبت ذلك : فقد ورد في بحار الانوار ج3 عن وهب القرشي عن ابي عبد الله الصادق(ع) عن ابيه الباقر(ع) في قول الله عز وجل (( قل هو الله احد )) قال(ع) ( قل اي أظهر ما اوحينا اليك ونبأناك به بتأليف الحروف التي قرأناها لك ليهتدي بها من (( القى السمع وهو شهيد)) وهو اسم مشار ومكنى الى غائب فالهاء تنبيه عن معنى ثابت والواو اشارة الى الغائب عن الحواس كما ان قولك هذا اشارة الى الشاهد عند الحواس وذلك ان الكفارنبهوا عن الهتهم بحرف اشارة الشاهد المدرك فقالوا هذه الهتنا المحسوسة المدركة بالابصار فأشر انت يا محمد الى الهك الذي تدعو اليه حتى نراه وندركه ولا نسأل فيه فأنزل الله تبارك وتعالى ((قل هو الله احد)) فالهاء تثبيت للثابت والوا اشارة الى الغائب عن درك الابصار ولمس الحواس والله تعالى عن ذلك بل هو مدرك للابصار ومبدع للحواس ). وورد في تفسير البرهان عن يعقوب بن جعفر عن الامام موسى بن جعفر (ع) عندما اتاه نصراني يسال في حديث طويل فقال النصراني : اني اسألك اصلحك الله قال(ع) : سل ، فقال اخبرني عن الكتاب الذي انزل على محمد(ص) ونطق به ثم وصفه بما وصفت فقال: (( حم والكتاب المبين انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل امر حكيم )) ما تفسيرها في الباطن؟ فقال(ع): اما ( حم )فهو محمد(ص) وهو في كتاب هود الذي انزل عليه وهو منقوص الحروف ، واما الكتاب المبين فهو امير المؤمنين علي(ع) واما الليلة ففاطمة (ع) واما قوله فيها يفرق كل امر حكيم يقول يخرج منها خير كثير فرجل حكيم ورجل حكيم ورجل حكيم ) . وقد ورد في تفسير البرهان عن ابي بصيرعن ابي عبد الله (ع) قال: سالته عن تفسير ((بسم الله الرحمن الرحيم)) قال (ع): ( الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم ملك الله والله اله كل شيء والرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة ) وورد عن القطب الراوندي في (لب الالباب ) قال: قال امير المؤمنين(ع) : ( اعتل الحسين (ع) فاحتملته فاطمة (ع) فاتت النبي (ص) ، فقالت : يا رسول الله ادع لابنك ان يشفيه الله ، ان الله هو الذي وهبه لك ، وهو قادر على ان يشفيه ، فهبط جبرائيل فقال: يا محمد ان الله تعالى لم ينزل عليك سورة من القران الا فيها ( فاء ) وكل فاء من افة ما خلا الحمد ، فانه ليس فيها فاء ، فادع بقدح من ماء فاقرأ عليه الحمد اربعين مرة ثم صب عليه ، فان الله يشفيه ، ففعل ذلك ، فعوفي باذن الله ) وهناك العديد من الروايات التي تؤكد على ان لكل حرف معنى باطني غير المعنى الظاهري المنطوق والمسموع ويختلف باختلاف موقعه في الكلمة .
                              المجال الثالث : تقسيم الحروف الى اربعة اقسام : ترابية ومائية وهوائية ونارية - حيث تقسم الحروف الى هذه الاقسام الاربعة وتتحكم هذه الاقسام في معرفة معنى الحرف وتأثيره على الحرف المجازي له وانسجامه مع الحرف المقارب له او عدمه وبالتالي معرفة معنى الكلمة بوضوح تام بعد تفكيك حروفها وتقسيمها في هذا المجال على وفق الحروف الترابية والمائية والهوائية والنارية وبذلك تنفتح خبايا وخفايا اسرار الكلم .
                              المجال الرابع : تقسيم الحروف الى نورانية وظلمانية - تقسم الحروف الـ(28) الى (14) حرف تسمى بالحروف النورانية و(14) اخرى تسمى الحروف الظلمانية ، اما معرفة الحروف النورانية من الظلمانية فهي كالاتي :
                              عندما حضرت الوفاة الرسول الاكرم(ص) طلب منهم ان يكتب لهم كتاباً ويوصيهم بوصيه لا يظلوا بعدها ابداً ، فانه (ص) اراد ان يكتب لهم اوائل السور وهي الحروف المقطعة التي هي ( الم - الم- المص - الر - الر - الر - المر - الر - الر - كهيعص - طسم - طس - طسم - الم - الم - الم - ص - حم - حم - حم - عسق - حم - حم - حم - حم - ق - ن ) فانه عند حذف الحروف المكررة تكون النتيجة كالاتي ص ر ا ط ع ل ي ح ق ن م س ك هـ ) وهي الحروف النورانية ومجموعها (14) حرف ونلاحظ عند دمج هذه الحروف النورانية مع بعضها تتكون لدينا هذه الجملة ( صراط علي حق نمسكه) و(هذا يبين لنا ان الرسول الاكرم(ص) واهل بيته الاطهار (ع) كانوا يستخدمون هذه العلوم الجمة كي لا يتوصل اليها اعدائهم ولا يفك رموزها الا هم او من له اتصالاً مباشراً بهم او من علموه بعلمهم ) ، وبعد استخراج هذه الحروف النورانية تبقى الحروف الظلمانية الـ(14) ففي هذا المجال يكون التفسير وفق معرفة الحرف نورانياً كان او ظلمانياً وما يليه من الحروف ، وان كانت الكلمة كلها نورانية او كلها ظلمانية وهكذا .
                              المجال الخامس : تقسيم الحروف الى الجهات الاربع - وفي هذا المجال تقسم الحروف الى الحروف الشرقية والغربية والحروف الشمالية والجنوبية ، ويكون العمل بهذا المجال حسب مكانية الحروف واتجاهها فيختلف تفسير الكلمة التي تكون فيها حروف متجهه الى الشمال اي حروف شمالية بينما يختلف تفسيرها ان كانت فيها حروف جنوبية او شرقية او غربية وهكذا بل وحتى الحرف الواحد يختلف باطن تفسيره ان كان شرقياً او غربيا او شمالياً او جنوبياً ، فيكون المؤثر الاساسي في هذا المجال مكانية الحرف واتجاهه الى اي وجهه كانت كما قدمنا .
                              المجال السادس : تقسيم الحروف الى منقطة وغير منقطة - ان في هذا المجال يجب تقسيم الحروف الى قسمين منقطة وغير منقطة ، ان علم التنقيط هو علم واسع وزاخر ويمكننا معرفة معنى الحرف وفق هذه النظرية (نظرية التفسير الحرفي للقران) فأن كان فيها نقاط يختلف اختلافا كبيرا عن الحرف الذي يخلو من النقاط وكم نقطة يحوي ذلك الحرف فان لكل نقطة فيه لها اسرار وحقائق تختلف عن النقطة التي تليها وكذلك فان لكل نقطة في الحرف تختلف اختلافا تاما عن نقطة الحرف الاخر الذي يأتي بعده ، وهناك علم تنقيط اخر وهو(علم النقطة) وعلم النقطة يفيض اسرار وعلوماً باهرة لسنا بصدد التطرق اليه في هذا البحث ، اما الحروف الغير منقطة فيختلف معناها وحسب موقعها من المفردة وما يجاورها من الحرف الاخر فان كان الحرف المحاذي له هو من الحروف المنقطة فلها معنى يختلف عن جواره لحرف منقط وكذلك تؤثر عدد نقاط الحرف على الحرف المحاذي له والغير منقط .
                              المجال السابع : تقسيم الحروف الى السلبي والايجابي - وفي هذا المجال يمكن معرفة تفسير الحرف حسب وضعه الكهرومغناطيسي اي السلبي والايجابي فالحروف تنقسم الى قسمين : الحروف السلبية والحروف الايجابية وهي (14) حرف سلبي و(14) حرف ايجابي ويكون تقسيمها وفق الجدول التالي : -
                              نلاحظ في هذا الجدول ان الحرف الذي يكون تعداده مفرد هو حرف سالب اما الحرف الذي يكون تعداده زوجي (اي يقبل القسمة على 2) فهو موجب ( ويقصد بتعداده من تسلسل الحروف الـ 28) . ويتاثر تفسير الحرف الواحد من المفردة بحسب وضعه ان كان سلبيا او ايجابيا ويتأثر الحرف الذي يليه وحسب كهرومغناطيسية الحرف الاخر ومجموع المفردة ان كان سلبي فيعطي معناً مغايراً عن الايجابي والعكس كذلك وهو يؤثر من فكرالباحث الاستاذ السيدابوعبدالله الحسين القحطاني

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X