عقيدة المجسمة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (حكى غير واحد إجماع السلف: أن صفات الباري - جل وعلا - تجري على ظاهرها، مع نفي الكيفية والتشبيه عنه، وذلك أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، يحتذى حذوه ويتبع فيه مثاله؛ فإذا كان إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات الصفات إثبات وجود لا إثبات كيفية، فنقول: إن لله سبحانه يداً وسمعاً، ولا نقول: إن معنى اليد القدرة، ومعنى السمع العلم).

ثم استدل رحمه الله على إثبات صفة اليد لله سبحانه

ثم قال رحمه الله تعالى: (فالمفهوم من هذا الكلام: أن لله تعالى يدين مختصتين به، ذاتيتين له كما يليق بجلاله،


وقال رحمه الله تعالى: (إن لفظ اليدين بصيغة التثنية لم يستعمل في النعمة ولا في القدرة؛ لأن استعمال لفظ الواحد في الاثنين أو الاثنين في الواحد لا أصل له في لغة العرب التي نزل بها القرآن، فقوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}[9]، لا يجوز أن يراد به القدرة؛ لأن القدرة صفة واحدة، ولا يجوز أن يعبر بالاثنين عن الواحد، ولا يجوز أن يراد به النعمة؛ لأن نعم الله لا تحصى، فلا يجوز أن يعبر عن النعم التي لا تحصى بصيغة التثنية).
ثم استدل رحمه الله تعالى على إثبات صفة اليد لله سبحانه

وفي الصحيح - أيضاً - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يتكفؤها الجبار بيده كما يتكفؤ أحدكم بيده خبزته في السفر))[12].
وفي الصحيح - أيضاً - عن ابن عمر رضي الله عنهما يحكي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يأخذ الرب عز وجل سماواته وأرضه بيديه، وجعل يقبض يديه ويبسطهما، ويقول: أنا الرحمن[13]، حتى نظرت إلى المنبر يتحرك أسفل منه، حتى أني أقول: أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟!)) وفي رواية أنه قرأ هذه الآية على المنبر: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}[14] قال: ((يقول الله: أنا الله. أنا الجبار))[15] وذكره، وفي الصحيح أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك. أين ملوك الأرض؟!))[16]. وفي حديث صحيح: ((أن الله لمَّا خلق آدم قال له ويداه مقبوضتان: اختر أيهما شئت[17]، قال: اخترت يمين ربي - وكلتا يدي ربي يمين مباركة - ثم بسطها، فإذا فيها آدم وذريته))، وفي الصحيح: ((إن الله كتب بيده على نفسه لما خلق الخلق: إن رحمتي تغلب غضبي))[18]. وفي الصحيح: أنه لما تحاجَّ آدم وموسى، قال آدم: ((يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده))، وقد قال موسى: ((أنت آدم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه))[19]. وفي حديث آخر: أنه قال سبحانه: ((وعزتي وجلالي لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي، كمن قلت له كن فكان))[20]، وفي حديث آخر في السنن: ((لما خلق الله آدم ومسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذريته، فقال: خلقت هؤلاء للجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره بيده الأخرى، فقال: خلقت هؤلاء للنار، وبعمل أهل النار يعملون))[21].
قال شيخ الإسلام رحمه الله: فهذه الأحاديث وغيرها نصوص قاطعة لا تقبل التأويل، وقد تلقتها الأمة بالقبول والتصديق.

ثم قال رحمه الله تعالى: (فهل يجوز أن يملأ الكتاب والسنة من ذكر اليد، وأن الله تعالى خلق بيده، وأن يديه مبسوطتان، وأن الملك بيده، وفي الحديث ما لا يحصى، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولي الأمر لا يبينون للناس أن هذا الكلام لا يراد به حقيقته ولا ظاهره، حتى ينشأ جهم بن صفوان - بعد انقراض عهد الصحابة - فيبين للناس ما نزل إليهم على نبيهم، ويتبعه عليه بشر بن غياث، ومن سلكوا سبيلهم من كل مغموص عليه بالنفاق؟ وكيف يجوز أن يعلمنا نبينا صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة؟! ويقول: ((ما تركت من شيء يقربكم إلى الجنة إلا وحدثتكم به، تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك))[22]، ثم يترك الكتاب المنزل عليه وسنته الغراء مملوءة مما يزعم الخصم أن ظاهره تشبيه وتجسيم، وأن اعتقاده ظاهره ضلال، وهو لا يبين ذلك ولا يوضحه؟
وكيف يجوز للسلف أن يقولوا: أمروها كما جاءت، مع أن معناها المجازي هو المراد، وهو شيء لا يفهمه العرب، حتى يكون أبناء الفرس والروم أعلم بلغة العرب من أبناء المهاجرين والأنصار؟!. اهـ. باختصار من مجموع الفتاوى، ج6، ص: 351 إلى 373.
وبما ذكرنا، يتضح للجميع أن ما ذكره الشاب هو الصواب.
ونسأل الله أن يهدي الجميع لإصابة الحق في القول والعمل؛ إنه سميع مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
راجع / موقع الضال ابن باز
http://www.binbaz.org.sa/mat/8395#_ftn8
كما قال أستاذنا مرآة التواريخ : أصاب بالغثيان حينما يتحدث عبدة الشاب الأمرد عن التجسيم !
تعليق