الفيض الكاشاني هنا كان في معرض التوفيق بين مقاصد الاحاديث لا في معرض التحقيق في صحتها ، فاستخلص الى نتيجة من مجموع تلك المرويات ان للقرآن سبع بطون من التأويلات وسبع اقسام للآيات ونزل على سبع لغات. فبالنسبة لرواية :
قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) إن الأحاديث تختلف منكم ، قال : فقال : إن القرآن نزل على سبعة أحرف وأدنى ما للامام أن يفتي على سبعة وجوه . ثم قال : هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب
فقد بيّن فيها ان المقصود بالاحرف السبع هنا هي البطون والتأويلات على فرض صحتها بقوله (وهذا نص في البطون وتأويلات) لاتعدد اوجه القراءة ، ويؤكد ذلك قوله عندما استعرض الرواية الثانية :
قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) إن الناس يقولون إن القرآن نزل على سبعة أحرف . فقال : كذبوا أعداء الله ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد
حيث علّق على الرواية وقال : ( ومعنى هذا الحديث معنى سابقه والمقصود منهما واحد وهو أن القراءة الصحيحة واحدة) ثم وفّق بين رواية السبع احرف ورواية الحرف الواحد ان موضوع رواية السبع هو مختلف عن موضوع رواية الحرف الواحد إذ ان موضوع رواية السبع احرف هو البطون والتأويلات وموضوع رواية الحرف الواحد هو وجه القراءة فلاتنافي بين الروايتين اذ لاوحدة للموضوع وقد عبر عن ذلك بقوله : "وعلى هذا فلا تنافي بين هذين الحديثين وشئ من أحاديث الأحرف ايضا"
ولامعارضة في ذلك بين حكم السيد الخوئي قدس سره في عدم اعتبار اي رواية تخالف صحيحة رواية الحرف الواحد وبين عدم نفي الفيض الكاشاني لرواية السبع احرف اذ ان السيد الخوئي كان حكمه فيما لو توحد الموضوع بأن يكون مقصد كلتا الروايتين هو وجه القراءة فاستنكر رواية السبع او غيرها مما يُعارض صحيحة الوجه الواحد للقراءة في حين ان الفيض الكاشاني كان في معرض عدم وحدة الموضوع ومفاده ان رواية السبع مقصدها التأويل والبطون ورواية الحرف الواحد مقصدها وجه القراءة.
فكل عالم كان صحيحاً في طرحه بناءاً على الاساس الذي انطلق منه في فهم الرواية.
الشيء الاخير بقي في قول الفيض الكاشاني هو (ان القرآن نزل على سبع لغات)
وهنا يجيب ان نوضح هذه العبارة كي لايتخذها المهرجين فرصة للتهريج وهم لايعرفوا معناها ، فالفيض الكاشاني بهذه العبارة انما قصد ( على فرض صحة رأيه وهو قول فيه نظر حسب رأي السيد الخوئي قدس سره) ان مكونات اللغة القرآنية مصدرها سبعة لغات وليس ان الكلمة تُقرأ بسبعة وجوه وهذا واضح بما ورد آنفا. ولضرب مثال في ذلك نقول ان اللغة البلجيكية هي لغتين منفصلة حقيقة إذ لاتوجد لغة بلجيكية بل ان المجتمع البلجيكي يتكلم اما اللغة المستقلة بذاتها الفرنسية او اللغة المستقلة بذاتها الهولندية ، فإن أردت ان تقول (شكرا) في بلجيكا فأما ان تقولها بالفرنسي (ميرسي) او تقولها بالهولندي (دانكو ويل) فالبلجيك اما يتكلموا فرنسي او يتكلموا هولندي ولاتوجد لغة خاصة بهم.
بعكس اللغة اللوكسمبورگية الهندو اوربية ، فهي لغة مستقلة بذاتها لكن مفرداتها مشتقة من عدة لغات كالفرنسية والهولندية والالمانية والانگليزية :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%...BA%D9%8A%D8%A9
فعندما تريد ان تقول (شكراً) توجد كلمة واحدة مقابلة وهي (ميرسي) الفرنسية الأصل بينما لو اردت ان تقول (أنا) فتجد كلمة مقابلة (إش) وهي اقرب الى الالمانية.
اذن منابع اللغة اللوكسمبورگية متعددة لكن لكل كلمة وجه واحد لااكثر ، وكذلك مااراد ان يبيّنه الفيض الكاشاني بلغة القرآن انها مجمّعة (على) منابع مختلفة للغة العربية ، فتنزل كلمة تارة على لغة هوازن مثلاً وتنزل كلمة (اخرى) وليس نفس الكلمة على لغة اليمن مثلاً ، فبالنتيجة لكل كلمة وجه واحد لايجوز تغيره حسب اللغات المجموعة في القرآن ، كما انك تقول (ميرسي) فقط في اللغة اللوكسمبورگية وليس ثانكيو - دانكو ويل - دانكة ، وهي اللغات الانگليزية والهولندية والالمانية المشتركة في مفردات اللغة اللوكسمبورگية.
-----
تبقى النقطة الاخيرة وهي مايخص قول الامام الخميني قدس.
إذ استنسخ هذا الكديش قول الامام الخميني :
وهذا لاعلاقة له بإقرار ان تلك القراءات هي من الله عزوجل جميعاً
فغاية مافي الامر انه بوجود تحريف بشري لإحدى القراءات فهناك اراء للعلماء فيها في جواز قراءة ايا منها او وجوب احراز التي من القرآن بقرائتهما سوية ،
وليس في ذلك اي اقرار بكونهما سوية من التنزيل ، فحتى عبد الباسط قرأهما سوية تارة وقرأ احداهما تارة لكن مَن مِن الكلمتين انزلهما الله عزوجل ؟ يبقى هذا هو السؤال :
بل ويكفي اختلاف علمائكم انفسهم بترجيح احدى القرائتين ضد الاخرى فلو كان هناك فعلا تواتر منقول عن الرسول بشأنهما لنُسِف النقاش من اساسه حولها:
- تفسير ابن كثير - ابن كثير ج 1 ص 26 :
( 4 ) قرأ بعض القراء " ملك يوم الدين " وقرأ آخرون " مالك " وكلاهما صحيح متواتر في السبع ويقال ملك بكسر اللام وبإسكانها ويقال مليك أيضا وأشبع نافع كسرة الكاف فقرأ " ملكي يوم الدين " وقد رجحكلا من القراءتين مرجحون
من حيث المعنى وكلاهما صحيحة حسنة ورجح الزمخشري ملك لانها قراءة أهل الحرمين ولقوله " لمن الملك اليوم * قوله الحق وله الملك " وحكي عن أبي حنيفة أنه قرأ " ملك يوم الدين " على أنه فعل وفاعل ومفعول وهذا شاذ غريب جدا (هذا ابو حنيفة هم طلع يحرف كلام الله) وقد روى أبو بكر بن أبي داود في ذلك شيئا غريبا حيث قال حدثنا أبو عبد الرحمن الازدي حدثنا عبد الوهاب بن عدي بن الفضل عن أبي المطرف عن ابن شهاب أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية وابنه يزيد بن معاوية كانوا يقرؤن " مالك يوم الدين " قال ابن شهاب وأول من أحدث " ملك " مروان " قلت " مروان عنده علم بصحة ما قرأه لم يطلع عليه ابن شهاب والله أعلم . وقد روي من طرق متعددة أوردها ابن مردويه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها " مالك يوم الدين " (فلماذا عبد الباسط يقرأها اذن بملك؟) ومالك مأخوذ من الملك كما قال تعالى : " إنا نحن نرث الارض ومن عليها وإلينا يرجعون " وقال : " قل أعوذ برب الناس ملك الناس " وملك مأخوذ من الملك كما قال تعالى : " لمن الملك اليوم لله الواحد القهار " وقال : " قوله الحق وله الملك " وقال : " الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا " وتخصيص الملك بيوم الدين لا ينفيه عما عداه لانه قد تقدم الاخبار بأنه رب العالمين وذلك عام في الدنيا والآخرة وإنما أضيف إلى يوم الدين لانه لا يدعي أحد هنالك شيئا ولا يتكلم أحد إلا بإذنه كما قال تعالى : " يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا " وقال تعالى : " وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا " وقال تعالى : " يوم يأتي لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد " (السؤال الذي يطرح نفسه : لِم هذه الاستنتاجات التي تحتها خط اذا كانت "ملك يوم الدين" متواترة عن الرسول؟) وقال الضحاك عن ابن عباس " مالك يوم الدين " يقول لا يملك أحد معه في ذلك اليوم حكما كملكهم في الدنيا قال ويوم الدين يوم الحساب للخلائق وهو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر إلا من عفا عنه وكذلك قال غيره من الصحابة والتابعين والسلف وهو ظاهر وحكى ابن جرير عن بعضهم أنه ذهب إلى تفسير " مالك يوم الدين " أنه القادر على إقامته ثم شرع يضعفه والظاهر أنه لا منافاة بين هذا القول وما تقدم وأن كلا من القائلين هذا القول وبما قبله يعترف بصحة القول الآخر ولا ينكره ولكن السياق أدل على المعنى الاول من هذا كما قال تعالى : " الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا " والقول الثاني يشبه قوله تعالى : " ويوم يقول كن فيكون " والله أعلم .
والملك في الحقيقة هو الله عزوجل قال الله تعالى " هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام " وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا " أخنع اسم عند الله رجل تسمى بملك الاملاك ولا مالك إلا الله " وفيهما عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يقبض الله الارض ويطوي السماء بيمينه ثم - (وهنا سيبدأ ابن كثير بتقوية "ملك يوم الدين" ضمناً) - يقول أنا الملك أين ملوك الارض ؟ أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ " وفي القرآن العظيم " لمن الملك اليوم لله الواحد القهار " فأما تسمية غيره في الدنيا بملك فعلى سبيل المجاز كما قال تعالى : " إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا " " وكان وراءهم ملك " " إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا " وفي الصحيحين " مثل الملوك على الاسرة " . والدين الجزاء والحساب كما قال تعالى : " يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق " وقال : " أئنا لمدينون " أي مجزيون محاسبون وفي الحديث " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت " أي حاسب نفسه لنفسه كما قال عمر رضي الله عنه حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وتأهبوا للعرض الاكبر على من لا تخفى عليه أعمالكم " يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية " .
-----
يتبع 4
قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) إن الأحاديث تختلف منكم ، قال : فقال : إن القرآن نزل على سبعة أحرف وأدنى ما للامام أن يفتي على سبعة وجوه . ثم قال : هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب
فقد بيّن فيها ان المقصود بالاحرف السبع هنا هي البطون والتأويلات على فرض صحتها بقوله (وهذا نص في البطون وتأويلات) لاتعدد اوجه القراءة ، ويؤكد ذلك قوله عندما استعرض الرواية الثانية :
قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) إن الناس يقولون إن القرآن نزل على سبعة أحرف . فقال : كذبوا أعداء الله ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد
حيث علّق على الرواية وقال : ( ومعنى هذا الحديث معنى سابقه والمقصود منهما واحد وهو أن القراءة الصحيحة واحدة) ثم وفّق بين رواية السبع احرف ورواية الحرف الواحد ان موضوع رواية السبع هو مختلف عن موضوع رواية الحرف الواحد إذ ان موضوع رواية السبع احرف هو البطون والتأويلات وموضوع رواية الحرف الواحد هو وجه القراءة فلاتنافي بين الروايتين اذ لاوحدة للموضوع وقد عبر عن ذلك بقوله : "وعلى هذا فلا تنافي بين هذين الحديثين وشئ من أحاديث الأحرف ايضا"
ولامعارضة في ذلك بين حكم السيد الخوئي قدس سره في عدم اعتبار اي رواية تخالف صحيحة رواية الحرف الواحد وبين عدم نفي الفيض الكاشاني لرواية السبع احرف اذ ان السيد الخوئي كان حكمه فيما لو توحد الموضوع بأن يكون مقصد كلتا الروايتين هو وجه القراءة فاستنكر رواية السبع او غيرها مما يُعارض صحيحة الوجه الواحد للقراءة في حين ان الفيض الكاشاني كان في معرض عدم وحدة الموضوع ومفاده ان رواية السبع مقصدها التأويل والبطون ورواية الحرف الواحد مقصدها وجه القراءة.
فكل عالم كان صحيحاً في طرحه بناءاً على الاساس الذي انطلق منه في فهم الرواية.
الشيء الاخير بقي في قول الفيض الكاشاني هو (ان القرآن نزل على سبع لغات)
وهنا يجيب ان نوضح هذه العبارة كي لايتخذها المهرجين فرصة للتهريج وهم لايعرفوا معناها ، فالفيض الكاشاني بهذه العبارة انما قصد ( على فرض صحة رأيه وهو قول فيه نظر حسب رأي السيد الخوئي قدس سره) ان مكونات اللغة القرآنية مصدرها سبعة لغات وليس ان الكلمة تُقرأ بسبعة وجوه وهذا واضح بما ورد آنفا. ولضرب مثال في ذلك نقول ان اللغة البلجيكية هي لغتين منفصلة حقيقة إذ لاتوجد لغة بلجيكية بل ان المجتمع البلجيكي يتكلم اما اللغة المستقلة بذاتها الفرنسية او اللغة المستقلة بذاتها الهولندية ، فإن أردت ان تقول (شكرا) في بلجيكا فأما ان تقولها بالفرنسي (ميرسي) او تقولها بالهولندي (دانكو ويل) فالبلجيك اما يتكلموا فرنسي او يتكلموا هولندي ولاتوجد لغة خاصة بهم.
بعكس اللغة اللوكسمبورگية الهندو اوربية ، فهي لغة مستقلة بذاتها لكن مفرداتها مشتقة من عدة لغات كالفرنسية والهولندية والالمانية والانگليزية :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%...BA%D9%8A%D8%A9
فعندما تريد ان تقول (شكراً) توجد كلمة واحدة مقابلة وهي (ميرسي) الفرنسية الأصل بينما لو اردت ان تقول (أنا) فتجد كلمة مقابلة (إش) وهي اقرب الى الالمانية.
اذن منابع اللغة اللوكسمبورگية متعددة لكن لكل كلمة وجه واحد لااكثر ، وكذلك مااراد ان يبيّنه الفيض الكاشاني بلغة القرآن انها مجمّعة (على) منابع مختلفة للغة العربية ، فتنزل كلمة تارة على لغة هوازن مثلاً وتنزل كلمة (اخرى) وليس نفس الكلمة على لغة اليمن مثلاً ، فبالنتيجة لكل كلمة وجه واحد لايجوز تغيره حسب اللغات المجموعة في القرآن ، كما انك تقول (ميرسي) فقط في اللغة اللوكسمبورگية وليس ثانكيو - دانكو ويل - دانكة ، وهي اللغات الانگليزية والهولندية والالمانية المشتركة في مفردات اللغة اللوكسمبورگية.
-----
تبقى النقطة الاخيرة وهي مايخص قول الامام الخميني قدس.
إذ استنسخ هذا الكديش قول الامام الخميني :
-قال الخميني الاحوط عدم التخلف عن احدى القراءات السبع كما ان الاحوط عدم التخلف عما في المصاحف الكريمه الموجودة بين ايدي المسلمين وان كان التخلف في بعض الكلمات مثل (( ملك يوم الدين )) و (( كفوا أحد )) غير مضر بل لا يبعد جواز القراءة باحدى القراءات )) تحرير الوسيلة 1-167,168 ومنهاج الصالحين للسستاني
فغاية مافي الامر انه بوجود تحريف بشري لإحدى القراءات فهناك اراء للعلماء فيها في جواز قراءة ايا منها او وجوب احراز التي من القرآن بقرائتهما سوية ،
وليس في ذلك اي اقرار بكونهما سوية من التنزيل ، فحتى عبد الباسط قرأهما سوية تارة وقرأ احداهما تارة لكن مَن مِن الكلمتين انزلهما الله عزوجل ؟ يبقى هذا هو السؤال :
بل ويكفي اختلاف علمائكم انفسهم بترجيح احدى القرائتين ضد الاخرى فلو كان هناك فعلا تواتر منقول عن الرسول بشأنهما لنُسِف النقاش من اساسه حولها:
- تفسير ابن كثير - ابن كثير ج 1 ص 26 :
( 4 ) قرأ بعض القراء " ملك يوم الدين " وقرأ آخرون " مالك " وكلاهما صحيح متواتر في السبع ويقال ملك بكسر اللام وبإسكانها ويقال مليك أيضا وأشبع نافع كسرة الكاف فقرأ " ملكي يوم الدين " وقد رجحكلا من القراءتين مرجحون

والملك في الحقيقة هو الله عزوجل قال الله تعالى " هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام " وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا " أخنع اسم عند الله رجل تسمى بملك الاملاك ولا مالك إلا الله " وفيهما عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يقبض الله الارض ويطوي السماء بيمينه ثم - (وهنا سيبدأ ابن كثير بتقوية "ملك يوم الدين" ضمناً) - يقول أنا الملك أين ملوك الارض ؟ أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ " وفي القرآن العظيم " لمن الملك اليوم لله الواحد القهار " فأما تسمية غيره في الدنيا بملك فعلى سبيل المجاز كما قال تعالى : " إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا " " وكان وراءهم ملك " " إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا " وفي الصحيحين " مثل الملوك على الاسرة " . والدين الجزاء والحساب كما قال تعالى : " يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق " وقال : " أئنا لمدينون " أي مجزيون محاسبون وفي الحديث " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت " أي حاسب نفسه لنفسه كما قال عمر رضي الله عنه حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وتأهبوا للعرض الاكبر على من لا تخفى عليه أعمالكم " يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية " .
-----
يتبع 4
تعليق