مالكم ؟ كيف تحكمون ؟
الصحابي الجليل المقداد بن عمرو - رضي الله عنه -، وهو من المبكرين بالإسلام، حيث ذكر ضمن السبعة الأوائل الذين اعتنقوا الإسلام.
وكان المقداد قد جاء إلى مكة، فأخذه الأسود بن عبد يغوث وتبناه، فصار يدعى المقداد بن الأسود، فلما نزلت آية تحريم التبني نُسب لأبيه عمرو بن سعد.
وتزوج المقداد ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ابنة عم النبي
، مع أنه مولى وهى قرشية هاشمية شريفة؛ وذلك لأن الإسلام لا يفرق بين عبد أو سيد ولا بين شريف ووضيع، فالكل في نظر الإسلام سواء، لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أسود ولا أبيض إلا بالتقوى والعمل الصالح ، (فلا يستمع أحدكم إلى من ينسب نفسه للإسلام ويقول هذا عربي وهذا فارسي ، فهو لم يشم رائحة الإسلام)
وهاجر المقداد إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وحضر بدرًا، وشهد المعارك كلها، وكان أول من قاتل على فرس في سبيل الله، وقيل إنه الوحيد الذي قاتل على فرس يوم بدر، أما بقية المجاهدين فكانوا مشاة أو راكبين إبلاً.
وعُرف المقداد بالشجاعة والفروسية والحكمة، وكانت أمنيته أن يموت شهيدًا في سبيل الله، ويبقى الإسلام عزيزًا قويًّا، فقال - رضي الله عنه -: (لأموتن والإسلام عزيز.)
وروى أنه لما وقف النبي
يشاور أصحابه قبيل غزوة بدر الكبرى تقدم هذا الصحابي الجليل ، وقال مخاطبًا النبي الأعظم
: (يا رسول الله، امض لما أراك الله، فنحن معك، والله، لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى -عليه السلام-: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، بل نقول لك: اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد (موضع في اليمن) لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه، فقال له رسول الله خيرًا، ودعا له. [ابن هشام].
انطلقت هذه الكلمات الطيبة من فم هذا الصحابي، فتهلل وجه النبي الأعظم
ودعا له دعوة صالحة، وتمنى كل صحابي لو أنه كان صاحب هذا الموقف العظيم.
وكان النبي الأعظم يحب المقداد حبًّا كبيرًا، ويقرِّبه منه، وجعله ضمن العشرة الذين كانوا معه في بيت واحد، عندما قسَّم المسلمين بعد الهجرة إلى المدينة إلى عشرات، وجعل كل عشرة في بيت.
والمقداد - رضي الله عنه - غير مذكور - بالطبع - في حديث العشرة المبشرين بالجنة - المزعوم - لا هو ولا باقي الصحابة المبشرين فعلاً بالجنة كما سنرى الآن ولا الحسن ولا الحسين ، ما يضرب حديث العشرة المبشرين بالجنة - المزعوم - بالقنابل الذرية الفتاكة.
فقد ورد في صحيح السنة النبوية أن النبي الأعظم
قال : (إن الله أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم) فقيل: يا رسول الله، سمهم لنا؟ قال: (عليٌّ منهم، يقول ذلك ثلاثًا، وأبوذرِّ، والمقداد، وسلمان، أمرني بحبهم، وأخبرني أنه يحبهم). [أحمد والترمذي].
وكان المقداد حكيمًا عاقلا، وكانت مواقفه تعبِّر عن حكمته فها هو ذا يقول للنبي
عندما سأله: (كيف وجدت الإمارة؟) وكان النبي
قد ولاه إحدى الإمارات، فقال المقداد: لقد جعلتني أنظر إلى نفسي كما لو كنت فوق الناس، وهم جميعًا دوني، والذي بعثك بالحق، لا أتأمرن على اثنين بعد اليوم أبدًا.
فأقسم على عدم قبوله الإمارة، ثم أبّر بقسمه فلم يك أميرًا بعد ذلك، ويتغنى بحديث للرسول قال فيه: (إن السعيد لمن جنب الفتن) [أبو داود].
وللمقداد موقف آخر تظهر فيه حكمته، فيقول أحد أصحابه: جلسنا إلى المقداد يومًا فمر به رجل، فقال مخاطبًا المقداد: (طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله ، والله، لوددنا أنا رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شاهدت) ، فأقبل عليه المقداد، وقال: (ما يحمل أحدكم على أن يتمنى مشهدًا غيبه الله عنه، لا يدري لو شهده كيف كان يصير فيه؟ والله لقد عاصر رسول الله أقوامًا، كبهم الله - عز وجل - على مناخرهم (أي: أنوفهم) في جهنم، أو لا تحمدون الله الذي جنبكم مثل بلائهم، وأخرجكم مؤمنين بربكم ونبيكم.) [أبو نعيم].
وأوصى الرسول
بحبه، فقال النبي
: (عليكم بحب أربعة: علي، وأبي ذر، وسلمان، والمقداد) [أحمد والترمذي وابن ماجه].
الصحابي الجليل المقداد بن عمرو - رضي الله عنه -، وهو من المبكرين بالإسلام، حيث ذكر ضمن السبعة الأوائل الذين اعتنقوا الإسلام.
وكان المقداد قد جاء إلى مكة، فأخذه الأسود بن عبد يغوث وتبناه، فصار يدعى المقداد بن الأسود، فلما نزلت آية تحريم التبني نُسب لأبيه عمرو بن سعد.
وتزوج المقداد ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ابنة عم النبي

وهاجر المقداد إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وحضر بدرًا، وشهد المعارك كلها، وكان أول من قاتل على فرس في سبيل الله، وقيل إنه الوحيد الذي قاتل على فرس يوم بدر، أما بقية المجاهدين فكانوا مشاة أو راكبين إبلاً.
وعُرف المقداد بالشجاعة والفروسية والحكمة، وكانت أمنيته أن يموت شهيدًا في سبيل الله، ويبقى الإسلام عزيزًا قويًّا، فقال - رضي الله عنه -: (لأموتن والإسلام عزيز.)
وروى أنه لما وقف النبي


انطلقت هذه الكلمات الطيبة من فم هذا الصحابي، فتهلل وجه النبي الأعظم

وكان النبي الأعظم يحب المقداد حبًّا كبيرًا، ويقرِّبه منه، وجعله ضمن العشرة الذين كانوا معه في بيت واحد، عندما قسَّم المسلمين بعد الهجرة إلى المدينة إلى عشرات، وجعل كل عشرة في بيت.
والمقداد - رضي الله عنه - غير مذكور - بالطبع - في حديث العشرة المبشرين بالجنة - المزعوم - لا هو ولا باقي الصحابة المبشرين فعلاً بالجنة كما سنرى الآن ولا الحسن ولا الحسين ، ما يضرب حديث العشرة المبشرين بالجنة - المزعوم - بالقنابل الذرية الفتاكة.
فقد ورد في صحيح السنة النبوية أن النبي الأعظم

وكان المقداد حكيمًا عاقلا، وكانت مواقفه تعبِّر عن حكمته فها هو ذا يقول للنبي


فأقسم على عدم قبوله الإمارة، ثم أبّر بقسمه فلم يك أميرًا بعد ذلك، ويتغنى بحديث للرسول قال فيه: (إن السعيد لمن جنب الفتن) [أبو داود].
وللمقداد موقف آخر تظهر فيه حكمته، فيقول أحد أصحابه: جلسنا إلى المقداد يومًا فمر به رجل، فقال مخاطبًا المقداد: (طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله ، والله، لوددنا أنا رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شاهدت) ، فأقبل عليه المقداد، وقال: (ما يحمل أحدكم على أن يتمنى مشهدًا غيبه الله عنه، لا يدري لو شهده كيف كان يصير فيه؟ والله لقد عاصر رسول الله أقوامًا، كبهم الله - عز وجل - على مناخرهم (أي: أنوفهم) في جهنم، أو لا تحمدون الله الذي جنبكم مثل بلائهم، وأخرجكم مؤمنين بربكم ونبيكم.) [أبو نعيم].
وأوصى الرسول


تعليق