إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

عدنان العرعرعور تعال هنا

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    وأنت ترى أن أم المؤمنين عائشة تعترف بان الآية لم تنزل فيهن، وهي أحدى نساء النبي (صلى الله عليه وآله) والمقربة له (صلى الله عليه وآله) كما يقال.
    وروى ابن تيمية عن أم سلمة، وهي من نساء النبي (صلى الله عليه وآله) أيضا:
    (إن هذه الآية لما نزلت أدار النبي (صلى الله عليه وآله) كساءه على علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)(56).
    يقول القرطبي في تفسير هذه الآية:
    (... وإن هذا الشيء جرى في الأخبار أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما نزلت عليه هذه الآية، دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين، فعمد النبي (صلى الله عليه وآله) إلى كساء فلفها عليهم، ثم ألوى بيده إلى السماء، فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)(57).
    وفي ذلك يقول البيضاوي في تفسيره:
    (وتخصيص الشيعة أهل البيت بفاطمة وعلي وابنيهما رضي الله عنهم لما روي أنه عليه الصلاة والسلام خرج ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود...)(58).
    وفي تفسير القرآن العظيم لابن كثير:
    (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس... الآية... عن أنس بن مالك قال: (إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يمر بباب فاطمة رضي الله عنها ستة اشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول: (الصلاة يا أهل البيت، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
    وقد أخرجها ابن كثير في تفسيره بطرق مختلفة(59).
    ولهذا يقول ابن حجر في صواعقه:
    (إن أكثر المفسرين على أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين)(60).
    ويقول أيضا:
    (وصح أنه (صلى الله عليه وآله) جعل على هؤلاء كساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي- أي خاصتي- أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقالت أم سلمة: وأنا معهم، قال: إنم على الخير)(61).
    أقول: وهذا دليل قاطع على أن نساء النبي لا تشملهن الآية المباركة، ويؤيد ذلك أيضا بالإضافة إلى ما ذكرناه، ما ترويه أم المؤمنين عائشة قالت لابن عم لها حينما سألها عن علي (عليه السلام)، فقالت:
    (تسألني عن رجل كان من أحب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكانت تحته ابنته وأحب الناس إليه؟ لقد رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا عليا وفاطمة وحسنا وحسينا رضي الله عنهم فألقى عليهم ثوبا فقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) قالت: فدنوت منهم، فقلت: يا رسول الله وأنا من أهل بيتك، فقال (صلى الله عليه وآله): تنحي فإنك على خير)(62).
    فقوله (صلى الله عليه وآله): تنحي لدليل قاطع على أنها ليست من أهل البيت الذين دلت عليهم الآية.
    وأخرج الحافظ الذهبي في تلخيصه على المستدرك في حديث صحيح عن ابن عباس قال: (...وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين وقال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت) الآية...صحيح). يقول الحاكم في مستدركه هذا الحديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه)(63).
    وهذا وقد أخرج هذه الآية في هؤلاء الخمسة علماء أهل السنة منهم:
    النيسابوري في أسباب النزول(64)، والقندوزي في ينابيع المودة(65)، والنسائي في الخصائص(66)، والزمخشري في الكشاف(67)، والامام أحمد كما عن أنس بن مالك قال: (إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى الصلاة...)(68).
    والبلاذري في أنساب الاشراف(69)، والبيهقي في كتابه الاعتقاد على مذهب السلف(70)، وابن المغازلي في المناقب(71)، والمحب الطبري في ذخائر العقبى(72)، إلى غير ذلك، وما ذكرناه ففيه الكفاية لطالب الهداية.
    يقول الدكتور أحمد صبحي معلقا على آية التطهير: (وهذا التفسير يفيد أن آل البيت بيت النبي هم المقصودون من لفظ القربى في الآية.... إذ ان ابن تيمية مع تطرفه في معارضة تفسيرات الشيعة، قد سلم أنه ورد في الصحيح أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد خطب يوم غدير خم فقال: أذكركم في أهل بيتي، قالها ثلاثا)(73).
    أقول: هذا ما جاء عن حفاظ أهل السنة وثقاتهم من نزول الآية في رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين (عليهم السلام) فتخصيص النبي (صلى الله عليه وآله) هؤلاء بالخصوص من دون جميع المسلمين وفيهم أقرباؤه، لدليل واضح على تهيئة الجو لهم لاستلام الخلافة من بعده، وتنبيه المسلمين على أن هؤلاء هم الصفوة التي ينبغي أن يسند إليهم قيادة المسلمين.
    ولهذا يقول العلامة المناوي في فيض القدير في شرح الجامع الصغير للعلامة السيوطي في حديث صحيح: (...أهل بيتي: تفصيل بعد إجمال بدلا او بيانا وهم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)(74).
    ولهذا جاء في صحيح الامام مسلم: (ولما نزلت هذه الآية: فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم... دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال: اللهم هؤلاء أهلي)(75).
    ومن كل هذا يظهر لنا ما قاله الاستاذ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه سلسلة الاحاديث الصحيحة، فهو اسم على غير مسماه، تحريفا لما جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله).

    النص الخامس: حديث المنزلة والوصية
    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي).
    من النصوص الجيلة الدالة على وجود النص على خلافة الامام علي (صلى الله عليه وآله)، ما يرويه علماء أهل السنة وحملة الآثار، وهو حديث المنزلة وأحاديث الوصية.
    يقول الدكتور أحمد صبحي:
    (إن بعض علمائهم - أي الشيعة - كعبد الحسين شرف الدين والموسوي القزويني، يذكرون إضافة إلى متن الحديث غير مذكور في النص السني أو حتى النص الذي بينه كثير من علماء الشيعة أنفسهم، وهو قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) (إلا أنه لا نبي بعدي إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي)، ولاشك أن هذه العبارة تجعل من الحديث نصا جليا في إمامة علي يحسم كل اختلاف ويضع حدا للتفسيرات المتباينة التي استخلصتها الفرق من دلالة الحديث، وينسب السيد القزويني هذه الإضافة إلى الحاكم في المستدرك والذهبي في الجزء الثالث من تلخيصه صفحة143...)(76).
    أقول: وإليك ما أخرجه علماء أهل السنة من وجود هذه الاضافة لتكون نصا صريحا على خلافة الإمام علي كما يقول الدكتور صبحي، لنحسم كل خلاف:
    أخرج الامام أحمد في مسنده أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعلي:
    (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي. قال: قال رسول الله: أنت وليي في كل مؤمن بعدي... قال: من كنت مولاه فإن مولاه علي...)(77).
    وفي المستدرك للحاكم عن ابن عباس قال:
    (خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزوة تبوك، وخرج الناس معه، فقال له علي: أخرج معك؟ قال: فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لا، فبكى علي، فقال له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي، قال ابن عباس: وقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة. هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)(78).
    أي البخاري ومسلم.
    يقول الحافظ الذهبي في تلخيصه:
    (... قال: - أي ابن عباس- وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزوة تبوك فبكى علي، فقال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي، وقال له: أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة... صحيح)(79).
    وأنت ترى أن الحافظ قد حكم بصحة هذا الحديث، ومن هنا يثبت النص الجلي على خلافة الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام).
    وأخرج النسائي، وهو أحد أصحاب الصحاح الستة، قال:
    (وخرج- النبي- بالناس في غزوة تبوك، قال: فقال له علي: أخرج معك؟ فقال نبي الله: لا، فبكى علي، فقال له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي)، قال: (وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت ولي في كل مؤمن بعدي)(80).
    وفي الاصابة للعسقلاني:
    إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعلي في غزوة تبوك: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنك لست بنبي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي، وقال له: أنت ولي كل مؤمن من بعدي)(81).
    وأخرج القندوزي عن ابن عباس قال:
    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي لما خرج إلى غزوة تبوك وخرج الناس معه دون علي، فبكى: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي)(82).
    هذه نبذة مما رواه علماء أهل السنة من حديث المنزلة، اقتصرنا على ذكر الأضافة التي ذكرها الدكتور أحمد صبحي، ونقى وجودها في نصوص أهل السنة، لتكون نصا صريحا - كما يقول - على خلافة الإمام علي (عليه السلام).

    النص السادس: حديث الغدير
    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي في حجة الوداع:
    (...من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيثما دار، اللهم هل بلغت).
    يقول سبط بن الجوزي:
    (اتفق علماء أهل السير على أن قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة، جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرين ألفا وقال من كنت مولاه فعلي مولاه، الحديث) نص (صلى الله عليه وآله) على ذلك بصريح العبارة دون التلويح والإشارة، وذكر أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بإسناده: (أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما قال ذلك طار في الاقطار وشاع في البلاد والامصار... إلى آخر الحديث)(83).
    وأخرج حديث الغدير هذا، والذي ينص بصريح العبارة جميع علماء أهل السنة ورواتهم، منهم الامام مسلم في صحيحه(84)، والنسائي في الخصائص(85)، وابن المغازلي في المناقب(86)، والمحب الطبري في ذخائر العقبى(87)، والمتقي الهندي في كنز العمال(88)، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن(89) والحاكم النيسابوري في شواهد التنزيل(90) والشهرستاني في الملل والنحل(91)، وحجة الاسلام الغزالي في سر العالمين(92)، والحاكم في المستدرك(93)، والحافظ الذهبي في تلخيصه(94)، وابن حجر العسقلاني في الاصابة(95)، والمقريزي في الخطط(96) والامام أحمد في المسند(97)، والبيهقي في كتاب الاعتقاد(98)، والسيوطي في الجامع الصغير(99)، وغير هؤلاء كثير تركنا ذكرها للاختصار، فمن أراد المزيد فعليه بكتابنا مع موسى الموسوي.
    وهناك أحاديث كثيرة تنص على خلافة أمير المؤمنين أعرضنا عنها منها حديث الثقلين المتواتر عند الفريقين السنة وأهل الشيعة(100)، وأحاديث السفينة، وكتاب الوصية وحديث الدواة والقرطاس إلى غير ذلك من النصوص الصريحة الدالة على وجود النص على خلافة الامام علي (عليه السلام)(10).
    وقد عرض الدكتور أحمد صبحي وجهة نظر الشيعة بوجوب صدور استخلاف من النبي في ضوء وقائع التاريخ بقوله:
    (الحقيقة الأولى التي يجب التسليم بها أن النبي كان يعلم أن أمته ستتعرض إذا لم ينص هو على من يخلفه إلى الفتن والاضطراب، أما أنه كان يعلم ذلك فان كل الفرق الاسلامية قد أوردت هذا الحديث: (ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة...) فهل كان رسول الله يعلم أن الدهر يدخر لأمته صفحة مملوءة بالحوادث والفتن، إذ تختلف أمته من بعده ويتقاتل افرادها وتراق الدماء وتزهق النفوس ثم يسكت النبي عن ذلك دون أن يقدم على مشورة تجنب أمته شر العثار؟ ولنفرض أن الحديث والتاريخ لم يسجلا لنا حديثا واحدا يقضي فيه النبي بمن يخلفه في أمر أمته، فهل يصح أن نصدقهما بهذا الاهمال ونصدقهما أن النبي ترك أمته في فوضوية لاحد لها.
    وهل كان دينه خاصا بعصره ليترك أمته من بعده هملا من غير راع يسوسهم او طريقة يتبعونها في أمور دينهم ودنياهم، لقد ورد أن عائشة قالت لعمر في أواخر أيام خلافته: (لاتدع أمة محمد بلا راع، استخلف عليهم ولا تدعهم بعدك هملا فاني أخشى عليهم الفتنة) فهل لم يدرك النبي ما أدركته عائشة أن المسلمين يتعرضون للفتنة نتيجة عدم الاستخلاف أم ليس بين المسلمين وصحابة الرسول من سأله هذا السؤال الذي سألته عائشة لعمر؟
    وإذا لم يكن محمد نبيا مرسلا نزل دينه للناس كافة في كل زمان، وإذا لم يكن عالما عن وحي فليكن على الأقل سياسيا كسائر الساسة الذين لا يخفى عليهم بعض أمور رعاياهم فلا يتركونهم تحت رحمة هؤلاء واختلاف الآراء.

    تعليق


    • #32
      على أنه قد عرف عنه أنه لم يترك المدينة إذا خرج لحرب أو غزوة من غير أمير يخلفه عليها، فكيف نصدق عنه أنه أهمل أمر أمته بعده إلى آخر الدهر دون قاعدة يرجع إليها المسلمون أو خلف بعده؟ فإن قيل انه وكل الأمر إلى اتفاق أمته واختيارهم، فمعناه أنه أوقع أمته في منازعات دائمة تقضي إلى إزهاق النفوس وإضعاف القوى وذهاب الايمان، إذ كيف يتفق أهل البلد الواحد على حكم واحد فضلا عن أمة كبيرة؟)(102).
      هذا ما قرره الدكتور أحمد صبحي. أما الآمدي، فقد قرر رأي الشيعة في وجوب الامامة بقوله:
      (ولربما قرروا ذلك بطريق معنوي، وهو ان النبي (صلى الله عليه وآله) اما أن يكون عالما باحتياج الخلق إلى من يقوم بمهماتهم، ويحفظ بيضتهم، ويحمي حوزتهم، ويقبض على أيدي السفهاء منهم ويقيم فيهم الاحكام الشرعية على وفق ما وردت به الأدلة السمعية على ما تقرر. أو لم يكن عالما. لا جائز أن يقال بكونه غير عالم، إذ هو إساءة ظن بالنبوة وقدح في سر الرسالة. وكذلك أيضا إن كان عالما ولم ينص، لاسيما والتنصيص هنا آكد من التنصيص وإيجاب التعريف لما يتعلق بباب الاستنجاء والتيمم على ما لا يخفى...
      ولا جائز أن يقال: إنه ترك الأمر شورى فيما بين الصحابة، وفوض الأمر إلى اجتهاداتهم وآرائهم، ليعلم القاصر من الفاضل والمجتهد من العي، والإلجاز للصحابة إلا ينصبوا إماما أيضا، ليعلم الطائع من العاصي، والمنقاد للأوامر والنواهي من غيره، بل ولجاز إهمال بعثة الرسل، وتفويض الأمر إلى أرباب العقول، ليتميز أيضا المجتهد ومن له النظر في المدارك واستنباط المسالك ممن ليس كذلك، وذلك مما لا يخفى فساده.
      كيف وأن التعيين بعدما ثبت القول بوجوب الامامة لازم لا محالة، ثم كيف يجب على الناس طاعته وهو انما صار إماما باقامتهم له؟ فاذن لابد أن يكون التعيين واردا من قبل الشرع وصادرا من جهة السمع، وهو إنما يثبت في حق من يدعيه، دون من ينفيه).
      هذا معتقد الشيعة وطوائف الامامية كما يقول الآمدي(103).
      يقول الدكتور أحمد صبحي:
      (هذه أدلة متكلمي الشيعة الاثني عشرية في نقد مبدأ الاختيار واثبات وجود النص على الإمامة، فما كان موقف أهل السنة أزاءها... أما ازاء الدفاع عن مبدأ الاختيار فلم يكن موقفهم متماسكا موحدا، ويرجع ذلك الى اختلاف آرائهم في كيفية الاختيار... كل ذلك لا نجد عند متكلمي أهل السنة موقفا مجمعا عليه، الأمر الذي يسر على الشيعة نقد دعوى الاختيار من أساسها واثبات تهافتها فضلا عن عدم انطباقها في الواقع الا حين اختير أبو بكر... فلقد كان في واقع التاريخ الاسلامي ما التمس فيه الشيعة نقط الضعف لتركيز هجومهم على اسلوب اختيار الخلفاء...)(104).
      ثم يستطرد في القول:
      (ولاشك أن أدلة الشيعة جديرة بالاعتبار، ولاشك أيضا أن انتقاداتهم المتتالية لمبدأ الاختيار لها ما يبررها... كل ذلك مما يجعل للأدلة الشيعية وانتقاداتهم لمبدأ الختيار بعض الاعتبار)(105).

      الهوامش:
      1- الشهرستاني: الملل والنحل، مطبعة مصطفى البابي بمصر، 1961، ج1، ص57.
      2- نفس المصدر: ص58- 59- 60، وانظر زكي نجيب محمود: المعقول واللامعقول، ط2، بيروت، 1978، ص145. وأيضا محمد علي ابو ريان: تاريخ الفكر الفلسفي في الاسلام، الاسكندرية، 1974، ص178.
      3- سورة النساء: الآية115.
      4- سورة الشعراء: الآية214.
      5- تاريخ الطبري: القاهرة، 1962، ج2، ص320، 321. وابن الأثير: الكامل، بيروت، ط3، 1980، ج2، ص41، 42.
      6- الشهرستاني: الملل والنحل، ج1، ص163.
      7- النيسابوري: اسباب النزول، ص148.
      8- القندوزي: ينابيع المودة، ج1، ص104.
      9- ابن حجر العسقلاني: الإصابة، ج4، ص568.
      10- الامام أحمد: المسند، ج1، ص111.
      11- المحب الطبري: الرياض النضرة، ج2، ص168.
      12- ابن كثير: تفسير القرآن العظيم، ج2 ، 350- 351.
      13- انظر أمير محمد القزويني: أصول المعارف، ص87- 89.
      14- المؤلف: مع الدكتور موسى الموسوي، ص42.
      15- سورة المائدة: الآية55.
      16- الزمخشري: الكشاف، ج1، ص71.
      17- ابن كثير: تفسير القرآن العظيم، ج2، ص71.
      18- القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، ج6، ص221.
      19- الحاكم الحسكاني: شواهد التنزيل، ج1، ص161.
      20- النيسابوري: أسباب النزول، ص132- 133.
      21- السيوطي: الدر المنثور، ج2، ص293- 294.
      22- الفخر الرازي: التفسير الكبير، ج3، ص417.
      23- ابن المغازلي: المناقب، ص193- 194.
      24- المحب الطبري: الرياض النضرة، ج3، ص308.
      25- المحب الطبري: ذخائر العقبى، ص88.
      26- سبط بن الجوزي: تذكرة الخواص، ص15- 16. والقندوزي: ينابيع المودة: ج1، ص62.
      27- سورة الشورى: الآية23.
      28- الزمخشري: الكشاف، ج3، ص402.
      29- انظر محمد عمارة: الاسلام وفلسفة الحكم، ص351.
      30- الحاكم النيسابوري: شواهد التنزيل، ج2، ص130 إلى 141.
      31- القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، ج16، ص21، 22.
      32- البيضاويك أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ص642.
      33- تفسير غرائب القرآن للقمي النيسابوري، بهامش جامع البيان للطبري، ط2، 1972، ج25، ص35.
      34- تفسير النسفي بهامش تفسير الخازن، ج4، ص101.
      35- الفخر الرازي: التفسير الكبير، طبعة مصر، ج27، ص165- 167.
      36- الطبري: جامع البيان، ج25، ص25.
      37- ابن كثير: تفسير القرآن العظيم، ج6، ص198، 199.
      38- السيوطي: الدر المنثور، ج6، ص7.
      39- تفسير أبي العود: طبعة بيروت دار إحياء التراث العربي، ج8، ص30.
      40- ابن المغازلي: المناقب، ص191، 192.
      41- المحب الطبري: ذخائر العقبى، ص25.
      42- ابن حجر الهيثمي: الصواعق المحرقة، ص227.
      43- القندوزي: ينابيع المودة، ج1، ص105.
      44- الأحزاب: الآية33.
      45- محمد ناصر الألباني: سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج4، ص359، 390.
      46- الأحزاب: آية30.
      47- صحيح البخاري: ج3، ص34.
      48- نفس المصدر: الآية30.
      49- نفس المصدر: ج7، ص28، 29، وج3، ص133.
      50- نفس المصدر: ج3، ص156، 157.
      51- التحريم: الآية5.
      52- الأحزاب: الآية57.
      53- انظر صحيح مسلم: ج7، ص130، 131. وأيضا علي أحمد السالوس: حديث الثقلين، ص13.
      54- ابن تيمية: حقوق آل البيت، طبعة 1981، الجيزة، ص10، 11، 12.
      55- صحيح مسلم: ج7، ص130.
      56- ابن تيمية: حقوق آل البيت، ص10.
      57- القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، ج14، ص184.
      58- البيضاوي: أنوار التنزيل، ص557.
      59- ابن كثير: تفسير القرآن العظيم، ج3، ص483، 485.
      60- ابن حجر الهيثمي: الصواعق المحرقة، ص141.
      61- نفس المصدر: ص143.
      62- ابن كثير: تفسير القرآن العظيم، ج3، ص485، 486.
      63- انظر المستدرك للحاكم وبهامشه تلخيص الذهبي: ج3، ص132، 133.
      64- النيسابوري: أسباب النزول، ص239.
      65- القندوزي، ينابيع المودة، ج1، ص54.
      66- النسائي: الخصائص، ص9.
      67- الزمخشري: الكشاف، ج1، ص193.
      68- الامام أحمد: المسند، ج3، ص259، ط1983.
      69- البلاذري: أنساب الأشراف، ص104.
      70- البيهقي: الاعتقاد على مذهب السلف، ص186.
      71- ابن المغازلي: المناقب، ص189.
      72- المحب الطبري: ذخائر العقبى، ص21.
      73- أحمد محمود صبحي: نظرية الامامة، ص184.
      74- العلامة المناوي: فيض القدير، ج3، 14، 15.
      75- صحيح مسلم: ج7، ص120، 121.
      76- أحمد محمود صبحي: نظرية الامامة، ص225.
      77- الامام أحمد: المسند، ج1، ص331.
      78- الحاكم النيسابوري: المستدرك على الصحيحين، دار المعرفة، بيروت، ج3، ص133، 134.
      79- تلخيص الحافظ الذهبي على المستدرك، ج3، ص133، 134.
      80- النسائي: الخصائص، ص17، 18.
      81- ابن حجر العسقلاني: الاصابة، ج4، ص568.
      82- القندوزي: ينابيع المودة، ج2، ص58.
      83- سبط بن الجوزي: تذكرة الخواص، ص30- 31.
      84- صحيح مسلم: ج7، ص123.
      85- النسائي: الخصائص، ص39- 40.
      86- ابن المغازلي: المناقب، ص29- 30.
      87- المحب الطبري: ذخائر العقبى، ص67.
      88- المتقي الهندي: كنز العمال، ج1، ص167- 168.
      89- القرطبي: الجامع لاحكام القرآن، ج18، ص287- 289.
      90- الحاكم النيسابوري: شواهد التنزيل، ج1، ص162.
      91- الشهرستاني: الملل والنحل، ج1، ص162.
      92- الغزالي: سر العالمين، ص10.
      93- الحاكم: المستدرك، ج2، ص109.
      94- الحافظ الذهبي: التلخيص، ج2، ص109.
      95- ابن حجر العسقلاني: الاصابة، ج2، ص15- ج4، ص567.
      96- المقريزي: الخطط، ج2، ص92.
      97- الامام أحمد: المسند، ج1، ص221، ط1982.
      98- البيهقي: كتاب الاعتقادن ص204، طبع بيروت، 1986.
      99- السيوطي: الجامع الصغير، ج2، ص642.
      100- علاء الدين القزويني: مع الدكتور الموسوي، ص85.
      101- نفس المصدر، ص87.
      102- أحمد محمود صبحي: نظرية الامامة- مرجع سابق- ص100- 101.
      103- سيف الدين الآمدي: غاية المرام في علم الكلام، تحقيق حسن محمود عبد اللطيف، القاهرة، مطابع الاهرام التجارية، 1971، ص376- 375.
      104- أحمد محمود صبحي: نظرية الامامة- مرجع سابق- ص97.
      105- المصدر السابق، ص98- 99.

      تعليق


      • #33
        بسم الله الرحمن الرحيم
        وأصلي وأسلم على أشرف الخلق والمرسلين أبي القاسم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم
        أحسنت أخي (هويدي العراق) جآزآك الله خير جزاء المحسنين,وحشرك الله مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين,في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
        هكذا والأ فلا , ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن.
        أدفع بالتي هي أحسن فأذا الذي بينك وبينه عداوة فاذا هو ولي حميم
        لو هدى الله بك شخص كان احب اليك مما طلعت عليه شمس .
        هؤلاء هم الشيعة ,هؤلاء هم الجعفرية ,هؤلاء هم الأمامية ,هؤلاء هم عباد الدليل اين ما مال يميلون.
        هذا والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين من مذهب امير المؤمنين(ع)

        تعليق


        • #34
          المشاركة الأصلية بواسطة علي المبين
          بسم الله الرحمن الرحيم
          وأصلي وأسلم على أشرف الخلق والمرسلين أبي القاسم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم
          أحسنت أخي (هويدي العراق) جآزآك الله خير جزاء المحسنين,وحشرك الله مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين,في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
          هكذا والأ فلا , ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن.
          أدفع بالتي هي أحسن فأذا الذي بينك وبينه عداوة فاذا هو ولي حميم
          لو هدى الله بك شخص كان احب اليك مما طلعت عليه شمس .
          هؤلاء هم الشيعة ,هؤلاء هم الجعفرية ,هؤلاء هم الأمامية ,هؤلاء هم عباد الدليل اين ما مال يميلون.
          هذا والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين من مذهب امير المؤمنين(ع)
          اشكر واثني على الاخ هويدي العراق اثابك الله على مجهودك نعم هكذا الرد لكن اخي والله انهم يعلمون كل ذلك لكنهم لن ينصاعو ولن يذعنو اوتعلم السبب الاول والاخير السبب هو كره قتال العرب لااكثر ولااقل

          تعليق


          • #35
            لإثبات نزول النص والحديث بخلافة علي في آية الولاية وفي أحاديث الرسول
            يقول تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) (المائدة : 55 و 56 ) . إن الولاية التي أسندها الله تعالى إلى نفسه ورسوله والذين آمنوا إنما هي ولاية عامة في دلالتها على ما تحمله الكلمة من المعاني التي يمكن أن تتناسب مع المقام الإلهي ، لأن بعض معاني " الولي " لا يصح أن يسند إلى الله تعالى ورسوله ، ولهذا يجب صرفها عن هذه المعاني . فمن معاني الولي : الصديق ، والتابع ، والجار ، والصهر ، والنصير ، والمتصرف في الأمر . . . ومعاني أخر لا تستقيم والمقام الإلهي . فأما دلالتها على معنى الصديق ، والتابع ، والجار ، والصهر فلا يصحأن تنسب إلى الله تعالى ، فالله تعالى ليس صديق أو تابع أو جار ( بالمعنى الحقيقي ) وهو سبحانه ليس صهر أحد من الناس ، فلا يبقى إلا معنى المتصرف والنصير والمحب . فولاية الله تعالى ، لكونها عامة فيما يليق به من معاني ، يجب أن تفهم بهذا العموم ، فالله تعالى طبقا لذلك يليق به أن يكون المتصرف ، والنصير ، والمحب ، دون سائر المعاني . ولما كان معنى الولاية في الآية مشتركا بين من نسب إليهم ، فيلزم أن توضع جميع المعاني المشتركة في الاعتبار عند نسبتها إلى من دلت عليهم دون أي استثناء . ولهذا يجب اختيار المعاني التي يمكن نسبتها إلى الجميع دون اختلاف أو تفاوت ، فمثلالا يمكن أن نفسر الولاية بمعنى ( الصهر ) ، لأن نسبة ذلك المعنى إلى الله تعالى لا تجوز ، فتختلف نسبتها إلى الجميع بهذا المعنى ، لجواز نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وآله وإلى الذين آمنوا .
            وعلى هذا الأساس يكون المعنى المناسب لقوله تعالى : ( إنما وليكم ) هو أن المتصرف في أمركم ، والناصر لكم ، والمحب هو الله ورسوله والذين آمنوا . إن النصرة والمحبة من الله لرسوله والمؤمنين أمر واضح ، والنصرة والمحبة من الرسول للمؤمنين أمر لا يخفى . ونصرة ومحبة المؤمنين بعضهم لبعض أمر أوضحه القرآن وبينته السنة في كثير من المواطن : ( المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء
            بعض ) ( التوبة71 ) ، " أنصر أخاك ظالما أو مظلوما " . فهذه معان يشترك فيها المؤمنون كافة ، ولا تنحصر في أفراد بعينهم ولا تختص بقوم دون قوم . ولكنا رأينا انحصار الآية واختصاصها بعبارة ( إنما ) المذكورة في ابتداء الآية . . ونحن علمنا أن النصرة والمحبة أمر عام وواجب بين المؤمنين بعضهم لبعض دون انحصار واختصاص . إذا ، نسبة إلى انحصار الآية لقوله ( إنما ) - وهي للحصر كما هو معروف ومضبوط في اللغة - يخرج معنى النصير والمحب من معنى الولي ، لعمومهما بين المؤمنين ، ويبقى معنى " المتصرف " وحده . وهذا المعنى يليق بالله تعالى ، فهوالمتصرف في شؤون الناس . وهو يليق بالنبي صلى الله عليه وآله ، فهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم في إدارة أمورهم . كما إنه يليق بالذين آمنوا . ومعنى الذين آمنوا هنا ليس شاملا لكل المؤمنين ، لانحصارية معنى المتصرف فيمن لهم حق التصرف في إدارة شؤون الناس ، وهو الإمام والراعي . ثم إن الخطاب في قوله تعالى ( إنما وليكم ) يمنع شمول حق التصرف للجميع ، فالولي المتصرف هذا بسبب الخطاب يلزم أن يكون خارجا عن المخاطبين ، لأنه لا يجوز أن يكون الفرد الواحد وليا ومولى أو مخاطبا به ومخاطبا في وقت واحد ، إذ أن هذا يستوجب الاتحاد بين المخاطب به والمخاطب ، أو بين الولي والموالي ، وهذا محال . فلو قال الاستاذ لطلابه : إنما رئيسكم الذين طالعوا دروسهم ، فلا يمكن أن يكون كل المطالعين رؤساء ، لأن الخطاب يحكم بوجود طرفين ، رئيس ومرؤوس وهم سائر الطلاب . . فالخطاب دائما يستلزم التفكيك بين الرئيس والمرؤوس ، وقوله تعالى : ( إنما وليكم ) كذلك ، فبسبب الخطاب يلزم التفكيك بين الولي والمخاطب به والموالي وهم المخاطبون ، وهذا أمر بديهي وواضح . ولهذا لا يمكن أن يكون المعني بقوله : ( إنما وليكم ) هم كافة المؤمنين ، للاستحالة في اتحاد طرفي الخطاب ( مخاطب به ومخاطب ) . على أن الصفات التي ذكرها الله تعالى في الآية واصفا بها ( الذين آمنوا ) تبين عدم شمول الأمر للجميع فبقوله تعالى : ( الذين يقيمون الصلاة ) يخرج الذين لا يقيمونها من المؤمنين ، أو أولئك الذين لا يقيمونها على الوجه المطلوب ، لأن الله تعالى لم يقصد إلا المعنى الأكمل في إقامة الصلاة ، وليس صلاة كل المؤمنين كذلك . وبقوله تعالى : ( ويؤتون الزكاة ( الزكاة في الاية بمعنى الصدقة ) وهم راكعون ) يخرج أولا الذين لا يؤتون الصدقات بتاتا تكاسلا وإهمالا ، أو جهلا بقدرها ، ويخرج ثانيا الذين يؤدونها ولكن ليس في حال الركوع ، بل يخرج من يؤديها في ركوعه بعد نزول الآية ،لاختصاص الآية بالموقف الأول . لأن الموقف الأول سبب في نزول الآية ، وأما الموقف الثاني فقد كانت الآية سببا في حدوثه . ثم إن ذكر الركوع بالذات في الآية ليس المقصود منه الإشارة إلى أداء الصلاة وإقامتها على نحو عام باعتبارها صفة لمن استحق الولاية على الناس ، لأن ذكر الصلاة بهذا القصد قد جاء في الأول صراحة في قوله : ( الذين يقيمون الصلاة ) ولهذا لا يتكرر مرة أخرى ، إذ لا فائدة من ذكره لوضوح القصد والمعنى سابقا . وأما قوله : ( الذين آمنوا ) فلا يدل على كافة المؤمنين ، وذلك بالبيان الآتي :
            أولا : للحصر الذي في الآية الواضح من لفظة ( إنما ) .
            ثانيا : لطبيعة الخطاب الذي في قوله : ( إنما وليكم ) إذ لا بد من طرفي الخطاب .
            ثالثا : لخصوصية التصرف ، فهو ليس لكل فرد ، بل هو لمن له الحق في ذلك ، لأنه لو ثبت التصرف لكل فرد مؤمن ، ففي أمر من يكون التصرف ؟ ولو كان كل مؤمن متصرفا ، فمن هو المتصرف في أمره منهم ؟ ومن هو الراعي ؟ ومن هم الرعية ؟ إذلا بد من هذه التفرقة بين هذين الطرفين في القضية . فقوله : ( والذين آمنوا ) جمع ، ولكن بسبب الحصر وثبوت معنى التصرف والخطاب يمنع أن تكون دلالته على الجمع ، لا سيما وأن وصف الذين آمنوا بإيتائهم الزكاة وهم في حال الركوع يحصر المعنى في فرد واحد ، وهو الذي آتى الزكاة وهو على تلك الحال ، وهو علي بن أبي طالب عليه السلام . . ، كما أكدت ذلك الروايات . ولله تبارك وتعالى حكمة في ذكر لفظ الجمع للدلالة

            تعليق


            • #36
              على فرد واحد ، وهي التعظيم والإكبار . أو قل إنه لفظ جمع دل على جمع على نمط القضية الحقيقية ، وهي القضية التي تشمل مصاديقها في الحال والمستقبل ، فلفظ ( الذين آمنوا ) يشمل أولي الأمر وأصحاب الولاية والتصرف ، وهم جماعة . فأين الغرابة في أن يأتي الوصف بالجمع ؟ ! على أن في القرآن أمثلة متوافرة فيها دلالة الجمع على الفرد كقوله : ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم ) ، فلفظ الناس جمع دل على فرد ، وهو نعيم بن مسعود الأشجعي بإجماع أهل التفاسير والأخبار . إذا ، فالمعني ب ( الذين آمنوا ) هو علي بن أبي طالب عليه السلام ، لنزول الآية فيه عندما تصدق بخاتمه في حال ركوعه ، وهو بالمسجد يصلي .
              يقول الآلوسي : " وغالب الأخباريين على أنها نزلت في علي كرم الله وجهه " .
              ولقد ذكر الزمخشري نزولها في علي عليه السلام ، ولتبرير مجئ الآية على لفظ الجمع يقول : " جئ به على لفظ الجمع ، وإن كان السبب فيه رجلا واحدا ، ليرغب الناس في مثل فعله ") تفسير الكشاف للزمخشري 1 : 649 ) .
              وفي الذخائر : " ومنها قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) نزلت فيه " )ذخائر العقبى ص 88 ) ، ويعني نزلت في علي عليه السلام . قال أبو ذر : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهاتين ، وإلا صمتا ، ورأيته بهاتين وإلا عميتا ، يقول :علي قائد البررة ، وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله . أما إني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم فسأل سائل في المسجد ، فلم يعطه أحد شيئا ، وكان علي راكعا ، فأومأ بخنصره إليه - وكان يتختم بها - فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره ، فتضرع النبي صلى الله عليه وآله إلى الله عز وجل يدعوه، فقال : اللهم إن أخي موسى سألك ، قال : ( رب اشرح لي صدري . ويسر لي أمري . واحلل عقدة من لساني . يفقهوا قولي . واجعل لي وزيرا منأهلي . هارون أخي . اشدد به أزري . وأشركه في أمري . كي نسبحك كثيرا . ونذكرك كثيرا . إنك كنت بنا بصيرا ) ( طه3 ) فأوحيت إليه : ( قد أوتيت سؤلك يا موسى ) . ( طه36 ) اللهم إني عبدك ونبيك فاشرح لي صدري ، ويسر لي أمري ، واجعللي وزيرا من أهلي عليا ، اشدد به ظهري . قال أبو ذر : فوالله ما استتم رسول الله صلى الله عليه وآله الكلمة حتى هبط عليه الأمين جبرائيل بهذه الآية : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) " . فالآية قد نزلت في علي عليه السلام ، وأوضحت ولايته وخلافته على الناس من بعد نبي الله الأكرم ، إذ هو المتصرف في شؤون وأمور الناس ، وهو أولى بهم من أنفسهم . وهذا أمر أوضح من أن يحتاج إلى توضيح ، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله : " أولستم تعلمون ، أو لستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ ! " ( مسند أحمد بن حنبل 3: ص532) . فعبارة : " أولى بكل مؤمن من نفسه " تبين معنى التصرف في إدارة الشؤون ، والرئاسة والقيادة . ثم قال : " فمن كنت مولاه " أي فمن كنت أولى به من نفسه " فعلي مولاه " أي أولى به من نفسه ، لأن الرسول صلى الله عليه وآله قرن ولاية علي عليه السلام على الناس بولايته صلى الله عليه وآله على الناس ، فأوضح النبي صلى الله عليه وآلهبهذه القرينة تساوي الولايتين من حيث المعنىفعبارة : " أولى بكل مؤمن من نفسه " تبين معنى التصرف في إدارة الشؤون ، والرئاسة والقيادة . ثم قال : " فمن كنت مولاه " أي فمن كنت أولى به من نفسه " فعلي مولاه " أي أولى به من نفسه ، لأن الرسول صلى الله عليه وآله قرن ولاية علي عليه السلام على الناس بولايته صلى الله عليه وآله على الناس ، فأوضح النبي صلى الله عليه وآلهبهذه القرينة تساوي الولايتين من حيث المعنى الذي في ولاية النبي صلى الله عليه وآله ، ولهذا لا يمكن أن يفسر معنى ( وليكم ) إلا بالمتصرف في أموركم ، وبالقائد والرئيس والمسؤول عنهم .
              علي عليه السلام ولي كل مؤمن بعد النبي صلى الله عليه وآله

              وهناك أحاديث لها طرق عديدة ، تؤيد نزول هذه الآية في علي بن أبي طالب دون غيره من المؤمنين ، وهي الأحاديث التي فيها بيان ولايته على المسلمين من بعد النبي صلى الله عليه وآله ، ومنها قوله عليه السلام : عن عمر بن حصين قال: وسلم جيشا استعمل عليهم علي بن أبي طالب ، فمضى في :
              " جهز رسول الله صلى الله عليه [ وآله ]جارية ، فأنكروا عليه . وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : إذا بعثنا - أي أمرنا بالرجوع - رسول
              الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أخبرناه ما صنع ( وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر يبدأون برسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ) ، فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ، ألم تر أن علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا ؟ ! فأعرض عنه
              رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم . ثم قام الثاني وقال مثل ذلك . ثم الثالث فقال مقالته ، ثم الرابع فقال مثل ما قالوا . . فأقبل النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، والغضب يبصر في وجهه ، فقال :
              " ما تريدون من علي ؟ ! إن عليا مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي " (الخصائص العلوية للإمام النسائي ص 23 ، المستدرك3:110-111, كتاب معرفة الصحابة ، مسند أحمد5:632، كنز العمال 400:6) .
              وعن البراء بن عازب ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في سفر ، فنزلنا في غدير خم ، فنودي الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم تحت شجرتين ، فصلى الظهر ، وأخذ بيد علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : " ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال : ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى . فأخذ بيد علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] فقال : " من كنت مولاه ، فعلي مولاه . اللهم وال منوالاه وعاد من عاداه " . قال : فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : " هنيئا لك يا ابن أبي طالب ! أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة " )مسند أحمد بن حنبل 4:ص281، حديث البراء بن عازب .) .
              وقال وهب بن حمزة : سافرت مع علي فرأيت منه جفاء ، فقلت لئن رجعت لأشكونه ، فرجعت فذكرت عليا لرسول الله فنلت منه ، فقال : " لا تقولن هذا لعلي ، فإنه وليكم بعدي " )كنز العمال للمتقي الهندي 6 : 155 ، الإصابة لابن حجر العسقلاني 9 : 319\579) . إن أقوال النبي صلى الله عليه وآله : " وهو ولي كل مؤمن بعدي "- " من كنت مولاه فعلي مولاه " -" لا تقولن هذا لعلي ! فإنه وليكم بعدي " وتهنئة عمر لعلي بعد ذلك بقوله : " هنيئا لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة " . .أن أقوال النبي صلى الله عليه وآله هذه وما لم نذكره من أقول ، يوضح بكل صراحة أن عليا عليه السلام هو ولي المؤمنين من بعد النبي صلى الله عليه وآله ، وهو أولى بهم من أنفسهم . وقد فهم الناس ذلك في زمان النبي صلى الله عليه وآله كما وصح من تهنئة عمر لعلي عليه السلام ، وكما وضح

              تعليق


              • #37
                للحارث بن النعمان الفهري فما هي حكاية الحارث بن النعمان هذا ؟ إنه لما بلغه خبر ولاية الإمام علي ، جاء إلى نبي الله عليه وآله السلام غاضبا لاجا في غيه وطغيانه ، فقال : يا محمد ! أمرتنا أن نصلي خمسا فقبلنا منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا ، وأمرتنا أن نصوم رمضان فقبلنا ، وأمرتنا بالحج فقبلنا ، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي (الضبع : العضد.) ابن عمك تفضله علينا فقلت : منكنت مولاه فعلي مولاه ؟ ! فهذا شئ منك أم من الله ؟ ! فقال صلى الله عليه وآله : " فوالله الذي لا إله إلا هو إن هذا لمن الله عز وجل " . فولى الحارث يريد راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنابعذاب أليم . فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله سبحانه بحجر سقط على هامته ، فخرج من دبره فقتله ، وأنزل الله تعالى : ( سأل سائل بعذاب واقع . للكافرين ليس له دافع . من الله ذي المعارج ) (تفسير الثعلبي : تفسير سورة المعارج ، أنوار الأبصار للشبلنجي المصري ص 11 والآيات 1-3 من سورة " المعارج ") . وجاء قوم إلى علي عليه السلام ، فقالوا :السلام عليك يا مولانا . قال : كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب ؟ قالوا : سمعنا رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يوم غدير خم يقول : " من كنت مولاه فإن هذا مولاه " )مسند أحمد 5:419 ) . إن الحارث بن النعمان لو كان قد فهم معنى الولي على أنه المحب والناصر والصديق لما ثار ثورته تلك ، ولما رجح العذاب على صداقة ومناصرة ومحبة علي عليه السلام , ولكنه فهما بمعناها الصحيح معنى التصرف في شؤونه ، وفهم أن عليا عليه السلام أولى به من نفسه . ولهذا قال للنبي صلى الله عليه وآله : " حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا " . ولهذا أقسم النبي صلى الله عليه وآله ذلك القسم لا ليؤكد له أن عليا محبكم وناصركم ، وإنما لتأكيد أمر أخطر وأكبر يغضب له أمثال الفهري هذا ويفضلون عليه العذاب ، وإنما ذلك الأمر هو الإمامة والخلافة والولاية على المؤمنين بعد النبي صلى الله عليه وآله . . ولذا أقسم النبي صلى الله عليه وآله ليؤكد أنه من الله تعالى . فلا يصح لمؤمن بالله ورسوله أن يشك في ولاية علي عليه السلام بمعنى الخلافة والقيادة ، إذ ليس لهذا الشك أي دليل ولا حجة ، فعلي ولي الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله مباشرة دون فصل . يقول الشيخ علي بن زين العابدين : " روى أبو داود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه : أنت ولي كل مؤمن بعدي . " وليست البعدية بعدية زمانية ، كما يتبادر لبعض الأذهان ، بل المقصود : ليس أحد أولى بالمؤمنين في الترتيب بعد رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في وجوده وبعده من علي كرم الله وجهه ، فالبعدية بعدية ترتيبية لا زمانية " . وبعد أن تقرر هذا نعلم أن الولاية قد انحصرت في ثلاثة : الله تعالى ، والنبي صلى الله عليه وآله ، والذين آمنوا . ولما كان علي هو ولي المؤمنين بعد النبي صلى الله عليه وآله بلا فصل فيكون الذين آمنوا هم عليا عليه السلام . ولم يدع أحد الولايةعلى المسلمين بالنص النبوي الإلهي غيره ، فيكون النبي صلى الله عليه وآله قد شرح وبين معنى ( الذين آمنوا ) بذكره ولاية علي من بعده . وكما وضح ، فلا يصح أن يفسر معنى الولاية هنا بالنصرة والمحبة ، لأننا ذكرنا أن النصرة والمحبة للمؤمنينلا تختصان بعلي وحده ، لكي يضطر النبي صلى الله عليه وآله إلى إعلان ذلك مرات ومرات ، فهما صفتان يجب أن تتوفرا بين المؤمنين كافة ، وإلا فيجب أن يعني هذا أن أبا بكر وسائر الصحابة ليس لهم تلك النصرة وهذه المحبة نحو المؤمنين . وإن كانت لهم ، فلماذا أعلن النبي صلى الله عليه وآله ذلك مختصا به عليا عليه السلام دون أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة ؟ فهل كل هؤلاء ليس لهم محبة ونصرة للمؤمنين ؟ ! أم أن المسألة تعني شيئا آخر غير هاتين الصفتين ؟ ولو فرض أن عليا عليه السلام مختص بهذا المحبة وتلك النصرة للمؤمنين دون غيره من الصحابة . . فلماذا انحصرت محبته للمؤمنين ونصرته لهم بعد زمان النبي صلى الله عليه وآله ، كما يقول من يفسر الولاية بالمحبة ؟ ! ألم ، يقل النبي صلى الله عليه وآله لعلي : أنت ولي كل مؤمن بعدي، وقوله صلى الله عليه وآله لهم : إنه وليكم بعدي، فلازم هذا هو أن لا تكون لعلي محبة ونصرة للمؤمنين في زمان النبي صلى الله عليه وآله ! إذا ، فليس معنى الولي في الآية وهذه الأحاديث هو الناصر والمحب ، وإنما المعنى هو المتصرف والمتولي أمر المسلمين من بعد النبي صلى الله عليه وآله .
                ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله في حديث طويل ذكره أحمد بن حنبل في مسنده عن عمر بن ميمون ، وهو حديث يتضمن خصالا لم تكن لأحد غيره من الصحابة منها قوله : " وخرج رسول الله في غزوة تبوك ، وخرج الناس معه ، فقال له علي :أخرج معك ؟ فقال : لا . فبكى علي [ عليه السلام ] ، فقال له رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه ليس بعدي نبي . إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " ( مستدرك الحاكم3:123 وصححه الذهبي,الخصائص للامام النسائي1:330 ,مسند احمد بن حنبل 1: ص259) . وهذا من الأحاديث التي أوضح فيها النبي صلى الله عليه وآله خلافة علي بكل صراحة ووضوح . فأنت ترى أنه يمنح عليا كل مرتبة يمكن أن تكون لنبي إلا النبوة . والنبي صلى الله عليه وآله جامع لكل المراتب ، وهي النبوة والإمامة والتصرف ، فأعطاها لعلي مستثنيا منها النبوة ، بقوله : إلا أنه ليس بعدي نبي .والنبي صلى الله عليه وآله لم يكن يعني باستخلاف علي على المدينة أن يكون ذلك في لحظة غيابه غازيا فحسب بل يمتد هذا الاستخلاف إلى ما بعد وفاة وذهاب النبي صلى الله عليه وآله ، لأنه لو لم يكن يعني ذلك لنفى عنه النبوة ، كان يقول : إلا أنه ليس معي نبي كما ليس بعدي نبي ، لا بقوله : ليس بعدي نبي . فالنبي صلى الله عليه وآله إذا كان يتحدث عن زمان بعد زمانه ، فيكون معنى قوله صلى الله عليه وآله هو : لك يا علي كل ما لي من وظائف ومسؤوليات من بعدي إلا النبوة ، لأنه ليس نبي بعدي . فالكلام عن المستقبل لا الحاضر وإن كان استخلافه له في المدينة في حياته هو جزء من تلك الخلافة التي لا تأخذ شكلها العملي الكامل إلا بعد وفاة وذهاب النبي صلى الله عليه وآله .

                وقوله : وإنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي . . يوضح ذلك جيدا ، لأنه لو كان يعني استخلافه في حياته على المدينة لكان الاستخلاف على المدينة في حياة النبي الكريم من نصيب علي ومختصا به دوما ، فتدبر في قوله : " إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " فالذهاب

                تعليق


                • #38
                  إنه من البين أن الاستخلاف على المدينة في حياة النبي الكريم لم يكن مختصا بعلي ، فمقصود النبي صلى الله عليه وآله هو أنه لا يجوز أن أنتقل إلى الرفيق الأعلى إلا وقد نصبتك خليفة على المسلمين من بعدي ، ولهذا أعلن النبي صلى الله عليه وآلهعهده إليه بالخلافة في غدير خم عند عودته من حجة الوداع ، وفي حجرته لحظة احتضاره ، ثم ذهب النبي صلى الله عليه وآله وعلي قد نصب خليفة من بعده بوساطة النبي الكريم صلى الله عليه وآله نفسه ، إذ لا ينبغي غير ذلك . ثم إن هارون كان خليفة موسى على قومه ، وهذا ما عناه النبي صلى الله عليه وآله بقوله لعلي : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ ! " واستثنى نبوة هارون ، إذ لا نبي بعد محمد الخاتم صلى الله عليه وآله . إذا ، فقوله : " أنت ولي كل مؤمن بعدي " ، وقوله : " إنه وليكم بعدي " لا يعنيان إلا منزلة هارون يوم خلفه موسى عليه السلام على قومه عند ذهابه إلى ربه ، ومثل ذهاب موسى إلى ربه هو مثل التحاق النبي صلى الله عليه وآله بالرفيق الأعلى،ولهذا قال صلى الله عليه وآله : " لا ينبغي أن أذهب . . " ، أي لا يصح مني أن أذهب إلى الرفيق الأعلى وأنا لم أعينك خليفة من بعدي على قومي . ولهذا كان الحديث من أدلة خلافة الإمام علي عليه السلام ، إذ لا يحتمل أي معنى غير الخلافة . فلو قلت كان الاستخلاف على المدينة فقط ، فما هو إذا معنى استثناء النبوة والنبي موجود ؟ ! فهل كان النبي صلى الله عليه وآله يخشى - لو كان الإمام علي مدعي النبوة - أن يدعيها في حياته وعند استخلافه على المدينة ؟ ! ! إن عاقلا لا يقول بهذا .

                  خلافة علي عليه السلام في حديث الدار والإنذار

                  كانت الرسالة في بدئها ، وبدا التأسيس والتشييد لأركانها وبناء أعمدتها ، فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله بإنذار ودعوة الأقارب من عشيرته والتماس العون فيهم ، للقيام بنشرها والصدع بها بين الناس ، ولهذا فلما نزل قوله تعالى : ( وأنذرعشيرتك الأقربين ) جمع النبي صلى الله عليه وآله إليه أعيان أهله من قريش ، أولئك الذين كانت لهم الصولة والكلمة بين الناس في مجتمع العرب يومئذ ، وفيهم أعمامه حمزة والعباس وأبو طالب . فلما اجتمعوا عنده ، واستطعموا مما صنعه لهم ،خاطبهم فقال لهم في حديث طويل : يا بني عبد المطلب ، إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على أمري هذا ، على أن يكون أخي ووصييوخليفتي فيكم ؟ فأحجم القوم عنها غير علي ، وكان أصغرهم سنا ، إذ قام وقال : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه (المشهور من الروايات ان عليا قام ثلاث مرات يعلن مؤازرته للنبي يقول له اجلس فلما كانت الثالثة اعلن له الخلافة والاخوة والارث وخاطب القوم قائلا:ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعو له واطيعو ولو لم يكن عليا اهلا لما خلفه الرسول ) . فأخذ رسول الله برقبته ، وقال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا . فقام القوم يضحكون ، ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع ! (مسند أحمد 1 : 111 ، ص 159 بسند معتبر ثقة عن ثقة وأيضا في ص 331 عن ابن عباس ، مستدرك الحاكم 3 : 132 ، كنز العمال 6 : 392 / 6008 و 396 / 6045 و 397 / 6056 ،الخصائص ص 6 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 : 255 ، تاريخ الطبري 2 : 217 ، تاريخ ابن الأثير 2 : 22 ، تاريخ أبي الفداء 1 : 116 السيرة الحلبية1 : 381 ، تاريخ دمشق 1 : 103 ) وهكذا بدأ تشييد أركان الرسالة ، بتعيين خليفة رسول الله الأكرم ، ولا غرو ، إذ في وجوده ضمان استمرارية الرسالة . إن استحقاق الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله يتحقق بالمؤازرة والمعونة للنبي الأكرم في أمر الدين ونشر دعوته ، وهذا صريح في قوله صلى الله عليه وآله لبني عبد المطلب : " فأيكم يؤازرني على أمري هذا ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ ! " . ومن الأمور التي يجب الانتباه إليها هي أن عرض النبي صلى الله عليه وآله الخلافة على بني عبد المطلب باشتراط العون والمؤازرة ، ليس هو أمرا جاء على هوى النبي الأكرم ، إنما هو أمر إلهي بلا ريب ، لأنه من الواضح أن قبول مؤازرة النبي صلى الله عليه وآله في أمر الدين والدعوة إليه هو في الواقع قبول لهذا الدين وتحصيل للإيمان بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وآله . ولهذا كان ثمن الخلافة في الواقع هو هذا الإيمان المبكر بدين الله ، ولهذا نسب الله تعالى الولاية لرسوله معرفا إياه بصفة الرسالة المتضمنة للإيمان بالله ، فلما أراد نسبتها إلى خليفة الرسول نسبها إليه معرفا إياه بعلة الاستحقاق وهي الإيمان ، ولهذا قال : ( والذين آمنوا ) ، وهو تعريف لهم بهذا الإيمان المبكر . ولهذا كان علي ولي كل مؤمن بعد النبي صلى الله عليه وآله . لقبوله العرض الذي كان ثمنه الإيمان في حقيقة الأمر . . وهكذا أولو الأمر . فهل تحقق هذا الإيمان في علي عليه السلام ، عندما قبل مؤازرة النبي صلى الله عليه وآله في أمره الذي بعث به ؟ ! بالتأكيد أن الإيمان كان قد اتخذ شكله في قلب علي عندما نهض معلنا مؤازرته لنبي الله الكريم . ولقد اطمأن النبي صلى الله عليه وآله لصدق علي ويقينه وإيمانه بهذا الدين يومئذ ، فأعلن خلافته في الحين ، وخاطب كبار القوم بالسمع والطاعة له باعتباره خليفته ووليه من بعده . ولهذا جاءت الإشارة إليه في الآية بعد الرسول صلى الله عليه وآله بعبارة : ( والذين آمنوا ) ، أي في ذلك الوقت الذي كان على قد قبل الإيمان فيه وقبل مؤازرة النبي الكريم فنال الخلافة . إن إيمان علي في ذلك الوقت ينضح به قلبه في خطابه للنبيالكريم بقوله : " أنا أعينك عليه يا نبي الله " . فانظر وتدبر في قوله " يا نبي الله " تراه قد أثبت في هذه العبارة النبوة لمحمد صلى الله عليه وآله ، وأقر له بكونه من جانب الله تعالى ، بإضافة كلمة " نبي " إلى لفظ الجلالة " الله " سبحانه وتعالى ،وعمره يومئذ عشر سنوات ! وهذا يدل بوضوح على كمال إيمانه ورجاحة عقله رغم صغر سنه . ونحن نعلم أن قلة العمر أو زيادته ليست معيارا لتحديد كمال العقل والإيمان . ودونك القرآن يصرح بذلك ، إذ أوتي يحيى عليه السلام الحكم وهو صبي ، وجعل الله تعالى عيسى نبيا وهو رضيع ، فهل كانا لا يعرفان ما الإيمان بالله في ذلك العمر ؟ ! إذا ، فلا ريب يخالج النفس في إيمان علي عليه السلام ورجاحة عقله يوم عين خليفة على المسلمين في بدء الرسالة ، لعدم كذب النبي صلى الله عليه وآله في قوله : " هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم " . فهذه من الحوادث التي عادة ما يمر عليها الناس مرور الكرام ، دون أن تخشع لها قلوبهم وتشهد بخلافة علي عليه السلام ، رغم وضوحها وصراحتها .
                  ولمن يشكل ويدعي سكوت علي فاليكم الحقيقة:
                  بقى الإمام رافضا مهادنة أبي بكر ستة أشهر حتى رأى مصلحة الإسلام في الصبر والجلوس في بيته ، ومهادنة القوم ، كما يوضح ذلك هو بنفسه عليه السلام : يقول الإمام علي عليه السلام : " وأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام ، يدعون إلى محق دين محمد صلى الله عليه وآله ، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما وهدما تكون المصيبة له علي أعظم من فوت ولايتكم التي هي متاع أيام قلائل ، يزول منها ما كان كما يزول السراب ، وكما ينقشع السحاب " . وقال عليه السلام : " ولقد تقمصها ( أي لبسها قميصا ، يعني الخلافة ) ابن أبي قحافة ، وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى : ينحدر عني السيل ، ولا يرقى إلي الطير ، فسدلت عنها ثوبا وطويتعنها كشحا ، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء ، أو أصبر على طخية عمياء ، يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه . . فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى ، فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجى ، أرى تراثي نهبا . . . " ومعنى هذا كله أن حادثة الظلم الذي أقر بوقوعه الفاروق في حق الإمام علي هي حقيقة تاريخية لا تخلو منها مدونات التاريخ ، واعترف بها شهود العيان اعترافهم بالمسلمات . ومنها ما ضمنه معاوية بن أبي سفيان رده على خطاب محمد بن أبي بكر الصديق مشيرا إلى ذلك الظلم بشكل أوضح ، يكشف ثقل الظلم الذي وقع على أمير المؤمنين ، بحيث اعترف به عمر بن الخطاب ، لأن وقوعه ليس من قبيل ما ينكر أو يخفى .كتب محمد بن أبي بكر رضي الله عنه خطابا إلى معاوية ، يردعه على تطاوله على أمير المؤمنين علي عليه السلام ، ويبين فيه شأن الإمام ورفعة مقامه . . يقول فيه : " من محمد بن أبي بكر ، إلى الغاوي معاوية بن صخر . سلام على أهل طاعةالله ، ممن هو سلم لأهل ولاية الله . أما بعد : فإن الله بجلاله وعظمته وسلطانه وقدرته ، خلق خلقه بلا عبث منه ولا ضعف في قوته ، ولا حاجة به إلى خلقهم ، لكنه خلقهم عبيدا وجعل منهم غويا ورشيدا ، وشقيا وسعيدا . ثم اختار ، على علم

                  تعليق


                  • #39
                    ،فاصطفى وانتخب منهم محمدا ( ص ) ، فاختصه برسالته ، واختاره لوحيه ، وائتمنه على أمره ، وبعثه رسولا ومبشرا ونذيرا ، مصدقا لما بين يديه من الكتب ، ودليلا على الشرائع ، فدعا إلى سبيل أمره بالحكمة والموعظة الحسنة ، فكان أول من أجاب وأناب وآمن وصدق وسلم : أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . صدقه بالغيب المكتوم ، وآثره على كل حميم ، ووقاه بنفسه من كل هول ، وواساه بنفسه في كل خوف ، و حارب حربه وسالم سلمه ، فلم يبرح مبتذلا لنفسه في ساعات الأزل ومقامات الروع ، حتى برز سابقا لا نظير له في جهاده ، ولامقارب له في فعله . وقد رأيت تساويه ، وأنت أنت ، وهو السابق المبرز في كل خير ، أول الناس إسلاما ، وأصدق الناس نية ، وأفضل الناس ذريه ، وخير الناس زوجة ، وأفضل الناس ابن عم . أخوه الشاري لنفسه يوم مؤتة ، وعمه سيد الشهداءيوم أحد ، وأبوه الذاب عن رسول الله ( ص ) وعن حوزته . وأنت اللعين ابن اللعين ، لم تزل أنت وأبوك تبغيان لدين الله الغوائل ، وتجهدان في إطفاء نور الله ، تجمعان على ذلك الجموع ، وتبذلان فيه المال ، وتؤلبان عليه القبائل . على هذا ماتأبوك ، وعلى ذلك خلفته ، والشاهد عليك بذلك من تدنى ويلجأ إليك من بقية الأحزاب ورؤساء النفاق والشقاق لرسول الله ( ص ) . والشاهد لعلي - مع فضله المبين وسابقته القديمة - أنصاره الذين معه ، الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن ، فضلهموأثنى عليهم من المهاجرين والأنصار ، فهم معه كتائب وعصائب ، يجالدون حوله بأسيافهم ، ويهرقون دماءهم دونه ، يرون الحق في اتباعه والشقاء في خلافه . فكيف ، يا لك الويل ، تعدل نفسك بعلي ، وهو وارث رسول الله ( ص ) ووصيه وأبو ولده ، وأول الناس له اتباعا وأقربهم به عهدا ، يخبره بسره ويطلعه على أمره ، وأنت عدوه وابن عدوه ؟ ! فتمتع في دنياك ما استطعت بباطلك ، وليمددك ابن العاص في غوايتك ، فكان أجلك قد انقضى ، وكيدك قد وهى ، وسوف يتبين لك لمن تكون العاقبة العليا . واعلم أنك إنما تكايد ربك الذي قد أمنت كيده ، وأيست من روحه ، وهو لك بالمرصاد ، وأنت منه في غرور . والسلام على من اتبع الهدى " . (مروج الذهب للمسعودي 2 : 59 : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 : 283 : جمهرة رسائل العرب 1:ص457 )

                    فهذا كان خطاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية ، وقد وضحت لك عباراته وانكشفت معانيها . ووضح لك فضل أمير المؤمنين من حيث إنه أول الناس إيمانا برسول الله ، ومن حيث إنه فاق غيره جهادا وارتباطا برسول الله ، وهو الوارث له . كما وضح لك قدر معاوية وشأنه . . فماذا قال معاوية في رده على محمد بن أبي بكر ؟ ! يقول ابن هند : من معاوية بن صخر إلى الزاري على أبيه محمد بن أبي بكر . سلام على أهل طاعة الله . أما بعد : فقد أتاني كتابك تذكر فيه ما الله أهله في عظمته وقدرته وسلطانه ، وما أصدق به رسول الله ( ص ) مع كلام كثير ألفته ووضعته لرأيك في تضعيف ، ولأبيك فيه تعنيف . ذكرت فيه فضائل ابن أبي طالب وقديم سوابقه وقرابته مع رسول الله ( ص ) ونصرته له ومواساته إياه في كل هول وخوف ، فكان احتجاجك علي وفخرك بفضل غيرك لا بفضلك ، فاحمد ربا صرف هذا الفضل عنك وجعله لغيرك . فقد كنا وأبوك معنا في حياة نبينا نعرف حق ابن أبي طالب لازما لنا وفضله مبرزا علينا ، فلما اختار الله لنبيه ( عليه الصلاة والسلام ) ما عنده وأتم له ما وعده ، وأظهر دعوته ، وأفلج حجته ، وقبضه الله إليه ( صلوات الله عليه ) ، كان أبوك وفاروقه أول من ابتزه حقه وخالفه على أمره، على ذلك اتفقا واتسقا. ثم دعواه إلى بيعتهما فأبطأ عنهما وتلكأ عليهما ، فهما به الهموم وأرادا به العظيم . ثم إنه بايعهما وسلم لهما ، وأقاما لا يشركانه في أمرهما ، ولايطلعانه على سرهما ، حتى قبضهما الله ، وانقضى أمرهما . ثم قام ثالثهما عثمان فهدى بهما وسار بسيرتهما فعبته أنت وصاحبك حتى طمع فيه الأقاصي من أهل المعاصي ، فطلبتما له الغوائل حتى بلغتما فيه منا كما. فخذ حذرك يا ابن أبي بكر، فسترى وبال أمرك ، وقس شبرك بفترك تقصر عن أن توازي أو تساوي من يزن الجبال حمله ، ولا تلين على قسر قناته ، ولا يدرك ذو مدى أناته . أبوك مهد له مهاده ، وبنى ملكه وشاده ، فإن يك ما نحن فيه صوابا فأبوك أوله ، وإن يك جورافأبوك استبد به ، ونحن شركاؤه ، فبهديه أخذنا وبفعله اقتدينا . لو لا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبي طالب ، ولسلمنا إليه ، لكنا رأينا أباك فعل ذلك به من قبلنا ، فأخذنا بمثاله واقتدينا بفعاله ، فعب أباك بما بدا لك أو دع . والسلام على من أناب ورجع من غوايته وتاب . وها هو خطاب معاوية في رده على خطاب محمد بن أبي بكر ، فتدبر في قوله : " فقد كنا وأبوك معنا في حياة نبينا نعرف حق ابن أبي طالب لازما لنا وفضله مبرزا علينا " . فما هو حق علي بن أبي طالب الذي كان لازما لمعاوية وأبي بكر وبقية الصحابة في حياة النبي صلى الله عليه وآله ؟ ! ثم أين ذلك الحق بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ؟ ! وأما قوله : " كان أبوك وفاروقه أول ابتزه حقه وخالفه على أمره " ففيه بيان الأساس الذي قامت عليه خلافة الصديق وعمر من بعده ، والشاهد على هذا الأساس معاوية نفسه تصريحا ومحمد بن أبي بكر إقرارا . وعلى هذا الابتزاز والمخالفة ، تم الاتفاق والاتساق بين أبي بكر وفاروقه ، كما أوضح معاوية . وإشارة معاوية إلى هذا توضح اشتراكه في ذلك ، إذ أن أبا بكر هو الذي مهد وشيد له ملكه بسنه ابتزاز حق الإمام ومخالفته في أمره ، بعد أن كان حقه لازما لهم في حياة النبي صلى الله عليه وآله . فما هي العلاقة والارتباط بين ما وقع من ابتزاز لحق الإمام ومخالفته على أمره ، وبين قول النبي الأكرم لأبي بكر : " لا أدري ما تحدثون بعدي " ؟ ! وهكذا انشعب الإسلام بعد تلك الحوادث ، وانشعب الناس على أساس ذلك إلى قوم تعبدوا بما تمخضت عنه الحوادث بعد وفاة رسول الله في السقيفة ، واقتدوا بأهل البيت السقيفي ، وقوم ولوا الظهور لذلك وصوبوا نحو أهل البيت النبوي ، يقتدون بعليوأهل بيته عملا ولفظا ، ويمزجون حبهم للعترة باقتفاء الآثار منهم . . ليس كمن مزج حبهم باقتفاء آثار غيرهم من الفقهاء والعلماء وهم يخالفونهم في كثير من المسائل . فهلموا - أيها الناس - إلى سبيل المؤمنين من أهل بيت الرسول وأبناء البتول ، فهمأمان للناس من الغرق في مفاوز الضلال وشعاب الاختلاف . يقول علي عليه السلام : " أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا ، كذبا علينا أن رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم ؟ ! بنا يستعطى الهدى ، ويستجلى العمى ، إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم " ويقول عليه السلام : " حتى إذا قبض رسول الله صلى الله عليه وآله ، رجع قوم على الأعقاب ، وغالتهم السبل واتكلوا على الولائج ، ووصلوا غير الرحم ، وهجروا السبب الذي أمروا بمودته ، ونقلوا البناء عن رص أساسه ، فبنوه في غير مواضعهمعادن كل خطيئة ، وأبواب كل ضارب في غمرة ، وقد ماروا في الحيرة ، وذهلوا في السكرة ، على سنة من آل فرعون ، من منقطع إلى الدنيا راكن ، أو مفارق للدين مباين " " فيا عجبي ! وما لي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على الاختلاف حججها في دينها ؟ ! لا يقتفون أثر نبي ، ولا يقتدون بعمل وصي ! " .

                    تعليق


                    • #40
                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      وأصلي وأسلم على أشرف الخلق والمرسلين أبي القاسم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)
                      وبعد أخي العزيز(البكاء) حفظك الله ورعاك وجعل حميتك في ميزان أعمالك يوم القيامة شفيعتك عند محمد وآله الأطهار
                      أعلم أن خطوات الشيعة ثابتة لا تزلزلها رياح وعواصف المنافقين أمثال عرعور المكار ومن لف لفيفه
                      وأعلم أن الشيعة هم ربان السفينة من حيث يعلم مخالفيهم أو لا يعلمون, والكلام هنا مع الذين لا يعلمون من مذاهب أهل الجمهور , فمنهم الجاهل ومنهم المتعلم على سبيل النجاة,
                      ولا كلام لنا مع المنافقين المظلين(جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم) فنقول لهم سلامآ سلامآ
                      والمطلوب منا اليوم وفي كل يوم ان نقدم الجانب العلمي والأخلاقي والروحي ,الذي تحلى به من تدافع عنه اليوم وحتى مع أعدائه من من هم على شاكلة عرعور المكار, ولا تقارن امامك(ع) ونفسك بالأوباش,أصحاب الطرح غير العلمي واللاأخلاقي واللاروحي ,فهاذا انائهم
                      هذا والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين من مذهب امير المؤمنين(ع)

                      تعليق


                      • #41
                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        وأصلي وأسلم على أشرف الخلق والمرسلين أبي القاسم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)
                        والله أخي(البكاء) لقد أثلجته قلوبنا وقلوب المؤمنين بطرحك المحمدي العلوي الجعفري الشعي الأصيل
                        هكذا والا فلا , جعلك الله ممن نطلب منهم الشفاعة يوم القيامة فيشفعوا لنا , أنه سميع مجيب.
                        هذا والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين من مذهب امير المؤمنين(ع)

                        تعليق


                        • #42
                          يا اخي على الحر المغوار
                          تدعون انه سكت على حقة
                          طيب اذا سكت استجابتا للرسول
                          ليش ما ترك الامر كلة
                          ليش كان مستشارا لعثمان
                          وكان عون لعمر
                          هل كان خائفا ( معاذ الله )

                          تعليق


                          • #43
                            منذ البدايه منذ ان نصب العداء لأهل البيت ابو جهل وابو سفيان ومنذ ان عدوا العدة لقتل الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم ومنذ ان اضهروا الحقد لأبي طالب وابنه سيد الموحدين امير المؤمنين عليه السلام ومنذ ان قتلوا اولاده واحدا تلوا ألأخر بدأ بسم كريم اهل البيت الحسن عليه السلام ومرورا بسيد الشهداء ابي عبد الله الحسين وانهاءا بمحاربة ألأمام المهدي المنتظر عليه السلام وعجل الله تعالى فرجه الشريف ومنذ ذلك الحين وافكارهم ومواقفهم مبنية على الا دليل معتمدة على دجلهم وزيفهم وحقدهم مستغلتة لأناس ملئهم الجهل والتعصب وحب الدنيا من جهه او قد يكونوا بعيدين عن اصل الحقيقة ومصدرها من جهه اخرى............

                            وألأن نسأل من الوريث لكل هذا ؟"؟
                            الجواب الحتمي من سار على نهجهم واعتنق عقيدتهم وبرر مواقفهم وافعالهم المخزية التي خلدها التأريخ وبلا شك هم الوهابية اصحاب بصمة الخزي والعار بصمة المجرم المكار الحاقد بصمة هدم قبور ائمة البقيع عليهم السلام.....

                            هؤلاء من جمع بين المتناقضات وحرف القرأن واوله بما تشتهي نفسه .......ماذا تنتظر منه غير الدجل والنفاق والخداع
                            ولو سألت عن مصدر تشريعهم لقالوا لك انه القرأن والسنه وهم وفي كثير من المواقف مخالفين لصريح القرأن والسنة وظاهرهما المحكم منه فضلا عن المتشابه في القرأن والمتناقض في ظاهره من السنه والذي يحتاج الى جمع .....

                            وعندما تسألهم كيف تستنبطون ألأحكام يقولون لك بألأعتماد على القياس وألأستحسان وألأجتهاد الشخصي وكل هذه ألأساليب غير مبرءه للذمة لأنها خاضعة للنفس ألأمارة بالسوء.........
                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }يوسف53

                            اذا مصدر كل احكامهم في عصر ما بعد استشهاد الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم وحتى هذه اللحظه هو النفس ألأمارة بالسوء ..........فكيف تريد منهم ألأنصاف والبحث عن الحقيقه بحياديه وكشفها للناس كما هي !!!!!

                            لعنهم الله في الدنيا وألأخره واخزاهم انه على كل شيء قدير

                            تعليق


                            • #44
                              المشاركة الأصلية بواسطة محب الشيعه
                              منذ البدايه منذ ان نصب العداء لأهل البيت ابو جهل وابو سفيان ومنذ ان عدوا العدة لقتل الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم ومنذ ان اضهروا الحقد لأبي طالب وابنه سيد الموحدين امير المؤمنين عليه السلام ومنذ ان قتلوا اولاده واحدا تلوا ألأخر بدأ بسم كريم اهل البيت الحسن عليه السلام ومرورا بسيد الشهداء ابي عبد الله الحسين وانهاءا بمحاربة ألأمام المهدي المنتظر عليه السلام وعجل الله تعالى فرجه الشريف ومنذ ذلك الحين وافكارهم ومواقفهم مبنية على الا دليل معتمدة على دجلهم وزيفهم وحقدهم مستغلتة لأناس ملئهم الجهل والتعصب وحب الدنيا من جهه او قد يكونوا بعيدين عن اصل الحقيقة ومصدرها من جهه اخرى............

                              وألأن نسأل من الوريث لكل هذا ؟"؟
                              الجواب الحتمي من سار على نهجهم واعتنق عقيدتهم وبرر مواقفهم وافعالهم المخزية التي خلدها التأريخ وبلا شك هم الوهابية اصحاب بصمة الخزي والعار بصمة المجرم المكار الحاقد بصمة هدم قبور ائمة البقيع عليهم السلام.....

                              هؤلاء من جمع بين المتناقضات وحرف القرأن واوله بما تشتهي نفسه .......ماذا تنتظر منه غير الدجل والنفاق والخداع
                              ولو سألت عن مصدر تشريعهم لقالوا لك انه القرأن والسنه وهم وفي كثير من المواقف مخالفين لصريح القرأن والسنة وظاهرهما المحكم منه فضلا عن المتشابه في القرأن والمتناقض في ظاهره من السنه والذي يحتاج الى جمع .....

                              وعندما تسألهم كيف تستنبطون ألأحكام يقولون لك بألأعتماد على القياس وألأستحسان وألأجتهاد الشخصي وكل هذه ألأساليب غير مبرءه للذمة لأنها خاضعة للنفس ألأمارة بالسوء.........
                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }يوسف53

                              اذا مصدر كل احكامهم في عصر ما بعد استشهاد الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم وحتى هذه اللحظه هو النفس ألأمارة بالسوء ..........فكيف تريد منهم ألأنصاف والبحث عن الحقيقه بحياديه وكشفها للناس كما هي !!!!!

                              لعنهم الله في الدنيا وألأخره واخزاهم انه على كل شيء قدير
                              طيب يا الوارث
                              هل ورثت منهم اللعن ايضا
                              وشتم الغير

                              تعليق


                              • #45
                                بسم الله الرحمن الرحيم
                                وأصلي وأسلم على أشرف الخلق والمرسلين أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم
                                أخي( عاشق وهم) لا تستغرب من ذلك الأمر ,فأنه من عرف السبب بطل العجب. واليك السبب أو بعض يسير منه
                                أن قريش وسائر العرب كانوا قد تشوفوا الى تداول الخلافة بين قبائلهم ,وكما هو معروف للقارء الكريم المنصف منذوا وقبل الدعوة الأسلامية التي جاء بها محمد(ص)وآله وسلم, واشربت الى ذلك أطماعهم ,فأمضوا نياتهم عليه ,ووجهوا عزائمهم اليه , فتصافقوا وأصطفوا على تناسي النص وعدم ذكره بالمرة, وتبايعوا على صرف الخلافة من أول أيامها عن وليها المنصوص عليه من نبيها, فجعلوها بالأختيار
                                والأنتخاب ليكن لكل حي من أحيائهم أمل الوصول اليها ولو بعد حين , ولو عملوا بالنص فقدموا عليآ بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ,لما خرجت الخلافة من عترته الطاهرة , حيث قرنها ( العترة الطاهرة) يوم الغدير وغيره بمحكم الكتاب وجعلها قدوة لأولي الألباب الى يوم الحساب, وما كانت العرب لتصبر على حصر الخلافة في بيت مخصوص بعد أن طمحت اليها الأبصار من كافة قبائلها ,وحامت عليها النفوس من جميع أحيائها
                                ( وقد هزلت حتى بدا من هزالها كلاها وحتى أستماها كل مفلس)
                                ومن ألم بتاريخ قريش والعرب في صدر الأسلام يعلم أنهم لم يخضعوا للنبوة الهاشمية الا بعد أن تهشموا ولم يبق فيهم من رمق , فكيف ير ضون بأجتماع النبوة والخلافة في بني هاشم , وقد قالها الخليفة الثاني لأبن عباس في كلام دار بينهما : أن قريش كرهت أن تجتمع فيكم النبوة والخلافة فتجحفون على الناس .
                                والسلف الصالح لم يتسن له أن يقهرهم يومئذ على التعبد بالنص................فرقا من أنقلابهم أذا قاومهم وخشية من سوء عواقب الأختلاف في تلك الحال.
                                وقد ظهر النفاق بموت رسول الله (ص)وآله ,وقويت بفقده شوكة المنافقين ,وعتت نفوس الكافرين ,وتضعضعت أركان الدين,وأنخلعت قلوب المسلمين ,حيث صاروا بعده كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية بين ذئاب كاسرة ووحوش ضارية, وقد أرتدت طوائف من العرب ,وهمت بالردة أخرى ,وعظم قلق السلف الصالح على الأسلام ,وأشتد فرقهم على أمة سيد الأنام .
                                (فصبروا على مخالفة النص) لاحظ (صبروا على مخالفة النص.......النص..........النص ........النص...........النص) بقيا على المسلمين وأحتياطآ على الدين
                                صبروا وفي أعينهم من ذلك قذى ,وفي حلوقهم منه شجى ,كما قالوا عليهم السلام --وأشفق علي أمير المؤمنين أن يظهر أرادة القيام بأمر الناس .........مخافة البائقة وفساد العاجلة والأجلة .
                                والقلوب على ما وصفنى ,والمنافقون على ما ذكرنا, يعضون عليهم الأنامل من الغيظ ,وأهل الردة على ما بينا , والأنصار قد خالفوا المهاجرين, وأنحازوا عنهم يقولون (منا أمير ومنكم أمير ) لاتنسى أخي ( عاشق وهم) (مخالفة النص ) والكلام طويل في أقوالهم وتصريحاتهم في مخالفة النص بولاية أمير المؤمنين .
                                فدعاه النظر للدين الى الكف عن الأظهار والتجافي عن الأمور ,وعلم أن طلب الخلافة والحال هذه , يستوجب التغرير في الدين والخطر بالأمة , فأختار الكف ضنا بالدين وايثارآلللأجلة على العاجلة.
                                غير أنه قعد في بيته (ولم يبايع حتى أخرجوه كرهآ) أحتفاظا بحقه وأحتجاجآ على من عدل عنه , ولو أسرع للبيعة ما تمت له حجة ولا سطع له برهان ,لكنه جمع فيما فعل ......................بين حفظ الدين .................والأحتفاظ بحقه من امرة المؤمنين.....فدل ذلك على اصالة رأيه ورجاحة علمه وسعت صدره وشدة زهده وفرط سماحه وقلة حرصه.
                                ومتى سخت نفس امرء عن هذا الخطب الجليل والأمر الجزيل ينزل من الله بغاية منازل الدين .
                                وأنما كانت غايته مما فعل ..........أربح الحالين له وأعود المقصودين عليه.
                                أما الخليفة الأول وأتباعه فقد تأولوا النص...........النص ..........النص.......الخ على علي (ع)بالخلافة للأسباب التي قدمناها ,ولا عجب منه في ذلك بعد الذي نبهناك اليه من عدم تعبدهم بما كان من نصوصه (ص)وآله , لتعلقهم بالسياسات والتأميرات وتدبير قواعد الدولة وتقرير شؤون المملكة , واليك مضافآ الى ما تلوناه , نبذه من موارد تأولهم ,تكون نموذجأ لرأيهم في تلك النصوص , وحسبك بها أدلة على معذرة المتاولين,وهي كثيرة ونخص بالذكر ما ينفعنا في هذا المقام وعلى حسب ما جاء في سؤالك
                                وهي (سرية أسامة بن زيد بن حارثة الى غزوا الروم ,وهي آخر السرايا على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم) فطالعها وتفهمها هداك الله فبفهمها يرتفع الأشكال الذي أنت في خضامه)
                                وأما قولك( ليش ما ترك الامر كلة
                                ليش كان مستشارا لعثمان
                                وكان عون لعمر
                                هل كان خائفا ( معاذ الله )
                                (من قال لك أنه كان مستشار لعثمان وكان عون لعمر ) فبعد الذي طرحناه أظن أنه سيرفع أشكالك في نفسك وتفهم أن علي (ع) لم يكن يوم من الأيام مستشار لعثمان ولا عونآ لعمر ............بل كان مستشار لله والرسول وعونآ لله والرسول أيظآ في جميع أيام حياته حتى قضى نحبه (ع) والتحق بالرفيع الأعلى (جل جلاله ) مع النبيين والصدقين والشهداء والصالحين وفي جنات النعيم
                                وأما قولك(هل كان خائفآ(معآذ الله) فأنك والحمد لله قد أجبت نفسك بنفسك بقولك(معآذ الله)
                                ملاحظه \- لزيادة معلوماتك عن تصورك وتسائلك عن (هل كان علي(ع) خآئف) راجع مشاركة أخونا (هويدي من العرآق) تجده أنه قد أستوفى من ما دار في ذهنك في خصوص هذا السؤال ومن القرآن , والذي يقطع دابر المشككين حول ما دار وما كان من حال الأنبياء(ع) في جميع الازمان من خوف وتحفظ على الدين والرسالة الأنسانية مما جعلهم مقيدين في أفعالهم وأقوالهم كل ذلك من أجل الحفاظ على بيضة الدين. فأن لم تتحرر من اشكالك أصلحك الله فعلم أنك قد أتهمت الأنبياء والرسول بالجبن (معاذ الله)
                                راجع الصفحة الأولى (الموضوع الأول----- بعنوان عرعور تعال هنا .
                                نشكرك أخي (عاشق وهم ) على سؤلك وعلى الصورة التي بعثتها في مشاركتك ( صورة قناة الصفا) فلولاهما(سؤلك وقنآة الصفا) لما أستطعنا أن نكون دائرة علمية وحوارية في هذا المقام وفي هذا المنتدا المبارك بالذات لعرض فضائل أهل البيت ومنهجهم القويم السوي والذي هو أمتداد للرسالة المحمدية المباركة, والذي بدوره(عرض فضائل أهل البيت) يكون سبب بهداية الكثير من أخواننا أبنآء مذهب أهل الجمهور البسطاء الذي يرد عرعور ومن هو على شاكلته بأن يخدعهم ويسوف عقولهم
                                ويخرج محبة أهل البيت من قلوبهم , وهم كانوا وما زالوا عليها عاكفين ,ونحن لهم ناصرين أن شآء الله
                                هذا والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين.من مذهب أمير المؤمنين(ع)

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X