بعد ان عجزوا الوهابية و هربوا عن الموضوع سنكمل الموضوع بكل ما يتعلق بالصحابة
تعريف الصحابي بمدرسة أهل البيت عليهم السلام :
الصاحب وجمعه : صحب، وأصحاب وصحاب وصحابة. والصاحب: المعاشر والملازم ولا يقال الا لمن كثرت ملازمته (انظر الراغب) وان المصاحبة تقتضي طول لبثه وبما ان الصحبة تكون بين اثنين يتضح لنا انه لابد ان يضاف لفظ (الصاحب) وجمعه (الصحب و...) الى اسم مافي الكلام، وكذا ورد في القرآن في قوله تعالى: (يا صاحبي السجن) و(اصحاب موسى) وكان يقال في عصر الرسول (ص) (صاحب رسول الله) و(أصحاب رسول الله) مضافاً الى رسول الله (ص) كما كان يقال (اصحاب بيعة الشجرة) و(اصحاب الصفة) مضاف الى غيره، ولم يكن لفظ الصاحب والاصحاب يوم ذلك اسماءاً لاصحاب الرسول (ص) ولكن المسلمين من اصحاب مدرسة الخلافة تدرجوا بعد ذلك على تسمية أصحاب رسول الله (ص) بالصحابي والأصحاب وعلى هذا فان هذه التسمية من نوع تسمية المسلمين ومصطلح المتشرعة.
القرآن يبين أصناف وأقسام الصحابة، ففيهم المؤمنون وفيهم المنافقون، وفيهم أصحاب الاطماع والمصالح، وقد بين سبحانه أحوالهم بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوله فيهم: (( أَفَإِن مَّاتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلَى أَعقَابِكُم )) (آل عمران:144).
وأما السنة النبوية الشريفة، فنكتفي منها بايراد حديث صحيح في البخاري عن أبي هريرة يبين واقع الصحابة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتبديلهم لدينهم واجتهادهم في مقابل النصوص:
عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله): (... ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم قال: هلم قلت: أين؟ قال: إلى النار والله. قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أعقابهم القهقرى. فلا أرى يخلص منهم إلا مثل همل النعم).
والعبرة نسأل الله حسن الخاتمة، فلا ينفع السبق بالاسلام ــ ان ثبت انه كان اختياراً لا طمعاً - ولا بجهاد ولا بكثرة صلاة أو صيام أو حفظ للقرآن - وهي غير ثابتة لهما أيضاً - وإنما العبرة بالعبادة على الوجه المطلوب من الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) وعدم إنكار بعض والايمان ببعض فذلك الايمان البعضي لا يرتضيه الله تعالى لخلقه كما هو معروف.
إن الله تعالى أرسل رسوله بالهدى و دين الحقّ وشرّع له شريعة ليبلغها الى المسلمين، قال تعالى: (( يا أيّها الرسول بلّغْ ما أنزل إليك من ربّك )) (المائدة:67) . فمن التزم بهذه الشريعة - بكل أبعادها من الأوامر والنواهي ـ فهو مؤمن بحقّ، ويجب على جميع المسلمين احترامه وتقديره والترحّم عليه . ومن ضّيع هذه الأوامر أو بعضها، فإن كان عن جهل وقصور فهو معذور وإن كان عن عمد و عناد واستخفاف بأوامر الله و رسوله، فهو و إن لم يخرج عن الاسلام ـ إذا بقي ملتزماً بالشهادتين ـ لكن يعتبر خارجاً عن طاعة الله و رسوله . و موجباً للحكم عليه بالفسق.
وهنا نقول : إنّ من ضمن الأوامر التي أمرنا الله و رسوله باتباعها والالتزام بها هي قوله تعالى: (( قل لا أسئلكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى )) (الشورى:23).
فمودّة أهل بيت النبي (صلى الله عليه و آله) من الواجبات على كل مسلم بنصّ القرآن الكريم والسنّة القطعيّة، والتارك لها مخالف لأمر الله تعالى . كما أنّ التارك لغيرها من الواجبات كالصلاة والصوم و… يعتبر فاسقاً عند المسلمين كافّة .
وعلى كل حال، فالإشكال هو في عدالة جميع الصحابة على الاطلاق والبحث في الكليّة, ولاشك في عدالة بعضهم، لأن الصحابي من رأى الرسول أو سمع صوته، ولا يوجد دليل صحيح صريح يقول بعدالة كل هؤلاء، بل نجري قواعد الجرح والتعديل عليهم.
100 - عياض قال : موسى بن مسعود ، عن سلمة ، عن عياض ، عن أبيه ، عن إبن مسعود أن النبي (ص) قال :
إن منكم منافقين فمن سميته فليقم ! فقام ستة وثلاثون
فقال : أن فيكم فسلوا الله العافية فمر عمر برجل متقنع كان يعرفه فقال : ما شأنك ؟ فأخبره بما قال النبي (ص) ، فقال : بعداً لك سائر اليوم ، وقال أبو نعيم ، عن سفيان ، عن سلمة ، عن رجل ، عن أبيه - قال سفيان أراه عياض بن عياض ، عن أبي مسعود. وقال : قبيصة عياض بن عياض ، عن إبن مسعود.
مسند أحمد - باقي مسند الأنصار - حديث أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري
21843 - حدثنا : وكيع ، حدثنا : سفيان ، عن سلمة ، عن عياض بن عياض ، عن أبيه ، عن أبي مسعود قال : خطبنا رسول الله (ص) خطبة فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن فيكم منافقين فمن سميت فليقم ثم قال : قم يا فلان قم يا فلان قم يا فلان حتى سمى ستة وثلاثين رجلاًًً ثم قال : إن فيكم أو منكم فإتقوا الله ، قال : فمر عمر على رجل ممن سمى مقنع قد كان يعرفه قال : ما لك قال : فحدثه بما قال رسول الله (ص) فقال : بعداً لك سائر اليوم ، حدثنا : أبو نعيم ، حدثنا : سفيان ، عن سلمة ، عن رجل ، عن أبيه قال سفيان : أراه عياض بن عياض ، عن أبيه ، عن أبي مسعود قال : خطبنا رسول الله (ص) فذكر معناه.
إبن كثير - البداية والنهاية - سنة ثمان من الهجرة النبوية - غزوة تبوك - ذكر أقوام تخلفوا من العصاة - الجزء : ( 7 ) -
- وروى الحافظ البيهقي : من طريق أبي أحمد الزبيري ، عن سفيان الثوري ، عن سليمة بن كهيل ، عن عياض بن عياض ، عن أبيه ، عن إبن مسعود قال : خطبنا رسول الله (ص) ، فقال : إن منكم منافقين فمن سميت فليقل قم يا فلان ، قم يا فلان ، قم يا فلان حتى عد ستة وثلاثين ، ثم قال : إن فيكم أو إن منكم منافقين فسلوا الله العافية قال : فمر عمر برجل متقنع وقد كان بينه وبينه معرفة فقال : ما شأنك ؟ فأخبره بما قال رسول الله (ص) ، فقال : بعداً لك سائر اليوم.
إبن كثير - السيرة النبوية - الجزء : ( 4 ) - - وروى الحافظ البيهقى من طريق أبى أحمد الزبيري ، عن سفيان الثوري ، عن سلمة بن كهيل ، عن عياض بن عياض ، عن أبيه ، عن إبن مسعود قال : خطبنا رسول الله (ص) ، فقال : إن منكم منافقين فمن سميت فليقم ، قم يا فلان ، قم يا فلان ، قم يا فلان حتى عد ستة وثلاثين ، ثم قال : إن فيكم أو إن منكم منافقين فسلوا الله العافية قال : فمر عمر برجل متقنع ، وقد كان بينه وبينه معرفة ، فقال : ما شأنك ؟ فأخبره بما قال رسول الله (ص) ، فقال : بعداً لك سائر اليوم.
البيهقي - دلائل النبوة- جماع أبواب غزوة تبوك
2030 - أخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، قال : ، أنبئنا : أحمد بن إسحاق الفقيه ، قال : ، أنبئنا : محمد بن غالب ، حدثنا : أبو حذيفة ، حدثنا : سفيان ، ح وأنبئنا : أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ ، قال : ، أنبئنا : الحسن بن محمد بن إسحاق ، قال : ، حدثنا : يوسف بن يعقوب ، قال : ، حدثنا : محمد بن أبي بكر ، ونصر بن علي ، واللفظ لنصر قالا ، حدثنا : أبو أحمد ، حدثنا : سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن عياض بن عياض ، عن أبيه ، عن أبي مسعود ، قال : خطبنا رسول الله (ص) فذكر في خطبته ما شاء الله عز وجل ، ثم قال : أيها الناس ، إن منكم منافقين ، فمن سميت فليقم ، قم يا فلان ، قم يا فلان ، حتى عد ستة وثلاثين ، ثم قال : إن فيكم أو إن منكم فسلوا الله العافية ، قال : فمر عمر برجل متقنع قد كان بينه وبينه معرفة ، فقال : ما شأنك ؟ فأخبره بما قال رسول الله (ص) ، فقال : بعداً لك سائر اليوم.
البيهقي - دلائل النبوة - جماع أبواب غزوة تبوك
2544 - أخبرنا : محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا : محمد بن عبد الله الصفار ، حدثنا : أحمد بن محمد البرتي ، حدثنا : أبو نعيم ، حدثنا : سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن رجل ، عن أبيه ، قال سفيان : أراه عياضاً ، عن أبي مسعود ، قال : خطبنا رسول الله (ص) ، فقال : إن منكم منافقين ، فمن سميته فليقم ، فقام ستة وثلاثون فقال : إن فيكم أو منكم منافقين فسلوا الله العافية فمر عمر (ر) برجل متقنع كان يعرفه ، فقال : ما شأنك ، فأخبره بما قال رسول الله (ص) ، فقال : بعداً لك سائر اليوم ، وأخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا : محمد بن عبد الله ، حدثنا : أحمد ، حدثنا : أبو حذيفة ، حدثنا : سفيان ، عن سلمة ، عن عياض بن عياض ، عن أبيه ، عن أبي مسعود ، قال : لقد خطبنا النبي (ص) فذكره.
الطبراني - المعجم الكبير - من إسمه عبدالله
114786 - حدثنا : علي بن عبد العزيز ، ثنا : أبو نعيم ، ثنا : سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن رجل قال سفيان : أراه عياض بن عياض ، عن أبي مسعود قال : خطبنا رسول الله (ص) ، فقال : إن فيكم منافقين ، فمن سميته فليقم ، فقام ستة وثلاثون فقال : إن فيكم أو منكم ، فسلوا الله العافية فمر عمر برجل كان يعرفه فقال : ما شأنك ؟ فأخبره ما قال رسول الله (ص) : فقال : بعداً لك سائر اليوم.
مسند عبد بن حميد - مسند أبي مسعود - فيكم منافقين
239 - حدثنا : أبو نعيم ، ثنا : سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن رجل ، عن أبيه ، قال سفيان : أراه عياض بن عياض ، عن أبي مسعود ، قال : خطبنا رسول الله (ص) ، فقال : إن فيكم منافقين ، فمن سميته فليقم ، فقام ستة وثلاثون ، فقال : إن فيكم أو منكم فسلوا الله العافية ، فمر عمر برجل مقنع كان يعرفه ، فقال : ما شأنك ؟ فأخبره بما قال النبي (ص) ، فقال : بعداً لك سائر اليوم.
وكذلك عهد الصحابة للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في صلح الحديبية لعدم الفرار فقد رويتم في الصحيح هذا الحديث: 2798 حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع قال قال ابن عمر رضي الله عنهما رجعنا من العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها كانت رحمة من الله فسألت نافعا على أي شيء بايعهم على الموت قال لا بل بايعهم على الصبر [صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب البيعة في الحرب أن لا يفروا وقال بعضهم على الموت لقول الله تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة] 3449 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث بن سعد ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن أبي الزبير عن جابر قال كنا يوم الحديبية ألفا وأربع مائة فبايعناه وعمر آخذ بيده تحت الشجرة وهي سمرة وقال بايعناه على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت[صحيح مسلم كتاب الإمارة باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة] 3450 و حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن عيينة ح وحدثنا ابن نمير حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال لم نبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت إنما بايعناه على أن لا نفر[صحيح مسلم كتاب الإمارة باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة]
فهذه ثلاث أحاديث صحيحة عندكم تبين علما بايع وعاهد الصحابة الله ورسوله
فيتبقى سؤال وهوهل كل من بايع تحت الشجرة وفى بما بايع وعاهد الله ورسوله عليه أم لا؟ الجواب من القرآن الكريمقال تعالى:{لَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ}سورة التوبة الآية 25 وهذا جزاء من يفر من الزحف ويولي دبره قال تعالى:{يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ}سورة الأنفال الآية 15و16.
وقد قال الله تعالى أيضاً بخصوص المبايعين تحت الشجرة: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ يَدُ ٱللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ ٱللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً}سورة الفتح الآية 10
وقال الله تعالى بخصوص من يحل عليه غضبه:
{كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِيوَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ} سورة طه الآية 81
فالله تعالى لا يشك مؤمن بإنه هو الذي ينزل النصر ولكن الله التعالى لم يقل فروا من الزحف وقولوا هذا أمر الله بل هذا عكس أمر الله ومخالفة صريحة لأوامره وكبيرة من الكبائر بل الأمر فيما جرى في خيبر وحنين يتعدى ذلك إلى أنه نكث لعهد الله ورسوله صلى الله عليه وآله الذي عاهدوا عليه فالمسألة ليست بهذه البساطة التي تتصورها.
تعليق