المشاركة الأصلية بواسطة ذو الفقارك ياعلي
أولا : ما جاء به الإمام أحمد في مسنده هي زيادة كما بينت في مشاركتي السابقة هي زيادة عند أحمد بن حنبل والترمذي رحمهم الله وقال البخاري وابراهيم الحربي بضعف ( من كنت مولاه ) وقال آخرون بصحة الجزء هذا وهو محل النزاع بين أئمة الحديث حول هذه النقطة ولو سلمنا جدلاً بصحة الحديث لكان المراد به غير ما استدليتم به فالإجماع على أن الموالاة في نص حديث الغدير هي المحبة والنصرة أما ما قلته حول ما حصل بين معاوية فلماذا لم تنصروا الحسين يا ذو الفقارك يا علي ؟؟؟

ثانيا : وقوله ( اللهم وال من والاه وعادِ من عاداه ) وهذا اللفظ في الاحاديث التي ذكرتها فقد أجمع على ضعف هذا الجزء من أئمة الحديث وكما قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله إن لفظ ( اللهم وال من والاه ) لا شك في أنه كذب على النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لا يصح عن النبي فإذن الزيادة هذه كذب .
أما ما اختلف على صحته بين أئمة الحديث وهو جزء ( من كنت مولاه ) والراجح أن الحديث طعن فيه البخاري وقال بضعف هذا الجزء وقال بضعفه جمعٌ من أئمة الحديث ولهذا الحديث وإن حسنه الترمذي رحمه الله وقال حسن صحيح فهو لا يرقى الي درجة الإحتجاج به لأن الترمذي رحمه الله تعالى عرف بالتساهل في تصحيح الأحاديث .
وقد بين العلماء - رحمهم الله - تمكن ابن تيمية من علم الحديث ومنهم على سبيل المثال لا الحصر .
الذهبي فقد عده ممن يُعتمد قوله في الجرح والتعديل .
ابن سيد الناس اليعمري حيث قال عن ابن تيمية : < فألفيته ممن أدرك من العلوم حظا ، كان - في نسخة كاد - يستوعب السنن والآثار حفظا ... > .
وقد ذكر مترجموا ابن تيمية أن أول كتاب حفظه في الحديث في صغره هو كتاب ( الجمع بين الصحيحن للحميدي ) .
وذكروا أيضا أن سمع الكتب الستة ومسند أحمد ومعجم الطبراني الكبير مرات عديدة ، وكذلك كثير من الكتب والأجزاء .
.............
و المـتأمل في كلام ابن تيمية - رحمه الله - لا يجد شيئا من المبالغة أو التسرع الذي ادعاه الألباني - رحمه الله - بل على العكس تماما .
فابن تيمية - ر حمه الله - ذكر أن الشطر الأول من الحديث ليس موجودا في الكتب المختصة بجمع الأحاديث الصحاح .
وذكر أيضا أن - العلماء - رحمهم الله تنازعوا في صحة الشطر الأول من الحديث .
فأين التسرع والمبالغة إذا ؟؟ !!
فهذا - علامة العراق الإمام محمود شُكري الآلوسي - رحمه الله ذكر أن الصحيح من الحديث فقط هو الشطر الأول من الحديث وهو : { من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه } دون بقية ألفاظ الحديث .
فقال رحمه الله : (( إن هذا الحديث فيه زيادات منكرة ، والصحيح ما رواه الترمذي عن زيد بن أرقم أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من كنت مولاه فعلي مولاه } بهذا اللفظ فقط ... ))
[ انظر كتاب صب العذاب على من سب الأصحاب للآلوسي ص 353 دار أضواء السلف ط الأولى 1417 ]
فهل يكون إذا الآلوسي من المبالغين المتسرعين أيضا في الحكم على نكارة بقية أللفاظ الحديث ؟؟ !!
وأحب هنا أن أبين أن العلماء رحمهم الله تعالى قد يتنازعون في تصحيح حديث أو تضعيفه ، ولم يكن يؤدي بهم ذلك لأن يرمي بعضهم بعضا بالتسرع أو المبالغة في الحكم على الأحاديث .
هذا مع ابن تيمية - رحمه الله - لم ينفرد بذلك ، ولم يظهر منه أي تسرع أو مبالغة .
والنتيجة إن تصحيح أهل العلم لهذه الزيادة فقد ضعفها جمع من أهل العلم وقالوا بنكارة هذا اللفظ في الحديث ومنهم من اختلف في قوله ( من كنت مولاه ) ولكن كما يتضح لنا فإن الجمع من أهل العلم أنكر هذا اللفظ في الحديث .

تعليق