إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

رسول الله يموت , الحقوا !!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسول الله يموت , الحقوا !!

    السلام عليكم
    من يقرا التاريخ الاسلامي من المنظور السني
    سيجد مشكلة وثغرة كبيرة في اخر ايام الرسول صلى الله عليه واله وسلم
    فمن يقرا التاريخ السني يدرك جيدا ان المسلمين كانو يتوقعون ويعرفون ان محمد كان قريبا من الموت
    وذلك من خلال احاديث الرسول والايات القرانية التي اشارت بوضوح ان الرسول اقترب من الوفاة
    هذا فضلا عن نقطة مهمة جدا وهي حجة الوداع التي اظهرت بوضوح ان الرسول لن يعيش ليحج مرة اخرى
    كل هذا يجعلنا نركز على هذه الفترة من حياة الرسول فترة ما قبل الوفاة
    نجد خلوا وفراغا ضخما
    فلا نرى الرسول يتحدث عمن يخلفه ولا نرى الرسول يحدد خليفة
    او يحدد الطريقة التي يختار بها المسلمين خليفتهم سواء بالتعيين بالشورى بالوراثة باي طريقة كانت
    بل حتى اننا لا نراه يوصي اصحابه والمسلمين باللجوء الى الشورى
    من يرى التاريخ من منظور اهل السنة يجد فراغا عظيما
    بل نحن نرى الرسول ركز على قضايا غير مهمة
    مثلا في غدير خم رايناه حشد عشرات الالاف من المسلمين ( الروايات تحدد العدد ب 100 الف )
    فقط ليقول لهم من يحبني فليحب عليا !!!
    ولا نجده يتحدث عن الخلافة على الاطلاق
    نحن لا نطالب بان يحدد لنا خليفة
    بل ان يتحدث عن كيفية تحديد خليفته
    اما من يقول بالشورى فهذا امر غير صحيح
    لان الايات القرانية في الشورى جاءت عامة
    ولا تضع على الاطلاق اساسا لحكم خليفة رسول الله
    والدليل ان الرسول لم ياتي على ذكر الشورى بكلمة قبل وفاته
    عجيب !
    الرسول لم ينسى شئ بل حتى ذكر بان ابناء الانبياء لا يورثون و نسي التحدث عن خلافته !
    ولكن للامانة هناك بعض الوقائع في التاريخ السني تتناول بعض الاحداث التي حصلت قبل وفاته من المهم الانتباه لها
    فنحن نرى ان الرسول اراد ان يكتب كتاب ليمنع امته من الضلال
    ربما هذا الكتاب المهم ( الذي يحمي الامة من الضلال ) يذكر لنا فيه الرسول كيف يكون حال امته بعده كيف يختارون من يتولى شؤونهم !!
    ولكن نعرف ماذا حصل وكيف ان عمر اتهم محمد بانه يهجر ( يهلوس من المرض ) والعياذ بالله
    هناك حادثة اخرى لننتبه لها
    بعثة اسامة
    نرى فيها ان الرسول يريد ارسال جيش قبل وفاته بفترة قصيرة وهو يعلم انه ميت قريبا ويضع في هذا الجيش ابو بكر وعمر و كثير من وجوه قريش ولكن علي بن ابي طالب بقي بجواره !!
    سبحان الله كيف يرسل رسول الله خليفته وهو يعلم ان ايامه معدوده
    هل يريد لامته الدمار !!
    طبعا هذا ناهيك عن ما حصل في غدير خم من امر عظيم نرى فيه رسول الله يقول به اما عشرات الالاف من المسلمين قبل وفاته بفترة قصيرة من كنت مولاه فان علي مولاه !!
    طبعا نحن نعلم ان الرسول لم يقصد شئ غلط وانما هو مجرد لتعبيره عن ان حب علي واجب فلا تعطوا الموضوع اكثر من حجمه!!!!
    ثم بعد هذا نجد ان البخاري يفاجئنا بان علي بن ابي طالب يرفض ان يبايع ابو بكر لمدة 6 اشهر
    وعندما نسال لماذا لا احد يجيب !!
    ونراه يقول بان فاطمة ماتت وهي غاضبة (واجدة )على ابو بكر وعمر
    سبحان الله لماذا بقيت فاطمة غاضبة على افضل رجلين بعد الرسول كما تقولون
    وهي غضبها من غضب الله !
    اهو لمجرد اختلاف فقهي بسيط حول فدك!
    الله اعلم !
    الى المنصفين اجيبونا ماذا كان يفعل نبي الاسلام في الفترة الاخيرة من حياته !؟

  • #2
    الى المنصفين اجيبونا ماذا كان يفعل نبي الاسلام في الفترة الاخيرة من حياته !؟


    سوال وجيه مع ندرة المنصفين هنا

    تعليق


    • #3
      لا حياة لمن تنادي .............


      موضوع مميز جعله الله في ميزان حسناتك

      تعليق


      • #4
        بسم الله الواحد الأحد
        اللهم صل على محمد وآل محمد
        الإخوة الأفاضل
        قلتم:
        " فلا نرى الرسول يتحدث عمن يخلفه ولا نرى الرسول يحدد خليفة
        او يحدد الطريقة التي يختار بها المسلمين خليفتهم سواء بالتعيين بالشورى بالوراثة باي طريقة كانت

        كيف يا سيدي؟

        القرآن تحدث ....وحدد الطريقة وهي "وأمرهم شورى بينهم" ....
        ومرة أخرى"فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر " ...........
        وكل شأن عام كان الرسول يجري فيه الشورى في غزوة بدر ...وفي أحد ..تجلت الشورى بكل معانيها ....وفي الخندق ...
        الشورى أوضح من أن توضح لأن النبي لم يكن يتحدث عنها فقط بل كان يمارسها بنفسه في كل شأن عام ...وهذه هي ديموقراطية الإسلام .
        أما قولكم :
        " فنحن نرى ان الرسول اراد ان يكتب كتاب ليمنع امته من الضلال
        ربما هذا الكتاب المهم ( الذي يحمي الامة من الضلال ) يذكر لنا فيه الرسول كيف يكون حال امته بعده كيف يختارون من يتولى شؤونهم !!
        ولكن نعرف ماذا حصل وكيف ان عمر اتهم محمد بانه يهجر ( يهلوس من المرض ) والعياذ بالله
        هناك حادثة اخرى لننتبه لها

        أولاً اتهام عمر بأنه قال للنبي أنه يهجر لم يثبت ...وقد تحدثنا فيه قبلاً وإذا أردتم مناقشة الروايات الخاصة بهذا الشأن نفعل إن شاء الله . والنبي عاش بعد هذه الواقعة 4 أيام لم يتخذ فيها أي إجراء لحمايةالوصي من المؤامرة الواضحة التي تدعونها .

        أما القول :
        " طبعا هذا ناهيك عن ما حصل في غدير خم من امر عظيم نرى فيه رسول الله يقول به اما عشرات الالاف من المسلمين قبل وفاته بفترة قصيرة من كنت مولاه فان علي مولاه !!
        طبعا نحن نعلم ان الرسول لم يقصد شئ غلط وانما هو مجرد لتعبيره عن ان حب علي واجب فلا تعطوا الموضوع اكثر من حجمه!!!!

        هذا يا سيدي ...لتوضيح أن علي له مكانته وفي ذلك إقامة للحجة على من ظلموا علياً بعد ذلك كمعاوية والزبير وطلحة ...نعم حب علي واجب وهو من تمام العقيدة السنية السليمة ...

        وإلا أين ذهبت الآلاف التي بايعت يوم الغدير ؟
        أين الصحابة ؟ أـين الأنصار ؟
        لماذا لم يجتمعوا بسلاحهم وقبائلهم وأحلافهم في مواجهة المؤامرة التي لو ناقشناها لوجدنا أنها غير منطقية وكان يمكن دحضها في ساعة من نهار - إن حدثت -لو كان علي له بيعة في رقاب الناس ....
        أما القول :
        " ثم بعد هذا نجد ان البخاري يفاجئنا بان علي بن ابي طالب يرفض ان يبايع ابو بكر لمدة 6 اشهر
        وعندما نسال لماذا لا احد يجيب !!

        نعم رفض ومن حقه ..

        من حق أي إنسان أن يرى أنه الأفضل وأنه الأحق ...ثم إن الطريقة التي تمت بها البيعة دون انتظاره وهو من هو أعدها الرجل إهانة لتاريخه ومكانته ...لكنهم تركوه وشأنه يبايع وقت يشاء وكما يريد وبالطريقة التي يحب وإلا ما صبروا عليه 6 أشهر مكتملة ولجاءوا به إما ليبايع أو يقتل - ماداموا قد وصلوا إلى هذا المستوى من الإجرام ولم يتحرك أحد من عشرات الآلاف الذين سبق وبايعوا في خم - لكن هذا لم يحدث ....
        لأن علي لا يكره على شيء وهم يعرفون ذلك ..وقد حفظوا له مكانته ....
        أما القول :
        " ونراه يقول بان فاطمة ماتت وهي غاضبة (واجدة )على ابو بكر وعمر
        سبحان الله لماذا بقيت فاطمة غاضبة على افضل رجلين بعد الرسول كما تقولون
        وهي غضبها من غضب الله !
        اهو لمجرد اختلاف فقهي بسيط حول فدك!

        وقد ثبت أنها رضيت من كتبنا ومن كتبكم ومن سياق الوقائع والأحداث ..والخلاف الفقهي حول فدك انتهى والسيدة الطاهرة صلوات الله عليهاعرفت وقدرت الموقف ...

        أخي لو شئت أجبناك عن كل مسألة بالتفصيل الممل .....
        ننتظرك .
        التعديل الأخير تم بواسطة كرار أحمد; الساعة 03-11-2009, 10:27 PM. سبب آخر: تعديل

        تعليق


        • #5
          وقد ثبت أنها رضيت من كتبنا ومن كتبكم ومن سياق الوقائع والأحداث


          اخي كرار ممكن الروايات الشيعية والسنية التي تثبت رضى السيدة الصديقة الزهراء على ابو بكر ؟

          بالمناسبة سؤال الاخ صاحب الموضوع هو :
          ماذا كان يفعل نبي الاسلام في الفترة الاخيرة من حياته !؟

          تعليق


          • #6
            والله يا اخي كرار لم تفعل شئ ولم تجب على سؤالي على الاطلاق
            انت فقط حاولت ان تصرف الادلة الثابتة التي جئتك بها بطريقة ضعيفة للاسف
            عموما اخي اقول لك هذا
            نحن نجد ان كل قائد كل زعيم عندما يقترب من الموت ويعلم ان ما تبقى له هو القليل
            كل ما يفعله هو التركيز على من يخلفه او على الطريقة لاختيار من يخلفه
            فهذا ابو بكر عندما شعر بقرب الموت اوصى بسرعة الى عمر (بغض النظر عن صحة او عدم صحة الفعل )
            عمر نفس الشئ عندما راى انه ميت
            جاء بطريقة ليختار من يخلفه وانت بالتاكيد تعرف الطريقة
            عثمان له حالة خاصة
            نذهب للامام علي عليه السلام فعل نفس الشئ
            معاوية كذلك
            وكل الخلفاء والقاده على مر التاريخ كانوا في اواخر ايامهم يؤكدون على كيفية قيادة الدولة او الامة بعد وفاتهم
            هذا ما طرحته اين رسول الله من هذا
            لماذا لم نرى رسول الله يفعل نفس الشئ
            يا سبحان الله رسول الله يموت وتتصور انه لا يتحدث بكلمة عمن يقود الامة بعد وفاته
            او كيفية اختيار من يقودها
            طيب الم يسال الصحابة الذين كانو يعرفون جيدا انه راحل عنهم
            هؤلاء الصحابة الذين كانوا يسالون عن تفاصيل الامور
            هل من الممكن ان نصدق انهم لم يسالوا الرسول عما يفعلوه بعد وفاته
            امر غريب حقا
            اما حديثك عن الشورى فكما قلت و سالتكم لما لم يتحدث الرسول بالامر !
            لما لم يوصي الناس بان يختاروا خليفته بالشورى
            ثم ان الشورى كلمة فضفاضة جدا
            ما المقصود بالشورى ؟
            من لهم الحق باختيار الخليفة
            هل جميع المسلمين لهم هذا الحق
            ام يقتصر الامر على من اجتمع قي سقيفة بني ساعده مثلا
            ام من المسلمين قبل الفتح
            وماذا لو اختار جماعة شخصا واختارت اخرى شخص اخر
            لما لم نرى الرسول يتحدث بالامر يوضح التفاصيل كما يفعل بكل القضايا وكل الامور
            هذا دليل قاطع يسقط ما تقوله
            وهو ان الرسول لم يتعرض يوما للشورى كطريقة لاختيار من يخلفه
            اما ما طرحته على الشواهد التي جئتك بها
            فقسما بالله ان الامر مبكي ومضحك
            فالمبكي هو ان ترى الحق ساطعا وعلى الرغم من هذا ترفضه
            والمضحك هو كيفية ردك على الشواهد
            ولن ادخل في تفاصيل الشواهد حتى اجد ردك على سؤالي الرئيسي
            تحياتي

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              الاخ desert fox 1 موضوعك رائع وبارك الله فيك
              الاخ كرار احمد, كيف حالك وحمدا لله على سلامتك واهلا بعودتك.........
              انا بصراحة لست محاورة جيده بامور العقيدة لذلك لا احب ان ارد على هذه المواضيع في هذا القسم رغم متابعتي لها ولكن لفت انتباهي كلمة الاخ كرار وهو امر الشورى
              اخي انت استشهدت بالشورى ولكن ان تمعنت قليلا فلن تجد شورى من دون (رئيس ) او مسؤول ف " شاورهم في الامر " من هو بالمقصود "الذي يشاور" لا يمكن ان تكون الشورى دون ولي فالولي او المسؤول هو الذي يشاور...كما شاورت بلقيس قوهما...وكما شاور النبي الاكرم صلى الله عليه واله القوم
              هذا ما احببت ان الفت نظرك اليه ولعل هناك من يستطيع التوضيح اكثر
              ودمتم بخير

              تعليق


              • #8
                بارك الله بكم اخوتي الكرام وشكرا لمشاركتكم
                يرفع للاجابة

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة desertfox1

                  الى المنصفين اجيبونا ماذا كان يفعل نبي الاسلام في الفترة الاخيرة من حياته !؟


                  اشار اشارات وعلم ان الامة لن تختلف على ابوبكر رضي الله عنه.


                  عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة , قالت : لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمان بن أبي بكر : ائتني بكتف ، أو لوح ، حتى اكتب لابي بكر كتابا لا يختلف عليه . فلما ذهب عبد الرحمن ليقوم , قال : ابى الله والمؤمنون أن يختلف عليك يا أبا بكر.
                  أخرجه أحمد 6/47 قال : حدثنا أبو معاوية , قال : حدثنا عبد الرحمان بن أبي بكر القرشي . وفي 6/106 قال : حدثنا مؤمل , قال : حدثنا نافع ، يعني ابن عمر.
                  كلاهما (عبد الرحمان ، ونافع) عن ابن أبي مليكة ، فذكره.
                  . وأخرجه أيضا : ابن عساكر (30/268) , وأبو نعيم فى فضائل الصحابة عن عائشة .
                  وحسنه المناوي .



                  وأصله عند البخاري ومسلم عن عائشة . بلفظ : لقد هممت أن أرسل إلى أبى بكر وابنه فأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ثم قلت يأبى الله ويدفع المؤمنون .
                  فأخرجه البخارى (5/2145 ، رقم 5342)

                  ولفظ مسلم وغيره : ادْعِى أبا بكر أباك وأخاك حتى أَكْتُبَ كِتَابًا فإنى أخاف أن يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ ويقول قائل أَنَا أَوْلَى وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلاَّ أَبَا بَكْرٍ .
                  فأخرجه أحمد (6/106 ، رقم 24795) ، ومسلم (4/1857 ، رقم 2387) . وأخرجه أيضًا : ابن حبان (14/564 ، رقم 6598)
                  قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 5143 في صحيح الجامع





                  فقد صدق رسول الله عندما قال
                  "وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلاَّ أَبَا بَكْرٍ"





                  .


                  تعليق


                  • #10
                    والله موضوع رائع ...

                    متابع

                    تعليق


                    • #11
                      وهذه الاجابة التفصيلة من المنهاج لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله

                      وأما قوله عن أهل السنة: إنهم يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينص على إمامة أحد وإنه مات عن غير وصية


                      فالجواب أن يقال ليس هذا قول جميعهم بل قد ذهبت طوائف من أهل السنة إلى أن إمامة أبي بكر ثبتت بالنص والنزاع في ذلك معروف في مذهب أحمد وغيره من الأئمة. وقد ذكر القاضي أبو يعلى في ذلك روايتين عن الإمام أحمد إحداهما أنها ثبتت بالاختيار قال وبهذا قال جماعة من أهل الحديث والمعتزلة والأشعرية وهذا اختيار القاضي أبي يعلى وغيره

                      والثانية أنها ثبتت بالنص الخفى والإشارة قال وبهذا قال الحسن البصري وجماعة من أهل الحديث وبكر من أخت عبدالواحد والبيهسية من الخوارج

                      وقال شيخه أبو عبد الله بن حامد فأما الدليل على استحقاق أبي بكر الخلافة دون غيره من أهل البيت والصحابة فمن كتاب الله وسنة نبيه

                      قال وقد اختلف أصحابنا في الخلافة هل أخذت من حيث النص أو الاستدلال فذهب طائفة من أصحابنا إلى ان ذلك بالنص وأنه صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك نصا وقطع البيان على عينه حتما ومن أصحابنا من قال إن ذلك بالاستدلال الجلي

                      قال ابن حامد والدليل على إثبات ذلك بالنص أخبار

                      من ذلك ما أسنده البخاري عن جبير بن مطعم قال أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع إليه فقالت أرأيت إن جئت فلم أجدك كأنها تريد الموت قال إن لم تجديني فأتى أبا بكر

                      وذكر له سياقا آخر وأحاديث أخر قال وذلك نص على إمامته قال وحديث سفيان عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر

                      قال وأسند البخاري عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعة ضعف والله يغفر له ثم استحالت غربا فأخذها عمر بن الخطاب فلم أر عبقريا يفرى فرية حتى ضرب الناس بعطن قال وذلك نص في الإمامة قال ويدل عليه ما أخبرنا أبو بكر بن مالك وروى عن مسند أحمد عن حماد ابن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أيكم رأى رؤيا فقلت أنا رأيت يا رسول الله كأن ميزانا دلي من السماء فوزنت بأبي بكر فرجحت بأبي بكر ثم وزن أبو بكر بعمر فرجح أبو بكر بعمر ثم وزن عمر بعثمان فرجح عمر بعثمان ثم رفع الميزان فقال النبي صلى الله عليه وسلم خلافة نبوة ثم يؤتى الله الملك لمن يشاء

                      قال وأسند أبو داود عن جابر الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم ونيط عمر بأبي بكر ونيط عثمان بعمر قال جابر فلما قمنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا أما الرجل الصالح فرسول الله صلى الله عليه وسلم وأما نوط بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه

                      قال ومن ذلك حديث صالح بن كيسان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم الذي بدىء به فيه فقال ادعى لي أباك وآخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا ثم قال يأبي الله والمسلمون إلا أبا بكر وفي لفظ فلا يطمع في هذا الأمر طامع وهذا الحديث في الصحيحين

                      ورواه من طريق أبي داود الطيالسي عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ادعى لي عبد الرحمن بن أبي بكر لأكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه الناس ثم قال معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر وذكر أحاديث تقديمه في الصلاة وأحاديث أخر لم أذكرها لكونها ليست مما يثبته

                      وقال أبو محمد بن حزم في كتابه في الملل والنحل اختلف الناس في الإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت طائفة إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستخلف أحدا ثم اختلفوا فقال بعضهم لكن لما استخلف أبا بكر على الصلاة كان ذلك دليلا على أنه أولاهم بالإمامة والخلافة على الأمر وقال بعضهم لا ولكن كان أبنهم فضلا فقدموه لذلك

                      وقالت طائفة بل نص رسول الله صلى الله عليه وسلم على استخلاف أبي بكر بعده على أمور الناس نصا جليا

                      قال أبو محمد وبهذا نقول لبراهين أحدها إطباق الناس كلهم وهم الذين قال الله فيهم للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون سورة الحشر فقد اتفق هؤلاء الذين شهد الله لهم بالصدق وجميع إخوانهم من الأنصار رضي الله عنهم على أن سموه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم

                      ومعنى الخليفة في اللغة هو الذي يستخلفه المرء لا الذي يخلفه دون أن يستخلفه هو لا يجوز غير هذا ألبتة في اللغة بلا خلاف 3 تقول استخلف فلان فلانا يستخلفه فهو خليفة ومستخلفه فإن قام مكانه دون أن يستخلفه لم يقل إلا خلف فلان فلانا يخلفه فهو خالف

                      قال ومحال أن يعنوا بذلك الاستخلاف على الصلاة لوجهين ضرورين أحدهما أنه لم يستحق أبو بكر قط هذا الاسم على الإطلاق في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حينئذ خليفته على الصلاة فصح يقينا أن خلافته المسمى بها هي غير خلافته على الصلاة

                      والثاني أن كل من استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته كعلي في غزوة تبوك وابن أم مكتوم في غزوة الخندق وعثمان بن عفان في غزوة ذات الرقاع وسائر من استخلفه على البلاد باليمن والبحرين والطائف وغيرها لم يستحق أحد منهم قط بلا خلاف بين أحد من الأمة أن يسمى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصح يقينا بالضرورة التي لا محيد عنها أنها الخلافة بعده على أمته

                      ومن المحال أن يجمعوا على ذلك وهو لم يستخلفه نصا ولو لم يكن ههنا إلا استخلافه في الصلاة لم يكن أبو بكر أولى بهذه التسمية من سائر من ذكرنا قال وأيضا فإن الرواية قد صحت أن امرأة قالت يا رسول الله أرأيت إن رجعت فلم أجدك كأنها تعنى الموت قال فأتى أبا بكر قال وهذا نص جلي على استخلاف أبي بكر

                      قال وأيضا فإن الخبر قد جاء من الطرق الثابتة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة في مرضه الذي توفي فيه لقد هممت أن أبعث إلى أبيك وأخيك وأكتب كتابا وأعهد عهدا لكيلا يقول قائل أنا أحق أو يتمنى متمن ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر

                      وروى ويأبى الله ورسوله والمؤمنون إلا أبا بكر وروى أيضا ويأبى الله والنبيون إلا أبا بكر قال فهذا نص جلي على استخلافه صلى الله عليه وسلم أبا بكر على ولاية الأمة بعده

                      قال واحتج من قال لم يستخلف أبا بكر بالخبر المأثور عن عبد الله ابن عمر عن عمر أنه قال إن استخلف فقد استخلف من هو خير مني يعني أبا بكر وإلا استخلف فلم يستخلف من هو خير مني يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما روى عن عائشة رضي الله عنها إذ سئلت من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفا لو استخلف قال ومن المحال أن يعارض إجماع الصحابة الذي ذكرنا عنهم والأثران الصحيحان المسندان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظه بمثل هذين الأثرين الموقوفين على عمر وعائشة رضي الله عنهما مما لا تقوم به حجة ظاهرة من أن هذا الأثر خفي على عمر كما خفي عليه كثير من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كالاستئذان وغيره أو أنه أراد استخلافا بعهد مكتوب ونحن نقر أن استخلاف أبي بكر لم يكن بعهد مكتوب

                      وأما الخبر في ذلك عن عائشة فكذلك أيضا وقد يخرج كلاهما على سؤال سائل وإنما الحجة في روايتهما لا في قولهما

                      قلت والكلام في تثبيت خلافة أبي بكر وغيره مبسوط في غير هذا الموضع وإنما المقصود هنا البيان لكلام الناس في خلافته هل حصل عليها نص جلي أو نص خفي وهل ثبتت بذلك أو بالاختيار من أهل الحل والعقد

                      فقد تبين أن كثيرا من السلف والخلف قالوا فيها بالنص الجلي أو الخفي وحينئذ فقد بطل قدح الرافضي في أهل السنة بقوله إنهم يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينص على إمامة أحد وأنه مات من غير وصية وذلك أن هذا القول لم يقله جميعهم فإن كان حقا فقد قاله بعضهم وإن كان الحق هو نقيضه فقد قال بعضهم ذلك فعلى التقديرين لم يخرج الحق عن أهل السنة

                      وأيضا فلو قدر أن القول بالنص هو الحق لم يكن في ذلك حجة للشيعة فإن الراوندية تقول بالنص على العباس كما قالوا هم بالنص على علي

                      قال القاضي أبو يعلى وغيره واختلف الرواندية فذهب جماعة منهم إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على العباس بعينه واسمه وأعلن ذلك وكشفه وصرح به وأن الأمة جحدت هذا النص وارتدت وخالفت أمر النبي صلى الله عليه وسلم عنادا ومنهم من قال إن النص على العباس وولده من بعده إلى أن تقوم الساعة يعني هو نص خفي

                      فهذان قولان للرواندية كالقولين للشيعة فإن الإمامية تقول إنه نص على علي بن أبي طالب رضي الله عنه من طريق التصريح والتسمية بأن هذا هو الإمام من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا والزيدية تخالفهم في هذا

                      ثم من الزيدية من يقول إنما نص عليه بقوله من كنت مولاه فعلي مولاه وأنت منى بمنزلة هارون من موسى وأمثال ذلك من النص الخفي الذي يحتاج إلى تأمل لمعناه وحكى عن الجارودية من الزيدية أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي بصفة لم تكن توجد إلا فيه لا من جهة التسمية

                      فدعوى الرواندية في النص من جنس دعوى الرافضة وقد ذكر في الإمامية أقوال أخر

                      قال أبو محمد بن حزم اختلف القائلون بأن الإمامة لا تكون إلا في صليبة قريش فقالت طائفة هي جائزة في جميع ولد فهر بن مالك بن النضر وهذا قول أهل السنة وجمهور المرجئة وبعض المعتزلة

                      وقالت طائفة لا تجوز الخلافة إلا في ولد العباس بن عبد المطلب وهم الرواندية

                      وقالت طائفة لا تجوز الخلافة إلا في ولد على بن أبي طالب

                      وقالت طائفة لا تجوز الخلافة إلا في ولد جعفر بن أبي طالب ثم قصروها على عبدالله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وبلغنا عن بعض بني الحارث بن عبد المطلب أنه كان يقول لا تجوز الخلافة إلا لبني عبد المطلب خاصة ويراها في جميع ولد عبد المطلب وهم أبو طالب وأبو لهب والعباس والحارث

                      قال وبلغنا عن رجل كان بالأردن يقول لا تجوز الخلافة إلا في بني عبد شمس وكان له في ذلك تأليف مجموع

                      قال ورأينا كتابا مؤلفا لرجل من ولد عمر بن الخطاب يحتج فيه أن الخلافة لا تجوز إلا في ولد أبي بكر وعمر خاصة وسيأتي تمام الكلام على تنازع الناس في الإمامة إن شاء الله تعالى

                      والمقصود هنا أن أقوال الرافضة معارضة بنظيرها فإن دعواهم النص على علي كدعوى أولئك النص على العباس وكلا القولين مما يعلم فساده بالاضطرار ولم يقل أحد من أهل العلم شيئا من هذين القولين وإنما ابتدعهما أهل الكذب كما سيأتي إن شاء الله تعالى بيانه ولهذا لم يكن أهل الدين من ولد العباس وعلي يدعوان هذا ولا هذا بخلاف النص على أبي بكر فإن القائلين به طائفة من أهل العلم وسنذكر إن شاء الله تعالى فصل الخطاب في هذا الباب

                      لكن المقصود أن لهم أدلة وحججا من جنس أدلة المستدلين في موارد النزاع ويكفيك أن أضعف ما استدلوا به استدلالهم بتسميته خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قد تقدم أن القائلين بالنص على أبي بكر منهم من قال بالنص الخفي ومنهم من قال بالنص الجلي

                      وأيضا فقد روى ابن بطة بإسناده قال حدثنا أبو الحسن بن أسلم الكاتب حدثنا الزعفراني حدثنا يزيد بن هارون حدثنا المبارك بن فضالة أن عمر بن عبد العزيز بعث محمد بن الزبير الحنظلي إلى الحسن فقال هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلف أبا بكر فقال أو في شك صاحبك نعم والله الذي لا إله إلا هو استخلفه لهو أتقى من أن يتوثب عليها قال ابن المبارك استخلافه هو أمره أن يصلى بالناس وكان هذا عند الحسن استخلافا

                      قال وأنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا يحيى بن سليم حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال ولينا أبو بكر فخير خليفة أرحمه بنا وأحناه علينا قال وسمعت معاوية بن قرة يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلف أبا بكر

                      ثم القائلون بالنص على أبي بكر من قال بالنص الجلي واستدلوا على ذلك باتفاق الصحابة على تسميته خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا والخليفة إنما يقال لمن استخلفه غيره واعتقدوا أن الفعيل بمعنى المفعول فدل ذلك على أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف على أمته

                      والذين نازعوهم في هذه الحجة قالوا الخليفة يقال لمن استخلفه غيره ولمن خلف غيره فهو فعيل بمعنى فاعل كما يقال خلف فلان فلانا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من جهز غازيا فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا وفي الحديث الآخر اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم أصحبنا في سفرنا واخلفنا في أهلنا

                      وقال تعالى وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات سورة الأنعام 165 وقال تعالى ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون سورة يونس 14 وقال تعالى وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة سورة البقرة 30 وقال يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق سورة ص 26 أي خليفة عمن قبلك من الخلق ليس المراد أنه خليفة عن الله وأنه من الله كإنسان العين من العين كما يقول ذلك بعض الملحدين القائلين بالحلول والاتحاد كصاحب الفتوحات المكية وأنه الجامع لأسماء الله الحسنى وفسروا بذلك قوله تعالى وعلم آدم الأسماء كلها سورة البقرة 31 وأنه مثل الله الذي نفى عنه الشبه بقوله ليس كمثله شيء سورة الشورى 11 إلى أمثال هذه المقالات التي فيها من تحريف المنقول وفساد المعقول ما ليس هذا موضع بسطه

                      والمقصود هنا أن الله لا يخلفه غيره فإن الخلافة إنما تكون عن غائب وهو سبحانه شهيد مدبر لخلقه لا يحتاج في تدبيرهم إلى غيره وهو سبحانه خالق الأسباب والمسببات جميعا بل هو سبحانه يخلف عبده المؤمن إذا غاب عن أهله ويروى أنه قيل لأبي بكر يا خليفة الله فقال بل أنا خليفة رسول الله وحسبي ذاك

                      وقالت طائفة بل ثبتت بالنص المذكور في الأحاديث التي تقدم إيراد بعضها مثل قوله في الحديث الصحيح لما جاءته المرأة تسأله عن أمر فقالت أرأيت إن لم أجدك كأنها تعني الموت فقال ائتي أبا بكر ومثل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لعائشة رضي الله عنها ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه الناس بعدي ثم قال يأبي الله والمؤمنون إلا أبا بكر

                      ومثله قوله في الحديث الصحيح رأيت كأني على قليب أنزع منها فأخذها ابن أبي قحافة فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم أخذها ابن الخطاب فاستحالت غربا فلم أر عبقريا من الناس يفري فرية حتى ضرب الناس بعطن

                      ومثل قوله مروا أبا بكر فليصل بالناس وقد روجع في ذلك مرة بعد مرة فصلى بهم مدة مرض النبي صلى الله عليه وسلم من يوم الخميس إلى يوم الخميس إلى يوم الاثنين وخرج النبي صلى الله عليه وسلم مرة فصلى بهم جالسا وبقي أبو بكر يصلي بأمره سائر الصلوات وكشف الستارة يوم مات وهم يصلون خلف أبي بكر فسر بذلك وقد قيل إن آخر صلاة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم كانت خلف أبي بكر وقيل ليس كذلك

                      ومثل قوله في الحديث الصحيح على منبره لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر

                      وفي سنن أبي داود وغيره من حديث الأشعث عن الحسن عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم من رأى منكم رؤيا فقال رجل أنا رأيت كأن ميزان نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت بأبي بكر ثم وزن عمر وأبو بكر فرجح أبو بكر ووزن عمر وعثمان فرجح عمر ثم رفع الميزان فرأيت الكراهية في وجه النبي صلى الله عليه وسلم

                      ورواه أيضا من حديث حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه فذكر مثله ولم يذكر الكراهية فاستاء لها النبي صلى الله عليه وسلم يعني ساءه فقال خلافة نبوة ثم يؤتي الله الملك من يشاء فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن ولاية هؤلاء خلافة نبوة ثم بعد ذلك ملك وليس فيه ذكر علي لأنه لم يجتمع الناس في زمانه بل كانوا مختلفين لم ينتظم فيه خلافة النبوة ولا الملك

                      وروى أبو داود أيضا من حديث ابن شهاب عن عمرو بن أبان عن جابر أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أرى الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم ونيط عمر بأبي بكر ونيط عثمان بعمر قال جابر فلما قمنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا أما الرجل الصالح فرسول الله صلى الله عليه وسلم وأما المنوط بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه

                      وروى أبو داود أيضا من حديث حماد بن سلمة عن أشعث بن عبد الرحمن عن أبيه عن سمرة بن جندب أن رجلا قال يا رسول الله رأيت كأن دلوا أدلي من السماء فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها فشرب شربا ضعيفا ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ثم جاء علي فأخذ بعراقيها فانتشطت فانتضح عليه منها شيء

                      وعن سعيد بن جهمان عن سفينة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله ملكه من يشاء أو قال الملك قال سعيد قال لي سفينة أمسك مدة أبي بكر سنتان وعمر عشر وعثمان اثنتا عشرة وعلي كذا قال سعيد قلت لسفينة إن هؤلاء يزعمون أن عليا لم يكن بخليفة قال كذبت أستاه بني الزرقاء يعني بني مروان وأمثال

                      هذه الأحاديث ونحوها مما يستدل بها من قال إن خلافته ثبتت بالنص والمقصود هنا أن كثيرا من أهل السنة يقولون أن خلافته ثبتت بالنص وهم يسندون ذلك إلى أحاديث معروفة صحيحة ولا ريب أن قول هؤلاء أوجه من قول من يقول إن خلافة علي أو العباس ثبتت بالنص فإن هؤلاء ليس معهم إلا مجرد الكذب والبهتان الذي يعلم بطلانه بالضرورة كل من كان عارفا بأحوال الإسلام أو استدلال بألفاظ لا تدل على ذلك كحديث استخلافه في غزوة تبوك ونحوه مما سنتكلم عليه إن شاء الله تعالى

                      فيقال لهذا إن وجب أن يكون الخليفة منصوصا عليه كان القول بهذا النص أولى من القول بذاك وإن لم يجب هذا بطل ذاك

                      والتحقيق أن النبي صلى الله عليه وسلم دل المسلمين على استخلاف أبي بكر وأرشدهم إليه بأمور متعددة من أقواله وأفعاله وأخبر بخلافته إخبار راض بذلك حامد له وعزم على أن يكتب بذلك عهدا ثم علم أن المسلمين يجتمعون عليه فترك الكتاب اكتفاء بذلك ثم عزم على ذلك في مرضه يوم الخميس ثم لما حصل لبعضهم شك هل ذلك القول من جهة المرض أو هو قول يجب اتباعه ترك الكتابة اكتفاء بما علم أن الله يختاره والمؤمنون من خلافة أبي بكر رضي الله عنه

                      فلو كان التعيين مما يشتبه على الأمة لبينه النبي صلى الله عليه وسلم بيانا قاطعا للعذر لكن لما دلتهم دلالات متعددة على أن أبا بكر هو المتعين وفهموا ذلك حصل المقصود والأحكام يبينها صلى الله عليه وسلم تارة بصيغة عاصة وتارة الصيغة خاصة ولهذا قال عمر بن الخطاب في خطبته التي خطبها بمحضر من المهاجرين والأنصار وليس فيكم من يقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر رواه البخاري ومسلم

                      وفي الصحيحين أيضا عنه أنه قال يوم السقيفة بمحضر من المهاجرين والأنصار أنت خيرنا وسيدنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر ذلك منهم منكر ولا قال أحد من الصحابة إن غير أبي بكر من المهاجرين أحق بالخلافة منه ولم ينازع أحد في خلافته إلا بعض الأنصار طمعا في أن يكون من الأنصار أمير ومن المهاجرين أمير وهذا مما ثبت بالنصوص المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم بطلانه ثم الأنصار جميعهم بايعوا أبا بكر إلا سعد بن عبادة لكونه هو الذي كان يطلب الولاية ولم يقل قط أحد من الصحابة إن النبي صلى الله عليه وسلم نص على غير أبي بكر رضي الله عنه لا على العباس ولا على علي ولا على غيرهما ولا ادعى العباس ولا علي ولا أحد ممن يحبهما الخلافة لواحد منهما ولا أنه منصوص عليه بل ولا قال أحد من الصحابة إن في قريش من هو أحق بها من أبي بكر لا من بني هاشم ولا من غير بني هاشم وهذا كله مما يعلمه العلماء العالمون بالآثار والسنن والحديث وهو معلوم عندهم بالاضطرار

                      وقد نقل عن بعض بني عبد مناف مثل أبي سفيان وخالد بن سعيد أنهم أرادوا أن لا تكون الخلافة إلا في بني عبد مناف وأنهم ذكروا ذلك لعثمان وعلي فلم يلتفتا إلى من قال ذلك لعلمهما وعلم سائر المسلمين أنه ليس في القوم مثل أبي بكر

                      ففي الجملة جميع من نقل عنه من الأنصار وبني عبد مناف أنه طلب تولية غير أبي بكر لم يذكر حجة دينية شرعية ولا ذكر أن غير أبي بكر أحق وأفضل من أبي بكر وإنما نشأ كلامه عن حب لقومه وقبيلته وإرادة منه أن تكون الإمامة في قبيلته

                      ومعلوم أن مثل هذا ليس من الأدلة الشرعية ولا الطرق الدينية ولا هو مما أمر الله ورسوله المؤمنين باتباعه بل هو شعبة جاهلية ونوع عصبية للأنساب والقبائل وهذا مما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بهجره وإبطاله

                      وفي الصحيح عنه أنه قال أربع من أمر الجاهلية في أمتي لن يدعوهن الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب والنياحة على الميت والاستقاء بالنجوم

                      وفي المسند عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من سمعتموه يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه هن أمه ولا تكنوا

                      وفي السنن عنه أنه قال إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء الناس رجلان مؤمن تقي وفاجر شقي

                      وأما كون الخلافة في قريش فلما كان هذا من شرعه ودينه كانت النصوص بذلك معروفة منقولة مأثورة يذكرها الصحابة بخلاف كون الخلافة في بطن من قريش أو غير قريش فإنه لم ينقل أحد من الصحابة فيه نصا بل ولا قال أحد إنه كان في قريش من هو أحق بالخلافة في دين الله وشرعه من أبي بكر

                      ومثل هذه الأمور كلما تدبرها العالم وتدبر النصوص الثابتة وسير الصحابة حصل له علوم ضرورية لا يمكنه دفعها عن قلبه أنه كان من الأمور المشهورة عند المسلمين أن أبا بكر مقدم على غيره وأنه كان عندهم أحق بخلافة النبوة وأن الأمر في ذلك بين ظاهر عندهم ليس فيه اشتباه عليهم ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر

                      ومعلوم أن هذا العلم الذي عندهم بفضله وتقدمه إنما استفادوه من النبي صلى الله عليه وسلم بأمور سمعوها وعاينوها وحصل بها لهم من العلم ما علموا به أن الصديق أحق الأمة بخلافة نبيهم وأفضلهم عند نبيهم وأنه ليس فيهم من يشابهه حتى يحتاج في ذلك إلى مناظرة ولم يقل أحد من الصحابة قط إن عمر بن الخطاب أو عثمان أو عليا أو غيرهم أفضل من أبي بكر أو أحق بالخلافة منه وكيف يقولون ذلك وهم دائما يرون من تقديم النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر على غيره وتفضيله له وتخصيصه بالتعظيم ما قد ظهر للخاص والعام حتى أن أعداء النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين وأهل الكتاب والمنافقين يعلمون أن لأبي بكر من الاختصاص ما ليس لغيره كما ذكره أبو سفيان بن حرب يوم أحد قال أفي القوم محمد أفي القوم محمد ثلاثا ثم قال أفي القوم ابن أبي قحافة أفي القوم ابن أبي قحافة أفي القوم ابن أبي قحافة ثم قال أفي القوم ابن الخطاب أفي القوم ابن الخطاب أفي القوم ابن الخطاب وكل ذلك يقول لهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تجيبوه أخرجاه في الصحيحين كما سيأتي ذكره بتمامه إن شاء الله تعالى حتى أني أعلم طائفة من حذاق المنافقين ممن يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم كان رجلا عاقلا أقام الرياسة بعقله وحذقه يقولون إن أبا بكر كان مباطنا له على ذلك يعلم أسراره على ذلك بخلاف عمر وعثمان وعلي

                      فقد ظهر لعامة الخلائق أن أبا بكر رضي الله عنه كان أخص الناس بمحمد صلى الله عليه وسلم فهذا النبي وهذا صديقه فإذا كان محمد أفضل النبيين فصديقه أفضل الصديقين

                      فخلافة أبي بكر الصديق دلت النصوص الصحيحة على صحتها وثبوتها ورضا الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم له بها وانعقدت بمبايعة المسلمين له واختيارهم إياه اختيارا استندوا فيه إلى ما علموه من تفضيل الله ورسوله وأنه أحقهم بهذا الأمر عند الله ورسوله فصارت ثابتة بالنص والإجماع جميعا

                      ولكن النص دل على رضا الله ورسوله بها وأنها حق وأن الله أمر بهذا وقدرها وأن المؤمنين يختارونها وكان هذا أبلغ من مجرد العهد بها لأنه حينئذ كان يكون طريق ثبوتها مجرد العهد

                      وأما إذا كان المسلمون قد اختاروه من غير عهد ودلت النصوص على صوابهم فيما فعلوه ورضا الله ورسوله بذلك كان ذلك دليلا على ان الصديق كان فيه من الفضائل التي بان بها عن غيره ما علم المسلمون به أنه احقهم بالخلافة وأن ذلك لا يحتاج فيه إلى عهد خاص

                      كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يكتب لأبي بكر فقال لعائشة ادعى لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أولى ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر اخرجاه في الصحيحين وفي البخاري لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ويدفع الله ويأبى المؤمنون

                      فبين صلى الله عليه وسلم أنه يريد أن يكتب كتابا خوفا ثم علم أن الأمر واضح ظاهر ليس مما يقبل النزاع فيه والأمة حديثة عهد بنبيها وهم خير أمة أخرجت للناس وأفضل قرون هذه الأمة فلا يتنازعون في هذا الأمر الواضح الجلي فإن النزاع إنما يكون لخفاء العلم أو لسوء القصد وكلا الأمرين منتف فإن العلم بفضيلة أبي بكر جلي وسوء القصد لا يقع من جمهور الأمة الذين هم أفضل القرون ولهذا قال يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر فترك ذلك لعلمه بأن ظهور فضيلة أبي بكر الصديق واستحقاقه لهذا الأمر يغنى عن العهد فلا يحتاج إليه فتركه لعدم الحاجة وظهور فضيلة الصديق واستحقاقه وهذا أبلغ من العهد


                      فهذه اجابة مفصلة على سؤالك , واما جابتي السابقة فكانت مختصرة

                      تعليق


                      • #12
                        البريكي..

                        فاطمة عليها السلام عارضت و ما بايعت و لم تكلم أبابكر حتى ماتت فهل هي غير مؤمنه؟؟

                        و علي عليه السلام لم يبايع ستة أشهر هل كان ناقص الإيمان في تلك الفتره؟؟

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة Malik13
                          البريكي..

                          فاطمة عليها السلام عارضت و ما بايعت و لم تكلم أبابكر حتى ماتت فهل هي غير مؤمنه؟؟

                          و علي عليه السلام لم يبايع ستة أشهر هل كان ناقص الإيمان في تلك الفتره؟؟

                          - يرد عليك الامام علي "إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن اجتمعوا على رجل وسمَّوه إماماً كان ذلك لله رضاً"
                          فان تاخر رجل عن البعية جدلا , لا ينقص ذلك من قدر الخليفة المختار ولا قدر من تاخر.
                          - واما موضوع فاطمة الزهراء رضى الله عنها , فلا داعي لمناقشته هنا و لان بيعة النساء تختلف عن الرجال, فراجع كتب الفقه في ذلك.

                          تعليق


                          • #14
                            البريكي لا تتهرب..

                            بالنسبة لفاطمة عليها السلام....فمهما اختلفت بيعة النساء فلا تقدر أن تثتب بأنها بابعت بأي وجه..و أتحداك..

                            أما علي عليه السلام فلا تتخفى وراء نص نحن مختلفون في تأويله...و علي ما كان غائبا.. لمدة 6 أشهر!!

                            قلت لك أنه بايع بعد ستة أشهر كما يثبت أصح مراجعكم...فما كان حاله خلال هذه المده؟؟

                            إن صدقنا حديثكم "يأبى الله و المؤمنون" إذا فعندكم علي كان غير مؤمن لمدة ستة أشهر

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة Malik13
                              البريكي لا تتهرب..

                              بالنسبة لفاطمة عليها السلام....فمهما اختلفت بيعة النساء فلا تقدر أن تثتب بأنها بابعت بأي وجه..و أتحداك..

                              أما علي عليه السلام فلا تتخفى وراء نص نحن مختلفون في تأويله...و علي ما كان غائبا.. لمدة 6 أشهر!!

                              قلت لك أنه بايع بعد ستة أشهر كما يثبت أصح مراجعكم...فما كان حاله خلال هذه المده؟؟

                              إن صدقنا حديثكم "يأبى الله و المؤمنون" إذا فعندكم علي كان غير مؤمن لمدة ستة أشهر
                              بيعة النساء غير مطلوبه , فلا يتعلق بتركها اي احكام.

                              واما بيعة الامام علي , فقبل هذا , نقول هل ستنكر الروايات في اجبار الامام علي علي البيعة وانه بايع مكرها, لانها حدثت قبل وفاة الزهراء, والرواية الاخرى (التأخر عن البيعة) تتحدث عن بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها

                              -فاي الامرين تختار حتى نعرف ان نرد عليك؟؟؟؟؟

                              لانك ستهرب وتتنقل بينهما .. مرة ستقول بايع مكرها في حياة الزهراء ومرة ستقول انه بايع بعده وفاتها.

                              وننتظر منك تحديد الموقف, ولا نريد فرضيات , لان الفرض قد تنكره فيما بعد, وذلك حتى نستمر في النقاش على بيان.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X