طرح جيـّد لا بأس به مقارنة بمثيلاته فقلّما أجد مواضيع تستحق الرد في مثل هكذا موضوع .. برغم العديد من الخلط الحاصل فيه .
يتساءل صاحب الموضوع قائلا : " ماذا كان يفعل نبي الإسلام في الفترة الأخيرة من حياته ؟!
و قبل أن نجيب على هذا السؤال لنتساءل : ماذا كان يفعل جميع الأنبياء و الرسل في فترات حياتهم الأخيرة ..؟؟!!
نبدأ بأول رسول ، بنوح عليه السلام بعد انتهاء فترة رسالته ماذا قال؟؟ : (( و قال نوح ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا . إنك إن تذرهم يضلوا عبادك و لا يلدوا إلا فاجرا كفـارا )) ... نوح : 26-27
هذا أول الرسل عليه السلام بعد انتهاء مهمته التي أرسله الله لأجلها يدعو بالدمار على جميع البشر ، كل من لم يؤمن به دعى أن يدمره الله ، حتى لا يلدوا كفارا و يضلوا و يضللوا القليل ممن آمن به . فماذا كان جواب الله لرسوله ؟؟ .. (( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر . و فجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر . و حملناه على ذات ألواح و دسر )) ... القمر : 11-13
فكان ما ما أراد نوح عليه السلام فدمّر الله الكافرين من أهل الأرض ..
نذهب إلى شعيب عليه السلام لنرى ماذا كان يفعل في نهاية رسالته أو حياته ؟! .
شعيب عليه السلام قال لقومه في نهاية رسالته : (( و يا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح و ما قوم لوط منكم ببعيد )) ... هود : 90 .. و لكن قومه لم يعجبهم هذا الكلام فقالوا ..(( قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَ لَوْ كُنَّا كَارِهِينَ، قَدْ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ )) .. الأعراف : 88-89 .. فهل استجاب الله لدعاء رسوله ؟؟ .. (( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتْ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ، كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ )) ...هود : 94-95
فكان ما أراد شعيب فدمّر الله الكافرين من قومه ..
و الحديث سيطول إذا أردنا أن ننظر إلى ما كان يفعله كل رسول قبل موته ، و لكننا سنجد تشابه ملفت جدا و هو أن الله يرسل الرسول إلى قومه و يدعوهم إلى عبادته و توحيده فيؤمن به من يؤمن ثم بعد انتهاء مهمته يهاجر هو و من آمن معه و يدمر الله الكافرين بالصاعقة أو الصيحة أو الماء أو الطير أو أية وسائل كانت . و هكذا وصولا إلى الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه و آله و سلم .(( و كم أهلكنا من القرون من بعد نوح و كفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا )) .. الإسراء :17
و بعد أن وصلنا إلى المصطفى يحق لنا أن نسأل : ما هو المتوقع أن يقوم به الرسول الخاتم بعد أن عرفنا ما كان يقوم به من سبقه من الرسل ؟؟!!
المتوقع أن يرفع يديده و يطلب من الله أن يدمر الكافرين و يدمر قريش و كل كافر به و لا يترك في الأرض غير المؤمنين و المؤمنين فقط كما دعى نوح " رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا " .. المتوقع أن تحدث الزلازل أو الطوفان أو تأتي الرياح لتدمر الكافرين بالرسول كما حدث للقرى السابقة . و ليس من المتوقع أبدا لمن يقرأ جميع قصص الرسل أن يجلس الرسول و يعين رئيس الدولة الإسلامية و الحقائب الوزارية في الدولة الإسلامية إلى غيرها من الأمور ، لأن هذا سيثير دهشتنا فلم نرى هذا في قصص الأنبياء حسب ما أوردناه ..!! و لكن الحاصل أن الله وعد رسوله بأنه لن يدمر الكفار و لن يدمر قومه كما فعل بالآخرين .
و هذا أول أمر يجب أن يثير استغرابك يا صاحب الموضوع : لماذا لم يدمر الله قريش ..؟!
نبدأ بأول رسول ، بنوح عليه السلام بعد انتهاء فترة رسالته ماذا قال؟؟ : (( و قال نوح ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا . إنك إن تذرهم يضلوا عبادك و لا يلدوا إلا فاجرا كفـارا )) ... نوح : 26-27
هذا أول الرسل عليه السلام بعد انتهاء مهمته التي أرسله الله لأجلها يدعو بالدمار على جميع البشر ، كل من لم يؤمن به دعى أن يدمره الله ، حتى لا يلدوا كفارا و يضلوا و يضللوا القليل ممن آمن به . فماذا كان جواب الله لرسوله ؟؟ .. (( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر . و فجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر . و حملناه على ذات ألواح و دسر )) ... القمر : 11-13
فكان ما ما أراد نوح عليه السلام فدمّر الله الكافرين من أهل الأرض ..
نذهب إلى شعيب عليه السلام لنرى ماذا كان يفعل في نهاية رسالته أو حياته ؟! .
شعيب عليه السلام قال لقومه في نهاية رسالته : (( و يا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح و ما قوم لوط منكم ببعيد )) ... هود : 90 .. و لكن قومه لم يعجبهم هذا الكلام فقالوا ..(( قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَ لَوْ كُنَّا كَارِهِينَ، قَدْ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ )) .. الأعراف : 88-89 .. فهل استجاب الله لدعاء رسوله ؟؟ .. (( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتْ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ، كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ )) ...هود : 94-95
فكان ما أراد شعيب فدمّر الله الكافرين من قومه ..
و الحديث سيطول إذا أردنا أن ننظر إلى ما كان يفعله كل رسول قبل موته ، و لكننا سنجد تشابه ملفت جدا و هو أن الله يرسل الرسول إلى قومه و يدعوهم إلى عبادته و توحيده فيؤمن به من يؤمن ثم بعد انتهاء مهمته يهاجر هو و من آمن معه و يدمر الله الكافرين بالصاعقة أو الصيحة أو الماء أو الطير أو أية وسائل كانت . و هكذا وصولا إلى الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه و آله و سلم .(( و كم أهلكنا من القرون من بعد نوح و كفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا )) .. الإسراء :17
و بعد أن وصلنا إلى المصطفى يحق لنا أن نسأل : ما هو المتوقع أن يقوم به الرسول الخاتم بعد أن عرفنا ما كان يقوم به من سبقه من الرسل ؟؟!!
المتوقع أن يرفع يديده و يطلب من الله أن يدمر الكافرين و يدمر قريش و كل كافر به و لا يترك في الأرض غير المؤمنين و المؤمنين فقط كما دعى نوح " رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا " .. المتوقع أن تحدث الزلازل أو الطوفان أو تأتي الرياح لتدمر الكافرين بالرسول كما حدث للقرى السابقة . و ليس من المتوقع أبدا لمن يقرأ جميع قصص الرسل أن يجلس الرسول و يعين رئيس الدولة الإسلامية و الحقائب الوزارية في الدولة الإسلامية إلى غيرها من الأمور ، لأن هذا سيثير دهشتنا فلم نرى هذا في قصص الأنبياء حسب ما أوردناه ..!! و لكن الحاصل أن الله وعد رسوله بأنه لن يدمر الكفار و لن يدمر قومه كما فعل بالآخرين .
و هذا أول أمر يجب أن يثير استغرابك يا صاحب الموضوع : لماذا لم يدمر الله قريش ..؟!
على الرغم من كوني لا اتفق معك بكل ما قلته ولكن ليس مهما فلا اريد ان اخرج عن الموضوع
نعود إلى الموضوع ..
جواب سؤالك باختصار : ما كان يفعله الرسول صلى الله عليه و آله و سلم قبل موته هو الإطمئنان على نشر هذا الدين و المحافظة على أوامر الله و اجتناب نواهيه ، فكان كلما استيقظ من مرضه يسأل زوجته " هل صلّى المسلمون ؟ " كان يرسل الرسل إلى الأمصار لنشر هذا الدين لأنه مرسل إلى الناس كافة وليس فقط إلى قريش أو العرب . فجل اهتمامه صلى الله عليه و آله و سلم هو نشر هذا الدين و الالتزام المسلمين بما يقربهم إلى الله و اجتنابهم ما يبعدهم عنه .
انا اتحدث عن الالية او السنه التي ستسير عليها امته بعد وفاته في اختيار من يتولى امورهم ويحكم بينهم
وهذه مساللة غاية في الاهمية
لما لا نرى الرسول يحدد لنا هذه الطريقة لما لم يتحدث عنها
فنحن نراه نركز على امور بديهية ويكررها
ولا يذكر اي شئ عما سيحصل بعده
لنفرض ان هذا الامر غير مهم كما تدعي !! (وهذا راي منكر جدا )
لما لم نرى المسلمين يسالون الرسول عما سيحصل بعد وفاته
فهم يعلمون انه راحل وتاركهم
فهل من المعقوله ان لا يسالوه من سيكون بعدك ليقودنا يا رسول الله
او كيف سنختار من يتولانا يا رسول الله
كانهم القي عليهم سحر اذهب عقولهم فلم يعودوا يفكروا بما سيحصل لهم بعد وفاة الرسول
تعليق