بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً ،
وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصدق
( إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ
لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي )
( صحيح المشكاة 6143 التحقيق الثاني )
( إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ
تَضِلُّوا بَعْدِي أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنْ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى
الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ
تَخْلُفُونِي فِيهِمَا )
( صحيح المشكاة 6144 ، الروض النضير 977 ، 978 ،
سلسلة الأحاديث الصحيحة 4 / 356 - 357 )
ـ صحيح الترمذي للألباني ج 3 ـ
( ( سنن الترمذي )
3786 حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ هُوَ
الْأَنْمَاطِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ
الْقَصْوَاءِ يَخْطُبُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ
لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي
قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَأَبِي سَعِيدٍ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَحُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ قَالَ
وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ قَالَ وَزَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ قَدْ رَوَى عَنْهُ
سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ
تحقيق الألباني :
صحيح ، المشكاة ( 6143 / التحقيق الثاني )
( سنن الترمذي )
3788 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ
عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَالْأَعْمَشُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَا
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ
تَضِلُّوا بَعْدِي أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنْ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى
الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ
تَخْلُفُونِي فِيهِمَا
قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ
تحقيق الألباني :
صحيح ، المشكاة ( 6144 ) ، الروض النضير ( 977 - 978 ) ،
الصحيحة ( 4 / 356 - 357 )
ـ صحيح وضعيف سنن الترمذي للألباني ج 8 ـ
قال أحمد بن حنبل
( 11135 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ
تَضِلُّوا بَعْدِي الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ
إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي أَلَا وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ
تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح دون قوله " وإنهما لن يفترقا حتى يردا
علي الحوض "
ـ مسند أحمد ج 3 ـ
قال الطبراني
( 2612- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بن الْحَارِثِ ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن مُسْهِرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بن أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ , قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَمْرَيْنِ ، أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ
مِنَ الآخَرِ : كِتَابَ اللَّهِ ، حَبَلٌ مَمْدُودٌ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ
بَيْتِي ، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ".
2614- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْوَشَّاءُ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بن الْحَسَنِ الأَنْمَاطِيُّ ، عَنْ جَعْفَرِ بن مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ
وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ ، فَخَطَبَ ، فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ : " أَيُّهَا النَّاسُ ، قَدْ
تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا : كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي ".
ـ المعجم الكبير ج 1 ـ
قال يعقوب بن سفيان
( حدثنا يحيى قال: حدثنا جرير عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن زيد
بن أرقم قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم
به لن تضلوا كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا
علي الحوض.)
ـ المعرفة والتاريخ ص 121 ـ
( 4223- إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من
الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي و لن
يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما .
تخريج السيوطي
( ت ) عن زيد بن أرقم .
تحقيق الألباني
( صحيح ) انظر حديث رقم : 2458 في صحيح الجامع .
4514- أيها الناس قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله و
عترتي أهل بيتي .
تخريج السيوطي
( ت ) عن جابر .
تحقيق الألباني
( صحيح ) انظر حديث رقم : 2748 في صحيح الجامع .
13835- يا أيها الناس ! إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب
الله و عترتي : أهل بيتي .
تخريج السيوطي
( ت ) عن جابر .
تحقيق الألباني
( صحيح ) انظر حديث رقم : 7877 في صحيح الجامع . )
ـ صحيح وضعيف الجامع الصغير للألباني ج 10 ، ج 28 ـ
قال علي القاري
( عن جابر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته أي حجة الوداع
يوم عرفة وهو على ناقته القصواء بفتح القاف ممدودا ويقصر قيل سميت
قصواء لا لأنها مجذوعة الأذن بل لأن القصواء لقب لها يخطب حال فسمعته
يقول يا أيها الناس إني تركت فيكم ما موصولة صلتها إن أخذتم به أي تمسكتم
به علما وعملا لن تضلوا بعده أي بعد أخذ ذلك الشيء )
ـ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج 18 ـ
قال الشوكاني
( وَلَكِنْ هَهُنَا مَانِعٌ مِنْ حَمْلِ الْآلِ عَلَى جَمِيعِ الْأُمَّةِ هُوَ حَدِيثُ : { إنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ
مَا إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا : كِتَابُ اللَّهِ وَعِتْرَتِي } الْحَدِيثُ وَهُوَ فِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ الْآلُ جَمِيعَ الْأُمَّةِ لَكَانَ الْمَأْمُورُ بِالتَّمَسُّكِ وَالْأَمْرُ
الْمُتَمَسَّكُ بِهِ شَيْئًا وَاحِدًا وَهُوَ بَاطِلٌ .)
ـ نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ج 4 ـ
قال ابن حجر الهيتمي المكي
( وفي رواية صحيحة إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن تبعتموهما وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي
زاد الطبراني إني سألت ذلك لهما فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم
وفي رواية كتاب الله وسنتي وهي المراد من الأحاديث المقتصرة على الكتاب لأن السنة مبينة له فأغنى ذكره عن ذكرها
والحاصل أن الحث وقع على التمسك بالكتاب وبالسنة وبالعلماء بهما من أهل البيت ويستفاد من مجموع ذلك بقاء الأمور الثلاثة إلى قيام الساعة ...
وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة كما أن الكتاب العزيز كذلك
قال الزرقاني
( قال الشريف السمهودي : هذا الخبر يفهم وجود من يكون أهلاً للتمسك به من عترته
في كل زمن إلى قيام الساعة ، حتى يتوجه الحث المذكور على التمسك به كما أن الكتاب كذلك )
ـ شرح المواهب ج 9 ـ
قال المناوي
( قال الشريف : هذا الخبر يفهم وجود من يكون أهلا للتمسك به من أهل البيت
والعترة الطاهرة في كل زمن إلى قيام الساعة حتى يتوجه الحث المذكور إلى التمسك به كما أن الكتاب كذلك )
ـ فيض القدير شرح الجامع الصغير ج 3 ـ
*****
قال المباركفوري
( " إِنِّي تَرَكْت فِيكُمْ مَنْ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ "
أَيْ اِقْتَدَيْتُمْ بِهِ وَاتَّبَعْتُمُوهُ . وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ : " تَرَكْت فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ"
أَيْ إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ عِلْمًا وَعَمَلًا )
ـ تحفة الأحوذي شرح الترمذي ج 9 ـ
قال الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم
( وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى
اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22)) ـ سورة لقمان ـ
( ومن يُخْلص عبادته لله وقصده إلى ربه تعالى، وهو محسن في أقواله، متقن
لأعماله، فقد أخذ بأوثق سبب موصل إلى رضوان الله وجنته.)
ـ التفسير الميسر ج 7 ـ
( { فقد استمسك بالعروة الوثقى } اي قد أخذ بالطرف الأوثق فلا يخاف انقطاعاً
ابداً )
ـ أيسر التفاسير للجزائري ج 3 ـ
( { فَقَدِ استمسك } فقد أخذ )
ـ تفسير ابن عباس ج 1 ، تفسير مقاتل ج 3 ـ
( { فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } أي: فقد أخذ موثقا من الله متينًا أنه لا يعذبه )
ـ تفسير ابن كثير ج 6 ـ
( { فقد استمسك بالعروة الوثقى } اي قد أخذ بالطرف الأوثق فلا يخاف انقطاعاً
ابداً )
ـ أيسر التفاسير للجزائري ج 3 ـ
( ومعنى قولهِ تعالى { فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } أي اعَتْصَمَ بالطَّرَفِ الأوثقِ
الذي لا يخافُ انقطاعَهُ.)
ـ تفسير الطبراني ـ
( اسْتَمْسَكَ - تَمَسَّكَ واعْتَصَمَ وَتَعَلَّقَ .)
ـ أيسر التفاسير لأسعد حومد ـ
( { فقد استمسك بالعروة الوثقى } أي اعتصم بالعهد الأوثق الذي لا يخلف عهده
ولا يخاف انقطاعه ويرتقي بسببه إلى أعلى المراتب والغايات )
ـ تفسير الخازن ج 5 ـ
( { فَقَدِ استمسك بالعروة الوثقى } أي اعتصم بالعهد الأوثق وتعلق به )
ـ فتح القدير للشوكاني ج 5 ـ
( { فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } أي: اعتصم بالعهد الأوثق الذي لا يخاف
انقطاعه )
ـ تفسير البغوي ج 6 ـ
( {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} أي : اعتصم بالطريق الأوثق الذي لا يخاف
انقطاعه.)
ـ الكشف والبيان للثعلبي ج 11 ـ
( الجوهري أَمْسَكْت بالشيء وتَمَسَّكتُ به واسْتَمْسَكت به وامْتَسَكْتُ كُلُّه بمعنى
اعتصمت وكذلك مَسَّكت به تَمْسِيكاً وقرئَ ولا تُمَسِّكوا بعِصَمِ الكَوافرِ وفي
التنزيل فقد اسْتمسكَ بالعُرْوَة الوُثْقى وقال زهير بأَيِّ حَبْلِ جِوارٍ كُنْتُ أَمْتَسِكُ
ولي فيه مُسْكة أي ما أَتَمَسَّكُ به والتَّمَسُّك اسْتِمْساكك بالشيء )
ـ لسان العرب ج 10 ـ
( مسك بالشئ - مسكا: أخذ به، وتعلق، واعتصم.)
ـ القاموس الفقهي للدكتور سعدي أبوحبيب
ج 1 ـ
( م س ك أَمْسَكَ بالشَّيْءِ وتَمَسَّك به اسْتَمْسَك به وامْتَسَكَ به كُلُّه بمعنى اعْتَصَم
به )
ـ مختار الصحاح ل زين الدين الرازي ج 1 ـ
( ( مسك )
بالشيء مسكا أخذ به وتعلق واعتصم وبالنار فحص لها في الأرض ثم غطاها
بالرماد ونحوه ودفنها والثوب طيبه بالمسك
( مسك ) السقاء مساكة كان كثير الأخذ للماء
( أمسك ) بالشيء مسك وعن الطعام ونحوه كف عنه وامتنع وعن الإنفاق
اشتد بخله والشيء بيده قبض عليه بها والشيء على نفسه حبسه والله الغيث
منع نزوله
( مسك ) بالشيء مسك وقرئ ) ولا تمسكوا بعصم الكوافر ( والثوب مسكه
وفلانا أعطاه مسكانا عربونا وبالنار مسك
( امتسك ) بالشيء مسك ويقال امتسك فلان بالبلد ثبت فيه
( تماسك ) بالشيء مسك ويقال ما تماسك أن قال كذا ما ضبط نفسه وما تمالك
ويقال غشيني أمر مقلق فتماسكت ملكت نفسي وما به تماسك ما به خير
( تمسك ) بالشيء مسك وبالطيب تطيب )
ـ المعجم الوسيط ج 2 ـ
*****
قال الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم
( وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101))
{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا } ( 101 ، 103 )ـ سورة آل عمران ـ
( 2- العصمة في التمسك بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فمن تمسك بهما لم يضل .
3- الأخذ بالإِسلام جملة والتمسك به عقيدة وشريعة أمان من الزيغ والضلال
وأخيراً من الهلاك والخسران .
4- وجوب التمسك بشدة بالدين الإِسلامي وحرمة الفرقة والاختلاف فيه .)
ـ أيسر التفاسير للجزائري ج 1 ـ
( وتمسَّكوا جميعًا بكتاب ربكم وهدي نبيكم )
ـ التفسير الميسر ج 1 ـ
( اعتصم بالشيء : تمسك به فمنع نفسه من الوقوع في الهلاك ...
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) أي تمسكوا بكتاب اللّه وعهده الذي
عهد به إليكم )
ـ تفسير المراغي ج 1 ـ
( أن الله عز وجل دعا الخلق على العموم إلى الإعتصام بالقرآن، والاتباع له
وتدبره والتذكر به في نص التنزيل، فقال عز من قائل: (وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَهِ
جَميعاً وَلا تَفَرَقوا) ومعناه: التمسك بالقرآن والعمل بما فيه )
ـ فضائل القرآن وتلاوته لأبي الفضل الرازي ج 1 ـ
( قوله تعالى : { واعتصموا بحبل الله جميعاً } قال الزجاج : اعتصموا :
استمسكوا .)
ـ زاد المسير لابن الجوزي ج 1 ـ
( والمعنى : ومن يتمسك بدين الله ، ويجوز أن يكون حثاً لهم على الالتجاء إليه
في دفع شرور الكفار والاعتصام في اللغة الاستمساك بالشيء وأصله من
العصمة ، والعصمة المنع في كلام العرب ، والعاصم المانع ، واعتصم فلان
بالشيء إذا تمسك بالشيء في منع نفسه من الوقوع في آفة ...
واعلم أنه تعالى لما أمرهم بالاتقاء عن المحظورات أمرهم بالتمسك بالاعتصام
بما هو كالأصل لجميع الخيرات والطاعات ، وهو الاعتصام بحبل الله .)
ـ تفسير الفخر الرازي ج 4 ـ
( { وَمَن يَعْتَصِم بالله } ومن يتمسك بدينه أو يلتجىء إليه في مجامع أموره ...
{ واعتصموا بِحَبْلِ الله جَمِيعاً } بدين الإِسلام ، أو بكتابه لقوله عليه السلام :
« القرآن حبل الله المتين » . استعار له الحبل من حيث إن التمسك به سبب
للنجاة من الردي ، كما أن التمسك بالحبل سبب للسلامة من التردى والوثوق
به والاعتماد عليه الاعتصام ترشيحاً للمجاز . )
ـ تفسير البيضاوي ج 1 ـ
( ومعنى الاعتصام بالله التمسك بدينه ، وطاعته ، وقيل : بالقرآن ، يقال :
اعتصم به ، واستعصم ، وتمسك ، واستمسك : إذا امتنع به من غيره ،
وعصمه الطعام : منع الجوع منه .)
ـ فتح القدير للشوكاني ج 2 ـ
( يَعْتَصِمْ يتمسك به
وَاعْتَصِمُوا تمسكوا بِحَبْلِ اللَّهِ )
ـ التفسير المنير للزحيلي ج 4 ـ
( ومعنى الاعتصام: التمسك، ولا يتأتي إلا في علو، فيقال: " اعتصمت بحبل
الإيمان " لأن للإنسان ثقلا ذاتيا، هذا الثقل الذاتي إن لم يرفعه سواه، فإنه يقع
بالإنسان. وهذا لا ينشأ إلا إذا كان الإنسان معلقا في الجو ويمسك بحبل ولا
يوجد من يدفعه إلى أسفل، بل الإنسان بثقله الخاص يهبط إلى الأرض. فمن
يعتصم بالله ويمسك بحبل الإيمان فإنه يمنع نفسه من الهُوِيِّ والسقوط.)
ـ تفسير الشعراوي ص 492 ـ
( عصم: العصم الامساك، والاعتصام الاستمساك، قال: (لا عاصم اليوم من أمر
الله) أي لا شئ يعصم منه، ومن قال معناه
لا معصوم فليس يعنى أن العاصم بمعنى المعصوم وإنما ذلك تنبيه منه على
المعنى المقصود بذلك وذلك أن العاصم والمعصوم يتلازمان فأيهما حصل
حصل معه الاخر، قال: (ما لهم من الله من عاصم) والاعتصام التمسك بالشئ،
قال: (واعتصموا بحبل الله جميعا - ومن يعتصم بالله))
ـ غريب القرآن للأصفهاني ج 1 ـ
( (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا. تفرقوا ) العصمة : المنعة ، ومعنى اعتصموا
اجعلوا أنفسكم فى عصمة ومنعة عن الزلل بحبل الله ، ولكن ما هو حبل الله
الذى أمر سبحانه بالاستمساك به ، واعتبر الأخذ به عصمة من الزلل ؟
والجواب عن ذلك أن " الحبل " فى أصل معناه اللغوى " السبب " الذى يوصل
إلى الغاية ، وله بعد هذا المعنى الأصلى اللغوى معان أخرى مشتركة )
ـ زهرة التفاسير لأبي زهرة ج 3 ـ
( قوله تعالى : {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ} أي يمتنع ويتمسك بدينه وطاعته. {فَقَدْ
هُدِيَ} وفق وأرشد {إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ابن جريج {يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ} يؤمن به.
وقيل : المعنى ومن يعتصم بالله أي يتمسك بحبل الله ، وهو القرآن. يقال :
أعصم به واعتصم ، وتمسك واستمسك إذا امتنع به من غيره. واعتصمت
فلانا هيأت له ما يعتصم به. وكل متمسك بشيء معصم ومعتصم. وكل مانع
شيئا فهو عاصم )
ـ تفسير القرطبي ج 4 ـ
( وَأَمَّا الِاعْتِصَام بِحَبْلِ اللَّه فَهُوَ التَّمَسُّك بِعَهْدِهِ ، وَهُوَ اِتِّبَاع كِتَابه الْعَزِيز
وَحُدُوده ، وَالتَّأَدُّب بِأَدَبِهِ . )
ـ شرح مسلم للنووي ج 6 ـ
( وقوله : (( وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا )) الاعتصام بالشيء : هو التمسُّك
به ، والتحرز بسببه من الآفات . وأصل العصمة : المنع . تقول العرب : عصم
فلانًا الطعام ؛ أي : منعه من الجوع ، وكنُّوا السَّويق بأبي عاصم لذلك ،
فالمعتصم بالشيء يمتنع به من أسباب الهلاك والشدائد .)
ـ المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم لأبي العباس القرطبي ج 16 ـ
( العصْمَةُ المَنَعةُ والعاصمُ المانعُ الحامي والاعْتِصامُ الامْتِساكُ بالشيء افْتِعالٌ
منه ...
قال الزجاج أصلُ العِصْمةِ الحبْلُ وكلُّ ما أَمْسَك شيئاً فقد عَصَمَه تقول إذا كفَرْتَ
فقد زالتِ العِصْمةُ ويقال للراكب إذا تقَحَّمَ به بَعِيرٌ صعْبٌ أو دابَّةٌ فامْتَسك
بواسِط رَحْله أو بقَرَبوسِ سَرْجِه لئلا يُصْرعَ قد أَعْصَمَ فهو مُعْصِمٌ وقال ابن
المظفَّر أَعْصَمَ إذا لجأَ إلى الشيء وأَعْصَم به وقوله واعْتَصِمُوا بحَبْلِ الله أي
تمَسَّكوا بعهدِ الله وكذلك في قوله ومنْ يَعْتَصِمْ بالله أي مَنْ يَتمسَّكْ بحَبْلهِ
وعَهْدِه )
ـ لسان العرب ج 12 ـ
( العِصْمَةُ : المَنَعة والعاصمُ : المانعُ الحامي والاعْتِصامُ : الامْتِساكُ بالشَّيء
افْتِعال منه )
ـ النهاية في غريب الأثر لابن الأثير ج 3 ـ
( لن حرف نفي ونصب واستقبال، والنفي بها أبلغ من النفي بلا، فهو لتأكيد
النفي كما ذكره الزمخشري وابن الخباز )
ـ الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ص 198 ـ
بعد هذا البيان المفصل للألفاظ الواردة في هذا الحديث الشريف الصحيح
تبين منه أن معنى كلمتي ( أخذتم به ـ تمسكتم به ) هما بمعنى ( اعتصمتم به )
( مسك بالشئ - مسكا: أخذ به، وتعلق، واعتصم )
وقد جعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام عصمةً للأمة الإسلامية وعلى رأسهم الصحابة والتابعين من الوقوع في الضلال والهلاك وكما قال التفتازاني عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه ( قرنهم بكتاب الله في كون التمسك بهما منقذا من الضلالة ) ـ شرح المقاصد ج 2 ت
فهذا الحديث الشريف يبين أن أهل البيت عليهم السلام هم أيضاً معصومون من الوقوع في الضلال بل وعصمة لغيرهم منه
وتبعاً لهذا الحديث فنحن نؤمن بأن أهل البيت عليهم السلام معصومون من الضلال وعصمة لغيرهم من الضلال
وبعد هذا نسأل
1 ـ هل كان في الصحابة أي معصوم من الضلال مثلهم ؟؟؟
2 ـ هل يقتدى بالمعصوم من الضلال أم بغير المعصوم منه ؟؟؟
3 ـ هل غير المعصوم من الضلال أفضل من المعصوم منه أم أدنى منه ؟؟؟
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً ،
وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصدق
( إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ
لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي )
( صحيح المشكاة 6143 التحقيق الثاني )
( إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ
تَضِلُّوا بَعْدِي أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنْ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى
الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ
تَخْلُفُونِي فِيهِمَا )
( صحيح المشكاة 6144 ، الروض النضير 977 ، 978 ،
سلسلة الأحاديث الصحيحة 4 / 356 - 357 )
ـ صحيح الترمذي للألباني ج 3 ـ
( ( سنن الترمذي )
3786 حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ هُوَ
الْأَنْمَاطِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ
الْقَصْوَاءِ يَخْطُبُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ
لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي
قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَأَبِي سَعِيدٍ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَحُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ قَالَ
وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ قَالَ وَزَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ قَدْ رَوَى عَنْهُ
سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ
تحقيق الألباني :
صحيح ، المشكاة ( 6143 / التحقيق الثاني )
( سنن الترمذي )
3788 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ
عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَالْأَعْمَشُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَا
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ
تَضِلُّوا بَعْدِي أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنْ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى
الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ
تَخْلُفُونِي فِيهِمَا
قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ
تحقيق الألباني :
صحيح ، المشكاة ( 6144 ) ، الروض النضير ( 977 - 978 ) ،
الصحيحة ( 4 / 356 - 357 )
ـ صحيح وضعيف سنن الترمذي للألباني ج 8 ـ
قال أحمد بن حنبل
( 11135 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ
تَضِلُّوا بَعْدِي الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ
إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي أَلَا وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ
تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح دون قوله " وإنهما لن يفترقا حتى يردا
علي الحوض "
ـ مسند أحمد ج 3 ـ
قال الطبراني
( 2612- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بن الْحَارِثِ ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن مُسْهِرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بن أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ , قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَمْرَيْنِ ، أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ
مِنَ الآخَرِ : كِتَابَ اللَّهِ ، حَبَلٌ مَمْدُودٌ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ
بَيْتِي ، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ".
2614- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْوَشَّاءُ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بن الْحَسَنِ الأَنْمَاطِيُّ ، عَنْ جَعْفَرِ بن مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ
وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ ، فَخَطَبَ ، فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ : " أَيُّهَا النَّاسُ ، قَدْ
تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا : كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي ".
ـ المعجم الكبير ج 1 ـ
قال يعقوب بن سفيان
( حدثنا يحيى قال: حدثنا جرير عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن زيد
بن أرقم قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم
به لن تضلوا كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا
علي الحوض.)
ـ المعرفة والتاريخ ص 121 ـ
( 4223- إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من
الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي و لن
يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما .
تخريج السيوطي
( ت ) عن زيد بن أرقم .
تحقيق الألباني
( صحيح ) انظر حديث رقم : 2458 في صحيح الجامع .
4514- أيها الناس قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله و
عترتي أهل بيتي .
تخريج السيوطي
( ت ) عن جابر .
تحقيق الألباني
( صحيح ) انظر حديث رقم : 2748 في صحيح الجامع .
13835- يا أيها الناس ! إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب
الله و عترتي : أهل بيتي .
تخريج السيوطي
( ت ) عن جابر .
تحقيق الألباني
( صحيح ) انظر حديث رقم : 7877 في صحيح الجامع . )
ـ صحيح وضعيف الجامع الصغير للألباني ج 10 ، ج 28 ـ
قال علي القاري
( عن جابر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته أي حجة الوداع
يوم عرفة وهو على ناقته القصواء بفتح القاف ممدودا ويقصر قيل سميت
قصواء لا لأنها مجذوعة الأذن بل لأن القصواء لقب لها يخطب حال فسمعته
يقول يا أيها الناس إني تركت فيكم ما موصولة صلتها إن أخذتم به أي تمسكتم
به علما وعملا لن تضلوا بعده أي بعد أخذ ذلك الشيء )
ـ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج 18 ـ
قال الشوكاني
( وَلَكِنْ هَهُنَا مَانِعٌ مِنْ حَمْلِ الْآلِ عَلَى جَمِيعِ الْأُمَّةِ هُوَ حَدِيثُ : { إنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ
مَا إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا : كِتَابُ اللَّهِ وَعِتْرَتِي } الْحَدِيثُ وَهُوَ فِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ الْآلُ جَمِيعَ الْأُمَّةِ لَكَانَ الْمَأْمُورُ بِالتَّمَسُّكِ وَالْأَمْرُ
الْمُتَمَسَّكُ بِهِ شَيْئًا وَاحِدًا وَهُوَ بَاطِلٌ .)
ـ نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ج 4 ـ
قال ابن حجر الهيتمي المكي
( وفي رواية صحيحة إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن تبعتموهما وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي
زاد الطبراني إني سألت ذلك لهما فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم
وفي رواية كتاب الله وسنتي وهي المراد من الأحاديث المقتصرة على الكتاب لأن السنة مبينة له فأغنى ذكره عن ذكرها
والحاصل أن الحث وقع على التمسك بالكتاب وبالسنة وبالعلماء بهما من أهل البيت ويستفاد من مجموع ذلك بقاء الأمور الثلاثة إلى قيام الساعة ...
وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة كما أن الكتاب العزيز كذلك
قال الزرقاني
( قال الشريف السمهودي : هذا الخبر يفهم وجود من يكون أهلاً للتمسك به من عترته
في كل زمن إلى قيام الساعة ، حتى يتوجه الحث المذكور على التمسك به كما أن الكتاب كذلك )
ـ شرح المواهب ج 9 ـ
قال المناوي
( قال الشريف : هذا الخبر يفهم وجود من يكون أهلا للتمسك به من أهل البيت
والعترة الطاهرة في كل زمن إلى قيام الساعة حتى يتوجه الحث المذكور إلى التمسك به كما أن الكتاب كذلك )
ـ فيض القدير شرح الجامع الصغير ج 3 ـ
*****
قال المباركفوري
( " إِنِّي تَرَكْت فِيكُمْ مَنْ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ "
أَيْ اِقْتَدَيْتُمْ بِهِ وَاتَّبَعْتُمُوهُ . وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ : " تَرَكْت فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ"
أَيْ إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ عِلْمًا وَعَمَلًا )
ـ تحفة الأحوذي شرح الترمذي ج 9 ـ
قال الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم
( وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى
اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22)) ـ سورة لقمان ـ
( ومن يُخْلص عبادته لله وقصده إلى ربه تعالى، وهو محسن في أقواله، متقن
لأعماله، فقد أخذ بأوثق سبب موصل إلى رضوان الله وجنته.)
ـ التفسير الميسر ج 7 ـ
( { فقد استمسك بالعروة الوثقى } اي قد أخذ بالطرف الأوثق فلا يخاف انقطاعاً
ابداً )
ـ أيسر التفاسير للجزائري ج 3 ـ
( { فَقَدِ استمسك } فقد أخذ )
ـ تفسير ابن عباس ج 1 ، تفسير مقاتل ج 3 ـ
( { فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } أي: فقد أخذ موثقا من الله متينًا أنه لا يعذبه )
ـ تفسير ابن كثير ج 6 ـ
( { فقد استمسك بالعروة الوثقى } اي قد أخذ بالطرف الأوثق فلا يخاف انقطاعاً
ابداً )
ـ أيسر التفاسير للجزائري ج 3 ـ
( ومعنى قولهِ تعالى { فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } أي اعَتْصَمَ بالطَّرَفِ الأوثقِ
الذي لا يخافُ انقطاعَهُ.)
ـ تفسير الطبراني ـ
( اسْتَمْسَكَ - تَمَسَّكَ واعْتَصَمَ وَتَعَلَّقَ .)
ـ أيسر التفاسير لأسعد حومد ـ
( { فقد استمسك بالعروة الوثقى } أي اعتصم بالعهد الأوثق الذي لا يخلف عهده
ولا يخاف انقطاعه ويرتقي بسببه إلى أعلى المراتب والغايات )
ـ تفسير الخازن ج 5 ـ
( { فَقَدِ استمسك بالعروة الوثقى } أي اعتصم بالعهد الأوثق وتعلق به )
ـ فتح القدير للشوكاني ج 5 ـ
( { فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } أي: اعتصم بالعهد الأوثق الذي لا يخاف
انقطاعه )
ـ تفسير البغوي ج 6 ـ
( {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} أي : اعتصم بالطريق الأوثق الذي لا يخاف
انقطاعه.)
ـ الكشف والبيان للثعلبي ج 11 ـ
( الجوهري أَمْسَكْت بالشيء وتَمَسَّكتُ به واسْتَمْسَكت به وامْتَسَكْتُ كُلُّه بمعنى
اعتصمت وكذلك مَسَّكت به تَمْسِيكاً وقرئَ ولا تُمَسِّكوا بعِصَمِ الكَوافرِ وفي
التنزيل فقد اسْتمسكَ بالعُرْوَة الوُثْقى وقال زهير بأَيِّ حَبْلِ جِوارٍ كُنْتُ أَمْتَسِكُ
ولي فيه مُسْكة أي ما أَتَمَسَّكُ به والتَّمَسُّك اسْتِمْساكك بالشيء )
ـ لسان العرب ج 10 ـ
( مسك بالشئ - مسكا: أخذ به، وتعلق، واعتصم.)
ـ القاموس الفقهي للدكتور سعدي أبوحبيب
ج 1 ـ
( م س ك أَمْسَكَ بالشَّيْءِ وتَمَسَّك به اسْتَمْسَك به وامْتَسَكَ به كُلُّه بمعنى اعْتَصَم
به )
ـ مختار الصحاح ل زين الدين الرازي ج 1 ـ
( ( مسك )
بالشيء مسكا أخذ به وتعلق واعتصم وبالنار فحص لها في الأرض ثم غطاها
بالرماد ونحوه ودفنها والثوب طيبه بالمسك
( مسك ) السقاء مساكة كان كثير الأخذ للماء
( أمسك ) بالشيء مسك وعن الطعام ونحوه كف عنه وامتنع وعن الإنفاق
اشتد بخله والشيء بيده قبض عليه بها والشيء على نفسه حبسه والله الغيث
منع نزوله
( مسك ) بالشيء مسك وقرئ ) ولا تمسكوا بعصم الكوافر ( والثوب مسكه
وفلانا أعطاه مسكانا عربونا وبالنار مسك
( امتسك ) بالشيء مسك ويقال امتسك فلان بالبلد ثبت فيه
( تماسك ) بالشيء مسك ويقال ما تماسك أن قال كذا ما ضبط نفسه وما تمالك
ويقال غشيني أمر مقلق فتماسكت ملكت نفسي وما به تماسك ما به خير
( تمسك ) بالشيء مسك وبالطيب تطيب )
ـ المعجم الوسيط ج 2 ـ
*****
قال الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم
( وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101))
{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا } ( 101 ، 103 )ـ سورة آل عمران ـ
( 2- العصمة في التمسك بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فمن تمسك بهما لم يضل .
3- الأخذ بالإِسلام جملة والتمسك به عقيدة وشريعة أمان من الزيغ والضلال
وأخيراً من الهلاك والخسران .
4- وجوب التمسك بشدة بالدين الإِسلامي وحرمة الفرقة والاختلاف فيه .)
ـ أيسر التفاسير للجزائري ج 1 ـ
( وتمسَّكوا جميعًا بكتاب ربكم وهدي نبيكم )
ـ التفسير الميسر ج 1 ـ
( اعتصم بالشيء : تمسك به فمنع نفسه من الوقوع في الهلاك ...
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) أي تمسكوا بكتاب اللّه وعهده الذي
عهد به إليكم )
ـ تفسير المراغي ج 1 ـ
( أن الله عز وجل دعا الخلق على العموم إلى الإعتصام بالقرآن، والاتباع له
وتدبره والتذكر به في نص التنزيل، فقال عز من قائل: (وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَهِ
جَميعاً وَلا تَفَرَقوا) ومعناه: التمسك بالقرآن والعمل بما فيه )
ـ فضائل القرآن وتلاوته لأبي الفضل الرازي ج 1 ـ
( قوله تعالى : { واعتصموا بحبل الله جميعاً } قال الزجاج : اعتصموا :
استمسكوا .)
ـ زاد المسير لابن الجوزي ج 1 ـ
( والمعنى : ومن يتمسك بدين الله ، ويجوز أن يكون حثاً لهم على الالتجاء إليه
في دفع شرور الكفار والاعتصام في اللغة الاستمساك بالشيء وأصله من
العصمة ، والعصمة المنع في كلام العرب ، والعاصم المانع ، واعتصم فلان
بالشيء إذا تمسك بالشيء في منع نفسه من الوقوع في آفة ...
واعلم أنه تعالى لما أمرهم بالاتقاء عن المحظورات أمرهم بالتمسك بالاعتصام
بما هو كالأصل لجميع الخيرات والطاعات ، وهو الاعتصام بحبل الله .)
ـ تفسير الفخر الرازي ج 4 ـ
( { وَمَن يَعْتَصِم بالله } ومن يتمسك بدينه أو يلتجىء إليه في مجامع أموره ...
{ واعتصموا بِحَبْلِ الله جَمِيعاً } بدين الإِسلام ، أو بكتابه لقوله عليه السلام :
« القرآن حبل الله المتين » . استعار له الحبل من حيث إن التمسك به سبب
للنجاة من الردي ، كما أن التمسك بالحبل سبب للسلامة من التردى والوثوق
به والاعتماد عليه الاعتصام ترشيحاً للمجاز . )
ـ تفسير البيضاوي ج 1 ـ
( ومعنى الاعتصام بالله التمسك بدينه ، وطاعته ، وقيل : بالقرآن ، يقال :
اعتصم به ، واستعصم ، وتمسك ، واستمسك : إذا امتنع به من غيره ،
وعصمه الطعام : منع الجوع منه .)
ـ فتح القدير للشوكاني ج 2 ـ
( يَعْتَصِمْ يتمسك به
وَاعْتَصِمُوا تمسكوا بِحَبْلِ اللَّهِ )
ـ التفسير المنير للزحيلي ج 4 ـ
( ومعنى الاعتصام: التمسك، ولا يتأتي إلا في علو، فيقال: " اعتصمت بحبل
الإيمان " لأن للإنسان ثقلا ذاتيا، هذا الثقل الذاتي إن لم يرفعه سواه، فإنه يقع
بالإنسان. وهذا لا ينشأ إلا إذا كان الإنسان معلقا في الجو ويمسك بحبل ولا
يوجد من يدفعه إلى أسفل، بل الإنسان بثقله الخاص يهبط إلى الأرض. فمن
يعتصم بالله ويمسك بحبل الإيمان فإنه يمنع نفسه من الهُوِيِّ والسقوط.)
ـ تفسير الشعراوي ص 492 ـ
( عصم: العصم الامساك، والاعتصام الاستمساك، قال: (لا عاصم اليوم من أمر
الله) أي لا شئ يعصم منه، ومن قال معناه
لا معصوم فليس يعنى أن العاصم بمعنى المعصوم وإنما ذلك تنبيه منه على
المعنى المقصود بذلك وذلك أن العاصم والمعصوم يتلازمان فأيهما حصل
حصل معه الاخر، قال: (ما لهم من الله من عاصم) والاعتصام التمسك بالشئ،
قال: (واعتصموا بحبل الله جميعا - ومن يعتصم بالله))
ـ غريب القرآن للأصفهاني ج 1 ـ
( (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا. تفرقوا ) العصمة : المنعة ، ومعنى اعتصموا
اجعلوا أنفسكم فى عصمة ومنعة عن الزلل بحبل الله ، ولكن ما هو حبل الله
الذى أمر سبحانه بالاستمساك به ، واعتبر الأخذ به عصمة من الزلل ؟
والجواب عن ذلك أن " الحبل " فى أصل معناه اللغوى " السبب " الذى يوصل
إلى الغاية ، وله بعد هذا المعنى الأصلى اللغوى معان أخرى مشتركة )
ـ زهرة التفاسير لأبي زهرة ج 3 ـ
( قوله تعالى : {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ} أي يمتنع ويتمسك بدينه وطاعته. {فَقَدْ
هُدِيَ} وفق وأرشد {إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ابن جريج {يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ} يؤمن به.
وقيل : المعنى ومن يعتصم بالله أي يتمسك بحبل الله ، وهو القرآن. يقال :
أعصم به واعتصم ، وتمسك واستمسك إذا امتنع به من غيره. واعتصمت
فلانا هيأت له ما يعتصم به. وكل متمسك بشيء معصم ومعتصم. وكل مانع
شيئا فهو عاصم )
ـ تفسير القرطبي ج 4 ـ
( وَأَمَّا الِاعْتِصَام بِحَبْلِ اللَّه فَهُوَ التَّمَسُّك بِعَهْدِهِ ، وَهُوَ اِتِّبَاع كِتَابه الْعَزِيز
وَحُدُوده ، وَالتَّأَدُّب بِأَدَبِهِ . )
ـ شرح مسلم للنووي ج 6 ـ
( وقوله : (( وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا )) الاعتصام بالشيء : هو التمسُّك
به ، والتحرز بسببه من الآفات . وأصل العصمة : المنع . تقول العرب : عصم
فلانًا الطعام ؛ أي : منعه من الجوع ، وكنُّوا السَّويق بأبي عاصم لذلك ،
فالمعتصم بالشيء يمتنع به من أسباب الهلاك والشدائد .)
ـ المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم لأبي العباس القرطبي ج 16 ـ
( العصْمَةُ المَنَعةُ والعاصمُ المانعُ الحامي والاعْتِصامُ الامْتِساكُ بالشيء افْتِعالٌ
منه ...
قال الزجاج أصلُ العِصْمةِ الحبْلُ وكلُّ ما أَمْسَك شيئاً فقد عَصَمَه تقول إذا كفَرْتَ
فقد زالتِ العِصْمةُ ويقال للراكب إذا تقَحَّمَ به بَعِيرٌ صعْبٌ أو دابَّةٌ فامْتَسك
بواسِط رَحْله أو بقَرَبوسِ سَرْجِه لئلا يُصْرعَ قد أَعْصَمَ فهو مُعْصِمٌ وقال ابن
المظفَّر أَعْصَمَ إذا لجأَ إلى الشيء وأَعْصَم به وقوله واعْتَصِمُوا بحَبْلِ الله أي
تمَسَّكوا بعهدِ الله وكذلك في قوله ومنْ يَعْتَصِمْ بالله أي مَنْ يَتمسَّكْ بحَبْلهِ
وعَهْدِه )
ـ لسان العرب ج 12 ـ
( العِصْمَةُ : المَنَعة والعاصمُ : المانعُ الحامي والاعْتِصامُ : الامْتِساكُ بالشَّيء
افْتِعال منه )
ـ النهاية في غريب الأثر لابن الأثير ج 3 ـ
( لن حرف نفي ونصب واستقبال، والنفي بها أبلغ من النفي بلا، فهو لتأكيد
النفي كما ذكره الزمخشري وابن الخباز )
ـ الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ص 198 ـ
بعد هذا البيان المفصل للألفاظ الواردة في هذا الحديث الشريف الصحيح
تبين منه أن معنى كلمتي ( أخذتم به ـ تمسكتم به ) هما بمعنى ( اعتصمتم به )
( مسك بالشئ - مسكا: أخذ به، وتعلق، واعتصم )
وقد جعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام عصمةً للأمة الإسلامية وعلى رأسهم الصحابة والتابعين من الوقوع في الضلال والهلاك وكما قال التفتازاني عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه ( قرنهم بكتاب الله في كون التمسك بهما منقذا من الضلالة ) ـ شرح المقاصد ج 2 ت
فهذا الحديث الشريف يبين أن أهل البيت عليهم السلام هم أيضاً معصومون من الوقوع في الضلال بل وعصمة لغيرهم منه
وتبعاً لهذا الحديث فنحن نؤمن بأن أهل البيت عليهم السلام معصومون من الضلال وعصمة لغيرهم من الضلال
وبعد هذا نسأل
1 ـ هل كان في الصحابة أي معصوم من الضلال مثلهم ؟؟؟
2 ـ هل يقتدى بالمعصوم من الضلال أم بغير المعصوم منه ؟؟؟
3 ـ هل غير المعصوم من الضلال أفضل من المعصوم منه أم أدنى منه ؟؟؟
تعليق