عمر بن الخطاب والفتوحات
قال العباسي: ان هؤلاء الشيعة يزعمون أنه لافضل لعمر وكفاه فضلاً انه فتح تلك الفتوحات الإسلامية.
قال العلوي: عندنا لذلك أجوبة:
أولاً: ان الحكام والملوك يفتحون البلاد لأجل توسعة أراضيهم وسلطانهم، فهل هذه فضيلة؟
ثانياً: لو سلّمنا أن فتوحاته فضيلة، لكن هل الفتوحات تبرّر غصبه لخلافة الرسول؟ والحال ان الرسول لم يجعل الخلافة له وإنما جعلها لعلي بن أبي طالب(عليه السلام)... فإذا أنت -أيها الملك- عيَّنتَ خليفة لمقامك، ثم جاء إنسان وغصب الخلافة من خليفتك وجلس مجلسه، ثم فتح الفتوحات وعمل الصالحات، فهل ترضى أنت بفتوحاته أم تغضب عليه، لأنه خلع من عيَّنته، وعزل خليفتك وجلس مجلسك بغير إذنك؟
قال الملك: بل أغضب عليه وفتوحاته لاتغسل جريمته!
قال العلوي: وكذلك عمر، غصب مقام الخلافة، وجلس مجلس الرسول بغير إذن من الرسول!
ثالثاً: ان فتوحات عمر كانت خاطئة وكان لها نتائج سلبية معكوسة، لأن رسول الاسلام(ص) لم يهاجم أحداً، بل كانت حروبه دفاعية ولذلك رغب الناس في الاسلام ودخلوا في دين الله أفواجا لأنهم عرفوا ان الاسلام دين سِلم وسلام، أمّا عمر فإنه هاجم البلاد وأدخلهم في الاسلام بالسيف والقهر، ولذلك كره الناس الاسلام واتهموه بأنه دين السيف والقوة، لادين المنطق واللِّين وصار ذلك سبباً لكثرة أعداء الإسلام، فإذن: فتوحات عمر شوَّهت سمعة الاسلام وأعطت نتائج سلبية معكوسة.
ولو لم يغصب أبو بكر وعمر وعثمان الخلافة من صاحبها الشرعي: الإمام علي عليه السلام، وكان الإمام يتسلم مهام الخلافة بعد الرسول مباشرة لكان يسير بسيرة الرسول ويقتفي أثره، ويطبّق منهاجه الصحيح، وكان ذلك موجباً لدخول الناس في دين الإسلام أفواجاً، ولكانت رقعة الإسلام تتسع حتى تشمل وجه الكرة الأرضية!
ولكن: لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
وهنا تنفّس السيد العلوي تنفساً عميقاً، وتأوّه من صميم قلبه وضرب بيد على أخرى أسفاً وحزناً على ماحلّ بالاسلام بعد وفاة رسول الله(ص) بسبب غصب الخلافة من صاحبها الشرعي: الإمام علي عليه السلام.
فتوحات الإمام علي (عليه السلام)
قال الملك- موجّهاً الكلام إلى العباسي-: ماهو جوابك على كلام العلوي؟
قال العلوي: الآن وحيث سمعت هذا الكلام، وتجلّى لك الحق فاترك خلفائك، واتّبع خليفة رسول الله الشرعي (علي ابن أبي طالب عليه السلام).
ثم أردف العلوي قائلاً: عجيب أمركم معاشر السنة تنسون وتتركون الأصل وتأخذون بالفرع.
قال العباسي: وكيف ذلك؟
قال العلوي: لأنكم تذكرون فتوحات عمر، وتنسون نوحات علي بن أبي طالب!
قال العباسي: وماهي فتوحات علي بن أبي طالب؟
قال العلوي: أغلب فتوحات الرسول حصلت وتحققت على يد الإمام علي بن أبي طالب مثل بدر وفتح خيبر وحنين وأُحُد والخندق وغيرها.. ولولا هذه الفتوحات التي هي أساس الإسلام لم يكن عمر، ولم يكن هنالك إسلام ولاإيمان، والدليل على ذلك ان النبي(ص) قال- لمّا برز عليٌ لقتل عمرو بن عبد ودّ في يوم الأحزاب (الخندق)-: (برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلِّه، إلهي إن شئت أن لاتُعبَد فلا تُعبَد) أي: إن قُتل علي تجرَّأ المشركون على قتلي وقَتلِ المسلمين جميعاً، فلا يبقى يعده إسلام ولاإيمان. وقال(ص): ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين، فصحَّ أن نقل ان الاسلام محمَّديّ الوجود علويّ البقاء، وان الفضل الله ولعلي في بقاء الاسلام!
ما ورد في أبي بكر وخالد بن الوليد
قال العباسي: لو فرضنا أن قولكم في أن عمر كان مخطئاً وغاصباً وأنه غيَّر وبدَّل صحيح، ولكن لماذا تكرهون أبابكر؟
قال العلوي: نكرهه لعدة أمور، أذكر لك منها أمرين:
الأول: مافعله بفاطمة الزهراء بنت رسول الله، وسيدة نساء العالمين- عليها الصلاة والسلام-.
الثاني: رفعه الحدّ عن المجرم الزاني: خالد بن الوليد.
قال الملك- متعجباً-: وهل خالد بن الوليد مجرم؟
قال العلوي: نعم.
قال الملك: وماهي جريمته؟
قال العلوي: جريمته انه: أرسله أبو بكر إلى الصحابي الجليل: (مالك بن نويرة)- الذي بشَّره رسولُ الله أنه من أهل الجنة- وأمره- أي: أمر أبو بكر خالداً- أن يقتل مالك وقومه، وكان مالك خارج المدينة المنورة فلما رأى خالداً مقبلاً اليه في سرّية من الجيش أمر مالك قومه بحمل السلاح، فحملوا السلاح، فلما وصل خالد اليهم احتال وكذب عليهم وحلف لهم بالله انه لايقصد بهم سوءاً وقال: اننا لم نأت لمحاربتكم بل نحن ضيوف عليكم الليلة، فاطمأنَّ مالك - لمّا حلف خالد بالله- بكلام خالد ووضع هو وقومه السلاح وصار وقت الصلاة فوقف مالك وقومه للصلاة فهجم عليهم خالد وجماعته وكتّفوا مالكاً وقومه ثم قتلهم المجرم خالد عن آخرهم، ثم طمع خالد في زوجة مالك (لما رآها جميلة) وزنى بها في نفس الليلة التي قتل زوجها، ووضع رأس مالك وقومه أثافي للقدر وطبخ طعام الزنا وأكل هو وجماعته!، ولمّا رجع خالد إلى المدينة أراد عمر أن يقتص منه لقتله المسلمين ويجري عليه الحد الزناه بزوجة مالك ولكن أبابكر (المؤمن!) منع عن ذلك منعاً شديداً، وبعمله هذا أهدر دماء المسلمين وأسقط حدّاً من حدود الله!
قال الملك (متوجهاً الى الوزير): هل صحيح ماذكره العلوي في حق خالد وأبي بكر؟
قال الوزير: نعم هكذا ذكر المورخّون!.
قال الملك: فلماذا يسمي بعض الناس خالداً بـ(سيف الله المسلول)؟
قال العلوي: إنه سيف الشيطان المشلول ولكن حيث أنه كان عدواً لعلي بن أبي طالب وكان مع عمر في حرق باب دار فاطمة الزهراء سمّاه بعض السنة بسيف الله!
قال الملك: وهل أهل السنة أغداء علي بن أبي طالب؟
قال العلوي: إذا لم يكونوا أعداءه فلماذا مدحورا من غصب حقه والتفوا حول أعداءه وأنكروا فضائله ومناقبه حتى بلغ بهم الحقد والعداء إلى أن يقولوا
إن أبا طالب مات كافراً) والحال إن أبا طالب كان مؤمناً وهو الذي نصر الاسلام في أشد ظروفه ودافع عن النبي في رسالته!
الثلاثة المسلمين الأوائل
وبغض المؤرخين لهم وذريتهم
قال الملك: وهل ان أبا طالب أسلم؟
قال العلوي: لم يكن أبو طالب كافراً حتى يسلم، بل كان مؤمناً يخفي إيمانه، فلما يُعث رسول الله (ص) أظهر أبو طالب الاسلام على يده فهو ثالث المسلمين: أولهم علي بن أبي طالب، والثاني: السيد خديجة الكبرى زوجة النبي(ص)، والثالث: هو أبو طالب (عليه السلام).
قال الملك للوزير: هل صحيح كلام العلوي في حق أبي طالب؟
قال الوزير: نعم ذكر ذلك بعض المؤرّخين.
قال الملك: فلماذا اشتهر بين أهل السنة أن أبا طالب مات كافراً؟
قال العلوي: لأن أبا طالب أبو الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام فحقد أهل السنة على علي بن أبي طالب أوجب أن يقولوا: ان أباه مات كافراً، كما أن حقد السنة على (علي) أوجب أن يقتلوا ولديه الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، حتى قال أهل السنة الذين حضروا كربلاء لقتل الحسين: نقاتلك بُعضاً منّا لأبيك ومافعل بأشياخنا يوم بدر وحنين!
قال الملك- موجهاً الكلام إلى الوزير-: هل قال هذا الكلام قتَلة الحسين؟
قال الوزير: ذكر المؤرخون أنهم قالوا هذا الكلام للحسين!
قال الملك للعباسي: فما جوابك عن قصة خالد بن الوليد؟
قال العباسي: ان أبابكر رأى المصلحة في ذلك!
قال العلوي - متعجباً-: سبحان الله! وأي مصلحة تقتضي أن يقتل خالد الأبرياء ويزني بنسائهم ثم يبقى بلا حدّ ولاعقاب، بل يفوّض اليه قيادة الجيش، ويقول فيه أبو بكر انه سيف سلّه الله، فهل سيف الله يقتل الكفار أو المؤمنين وهل سيف الله يحفظ أعراض المسلمين أو يزني بنساء المسلمين؟
قال العباسي: هَب -أيها العلوي- أن أبابكر أخطأ لكن عمر تدارك الأمر!
قال العلوي: تدارك الأمر هو أن يجلد خالد للزنا، ويقتله لقتله الأبرياء المؤمنين، ولم يفعل ذلك عمر، فعمر أخطأ كما أخطأ أبو بكر من قبله.
فاطمة الزهراء (عليها السلام) والخلفاء
قال الملك: انك أيها العلوي قلت في أول الكلام ان أبابكر أساء إلى فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) فما هي إساءته إلى فاطمة؟
قال العلوي: ان أبابكر بعدما أخذ البيعة لنفسه من الناس بالارهاب والسيف والتهديد والقوة أرسل عمراً وقنفذاً وخالد بن الوليد وأبا عبيدة الجراح وجماعة أخرى- من المنافقين- إلى دار علي وفاطمة (عليهما السلام) وجمع عمر الحطب على باب بيت فاطمة (ذلك الباب الذي طالما وقف عليه رسول الله وقال: السلام عليكم ياأهل بيت النبوة، وما كان يدخله إلاّ بعد الاستئذان) وأحرق الباب بالنار، ولما جاءت فاطمة خلف الباب لترد عمر وحزبه عَصَر عمر فاطمة بين الحائط والباب عصرة شديدة قاسية حتى أسقطت جنينها ونبت بسمار الباب في صدرها وصاحت فاطمة: أبتاه يارسول الله انظر ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة! فالتفت عمر إلى مَن حوله وقال: إضربوا فاطمة، فانهالت السياط على حبيبة رسول الله وبضعته حتى أدموا جسمها!
وبقيت آثار هذه العصرة القاسية والصدمة المريرة تنخر في جسم فاطمة، فأصبحت مريضة عليلة حزينة حتى فارقت الحياة بعد أبيها بأيّام - ففاطمة شهيدة بيت النبوة، فاطمة قُتلت بسبب عمر بن الخطاب!
قال الملك للوزير: هل مايذكره العلوي صحيح؟
قال الوزير: نعم اني رأيت في التواريخ مايذكر العلوي!.
قال العلوي: وهذا هو السبب لكراهة الشيعة أبا بكر وعمر!
وأضاف العلوي قائلاً: ويدلّك على وقوع هذه الجريمة أبي بكر وعمر أن المؤرّخين ذكروا ان فاطمة ماتت وهي غاضبة على أبي بكر وعمر وقد ذكر الرسول(ص) في عدة أحاديث له: (ان الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها وأنت أيها الملك تعرف ما هو مصير من غضب الله عليه!؟
قال الملك (موجهاً الخطاب للوزير): هل صحيح هذا الحديث؟ وهل صحيح ان فاطمة ماتت وهي واجدة -أي غاضبة- على أبي بكر وعمر؟
قال الوزير: نعم ذكر ذلك أهل الحديث والتاريخ!
قال العلوي: ويدلّك أيها الملك على صدق مقالتي: أن فاطمة أوصت إلى علي بن أبي طالب عليه السلام أن لايُشهد أبابكر وعمر وسائر الذين ظلموها جنازتها، فلا يصلُّوا عليها، ولايحضروا تشييعها، وأن يخفي عليٌ قبرها حتى لايحضروا على قبرها، ونفّذ عليٌ (عليه السلام) وصاياها!
قال الملك: هذا أمر غريب، فهل صدر هذا الشئ من فاطمة وعلي؟
قال الوزير: هكذا ذكر المؤرّخون!
قال العلوي: وقد آذى أبو بكر وعمر فاطمة أذية أخرى!
قال العباسي: وماهي تلك الأذيّة؟
قال العلوي: هي أنهما غصبا مِلكها (فدك.
قال العباسي: وماهو الدليل على أنهما غصبا (فدك)؟
قال العلوي: التواريخ ذكرت أن رسول الله(ص) أعطى فدكاً لفاطمة فكانت فدك في يدها - في أيام رسول الله- فلما قُبض النبي(ص) أرسل ابوبكر وعمر من أخرج عمّال فاطمة من (فدك) بالجبر والسيف والقوة، واحتجّت فاطمة على أبي بكر وعمر لكنهما لم يسمعا كلامها، بل نهراها ومنعاها، ولذلك لم تكلّمهما حتى ماتت غاضبة عليهما!.
قال العباسي: لكن عمر بن عبد العزيز ردّ فدك على أولاد فاطمة- في أيام خلافته-؟
قال العلوي: وما الفائدة؟ فهل لو أن انساناً غصب منك دارك وشرّدك ثم جاء إنسان آخر بعد أن متَّ أنت، وردّ دارك على أولادك كان ذلك يمسح ذنب الغاصب الأول؟
قال الملك: يظهر من كلامكما -أيها العباسي والعلوي- أن الكل متفقون على غصب أبي بكر وعمر فدكاً؟
قال العباسي نعم ذكر ذلك اهل التاريخ
قال العباسي: ان هؤلاء الشيعة يزعمون أنه لافضل لعمر وكفاه فضلاً انه فتح تلك الفتوحات الإسلامية.
قال العلوي: عندنا لذلك أجوبة:
أولاً: ان الحكام والملوك يفتحون البلاد لأجل توسعة أراضيهم وسلطانهم، فهل هذه فضيلة؟
ثانياً: لو سلّمنا أن فتوحاته فضيلة، لكن هل الفتوحات تبرّر غصبه لخلافة الرسول؟ والحال ان الرسول لم يجعل الخلافة له وإنما جعلها لعلي بن أبي طالب(عليه السلام)... فإذا أنت -أيها الملك- عيَّنتَ خليفة لمقامك، ثم جاء إنسان وغصب الخلافة من خليفتك وجلس مجلسه، ثم فتح الفتوحات وعمل الصالحات، فهل ترضى أنت بفتوحاته أم تغضب عليه، لأنه خلع من عيَّنته، وعزل خليفتك وجلس مجلسك بغير إذنك؟
قال الملك: بل أغضب عليه وفتوحاته لاتغسل جريمته!
قال العلوي: وكذلك عمر، غصب مقام الخلافة، وجلس مجلس الرسول بغير إذن من الرسول!
ثالثاً: ان فتوحات عمر كانت خاطئة وكان لها نتائج سلبية معكوسة، لأن رسول الاسلام(ص) لم يهاجم أحداً، بل كانت حروبه دفاعية ولذلك رغب الناس في الاسلام ودخلوا في دين الله أفواجا لأنهم عرفوا ان الاسلام دين سِلم وسلام، أمّا عمر فإنه هاجم البلاد وأدخلهم في الاسلام بالسيف والقهر، ولذلك كره الناس الاسلام واتهموه بأنه دين السيف والقوة، لادين المنطق واللِّين وصار ذلك سبباً لكثرة أعداء الإسلام، فإذن: فتوحات عمر شوَّهت سمعة الاسلام وأعطت نتائج سلبية معكوسة.
ولو لم يغصب أبو بكر وعمر وعثمان الخلافة من صاحبها الشرعي: الإمام علي عليه السلام، وكان الإمام يتسلم مهام الخلافة بعد الرسول مباشرة لكان يسير بسيرة الرسول ويقتفي أثره، ويطبّق منهاجه الصحيح، وكان ذلك موجباً لدخول الناس في دين الإسلام أفواجاً، ولكانت رقعة الإسلام تتسع حتى تشمل وجه الكرة الأرضية!
ولكن: لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
وهنا تنفّس السيد العلوي تنفساً عميقاً، وتأوّه من صميم قلبه وضرب بيد على أخرى أسفاً وحزناً على ماحلّ بالاسلام بعد وفاة رسول الله(ص) بسبب غصب الخلافة من صاحبها الشرعي: الإمام علي عليه السلام.
فتوحات الإمام علي (عليه السلام)
قال الملك- موجّهاً الكلام إلى العباسي-: ماهو جوابك على كلام العلوي؟
قال العلوي: الآن وحيث سمعت هذا الكلام، وتجلّى لك الحق فاترك خلفائك، واتّبع خليفة رسول الله الشرعي (علي ابن أبي طالب عليه السلام).
ثم أردف العلوي قائلاً: عجيب أمركم معاشر السنة تنسون وتتركون الأصل وتأخذون بالفرع.
قال العباسي: وكيف ذلك؟
قال العلوي: لأنكم تذكرون فتوحات عمر، وتنسون نوحات علي بن أبي طالب!
قال العباسي: وماهي فتوحات علي بن أبي طالب؟
قال العلوي: أغلب فتوحات الرسول حصلت وتحققت على يد الإمام علي بن أبي طالب مثل بدر وفتح خيبر وحنين وأُحُد والخندق وغيرها.. ولولا هذه الفتوحات التي هي أساس الإسلام لم يكن عمر، ولم يكن هنالك إسلام ولاإيمان، والدليل على ذلك ان النبي(ص) قال- لمّا برز عليٌ لقتل عمرو بن عبد ودّ في يوم الأحزاب (الخندق)-: (برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلِّه، إلهي إن شئت أن لاتُعبَد فلا تُعبَد) أي: إن قُتل علي تجرَّأ المشركون على قتلي وقَتلِ المسلمين جميعاً، فلا يبقى يعده إسلام ولاإيمان. وقال(ص): ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين، فصحَّ أن نقل ان الاسلام محمَّديّ الوجود علويّ البقاء، وان الفضل الله ولعلي في بقاء الاسلام!
ما ورد في أبي بكر وخالد بن الوليد
قال العباسي: لو فرضنا أن قولكم في أن عمر كان مخطئاً وغاصباً وأنه غيَّر وبدَّل صحيح، ولكن لماذا تكرهون أبابكر؟
قال العلوي: نكرهه لعدة أمور، أذكر لك منها أمرين:
الأول: مافعله بفاطمة الزهراء بنت رسول الله، وسيدة نساء العالمين- عليها الصلاة والسلام-.
الثاني: رفعه الحدّ عن المجرم الزاني: خالد بن الوليد.
قال الملك- متعجباً-: وهل خالد بن الوليد مجرم؟
قال العلوي: نعم.
قال الملك: وماهي جريمته؟
قال العلوي: جريمته انه: أرسله أبو بكر إلى الصحابي الجليل: (مالك بن نويرة)- الذي بشَّره رسولُ الله أنه من أهل الجنة- وأمره- أي: أمر أبو بكر خالداً- أن يقتل مالك وقومه، وكان مالك خارج المدينة المنورة فلما رأى خالداً مقبلاً اليه في سرّية من الجيش أمر مالك قومه بحمل السلاح، فحملوا السلاح، فلما وصل خالد اليهم احتال وكذب عليهم وحلف لهم بالله انه لايقصد بهم سوءاً وقال: اننا لم نأت لمحاربتكم بل نحن ضيوف عليكم الليلة، فاطمأنَّ مالك - لمّا حلف خالد بالله- بكلام خالد ووضع هو وقومه السلاح وصار وقت الصلاة فوقف مالك وقومه للصلاة فهجم عليهم خالد وجماعته وكتّفوا مالكاً وقومه ثم قتلهم المجرم خالد عن آخرهم، ثم طمع خالد في زوجة مالك (لما رآها جميلة) وزنى بها في نفس الليلة التي قتل زوجها، ووضع رأس مالك وقومه أثافي للقدر وطبخ طعام الزنا وأكل هو وجماعته!، ولمّا رجع خالد إلى المدينة أراد عمر أن يقتص منه لقتله المسلمين ويجري عليه الحد الزناه بزوجة مالك ولكن أبابكر (المؤمن!) منع عن ذلك منعاً شديداً، وبعمله هذا أهدر دماء المسلمين وأسقط حدّاً من حدود الله!
قال الملك (متوجهاً الى الوزير): هل صحيح ماذكره العلوي في حق خالد وأبي بكر؟
قال الوزير: نعم هكذا ذكر المورخّون!.
قال الملك: فلماذا يسمي بعض الناس خالداً بـ(سيف الله المسلول)؟
قال العلوي: إنه سيف الشيطان المشلول ولكن حيث أنه كان عدواً لعلي بن أبي طالب وكان مع عمر في حرق باب دار فاطمة الزهراء سمّاه بعض السنة بسيف الله!
قال الملك: وهل أهل السنة أغداء علي بن أبي طالب؟
قال العلوي: إذا لم يكونوا أعداءه فلماذا مدحورا من غصب حقه والتفوا حول أعداءه وأنكروا فضائله ومناقبه حتى بلغ بهم الحقد والعداء إلى أن يقولوا

الثلاثة المسلمين الأوائل
وبغض المؤرخين لهم وذريتهم
قال الملك: وهل ان أبا طالب أسلم؟
قال العلوي: لم يكن أبو طالب كافراً حتى يسلم، بل كان مؤمناً يخفي إيمانه، فلما يُعث رسول الله (ص) أظهر أبو طالب الاسلام على يده فهو ثالث المسلمين: أولهم علي بن أبي طالب، والثاني: السيد خديجة الكبرى زوجة النبي(ص)، والثالث: هو أبو طالب (عليه السلام).
قال الملك للوزير: هل صحيح كلام العلوي في حق أبي طالب؟
قال الوزير: نعم ذكر ذلك بعض المؤرّخين.
قال الملك: فلماذا اشتهر بين أهل السنة أن أبا طالب مات كافراً؟
قال العلوي: لأن أبا طالب أبو الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام فحقد أهل السنة على علي بن أبي طالب أوجب أن يقولوا: ان أباه مات كافراً، كما أن حقد السنة على (علي) أوجب أن يقتلوا ولديه الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، حتى قال أهل السنة الذين حضروا كربلاء لقتل الحسين: نقاتلك بُعضاً منّا لأبيك ومافعل بأشياخنا يوم بدر وحنين!
قال الملك- موجهاً الكلام إلى الوزير-: هل قال هذا الكلام قتَلة الحسين؟
قال الوزير: ذكر المؤرخون أنهم قالوا هذا الكلام للحسين!
قال الملك للعباسي: فما جوابك عن قصة خالد بن الوليد؟
قال العباسي: ان أبابكر رأى المصلحة في ذلك!
قال العلوي - متعجباً-: سبحان الله! وأي مصلحة تقتضي أن يقتل خالد الأبرياء ويزني بنسائهم ثم يبقى بلا حدّ ولاعقاب، بل يفوّض اليه قيادة الجيش، ويقول فيه أبو بكر انه سيف سلّه الله، فهل سيف الله يقتل الكفار أو المؤمنين وهل سيف الله يحفظ أعراض المسلمين أو يزني بنساء المسلمين؟
قال العباسي: هَب -أيها العلوي- أن أبابكر أخطأ لكن عمر تدارك الأمر!
قال العلوي: تدارك الأمر هو أن يجلد خالد للزنا، ويقتله لقتله الأبرياء المؤمنين، ولم يفعل ذلك عمر، فعمر أخطأ كما أخطأ أبو بكر من قبله.
فاطمة الزهراء (عليها السلام) والخلفاء
قال الملك: انك أيها العلوي قلت في أول الكلام ان أبابكر أساء إلى فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) فما هي إساءته إلى فاطمة؟
قال العلوي: ان أبابكر بعدما أخذ البيعة لنفسه من الناس بالارهاب والسيف والتهديد والقوة أرسل عمراً وقنفذاً وخالد بن الوليد وأبا عبيدة الجراح وجماعة أخرى- من المنافقين- إلى دار علي وفاطمة (عليهما السلام) وجمع عمر الحطب على باب بيت فاطمة (ذلك الباب الذي طالما وقف عليه رسول الله وقال: السلام عليكم ياأهل بيت النبوة، وما كان يدخله إلاّ بعد الاستئذان) وأحرق الباب بالنار، ولما جاءت فاطمة خلف الباب لترد عمر وحزبه عَصَر عمر فاطمة بين الحائط والباب عصرة شديدة قاسية حتى أسقطت جنينها ونبت بسمار الباب في صدرها وصاحت فاطمة: أبتاه يارسول الله انظر ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة! فالتفت عمر إلى مَن حوله وقال: إضربوا فاطمة، فانهالت السياط على حبيبة رسول الله وبضعته حتى أدموا جسمها!
وبقيت آثار هذه العصرة القاسية والصدمة المريرة تنخر في جسم فاطمة، فأصبحت مريضة عليلة حزينة حتى فارقت الحياة بعد أبيها بأيّام - ففاطمة شهيدة بيت النبوة، فاطمة قُتلت بسبب عمر بن الخطاب!
قال الملك للوزير: هل مايذكره العلوي صحيح؟
قال الوزير: نعم اني رأيت في التواريخ مايذكر العلوي!.
قال العلوي: وهذا هو السبب لكراهة الشيعة أبا بكر وعمر!
وأضاف العلوي قائلاً: ويدلّك على وقوع هذه الجريمة أبي بكر وعمر أن المؤرّخين ذكروا ان فاطمة ماتت وهي غاضبة على أبي بكر وعمر وقد ذكر الرسول(ص) في عدة أحاديث له: (ان الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها وأنت أيها الملك تعرف ما هو مصير من غضب الله عليه!؟
قال الملك (موجهاً الخطاب للوزير): هل صحيح هذا الحديث؟ وهل صحيح ان فاطمة ماتت وهي واجدة -أي غاضبة- على أبي بكر وعمر؟
قال الوزير: نعم ذكر ذلك أهل الحديث والتاريخ!
قال العلوي: ويدلّك أيها الملك على صدق مقالتي: أن فاطمة أوصت إلى علي بن أبي طالب عليه السلام أن لايُشهد أبابكر وعمر وسائر الذين ظلموها جنازتها، فلا يصلُّوا عليها، ولايحضروا تشييعها، وأن يخفي عليٌ قبرها حتى لايحضروا على قبرها، ونفّذ عليٌ (عليه السلام) وصاياها!
قال الملك: هذا أمر غريب، فهل صدر هذا الشئ من فاطمة وعلي؟
قال الوزير: هكذا ذكر المؤرّخون!
قال العلوي: وقد آذى أبو بكر وعمر فاطمة أذية أخرى!
قال العباسي: وماهي تلك الأذيّة؟
قال العلوي: هي أنهما غصبا مِلكها (فدك.
قال العباسي: وماهو الدليل على أنهما غصبا (فدك)؟
قال العلوي: التواريخ ذكرت أن رسول الله(ص) أعطى فدكاً لفاطمة فكانت فدك في يدها - في أيام رسول الله- فلما قُبض النبي(ص) أرسل ابوبكر وعمر من أخرج عمّال فاطمة من (فدك) بالجبر والسيف والقوة، واحتجّت فاطمة على أبي بكر وعمر لكنهما لم يسمعا كلامها، بل نهراها ومنعاها، ولذلك لم تكلّمهما حتى ماتت غاضبة عليهما!.
قال العباسي: لكن عمر بن عبد العزيز ردّ فدك على أولاد فاطمة- في أيام خلافته-؟
قال العلوي: وما الفائدة؟ فهل لو أن انساناً غصب منك دارك وشرّدك ثم جاء إنسان آخر بعد أن متَّ أنت، وردّ دارك على أولادك كان ذلك يمسح ذنب الغاصب الأول؟
قال الملك: يظهر من كلامكما -أيها العباسي والعلوي- أن الكل متفقون على غصب أبي بكر وعمر فدكاً؟
قال العباسي نعم ذكر ذلك اهل التاريخ
تعليق