إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

رؤية الخالق سبحانه في الجنة ..!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [quote=نصرالشاذلى]
    أرني أراك ...... ههههههه !!!
    عندما يكون الطالب لا يدري و لا يدري أنه لا يدري فتلك مصيبة .. لأن أهم صفة يجب أن يتصف بها الطالب الذي يريد أن يتعلم هو أن يعرف أولا أنه لا يدري ثم يبحث عن من يعلمه .. أما حالتك فكارثية ..
    أرني أراك .. أهذا يقوله عاقِل ويفهم معاني اللغة العربية ؟!
    هل سبق و تعلمت اللغة العربية ؟؟!! لأنه من الواضح جدا أنك لا تعرف أي شيء عن اللغة العربية .
    فربما إذا سمعت أحدهم يقول : أعطني أعطيك .. ربما تضحك ظنا أنها جملة ليست من اللغة العربية ..!!!
    فعلا .. لابد من الشفقة عليك ... افتح كراستك و أحضر قلمك واجلس بتركيز و تعلم ما سيخرجك مما أنت فيه غارق ...!!!
    يقول الله سبحانه و تعالى مخبرا عن موسى عليه السلام : " و لما جاء موسى لميقاتنا و كلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني و لكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني "
    جئتني تصرخ قائلا : قول موسى "رب أرني أنظر إليك " دليل على أن النظر لا يعني الرؤية . لأن معنى قوله هو : رب اجعلني أراك عندما أنظر إليك ..
    فقلت لك بأن تذهب إلى مدرس اللغة العربية الذي علمّك اللغة ، و تطلب منه أن يعرب لك الفعل المضارع " أنظر " ، لأنك لو علمت إعرابه فلن تقول كلامك هذا ..
    فجئتني تحتقر علامات الإعراب و الإعراب نفسه ، و تقول أن الكلمات معلومة المعنى دون الحاجة لمعرفة محلها من الإعراب ..!!!!!! و طبعا كلام كهذا لا عجب أن يصدر منك ..!!
    لكن المصيبة أنك لا تعترف بجهلك ، و لا تسأل لتتعلم . بل تزداد في إظهار هذا الجهل ...!!!
    أما إعراب الفعل المضارع " أنظر " : فهو جواب الشرط مجزوم ، و علامة جزمه السكون الظاهر على آخره ، و الفاعل ضمير مستتر تقديره هو .
    بمعنى أن هذه الجملة شرطية ، هناك شرط و هناك جواب الشرط " أنظر " .. بمعنى أنه يمكن استخدام أحد أدوات الشرط لتوضيح المعنى فنقول : رب إن ترني أنظر إليك .
    و عليه ،، فموسى عليه السلام طلب من الله " الإراءة " ، فإذا تحققت له الإراءة ، فحينها سوف ينظر إلى الله .. بمعنى : رب إن ترني أنظر إليك ، و إن لم ترني لا أنظر إليك .. و عليه ،، فالنظر هو الرؤية ، لأن جواب الشرط هو الرؤية . لأنه إذا تحققت الإراءة ستتحقق الرؤية ... بمعنى أن معنى الآية كالتالي : رب أرني أراك ، فإن لم ترني لا أراك .. فقال له الله : لن تراني و لكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني .
    ندعوا القاريء والمتابع ليعلم مِن كتاب الله أن النظر إلى شيء .. لا يعني إبصاره أي ( رؤيته ) .
    يقول سبحانه :
    ( وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون ) .
    فعن أي جزم وأي رفع وأي نفخ وأي نصب تتكلّمون ؟!
    ما معنى " ينظرون " في هذه الآية ؟؟
    هل معناه : ينتظرون ؟؟

    أم أنك ستأتي و تقول أن المعنى معلوم أيضا ، و أن اللغة العربية لا يعتد بها و بإعرابها ..!!!!
    ثُم أشرح لنا قول سيدنا إبراهيم .. حيث قال لربه :

    ( أرني ) كيف تُحيي الموتى ؟؟
    معناه : أرني كيفية إحيائك الموتى يا رب .. بمعنى يطلب من الله أن يريه الكيفية التي بها يحيي الموتى .. بمعنى أن إبراهيم يطلب الإراءة ...
    ستستفيد أكثر ، لو اشتريت قاموس لغوي و بحثت فيه عن الفرق بين " الإراءة " و " الرؤية " .. ستتضح الصورة لك أكثر ..

    تعليق


    • المشاركة الأصلية بواسطة النفيس


      الإنسان الذي دخل إلى دين الإسلام اليوم ، لا يعرف لا البخاري و لا الكليني . و لا يعرف لا جعفر و لا غير جعفر .
      النفيس أنت حتى الآن تجادل؟؟ أنت لا تعرف حتى أبجديات القرآن الكريم و تظن أن الكلمة لا يتغير معناها..

      فمن كان هذا مستواه في القرآن فعلى ماذا يتفلسف..

      أما الإمام الذي ذكرت اسمه عاريا و كأنه الصبي الذي يصب عندك القهوة في البيت..فهو مولاك و مولى من تتولاهم بالباطل

      الإمام جعفر بن الإمام محمد بن الإمام علي بن الإمام الحسين بن الزهراء فاطمة بنت رسول الله ....و ليس "جعفر و لا غير جعفر"..

      تعليق


      • و عندما يسألنا هذا المسلم الجديد قائلا : هل سنرى ربنا ؟
        فإنك إن قلت له : لا ، لن نرى ربنا ؛ لأن الكليني روى عن جعفر المعصوم أنه قال " لا " . . . . . . . . . . و لا أعرف جعفر
        تأدب في الكلام عن أئمة أهل البيت ، فرأيتك أكثر من مرة تقول جعفر ، من دون الصادق ، ومن دون الإمام على الأقل ... ومن دون رضي الله عنه ( كما يفعل أخواننا السنة حفظهم الله ) ....

        ثم

        زميلي النفيس ... أخبرتك بأنك غير ملتزم بأهم أسس الحوار ... ولاحظ ، ما زلت غافلاً عن هذا الأساس ..... لاحظ إني طلبت منك توضيح الغاية من الموضوع سابقاً ، وقلت أنك تريد إلزام الامامية

        سيقول لك هذا المسلم الجديد ، كلامك و روايتك غير ملزم لي .أنا لا أعرف الكليني و لا أعرف جعفر
        مسلم ولا يأخذ بكلام الصادق !!!!!!! كيف ؟؟؟؟

        الله أمرنا باتباع نبيه ، فقال ( ما آتاكم الرسول فخذوه ) ، ونبيه أمرنا باتباع عترته والقرآن للأمان من الضلال ، فقال ( إني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي . . . . . ) ، فأي مسلم يجب أن يتبع القرآن والرسول والعترة .... فالقرآن لوحده لا ينجي ، بل ضل أناس به ... كما ضل أخوتنا الدروز .... وبينت لك مسألة تعدد الأزواج عندهم ..... فلاحظ .

        و لا أعرف أن هناك أكثر من رسول في دين الإسلام
        تأدب ، ولا تدلس ..... تريد الإيحاء وكأننا نقول أن الأئمة أنبياء أو رسل ..... وإن كانوا خير من جميع الرسل عدا جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .... لكننا لا نقول بأنهم رسل ..... ولا تدلس .....

        فحاججني بما أنا ملتزم به و هو كتاب الله أو كلام رسوله ..
        من أين آتيه بكلام رسول الله !!!!!! وأنت تقول أن هذا المسلم لا يعترف بالكليني !! حقاً كلام غريب !!

        فرواياتك ليست ملزمة على هذا المسلم الجديد ..
        عليك أن تعترف أولاً بالهزيمة في إثبات الرؤية على أسس مذهب أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم . ثم سنخبرك كيف نلزم هذا المسلم الجديد ...

        وحيث أنكم تملكون روايات منسوبة إلى الرسول تنفي الرؤية ، و نملك نحن روايات منسوبة إلى الرسول تؤكد الرؤية
        خطأ كبير ، وخروج عن أسس الحوار الذي فرضته على نفسك ... فرواياتكم غير ملزمة لنا .. ولا توجد رواية تثبت الرؤية أبداً .. فلاحظ ..... إنما هناك روايات متواترة وصحيحة تنفي وفقط .

        و هل وجدتني في الموضوع أستدل عليك إلا بالقرآن الكريم ؟؟!! هل وجدتني أنسخ و ألصق روايات مثلك ..؟؟
        إذا كنت جاهلاً بمباني الإمامية ، فهذا خطؤك ... وأما نحن فعندنا قرآن ، وعندنا 13 معصوماً يفسرون القرآن ...

        فصاحب الحجة القوية هو الذي يدلل على عقيدته من المصدر الذي يتفق جميع هؤلاء على صحته ألا و هو كتاب الله . و أنت عقيدتك عاجزة عن إثبات نفسها من كتاب الله ، بل تحتاج إلى استخدام ما رواه الكليني و أصدقائه . و هذه الروايات لن يكتثر لها معظم المتابعين
        لأنك يا عزيزي لم تخبرني أن الحوار من أجل الأشعرية أو المعتزلة أو الدروز أو الصوفية أو الوهابية ... بل أخبرتني بأنك تريد أن تحجنا ، ولم تخبرنا بأنك ستنقض كلامك ، علنا وضعنا هذا الأمر في الحسبان ، ظننا أنك عند كلمتك .
        فالرجل لا ينكث عهوده !! أليس كذلك ؟
        حين أن دخولهم إلى الموضوع لمعرفة عقيدة هامة لا علاقة لها بالإمامة و هي إمكانية رؤية خالقنا الذي خلقنا و أتى بنا إلى هذه الحياة ..
        هل تعرف ماذا قال الإمام علي عليه السلام لابن عباس عندما بعثه ليحتج على الخوارج ؟

        لا تخاصمهم بالقرآن ; فإنّ القرآن حمّال ذو وجوه، تقول ويقولون، ولكن حاججهم بالسُنّة ، فإنّهم لن يجدوا عنها محيصاً ......
        ثم
        أخبرناك أن الرؤية بالعين ، تلزم أن تحد الله ببصرك ..... وإذا لزم الحد ، لزم الجهة والمكان ..... والله خالق المكان ،، تعالى الله عن ذلك . . . . . . فمن يقول أن الله يتبدل من حال لحال ، وتبليه الأيام ، فيوم بلا مكان ، وآخر في مكان ، فهنيئاً له هذا التوحيد ....

        ويكفي بالحد دليلاً على نفي الرؤية ... إذ إذا كان الله محدوداً صار معدوداً ، فتبطل الأزلية .... فإذا كان أولاً ، ما يكون آخراً ، وإذا كان ظاهراً لا يكون باطناً ....

        فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ..
        والسلام .

        التعديل الأخير تم بواسطة سيد نزار البحراني; الساعة 28-07-2011, 01:37 PM.

        تعليق


        • أما إعراب الفعل المضارع " أنظر " : فهو جواب الشرط مجزوم ، و علامة جزمه السكون الظاهر على آخره ، و الفاعل ضمير مستتر تقديره هو .
          هو ابعينك
          ههههههههه
          ما هو ظمير الفاعل انت ام هو
          هههههه
          وهابي ايهنبل على الولد
          حتى نبين لك ما هو اساس الخطأ الذي وقعت به
          يا نفوسي

          مسئلة في الجزم الذي ذكرته ما سببه لماذا لم تبينه
          هل السبب يكتمن بكونه جواب الطلب
          ام جواب الطالب

          اشك انك تفهم ما اطلب

          تعليق


          • بمعنى أن معنى الآية كالتالي : رب أرني أراك ، فإن لم ترني لا أراك .. فقال له الله : لن تراني و لكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني .
            ههههههههههههههههههههه
            سوف اضحك كثيراً
            انظرو الى الفيلسوف الوهابي المجسم
            يقول
            رب أرني أراك
            لا يوجد اشكال الى الان
            لكن الطامة الكبرى يقول

            فإن لم ترني لا أراك
            فقط اعكس المعادلة قليلاً
            يعني يا نفوسي
            ان الله لم يرى موسى وبذلك لم يرى موسى ربه
            هههههههههههههههههههه

            أخ يا وهابية عباقرة
            قشوريه
            لا نعلم كيف يفسرون

            تعليق


            • [quote=النفيس]
              المشاركة الأصلية بواسطة نصرالشاذلى
              عندما يكون الطالب لا يدري و لا يدري أنه لا يدري فتلك مصيبة .. لأن أهم صفة يجب أن يتصف بها الطالب الذي يريد أن يتعلم هو أن يعرف أولا أنه لا يدري ثم يبحث عن من يعلمه .. أما حالتك فكارثية ..
              ولمّا كثرت وجوهك التي أكثرت مِنها في مشاركتك هذه .. فتبيّن لنا مع مَن نتحاور ؟!!

              إسمع يا صبي ،

              قِمّة الجهد أن تتحاور مع ( جاهِل جهول ) .. لأنه يجب عليك أولاً أن تُجلّي له جهله ليُصبِح قلبه وعقله بعد ذلك ما فيه مِن جهل ولا ضلال فتستطيع وقتها أن تُعلِّمه مِن كتاب ربه الهُدى .. فيستقبله بقلب أبيض وعَقل مُحرَر مِن الأوصاد التي عليه فصدأ مِنها !!!

              سيعلَم القاريء المُنصِف مِن ذوي الألباب والعقول .. إيُّنا هو الذي حالته أكثر مِن كارثية ؟؟

              فتعال .. تقول أنت :


              المشاركة الأصلية بواسطة النفيس

              هل سبق و تعلمت اللغة العربية ؟؟!!
              لأنه من الواضح جدا أنك لا تعرف أي شيء عن اللغة العربية .
              فربما إذا سمعت أحدهم يقول : أعطني أعطيك .. ربما تضحك ظنا أنها جملة ليست من اللغة العربية ..!!!
              فعلا .. لابد من الشفقة عليك ... افتح كراستك و أحضر قلمك واجلس بتركيز و تعلم ما سيخرجك مما أنت فيه غارق ...!!!


              لا يا أجهل خلق الله ...
              أعطيني اُعطيك هذه صحيحة ومنطقيّة ومفهومة .. فأقول لك :

              إعطني الأمان أعطيك الحقّ أو إعطني الحُريّة أعطيك الجزاء .

              المشاركة الأصلية بواسطة النفيس
              يقول الله سبحانه و تعالى مخبرا عن موسى عليه السلام : " و لما جاء موسى لميقاتنا و كلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني و لكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني "
              جئتني تصرخ قائلا : قول موسى "رب أرني أنظر إليك " دليل على أن النظر لا يعني الرؤية . لأن معنى قوله هو : رب اجعلني أراك عندما أنظر إليك ..
              فقلت لك بأن تذهب إلى مدرس اللغة العربية الذي علمّك اللغة ، و تطلب منه أن يعرب لك الفعل المضارع " أنظر " ، لأنك لو علمت إعرابه فلن تقول كلامك هذا ..
              فجئتني تحتقر علامات الإعراب و الإعراب نفسه ، و تقول أن الكلمات معلومة المعنى دون الحاجة لمعرفة محلها من الإعراب ..!!!!!! و طبعا كلام كهذا لا عجب أن يصدر منك ..!!
              لكن المصيبة أنك لا تعترف بجهلك ، و لا تسأل لتتعلم . بل تزداد في إظهار هذا الجهل ...!!!
              أما إعراب الفعل المضارع " أنظر " : فهو جواب الشرط مجزوم ، و علامة جزمه السكون الظاهر على آخره ، و الفاعل ضمير مستتر تقديره هو .
              بمعنى أن هذه الجملة شرطية ، هناك شرط و هناك جواب الشرط " أنظر " .. بمعنى أنه يمكن استخدام أحد أدوات الشرط لتوضيح المعنى فنقول : رب إن ترني أنظر إليك .
              و عليه ،، فموسى عليه السلام طلب من الله " الإراءة " ، فإذا تحققت له الإراءة ، فحينها سوف ينظر إلى الله .. بمعنى : رب إن ترني أنظر إليك ، و إن لم ترني لا أنظر إليك .. و عليه ،، فالنظر هو الرؤية ، لأن جواب الشرط هو الرؤية . لأنه إذا تحققت الإراءة ستتحقق الرؤية ... بمعنى أن معنى الآية كالتالي : رب أرني أراك ، فإن لم ترني لا أراك .. فقال له الله : لن تراني و لكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني .


              نقولها لك مرّة عاشِرة وأكثر .. إرمي بتخاريفكم هذه في أقرب مزبلة للعفن يا جاهل ؟!

              فأي مجزوم غير قلوبكم وأي مُستتر غير عقولكم .

              إرني أراك !!!! أي إراءة تِلك التي يطلُبها موسى وهل قول أرني لا يُفهَم مِنها ذلك ؟! اللهم وألعن مَن أضلوكم إلى يوم الدين .



              المشاركة الأصلية بواسطة النفيس
              ما معنى " ينظرون " في هذه الآية ؟؟
              هل معناه : ينتظرون ؟؟

              أم أنك ستأتي و تقول أن المعنى معلوم أيضا ، و أن اللغة العربية لا يعتد بها و بإعرابها ..!!!!
              معناه : أرني كيفية إحيائك الموتى يا رب .. بمعنى يطلب من الله أن يريه الكيفية التي بها يحيي الموتى .. بمعنى أن إبراهيم يطلب الإراءة ...
              ستستفيد أكثر ، لو اشتريت قاموس لغوي و بحثت فيه عن الفرق بين " الإراءة " و " الرؤية " .. ستتضح الصورة لك أكثر ..


              لا يا مُستكبِر بغير حقّ ،

              معنى ينظرون هو أنهم يتوجّهوا بوجوههم نحوه .. فهُم ( كجِهة ) ينظرون إليه .. ولكِن عُمي لا يُبصِرونه .. مِثلما حدث ذلك أيام هجرته .. فكأن على أبصارهم غِشاوة .

              ونترك الحُكم للقاريء والمُتابع ليعلم مع مَن نتحاور مِن عنيد عتيد ؟؟

              وما زال الجاهِلون يترنحون ليُضلّوا الناس بغير عِلم ؟!

              تعليق


              • بسم الله الرحمن الرحيم

                سؤأل : هل الملائكة ترى الله أم لا ؟
                هل ملائكة العرش ترى الله أم لا ؟
                هل محال أن نرى الله في الجنة ؟
                هل من المحال على الله أن يرينا نفسه يوم القيامة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                تعليق


                • لاشي جديد يستحق الرد

                  تعليق


                  • المشاركة الأصلية بواسطة عباد الرحمن
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    سؤأل : هل الملائكة ترى الله أم لا ؟
                    هل ملائكة العرش ترى الله أم لا ؟
                    هل محال أن نرى الله في الجنة ؟
                    هل من المحال على الله أن يرينا نفسه يوم القيامة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                    أخي الكريم ....
                    الملائكة قطعاً لا ترى الله ....
                    ولا ملائكة العرش ( لأننا لا نعتقد أن الله جالس على عرشه من الأساس ) ، إلا بقلبها ....
                    ورؤية الله في الدنيا أو الآخرة محال ، للرويات الصحيحة الواردة لدينا ، ولدلائل عقلية أخرى ...
                    لكي تكون هناك رؤية ، فلا بد من وسط بين الرائي والمرئي ، ومتى ما ساوى الرائي المرئي في السبب الموجب بينهما في الرؤية وجب الاشتباه وكان في ذلك التشبيه . وليس كمثله شيء .
                    كما أن رؤية الله بالعين ، يعني حد الله بالبصر ، والحد يبطل الأزلية ، كما أنه يصاحب المكان والجهة ، وذلك مستحيل على الله .... لأن الله خالق المكان ، كان ولا مكان له ، فكيف يتبدل من حال إلى حال ؟ من لا مكان إلى مكان ؟ ودخوله وخروجه ليس كدخولي وخروجي ... فليس في الأشياء بوالج ، ولا عنها بخارج .... داخل بلا مماسة ، وخارج بلا مزايلة وبلا تراخي مسافة ...
                    وليس استحالة الرؤية عجز من الله ( والعياذ بالله ) .....
                    كما لو قلت ، هل الله عاجز عن أن يموت ؟ أو عاجز عن أن يكون جاهلاً ؟ أو عاجز على أن يكون في جسم ، وينزل ويأكل ، ويشرب ويتزوج و و و و . . . . . فكل ذلك لا يجوز على الله الغني القيوم .... سبحان الله عما يصفون ...

                    تعليق


                    • .................................................. .
                      التعديل الأخير تم بواسطة النفيس; الساعة 28-07-2011, 10:37 PM.

                      تعليق


                      • المشاركة الأصلية بواسطة سيد نزار البحراني
                        أخبرناك أن الرؤية بالعين ، تلزم أن تحد الله ببصرك ..... وإذا لزم الحد ، لزم الجهة والمكان ..... والله خالق المكان ،، تعالى الله عن ذلك . . . . . . فمن يقول أن الله يتبدل من حال لحال ، وتبليه الأيام ، فيوم بلا مكان ، وآخر في مكان ، فهنيئاً له هذا التوحيد ....
                        ويكفي بالحد دليلاً على نفي الرؤية ... إذ إذا كان الله محدوداً صار معدوداً ، فتبطل الأزلية .... فإذا كان أولاً ، ما يكون آخراً ، وإذا كان ظاهراً لا يكون باطناً ....
                        طبعا ،،، معظم مشاركتك ليس فيها أي شيء مفيد يستحق التعليق عليه و الرد ، لذلك تجاهلناه ..
                        فليبق من مشاركتك إلا هذا المقتبس أعلاه .. و فيه تقول بأن رؤية الله تلزم كذا و كذا و كذا ...!!!!!!
                        السؤال : كيف عرفت أن رؤية الله تلزم كل ذلك و أنت لم تره أصلا ؟؟ من أين لك العلم المسبق أن رؤيته تلزم تلك الأمور ؟؟!!!
                        لأن الطبيعي أن ترى الله ، ثم تخبرنا بعد ذلك بأنك عندما رأيته حدث كذا وكذا ، ثم نتيجة لذلك تضع قواعدك بالقول بأن رؤية الله تلزم كذا و كذا و كذا .. و لكنك لم تره ، فمن أين لك الزعم بأن رؤيته تلزم كل هذه التفلسفات ؟؟؟!!!!
                        المشاركة الأصلية بواسطة ابن ميسان1985
                        ههههههههههههههههههههه
                        سوف اضحك كثيراً
                        اذهب و أكمل ضحكك أمام شاشة سبيستون ، فلعله أنسب لعقلك من خوض موضوع كهذا .....!!!!
                        المشاركة الأصلية بواسطة نصرالشاذلى
                        إرني أراك !!!! أي إراءة تِلك التي يطلُبها موسى وهل قول أرني لا يُفهَم مِنها ذلك ؟!]
                        طبعا معظم مشاركتك السابقة لا تستحق القراءة فضلا عن التعليق .. فلم يبق منها إلا أمرين : الأول : أن أجيبك على سؤالك أعلاه لتتعلم علّك تخرج قليلا مما أنت فيه غارق . و الثاني : أن تجيبني على سؤالي السابق إن استطعت إلى ذلك سبيلا .
                        فأما قولك أية إراءة يطلبها موسى ..!! فإن الإراءة تكون للأمور التي لا يراها الإنسان بقدرته المحضة التي وهبه الله إياها ..
                        مثلا ، في سورة الإسراء ، يقول الله تعالى :" سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا الكبرى إنه هو السميع البصير " .. فهنا استخدم الله لفظة " الإراءة " و لم يستخدم " الرؤية " .. فلم يقل : سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليرى من آياتنا الكبرى إنه هو السميع البصير .. بمعنى أن الأمور التي شاهدها الرسول في إسرائه هي أمور تحتاج إلى إراءة ليراها ، و ليس أنها أمور يراها لمجرد أنه عاينها ..
                        الشاهد من هذا كله ، هو كأني بموسى يقول لله : يا رب ، أنا عاجز عن رؤيتك ، لأن القدرة التي وهبتني إياها لا تأهلني إلى أن أراك . لذا فأنا لا أستطيع أن أراك إلا إذا أريتني . فيارب أرني أراك ...
                        فنستفيد من كلامه هذا ، أنه لرؤية الله لا من الإراءة ..
                        أما طلب الإراءة فقط ، فلا يفهم منه رؤية الله ، فلو قال موسى " رب أرني" .. لقال له الله : أريك ماذا ؟ .. فربما يقول موسى : أرني كيف تحي الموتى مثلا " .. فطلب الإراءة لا تكفي للفهم بأن المطلوب رؤية الله . لكن الذي جعل المقصود رؤية الله هو قوله " أنظر إليك " .. فالنظر إلى الله هنا هو رؤية الله .. لأن موسى لو قال " رب أرني " .. لكان المطلوب مبهما ، إذ يمكن أن يريه الله أشياء كثيرة لا يراها موسى ، كقوله تعالى " لنريه من آياتنا " .. فلا بد أن يسأله : ماذا تريد أن أريك ..!!!
                        المشاركة الأصلية بواسطة نصرالشاذلى
                        معنى ينظرون هو أنهم يتوجّهوا بوجوههم نحوه .. فهُم ( كجِهة ) ينظرون إليه .. ولكِن عُمي لا يُبصِرونه .. مِثلما حدث ذلك أيام هجرته .. فكأن على أبصارهم غِشاوة .
                        /]
                        أهاااااا ...!!!!
                        يعني أن النظر هو أن يتوجه الإنسان بوجهه نحو المنظور إليه ...
                        أنت قلت أن معنى قول موسى :" رب أرني أنظر إليك " .. هو : رب اجعلني أراك عندما أنظر إليك ..
                        بمعنى أن موسى كان ينظر إلى الله ، و لكنه لم يكن يراه ، فطلب من الله أن يجعله يراه عندما ينظر إليه .
                        و عليه ، فموسى كان ينظر إلى الله و لكن لم يكن يراه ، بمعنى كان يتجوه بوجهه نحو الله ...
                        ألم تقل أنه ليس لله جهة ؟؟ فكيف تقول بأن موسى كان ينظر إلى الله و لكنه لم يكن يراه ؟ ما أكثر تناقضاتك مع نفسك ..!!! ففي البداية قلت أنه كان ينظر إلى السماء ، لأن الله فوق كل شيء ، ثم تراجعت عن كلامك و قلت بأن فوقية الله فوقية قهرية لا أنه بذاته فوق . فكيف يتحقق النظر دون توجيه الوجه لجهة معينة ..؟؟؟
                        فليس أمامك إلا خيارين :
                        الخيار الأول : أن النظر هو ا لرؤية . و الرؤية لا تلزم توجيه الوجه لجهة معينة . و بالتالي لن تضطر إلى الاعتقاد بأن الله فوقنا بذاته ، لكون النظر هوا لرؤية .
                        الخيار الثاني : أن الله فوقنا ، و موسى كان ينظر إلى الفوق و لكنه لم يكن يرى الله ، فطلب من الله أن يريه عندما ينظر إليه .
                        فماذا تختار ؟؟!!
                        المشاركة الأصلية بواسطة عباد الرحمن
                        سؤأل : هل الملائكة ترى الله أم لا ؟
                        هل ملائكة العرش ترى الله أم لا ؟
                        الملائكة لا ترى الله سبحانه و تعالى ، سواء ملائكة العرش أو غيرهم من الملائكة .
                        الدليل : أنه في قصة المعراج عندما كان جبريل عليه السلام و هو من أعظم الملائكة ، عندما وصل إلى سدرة المنتهى ، قال للرسول :" أنت إذا تقدمت اخترقت .و أنا إذا تقدمت احترقت " .. بمعنى أن سدرة المنتهى أقصى ملكوت أطلعه الله للملائكة ، أما الرسول صلى الله عليه و آله و سلم فقد أطلعه الله على ما بعد سدرة المنتهى وحده دون جبريل ..
                        إضافة إلى ذلك ، فلو أخذنا قول الله تعالى :" لا تدركه الأبصار " على أنها آية تنفي رؤية الله دون غيرها من المعاني المحتملة . فإن الملائكة بذلك ستشملهم هذه الآية لكونهم لم يستثنوا منها .
                        أما المبحث الذي أفكر فيه مع نفسي و أحاول إيجاد جواب عليه هو : هل سيرى جبريل و غيره من الملائكة الله سبحانه و تعالى يوم القيامة ؟؟
                        ألا تستحق الملائكة بعد أن عبدت الله في الدنيا كل هذه العبادة و الطاعة المطلقة ، ألا تستحق أن ترى ربها . أم أن رؤية الله نعيم حصري على المؤمنين من البشر ، كدليل على أن المؤمنين لهم منزلة عند الله تفوق منزلة الملائكة ..!! فأنا أبحث في القرآن و الأدلة الضمنية التي بها أصل إلى إجابة واضحة بحجة قوية ، على أن الملائكة سترى الله يوم القيامة أو لن تراها .. و لكني لم أنتهي بعد من المبحث ..

                        تعليق


                        • المشاركة الأصلية بواسطة النفيس

                          أما المبحث الذي أفكر فيه مع نفسي و أحاول إيجاد جواب عليه هو : هل سيرى جبريل و غيره من الملائكة الله سبحانه و تعالى يوم القيامة ؟؟
                          ألا تستحق الملائكة بعد أن عبدت الله في الدنيا كل هذه العبادة و الطاعة المطلقة ، ألا تستحق أن ترى ربها . أم أن رؤية الله نعيم حصري على المؤمنين من البشر ، كدليل على أن المؤمنين لهم منزلة عند الله تفوق منزلة الملائكة ..!! فأنا أبحث في القرآن و الأدلة الضمنية التي بها أصل إلى إجابة واضحة بحجة قوية ، على أن الملائكة سترى الله يوم القيامة أو لن تراها .. و لكني لم أنتهي بعد من المبحث ..

                          اطمئن

                          الملائكة لن ترى الله لان الله ليس بجسم يا مجسمة

                          تعليق


                          • بسم الله الرحمن الرحيم
                            وصلى الله على محمدا وأله الطاهرين


                            مواضيعك يا نفيس كلها في رؤية الله والعياذ بالله ذكرتني بعكب الأحبار صاحبكم وكبيركم الذي علمكم السحر

                            تمنّي الرؤية بلا مقابلة ولا جهة ولا مكان، أشبه برسم أسد بلا رأس ولا ذنب على جسم بطل، فالرؤية التي لا يكون المرئي فيها مقابلاً للرائي ولا متحقّقاً في مكان ولا متحيّزاً في جهة كيف تكون رؤيته بالعيون والابصار.
                            والحقّ أنّ قولكم بلا كيف مهزلة لا يُعتمد عليها، فإنّ الكيفية ربّما تكون من مقوّمات الشيء، ولولاها لما كان له أثر، فمثلاً عندما تقولون: إنّ لله يداً ورجلاً وعيناً وسمعاً بلا كيف وتصرّحون بوجود واقعيات هذه الصفات حسب معانيها اللغوية لكن بلا كيفية، فإنّه يلاحظ عليه، بأنّ اليد في اللغة العربيّة وضعت للجارحة حسب ما لها من الكيفية، فاثبات اليد لله بالمعنى اللغوي مع حذف الكيفية، يكون مساوياً لنفي معناه اللغوي، ويكون راجعاً إلى تفسيره بالمعاني المجازية التي تفرّون منها فرار المزكوم من المسك، ومثله القدم والوجه.
                            وبعبارة أُخرى: أنّ الحنابلة والاشاعرة يصرّون على أنّ الصفات الخبرية، كاليد والرجل والقدم والوجه، في الكتاب والسنّة، يجب أن تُفسّر بنفس معانيها اللغوية، ولا يجوز لنا حملها على معانيها المجازية، كالقدرة في اليد مثلاً، ولما رأوا أنّ ذلك يلازم التجسيم التجأوا إلى قولهم يد بلا كيف، ولكنّهم ما دروا أنّ الكيفية في اليد والوجه وغيرهما مقوّمة لمفاهيمها، فنفي الكيفية يساوق نفي المعنى اللغوي، فكيف يمكن الجمع بين المعنى اللغوي والحمل عليه بلا كيف.

                            ومنه يعلم حال الرؤية بالبصر والعين، فإنّ التقابل مقوّم لمفهومها، فاثباتها بلا كيف يلازم نفي أصل الرؤية، وقد عرفت أنّ الكلام في النظر بالبصر والرؤية بالعين، لا الرؤية بالقلب أو في النوم.
                            وقد أوضحنا حال الصفات الخبرية في بحوثنا الكلاميّة

                            لاحظ بحوث في الملل والنحل 2: 96-105

                            قال سبحانه: (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْء فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْء وَكِيل * لاَ تُدْرِكُهُ الاَْبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الاَْبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الانعام/102-103) والاستدلال بالاية يتوقّف على البحث في مرحلتين:

                            المرحلة الاُولى: في بيان مفهوم الدرك لغة
                            الدرك في اللغة اللحوق والوصول وليست بمعنى الرؤية، ولو أُريد منه الرؤية فإنّما هو باعتبار قرينيّة المتعلّق.

                            قال ابن فارس: الدرك له أصلٌ واحد (أي معنى واحد) وهو لحوق الشيء بالشيء ووصوله إليه، يقال: أدركت الشيء، أدركه ادراكاً، ويقال: أدرك الغلام والجارية إذا بلغا، وتدارك القوم: لحق آخرُهم أوّلهم، فأمّا قوله تعالى: (بَلْ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الاْخِرَةِ) (النمل/66) فهو من هذا، لان علمهم أدركهم في الاخرة حين لم ينفعهم

                            وقال ابن منظور مثله، وأضاف: ففي الحديث «أعوذ بك من درك الشقاء» أي لحوقه، يقال: مشيتُ حتى أدركتهُ، وعشتُ حتى أدركتُه، وأدركتُه ببصري أي رأيته .
                            إذا كان الدرك بمعنى اللحوق والوصول فله مصاديق كثيرة، فالادراك بالبصر التحاق من الرائي بالمرئي بالبصر، والادراك بالمشي، كما في قول ابن منظور: مشيت حتى أدركته، التحاق الماشي بالمتقدّم بالمشي، وهكذا غيره.
                            فإذا قال سبحانه: (لاَ تُدْرِكُهُ الاَْبْصَارُ) يتعيّن ذلك المعنى الكلي (اللحوق والوصول) بالرؤية، ويكون معنى الجملة أنه سبحانه تفرّد بهذا الوصف تعالى عن الرؤية دون غيره.

                            مفهوم الايتين
                            أنه سبحانه لما قال: (وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْء وَكِيل) ربما يتبادر إلى بعض الاذهان انّه إذا صار وكيلاً على كلّ شيء، يكون جسماً قائماً بتدبير الاُمور الجسمانية، لكن يدفعه بأنه سبحانه مع كونه وكيلاً لكلّ شيء (لاَ تُدْرِكُهُ الاَْبْصَارُ) .

                            وعندما يتبادر من ذلك الوصف إلى بعض الاذهان أنه إذا تعالى عن تعلّق الابصار فقد خرج عن حيطة الاشياء الخارجية وبطل الربط الوجودي الذي هو مناط الادراك والعلم بينه وبين مخلوقاته، يدفعه قوله: (وَهُوَ يُدْرِكُ الاَْبْصَارَ) ثم تعليله بقوله: (وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) و «اللطيف» هو الرقيق النافذ في الشيء و «الخبير» من له الخبرة الكاملة، فإذا كان تعالى محيطاً بكلّ شيء لرقّته ونفوذه في الاشياء، كان شاهداً على كلّ شيء، لا يفقده ظاهر كلّ شيء وباطنه، ومع ذلك فهو عالم بظواهر الاشياء وبواطنها من غير أن يشغله شيء عن شيء أو يحتجب عنه شيء بشيء.

                            وبعبارة أُخرى أن الاشياء في مقام التصور على أصناف:
                            1 ـ ما يَرى ويُرى كالانسان.
                            2 ـ ما لا يَرى ولا يُرى كالاعراض النسبية كالابوة والنبوة.
                            3 ـ ما يُرى ولا يَرى كالجمادات.
                            4 ـ ما يَرى ولا يُرى وهذا القسم تفرّد به خالق جميع الموجودات بأنه يَرى ولا يُرى، والاية بصدد مدحه وثنائه بأنه جمعَ بين الامرين يَرى ولا يُرى لا بالشق الاول وحده نظير قوله سبحانه: (فَاطِرِ السَّموَاتِ وَالاَْرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ) (الانعام/14) ودلالة الاية على أنه سبحانه لا يُرى بالابصار بمكان من الوضوح غير أن للرازي ومن لفّ لفّه تشكيكات نأتي بها مع تحليلها:

                            الشبهة الاُولى
                            انّ الاية في مقام المدح، فإذا كان الشيء في نفسه تمتنع رؤيته فلا يلزم من عدم رؤيته مدح وتعظيم للشيء، أمّا إذا كان في نفسه جائز الرؤية ثم إنّه قدر على حَجب الابصار عن رؤيته وعن ادراكه، كانت هذه القدرة الكاملة دالّة على المدح والعظمة، فثبت أن هذه الاية دالّة على أنه جائز الرؤية حسب ذاته(1) .
                            إنّ هذا التشكيك يحطّ من مقام الرازي، فهو أكثر عقلية من هذا التشكيك، وذلك لانه زعم أن المدح بالجملة الاولى، أعني قوله سبحانه: (لاَ تُدْرِكُهُ الاَْبْصَارُ) وغفل عن أنّ المدح بمجموع الجزئين المذكورين في الاية، بمعنى أنه سبحانه لعلوّ منزلته لا يُدرَك وفي الوقت نفسه يُدرِك غيره، وهذا ظاهر لمن تأمّل في الاية ونظيرتها قوله سبحانه: يُطعِم ولا يُطعَم، فهل يرضى الرازي بأنه سبحانه يمكن له الاكل والطعم.

                            الشبهة الثانية
                            إن لفظ الابصار صيغةُ جمع دخل عليها الالف واللام فهو يفيد الاستغراق، فقوله: (لاَ تُدْرِكُهُ الاَْبْصَارُ) بمعنى لا تراه جميع الابصار، وهذا يفيدُ سلبَ العموم ولا يفيد عمومَ السلب(1) .

                            يلاحظ عليه: أن المتبادر في المقام كما في نظائره هو عموم السلب أي لا يدركه أحد من ذوي الابصار، نظير قوله سبحانه: (إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة/190) وقوله سبحانه: (فَإِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) (آل عمران/32) وقوله سبحانه: (وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (آل عمران/57).
                            يقول الامام علي (عليه السلام): «الحمد لله الذي لا يبلُغُ مدحتهُ القائلون، ولا يُحصي نعماءه العادّون، ولا يؤدّي حقّه المجتهدون، الذي لا يُدركه بُعد الهِمم، ولا ينالُه غوضُ الفِطَن»(2) .
                            فهل يحتمل الرازي في هذه الايات والجمل سلب العموم وأنه سبحانه لا يحبّ جميع المعتدين والكافرين والظالمين، ولكن يحب بعضَ المعتدين والكافرين والظالمين، أو أنّ بعض القائلين يبلغون مدحته ويحصون نعماءه.
                            وهذا دليل على أنّ الموقف المسبق للرازي هو الذي دفعه لدراسة القرآن لاجل دعمه، وهو آفة الفهم الصحيح من الكتاب.

                            الشبهة الثالثة: الادراك هو الاحاطة
                            إن هذه الشبهة ذكرها ابن حزم في فِصَله والرازي في مفاتيح الغيب وابن قيّم في كتاب حادي الارواح إلى بلاد الافراح(1) ، وقد أسهبوا الكلام في تطوير الشبهة، ولا يسع المقام لنقل عباراتهم كلها، وإنّما نشير إلى المهم من كلماتهم.

                            وبما أن الاساس لكلام هؤلاء هو ابن حزم الظاهري نذكر نصّ كلامه أوّلاً.
                            قال: إنّ الادراك في اللغة يفيد معنى زائداً عن النظر، وهو بمعنى الاحاطة، وليس هذا المعنى في النظر والرؤية، فالادراك (الاحاطة) فيض عن الله تعالى على كلّ حال في الدنيا والاخرة، والدليل على ذلك قوله سبحانه: (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) ، ففرّق الله عزّ وجلّ بين الادراك والرؤية فرقاً جليّاً، لانه تعالى أثبت الرؤية بقوله: (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ) ، وأخبر تعالى بأنه رأى بعضهم بعضاً فصحت منهم الرؤية لبني اسرائيل، ولكن نفى الله الادراك بقول موسى (عليه السلام) لهم: (كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) ، فأخبر تعالى أنه رأى أصحاب فرعون بني اسرائيل ولم يدركوهم، ولا شكّ في أنّ ما نفاه الله تعالى غير الذي أثبته، فالادراك غير الرؤية والحجّة لقولنا قول الله تعالى(2) .
                            يلاحظ عليه: أن الشبهة تعرب عن أنّ صاحبها لم يقف على كيفية الاستدلال بالاية على نفي الرؤية، فزعم أن أساسه هو كون الادراك في اللغة بمعنى الرؤية، فردّ عليه بأنه ليس بمعنى الرؤية، بشهادة أنه سبحانه جمع في الاية بين اثبات الرؤية ونفي الدرك، ولكنه غفل عن أن مبدأ الاستدلال ليس ذلك، وقد قلنا سابقاً: إنّ الادراك في اللغة بمعنى اللحوق والوصول وليس بمعنى الرؤية ابتداءً، وإنما يتعيّن في النظر والرؤية حسب المتعلّق، ولاجل ذلك لو جرّد عن المتعلّق ـ كما في الاية ـ لا يكون بمعنى الرؤية، ولذلك جمع فيها بين الرؤية ونفي الدرك، لانّ الدرك هناك بحكم عدم ذكر المتعلّق كالبصر، بمعنى اللحوق والوصول، فقد وقع الترائي بين الفريقين، ورأى فرعون وأصحاب بني اسرائيل، ولكن لم يدركوهم أي لم يلحقوهم.

                            وعلى ضوء ذلك إذا جرّد عن المتعلّق مثل البصر والسمع يكون بمعنى اللحوق، وإذا اقترن بمتعلّق مثل البصر يتعيّن في النظر والرؤية، لكن على وجه الاطلاق من غير تقيّد بالاحاطة.
                            فبطل قوله: بأنّ الادراك يدلّ على معنى زائد على النظر وهو الاحاطة، بل الادراك مجرّداً عن القرينة لا يدلّ على الرؤية أبداً، ومع اقتران القرينة ووجود المتعلّق يدلّ على الرؤية والنظر على وجه الاطلاق من غير نظر إلى الفرد الخاص من الرؤية.
                            وبذلك يظهر أن ما أطنب به الرازي في كلامه لا يرجع إلى شيء، حيث قال: لا نسلّم إن إدراك البصر تعبير عن الرؤية، بل هو بمعنى الاحاطة، فالمرئي إذا كان له حد ونهاية وأدركه البصر بجميع حدوده وجوانبه ونهاياته صار كأنّ ذلك الابصار إحاطة به فسمّى هذه الرؤية إدراكاً، أما إذا لم يحط البصر بجوانب المرئي لم تسمّ تلك الرؤية إدراكاً، فالحاصل أنّ الرؤية جنس تحتها نوعان، رؤية مع الاحاطة ورؤية لا مع الاحاطة، والرؤية مع الاحاطة هي المسماة بالادراك، فنفي الادراك يفيد نفيَ نوع واحد من نوعي الرؤية، ونفي النوع لا يوجب نفس الجنس، فلم يلزم من نفي الادراك عن الله تعالى نفي الرؤية عنه.

                            ثمّ قال: فهذا وجه حسن مقبول في الاعتراض على كلام الخصم(1) .
                            ويلاحظ عليه بأن ما ذكره الرازي كان افتراءً على اللغة للحفاظ على المذهب، وهذا أشبه بتفسير القرآن بالرأي، ولولا أنّ الرازي من أتباع المذهب الاشعري لما تجرأ بذلك التصرّف.
                            ونحن بدورنا نسأله: ما الدليل على أنّ الادراك إذا اقترن بالبصر يكون بمعنى الادراك الاحاطي، مع أننا نجد خلافه في الامثلة التالية، نقول: أدركت طعمهُ أو ريحهُ أو صوتهُ، فهل هذه بمعنى أحطنا إحاطة تامة بها، أو أنه بمعنى مجرد الدرك بالادوات المذكورة من غير اختصاص بصورة الاحاطة، مثل قولهم أدرك الرسول، فهل هو بمعنى الاحاطة بحياته أو يراد منه إدراكه مرّة أو مرّتين، ولم يفسّره أحد من أصحاب المعاجم بما ذكره الرازي.
                            وحاصل الكلام: أنّ اللفظة إذا اقترنت ببعض أدوات الادراك كالبصر والسمع يحمل المعنى الكلّي أي اللحوق والوصول، على الرؤية والسماع، سواء كان الادراك على وجه الاحاطة أو لا، وأما إذا تجرّدت اللفظة عن القرينة تكون بمعنى نفس اللحوق، قال سبحانه: (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (يونس/90) ومعنى الاية: (حَتَّى إِذَا لَحِقَهُ الْغَرَقَ) ورأى نفسه غائصاً في الماء استسلم وقال: (آمَنْتُ...) .

                            وقال سبحانه: (فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لاَ تَخَافُ دَرَكاً وَلاَ تَخْشَى) (طه/77)، أي لا تخاف لحوق فرعون وجيشه بك وبمن معك من بني إسرائيل.
                            وقال سبحانه: (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) (الشعراء/61) فأثبت الرؤية ونفى الدرك، وما ذلك إلاّ لانّ الادراك إذا جُرّد عن المتعلّق لا يكون بمعنى الرؤية بتاتاً، بل بمعنى اللحوق.
                            نعم إذا اقترن بالبصر يكون متمحّضاً في الرؤية من غير فرق بين نوع ونوع، وتخصيصه بالنوع الاحاطي لاجل دعم المذهب افتراءٌ على اللغة.

                            قال سبحانه: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلكِنْ أُنْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (الاعراف/143). لقد استدلّ ـ بهذه الاية ـ كلٌّ من النافي والمثبت، رُغْم أنْ ليس لها إلاّ مدلول واحد، فكان بين القولين تناقض واضح، ومردّ ذلك إلى أن أحد المستدلّين لم يتجرّد عن هواه حينما استدلّ بالاية، وإنّما ينظر إليها ليحتجّ بها على ما يتبنّاه، وهذا من قبيل التفسير بالرأي الذي نهى النبي(صلى الله عليه وآله) عنه بالخبر المتواتر، وبالتالي قلّ من نظر إليها بموضوعية خالية عن كلّ رأي مسبق.

                            لا شكّ أنّنا إذا عرضنا الاية على عربي صميم لم يتأثّر ذهنه بالمناقشات الكلامية الدائرة بين النافين والمثبتين، وطلبنا منه أنْ يبيّن الاطار العام للاية ومفادها ومنحاها، وهل هي بصدد بيان امتناع الرؤية أو جوازها؟ فسيجيب بصفاء ذهنه بأنّ الاطار العام لها هو تعاليه سبحانه عن الرؤية، وأنّ سؤاله أمر عظيم فظيع لا يُمحى أثره إلاّ بالتوبة، فسيكون فهم ذلك العربي حجّة علينا لا يجوز لنا العدول عنها، والقرآن نزل بلسان عربيّ مبين ولم ينزل بلسان المتكلّمين أو المجادلين.

                            كما أنّ إذا أردنا أن نُفسّر مفاد الاية تفسيراً صناعياً فلا شكّ أنه يدلّ أيضاً على تعاليه عنها، وذلك لوجوه:

                            1 ـ الاجابة بالنفي المؤبد:
                            لمّا سأل موسى رؤية الله تبارك وتعالى أُجيب بـ (لَنْ تَرَانِي) ، والمتبادر من هذه الجملة أي قوله: (لَنْ تَرَانِي) هو النفي الابدي الدالّ على عدم تحقُّقها أبداً.
                            والدليل على ذلك هو تتبّع موارد استعمال كلمة «لن» في الذكر الحكيم، فلا تراها متخلّفة عن ذلك حتى في مورد واحد.
                            1 ـ قال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ) (الحج/73).
                            2 ـ (إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) (التوبة/80).
                            3 ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) (محمّد/34).
                            4 ـ (سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ اسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) (المنافقون/6).

                            5 ـ (وَلَنْ تَرَضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) (البقرة/120).
                            6 ـ (فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلَى طَائِفَة مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَداً وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِي عَدُوّاً) (التوبة/83).
                            إلى غير ذلك من الايات الصريحة في أنّ «لن» تفيد التأبيد.
                            وربّما نوقش في دلالة (لَنْ) على التأبيد مناقشة ناشئة عن عدم الوقوف الصحيح على مقصود النحاة من قولهم «لن» موضوعة للتأبيد، ولتوضيح مرامهم نذكر أمرين ثمّ نعرض المناقشة عليهما.
                            1 ـ إنّ المراد من التأبيد ليس كونُ المنفي ممتنعاً بالذات، بل كونه غير واقع، وكم فرق بين نفي الوقوع ونفي الامكان، نعم ربّما يكون عدم الوقوع مستنداً إلى الاستحالة الذاتية.
                            2 ـ إنّ المراد من التأبيد هو النفي القاطع، وهذا قد يكون غير محدّد بشيء وربّما يكون محدّداً بظرف خاص، فيكون معنى التأبيد بقاء النفي بحالة مادام الظرف باقياً.
                            إذا عرفت الامرين تقف على وهن ما نقله الرازي عن الواحدي من أنّه قال: ما نُقل عن أهل اللغة إنّ كلمة لن للتأبيد دعوى باطلة، والدليل على فساده قوله تعالى في حقّ اليهود (وَلَنْ يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) (البقرة/95) قال: وذلك لانّهم يتمنّون الموت يوم القيامة بعد دخولهم النار، قال سبحانه: (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ) (الزخرف/77) فإنّ المراد من (لِيَقْضِ عَلَيْنَا) هو القضاء بالموت
                            ووجه الضعف ما عرفت من أنّ التأبيد على قسمين، غير محدّد ومحدّد باطار خاص، ومن المعلوم أنّ قوله سبحانه (وَلَنْ يَتَمَنَّوْنَهُ) ناظر إلى التأبيد في الاطار الذي اتّخذه المتكلّم ظرفاً لكلامه وهو الحياة الدنيا، فالمجرمون ما داموا في الحياة الدنيا لا يتمنّون الموت أبداً، لعلمهم بأنّ الله سبحانه بعد موتهم يُقدّمهم للحساب والجزاء، ولاجل ذلك لا يتمنّوه أبداً قطّ.
                            وأمّا تمنّيهم الموت بعد ورودهم العذاب الاليم فلم يكن داخلاً في مفهوم الاية الاُولى حتى يُعدّ التمنّي مناقضاً للتأبيد.
                            ومن ذلك يظهر وهن كلام آخر وهو: أنه ربّما يقال: إنّ «لن» لا تدلّ على الدوام والاستمرار بشهادة قوله: (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً) إذ لو كانت (لَنْ) تفيد تأبيد النفي لوقع التعارض بينها وبين كلمة (الْيَوْمَ) لانّ اليوم محدّد معيّن، وتأبيد النفي غير محدّد ولا معيّن، ومثله قوله سبحانه على لسان ولد يعقوب: (فَلَنْ أَبْرَحَ الاَْرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي) (يوسف/80) حيث حدّد بقاءه في الارض بصدور الاذن من أبيه(2) .
                            وجه الوهن: أنّ التأبيد في كلام النحاة ليس مساوياً للمعدوم المطلق، بل المقصود هو النفي القاطع الذي لا يشق، والنفي القاطع الذي لا يكسر ولا يشق على قسمين:
                            تارةً يكون الكلام غير محدّد بظرف خاص ولا تدلّ عليه قرينة حالية ولا مقالية فعندئذ يساوق التأبيدُ المعدوم المطلق.

                            وأُخرى يكون الكلام محدّداً بزمان حسب القرائن اللفظية والمثالية، فيكون التأبيد محدّداً بهذا الظرف أيضاً، ومعنى قول مريم: (فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً) (مريم/26) هو النفي القاطع في هذا الاطار، ولا ينافي تكلّمها بعد هذا اليوم.
                            والحاصل: أنّ ما أُثير من الاشكال في المقام ناشئ من عدم الامعان فيما ذكرنا من الامرين، فتارةً حسبوا أنّ المراد من التأبيد هو الاستحالة فأوردوا بأنه ربّما يكون المدخول أمراً ممكناً كما في قوله: (فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَداً) (التوبة/83)، وأُخرى حسبوا أنّ التأبيد يلازم النفي والمعدوم المطلق، فناقشوا بالايات الماضية التي لم يكن النفي فيها نفياً مطلقاً، ولو أنّهم وقفوا على ما ذكرنا من الامرين لسكتوا عن هذه الاعتراضات.
                            وبما أنّه سبحانه لم يتّخذ لنفي رؤيته ظرفاً خاصاً، فسيكون مدلوله عدم تحقّق الرؤية أبداً لا في هذه الدنيا ولا في الاخرة.
                            والحاصل: أنّ الاية صريحة في عدم احتمال الطبيعة البشرية لذلك الامر الجلل، ولذلك أمره أنْ ينظر إلى الجبل عند تجلّيه، فلما اندكّ الجبل خرّ موسى مغشيّاً عليه من الذُعْرِ، ولو كان عدم الرؤية مختصاً بالحياة الدنيا لما احتاج إلى هذا التفصيل، بل كان في وسعه سبحانه أن يقول: لا تراني في الدنيا ولكن تراني في الاخرة فاصبر حتى يأتيك وقته، والانسان مهما بلغ كمالاً في الاخرة فهو لا يخرج عن طبيعته التي خُلق عليها، وقد بيّن سبحانه أنه خلق ضعيفاً.

                            تعليق


                            • استدلّ القائلون بجواز الرؤية بآيات متعدّدة والمهم فيها هو الاية التالية،

                              أعني قوله سبحانه: (كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الاْخِرَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذ بَاسِرَةٌ * تَظنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ) (القيامة/20-25).

                              يقول الشارح القوشجي في شرحه لتجريدالاعتقاد:

                              إنّ النظر إذا كان بمعنى الانتظار يستعمل بغير صلة ويُقال انتظرته، وإذا كان بمعنى التفكّر يستعمل بلفظة «في»، وإذا كان بمعنى الرأفة يستعمل بلفظة «اللام»، وإذا كان بمعنى الرؤية استعمل بلفظة «إلى»، فيحمل على الرؤية.


                              أقول: لقد طال الجدال حول ما هو المقصود من النظر في الاية، بين مثبتي الرؤية ونافيها، ولو أتينا بأقوالهم لطال بنا المقام، فإنّ المثبتين يُركّزون على أنّ الناظرة بمعنى الرؤية، كما أنّ نافيها يفسّرونها بمعنى الانتظار، مع أنّ تسليم كونه بمعنى الرؤية غير مؤثّر في اثبات مدّعيها كما سيظهر، والحقّ عدم دلالتها على جواز رؤية الله بتاتاً، وذلك لامرين:



                              الاول: أنّه سبحانه استخدم كلمة «وجوه» لا «عيون»، فقسم الوجوه إلى قسمين: وجوه ناضرة، ووجوه باسرة، ونسب النظر إلى الوجوه لا العيون، فلو كان المراد هو الرؤية لكان المتعيّن استخدام العيون بدل الوجوه، والعجب أنّ المستدلّ غفل عن هذه النكتة التي تحدّد معنى الاية وتخرجها عن الابهام والتردّد بين المعنيين، وأنت لا تجد في الادب العربي القديم ولا الحديث مورداً نسب فيه النظر إلى الوجوه وأُريد منه الرؤية بالعيون والابصار، بل كلما أُريد منه الرؤية نُسب إليهما.


                              الثاني: لا نشك أنّ «الناظرة» في قوله (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) بمعنى الرائية، ونحن نوافق المثبتين بأنّ النظر إذا استعمل مع «إلى» يكون بمعنى الرؤية، لكن الذي يجب أن نُلفت إليه نظر المستدل هو أنه ربما يكون المعنى اللغوي ذريعة لتفهيم معنى كنائي، ويكون هو المقصود بالاصالة لا المدلول اللغوي،

                              فلو قلنا: زيد كثير الرماد، فالجملة مستعملة في معناها اللغوي، ولكن كثرة الرماد مراد استعماليّ لا جِدّيّ، والمراد الجِدّي هو ما اتّخذ المعنى الاستعمالي وسيلة لافهامه للمخاطب، والمراد هنا هو جوده وسخاؤه وكثرة إطعامه،

                              فإذا قال الرجل: زيد كثير الرماد، فلا نقول: إنّ القائل أخبرنا عن كثرة الرماد في بيت زيد الذي يعدّ أوساخاً ملوثة لبيته، فيكون قد ذمّه دون أن يمدحه،

                              بل يجب علينا أن نقول: بأنه أخبر عن جوده وسخائه، والعبرة في النسبة المراد الجدي لا الاستعمالي، وهذه هي القاعدة الكلية في تفسير كلمات الفصحاء والبلغاء.



                              والان سنوضح مفاد الاية ونبيّن ماهو المراد الاستعمالي والجدي فيها، وذلك لا يعلم إلاّ برفع ابهام الاية بمقابلها، فنقول: إنّ هناك ستة آيات تقابلها ثلاثة، وهي كالاتي:


                              1 ـ (كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةِ) يقابلها: (وَتَذَرُونَ الاْخِرَةِ) .

                              2 ـ (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَاضِرَةٌ) يقابلها: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ بَاسِرَةٌ) .

                              3 ـ (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) يقابلها: (تَظنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ) .

                              فلا شك أنّ الايات الاربع الاُول واضحة لا خفاء فيها، وانّما الابهام وموضع النقاش هو الشق الاول من التقابل الثالث، فهل المراد منه جداً هو الرؤية، أو انها كناية عن انتظار الرحمة؟ والذي يعيّن أحد المعنيين هو الشقّ الثاني من التقابل الثالث، أعني (تَظنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ)

                              فهو صريح في أنّ أصحاب الوجوه الباسرة ينتظرون العذاب الكاسر لظهرهم، ويظنّون نزوله. وهذا الظن لا ينفكّ عن الانتظار، فكلّ ظانّ لنزول العذاب منتظر، فيكون قرينة على أنّ أصحاب الوجوه المشرقة ينظرون إلى ربهم، أي يرجون رحمته، وهذا ليس تصرّفاً في الايات ولا تأويلاً لها، وإنّما هو رفع الابهام عن الاية بالاية المقابلة لها، وترى ذلك التقابل والانسجام في آيات أُخرى، غير أنّ الجميع سبيكة واحدة.



                              1 ـ (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ مُسْفِرَةٌ) يقابلها: (ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ) .


                              2 ـ (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ) يقابلها: (تَرْهَقُهَا قَترَةٌ).


                              فإنّ قوله (ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ) قائم مقام قوله (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) فيرفع ابهام الثاني بالاوّل.

                              3 ـ (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ خَاشِعَةٌ) يقابلها: (عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَاراً حَامِيَةٌ) (الغاشية/2-4).


                              4 ـ (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَاعِمَةٌ) يقابلها: (لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّة عَالِيَة) الغاشية/8-10).


                              أُنظر إلى الانسجام البديع، والتّقابل الواضح بينهما، والهدف الواحد، حيث الجميع بصدد تصنيف الوجوه يوم القيامة، إلى ناضر ومسفر، وناعم وإلى باسر، وأسود (غبرة) وخاشع.


                              أما جزاء الصنف الاول فهو الرحمة والغفران، وتحكيه الجمل التالية:

                              إلى ربّها ناظرة، ضاحكة مستبشرة، في جنة عالية.


                              وأمّا جزاء الصنف الثاني فهو العذاب والابتعاد عن الرحمة، وتحكيه الجمل التالية:



                              تظنّ أن يفعل بها فاقرة، ترهقها قترة، تصلى ناراً حامية.


                              أفبعْدَ هذا البيان يبقى شكّ في أنّ المراد من (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) هو انتظار الرحمة!! والقائل بالرؤية يتمسّك بهذه الاية، ويغضّ النظر عمّا حولها من الايات، ومن المعلوم أنّ هذا من قبيل محاولة اثبات المدّعى بالاية، لا محاولة الوقوف على مفادها.


                              ويدلّ على ذلك أنّ كثيراً ما تستخدم العرب النظر بالوجوه في انتظار الرحمة أو العذاب، وإليك بعض ما ورد في ذلك:


                              وجوه بها ليل الحجاز على الهوىإلى ملك كهف الخلائق ناظرةوجوه ناظرات يوم بدرإلى الرحمن يأتي بالفلاح
                              فلا نشكّ أنّ قوله: وجوهٌ ناظرات بمعنى رائيات، ولكن النظر إلى الرحمن هو كناية عن انتظار النصر والفتح.


                              إنّي إليك لما وعدت لناظرنظر الفقير إلى الغني الموسر
                              فلا ريب أنّ اللفظين في الشعر وإن كانا بمعنى الرؤية، ولكن نظر الفقير إلى الغني ليس بمعنى النظر بالعين، بل الصبر والانتظار حتى يعينه.



                              قال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الاْخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (آل عمران/77)، والمراد من قوله: (لاَ يَنْظُرْ إِلَيْهِمْ) هو طردهم عن ساحته وعدم شمول رحمته لهم وعدم تعطّفه عليهم، لا عدم مشاهدته إيّاهم، لانّ رؤيته وعدمها ليس أمراً مطلوباً لهم حتى يهدّدوا بعدم نظره سبحانه إليهم، بل الذي ينفعهم هو وصول رحمته إليهم، والذي يصح تهديدهم به هو عدم شمول لطفه لهم، فيكون المراد عدم تعطّفه إليهم، على أنّ تفسير قوله (لاَ يَنْظُرْ إِلَيْهِمْ) بـ «لا يراهم» يستلزم الكفر، فإنّه سبحانه يرى الجميع (وَهُوَ يُدْرِكُ الاَْبْصَارَ) .



                              والحاصل: أنّ النظر إذا أُسند إلى العيون يكون المعنى بالمراد الاستعمالي والجدّي هو الرؤية على أقسامها، وإذا أُسند إلى الشخص كالفقير أو إلى الوجوه فيراد به الرؤية استعمالاً والانتظار جدّاً.


                              ثمّ إنّ لصاحب الكشاف هنا كلمةٌ جيدة، حيث يقول بهذا الصدد: يقال: «أنا إلى فلان ناظر ما يصنع بي» يريد معنى التوقّع والرجاء، ومن هذا القبيل قوله:
                              وإذا نظرت إليك من ملكوالبحر دونك زدتني نعماً
                              وقال: سمعت سروية مستجدية بمكة وقت الظهر حين يغلُق الناس أبوابهم ويأوون إلى مقائلهم تقول: عُيينتي نويظرة إلى الله واليكم، تقصد راجية ومتوقّعة لاحسانهم إليها، كما هو معنى قولهم: أنا أنظر إلى الله ثمّ إليك، وأتوقّع فضل الله ثمّ فضلك.


                              والحمد لله رب العالمين
                              والسلام على من نزه الله عن كل نقص والسلام

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X