إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

منوعات دينية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    إننا نسمع نداء التوحيد وعبادة الله دائماً من أعماقنا، وإنَّ هذا النداء يقوى ويشتد عند مواجهة المشكلات والصعاب، فنتذكر الله دون اختيار ونستعين بلطفه اللامحدود ومحبّته الشاملة اللانهائيين.

    هنا قد يسأل سائل: إنَّ هذا الاحساس الدّاخلي الذي نصفه بأنه فطري، ألا يحتمل أنْ يكون من إفرازات المحيط الاجتماعي وتلقينات الأبوين والمعلمين في البيت والمدرسة حتى أضحى عادة مألوفة؟

    الجواب

    جواب هذا السّؤال يتبين بوضوح بالانتباه الى مقدمة قصيرة. إنَّ العادات والرّسوم اُمور طارئة متغيرة وغير ثابتة. أي إنَّنا لا يمكن أنْ نعثر على عادة من العادات ظلت سارية بين البشر على امتداد التاريخ. إنَّ العادة السائدة اليوم قد تتغير غداً، كما أن عادات قوم ورسومهم قد لا تكون كذلك بين أقوام آخرين.

    وبناء على ذلك، إذا رأينا أمراً موجوداً عند كل الاقوام والملل وفي كل عصر وزمان، بدون استثناء، أدركنا أنّه لابدّ أنْ تكون له جذور فطرية وأنَّه داخل ضمن تكوين الانسان ونسيجه.

    من ذلك تعلق الاُمّ بوليدها، فلا يمكن أنْ يكون هذا الدّافع نتيجة الإيحاء والتلقين ولا عادة من العادات، لأنّنا لا يمكن أنْ نعثر بين قوم من الاقوام أو شعب من الشعوب في أي عصر وزمان على اُمّ تجفو وليدها وترفضه.

    بديهي أنّ هناك استثناءات شاذة نجد فيها اُمّاً تقضي على وليدها بسبب بعض الامراض النّفسانية، أو نرى أباً من العصر الجاهلي يئد ابنته متأثراً بمعتقدات خرافية خاطئة. ولكن هذه حالات نادرة سريعة الزّوال، انقرضت من بين الناس وعادت الحالة الى وضعها الطبيعي من حبّ الأبوين لاطفالهما.

    بعد هذه المقدّمة نلقي نظرة على قضية عبادة الله بين اُناس هذا العصر واُناس الماضي: بالنظر لكون هدا المقال على شيء من التعقيد فيرجى ملاحظة ذلك.

    1- يؤكد علماء علم الاجتماع والمؤرخون المشهورون أنَّ البشرية لم يمرّ بها زمان ليس لها ضرب من الدين أو الايمان بشيء، فقد كان الدّين موجوداً في كل عصر وزمان. وهذا دليل بيّن على أنَّ عبادة الله تنبع من فطرة الانسان وضميره، ولا دخل للتلقين والرسوم والعادات فيها، إذ لو كان لها أي أثر في إيجاد الدين لما كان عامّاً ولا خالداً.

    هنالك قرائن تدل على أنَّ انسان ماقبل التاريخ كان يدين بنوع من الدّين (عصور ما قبل التاريخ تطلق على الازمنة التي مرّت على الانسان قبل اختراع الكتابة، يوم لم يستطع أنْ يترك وراءه كتابات تدلّ عليه).

    بديهي أنَّ الانسان القديم البدائي لم يكن قادراً على تصور الله وجوداً فوق الطبيعة، لذلك كان يبحث عنه بين الكائنات الطبيعية، وراح يصطنع لنفسه آلهة أصناماً من بين الكائنات الطبيعية، ولكن الانسان بتقدمه الفكري استطاع بالتدريج أنْ يعثر على الحق، وأنْ يشيح بوجهه عن الاصنام وهي أشياء مادية، ليتوجه الى ما وراء هذا العالم المادي ويتعرف على قدرة الله العظيمة.

    2- يصرح بعض علماء النفس بأنَّ لروح الانسان أبعاداً أربعة أو دوافع أربعة

    أ- دافع المعرفة: وهو الذي يحث الانسان على طلب العلم ويثير في النفس التعطش الى التعلم، سواء كان ذلك ذا نفع مادي له، أم لم يكن.

    ب- دافع الصّلاح: وهو مصدر الاخلاق الانسانية الصالحة في البشر.

    ج- دافع الجمال: وهو منشأ ظهور الشعر والادب والفن بمعانيها الحقيقية.

    د- الدافع الدّيني: وهو الذى يدعو الانسان الى معرفة الله وإطاعة أوامره.

    وعلى هذا فإنَّ الحس الديني ذو جذور أصلية في الانسان، أي أنه لم يفارقه لحظة ولن يفارقه أبداً.

    3- ان معظم الماديين والملحدين يعترفون بشكل ما بوجود الله، على الرغم من أنّهم يمتنعون عن ذكر اسمه الصريح، وإنّما يطلقون عليه اسم الطبيعة أو أسماء اُخرى، ولكنّهم يعزون الى الطبيعة صفات أشبه بصفات الله تعالى.

    يقولون مثلاً: إذا كانت الطبيعة قد وهبت الانسان كليتين فذلك لأنّها تعلم احتمال اصابة التلف احداهما، فتقوم الاُخرى باداء وظيفتها الحياتية، وما الى ذلك من الاقوال. فهل ينسجم هذا القول مع طبيعة عمياء، أم ينسجم مع إله يتصف بعلم لا نهاية له، وانْ اطلقوا عليه اسم الطبيعة؟



    نستنتج ممّا مرّ بنا في البحث الاُمور التّالية
    1- حبّ الله كان فينا دائماً وسيكون فينا دائماً أيضاً.

    2- الايمان بالله شعلة خالدة تدفىء قلب الانسان وروحه.

    لكي نعرف الله لسنا مضطرين للسير مسافات طويلة، بل علينا أنْ ننظر في اعماقنا لنجد الايمان به هناك.

    يقول القرآن الكريم: ?وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد?(ق:16)

    *سلسلة دروس في العقائد الاسلامية، آية الله مكارم الشيرازي،

    تعليق


    • #32
      عن الإمام علي ( عليه السلام ) : ( أول الدين معرفته ) .

      لو شبّهنا الدين ببناء يتألّف من جدران وباب وسقف ونوافذ وقواعد ينهض عليها البناء ، فإنّ قواعد جميع الأفكار والعقائد والأخلاق الدينية هي معرفة الله ؛ ولو شبّهنا الدين بكتاب علمي يضم أبواباً وفصولاًَ وقضايا متنوّعة وأفكاراً يقوم عليها أصل الكتاب فإنّ معرفة الله سبحانه هي الأساس الأوّل في ذلك .

      إذا أردنا مثلاً أن نخزن مقداراً من مواد البناء فليس مهمّاً ترتيب خزنها ، أو أردنا أن نؤلّف كتاباً متنوّعاً يضم مقالات مختلفة فليس مهم ترتيب مقالاته أو تسلسلها ، ذلك أنّه كتاب متنوّع في مواضيعه .

      وحتّى مطالعة مثل هكذا كتاب لا يلزمنا أن نبدأ بالموضوع الأوّل أو بالصفحة الأولى ، إذ يمكننا أن نبدأ من منتصف الكتاب أو من آخره ، أمّا إذا أردنا أن نقيم بناءً معيّناً فإنّ الأمر هنا يختلف تماماً ، فالتسلسل والدقّة والحساب أمر مطلوب ، وكذلك لو أردنا أن نؤلّف كتاباً علمياً ، أو أردنا مطالعته ، فإنّ أوّل شيء نفعله هو مواكبة الكتاب من بدايته ، وحسب ترتيب مواضيعه .

      فالتديّن المنطقي والسليم يلزم المرء أن يشرع من البداية من الأسس ، ألا وهي التوحيد ومعرفة الله ، فإذا لم يثبت هذان الأصلان في أعماق الروح وطيّات القلب ، فإنّ سائر الأجزاء ستبقى دونما أساس متين .

      فعندما صدع الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) بدعوته وبشّر برسالته ، هل قال : صلّوا أو صوموا ؟ وهل قال : صَلوا أرحامكم ، ولا يظلم بعضكم بعضاًَ ، وهل دعا إلى الإلتزام ببعض الآداب المستحبّة في المشي أو الجلوس أو تناول الطعام ؟

      إنّه لم يقل أو يذكر من ذلك شيئاً ، بل هتف ( عليه السلام ) : ( قولوا لا إله إلاّ الله تفلحوا ) .

      لقد بدأ الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) دعوته إلى الدين الحنيف بهذه العبارة ، فاحتلّ بها قلوب العالمين ، ومن ثمّ بنى أمّته العظيمة انطلاقاً من ذلك الأساس المتين .

      إنّ معرفة الله لا تقتصر على الدين فحسب ، بل إنّها جوهر الوجود الإنساني ، ذلك أنّ بناء الإنسان لا يتم إلاّ على أسس التوحيد .

      إنّنا نطلق على كثير من الأمور والشؤون وننعتها بالإنسانية ، فنقول : إنّ الإنسانية تقتضي الرحمة والمروءة والإحسان ، وإنّ الإنسانية تنشد السلام وتنفر من الحرب ، وتجعلنا متعاطفين مع المرضى والجرحى والمنكوبين ، وتدفعنا إلى مساعدة المحتاجين ، وتطلب منّا التضحية بالنفس ، واحترام حقوق الآخرين ، وإلى غير ذلك من المواقف والسلوك ، وكلّ ذلك صحيح لا يعترض عليه أحد ، بل إنّ على كل إنسان أن يحقّق إنسانيته من خلال ذلك ، ولكنّا لو تسائلنا عن الأسس المنطقية التي تستند إليها تلك الوصايا والأخلاق التي تدفعنا إلى التضحية بمصالحنا من أجلها ، فإنّنا سنكون حينها عاجزين عن إقناع أنفسنا والآخرين بالفلسفة الكامنة وراء تلك الأخلاق والمواقف ، إذا لم نأخذ بنظر الإعتبار معرفة الله تعالى .
      لا يمكننا أبداً إكتساب القيم الأخلاقية الرفيعة ، أو الانتهال من الفيض الروحي بعيداً عن نبعه الإلهي ، فحتّى أكثر المؤسّسات مادّية في العالم تجد نفسها مضطرة إلى أن تبني نظمها الإجتماعية على أسس أخلاقية .
      لا يمكن إقصاء الإنسانية بعيداً عن معرفة الله ؛ فأمّا الإيمان أو السقوط في حضيض الحيوانية ، وعبادة الذات والمصلحة الشخصية ، وما تضج به من انقياد إلى الشهوة والوقوع في أسرها ؛ فأمّا عبادة الله أو عبادة البطن والجاه والمناصب والمال ، إذ ليس هناك من طريق ثالث .

      ومن يدّعي الشرف والخلق والتقوى والعفّة ، وهو بعيد عن الله الذي هو نبع كل تلك الصفات ، فإنّ ذلك مجرّد أوهام لا غير .

      يعبّر القرآن الكريم عن هذه الحقيقة بقوله عز وجل : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ) إبراهيم : 24 ـ 25 .
      الإيمان شجرة تمد جذورها في أعماق الروح ، فتتفرّع منها أغصان الإعتقاد بالنبوّة والولاية والأديان ، وكذلك الإعتقاد بأنّ هذا العالم قائم على العدالة والحق ، وأنّه لا يضيع أجر المحسنين ، وسيلقى المسيئون جزاء أعمالهم
      .

      أمّا ثمار هذه الشجرة الطيّبة ، فهي الشرف والكرامة والعفّة والتقوى والإحسان والتسامح والفداء والقناعة والطمأنينة والسلام .
      وفي مقابل ذلك يضرب القرآن مثلاً آخر ، يقول تعالى : ( وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ ) إبراهيم : 26 .

      وهذه حقيقة تتجلّى أحياناً في أفراد نراهم يتحمّسون دفاعاً عن عرق أو قومية ، أو يقعون تحت تأثير بعض العقائد ، فتشتعل في نفوسهم المشاعر الكاذبة التي قد تدفعهم إلى التضحية بأرواحهم من أجلها ، ولو سمحت الفرصة لأحدهم أو راجع نفسه قليلاً لعجز عن إيجاد أساس منطقي لموقفه وسلوكه ، فقليل من التأمّل والإرشاد سوف يقشع تلك السحب عن سماء روحه .

      أجل ، إنّ الإيمان هو وحده الذي يمتلك أساسه الإنساني المتين ، وإنّ قواعد البناء الإنساني إنّما تنهض على التقوى والاستقامة والطهر ، وعلى الشجاعة والشهامة والفداء ، وهي الخصال التي يمتاز بها الإنسان عن الحيوان .
      قال الله تعالى : ( اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ) البقرة :
      257

      تعليق


      • #33
        إنّها كنوز واقعيّة .. تبدو كنوز الذهب أمامَها وهماً و خواء. إنها كنوز تجعل الإنسانَ ( إنساناً )، وتُدخله في نور القدرة الأزليّة، وتَجدِلُه بالحقّ الحَقيق. وتلك هي ـ يا أصدقاءنا ـ كنوز العبادة.

        إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) الذي يعلم حقائق الوجود قد دَلّنا وعرّفنا ـ وهو الناصح الشفيق. قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) يَدُلّنا على أفضل الناس: ( أفضلُ الناس مَن عَشِق العبادة فعانَقَها، وأحبّها بقلبه، وباشَرَها بجسده، وتفرّغ لها.. فهو لا يُبالي على ما أصبح من الدنيا: على عُسرٍ أم على يُسر ).

        وهي ـ في الواقع ـ نعيمٌ مقيم .. يجد مَن مارسَها حلاوةً ولذّة، دون لحظة منها كلُّ لذّات الغرائز الأرضيّة. وهذا النعيم الذي يَلقاه المتعبّد في الدنيا سوف يَعبُر إلى الآخرة ويزداد. يقول الإمام الصادق (عليه السّلام) قال الله تبارك وتعالى: يا عِبادي الصدّيقين، تَنعَّموا بعبادتي في الدنيا؛ فإنكم تتنعّمون بها في الآخرة ).

        و حرصاً علينا.. ينصحنا النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) لاستثمار الفرصة قبل إفلاتها من اليد. نقرأ إذَن قوله الشريف: ( تفرّغوا لطاعة الله وعبادته قبل أن ينزل بكم من البلاء ما يَشغَلكُم عن العبادة ).

        ومن لطف الله سبحانه بنا أنْ جعل للعبادة مصاديقَ واسعة فسيحة، يجمعها حُسن النيّة وقداسة القصد. وفي تعليمات النبيّ و أهل بيته (عليهم السّلام) صور متعددة لهذه المصاديق الميسَّرة، لندخل منها إلى هذه الكنوز العجيبة المليئة.

        يقول الإمام الصادق (عليه السّلام): ( أفضل العبادة العلمُ بالله والتواضع له ). و يقول أيضاً: ( أفضل العبادة إدمانُ التفكّر في الله وفي قدرته ).

        وفي كلام الأئمّة المعصومين نقرأ مثل هذه المعاني أيضاً: ( أفضل العبادة الإخلاص ) ، ( أفضل العبادة العفاف ) ،( أفضل العبادة غَلَبة العادة ) ، ( أفضل العبادة الزَّهادة ) ، و غير هذا وذاك ممّا تزخر به أحاديث الأئمّة الهداة. وفيها أيضاً ما يدلّ على المسالك السلبيّة المخرّبة للعبادة، من أجل تبصيرنا و تحذيرنا:

        يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) العبادة مع أكل الحرام كالبناء على الرمل). و عنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): ( درهم يَردّه العبد إلى الخُصَماء خير له من عبادة ألف سنة، وخير له من عِتق ألف رقبة، وخير له من ألف حِجّةٍ وعُمرة ).

        و أخيراً.. ونحن نقترب من هذه الكنوز المذخورة، نتذكّر نصيحةَ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) في هذا السياق، فإنّه قال: ( خُذوا من العبادة ما تُطيقون؛ فإنّ الله لا يسأم حتّى تسأموا

        تعليق


        • #34
          وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ :
          ليس هناك أي تلازم بين العبادات، بمعنى الطقوس التي يجريها الإنسان ورداً على لسانه، والسلوك الخارجي.. إذا لم تقترن هذه العبادات، بحركة باطنية لتصفية الملكات.. نحن نقرأ في روايات أهل البيت (ع) أن (الإيمان: إقرارٌ باللسان، وعملٌ بالأركان، ويقينٌ بالقلب).. فالذي يريد أن يصل إلى درجات عالية من التكامل؛ لا بد له من تصفية الملكات، وإلا فإن العمل الجوارحي من دون هذه التصفية، قد لا يكفي في مجال الترقية

          حــكــمــة هذا الــيــوم :
          روي عن رسول الله ( ) : مَن أسرّ ما يُرضي الله عزّ وجلّ، أظهر الله له ما يسّره.. ومَن أسرّ ما يُسخط الله تعالى، أظهر الله تعالى له ما يُحزنه

          في رحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) :
          قالت ام هانيء للامام الباقر(عليه السلام): ما معنى قول الله عزوجل: " فلا اقسم بالخنس "؟ فقال: يا ام هانئ إمام يخنس نفسه حتى ينقطع عن الناس علمه، سنة ستين و مائتين ثم يبدو كالشهاب الواقد في الليلة الظلماء، فإن أدركت ذلك الزمان - قرت عينك ".

          هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
          روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : لما حج موسى (عليه السلام) نزل عليه جبرئيل (عليه السلام) ، فقال له موسى : يا جبرئيل !.. ما لمن حج هذا البيت بلا نية صادقة ، ولا نفقة طيبة ؟.. قال : لا أدري حتى أرجع إلى ربي عز وجل ، فلما رجع قال الله عز وجل : يا جبرئيل ما قال لك موسى ؟.. - وهو أعلم بما قال - قال : يا رب !.. قال لي : ما لمن حج هذا البيت بلا نية صادقة ولا نفقة طيبة ؟.. قال الله عز جل : ارجع إليه وقل له : أهب له حقي ، واُرضي عنه خلقي ، فقال : يا جبرئيل !.. ما لمن حج هذا البيت بنية صادقة ، ونفقة طيبة ؟.. قال : فرجع إلى الله عز وجل فأوحى الله إليه : قل له : اجعله في الرفيق الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا .

          بستان العقائد :
          الشك في أن الصلاة من أهم المواطن، التي يستجدي فيها الإنسان لطف رب العالمين.

          كنز الفتاوي :
          شخص أدّى مناسك الحجّ وبرفقته طفله، فكيف يقف في عرفات والمزدلفة عن نفسه وعن طفله؟
          يأخذ الطفل أو الأطفال في الموقفين: عرفات والمزدلفة، وينوي الوقوف لنفسه، وعن الطفل أو الأطفال أيضاً.

          ولائيات
          إن من الصفات المطلوبة للمؤمن ، هو ( الإقبال ) على الخلق بشرط: عدم الاسترسال أولاً ، والهادفية ثانياً ..فلا يُقبل على الخلق إلا حيث يرى في إقباله ( خيراً ) في دنيا العباد أو في آخرتهم ، ثم لا يُقبل في مورد الخير إلا بمقدار ما يتحقق به الخير ، فإن الإحسان إلى الخلق وخاصة إذا جمعه بهم جامع الإيمان والتقوى ، لمن أعظم صور العبودية للحق ، إذ الحق هو المحسن إلى خلقه ويحب من يكون سبباً لذلك الإحسان ، ومن أحب شيئاً أحب أسبابه ..ومن هنا يوصي الإمام الرضا (ع) أولياءه بقوله: { وإقبال بعضهم على بعض والمزاورة ، فإن ذلك قربة إلىّ } وإن من الملفت في هذا الحديث أن الإمام (ع) يجعل الإقبال والمزاورة من موجبات القربة إليه ، وهو ملازم ( لمباركة ) الإمام (ع) لتلك المجالس التي يتم فيها التزاور والإقبال

          فوائد ومجربات
          عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ: دَخَلَ رَجُلانِ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا صلوات الله عليه بِخُرَاسَانَ، فَسَأَلاهُ عَنِ التَّقْصِيرِ؟ فَقَالَ لأحَدِهِمَا: وَجَبَ عَلَيْكَ التَّقْصِيرُ لأنَّكَ قَصَدْتَنِي، وَقَالَ لِلآخَرِ: وَجَبَ عَلَيْكَ التَّمَامُ لأنَّكَ قَصَدْتَ السُّلْطَانَ»
          فليس نيّات الناس في العبادات وفي باقي الأعمال في مستوى واحد، بل هي على درجات. كما إن النيّة لها الأثر البالغ في الأحكام الشرعية. فنيّة كل واحد يكون لها التأثير الرئيسي في الحصول على الأجر والثواب. إذا ليحاول كل واحد منا أن يصعد بنيّته ويرتفع بقصده، حتى يكون أجره أكثر، وينال النتائج المفيدة له في الدنيا والآخرة أكثر وأكثر، واعزموا أن تكون النية من سفرتكم هذه ومن كل أعمالكم هو الله عزّ وجلّ، ونيل رضاه تبارك وتعالى، ونيل رضا أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم. فمثلاً: عند زيارتكم لمولانا الإمام علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه، اسعوا أن تزوره نيابة عن أخته الجليلة كريمة أهل البيت، السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها حتى يقبل الإمام صلوات الله عليه زيارتكم. وخلال الزيارة ادعوا إلى أتباع أهل البيت صلوات الله عليهم جميعاً،

          ولاتنسونا من الدعاءأيضاً

          تعليق


          • #35
            وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ :
            لا تنظرفقط الى حركات الجلد المتناسقة في وجه المرأة والتي يعبر عنها بـ ( الجمال ) .. بل حاول ان تستذكر ما بباطنها من الخصائص الوراثية التى تنحدر من الاصول الطيبة ، والجذور الوراثية السليمة التى تحملها هذه الخيوط اللامرئية!..

            حــكــمــة هذا الــيــوم :
            قال الامام العسكري (عليه السلام): إنكم في آجال منقوصة، وأيام معدودة، والموت يأتي بغتة، من يزرع خيرا يحصد غبطة، ومن يزرع شرا يحصد ندامة.. لكل زارع ما زرع، لا يسبق بطيء بحظه، ولا يدرك حريص ما لم يقدَّر له.. من أُعطي خيرا فالله أعطاه، ومن وُقي شرا فالله وقاه

            في رحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) :
            قال أبوجعفر محمد بن على الباقر(عليهما السلام): إذا قام القائم [عليه السلام] قال: " ففررت منكم لماخفتكم فوهب لى ربي حكما وجعلني من المرسلين ".هذه الاحاديث مصداق قوله: " إن فيه سنة من موسى، وإنه خائف يترقب ".

            هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
            روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : من قال : ما شاء الله ألف مرة في دفعة واحدة رُزق الحج من عامه ، فإن لم يُرزق أخّره الله حتى يرزقه

            بستان العقائد :
            يحسن بالعبد بين فترة وأخرى ( افتراض ) حلول الموت به على حين غفلة ، ليرى مدى ( استعداده ) لمواجهة هذا المصير الذي لا يُستثنى منه أحدٌ من الخلق ، وتتأكد هذه الحاجة لمن بلغ من العمر مبلغاً ، أو ألـمّت به عارضة يخشى معها الرحيل على عجل ..والمطلوب من العبد في مثل تلك المراجعة ، هو تصفية حقوق الخلق ، والإنابة إلى الخالق ، والتفكير فيما ينبغي له بعد الموت ، من موجبات الأجر الجاري الذي لا ينقطع بانقطاع الحياة ..ومع الإخلال بما ذكر ، فإن على العبد أن يوطّن نفسه على التصفية قبل الموت في سكراته ، وبعد الموت في برزخه ، وهو ما يعبر عنه الإمام الهادي (ع) بـ ( الحمّام ) ، وذلك عندما دخل على مريضٍ وهو يجزع فقال له: { إذا اتسخت وتقذّرت وتأذيت من كثرة القذر والوسخ عليك ، وأصابك قروح وجرب ، وعلمت أن الغسل في الحمام يزيل ذلك كله ، أما تريد أن تدخله فتغسل ذلك عنك؟.. أوَ تكره أن تدخله فيبقى ذلك عليك ؟.. فقال بلى يا ابن رسول الله ، فقال(ع): هو ذلك الحمام ، هو آخر ما بقي من تمحيص ذنوبك ، وتنقيتك من سيئاتك }..فالأولي بالعبد أن يدخل الحمام بنفسه قبل الموت ، لئلا يجبر على دخولهـا بما فيها من ذل وقسر وطول مكث

            كنز الفتاوي :
            ما حكم من يذهب للحج دون أن يخمس ، علما بأنه قد نوى أن يخمس عند عودته من الحج ؟
            الرد: لا يجوز التأخير في إخراج الخمس فإنه غصب حرام ، ولكن حجه صحيح إذا كان ثوب طوافه وهديه غير متعلق للخمس

            ولائيات
            عن الصقر بن دلف قال: سمعت سيّدي عليَّ بن محمّد بن عليّ الرضا عليه السّلام يقول: مَن كانت له إلى الله عزّوجلّ حاجة فلْيَزُر قبر جدّي الرضا عليه السّلام بطوس وهو على غُسل، وليصلِّ عند رأسه ركعتين، وليسأل الله تعالى حاجته في قنوته، فإنّه يستجيب له ما لم يسأل في مأثم أو قطيعة رحم، فإنّ موضع قبره لَبقعة من بقاع الجنّة لايزورها مؤمن إلاّ أعتقه الله تعالى من النار، وأدخله دار القرار

            فوائد ومجربات
            إن جوف الليل هو موعد اللقاء الخاص بين الأولياء وبين ربهم ..ولهذا ينتظرون تلك الساعة من الليل - وهم في جوف النهار - بتلهّف شديد ..بل إنهم يتحملون بعض أعباء النهار ومكدراتها ، لانتظارهم ساعة ( الصفاء ) التي يخرجون فيها عن كدر الدنيا وزحامها ..وهي الساعة التي تعينهم أيضا على تحمّل أعباء النهار في اليوم القادم ..وبذلك تتحول صلاة الليل ( المندوبة ) عندهم ، إلى موقف ( لا يجوز ) تفويت الفرصة عنده ، إذ كيف يمكن التفريط بمنـزلة المقام المحمود ؟!..ومن الملفت في هذا المجال أن النبيّ (ص) أوصي أمير المؤمنين بصلاة الليل ثلاثاً ، ثم عقّب ذلك بالقول: اللهم أعنه!.

            تعليق


            • #36
              وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ :
              إن من مثبطات الهمم، ومن العقبات في الطريق إلى الله تعالى، هو انشغال الرجال بزحمة الأسواق، وغيره من بيئ العمل.. ولكن المرأة معفية من هذا المجال، إذ يأتيها الرزق رغدا من الزوج، أو من الإرث، أو من أولاد صالحين، أو غيره.. فإذن، إن الرقة العاطفية، والفراغ الذي لدى النساء، هذان عنصران مساعدان.

              حــكــمــة هذا الــيــوم :
              إن الالتزام بالصمت، لا ينافي كون الإنسان ودودا واجتماعيا.. فالمشكلة أن البعض يخلط بين المعنيين، فيرى بأن الإنسان إذا طال صمته، صار ثقيلا على الغير، وإنسانا غير اجتماعي، ومنبوذا، وإن مثل هذا الإنسان لا يتحمل!.. والحال بأنه ليس دائما هكذا!.. فنحن عندما نراجع سيرة أئمتنا (ع)، نلاحظ بأنهم كانوا أكثر الخلق أنسا بالآخرين، مع التزامهم بالصمت.. فالإنسان المؤمن يتكلم بأسارير وجهه، وقد تكون ابتسامة من مؤمن حكيم، حليم صموت، تغنيك عن الكلام الكثير!.. وهو ما يعبر عنه بالتأثير الأنفسي أو التأثير التكويني للمؤمن على الغير.. فالبعض يؤثر على الغير بمجرد وجوده، لا من خلال اللفظ.. لهذا من المناسب أن يسأل المؤمن ربه، أن يجعله كهؤلاء الأولياء، بأن يجعل له أنسا للخلق، بمجرد وجوده وإن هو كان ملتزما بالصمت.

              في رحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) :
              ورد في رواية هذا المضمون: أن الإمام كان يعتب-في زمان الأئمة- ويقول بأن المعاصي من موجبات أذى رسول الله (ص).. وتوجد رواية ينقلها صاحب العروة الوثقى، تشير إلى أن الزهراء (ع) تتألم وتتأذى، ويشق عليها تصرفات بعض الموالين في زمان الغيبة.. ونحن الآن يفصلنا عن الزهراء (ع) مئات السنين.. فمعنى ذلك، إن الإمام (ع) يشق عليه كثيرا مما نفعل، وخاصة نحن المنتسبون إليه.. وأعني بالمنتسبين، لا خصوص العلماء، وإنما الذين يلهجون بذكره، الذين يُعرفون بحبهم للإمام، فهؤلاء يتوقع منهم أكثر من غيرهم.

              هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
              روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : الحجّ والعمرة ينفيان الفقر والذنوب ، كما ينفي الكير خبث الحديد

              بستان العقائد :
              إن رب العالمين أنواره أنوار عزيزة، (جل جناب الحق أن يكون شريعة لكل وارد).. إن رب العالمين لا يجعل التجليات المتعلقة به، وبالنظرة المرتبطة به، وأنواع النعيم المرتبط به، في القلب المشغول ولو كان الانشغال لصنم واحد: حب الأولاد، أو حب المنصب، أو حب الرئاسة.. فما دام هناك صنم، فإن القلب يتحول إلى معبد للأصنام.. فليس من اللازم أن يكون المعبد مليئا بالأصنام، بل ما دام فيه ولو صنم بمقدار أنملة، فإن هذا معبد، وما دام هو معبد لا يصح أن يكون مسجدا!..

              ولائيات
              قال الصادق (عليه السلام): الصدقة ليلة الجمعة ويومها بألف، والصلاة على محمد وآله ليلة الجمعة ويوم الجمعة بألف من الحسنات، ويحط الله ألفا من السيئات، ويرفع ألفا من الدرجات.. فإن المصلي على محمد وآله في ليلة الجمعة يزهر نوره في السماوات إلى يوم القيامة، وأن ملائكة السماوات يستغفرون له، ويستغفر له الملك الموكل بقبر رسول الله (ص) إلى أن تقوم الساعة.

              فوائد ومجربات
              إن الذي يريد أن يخفف ما في الباطن من ضغوط، بالكلام الكثير-أو ما يعبر عنه عرفا (بالفضفضة)- فليس هذا هو السبيل الصحيح!.. بل إن السبيل الوحيد، هو أن يرجع إلى من بيده مقاليد الأمور.. إن مشاكلنا إما هي مشاكل بدنية، أو نفسية، أو مالية.. أوليس رب العالمين من بيده خزائن السماوات والأرض، وأمره بين الكاف والنون؟.. لماذا لا نجعل هذه (الفضفضة)، مع رب العالمين، الذي هو أرأف بالعبد من كل أحد، وهو الأقدر على حل أزماته؟

              تعليق


              • #37
                سنن البيهقي ج2 ص379 : روى بسنده عن أبي مسعود قال:

                لو صلّيتُ صلاة لا أصلّي فيها على آل محمّد (عليهم السلام) لرأيت أن صلاتي لا تتم.

                ورواه بطريق آخر بعد هذا وقال فيه: على محمّد وعلى آل محمّد ما رأيت أنها تتم.

                ورواه الدارقطني أيضاً في سننه، ص136.

                سنن الدارقطني ص136 : روى بسنده عن أبي مسعود الأنصاري قال:

                قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من صلى صلاة لم يصل فيها عليّ ولا على أهل بيتي لم تقبل منه.

                ذخائر العقبى ص19: قال: وعن جابر أنه كان يقول:

                لو صلّيتُ صلاة لم أصلِّ فيها على محمّد وعلى آل محمّد ما رأيت أنها تقبل .

                الصواعق المحرقة ص88 قال: وللشافعي (رحمه الله):




                يا أهل بيت رسول الله حبكم
                فرض من الله في القرآن أنزله


                كفاكم من عظيم القدر أنكم
                من لم يصلِّ عليكم لا صلاة له






                وذكر البيتين الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار، ص104.

                وسيأتي في الباب الآتي بعض الأخبار الآمرة بالصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله في تشهد الصلاة

                مثل قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل: اللّهمَّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد .

                ومن المعلوم أن الأمر للوجوب.... وأنه إذا اختل أحد واجبات الصلاة عمداً بطلت... بل مقتضى القاعدة بطلانها حتى سهواً...إلاّ أن يدل دليل على صحتها، مثل حديث: لا تعاد الصلاة إلاّ من خمس .... الخ.

                ثمّ إنه قال الرازي في تفسيره في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى:

                الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة.... وهو قوله: اللّهم صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد.

                فضائل الخمسة من الصحاح الستة

                تعليق


                • #38
                  وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ :
                  قال الله عزّ وجلّ: «وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ».

                  حــكــمــة هذا الــيــوم :
                  قال الإمام علي (عليه السلام): خير الناس من تحمل مؤونة الناس(

                  في رحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) :
                  السَّلامُ عَلَى الْحَقِّ الْجَدِيدِ وَالْعَالِمِ الَّذِي عِلْمُهُ لا يَبِيدُ السَّلامُ عَلَى مُحْيِي الْمُؤْمِنِينَ وَمُبِيرِ الْكَافِرِينَ السَّلامُ عَلَى مَهْدِيِّ الْأُمَمِ وَجَامِعِ الْكَلِمِ السَّلامُ عَلَى خَلَفِ السَّلَفِ وَصَاحِبِ الشَّرَفِ السَّلامُ عَلَى حُجَّةِ الْمَعْبُودِ وَكَلِمَةِ الْمَحْمُودِ

                  هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
                  قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «الحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنة».

                  بستان العقائد :
                  هل يستطيع الانسان ان يحدد خاتمته ؟.. اذ كثيرا ما يخاف المؤمن من سوءالخاتمة قبل الموت !!
                  إن معرفة خواتيم الاعمال مرتبطة بالسلوك اليومي ، فإن الخاتمة ليست بأمر اجباري مفروض على العبد ، وإنما هي النتيجة الطبيعية لمجموع الممارسات الحياتية ، وإلا انتفى حسن العقاب من الحكيم الذي لا يعاقب إلا وفق المصالح .. ان الذى يخاف من سوء العاقبة ، عليه ان يضاعف الجهد فى ارساء البناء على اساس صالح ، فان البناء تابع فى استقامته على سلامة القواعد .. ومن الواضح ان قاعدة السلوك هو: الفقه الاكبر المتمثل فى معرفة المبدأ والمعاد ، وما بينهما من المعارف .. والشيطان يستهدف العقيدة قبل العبادة ، لانها ان سلبت قبل الموت كفى ذلك فوزا للعدو ، وان كانت الحياة عامرة بالصلاح قبلها !!

                  ولائيات
                  قال امير المؤمنين عليه السلامنحن دعاة الحق وأئمة الخلق وألسنة الصدق، من أطاعنا ملك ومن عصانا هلك)

                  فوائد ومجربات
                  نقل لي أحد الفضلاء وقال: انّ خطيباً كان مريضاً طريح الفراش، في ساعاته الأخيرة، وصفه أحد زائريه، قائلاً: رأيت عينيه تفيضان بالدموع، مع أنّه ينبغي أن يتوقّع الأجر الجزيل من الله تعالى لما بذله من جهود في خدمة الإمام الحسين صلوات الله عليه، فسألته عن السبب!؟ فازداد بكاؤه وأشار إلى حوض ماءٍ كان قريباً منه وكان الحوض كبيراً، وقال: لقد أخذتُ من أعين الناس دموعاً بمقدار ماء هذا الحوض، ولكنّ جهودي لم تكن خالصة لله سبحانه وتعالى بقدر ما كانت لشخصي، لأزيد من شهرتي، وأرضي نفسي.

                  تعليق


                  • #39
                    وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ :
                    روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) : في خمسة وعشرين من ذي القعدة نُشرت الرحمة ، ودحيت فيه الأرض ، ونصبت فيه الكعبة ، وهبط فيه آدم

                    حــكــمــة هذا الــيــوم :
                    ولنتأسى بإمامنا الحسين (ع) الذي يقول في دعاء عرفة : (أَسأَلُكَ اللّهُمَّ حاجَتِي !.. الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيها لَمْ يَضُرَّنِي ما مَنَعْتَنِي ، وَإِنْ مَنَعْتَنِيها لَمْ يَنْفَعْنِي ما أَعْطَيْتَنِي).

                    في رحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) :
                    النبي الأكرم (ص) فتح مكة والمدينة ، وبعض البلاد حوله ، ولم يصل إلى كل الأرض.. علي (ع) أيضاً كان إمام المسلمين ، وبقاع شاسعة من البلاد الموجودة في زمانه بيد الكفر ، واليهود والنصارى والمشركين.. لم نعهد حكومة إسلامية إلهية مستوعبة لكل بقاع الأرض ، والحال بأن القرآن الكريم وعد بهذه الدولة الجامعة ، وبهذه الأمة الحاكمة ، الأمة التي ستحكم الأرض جميعاً : {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} ، {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} ، {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}.. من الذي سيطبق هذا الشعار ؟.. من الذي سيحي هذا الأمل في النفوس ؟.. هو ذلك الإمام المهدي بهداية الله عزوجل..

                    هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
                    (وَاقْبَلْ مَعاذيري... ) :المؤمن يترقب لذلك اليوم ، يوم يقف بين يدي الله عزوجل ، ولهذا وهو الآن في الدنيا يحمل هم ذلك اليوم ، ويدعو الله عزوجل أن يقبل أعذاره ، ويلقنه حجته : (اللهم !.. لقني حجتك).. فقد يكون العذر عذراً مختلقاً ، فإن المؤمن بين يدي الله عزوجل قد يصل في بعض الحالات إلى مرحلة الإحساس بالخجل والوجل ، وأنه لا يملك أي دليل على تخلفه عن ركب الصالحين ، ومن هنا فهو يطلب من الله عزوجل أن يلقنه ذلك..

                    بستان العقائد :
                    روي عن الصادق (ع) : ( إن الله اتخذ ابراهيم عبدا قبل ان يتخذه نبيا .. وان الله اتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا .. وان الله اتخذه رسولا قبل ان يتخذه خليلا .. وان الله اتخذه خليلا قبل ان يجعله اماما ..فلما جمع له الاشياء قال : اني جاعلك للناس اماما.. فمن عظمها في عين ابراهيم قال : ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) .. ومن هذا النص يعلم ان ابراهيم (ع) قد منح مقام الامامة في اواخر عهده ،حينما اجتاز الاختبار الالهي بنجاح ، وذلك بامتثال ذبح ولده اسماعيل (ع) الذي علق عليه الحق قائلا : { إن هذا لهو البلاء المبين }.

                    كنز الفتاوي :
                    كنت أنوي أداء فريضة الحج هذه السنة برفقة مجموعة من الأصدقاء ، وذلك عن طريق السفر بالسيارة ، وعند استئذاني من السيد الوالد رفض ذلك ، لأنه لا يأمن السفر بالسيارة ، وقد طلب مني التأجيل للعام القادم حتى اذهب مع زوجتي الحامل حالياً إلى الحج ، مع حملة متخصصة وعن طريق الطائرة .. فهل طاعة الوالد واجبة في هذا المقام ؟
                    إذا كان أداء الحج واجباً عليكم ، فلا يجوز موافقة الوالد في ترك الفريضة

                    ولائيات
                    إن إقامة مناسبات أهل البيت (ع) سروراً أو حزناً ، من مصاديق إحياء أمرهم (ع) أولاً ، وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) : (رحم الله امرئ أحيا أمرنا).. (رحم) فعل ماضي ، أي أن هذه الرحمة محققة الوقوع ، لمن أحيا أمرهم (ص).. وإحياء الأمر تارة يتجلى على شكل فرح لمناسبة مواليدهم ، أو حزناً لمناسبة استشهادهم.

                    فوائد ومجربات
                    قال تعالى : {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}.. ومع فرض أن المؤمن لم يوفق في جانب العلم ، فماذا عن جانب العمل الصالح ؟.. أن يفكر في صدقة جارية.. وقد ورد عن الرسول الأكرم (ص) : (مَن بنى مسجداً - ولو مفحص قطاة (موضع الطير)- بنى الله له بيتاً في الجنّة) .. إن الإنسان عليه أن يسعى ويفكر ويبذل جهده في هذا المجال ، ويطلب من الله عزوجل التسديد ، وأن يجري على يديه ذلك ، كما يقول الإمام السجاد (ع) في دعاء مكارم الأخلاق : (وأجر للناس على يديّ الخير).

                    تعليق


                    • #40
                      وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ :
                      ورد في الخبر ما مضمونه: انه لو توكلنا على الله تعالى لرزقنا كما ترزق الطيور اذ تغدو جياعا فتروح شباعا!!.. فهذه الافواه الصغيرة -افواه فراخ الطيور- فتحت وكانها بلسان الحال تقول يارب ارزقني !!.. واذا بمقلب القلوب يسخر الطير الذي يسبح بحمده ، لايصال لقمة العيش لهذا المخلوق الضعيف القابع في وكره الهش !!لماذا اذن الاضطراب للرزق الذي ضمنه الله تعالى لكل دابة ؟!.. اوهل نحن اقل من هذه الدواب وقد جعلنا خليفته فى الارض !!فالسبب في ذلك اننا نعصيه فى النهار، فنحرم بها صلاة الليل ، فنحرم بذلك الرزق كما ورد فى الخبر والا حاشى ان يقطع الحكيم رزق الذي خلقه بيده وكان معه فى احلك الظروف في ظلمات الارحام؟!

                      حــكــمــة هذا الــيــوم :
                      قال الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه: بادروا أعمالكم وسابقوا آجالكم، فإنكم مدينون بما أسلفتم ومجازون بما قدّمتم ومطالبون بما خلفتم

                      في رحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) :
                      إن إمامنا (عج) منتظِرٌ ومنتظَرٌ.. إن انتظار خروجه يتوقف على عناصر مادية في حياة الأمة، وقد قال (عج): (وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج!.. فإنّ ذلك فرجكم).. فإذا كانت الدعوة لا أثر لها في التعجيل، فلماذا دُعينا إلى ذلك؟.. وعليه، فإن كل دعوة للمؤمن لها أثرها في تعجيل الفرج، فالفرج مقدَّرٌ محتومٌ في أصله، ولكن {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}.. ولهذا ندعو ونقول: (اللهم!.. لا تحبس عنا النصر)، أي هناك نصر مؤزَّر، ولكنه ممنوع، وذلك لسوء أعمالنا، فنحن الذين نؤخّر في فرجه (عج).. ومضمون كلمته المسجلة في التاريخ تدل على ذلك: (ولولا ما يتصل بنا مما نكرهه منكم، لما تأخّر عنكم اليُمن بلقائنا، ولتعجلت لكم السعادة بمشاهدتنا).

                      هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
                      قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : مَن قال حين يمسي- ثلاث مرّات -: " سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السماوات والأرض وعشيّاً وحين تظهرون " لم يفته خيرٌ يكون في تلك الليلة ، وصرف عنه جميع شرّها ، ومَن قال مثل ذلك حين يصبح ، لم يفته خيرٌ يكون في ذلك اليوم ، وصرف عنه جميع شرّه .

                      بستان العقائد :
                      إن الذرية الصالحة تعد الملف المفتوح للانسان عندما ينتقل إلى عالم الانقطاع عن كل سبب.. يضاف إليها الصدقة الجارية، والعلم الذي ينتفع به.. ويا له من فوز عظيم، إذ يحتاج العبد إلى حسنة واحدة ترجح كفة أعماله، وإذا بالبركات تـنهمر عليه من ولد صالح له، لم يكن ذلك في حسبانه!.. وقد روي أن عيسى (ع) مر بقبركان يعذب صاحبه، ثم ارتفع عنه العذاب، فسأل الله تعالى عن سبب ذلك!.. فقال: أدرك له ولد صالح، فأصلح طريقا، وآوى يتيما.

                      فوائد ومجربات
                      عندما يكون الشاب في موضع خلوة مع نفسه مثل ان يكون جالسا على الانترنت او يشاهد التلفاز او انه مستلقٍ على الفراش للنوم ، في هذه الحالة يأتي الشيطان ويسوس لهذا الشاب بالنظر الى الصور غير الاخلاقية او بالتفكير في الحرام او غيرهما .. ماذا يفعل هذا الشاب ليتغلب على اغراءات الشيطان ؟!
                      ان ما تحدثتم عنه هى مشكلة الكثيرين وخاصة المراهقين فى هذا العصر ، ولاجل ان يكون الجواب محددا اعرض لكم الملاحظات التالية :
                      1- ان التخيل بشكل عام مادة دسمة لتشكل الارادة ، والتاثير على مركز اخذ القرارات فى الوجود الانسانى .. ومن هنا فان الحركات الكبيرة تنشا من هذه الخواطر ، رحمانية او شيطانية .. وعليه فمن يريد السيطرة على مجرى حياته فلا بد من الالتفات الى هذا الامر ، واتباع سياسة الوقاية قبل العلاج .
                      2- ان التخيل ثمرة طبيعية لفضول النظر والقول ، فمن يريد السيطرة على خياله فلا بد من التحكم فى بوابات المعرفة لديه ، والمتمثله بالسمع والبصر ، اذ هما بابا الفؤاد الذين يسربان كثيرا من الامور اليه .. ولا شك ان معاشرة الغافلين وخاصة فى هذا المجال من موجبات انفتاح هذه الابواب على العبد.
                      3- هنالك اوقات يستستلم فيها الانسان لكثير من الوهم ومنه ساعات النوم ، ومن هنا لزمت مراقبة هذه الساعة ، وذلك بعدم الذهاب الى النوم الا وقت النعاس ، اضف الى الالتزام بادعية ما قبل النوم والقراءة النافعة وخاصة القراءات التى تذكر الانسان بالعالم الآخر.
                      4- مع اشتداد التخيل المهيج فعلى الانسان ان يغير من جوه الذى يعيش فيه، وذلك بالالتجاء الى جو اخر كالصلاة ، وقراءة القران ، او غسل التوبة ، او زيارة الاصدقاء او الاتصال بهم ، او ما شابه ذلك من الامور الصارفه عن عالم الشهوات
                      .

                      تعليق


                      • #41
                        وهذه رواية مُسْندة إلى الإمام عليّ أمير المؤمنين عليه السلام أسْندها إليه كلّ من الكلينيّ والخطيب، أنّه قالَ:

                        يا طالب العلم إنّ العلم ذُو فَضائل كثيرة:

                        فرأسُه التواضُعُ.

                        وعَيْنُه البَراءةُ من الحَسَدِ.


                        واُذُنُه الفَهمُ. ولِسانُه الصِدْقُ.


                        وحِفْظه الفحْصُ. وقلبُه حُسْنُ النيّة.


                        وعقلُه معرفةُ الأشياءِ والاُمور الواجبة. ويدُه الرّحْمةُ.


                        ورِجْلُه زيارةُ العلماءِ. وهمّتُه السّلامةُ.


                        وحِكمتُه الوَرَعُ. ومستقره النجاةُ.


                        وقائدُه العَافِيةُ. ومركَبُه الوَفاءُ.


                        وسِلاحُه لِيْنُ الكلمة. وسَيْفُه الرِضا.


                        وقوسُه المُداراةُ. وجَيْشُه مُحاوَرةُ العلماء.


                        ومَالُه الأدَبُ. وذَخيرتُه اجْتنابُ الذُنُوبِ.


                        وزادُه المَعْروفُ. وماؤُه المُوادَعةُ.


                        ودَلِيْلُه الهدى. ورَفيقه صُحْبَةُ الأخيار.


                        کتاب: أداب المتعلمين للشيخ نصير الدين الطوسيّ

                        تعليق


                        • #42
                          ان الله -عز وجل- يبتلي المؤمن ببلاءات: إما كفارة للسيئات، وإن لم يكن له سيئات، فرفع للدرجات.. ومن هذه البلاءات الحزن المفاجئ..



                          عن يونس بن يعقوب




                          قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (ع) يقول: (ملعون ملعون، كل بدن لا يصاب في كل أربعين يوما)!.. فقلت: ملعون، قال: (ملعون)!.. فلما رأى عظم ذلك علي، قال: (يا يونس!.. إن من البلية: الخدشة، واللطمة، والعثرة، والنكبة، والفقر، وانقطاع الشسع، وأشباه ذلك.. يا يونس!.. إن المؤمن أكرم على الله -تعالى- من أن يمر عليه أربعون يوما، لا يمحص فيها من ذنوبه، ولو بغم يصيبه لا يدري ما وجهه.. وإن أحدكم ليضع الدراهم بين يديه، فيراها فيجدها ناقصة؛ فيغتم بذلك.. فيجدها سواء؛ فيكون ذلك حطا لبعض ذنوبه)..
                          تقول الرواية: هذه اللحظات من الهم والغم؛ كفارة له.. لم يكن هناك سبب وجيه، كان مجرد تخيل، ولكن هذا التخيل أيضا رفعه وقربه إلى الله عز وجل.. ولهذا أمير المؤمنين (ع) عندما يصف المتقين، يقول: (قلوبهم محزونة).. فالذي يفرح ويمرح ويهرج، هذا الإنسان بعيد عن أجواء الإيمان.. المؤمن له حزن خفيف؛ لأنه: لا يعلم موقعه من الله عز وجل، ولا يعلم آخرته، ولا يعلم برزخه، ولا يعلم إلى أين أمره!.. وكذلك يحمل هموم المسلمين.

                          الخلاصة: إذا كان هناك سبب معلوم للهم، فإنه يعالج السبب.. وإن لم يكن له سبب معلوم، فهذا لطف إلهي؛ ومع ذلك احتياطا يستغفر الله عز وجل.. فالاستغفار والصلاة على النبي وآله، بكليهما يطير إلى دار السرور
                          __._,_.___

                          تعليق


                          • #43
                            وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ :
                            كم من الشبه بين ثوب الاحرام الابيض ، وبين الثوب الذي يلف به الطفل الوليد ، وبين الثوب الذي يكفن به الميت الطريح .. وعليه فان موقفك فى الميقات موقف بين الولادة والموت ، وقديما قالوا : قم واغتنم الفرصة بين العدمين!! .

                            حــكــمــة هذا الــيــوم :
                            ان الحج عملية قصدية ، اذ ان الحج لغة ً هو بمعنى القصد .. والذي ليس له قصد واع ٍ للوصول الى درجة من درجات القرب الى المولى تعالى ، فلا يعد حاجا قاصدا .. فان قصد البيت شئ ، وقصد صاحب البيت شئ اخر.. والفرق بينهما كالفرق بين عالم المادة والمعنى ، فهل تصورت الفرق بينهما ؟!.. وليعلم ان اغلب الحجاج لايرجعون الا بزيارة البيت ، ولم يتعرفوا على صاحب البيت ابدا ، والدليل على ذلك رجوعهم من الحج بلا زيادة في المعرفة ، تلك المعرفة التي توصلهم الى ملكوت هذه الاية :{ الم يعلم بأن الله يرى }.

                            في رحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) :
                            عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) أنه قال يوما لحذيفة بن اليمان يا ابن اليمان إن النبى(صلى الله عليه وآله) تفل في فمي وأمر يده على صدري وقال: " اللهم أعط خليفتي ووصيي، وقاضى دينى، ومنجز وعدي وأمانتي، ووليي وناصري على عدوك وعدوي، ومفرج الكرب عن وجهي ماأعطيت آدم من العلم، وما أعطيت نوحا من الحلم وإبراهيم من العترة الطيبة والسماحة، وما أعطيت أيوب من الصبر عند البلاء، وما أعطيت داود من الشدة عند منازلة الاقران، و ما أعطيت سليمان من الفهم، اللهم لا تخف عن علي شيئا من الدنيا حتى تجعلها كلهابين عينيه مثل المائدة الصغيرة بين يديه، اللهم أعطه جلادة موسى، واجعل في نسله شبيه عيسى(عليه السلام)، اللهم إنك خليفتي عليه وعلى عترته وذر يته [الطيبة] المطهرة التى أذهبت عنها الرجس [والنجس] وصرفت عنها ملامسة الشياطين اللهم إن بغت قريش عليه، وقدمت غيره عليه فأجعله بمنزلة هارون من موسى إذ غاب [عنه موسى]، ثم قال لي: يا علي كم في ولدك [من ولد] فاضل يقتل و الناس قيام ينظرون لا يغيرون ! فقبحت امة ترى أولاد نبيها يقتلون ظلما وهم لا يغيرون إن القاتل والآمر والشاهد الذي لا يغير كلهم في الاثم واللعان سواء مشتركون

                            هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
                            روي عن الامام الصادق (عليه السلام) : لما أفاض رسول الله (ص) تلقّاه أعرابي في الأبطح فقال : يا رسول الله (ص) !.. إني خرجت أريد الحجّ فعاقني عائقٌ ، وأنا رجلٌ مليءٌ كثير المال ، فمرني أن أصنع في مالي ما أبلغ ما بلغ الحاج ، فالتفت رسول الله (ص) إلى أبي قبيس فقال : لو أنّ أبا قبيسٍ لك زنته ذهبة حمراء أنفقته في سبيل الله ما بلغت ما بلغ الحاجّ .

                            بستان العقائد :
                            لماذا سمّيت بعض السور بالعزائم، ولماذا يحرم قراءتها على مثل الجنب والحائض والنفساء؟
                            سمّيت بالعزائم لأن السجود لآية السجدة فيها عزم وفرض، والنهي عن قراءة آية السجدة للنصوص الواردة عن أهل البيت صلوات الله عليهم.

                            كنز الفتاوي :
                            هل يجوز للنساء إطالة أظافرهن؟
                            الوارد في الحديث الشريف بالنسبة إلى النساء في تقليم أظافرهنّ هو: أن لا يستأصلن تقليمها كما هو محبّذ للرجال، وهذا ليس معناه الإطالة، فإن الإطالة مذمومة في الأحاديث الشريفة وموصوفة بأنها تكون وكراً للشياطين، ومع اتخاذه يجب رعاية نظافتها كما ويجب إيصال الماء تحته في الوضوء والغسل.

                            ولائيات
                            من المسائل القرآنية التي تبدو غامضة، هي الآيات القرآنية الواردة في حقّ أهل البيت عليهم السلام وخصوصاً الإمام عليّ عليه السلام، كآيات الولاية وإتمام النعمة، والتبليغ والوصاية، والتطهير والعصمة، فنلاحظ ان القرآن الكريم يكون في عرض قضية معيّنة كالأحكام - مثلاً - ثم ينتقل مباشرة إلى عرض آية تخصّ أهل البيت عليهم السلام، ثم ينتقل إلى إتمام السياق الخاص بالقضية الأولى، فما هو السرّ والحكمة من ذلك؟
                            لعل من الحكمة في ذلك إخفاء الأمور الحسّاسة بين مطالب غير مثيرة للحسّاسية، وهي في عين خفائها واضحة لمن تدبّرها وراجع الروايات المأثورة، وتفاسير أهل البيت عليهم السلام فيها، وهذا الأمر هو من أسباب حفظ القرآن الكريم من التحريف فقد قال تعالى: «إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون»

                            فوائد ومجربات
                            إن الله -عز وجل- يريد أن يرحم، ولكن يجعل لرحمته علامة، وليست الحالات هي التي أوجبت الرحمة.. هو أراد أن يرحم في مثل هذه الساعة منذ الأزل، ولكن ليلفت نظرنا قال: إذا نزلت عليكم المطر، وهبت الرياح، و...الخ؛ سأرحمكم.. فاغتنموا الفرصة!.. فإذن، على كل التقديرين، المؤمن صياد الفرص، يغتنم كل الأزمنة وكل الأمكنة وكل الحالات.. ويلجأ إلى الله تعالى؛ كي يفتح له الأبواب المغلقة

                            تعليق


                            • #44
                              من مواعظ الامام علي عليه السلام

                              لكذب آفة الايمان.

                              لا يكون المؤمن خوّافاً ولا حريصاً ولا بخيلا.

                              ان الحريص على الدنيا مثل دودة القز كلما زادت في لفّ الشرنقة حول نفسها تعسّر عليها الخروج منها...

                              احذروا القدح بالمؤمنين.

                              احب اخاك امسلم واحبب له ما تحب لنفسك واكره له ما تكره لها.

                              اذا جاء مسلم الى بيت اخيه المسلم ليزوره أو ليطلب منه حاجة وكان صاحب البيت في بيته فلم يأذن له بالدخول ولم يخرج للقائه فان صاحب هذا البيت يكون مورد لعنة الله حتى يلتقيا...

                              ان الله ليحبّ الانسان ذا الحياء الصبور.

                              من حبس غضبه عن الناس حبس الله عنه عذاب القيامة.

                              بئس اولئك القوم الذين يعدّون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر امرا معيبا.

                              ان الله ليعادي عبدا يدخل العدو الى بيته وهو لا ينهض لمقاومته.

                              ما دخل قلب امريء شيء من الكبر الا نقص من عقله مثل ما دخله من ذلك قل او كثر.

                              لا يكون العبد عالما حتى لا يكون حاسدا لمن فوقه ولا محقرا لمن دونه.

                              ان الله خبأ ثلاثة اشياء في ثلاثة اشياء: خبأ رضاه في طاعته فلا تحقرن من الطاعة شيئا فلعل رضاه فيه، و خبأ سخطه في معصيته فلا تحقرن من المعصيه شيئا فلعل سخطه فيه، وخبأ اولياءه في خلقه فلا تحقرن احدا فلعله ذلك الولي.

                              القائم من منصور بالرعب، مؤيّد بالنّصر... وتظهر له الكنوز... فلا يبقى في الأرض خراب إلاّ عمر.

                              تعليق


                              • #45
                                وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ :
                                من نعم الله تعالى على العبد : الدموع الغزيرة ، سواء فى مناجاته لرب العالمين ، او فى تذكره لما جرى من المصائب على اهل بيت النبوة (ع) .. وعليه ، فمن ابتلى بجفاف الدمع ، عليه ان يسال ربه في رفع ذلك .. اذ من الممكن ان تكون هناك مخالفة خفيت عليه ، هو السبب في هذه البلية وخاصة في المواسم المهمة .. اوليس القلق هنا في محله ؟!

                                حــكــمــة هذا الــيــوم :
                                حيَّ على خير العمل.. لماذا الصلاة هي خير العمل؟.. لأن الإمام علي (ع) يقول في حديث عجيب: (واعلم أن كل شيء من عملك تبع لصلاتك)؛ أي كل نشاطك اليومي تبع لصلاتك.. ولهذا القرآن الكريم يقول: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ}، عندما تثنى الوسادة للحاكم الشرعي، فإن أول برنامج له هو إقامة الصلاة.. والإمام المهدي (عج) من أوليات برامجه، أن يقيم الصلاة في الأرض.

                                في رحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) :
                                قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعليّ صلوات الله عليه: اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلا بعد موتي، أولئك يلعنهم الله، ويلعنهم اللاعنون. ثم بكى صلى الله عليه وآله، فقيل:مم بكاؤك يا رسول الله؟ فقال: أخبرني جبرئيل عليه السلام أنهم يظلمونه، ويمنعونه حقه، ويقاتلونه، ويقتلون ولده، ويظلمونهم بعده. وأخبرني جبرئيل عن الله عزّ وجلّ أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم، وعلت كلمتهم، واجتمعت الأمة على محبتهم، وكان الشاني لهم قليلا، والكاره لهم ذليلا، وكثر المادح لهم، وذلك حين تغير البلاد، وضعف العباد، واليأس من الفرج، فعند ذلك يظهر القائم فيهم

                                هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
                                قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :جاء رجلٌ إلى النبي ( ) فقال : علّمني عملاً يحبّني الله عليه ، و يحبنّي المخلوقون ، ويثري الله مالي ، ويصحّ بدني ، ويطيل عمري ، ويحشرني معك ، قال : هذه ستّ خصال تحتاج إلى ستّ خصال : إذا أردت أن يحبّك الله ، فخفه واتّقه. وإذا أردت أن يحبّك المخلوقون ، فأحسن إليهم وارفض ما في أيديهم . وإذا أردت أن يثري الله مالك فزكّه . وإذا أردت أن يصحّ الله بدنك ، فأكثر من الصّدقة . وإذا أردت أن يطيل الله عمرك ، فصل ذوي أرحامك . وإذا أردت أن يحشرك الله معي ، فأطل السّجود بين يدي الله الواحد القهار

                                بستان العقائد :
                                قال امير المؤمنين عليه السلام: ما زلت مظلوماً منذ قبض الله رسوله حتى يوم الناس هذا. وذات مرة سمع صارخا ينادي: أنا مظلوم، فقال: هلم فلنصرخ معاً، فإني ما زلت مظلوماً. وقال صلوات الله عليه: لقد ظلمت عدد الحجر والمدر.

                                ولائيات
                                عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: قلت له: إني أنزل الأرجان وقلبي ينازعني إلى قبر أبيك، فإذا خرجت فقلبي وجل مشفق حتى أرجع خوفاً من السلطان والسعاة وأصحاب المسالح. فقال: ياابن بكير أما تحبّ أن يراك الله فينا خائفاً؟ أما تعلم أنه من خاف لخوفنا أظلّه الله في ظل عرشه، وكان محدّثه الحسين صلوات الله عليه تحت العرش، وآمنه الله من أفزاع يوم القيامة، يفزع الناس ولا يفزع، فإن فزع وقّرته وقوّته الملائكة وسكّنت قلبه بالبشارة

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X