بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِي اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ انْتَجَبَهُ لِوَلَايَتِهِ وَاخْتَصَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَأَكْرَمَهُ بِالنُّبُوَّةِ أَمِيناً عَلَى غَيْبِهِ وَرَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ . وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلَامُ [1]
النبي لم يبعث لعاناً:
قال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: ( ما بعثت لعّانا ولا سبّابا) [2] .
وفي نص آخر قال النبي عليه السّلام: ( ما بعثت سبّابا ولا لعّانا ) [3].
يعتبر علماء الأخلاق اللعن بداية من مساوئ الأخلاق [4] سواء كان اللعن السبِّي أو اللعن بمعنى الدعاء على الغير فإنه وإن كان جائزاً أو راجحاً بالعنوان الثانوي إلا أنه في حد ذاته وبالعنوان الأولي من الأمور المرجوحة
وعلى هذا من الطبيعي أن يكون الرسول صلى الله عليه وآله الذي جسد أعلى مكارم الأخلاق والذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق حيث قال : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) أن ينفي أنه بعث لعاناً أو سباباً فإن اللعن والسب لم يكونا من مكارم الأخلاق ولأجل توضيح الفكرة ورفع الالتباس نقول :
معنى اللعن في اللغة :
قد ذكرنا تعريف اللعن في اللغة أكثر من مرة وفرق علماء اللغة بين اللعن الصادر من الله واللعن الصادر من الناس وأن اللعن من الناس هو السّبُّ وقد يستعمل بمعنى الدعاء، قال ابن الأثير في النهاية :
وأصل اللَّعْن : الطَّرْدُ والإبعاد من الله ، ومن الخَلْق السَّبُّ والدُّعاء .
وقال ابن منظور في لسان العرب :
اللَّعْنُ : الإبعاد والطرد من الخير ، وقيل الطرد والإبعاد من الله ، ومن الخَلْق السَّبُّ والدعاء [5].
اللعن كالشتم :
بما أن اللعن من الناس هو السب ، والسب هو الشتم فالنتيجة أن اللعن كالشتم .
قال ابن منظور : تلاعن القوم : لعن بعضهم بعضاً .
والتَّلاعُنُ : كالتّشاتم في اللفظ ، غير أن التّشاتم يستعمل في وقوع فعل كل واحد منهما بصاحبه ، والتلاعن ربما استعمل في فعل أحدهما [6].
والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله منزه عن السب والشتم ، كما أنه لم يكن من سيرته وأخلاقه الكريمة أن يدعوَ على الآخرين حتى وإن كانوا من أعدائه المشركين ، بل كان يدعو لهم ويقول ( اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون ) وهذا ما تميز به صلى الله عليه وآله على غيره من الأنبياء والرسل ولهذا وصفه الجليل سبحانه (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4)
ما لا يمكن :
بعضهم يطالب الكثير من الناس أن يحترموه ويقدروه بل ويحبوه ويحبوا رموزه ويحترموا مقدساته ، ويؤدوا حقوقه ، وفي نفس الوقت يسمح لنفسه أن يسب ويشتم ويلعن الآخرين وما يتعلق بهم من رموز ومقدسات. وهذا إذا أمكن من ناحية عقلية بأن كان الآخرون أنبل وأشرف وأتقى منه فإنه لا يمكن أن يقع في الخارج .
وهنا أعود فأطرح بعض النصوص التي نقلت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته الأطهار عليهم السلام في النهي عن اللعن والسب والشتم وأنها لم تكن من ثقافتهم ولا من سلوكياتهم ولم يأمروا شيعتهم وأتباعهم بها بل شددوا في النهي عنها والنكير على استعمالها .
صفة رسول الله :
جاء في وصف رسول الله صلى الله عليه وآله أنه لم يكن لعاناَ .
فقد روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سبابا ولا فحاشا ولا لعاناكان يقول لأحدنا عند المعتبة ما له ترب جبينه.
وعن أنس قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا لعانا ولا سبابا كان يقول عند المعتبة ما له ترب جبينه.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا.
تربيته لأمته:
لم يكتف في أن يتحلى هو بمكارم الخلاق والتنزه عن منافيات الأخلاق بل أمر أمته بهذه المكارم والتنزه عن مساوئ الخلاق ومنها التنزه عن اللعن للآخرين وإن كانوا يستحقونه وكان يوصي أهل بيته وأزواجه وأصحابه ومن يأتي من أمته بأن لا يكونوا لعَّانين ولا فحاشين كما جاء في الحديث الصحيح عَنْ زُرَارَةَ عَنْ الإمام أَبِي جَعْفَرٍ الباقر عليه السلام قَالَ: دَخَلَ يَهُودِيٌّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَعَائِشَةُ عِنْدَهُ فَقَالَ: السَّامُ عَلَيْكُمْ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: عَلَيْكُمْ .
ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ فَرَدَّ عَلَيْهِ كَمَا رَدَّ عَلَى صَاحِبِهِ.
ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله كَمَا رَدَّ عَلَى صَاحِبَيْهِ فَغَضِبَتْ عَائِشَةُ فَقَالَتْ: عَلَيْكُمُ السَّامُ وَالْغَضَبُ وَاللَّعْنَةُ، يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ ، يَا إِخْوَةَ الْقِرَدَةِ ، وَالْخَنَازِيرِ .
فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله : يَا عَائِشَةُ إِنَّ الْفُحْشَ لَوْ كَانَ مُمَثَّلًا لَكَانَ مِثَالَ سَوْءٍ، إِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يُوضَعْ عَلَى شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ ، وَ لَمْ يُرْفَعْ عَنْهُ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ.
قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا سَمِعْتَ إِلَى قَوْلِهِمْ السَّامُ عَلَيْكُمْ ؟
فَقَالَ: بَلَى أَمَا سَمِعْتِ مَا رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ ؟ قُلْتُ عَلَيْكُمْ؛ فَإِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ مُسْلِمٌ فَقُولُوا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ، وَإِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ كَافِرٌ فَقُولُوا عَلَيْكَ[7].
هذا الحديث مما اشتهر بين السنة والشيعة وهو واضح الدلالة على المنع من اللعن كالمنع عن الفحش فلم يقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من زوجه أن يصدر منها هذا الكلام في حق اليهود فكيف يرضى أن يصدر على المسلمين بعضهم على البعض الآخر .
نقل المولى محمد صالح المازندراني عن المازري في شرحه للحديث قوله : في زجره (عليه السلام) لعائشة وقوله : أن الله يحب الرفق في الأمر كله دلالة على عظمة خلقه وكمال حلمه ، وعلى الحث على الحلم والصبر والرفق ما لم يدع إلى المخاشنة .
والفحش ما يقبح من القول وفيه أمر عام بترك الجفاء في الكلام بالنسبة إلى كافة الناس وبالتثبيت والرفق وعدم الاستعجال باللعن والطعن وغيرهما ، وقد كان (صلى الله عليه وآله) يستألف الكفار بالأموال الظاهرة فكيف بالكلام الخشن [8] .
ويؤيد هذا الحديث الصحيح في مبغوضية اللعن جملة من الأحاديث :
1- روى عُبَيْدُ اللَّهِ بن هَوْذَةَ عن جُرْمُوزٍ الْهُجَيْمِيِّ[9]يقول قلت يا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي، قال (أُوصِيكَ أَنْ لا تَكُونَ لَعَّاناً)[10].
2- وروى ابن سعد في الطبقات الكبرى: عن جرموز الهجيمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمَّ تنهاني ؟
فقال ( أنهاك ألا تكون لعَّانا ) فما لعن شيئا حتى مات[11].
3- فِي كتاب الأخلاق لأبي القاسم الكوفي عَنْهُ (ص) قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ مِنْ عِبَادِهِ اللَّعَّانَ السَّبَّابَ الطَّعَّانَ الْفَاحِشَ الْمُسْتَخِفَّ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ وَيُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ الْحَيِيَّ الْكَرِيمَ السَّخِيَّ[12].
4- وروى أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ فِي كِتَابِ التَّمْحِيصِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) أَنَّهُ قَالَ: لَا يَكْمُلُ إِيمَانُ (مُؤْمِنٍ حَتَّى) يَحْتَوِيَ عَلَى مِائَةٍ وَثَلَاثِ خِصَالٍ إِلَى أَنْ ذَكَرَ مِنْهَا لَا لَعَّانٌ وَلَا نَمَّامٌ وَلَا كَذَّابٌ وَلَا مُغْتَابٌ وَلَا سَبَّابٌ الْخَبَرَ[13].
5- وفي رواية أخرى أن كثرة استعمال اللعن ليس من سوء الأخلاق فقط بل مما يوجب دخول النار .
فعَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله النِّسَاءَ فَقَالَ: يَا مَعَاشِرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ وَلَوْ بِتَمْرَةٍ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَةَ .
فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ لَهَا عَقْلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ نَحْنُ الْأُمَّهَاتُ الْحَامِلَاتُ الْمُرْضِعَاتُ ؟ أَلَيْسَ مِنَّا الْبَنَاتُ الْمُقِيمَاتُ وَالْأَخَوَاتُ الْمُشْفِقَاتُ ؟.
فَرَقَّ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ (ص) فَقَالَ: حَامِلَاتٌ وَالِدَاتٌ مُرْضِعَاتٌ رَحِيمَاتٌ لَوْ لَا مَا يَأْتِينَ إِلَى بُعُولَتِهِنَّ مَا دَخَلَتْ مُصَلِّيَةٌ مِنْهُنَّ النَّارَ [14].
البعل : الزوج .
فكثرة اللعن لم تعد من مساوئ الخلاق فقط بل من أسباب أن يكون الفاعل حطب جهنم ، والرواية لم يكن فيها ما يشعر أن الطرف الآخر كلهم مؤمنون فلا يستحقون اللعن بل اللفظ مطلق .
كذلك تكفرن العشيرة : أي المعاشرة مع الزوج أو العائلة ككل ؛ فاللفظ مطلق سواء كان الطرف الآخر متقيد بحسن المعاشرة أم لم يكن . فيحصل الذم لكل منهما ولا يتوقف الذم على التزام أحدهما وعدم التزام الآخر .
6- وعَنْ ذَرِيحٍ الْمُحَارِبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ (ص) عَلَى نِسْوَةٍ قَدْ قَعَدْنَ لَهُ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ لَهُنَّ: هَلَكْتُنَّ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ. فَقُلْنَ: لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتُكَفِّرْنَ الْعَشِيرَ[15].
أي المصاحب لكنَّ وهو الزوج .
وكما رويت تلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله كذلك رويت عن أمير المؤمنين عليه السلام وقد تقدم في حديث سابق ( أكره لكم أن تكونوا لعانين شتامين )
أمير المؤمنين عليه السلام :
وفي نص عن أمير المؤمنين عليه السلام جاء في مذمة المرأة التي لا تفي لزوجها قال : (... وَإِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ تَمْكُثُ إِحْدَاكُنَّ عِنْدَ الرَّجُلِ عَشْرَ سِنِينَ فَصَاعِداً يُحْسِنُ إِلَيْهَا وَيُنْعِمُ عَلَيْهَا فَإِذَا ضَاقَتْ يَدُهُ يَوْماً أَوْ سَاعَةً خَاصَمَتْهُ وَقَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْراً قَطُّ)[16]
صفة الإمام الصادق :
قال مالك بن أنس : (ما رأت عيني أفضل من جعفر بن محمد فضلا وعلما وورعا ، وكان لا يخلو من إحدى ثلاث خصال : إما صائما وإما قائما وإما ذاكرا ، وكان من عظماء البلاد وأكابر الزهاد الذين يخشون ربهم ، وكان كثير الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد فإذا قال : قال رسول الله اخضر مرة واصفر أخرى حتى لينكره من لا يعرفه .
ويقال الإمام الصادق والعلم الناطق بالمكرمات سابق وباب السيئات راتق وباب الحسنات فاتق لم يكن عيابا ولا سبابا ولا صخابا ولا طماعا ولا خداعا ولا نماما ولا ذماما ولا أكولا ولا عجولا ولا ملولا ولا مكثارا ولا ثرثارا ولا مهذارا ولا طعانا ولا لعَّانا ولا همازا ولا لمازا ولا كنازا)[17].
ووردت روايات كثيرة عن الإمام الصادق عليه السلام في مبغوضية اللعن وكراهته بل والتشديد على فاعله حتى لمن يستحق، وإليك بعضها :
1- عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فَقَالَ لِي مُبْتَدِئاً: يَا سَمَاعَةُ مَا هَذَا الَّذِي كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ جَمَّالِكَ؟ إِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ فَحَّاشاً أَوْ صَخَّاباً أَوْ لَعَّاناً !!.
فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ ذَلِكَ أَنَّهُ ظَلَمَنِي .
فَقَالَ : إِنْ كَانَ ظَلَمَكَ لَقَدْ أَرْبَيْتَ عَلَيْهِ ، إِنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ فِعَالِي ، وَلَا آمُرُ بِهِ شِيعَتِي اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ وَلَا تَعُدْ .
قُلْتُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَلَا أَعُودُ[18].
2- وفي كِتَاب زَيْدٍ النَّرْسِيِّ، قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَمَجَالِسَ اللِّعَانِ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَنْفِرُ عِنْدَ اللِّعَانِ وَكَذَلِكَ تَنْفِرُ عِنْدَ الرِّهَانِ وَإِيَّاكُمْ وَالرِّهَانَ إِلَّا رِهَانَ الْخُفِّ وَالْحَافِرِ وَالرِّيشِ فَإِنَّهُ تَحْضُرُ الْمَلَائِكَةُ فَإِذَا سَمِعْتَ اثْنَيْنِ يَتَلَاعَنَانِ فَقُلِ: اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلَا تَجْعَلْ ذَلِكَ إِلَيْنَا وَاصِلًا وَلَا تَجْعَلْ لِلَعْنِكَ وَسَخَطِكَ وَنَقِمَتِكَ إِلَى وَلِيِّ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ مَسَاغاً اللَّهُمَّ قَدِّسِ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ تَقْدِيساً لَا يُسِيغُ إِلَيْهِ سَخَطُكَ وَاجْعَلْ لَعْنَكَ عَلَى الظَّالِمِينَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْلَ دِينِكَ وَحَارَبُوا رَسُولَكَ وَوَلِيَّكَ وَأَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ وَزَيِّنْهُمْ بِالتَّقْوَى وَجَنِّبْهُمُ الرَّدَى[19].
3- وقال أَبُو الْقَاسِمِ الْكُوفِيُّ فِي كِتَابِ الْأَخْلَاقِ، كَانَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ وَأَرَادَ الِانْصِرَافَ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي فَقَالَ: أُوصِيكَ أَلَّا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا تَعْصِ وَالِدَيْكَ وَلَا تَسُبَّ النَّاسَ ... الْخَبَرَ[20]
يتبع....
تعليق