إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مدرسة أهل البيت وثقافة اللعن

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مدرسة أهل البيت وثقافة اللعن

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِي اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ انْتَجَبَهُ لِوَلَايَتِهِ وَاخْتَصَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَأَكْرَمَهُ بِالنُّبُوَّةِ أَمِيناً عَلَى غَيْبِهِ وَرَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ . وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلَامُ [1]




    النبي لم يبعث لعاناً:
    قال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: ( ما بعثت لعّانا ولا سبّابا) [2] .
    وفي نص آخر قال النبي عليه السّلام: ( ما بعثت سبّابا ولا لعّانا ) [3].
    يعتبر علماء الأخلاق اللعن بداية من مساوئ الأخلاق [4] سواء كان اللعن السبِّي أو اللعن بمعنى الدعاء على الغير فإنه وإن كان جائزاً أو راجحاً بالعنوان الثانوي إلا أنه في حد ذاته وبالعنوان الأولي من الأمور المرجوحة
    وعلى هذا من الطبيعي أن يكون الرسول صلى الله عليه وآله الذي جسد أعلى مكارم الأخلاق والذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق حيث قال : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) أن ينفي أنه بعث لعاناً أو سباباً فإن اللعن والسب لم يكونا من مكارم الأخلاق ولأجل توضيح الفكرة ورفع الالتباس نقول :
    معنى اللعن في اللغة :
    قد ذكرنا تعريف اللعن في اللغة أكثر من مرة وفرق علماء اللغة بين اللعن الصادر من الله واللعن الصادر من الناس وأن اللعن من الناس هو السّبُّ وقد يستعمل بمعنى الدعاء، قال ابن الأثير في النهاية :
    وأصل اللَّعْن : الطَّرْدُ والإبعاد من الله ، ومن الخَلْق السَّبُّ والدُّعاء .
    وقال ابن منظور في لسان العرب :
    اللَّعْنُ : الإبعاد والطرد من الخير ، وقيل الطرد والإبعاد من الله ، ومن الخَلْق السَّبُّ والدعاء [5].
    اللعن كالشتم :
    بما أن اللعن من الناس هو السب ، والسب هو الشتم فالنتيجة أن اللعن كالشتم .
    قال ابن منظور : تلاعن القوم : لعن بعضهم بعضاً .
    والتَّلاعُنُ : كالتّشاتم في اللفظ ، غير أن التّشاتم يستعمل في وقوع فعل كل واحد منهما بصاحبه ، والتلاعن ربما استعمل في فعل أحدهما [6].
    والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله منزه عن السب والشتم ، كما أنه لم يكن من سيرته وأخلاقه الكريمة أن يدعوَ على الآخرين حتى وإن كانوا من أعدائه المشركين ، بل كان يدعو لهم ويقول ( اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون ) وهذا ما تميز به صلى الله عليه وآله على غيره من الأنبياء والرسل ولهذا وصفه الجليل سبحانه (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4)
    ما لا يمكن :
    بعضهم يطالب الكثير من الناس أن يحترموه ويقدروه بل ويحبوه ويحبوا رموزه ويحترموا مقدساته ، ويؤدوا حقوقه ، وفي نفس الوقت يسمح لنفسه أن يسب ويشتم ويلعن الآخرين وما يتعلق بهم من رموز ومقدسات. وهذا إذا أمكن من ناحية عقلية بأن كان الآخرون أنبل وأشرف وأتقى منه فإنه لا يمكن أن يقع في الخارج .
    وهنا أعود فأطرح بعض النصوص التي نقلت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته الأطهار عليهم السلام في النهي عن اللعن والسب والشتم وأنها لم تكن من ثقافتهم ولا من سلوكياتهم ولم يأمروا شيعتهم وأتباعهم بها بل شددوا في النهي عنها والنكير على استعمالها .
    صفة رسول الله :
    جاء في وصف رسول الله صلى الله عليه وآله أنه لم يكن لعاناَ .
    فقد روى البخاري في صحيحه عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏رضي الله عنه ‏قال: ‏لم يكن النبي ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏سبابا ولا فحاشا ولا لعاناكان يقول لأحدنا عند المعتبة ‏‏ما له ‏ترب جبينه.
    ‏وعن أنس ‏قال: لم يكن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا لعانا ولا سبابا كان يقول عند المعتبة ما له ترب جبينه.
    وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا.
    تربيته لأمته:
    لم يكتف في أن يتحلى هو بمكارم الخلاق والتنزه عن منافيات الأخلاق بل أمر أمته بهذه المكارم والتنزه عن مساوئ الخلاق ومنها التنزه عن اللعن للآخرين وإن كانوا يستحقونه وكان يوصي أهل بيته وأزواجه وأصحابه ومن يأتي من أمته بأن لا يكونوا لعَّانين ولا فحاشين كما جاء في الحديث الصحيح عَنْ زُرَارَةَ عَنْ الإمام أَبِي جَعْفَرٍ الباقر عليه السلام قَالَ: دَخَلَ يَهُودِيٌّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَعَائِشَةُ عِنْدَهُ فَقَالَ: السَّامُ عَلَيْكُمْ.
    فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: عَلَيْكُمْ .
    ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ فَرَدَّ عَلَيْهِ كَمَا رَدَّ عَلَى صَاحِبِهِ.
    ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله كَمَا رَدَّ عَلَى صَاحِبَيْهِ فَغَضِبَتْ عَائِشَةُ فَقَالَتْ: عَلَيْكُمُ السَّامُ وَالْغَضَبُ وَاللَّعْنَةُ، يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ ، يَا إِخْوَةَ الْقِرَدَةِ ، وَالْخَنَازِيرِ .
    فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله : يَا عَائِشَةُ إِنَّ الْفُحْشَ لَوْ كَانَ مُمَثَّلًا لَكَانَ مِثَالَ سَوْءٍ، إِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يُوضَعْ عَلَى شَيْ‏ءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ ، وَ لَمْ يُرْفَعْ عَنْهُ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ.
    قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا سَمِعْتَ إِلَى قَوْلِهِمْ السَّامُ عَلَيْكُمْ ؟
    فَقَالَ: بَلَى أَمَا سَمِعْتِ مَا رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ ؟ قُلْتُ عَلَيْكُمْ؛ فَإِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ مُسْلِمٌ فَقُولُوا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ، وَإِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ كَافِرٌ فَقُولُوا عَلَيْكَ[7].
    هذا الحديث مما اشتهر بين السنة والشيعة وهو واضح الدلالة على المنع من اللعن كالمنع عن الفحش فلم يقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من زوجه أن يصدر منها هذا الكلام في حق اليهود فكيف يرضى أن يصدر على المسلمين بعضهم على البعض الآخر .
    نقل المولى محمد صالح المازندراني عن المازري في شرحه للحديث قوله : في زجره (عليه السلام) لعائشة وقوله : أن الله يحب الرفق في الأمر كله دلالة على عظمة خلقه وكمال حلمه ، وعلى الحث على الحلم والصبر والرفق ما لم يدع إلى المخاشنة .
    والفحش ما يقبح من القول وفيه أمر عام بترك الجفاء في الكلام بالنسبة إلى كافة الناس وبالتثبيت والرفق وعدم الاستعجال باللعن والطعن وغيرهما ، وقد كان (صلى الله عليه وآله) يستألف الكفار بالأموال الظاهرة فكيف بالكلام الخشن [8] .
    ويؤيد هذا الحديث الصحيح في مبغوضية اللعن جملة من الأحاديث :
    1- روى عُبَيْدُ اللَّهِ بن هَوْذَةَ عن جُرْمُوزٍ الْهُجَيْمِيِّ[9]يقول قلت يا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي، قال (أُوصِيكَ أَنْ لا تَكُونَ لَعَّاناً)[10].
    2- وروى ابن سعد في الطبقات الكبرى: عن جرموز الهجيمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمَّ تنهاني ؟
    فقال ( أنهاك ألا تكون لعَّانا ) فما لعن شيئا حتى مات[11].
    3- فِي كتاب الأخلاق لأبي القاسم الكوفي عَنْهُ (ص) قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ مِنْ عِبَادِهِ اللَّعَّانَ السَّبَّابَ الطَّعَّانَ الْفَاحِشَ الْمُسْتَخِفَّ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ وَيُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ الْحَيِيَّ الْكَرِيمَ السَّخِيَّ[12].
    4- وروى أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ فِي كِتَابِ التَّمْحِيصِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) أَنَّهُ قَالَ: لَا يَكْمُلُ إِيمَانُ (مُؤْمِنٍ حَتَّى) يَحْتَوِيَ عَلَى مِائَةٍ وَثَلَاثِ خِصَالٍ إِلَى أَنْ ذَكَرَ مِنْهَا لَا لَعَّانٌ وَلَا نَمَّامٌ وَلَا كَذَّابٌ وَلَا مُغْتَابٌ وَلَا سَبَّابٌ الْخَبَرَ[13].
    5- وفي رواية أخرى أن كثرة استعمال اللعن ليس من سوء الأخلاق فقط بل مما يوجب دخول النار .
    فعَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله النِّسَاءَ فَقَالَ: يَا مَعَاشِرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ وَلَوْ بِتَمْرَةٍ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَةَ .
    فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ لَهَا عَقْلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ نَحْنُ الْأُمَّهَاتُ الْحَامِلَاتُ الْمُرْضِعَاتُ ؟ أَلَيْسَ مِنَّا الْبَنَاتُ الْمُقِيمَاتُ وَالْأَخَوَاتُ الْمُشْفِقَاتُ ؟.
    فَرَقَّ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ (ص) فَقَالَ: حَامِلَاتٌ وَالِدَاتٌ مُرْضِعَاتٌ رَحِيمَاتٌ لَوْ لَا مَا يَأْتِينَ إِلَى بُعُولَتِهِنَّ مَا دَخَلَتْ مُصَلِّيَةٌ مِنْهُنَّ النَّارَ [14].
    البعل : الزوج .
    فكثرة اللعن لم تعد من مساوئ الخلاق فقط بل من أسباب أن يكون الفاعل حطب جهنم ، والرواية لم يكن فيها ما يشعر أن الطرف الآخر كلهم مؤمنون فلا يستحقون اللعن بل اللفظ مطلق .
    كذلك تكفرن العشيرة : أي المعاشرة مع الزوج أو العائلة ككل ؛ فاللفظ مطلق سواء كان الطرف الآخر متقيد بحسن المعاشرة أم لم يكن . فيحصل الذم لكل منهما ولا يتوقف الذم على التزام أحدهما وعدم التزام الآخر .
    6- وعَنْ ذَرِيحٍ الْمُحَارِبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ (ص) عَلَى نِسْوَةٍ قَدْ قَعَدْنَ لَهُ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ لَهُنَّ: هَلَكْتُنَّ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ. فَقُلْنَ: لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتُكَفِّرْنَ الْعَشِيرَ[15].
    أي المصاحب لكنَّ وهو الزوج .
    وكما رويت تلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله كذلك رويت عن أمير المؤمنين عليه السلام وقد تقدم في حديث سابق ( أكره لكم أن تكونوا لعانين شتامين )
    أمير المؤمنين عليه السلام :
    وفي نص عن أمير المؤمنين عليه السلام جاء في مذمة المرأة التي لا تفي لزوجها قال : (... وَإِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ تَمْكُثُ إِحْدَاكُنَّ عِنْدَ الرَّجُلِ عَشْرَ سِنِينَ فَصَاعِداً يُحْسِنُ إِلَيْهَا وَيُنْعِمُ عَلَيْهَا فَإِذَا ضَاقَتْ يَدُهُ يَوْماً أَوْ سَاعَةً خَاصَمَتْهُ وَقَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْراً قَطُّ)[16]
    صفة الإمام الصادق :
    قال مالك بن أنس : (ما رأت عيني أفضل من جعفر بن محمد فضلا وعلما وورعا ، وكان لا يخلو من إحدى ثلاث خصال : إما صائما وإما قائما وإما ذاكرا ، وكان من عظماء البلاد وأكابر الزهاد الذين يخشون ربهم ، وكان كثير الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد فإذا قال : قال رسول الله اخضر مرة واصفر أخرى حتى لينكره من لا يعرفه .
    ويقال الإمام الصادق والعلم الناطق بالمكرمات سابق وباب السيئات راتق وباب الحسنات فاتق لم يكن عيابا ولا سبابا ولا صخابا ولا طماعا ولا خداعا ولا نماما ولا ذماما ولا أكولا ولا عجولا ولا ملولا ولا مكثارا ولا ثرثارا ولا مهذارا ولا طعانا ولا لعَّانا ولا همازا ولا لمازا ولا كنازا)[17].
    ووردت روايات كثيرة عن الإمام الصادق عليه السلام في مبغوضية اللعن وكراهته بل والتشديد على فاعله حتى لمن يستحق، وإليك بعضها :
    1- عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فَقَالَ لِي مُبْتَدِئاً: يَا سَمَاعَةُ مَا هَذَا الَّذِي كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ جَمَّالِكَ؟ إِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ فَحَّاشاً أَوْ صَخَّاباً أَوْ لَعَّاناً !!.
    فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ ذَلِكَ أَنَّهُ ظَلَمَنِي .
    فَقَالَ : إِنْ كَانَ ظَلَمَكَ لَقَدْ أَرْبَيْتَ عَلَيْهِ ، إِنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ فِعَالِي ، وَلَا آمُرُ بِهِ شِيعَتِي اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ وَلَا تَعُدْ .
    قُلْتُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَلَا أَعُودُ[18].
    2- وفي كِتَاب زَيْدٍ النَّرْسِيِّ، قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَمَجَالِسَ اللِّعَانِ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَنْفِرُ عِنْدَ اللِّعَانِ وَكَذَلِكَ تَنْفِرُ عِنْدَ الرِّهَانِ وَإِيَّاكُمْ وَالرِّهَانَ إِلَّا رِهَانَ الْخُفِّ وَالْحَافِرِ وَالرِّيشِ فَإِنَّهُ تَحْضُرُ الْمَلَائِكَةُ فَإِذَا سَمِعْتَ اثْنَيْنِ يَتَلَاعَنَانِ‏ فَقُلِ: اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلَا تَجْعَلْ ذَلِكَ إِلَيْنَا وَاصِلًا وَلَا تَجْعَلْ لِلَعْنِكَ وَسَخَطِكَ وَنَقِمَتِكَ إِلَى وَلِيِّ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ مَسَاغاً اللَّهُمَّ قَدِّسِ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ تَقْدِيساً لَا يُسِيغُ إِلَيْهِ سَخَطُكَ وَاجْعَلْ لَعْنَكَ عَلَى الظَّالِمِينَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْلَ دِينِكَ وَحَارَبُوا رَسُولَكَ وَوَلِيَّكَ وَأَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ وَزَيِّنْهُمْ بِالتَّقْوَى وَجَنِّبْهُمُ الرَّدَى[19].
    3- وقال أَبُو الْقَاسِمِ الْكُوفِيُّ فِي كِتَابِ الْأَخْلَاقِ، كَانَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ وَأَرَادَ الِانْصِرَافَ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي فَقَالَ: أُوصِيكَ أَلَّا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا تَعْصِ وَالِدَيْكَ وَلَا تَسُبَّ النَّاسَ ... الْخَبَرَ[20]

    يتبع....

  • #2
    الحسين بن روح يرفض اللعن:
    الحسين بن روح أحد السفراء الأربعة للإمام المهدي عليه السلام كان عاقلا بعيد المدى وكان له موقف واضح في الاحتقان الطائفي وعالج كثيرا منها بالحكمة والعقلانية ومنها موضوع اللعن لمن يختلف معهم عقائدياً.
    إن موقف الحسين بن روح الرافض لِلَعْن من يخالف أهل البيت كان واضحاً وشديداً، ولا يوجد لديه أي هوادة لمن يقوم بلعنهم، ويرى أن هذا العمل غير أخلاقي ولا يحل من المشاكل شيئاً ولا يصب في صالح المذهب ولا الشيعة أنفسهم بل على العكس يربك الساحة بين المسلمين ويزيد في العداوة والبغضاء وإذكاء نار الفتن ويزيد في سفك الدماء ، وعندما لعن بعض العاملين في مكتبه معاوية طرده من عمله وغضب عليه غضباً شديداً ولم يقبل أي وساطة في إرجاعه عندما حاول البعض أن يهدئ الوضع وأن يرجعه.
    روى الشيخ الطوسي في كتاب (الغيبة) قَالَ أَبُو نَصْرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ كِبْرِيَا النَّوْبَخْتِيُّ قَالَ بَلَغَ الشَّيْخَ أَبَا القاسم - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ بَوَّاباً كَانَ لَهُ عَلَى الْبَابِ الْأَوَّلِ قَدْ لَعَنَ مُعَاوِيَةَ وَشَتَمَهُ ؛ فَأَمَرَ بِطَرْدِهِ وَصَرَفَهُ عَنْ خِدْمَتِهِ فَبَقِيَ مُدَّةً طَوِيلَةً يَسْأَلُ فِي أَمْرِهِ ؛ فَلَا وَاللَّهِ مَا رَدَّهُ إِلَى خِدْمَتِهِ ، وَأَخَذَهُ بَعْضُ الْآهِلَةِ فَشَغَلَهُ مَعَهُ )[21].
    ثم قال الراوي أو الشيخ الطوسي : (كُلُّ ذَلِكَ لِلتَّقِيَّةِ ).
    أقول: لا داع لحمل عمل الحسين بن روح على التقية بل هو منسجم مع الجانب الأخلاقي ، كما أنه منسجم مع موقف أمير المؤمنين عليه السلام من اللعن وما عمله مع حجر بن عدي ، وعمرو بن الحمق الخزاعي لما أظهرا البراءة من أهل الشام فقد جاء في الخبر : (خَرَجَ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ يُظْهِرَانِ الْبَرَاءَةَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا عَلِيٌّ [ عليه السلام ] أَنْ كُفَّا عَمَّا يَبْلُغُنِي عَنْكُمَا.
    فَأَتَيَاهُ فَقَالَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَسْنَا مُحِقِّينَ ؟!
    قَالَ : بَلَى .
    [ قالا : أو ليسوا مبطلين ؟.
    قال : بلى ]
    قَالَا : فَلِمَ مَنَعْتَنَا مِنْ شَتْمِهِمْ ؟! .
    قَالَ : كَرِهْتُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا : لَعَّانِينَ ، شَتَّامِينَ تَشْتِمُونَ ، وَتَتَبْرَءُونَ – إلى أن قالت الرواية -
    فَقَالَا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَقْبَلُ عِظَتَكَ وَنَتَأَدَّبُ بِأَدَبِك‏ )[22].
    فموقف الحسين بن روح وموقف أمير المؤمنين عليه السلام واحد فحيث لم يوجد هناك مبرر للتقية عند أمير المؤمنين عليه السلام في منعه السب كذلك عند ابن روح .
    وهنا نسأل ما الموقف السليم الحكيم ؟ هل هو موقف أمير المؤمنين عليه السلام في حرب صفين عندما منع أصحابه عن لعن أهل الشام والحرب قائمة على قدم وساق ، وموقف سفير الإمام الحجة عليه السلام الحسين بن روح في الغيبة الصغرى في طرده الشخص الذي لعن معاوية في مكتبه ببغداد؟ أو بعض المواقف اللامسؤولة التي تصدر من هنا وهناك وتثير نار الفتنة بين المسلمين؟!
    سياسة ابن روح مع مخالفيه:
    دأب الحسين بن روح على سياسة المداراة لمن يخالفه ويتجرأ حتى على لعنه شخصياً حيث يفسح لهم المجال ويحدثهم بما يتلاءم مع معتقداتهم ولا يستفزهم بما يكرهون .
    ومن ذلك الورقة الرابحة التي يروج لها البعض من إعلان بغض الصحابة وسبهم ولعنهم في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، بينما الحسين بن روح كان بعيد المدى وكان على درجة كبيرة من الوعي وأراد أن يفوت الفرصة على من يصطاد في الماء العكر ويفرق كلمة المسلمين فكان يحدث الأشخاص الذين يدخلون عليه من مخالفيه ومبغضيه بفضائل الصحابة التي رووها وسمعوها والتي لم يسمعوا بها ، فكانت مواقف هؤلاء تتبدل منه ويخرجون من عنده بنظرة تختلف عن النظرة التي دخلوا بها عليه .
    قال الشيخ الطوسي في كتاب (الغيبة) قَالَ أَبُو نَصْرٍ هِبَةُ اللَّهِ وَحَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَدَ بْنُ درانويه الْأَبْرَصُ الَّذِي كَانَتْ دَارُهُ فِي دَرْبِ الْقَرَاطِيسِ قَالَ : قَالَ لِي : إِنِّي كُنْتُ أَنَا وَإِخْوَتِي نَدْخُلُ إِلَى أَبِي الْقَاسِمِ الْحُسَيْنِ بْنِ رَوْحٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - نُعَامِلُهُ .
    قَالَ : وَكَانُوا بَاعَةً وَنَحْنُ مَثَلًا عَشَرَةٌ تِسْعَةٌ نَلْعَنُهُ ، وَوَاحِدٌ يُشَكِّكُ ، فَنَخْرُجُ مِنْ عِنْدِهِ بَعْدَ مَا دَخَلْنَا إِلَيْهِ تِسْعَةٌ نَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ بِمَحَبَّتِهِ ، وَوَاحِدٌ وَاقِفٌ ، لِأَنَّهُ كَانَ يُجَارِينَا مِنْ فَضْلِ الصِّحَابَةِ ، مَا رَوَيْنَاهُ ، وَمَا لَمْ نَرْوِهِ ؛ فَنَكْتُبُهُ عَنْهُ لِحُسِنِه - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -[23].
    يبدو أن هؤلاء الداخلين على الحسين بن روح كانوا من غير الشيعة ولم يعرفوا قيمته إلا بعد مخالطته .
    أيها المؤمنون : ما أحوج الأمة الإسلامية إلى مواقف الأئمة من أهل البيت عليهم السلام ومواقف أصحابهم الذين عايشوهم وأخذوا بهديهم وتعاليمهم مثل الحسين بن روح السفير الثالث للإمام الحجة عليه السلام .
    إننا بأمس الحاجة في هذه الأيام إلى عقلانية ابن روح وبعد نظره وحسن سياسته وحنكته في إدارته لشيعة أهل البيت طيلة سفارته التي كانت نحو 21سنة .
    إن المنهجية والسياسة التي كان يستعملها السفير للإمام الحجة عليه السلام الحسين بن روح ، هي المنهجية الصائبة التي استمر عليها أئمة أهل البيت عليهم السلام طوال حياتهم المشرقة وهي منهجية الإسلام الأصيل ، إسلام المحبة والمودة إسلام الوحدة بين المسلمين ، وتوحيد الكلمة ، وكلمة التوحيد ، الإسلام الذي يعترف بالطرف الآخر ولا يلغيه مهما اختلف معه في الرأي والفكر والمعتقد ، إسلام الحوار مع مختلف الأطراف ، الإسلام الذي لا إكراه فيه {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } (البقرة: 256) بل يريد أن يهدي الناس بالفكر والقناعة والمحبة لا بالقوة والإرهاب والتسقيط .


    يتبع...

    تعليق


    • #3
      موقف أهل البيت من مخالفيهم :
      تحدثت في أحاديث سابقة عن موقف أهل البيت عليهم السلام مع من يخالفهم من المسلمين أو غير المسلمين بكل وضح ولا يوجد هناك أي لبس وكانت سيرتهم ومعاملتهم من أرقى السياسات وأحسن صفات مكارم الأخلاق وكيف كان يوصي أئمة أهل البيت أتباعهم بحسن المعاملة مع الآخرين، وقَسَّمْتُهم إلى ثلاثة أقسام :
      1-حُسن معاملة الشيعة بعضهم مع بعض .
      2-حُسن معاملة الشيعة مع من يخالفهم في الولاية والمذهب .
      3-حُسن معاملة الشيعة مع غير المسلمين .
      وحول القسم الثاني - معاملة الشيعة مع غيرهم من المسلمين- وموقف الأئمة عليهم السلام قلت ( معاملة المؤمنين لبقية المسلمين الذين يختلفون معهم في الولاية والمذهب والفقه فلا تقل أهمية عند الإمام الصادق عليه السلام في تركيزه على الانسجام معهم – عن القسم السابق المتقدم - وإرشاد شيعته إلى حسن المعاملة والمعاشرة معهم ودعوتهم إلى التعرف على أئمة أهل البيت ومذهبهم وسيرتهم وأخلاقهم وفي هذا القسم وردت عن الإمام الصادق عليه السلام عشرات الروايات ومنها الصحيحة في حث شيعته ومتابعيه على معاملة مخالفيهم بحسن الخلق والمعاشرة معهم بالحسنى والمداراة وأن يُشيعوا جنائزهم ويُعودوا مرضاهم ويُصلوا معهم وأن يُوأدوا أماناتهم وأن لا يَسبّوهم و لا يَلعنوهم ولا يقولوا لهم خنازير ، بل روايات هذا القسم أكثر عدداً وأصح سنداً من القسم الأول – وقد ذكرنا الكثير منها في أحاديثنا السابقة – ومن الروايات التي لم نذكرها ما روي عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي الْأَحْوَصِ .
      قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام إِنَّ عِنْدَنَا قَوْماً يَقُولُونَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام وَيُفَضِّلُونَهُ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ وَلَيْسَ يَصِفُونَ مَا نَصِفُ مِنْ فَضْلِكُمْ أَنَتَوَلَّاهُمْ ؟
      فَقَالَ لِي : نَعَمْ فِي الْجُمْلَةِ أَلَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله ؟
      وَلِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله عِنْدَ اللَّهِ مَا لَيْسَ لَنَا وَعِنْدَنَا مَا لَيْسَ عِنْدَكُمْ وَعِنْدَكُمْ مَا لَيْسَ عِنْدَ غَيْرِكُمْ .
      إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ الْإِسْلَامَ عَلَى سَبْعَةِ أَسْهُمٍ عَلَى الصَّبْرِ وَالصِّدْقِ وَالْيَقِينِ وَالرِّضَا وَالْوَفَاءِ وَالْعِلْمِ وَالْحِلْمِ ثُمَّ قَسَمَ ذَلِكَ بَيْنَ النَّاسِ فَمَنْ جَعَلَ فِيهِ هَذِهِ السَّبْعَةَ الْأَسْهُمِ فَهُوَ كَامِلٌ مُحْتَمِلُ .
      ثُمَّ قَسَمَ لِبَعْضِ النَّاسِ السَّهْمَ وَلِبَعْضِهِمُ السَّهْمَيْنِ وَلِبَعْضٍ الثَّلَاثَةَ الْأَسْهُمِ وَلِبَعْضٍ الْأَرْبَعَةَ الْأَسْهُمِ وَلِبَعْضٍ الْخَمْسَةَ الْأَسْهُمِ وَلِبَعْضٍ السِّتَّةَ الْأَسْهُمِ وَلِبَعْضٍ السَّبْعَةَ الْأَسْهُمِ.
      فَلَا تَحْمِلُوا عَلَى صَاحِبِ السَّهْمِ سَهْمَيْنِ وَلَا عَلَى صَاحِبِ السَّهْمَيْنِ ثَلَاثَةَ أَسْهُمٍ وَلَا عَلَى صَاحِبِ الثَّلَاثَةِ أَرْبَعَةَ أَسْهُمٍ وَلَا عَلَى صَاحِبِ الْأَرْبَعَةِ خَمْسَةَ أَسْهُمٍ وَلَا عَلَى صَاحِبِ الْخَمْسَةِ سِتَّةَ أَسْهُمٍ وَلَا عَلَى صَاحِبِ السِّتَّةِ سَبْعَةَ أَسْهُمٍ فَتُثَقِّلُوهُمْ ، وَتُنَفِّرُوهُمْ ، وَلَكِنْ تَرْفُقُوا بِهِمْ ، وَسَهِّلُوا لَهُمُ الْمَدْخَلَ .
      وَسَأَضْرِبُ لَكَ مَثَلًا تَعْتَبِرُ بِهِ إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ وَكَانَ لَهُ جَارٌ كَافِرٌ وَكَانَ الْكَافِرُ يُرَافِقُ الْمُؤْمِنَ فَلَمْ يَزَلْ يُزَيِّنُ لَهُ الْإِسْلَامَ حَتَّى أَسْلَمَ فَغَدَا عَلَيْهِ الْمُؤْمِنُ فَاسْتَخْرَجَهُ مِنْ مَنْزِلِهِ فَذَهَبَ بِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ لِيُصَلِّيَ مَعَهُ الْفَجْرَ جَمَاعَةً فَلَمَّا صَلَّى قَالَ لَهُ لَوْ قَعَدْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَعَدَ مَعَهُ.
      فَقَالَ لَهُ لَوْ تَعَلَّمْتَ الْقُرْآنَ إِلَى أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ وَصُمْتَ الْيَوْمَ كَانَ أَفْضَلَ.
      فَقَعَدَ مَعَهُ وَصَامَ حَتَّى صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ .
      فَقَالَ لَهُ لَوْ صَبَرْتَ حَتَّى تُصَلِّيَ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ الْآخِرَةَ كَانَ‏ أَفْضَلَ .
      فَقَعَدَ مَعَهُ حَتَّى صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ الْآخِرَةَ ثُمَّ نَهَضَا .
      وَقَدْ بَلَغَ مَجْهُودَهُ وَحُمِلَ عَلَيْهِ مَا لَا يُطِيقُ .
      فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ غَدَا عَلَيْهِ وَهُوَ يُرِيدُ مِثْلَ مَا صَنَعَ بِالْأَمْسِ فَدَقَّ عَلَيْهِ بَابَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ اخْرُجْ حَتَّى نَذْهَبَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَأَجَابَهُ أَنِ انْصَرِفْ عَنِّي فَإِنَّ هَذَا دِينٌ شَدِيدٌ لَا أُطِيقُهُ .
      فَلَا تَخْرَقُوا بِهِمْ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ إِمَارَةَ بَنِي أُمَيَّةَ كَانَتْ بِالسَّيْفِ وَالْعَسْفِ وَالْجَوْرِ ؟.
      وَأَنَّ إِمَامَتَنَا بِالرِّفْقِ وَالتَّأَلُّفِ وَالْوَقَارِ وَالتَّقِيَّةِ وَحُسْنِ الْخُلْطَةِ وَالْوَرَعِ وَالِاجْتِهَادِ فَرَغِّبُوا النَّاسَ فِي دِينِكُمْ وَفِي مَا أَنْتُمْ فِيه )[24].
      هنا لا بد لنا أن نقف بعض الوقفات مع ما طرحته هذه الرواية فقد تحدثت عن الأقسام الثلاثة من المؤمنين والمخالفين وغير المسلمين).
      وفيما يرجع إلى القسم الثاني نقول :
      1-أن الإمام عليه السلام أشار إلى المخالفين لأهل البيت عليهم السلام فلا بد من مداراتهم ومنع عليه السلام من أن تثقل على من تدعوه إلى الإيمان أو الإسلام سواء كان ثقلا معنوياً فتقحمهم في مفاهيم لا يتمكنوا على هضمها أو جسدياً من حيث الكم والكيف .
      2-منع الإمام عليه السلام أن تنفِّر الآخرين عن الله أو عن رسوله أو عن أهل البيت بحجة الخشونة في ذات الله والتمسك بالدين والمذهب فإن الدين والمذهب سمح وسهل قال تعالى : {.... وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ ....} (الحج: 78).
      وفي رده على سؤال قال الإمام الباقر عليه السلام : ( الدين واسع ولكن الخوارج ضيقوا على أنفسهم لجهلهم )[25].
      وكما أن الخوارج ضيقوا على أنفسهم وكفروا الناس لجهلهم ، كذلك في أيامنا هذه من يكفر الناس أو يضللهم ويخرجهم من الدين والمذهب ليس لعلم بل هو لجهل بالدين وضيق في الأفق والمعرفة .
      3-الأمر بالرفق بهم . فعن الإمام الصادق عليه السلام : ( إن شئتَ أن تُكْرَم فَلِنْ ، وإن شئتَ أن تُهانَ فَخشُنْ )[26].
      4-استعمال أحسن مكارم الأخلاق في التعرف على أهل البيت ومذهبهم : بحسن السياسة المتبعة معهم وأن يطلعوا ويسمعوا محاسن كلام أهل البيت عليهم السلام.
      5-عدم الخرق بهم : الخرق : خَرُقَ يَخْرُقُ فهو أخْرَقُ : إذا حَمْقَ، وخَرِقَ بالشيء : جهله ولم يحسن عمله .
      ثم يقارن الإمام الصادق عليه السلام بين سياسة دولة بني أمية وسياسة أهل البيت حول طرح ولايتهم عليهم السلام .
      وفي رواية أخرى عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ الضَّحَّاكِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي حَدِيثٍ أَنَّهُ جَرَى ذِكْرُ قَوْمٍ .
      قَالَ فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّا لَنَبْرَأُ مِنْهُمْ إِنَّهُمْ لَا يَقُولُونَ مَا نَقُولُ .
      قَالَ فَقَالَ يَتَوَلَّوْنَا وَلَا يَقُولُونَ مَا تَقُولُونَ ، تَبْرَءُونَ مِنْهُمْ ؟
      قُلْتُ : نَعَمْ .
      قَالَ : فَهُوَ ذَا عِنْدَنَا مَا لَيْسَ عِنْدَكُمْ فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَبْرَأَ مِنْكُمْ - إِلَى أَنْ قَالَ - فَتَوَلَّوْهُمْ وَلَا تَبْرَءُوا مِنْهُمْ ) .
      إن هذا قليل من كثير من حث أئمتنا عليهم السلام شيعتهم ومواليهم على الالتزام بالأخلاق الكريمة وحسن المعاشرة مع المؤالف والمخالف .

      والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

      [1] الكافي ج : 3 ص : 422 في الصحيح عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي خُطْبَةِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ .

      [2] حقائق الحقائق في شرح نهج البلاغة للكيدري ج 2 ص 182 .

      [3] معارج نهج البلاغة للبيهقي الأنصاري ص 642 .

      [4] انظر جامع السعادات والتحفة السنية .

      [5] لسان العرب ج 8 ص 91 مادة لعن .

      [6] لسان العرب ج 8 ص 92 مادة لعن .

      [7] الكافي ج : 2 ص : 648 . وعند السنة مثل هذا الحديث كثير .

      [8] - شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني ج 11 ص 118.

      [9] ذكره الشيخ الطوسي في رجاله ص 14 رقم 30 من حرف الجيم من ضمن صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : جرموز الهجيمي سكن البصرة القريعي . وترجمه ابن عبد البر في الاستيعاب ج 1 ص 338 رقم 370 ونقل الحديث عنه . وكذلك ابن حجر في الإصابة ج 1 ص 578 رقم 1126 وذكر الحديث عنه .

      [10] المعجم الكبير للطبراني ج 2ص 283 ح 2180 و2182 ومسند أحمد بن حنبل ج 15 ص 285 ح 20556 .
      وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج8/ص72: رواه أحمد والطبراني من طريق عبيد الله بن هوذة عن رجل عن جرموز ورواه الطبراني من طريق آخر عن عبيد الله بن هوذة عن جرموز وهذه الطريق رجالها ثقات فقد ذكر ابن أبي حاتم جرموزا فقال له صحبة روى عنه عبيد الله بن هوذة .
      وانظر : الآحاد والمثاني ج2/ص395- 396.

      [11] الطبقات الكبرى ج7/ص79.

      [12] مستدرك‏ الوسائل ج : 9 ص : 139ح 10487

      [13] مستدرك ‏الوسائل ج : 9 ص : 139ح 10485

      [14]الكافي ج : 5 ص : 514

      [15] مستدرك‏ الوسائل ج : 14 ص : 247 ح 16608.

      [16] وسائل‏ الشيعة ج : 27 ص : 272 ح 33756.

      [17]المناقب ج : 4 ص : 276.

      [18] الكافي ج : 2 ص : 326.

      [19] بحار الأنوار ج : 72 ص : 263 ح71.

      [20] مستدرك الوسائل ج : 9 ص : 139ح 10486 .

      [21] بحار الأنوار ج : 51 ص : 357.

      [22] وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 103 وعنه في بحارا لأنوار ج : 32 ص : 399.

      [23] بحار الأنوار ج : 51 ص : 357.

      [24] وسائل‏الشيعة ج : 16 ص 164- 165 ح 21248.

      [25] الكافي ج 2 ص 405.

      [26] بحار الأنوار ج 78 ص 269 حديث 109 .

      منقوول

      تعليق


      • #4
        شكرا لك اخ احمد بارك الله فيك..

        تعليق


        • #5
          مجهود رائع بارك الله بيك

          حتى الآن ما قرأت ولكن نسخت لأقرأ

          بوركتم...

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك يا جوهره نادره في ساحت
            الوغى تلمع بين السيوف , وياحض من يبحث
            عنها او يجدها , انها عزيزه وغاليه بينها وبين
            الناس الجنه والجنه تريد الدين والدين الاخلاق
            والدين المعامله فأخي أسأل القوم من اجاز
            العن للشيخين الأمام على صاحب قضيه الولايه هل امر شيعته وهو حاكم للقضيتين
            مظلوميه الزهراء وسرقه الخلافه او الولايه
            وهل احق الناس بألأتباع علي او من اجاز اللعن بعد اربع قرون
            وأنا الجأ اليك لعلمك وحرصك على البحث المفيد للأمه ومذهب ال البيت فالتيار المعادي
            للصحابه والشيخين قوي ويسبب ردت فعل قويه ومبقضه للموالين تتسبب في الفتنه والصراع وليست اي ضروره للمذهب نجدها ضروره في الدين ( القرآن والسنه)
            وعذرنى ان اطلت وفقك الله في جمع الامه
            ومتابعين

            تعليق


            • #7
              ههه

              واحد يطبل و الاخر يزمر .



              حبيبي .


              قال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: ( ما بعثت لعّانا ولا سبّابا) [2] .
              وفي نص آخر قال النبي عليه السّلام: ( ما بعثت سبّابا ولا لعّانا ) [3].
              يعتبر علماء الأخلاق اللعن بداية من مساوئ الأخلاق [4] سواء كان اللعن السبِّي أو اللعن بمعنى الدعاء على الغير فإنه وإن كان جائزاً أو راجحاً بالعنوان الثانوي إلا أنه في حد ذاته وبالعنوان الأولي من الأمور المرجوحة

              الاحاديث و الأيات التي كتبتها ..
              هذه احاديث مطلقه .جاءت احاديث اخرى او ايات اخرى و قيدتها .


              يعني ما اعرف اشلون افهمك ..

              "احيانا تكون ايه مطلقة مثل :

              {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ }البقرة193
              {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة5

              و هي تعني ان نقاتل كل المشركين و الكفار حتى لا تكون فتنة تعني قتالهم ابتداء

              ثم تأت اية اخرى تقيد المطلق :



              {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة8


              ومن جهه اخرى :

              هناك ايات عامة جاءت السنه لتخصيص العام او لتقييد المطلق


              وكذلك
              قوله تعالى ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ )


              فجاءت السنة و قيدته
              ( 2 ) روي الشيخ الكليني - رحمه الله - بسنده عن محمد بن يحيي ، عن أحمد وعبد الله ابني محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن هاشم بن سالم عن أبي عبد الله - عليه السلام - : « لا ميراث للقاتل » الكافي 141 : 7 ، رقم 5 . و روي المتقي الهندي : ( لا يرث قاتل من دية من قتل ) ، كنز العمال : 11 : 7 ، رقم 30435 .
              فأخرجت القاتل من الإرث ..

              و هكذا ..

              و كذلك بالنسبه للسب و الشتم من يستحق هذا ..

              أولا :الأصل لايجوز سب و شتم الإنسان ..

              ولكن الإنسانا لذي وضع نفسه في موقع السب و الشتم .او ابتدع في الدين .او يمارس التعميه على العامه ..او قتل و سفك الدماء ..
              فإن السب يسقطه من اعين المضللين و لعنه ايضا

              و هذا ما نستشفه من قوله تعالى :
              {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً }النساء148

              و كذلك قول الرسول ص :

              الكافي: ج 2 - ص 375( محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن داود ابن سرحان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة .


              وهذا لإسقاط اهل الريب و البدع من اعين الناس

              و كذلك قول الوصي ع :

              نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 1 - ص 56
              19 - ومن كلام له عليه السلام قاله للأشعث بن قيس وهو على منبر الكوفة يخطب فمضى في بعض كلامه شئ اعترضه الأشعث فقال يا أمير المؤمنين هذه عليك لا لك فخفض عليه السلام إليه بصره فقال ما يدريك ما علي مما لي عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين . حائك ابن حائك منافق بن كافر والله لقد أسرك الكفر مرة والاسلام أخرى .)






              لذا لا يجوز ان نقدم ارائنا على اراء القرأن و الرسول ص و الأئمه ..

              فوالله لو ان الخوارج ما قدموا اراهم على رأي الإمام ع ما اصبحوا خوارج ..ف انتقلبوا من أولياء الله الى كلاب النار كما في الحديث الشريف ..

              لذا ارجوا من الأخوه تفهمم و تعقل الحديث و البحث و القراءه أكثر فنحن في زمن الغيبه ..ومهمتنا واضحه ..نملك اللغة العربيه وهذه نعمة و لدينا القرأن و السنة باللغة العربية
              اقول هذا
              والله العالم

              تعليق


              • #8


                اشكر الاخوة على مداخلاتهم .... فوالله المذهب الشيعي لا زال بخير ... باستثناء بعض الاصوات التي تدعو الى الفرقة و التباعد ....

                و الحمد لله رب العالمين

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ابوالحسنين
                  ههه
                  واحد يطبل و الاخر يزمر .
                  حبيبي .
                  الاحاديث و الأيات التي كتبتها ..
                  هذه احاديث مطلقه .جاءت احاديث اخرى او ايات اخرى و قيدتها .
                  يعني ما اعرف اشلون افهمك ..
                  "احيانا تكون ايه مطلقة مثل :
                  {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ }البقرة193
                  {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة5
                  و هي تعني ان نقاتل كل المشركين و الكفار حتى لا تكون فتنة تعني قتالهم ابتداء
                  ثم تأت اية اخرى تقيد المطلق :
                  {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة8
                  ومن جهه اخرى :
                  هناك ايات عامة جاءت السنه لتخصيص العام او لتقييد المطلق
                  وكذلك
                  قوله تعالى ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ )
                  فجاءت السنة و قيدته
                  ( 2 ) روي الشيخ الكليني - رحمه الله - بسنده عن محمد بن يحيي ، عن أحمد وعبد الله ابني محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن هاشم بن سالم عن أبي عبد الله - عليه السلام - : « لا ميراث للقاتل » الكافي 141 : 7 ، رقم 5 . و روي المتقي الهندي : ( لا يرث قاتل من دية من قتل ) ، كنز العمال : 11 : 7 ، رقم 30435 .
                  فأخرجت القاتل من الإرث ..
                  و هكذا ..
                  و كذلك بالنسبه للسب و الشتم من يستحق هذا ..
                  أولا :الأصل لايجوز سب و شتم الإنسان ..
                  ولكن الإنسانا لذي وضع نفسه في موقع السب و الشتم .او ابتدع في الدين .او يمارس التعميه على العامه ..او قتل و سفك الدماء ..
                  فإن السب يسقطه من اعين المضللين و لعنه ايضا
                  و هذا ما نستشفه من قوله تعالى :
                  {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً }النساء148
                  و كذلك قول الرسول ص :
                  الكافي: ج 2 - ص 375( محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن داود ابن سرحان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة .
                  وهذا لإسقاط اهل الريب و البدع من اعين الناس
                  و كذلك قول الوصي ع :
                  نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 1 - ص 56
                  19 - ومن كلام له عليه السلام قاله للأشعث بن قيس وهو على منبر الكوفة يخطب فمضى في بعض كلامه شئ اعترضه الأشعث فقال يا أمير المؤمنين هذه عليك لا لك فخفض عليه السلام إليه بصره فقال ما يدريك ما علي مما لي عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين . حائك ابن حائك منافق بن كافر والله لقد أسرك الكفر مرة والاسلام أخرى .)
                  لذا لا يجوز ان نقدم ارائنا على اراء القرأن و الرسول ص و الأئمه ..
                  فوالله لو ان الخوارج ما قدموا اراهم على رأي الإمام ع ما اصبحوا خوارج ..ف انتقلبوا من أولياء الله الى كلاب النار كما في الحديث الشريف ..
                  لذا ارجوا من الأخوه تفهمم و تعقل الحديث و البحث و القراءه أكثر فنحن في زمن الغيبه ..ومهمتنا واضحه ..نملك اللغة العربيه وهذه نعمة و لدينا القرأن و السنة باللغة العربية
                  اقول هذا
                  والله العالم



                  اخي الكريم ..... وجود رواية او روايتين تدعوان الى السب و الشتم ... هذا لا يتوافق مع الخط العام لأئمتنا عليهم السلام
                  س

                  تعليق


                  • #10
                    بارك الله بك أخي الكريم أحمد9666

                    بمجرد التفكير في كلمتي السب والشتم يشعر الإنسان بالتقزز وإن إضطر الى ذلك إنسان عاقل في حالة غضب نجد أنه يعتبر ذلك معصية ويستغفر بعدها مباشرة

                    السب والشتم من صفات الضعفاء الذين لا يقدرون على مواجهة الحجة بالحجة ولذلك يفقدون صوابهم ويكيلون السباب والشتائم على الغير، وهذا أيضا يدل على إنعدام الحكمة لدى هؤلاء

                    ربما نلتمس العذر لو أن شخصا إضطر الى ذلك في حالة غضب وفي حالات نادرة ولكن دون أن يجعل من ذلك عادة أو عبادة، أرجو أن لا يفهم من كلامي أنني في حالات نادرة أبرر السب والشتم، كلا ليس هذا ما أقصد، إنما أضع في إعتباري الحالات النفسية القاسية التي يعاني منها بعض الأفراد الذين تنتباهم نوبات غضب شديدة تفقدهم التحكم على عقولهم

                    ولكن بعض الجهلة من الشيعة يتمسكون ببعض الروايات الضعيفة التي لا يعرف اصلها من فصلها ليثبتوا أن أئمتنا كانوا سبابين وشتامين ولعانين، لا أدري ما إذا كانوا هؤلاء في وعيهم الكامل عندما ينسبون مثل هذه الصفات الى أئمة أهل البيت أم أنهم مغيبون عقليا؟ ألا يعلمون أنهم يسيئون الى أهل البيت بهذه التصريحات؟

                    أما بالنسبة للعن فقد ذكرتم ما يكفي في طرحكم المميز لتوضيح الفرق بين اللعن الإلهي ولعن البشر وأن النبي (ص) والأئمة عليهم السلام منعوا شيعتهم من لعن مخالفيهم. حتى أن الإمام علي (ع) عندما سمع أن بعض أصحابه يلعنون الذين قاتلوه في صفين حذرهم من تكرار ذلك وفعلا إلتزموا بكلامه.

                    أريد أن أطرح سؤالا على الذين يقولون أن اللعن حقيقة قرآنية، ما هو الثواب الذي وعد الله االلعانين؟ أليس لكل عمل صالح ثواب؟ هل ذكر الله في كتابه المجيد أن اللعن فرض على كل مسلم حتى لو كان يترتب عليه ضرر للإسلام والمسلمين؟

                    كما ذكرتم أخي الكريم أن الخط العام لأئمتنا الأطهار هو عدم السب والشتم لأن ذلك يتنافى مع مكارم الأخلاق، ويخطئ في حقهم بل ويتجاسر عليهم من يقول فيهم غير ذلك!

                    شكرا لك وجزاكم الله خيرا

                    تعليق


                    • #11
                      اخي الكريم ..... وجود رواية او روايتين تدعوان الى السب و الشتم ... هذا لا يتوافق مع الخط العام لأئمتنا عليهم السلام
                      س

                      انا فتحت موضوع كامل عت هذا الموضوع ..
                      والموضوع ليس روايه ولا روايتين

                      http://www.yahosain.net/vb/showthread.php?t=143706
                      إذا كان كلام الرسول ص شاذ و القرأن شاذ و اقوال الأئمة شاذ ..فعلى الدنيا السلام ..



                      من نسب نحن ..???

                      من نلعن نحن ..??

                      هل يوجد انسان عاقل سشك في ان .."ابو بكر و عمر و عثمان و عائشه و حفصه و معاويه " ظالمون ؟؟؟

                      ـــــــــ
                      و ما دام رأيكم هذا ..

                      فأرجوا ان لاتسبوا يزيد

                      أرجو عدم سب يزيد

                      ارجو عدم سب يززززيد ؟
                      أرجو عدم سب عمر بن سعد لان
                      الرسول ص يقول.( ما بعثت لعّانا ولا سبّابا) [2] .
                      وفي نص آخر قال النبي عليه السّلام: ( ما بعثت سبّابا ولا لعّانا ) [3].
                      يعتبر علماء الأخلاق اللعن بداية من مساوئ الأخلاق [4]
                      .لا بل يجب ان تترضوا عليه كما فعل أحمد بن حنبل عليه لعائن الله ؟؟
                      سبحان الله

                      أقول لكم حديث للرسول ص ..ومع هذا لا زال هناك من يناقش ..
                      أقول لهم كلام الإمام علي و لا زالوا على مواقفهم ..


                      أهذا دين ام طين

                      تعليق


                      • #12
                        ههه

                        واحد يطبل و الاخر يزمر .



                        حبيبي .


                        ووا حد مشتهي يلعن ومب لاقي .... عندك الشيطان الرجيم ,,, والسنه مايلعنونه بل يتعوذون بالله منه وامامك الدين كله وامثله كثيره للأتباع وكل نفس بما كسبت رهينه
                        ولم يأتى اي دليل من القرآن والسنه بان اللعن
                        والتبرآ عباده او دين ومن تلعنوهم لم يلعنهم
                        الامام علي وان كان عندك دليل من علي فأغثنا وهو باب العلم والحجه والشجاع البطل
                        اما اذا كانت ادلتك لمن كتبو بعد القرن الرابع
                        فهم الذين قالو بالتحريف وليس كلهم بل اكثرهم وعفو ا على الاطا له,

                        تعليق


                        • #13
                          اللهم صل على محمد وآل محمد

                          السلام عليكم
                          :

                          لا شك أن التقية مطلوبه

                          لكن اللعن يكون في مواضع نلعن فيها أعداء الله وفق مباديء قرآنية و أحاديث موثوقة

                          وليس لعناً لمجرد إستفزاز من أمامنا ..

                          في الرد الأول :
                          - عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فَقَالَ لِي مُبْتَدِئاً: يَا سَمَاعَةُ مَا هَذَا الَّذِي كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ جَمَّالِكَ؟ إِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ فَحَّاشاً أَوْ صَخَّاباً أَوْ لَعَّاناً !!.
                          فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ ذَلِكَ أَنَّهُ ظَلَمَنِي .

                          فَقَالَ : إِنْ كَانَ ظَلَمَكَ لَقَدْ أَرْبَيْتَ عَلَيْهِ ، إِنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ فِعَالِي ، وَلَا آمُرُ بِهِ شِيعَتِي اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ وَلَا تَعُدْ .
                          قُلْتُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَلَا أَعُودُ[18].

                          لعن الظآلمين لكم أهل البيت هذا اللعن كمعنى لما ورد في القُرآن
                          فلم يرد اللعن إلا فيمن تعدى حدوده مع الله والنبيوأهل بيته وتعدى على حُرم المسلمين ..ففي الرواية كان النبي يُحذر من أن ينال المسلم أخيه المسلم
                          لرضا نفسه وفي غير وجه الله ,لا أقول أن اللعن أساسها إنما براءة مُعلنة أمام الله
                          ولا أقول أن كل مافي القلب تترجمه الحواس بل أن الذي في القلب لربما أقوى
                          مما ظهر على الإنسان , والظاهر يجب أن لا يكون بخلاف الباطن .
                          فالنبي يقول: كونوا دُعاتنا لنا بألسنتكم وبغير ألسنتكم .
                          خلاصة الأمر ما فهمته من موضوعك هو [تبادل اللعن] فيما بيننا وبين الأعضاء
                          وغيرهم ممن اختلفوا وإيانا بمسألة وهذا أنا أتفق فيه ولكن من يتعرض لعقيدتي
                          ولأهل البيت تعمداً فقط لأنه لم يجد ما يسعفه في اسقاط عقيدتي فسأشمله مع
                          الظالمين ..
                          وحتى لا أجحف حق الموضوع فقد استفدت منه كثيراً وما كان ردي الثاني
                          إلا لعدم تزكيتي في بعض الموارد التي ظهرت فيها اثار غضبي
                          ويشهد الله أنها في سبيله فقط وليست في سبل غيره ..
                          بوركتم وأعتذر عن الإطالة...
                          التعديل الأخير تم بواسطة -أمةُ الزهراء-; الساعة 31-10-2010, 05:40 PM.

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة @وراء الحقيقة @
                            ههه

                            واحد يطبل و الاخر يزمر .



                            حبيبي .


                            ووا حد مشتهي يلعن ومب لاقي .... عندك الشيطان الرجيم ,,, والسنه مايلعنونه بل يتعوذون بالله منه وامامك الدين كله وامثله كثيره للأتباع وكل نفس بما كسبت رهينه
                            ولم يأتى اي دليل من القرآن والسنه بان اللعن
                            والتبرآ عباده او دين ومن تلعنوهم لم يلعنهم
                            الامام علي وان كان عندك دليل من علي فأغثنا وهو باب العلم والحجه والشجاع البطل
                            اما اذا كانت ادلتك لمن كتبو بعد القرن الرابع
                            فهم الذين قالو بالتحريف وليس كلهم بل اكثرهم وعفو ا على الاطا له,
                            ايها الزميل
                            اللعن منهج قرآني للظالمين والسب و يختلف عن اللعن
                            قال الله تعالى{وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (108) سورة الأنعام
                            قال الله تعالى{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } (159) سورة البقرة
                            أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون، بيان لجزاء بغي الكاتمين لما أنزله الله من الآيات و الهدى، و هو اللعن من الله، و اللعن من كل لاعن، و قد كرر اللعن لأن اللعن مختلف فإنه من الله التبعيد من الرحمة و السعادة و من اللاعنين سؤاله من اللهو قد أطلق اللعن منه و من اللاعنين و أطلق اللاعنين، و هو يدل على توجيه كل اللعن من كل لاعن إليهم

                            اماابن صهاك يسب المشركين الذي نهانا الله عن سبهم فهو سببا فهذا السباب انتم من تأخذون بسنته
                            في رواية :البخاري ومسلم في الصحيحي
                            عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما (( أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه جَاءَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ , وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا كِدْتُ أُصَلِّي الْعَصْرَ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ . فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : وَاَللَّهِ مَا صَلَّيْتُهَا . قَالَ : فَقُمْنَا إلَى بَطْحَانَ , فَتَوَضَّأَ لِلصَّلاةِ , وَتَوَضَّأْنَا لَهَا , فَصَلَّى الْعَصْرَ بَعْدَ مَا غَرَبَتْ الشَّمْسُ . ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا الْمَغْرِبَ )
                            فالقران الكريم يلعن الظالمين
                            ويلعنهم الله ونلعنهم نحن ونتبع القرآن بذلك
                            اما انتم فاتبعو ا ابن صهاك بالسب

                            تعليق


                            • #15
                              ايها الزميل احمد تفسيرك للعن لابن كثير وابن منظور هؤلاء حجة عليك لاعلينا
                              جاء في تفسير الاية 159 من سورة البقرة في الميزان للسيد آية الله العظمى محمد حسين الطبا طبائي قدس سره الشريف إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (159)
                              قوله تعالى: أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون، بيان لجزاء بغي الكاتمين لما أنزله الله من الآيات و الهدى، و هو اللعن من الله، و اللعن من كل لاعن، و قد كرر اللعن لأن اللعن مختلف فإنه من الله التبعيد من الرحمة و السعادة و من اللاعنين سؤاله من الله، و قد أطلق اللعن منه و من اللاعنين و أطلق اللاعنين، و هو يدل على توجيه كل اللعن من كل لاعن إليهم و الاعتبار يساعد عليه فإن الذي يقصده لاعن بلعنه هو البعد عن السعادة، و لا سعادة بحسب الحقيقة، إلا السعادة الحقيقية الدينية، و هذه السعادة لما كانت مبينة من جانب الله، مقبولة عند الفطرة، فلا يحرم عنها محروم إلا بالرد و الجحود، و كل هذا الحرمان إنما هو لمن علم بها و جحدها عن علم دون من لا يعلم بها و لم تبين له، و قد أخذ الميثاق على العلماء أن يبثوا علمهم و ينشروا ما عندهم من الآيات و الهدى، فإذا كتموه و كفوا عن بثه فقد جحدوه فأولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون
                              فعندما نلعن الظالم نسأل الله بذلك وهذا اللعن منه في القرآن للظالمين اما ان حضرتك تجتهد لكي لانلعن ظالمي آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم لانهم شيوخك وائمتك فلا تمني نفسك به

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X