ما أعظم ما نواجه ، وما أقل ما نعلم؟! فهل فكرت في معنى إكمال الدين وإتمام النعمة؟ وأن إيصال الإنسان الى كماله الذي هو غرض بعثة النبي صلى الله عليه وآله وجميع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ، مرتبط بعلي بن أبي طالب !
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، لأن غاية تكوين الخلق، ونتيجة كل النعم التي لا تعد ولا تحصى ، لا تتم على البشرية إلا بدور علي بن أبي طالب عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله .
نعم ، المسألة بهذه الأهمية لكنا لا نفهمها حق فهمها ، والذين هم أكبر منا لايفهمونها حق فهمها ! والذي يفهم واقعها وأهميتها ، هو الذي فهم أنه سيترتب على تغيير قريش لمسار الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وآله أن كل شئ سوف يتغير ، وأن الغرض والغاية من البعثة سوف ينقضان !
هو الذي فهم ماذا سيحدث على العالم إذا لم يحل القمر مكان الشمس ، وحلت مكانها ظلمات الجهل! وماذا سيحدث إذا باع المسلمون الى شعوب العالم الحديد الصدئ بدل الذهب ، باسم الإسلام والوحي والقرآن !
الذي فهم ذلك، وبذل وجوده من أجل هذا الفهم النبوي، وتحمل ما يترتب عليه من مصائب حتى الموت، هي فاطمة الزهراء عليها السلام .. وما أدراك ما فاطمة!!
سنتكلم فيما بقي من وقتنا مع ثلاثة أشخاص ، أحدهم إمام المفسرين جار الله الزمخشري ، والثاني إمام المشككين بهلوان المعقول والمنقول الفخر الرازي ، والثالث إمام اللغة صاحب القاموس الفيروز آبادي. فأولئك الذين هم أفقه القوم يفهمون ماذا قيل ، وما هي نتيجته ؟
إن مسألة معرفة الصديقة الزهراء عليها السلام لابد أن تستند الى البرهان ، وما سأقوله الآن يستند الى ثلاثة شهود لايمكن ردها: القرآن والسنة والإجماع .
أورد الفخر الرازي في الجزء السابع والعشرين من تفسيره ص165، في تفسير آية: قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَاحُسْنا ًإِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (سورة الشورى:23 ) ، بضعة عشر حديثاً عن الزمخشري، وقال فيما قال: ( نقل صاحب الكشاف عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من مات على حب آل محمد مات شهيداً.
ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له.
ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائباً.
ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الايمان.
ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير.
ألا ومن مات عل حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها.
ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة.
ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة.
ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة.
ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً.
ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة ).
ثم قال الرازي: هذاهو الذي رواه صاحب الكشاف وأنا أقول: آل محمد صلى الله عليه وآله هم الذين يؤول أمرهم إليه، فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل ، ولاشك أن فاطمة وعلياً والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد التعلقات، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر، فوجب أن يكونوا هم الآل. وأيضاً اختلف الناس في الآل فقيل هم الأقارب وقيل هم أمته . فإن حملناه على القرابة فهم الآل ، وإن حملناه على الأمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضاً آل ، فثبت أنهم على جميع التقديرات هم الآل .
وأما غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل ؟ فمختلف فيه.
وروى صاحب الكشاف أنه لما نزلت هذه الآية قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟فقال: علي وفاطمة وابناهما، فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبي صلى الله عليه وآله ، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم . ويدل عليه وجوه:
الأول: قوله تعالى (إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) ووجه الاستدلال به ما سبق.
الثاني: لاشك أن النبي(ص)كان يحب فاطمة، قال: (فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها) وثبت بالنقل المتواتر عن محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يحب علياً، والحسن ، والحسين. وإذاثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله لقوله (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، ولقوله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) ولقوله (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ). وقوله سبحانه (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةًٌ).
الثالث: أن الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وهو قوله: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وارحم محمداً وآل محمد ، وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل ، فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب . وقال الشافعي (رض):
يا راكباً قف بالمحصب من منى واهتف بساكن خيفها والناهض
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى فيضاً كملتطم الفرات الفائض
إن كان رفضاً حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي
المسألة الثالثة: قوله (إلا المودة في القربى) فيه منصب عظيم للصحابة لأنه تعالى قال (والسابقون السابقون أولئك المقربون) فكل من أطاع الله كان مقرباً عند الله تعالى فدخل تحت قوله (إلا المودة في القربى).
والحاصل أن هذه الآية تدل على وجوب حب آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب أصحابه ، وهذا المنصب لا يسلم إلا على قول أصحابنا أهل السنة والجماعة الذين جمعوا بين حب العترة والصحابة.
وسمعت بعض المذكرين قال إنه صلى الله عليه وسلم قال: (مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا). وقال: (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)، ونحن الآن في بحر التكليف وتضربنا أمواج الشبهات والشهوات ، وراكب البحر يحتاج إلى أمرين: أحدهما السفينة الخالية عن العيوب والثقب. والثاني الكواكب الظاهرة الطالعة النيرة ، فإذا ركب تلك السفينة ووقع نظره على تلك الكواكب الظاهرة، كان رجاء السلامة غالباً ، فكذلك ركب أصحابنا أهل السنة سفينة حب آل محمد ، ووضعوا أبصارهم على نجوم الصحابة ، فرجوا من الله تعالى أن يفوزوا بالسلامة والسعادة والآخرة.
ثم تابع الرازي: ولنرجع إلى التفسير: أورد صاحب الكشاف على نفسه سؤالاً فقال: هلاَّ قيل إلا مودة القربى أو إلا مودة للقربى ، وما معنى قوله (إلا المودة في القربى)؟ وأجاب عنه بأن قال جعلوا مكاناً للمودة ومقراً لها كقولك لي في آل فلان مودة ولي فيهم هوى وحب شديد، تريد أحبهم وهم مكان حبي ومحله).
انتهى كلام الرازي ، وقد زاد على ما قاله الزمخشري، واستعمل قدرته علىالتفنن في تضييع حق آل البيت الطاهرين عليهم السلام ، وتضعيف حديث سفينة نوح الصحيح، وتقوية الحديث الذي اعترفوا بوضعه: أصحابي كالنجوم !
لاحظوا أنه اعترف بأن (الآل) تشمل المتفق عليهم أنهم آل النبي صلى الله عليه وآله وهم من كان النبي أشد تعلقاً بهم، وتشمل المختلف فيهم!
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، لأن غاية تكوين الخلق، ونتيجة كل النعم التي لا تعد ولا تحصى ، لا تتم على البشرية إلا بدور علي بن أبي طالب عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله .
نعم ، المسألة بهذه الأهمية لكنا لا نفهمها حق فهمها ، والذين هم أكبر منا لايفهمونها حق فهمها ! والذي يفهم واقعها وأهميتها ، هو الذي فهم أنه سيترتب على تغيير قريش لمسار الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وآله أن كل شئ سوف يتغير ، وأن الغرض والغاية من البعثة سوف ينقضان !
هو الذي فهم ماذا سيحدث على العالم إذا لم يحل القمر مكان الشمس ، وحلت مكانها ظلمات الجهل! وماذا سيحدث إذا باع المسلمون الى شعوب العالم الحديد الصدئ بدل الذهب ، باسم الإسلام والوحي والقرآن !
الذي فهم ذلك، وبذل وجوده من أجل هذا الفهم النبوي، وتحمل ما يترتب عليه من مصائب حتى الموت، هي فاطمة الزهراء عليها السلام .. وما أدراك ما فاطمة!!
سنتكلم فيما بقي من وقتنا مع ثلاثة أشخاص ، أحدهم إمام المفسرين جار الله الزمخشري ، والثاني إمام المشككين بهلوان المعقول والمنقول الفخر الرازي ، والثالث إمام اللغة صاحب القاموس الفيروز آبادي. فأولئك الذين هم أفقه القوم يفهمون ماذا قيل ، وما هي نتيجته ؟
إن مسألة معرفة الصديقة الزهراء عليها السلام لابد أن تستند الى البرهان ، وما سأقوله الآن يستند الى ثلاثة شهود لايمكن ردها: القرآن والسنة والإجماع .
أورد الفخر الرازي في الجزء السابع والعشرين من تفسيره ص165، في تفسير آية: قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَاحُسْنا ًإِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (سورة الشورى:23 ) ، بضعة عشر حديثاً عن الزمخشري، وقال فيما قال: ( نقل صاحب الكشاف عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من مات على حب آل محمد مات شهيداً.
ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له.
ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائباً.
ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الايمان.
ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير.
ألا ومن مات عل حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها.
ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة.
ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة.
ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة.
ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً.
ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة ).
ثم قال الرازي: هذاهو الذي رواه صاحب الكشاف وأنا أقول: آل محمد صلى الله عليه وآله هم الذين يؤول أمرهم إليه، فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل ، ولاشك أن فاطمة وعلياً والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد التعلقات، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر، فوجب أن يكونوا هم الآل. وأيضاً اختلف الناس في الآل فقيل هم الأقارب وقيل هم أمته . فإن حملناه على القرابة فهم الآل ، وإن حملناه على الأمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضاً آل ، فثبت أنهم على جميع التقديرات هم الآل .
وأما غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل ؟ فمختلف فيه.
وروى صاحب الكشاف أنه لما نزلت هذه الآية قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟فقال: علي وفاطمة وابناهما، فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبي صلى الله عليه وآله ، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم . ويدل عليه وجوه:
الأول: قوله تعالى (إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) ووجه الاستدلال به ما سبق.
الثاني: لاشك أن النبي(ص)كان يحب فاطمة، قال: (فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها) وثبت بالنقل المتواتر عن محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يحب علياً، والحسن ، والحسين. وإذاثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله لقوله (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، ولقوله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) ولقوله (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ). وقوله سبحانه (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةًٌ).
الثالث: أن الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وهو قوله: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وارحم محمداً وآل محمد ، وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل ، فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب . وقال الشافعي (رض):
يا راكباً قف بالمحصب من منى واهتف بساكن خيفها والناهض
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى فيضاً كملتطم الفرات الفائض
إن كان رفضاً حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي
المسألة الثالثة: قوله (إلا المودة في القربى) فيه منصب عظيم للصحابة لأنه تعالى قال (والسابقون السابقون أولئك المقربون) فكل من أطاع الله كان مقرباً عند الله تعالى فدخل تحت قوله (إلا المودة في القربى).
والحاصل أن هذه الآية تدل على وجوب حب آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب أصحابه ، وهذا المنصب لا يسلم إلا على قول أصحابنا أهل السنة والجماعة الذين جمعوا بين حب العترة والصحابة.
وسمعت بعض المذكرين قال إنه صلى الله عليه وسلم قال: (مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا). وقال: (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)، ونحن الآن في بحر التكليف وتضربنا أمواج الشبهات والشهوات ، وراكب البحر يحتاج إلى أمرين: أحدهما السفينة الخالية عن العيوب والثقب. والثاني الكواكب الظاهرة الطالعة النيرة ، فإذا ركب تلك السفينة ووقع نظره على تلك الكواكب الظاهرة، كان رجاء السلامة غالباً ، فكذلك ركب أصحابنا أهل السنة سفينة حب آل محمد ، ووضعوا أبصارهم على نجوم الصحابة ، فرجوا من الله تعالى أن يفوزوا بالسلامة والسعادة والآخرة.
ثم تابع الرازي: ولنرجع إلى التفسير: أورد صاحب الكشاف على نفسه سؤالاً فقال: هلاَّ قيل إلا مودة القربى أو إلا مودة للقربى ، وما معنى قوله (إلا المودة في القربى)؟ وأجاب عنه بأن قال جعلوا مكاناً للمودة ومقراً لها كقولك لي في آل فلان مودة ولي فيهم هوى وحب شديد، تريد أحبهم وهم مكان حبي ومحله).
انتهى كلام الرازي ، وقد زاد على ما قاله الزمخشري، واستعمل قدرته علىالتفنن في تضييع حق آل البيت الطاهرين عليهم السلام ، وتضعيف حديث سفينة نوح الصحيح، وتقوية الحديث الذي اعترفوا بوضعه: أصحابي كالنجوم !
لاحظوا أنه اعترف بأن (الآل) تشمل المتفق عليهم أنهم آل النبي صلى الله عليه وآله وهم من كان النبي أشد تعلقاً بهم، وتشمل المختلف فيهم!
تعليق