إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ساضع اقدامي ... ولا ارفعهن الا ان تثبتوا لنا ا

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما أعظم ما نواجه ، وما أقل ما نعلم؟! فهل فكرت في معنى إكمال الدين وإتمام النعمة؟ وأن إيصال الإنسان الى كماله الذي هو غرض بعثة النبي صلى الله عليه وآله وجميع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ، مرتبط بعلي بن أبي طالب !

    الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، لأن غاية تكوين الخلق، ونتيجة كل النعم التي لا تعد ولا تحصى ، لا تتم على البشرية إلا بدور علي بن أبي طالب عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله .

    نعم ، المسألة بهذه الأهمية لكنا لا نفهمها حق فهمها ، والذين هم أكبر منا لايفهمونها حق فهمها ! والذي يفهم واقعها وأهميتها ، هو الذي فهم أنه سيترتب على تغيير قريش لمسار الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وآله أن كل شئ سوف يتغير ، وأن الغرض والغاية من البعثة سوف ينقضان !
    هو الذي فهم ماذا سيحدث على العالم إذا لم يحل القمر مكان الشمس ، وحلت مكانها ظلمات الجهل! وماذا سيحدث إذا باع المسلمون الى شعوب العالم الحديد الصدئ بدل الذهب ، باسم الإسلام والوحي والقرآن !
    الذي فهم ذلك، وبذل وجوده من أجل هذا الفهم النبوي، وتحمل ما يترتب عليه من مصائب حتى الموت، هي فاطمة الزهراء عليها السلام .. وما أدراك ما فاطمة!!

    سنتكلم فيما بقي من وقتنا مع ثلاثة أشخاص ، أحدهم إمام المفسرين جار الله الزمخشري ، والثاني إمام المشككين بهلوان المعقول والمنقول الفخر الرازي ، والثالث إمام اللغة صاحب القاموس الفيروز آبادي. فأولئك الذين هم أفقه القوم يفهمون ماذا قيل ، وما هي نتيجته ؟
    إن مسألة معرفة الصديقة الزهراء عليها السلام لابد أن تستند الى البرهان ، وما سأقوله الآن يستند الى ثلاثة شهود لايمكن ردها: القرآن والسنة والإجماع .
    أورد الفخر الرازي في الجزء السابع والعشرين من تفسيره ص165، في تفسير آية: قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَاحُسْنا ًإِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (سورة الشورى:23 ) ، بضعة عشر حديثاً عن الزمخشري، وقال فيما قال: ( نقل صاحب الكشاف عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من مات على حب آل محمد مات شهيداً.
    ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له.
    ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائباً.
    ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الايمان.
    ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير.
    ألا ومن مات عل حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها.
    ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة.
    ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة.
    ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة.
    ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً.
    ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة ).
    ثم قال الرازي: هذاهو الذي رواه صاحب الكشاف وأنا أقول: آل محمد صلى الله عليه وآله هم الذين يؤول أمرهم إليه، فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل ، ولاشك أن فاطمة وعلياً والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد التعلقات، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر، فوجب أن يكونوا هم الآل. وأيضاً اختلف الناس في الآل فقيل هم الأقارب وقيل هم أمته . فإن حملناه على القرابة فهم الآل ، وإن حملناه على الأمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضاً آل ، فثبت أنهم على جميع التقديرات هم الآل .
    وأما غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل ؟ فمختلف فيه.
    وروى صاحب الكشاف أنه لما نزلت هذه الآية قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟فقال: علي وفاطمة وابناهما، فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبي صلى الله عليه وآله ، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم . ويدل عليه وجوه:

    الأول: قوله تعالى (إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) ووجه الاستدلال به ما سبق.

    الثاني: لاشك أن النبي(ص)كان يحب فاطمة، قال: (فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها) وثبت بالنقل المتواتر عن محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يحب علياً، والحسن ، والحسين. وإذاثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله لقوله (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، ولقوله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) ولقوله (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ). وقوله سبحانه (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةًٌ).

    الثالث: أن الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وهو قوله: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وارحم محمداً وآل محمد ، وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل ، فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب . وقال الشافعي (رض):
    يا راكباً قف بالمحصب من منى واهتف بساكن خيفها والناهض
    سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى فيضاً كملتطم الفرات الفائض
    إن كان رفضاً حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي

    المسألة الثالثة: قوله (إلا المودة في القربى) فيه منصب عظيم للصحابة لأنه تعالى قال (والسابقون السابقون أولئك المقربون) فكل من أطاع الله كان مقرباً عند الله تعالى فدخل تحت قوله (إلا المودة في القربى).
    والحاصل أن هذه الآية تدل على وجوب حب آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب أصحابه ، وهذا المنصب لا يسلم إلا على قول أصحابنا أهل السنة والجماعة الذين جمعوا بين حب العترة والصحابة.
    وسمعت بعض المذكرين قال إنه صلى الله عليه وسلم قال: (مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا). وقال: (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)، ونحن الآن في بحر التكليف وتضربنا أمواج الشبهات والشهوات ، وراكب البحر يحتاج إلى أمرين: أحدهما السفينة الخالية عن العيوب والثقب. والثاني الكواكب الظاهرة الطالعة النيرة ، فإذا ركب تلك السفينة ووقع نظره على تلك الكواكب الظاهرة، كان رجاء السلامة غالباً ، فكذلك ركب أصحابنا أهل السنة سفينة حب آل محمد ، ووضعوا أبصارهم على نجوم الصحابة ، فرجوا من الله تعالى أن يفوزوا بالسلامة والسعادة والآخرة.
    ثم تابع الرازي: ولنرجع إلى التفسير: أورد صاحب الكشاف على نفسه سؤالاً فقال: هلاَّ قيل إلا مودة القربى أو إلا مودة للقربى ، وما معنى قوله (إلا المودة في القربى)؟ وأجاب عنه بأن قال جعلوا مكاناً للمودة ومقراً لها كقولك لي في آل فلان مودة ولي فيهم هوى وحب شديد، تريد أحبهم وهم مكان حبي ومحله).
    انتهى كلام الرازي ، وقد زاد على ما قاله الزمخشري، واستعمل قدرته علىالتفنن في تضييع حق آل البيت الطاهرين عليهم السلام ، وتضعيف حديث سفينة نوح الصحيح، وتقوية الحديث الذي اعترفوا بوضعه: أصحابي كالنجوم !
    لاحظوا أنه اعترف بأن (الآل) تشمل المتفق عليهم أنهم آل النبي صلى الله عليه وآله وهم من كان النبي أشد تعلقاً بهم، وتشمل المختلف فيهم!

    تعليق


    • فلنسلك الدليل البرهاني لنرى نتيجة كلامه فبناء على تفسيره للآل بالمعنى اللغوي دون الإصطلاحي، وأنهم من الأوْل والرجوع، فإن أول وأولى من يرجع أمرهم الى النبي صلى الله عليه وآله ، الذين هم آله بلاريب ولا خلاف بين المسلمين، هم أربعة: علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام أما البقية فهم محل اختلاف! هذه مسألة.
      والأخرى أن الفخر الرازي قال في تفسير القربى الذين جعل الله أجر تبليغ الرسالة مودتهم (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) ، قال: (لاشك أن النبي(ص) كان يحب فاطمة، قال:فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها).
      ثم وصل الرازي الىمستوى أعلى وهو أن الله تعالى أوجب الصلاة عليهم في الصلاة وقال: (وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل) . انتهى.
      فاعترف بأن المتيقن من الذين أمرنا الله تعالى بالصلاة عليهم هم: علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام .
      وسؤالنا: ما بالهم يتركون المتيقن المتفق عليه الى المشكوك المختلف فيه؟!

      لايتسع المجال لكشف أسلوب الفخر الرازي ومغالطاته في الأحاديث التي أوردها الزمخشري وأثبتها هو، ثم ظلمها ولم يشرحها ، ولعله لم يفقهها ! فإن كل واحد منها يحتاج الى بحث علمي مفصل!
      ونكتفي بالإشارة الى اعترافه فيما يتعلق بالصديقة الكبرى الزهراء عليها السلام فقد اعترف أنها القدر المتيقن من الآل ، وممن تجب مودتهم أجراً للنبي صلى الله عليه وآله على تبليغ الرسالة !
      والنتيجة أن فاطمة القدر المتيقن من الذين أوجب الله تعالى على كل مسلم في شرق الأرض وغربها أن يصلي عليهم مع رسوله في صلاته !
      كما نشير الى نقطتين من حديث: من مات على حب آل محمد صلى الله عليه وآله .

      أولاهما، أنه حديث متكامل بالإثبات والنفي معاً: ومن مات على بغض آل محمد صلى الله عليه وآله ..الخ ! وهذا منسجم مع بناء الله تعالى لنظام الكون على نظام النفي والإثبات، فهذه الكهرباء التي تضئ المسجد تتولد من ضم السالب الى الموجب ، هذا في الماديات وإنتاجها ، وهو النظام الحاكم في إنتاج أكبر الأنوار المعنوية العليا، فشهادة (لا إله إلا الله) التي تنتج نور التوحيد وهو أشرف الأنوار ، تتكون من نفي وإثبات .. فـ(لا إله) هي النفي و(إلا الله) هي الإثبات .
      ولاحظوا بقية الأسرار العظيمة في الأحاديث التي أوردها الزمخشري والرازي في مقام أهل البيت عليهم السلام ! فالمهم كما أكدنا هو دراية الحديث وليس روايته. فمن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الايمان.. وقد فرغنا من البحث الصغروي وعرفنا أن القدر المتيقن من الآل هم فاطمة وعلي والحسن والحسين ، وموضوعنا الآن في الكبرى في أن من مات على حب فاطمة عليها السلام فقد مات مؤمناً مستكمل الإيمان ، ومعنى هذا الشرط كمال الوجود .
      والمهم هنا فهم النفي الذي روياه: وهو أن (من مات على بغض آل محمد مات كافراً) نعم ، كافراً ! ولم يقل النبي صلى الله عليه وآله مات مؤمناً غير مستكمل الإيمان! فالقضية هنا ليست في وجود الإيمان في الجميع واستكماله في محب آل محمد ، بل في نفي وجود الإيمان فيمن أبغضهم، وأن من يموت مبغضاً لهم لا إيمان له ، بل يحشر يوم القيامة مكتوباً بين عينيه: آيس من رحمة الله !

      والنقطة الثانية: (ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة) ! فمن مات على ولاية فاطمة عليها السلام صار قبره مهبطاً للملائكة !
      يا بنت رسول الله، أيتها الصديقة الطاهرة..إلى أي مقام وصلتِ بحيث أن الذي يموت على ولايتك يصير قبره مزاراً لملائكة الرحمة؟!
      فكيف يكون نفس قبرك؟!!
      بعد أن يموت الذي يتشرف بموالاتك ويدفن وينام في قبره ، يطوف حوله ملائكة الرحمة ، كما يطوف الفراش حول السراج ! فمن هم الملائكة الذين يطوفون حول قبرك أنت ، حيث حلَّ جثمانك الطاهر؟!

      أيها الفخر الرازي،أيها الزمخشري.. هل فهمتما ماذا قلتما وكتبتما عن فاطمة؟ هل فهمتما أن رحمة الله التي وسعت كل شئ لاتشمل من آذى فاطمة؟ وأن الذي يغضب فاطمة ولم يرتبط بولايتها بخيط ولاء، يخرج عن مفهوم الشيئية ويستحق أن يكتب على جبينه: منقطع عن الله ، آيس من رحمة الله ؟!

      أيها الفخر الرازي، هل فهمت ما كتبت؟ كتبت أن الايمان وجوداً وعدماً.. هذه واحدة! وقلت إن الايمان كمالاً ونقصاً يرتبط بمحبة فاطمة الزهراء عليها السلام .. هل فهمت لوازم ما قلت وكتبت ؟!
      أنسيت أنك أنت قلت وصححت وأمضيت أن النبي صلى الله عليه وآله قال: (من آذى فاطمة فقد آذاني.. وغضب فاطمة غضبي ) .

      هنا أمام هذه الكلمات ، أتكلم قليلاً في بعض أبعاد هذا الحديث الشريف الذي أورده الفخر الرازي في تفسيره ، ونسبه الى النبي على نحو القطع بدون ترديد فقال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم...) فقصة هذا الحديث أنه ورد بعدة صيغ بعضها بلفظ: (رضا فاطمة رضاي..وغضب فاطمة غضبي) وبعضها بلفظ: (إن الرب يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها)
      ولفظ: (إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها).
      والحديث من ناحية السند مفروغ عن صحته ، فلايوجد أحد من أهل الجرح والتعديل تردد في تصحيحه ، حتى رأس النقاد السنيين وإمامهم شمس الدين الذهبي ، صححه بلفظ: (إن الرب يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها)!! (تقدم من مستدرك الحاكم:3/154وغيره )

      ترى ، هل فهموا ماذا رووا وما كتبوا ؟! وأن معنى هذا الحديث أن فاطمة لها مقام العصمة! نعم مقام عصمةٍ ليست كعصمة يعقوب وعصمة ويوسف ، ولا كعصمة موسى وعيسى ، بل ولا كعصمة ابراهيم عليهم السلام !
      فهي عصمة كعصمة النبي الخاتم صلى الله عليه وآله !

      إن الرب ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها.. وسؤالنا لأمثال الفخر الرازي: إذا لم تكن فاطمة معصومة من الخطأ والهوى ، فإن أقل انحراف في رضاها وغضبها عن نقطة الحق المستقيمة، يوجب قهراً أن يتعلق رضا الله تعالى وغضبه بالباطل!
      وعليه ، فبحكم البرهان تكون الصديقة فاطمة عليها السلام وصلت الى ذلك الأفق المبين، واتخذت منزلاً في ذلك المقام المكين ، هناك حيث تتعطل كل العقول عن العمل !
      ولانحتاج الى الكلام الى بيان ما هي العصمة ، فالمسألة هنا فوق العصمة! العصمة أن يصل الإنسان الى مستوى فيرتفع غضبه ورضاه عن حد الحيوانية ويصل الى حد العقلانية، ثم لابد للمعصوم أن يعبر عن حد العقلانية الى حد الربانية ، فيكون رضاه رضا الله وغضبه غضب الله تعالى، فهنا يصل الانسان الى مستوى أنه يغضب حيث يغضب الله تعالى ويرضى حيث يرضى الله تعالى!!

      لكن المسألة هنا فوق هذا ، لأن النبي صلى الله عليه وآله لم يقل فقط إن فاطمة عليها السلام وصلت الى مستوى بحيث صارت تغضب حيث يغضب الله تعالى وترضى حيث يرضى الله تعالى! بل قال إن الله يغضب عندما تغضب فاطمة ، ويرضى عندما ترضى فاطمة عليها السلام !! وهنا يقف العقل في الميدان ، ولو كان جواده كميتاً !

      شخصيةٌ بهذا المقام، وباعترافهم بأنها سيدة نساء أهل الجنة.. أنظروا كيف يعاملونها ، ويتكلمون عنها!
      روى البخاري:4/41 باب فرض الخمس، عن عائشة (أن فاطمة ابنة رسول الله (ص) سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله(ص)أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله (ص) مما أفاء الله عليه. فقال لها أبو بكر: إن رسول الله (ص) قال: لا نورث، ما تركنا صدقة . فغضبت فاطمة بنت رسول الله فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت. وعاشت بعد رسول الله(ص) ستة أشهر. قالت: وكانت فاطمة تسأل أبابكرنصيبها مماترك رسول الله(ص)من خيبر وفدك، وصدقته بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال لست تاركاً شيئا كان رسول الله(ص)يعمل به إلاعملت به، فإني أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ. فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس، فأما خيبر وفدك فأمسكهما عمر، وقال: هما صدقة رسول الله(ص) كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه ، وأمرهما إلى من ولي الأمر)!! . انتهى.
      ومع أن البخاري حريص دائماً على تبرئة أبي بكر وعمر، لكنه هنا لم يعرف ماذا فعل!
      فقد روى أن أبا بكر أبى أن يعطي فاطمة عليها السلام صدقة النبي عليهما السلام في المدينة ولم يهتم لغضبها وآذاها، ولكن عمر دفعها الى علي والعباس!
      فهل كان فعل أبي بكر غلطاً أو فعل عمر؟!
      وأي النجمين من نجوم السماء كما يقولون قد أخطأ ؟ وبأيهما اقتدوا واهتدوا ؟!
      في الواقع أن تعارض فعل أبي بكر وفعل عمر يسقطهما عن الحجية والإعتبار ولا يبقى ثابتاً إلا قول النبي الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله : إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها !
      ولا يبقى لعمر ولا لأبي بكر جواب مقابل هذا الكلام !
      وقد قالت له الزهراء عليها السلام : فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك ، ونعم الحَكَم الله ، والزعيم محمد ، وعند الساعة يخسر المبطلون. !!
      وختاماً.. فإن نتيجة الدلالة القطعية للكتاب والسنة والإجماع ، أن مودة فاطمة الزهراء عليها السلام فريضةٌ على كل المسلمين، والصلاة عليها واجبة في صلاتهم ، بآية مودة القربى ، وآية الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله ، وأن رضاها رضا الله وغضبها غضب الله، ومن آذاها فقد آذى الله ورسوله ، بنص رسول الله صلى الله عليه وآله ، واقرؤوا حكم أولئك المؤذين لله ورسوله في سورة الأحزاب

      تعليق


      • الانقلاب على الأعقاب

        ص 43

        ارتدوا على أدبارهم!

        قالت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام): الآن مات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمتم دينه؟!!... تلك نازلة أعلن بها كتاب الله قبل موته، وأنبأكم بها قبل وفاته، فقال: *(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أ فإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين)*(1) (2). وقال مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): حتى إذا قبض الله رسوله، رجع قوم على الأعقاب، وغالتهم السبل، واتكلوا على الولائج، ووصلوا غير الرحم، وهجروا السبب الذي أمروا بمودته، ونقلوا البناء على رص أساسه، فبنوه في غير موضعه.. معادن كل خطيئة، وأبواب كل ضارب في غمرة، قد ماروا في الحيرة، وذهلوا في السكرة، على سنة من آل فرعون.. من منقطع إلى الدنيا راكن، أو مفارق للدين مباين (3). ودلتنا النصوص المتواترة - بين الفريقين - إلى هذا الانقلاب الذي أشير إليه
        (هامش)
        1. شرح نهج البلاغة 16 / 212. 2. آل عمران (3): 144. 3. نهج البلاغة: 65، الخطبة 150، شرح نهج البلاغة: 9 / 132، بحار الأنوار: 29 / 616. (*)
        ص 44
        في القرآن وصرحت به الأحاديث وقام عليه الوجدان.. وإليك بعض ما ورد في المقام: خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا أيها الناس! إنكم محشورون إلى الله عراة حفاتا عزلا (1)، ثم تلا: *(كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين)*(2). ثم قال: ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم، وإنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي..! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: *(وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد)*(3) فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم (4). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا فرطكم على الحوض، وليرفعن إلي رجال منكم حتى إذا أهويت إليهم لأناولهم اختلجوا دوني، فأقول: أي رب أصحابي..! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك (5). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ليردن على الحوض رجال ممن صاحبني، حتى إذا رأيتهم ورفعوا إلي اختلجوا دوني، فلأقولن: أي رب! أصحابي أصحابي! فليقالن لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك.
        (هامش)
        1. أي جردا لا شعر لهم، وفي بعضها: غرلا، وهو جمع الأغرل أي الأغلف. 2. الأنبياء (21): 104. 3. المائدة (5): 117. 4. راجع! سنن النسائي: 4 / 117، مسند أحمد: 1 / 235، 253، البخاري: 4 / 110، 142 - 143 و5 / 191 - 192، 240 و7 / 195، مسلم: 8 / 157، سنن الترمذي: 4 / 38 و5 / 4، كنز العمال: 14 / 358، البداية والنهاية: 2 / 116، الدر المنثور: 2 / 349. 5. البخاري: 8 / 87. (*)
        ص 45
        وفي بعض الروايات: فأقول سحقا لمن بدل بعدي (1). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا فرطكم على الحوض، من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا، وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم، فأقول: فإنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقا سحقا لمن بدل بعدي (2). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي. أو قال: من أمتي فيحلؤون (3) عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي! فيقول: لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أعقابهم القهقري (4). قال (صلى الله عليه وآله وسلم): بينا أنا قائم [على الحوض] إذا زمرة.. حتى إذا عرفتهم، خرج رجل من بيني وبينهم، فقال لهم: هلم، قلت: إلى أين؟! قال: إلى النار والله، فقلت: وما شأنهم؟! قال: إنهم قد ارتدوا على أدبارهم القهقري.. ثم إذا زمرة أخرى حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني بينهم، فقال لهم: هلم، فقلت: إلى أين؟! قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم قال: إنهم قد ارتدوا على أدبارهم.. فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم (5). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ترد علي أمتي الحوض وأنا أذود الناس كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله... وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون، فأقول: يا رب! هؤلاء من أصحابي، فيجيئني ملك فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟! (6).
        (هامش)
        1. مسلم: 7 / 70 - 71. 2. البخاري: 7 / 207 - 208 و8 / 87، مسلم: 7 / 66. 3. أي: يمنعون من وروده. 4. البخاري: 7 / 208. 5. البخاري: 7 / 208. 6. مسلم: 1 / 149 - 150. (*)
        ص 46
        وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إني على الحوض أنتظر من يرد علي منكم، ليقتطعن دوني رجالا فلأقولن: أي رب مني ومن أمتي، يقول إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، ما زالوا يرجعون على أعقابهم (1). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إني على الحوض أنظر من يرد علي منكم وسيؤخذ ناس دوني، فأقول: يا رب! مني ومن أمتي... وفي رواية: فأقول: أصحابي!.. فيقال: هل شعرت ما عملوا بعدك، والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم (2). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع: لا ألفينكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض (3). قال أبي بن كعب: كنا مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنما وجهنا واحد، فلما قبض نظرنا هكذا وهكذا (4). وقال أنس: ما نفضنا عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الأيدي - إنا لفي دفنه - حتى أنكرنا
        (هامش)
        1. مسلم: 7 / 66. 2. البخاري: 7 / 209، مسلم: 7 / 66، وراجع أيضا: مسند أحمد: 1 / 257 و3 / 18، 39، 384 و6 / 121، مسلم: 7 / 68، البخاري: 7 / 206 - 210 و8 / 86، سنن ابن ماجه: 2 / 1440، المستدرك: 2 / 447 و4 / 74 - 75، مجمع الزوائد: 3 / 85 و10 / 364 - 365، كنز العمال: 1 / 387 و4 / 543 و11 / 132 و176 - 177 و14 / 417 - 419 و434. 3. سنن النسائي: 7 / 126 - 128، مسند أحمد: 1 / 230، 402 و2 / 85، 87، 104 و4 / 351، 358، 366 و5 / 39، 44 - 45 و49، 68، 73، سنن الدارمي: 2 / 69، البخاري: 1 / 38 و2 / 191 - 192 و5 / 126 و6 / 236 و7 / 112 و8 / 16، 36، 91، مسلم: 1 / 58 و5 / 108، سنن ابن ماجه: 13002، سنن أبي داود: 2 / 409، سنن الترمذي: 3 / 329، سنن البيهقي: 5 / 140 و6 / 92، 97 و8 / 20، المستدرك: 1 / 191. 4. ابن ماجه ونعيم بن حماد في الفتن، عنهما جامع الأحاديث: 17 / 524. (*)
        ص 47
        قلوبنا (1). وعن أبي وائل، عن حذيفة قال: قلت: يا أبا عبد الله! النفاق اليوم أكثر أم على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: فضرب بيده على جبهته وقال: أوه! وهو اليوم ظاهر، إنهم كانوا يستخفونه على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2). ثم إن الله عز وجل قال: *(وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد)*(3). وفي هذا ما يستدل به على أن الأصحاب قد اختلفوا من بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فمنهم من آمن ومنهم من كفر، لاتفاق الفريقين على أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة. وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): كل ما كان في الأمم السالفة فإنه يكون في هذه الأمة مثله، حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة (4).
        (هامش)
        1. مسند أبي يعلى الموصلي: 6 / 51. 2. البحر الزخار المعروف بمسند البزاز: 7 / 303 - 304 (ط المدينة) وراجع البخاري: 8 / 100، كنز العمال: 1 / 367. أقول: راجع أيضا ما ذكرناه من الروايات في الجواب على إنكار نسبة الهجوم إلى الصحابة في أول الفصل السادس. 3. البقرة (2): 253. 4. رواهما كثير من أهل السنة راجع مسند أحمد: 2 / 527 و4 / 125، صحيح البخاري: 4 / 144 (ط دار الفكر)، المستدرك: 1 / 37، 129 (ط دار المعرفة)، النهاية لابن الأثير: 1 / 357، كنز العمال: 1 / 211 و11 / 253، شرح نهج البلاغة: 9 / 286. وتجد الروايتين في كثير من مصادرنا، بل حكم بصحتهما في إعلام الورى: 476، كشف الغمة: 2 / 545، مختصر بصائر الدرجات: 205، تأويل الآيات: 402، الصوارم المهرقة: 195. (*)
        ص 48
        والعجب مما رواه ابن عساكر عن ابن عباس قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - وعنده أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية - إذ أقبل علي (عليه السلام) فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لمعاوية: أتحب عليا؟ قال: نعم. قال: إنها ستكون بينكم هنيهة. قال معاوية: فما بعد ذلك يا رسول الله..؟! قال: عفو الله ورضوانه..! قال: رضينا بقضاء الله ورضوانه... فعند ذلك نزلت هذه الآية: *(ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد)*(1). ولا نشك في أنهم حرفوا الرواية عن وجهها - إن كانت - إذ صرح في الآية الشريفة بكفر بعضهم، مع أن الرواية تستند الذنب في القتال إلى القضاء الإلهي! وهي تتم على مبناهم الجبري وعقيدتهم في الصحابة وتنزيههم للمنافقين والكافرين..

        التنصيص على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام)

        (2) كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصرح بخلافة أمير المؤمنين (عليه السلام) وإمامته - بنص من
        (هامش)
        1. الدر المنثور: 1 / 322. 2. يعرف كل عاقل أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يستحيل أن يترك أمته سدى، ويهمل أمرهم بعده ولم يدبر لهم تدبيرا صحيحا يمنعهم عن الاختلاف في الدين والدنيا، فإنه لو لم يكن نبيا وكان سلطانا عاقلا لم يرض بذلك في رعيته، فكيف وهو رئيس العقلاء؟!، أفترضى أن تقول: إنه أهمل أمر الأمة حتى ينجر الأمر إلى ما وقع في السقيفة وغيرها من الاختلافات، وتشعبت فرق كثيرة يكفر بعضهم بعضا، ويحارب بعضهم بعضا، وتهراق دماء آلاف من المسلمين في طلب الخلافة.. إلى وقائع كثيرة تراها حتى اليوم؟! أكان أبو بكر أعرف بأمر الأمة حيث عرف لزوم تعيين الخليفة ولكن النبي لم يعرف؟! نعم لا سبيل إلى هذا التوهم أبدا. وأما نصه على خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأنه الوصي، وولي كل مؤمن ومؤمنة بعده.. وغير ذلك، فوردت فيها روايات متواترة بين الشيعة وأهل السنة، ودلالتها واضحة بينة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. راجع الغدير، إحقاق الحق وملحقاته، عبقات الأنوار.. وغيرها. (*)
        ص 49
        الله تعالى - طيلة حياته ومن اليوم الذي دعا أقاربه إلى الإسلام (1)، وفي السنة العاشرة من الهجرة أمر الله رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يحج بالناس، فحج معه جمع كثير من المسلمين في تلك السنة. فلما دخل مكة وأقام بها يوما واحدا، هبط جبرئيل (عليه السلام) بأول سورة العنكبوت، فقال: يا محمد! اقرأ: *(بسم الله الرحمن الرحيم ألم * أ حسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين * أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون)*(2). فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا جبرئيل! وما هذه الفتنة؟! فقال: يا محمد! إن الله يقرئك السلام، ويقول: إني ما أرسلت نبيا إلا أمرته عند انقضاء أجله أن يستخلف على أمته من بعده من يقوم مقامه، ويحيي لهم سنته وأحكامه، وهو يأمرك أن تنصب لأمتك من بعدك علي بن أبي طالب (عليه السلام) وتعهد إليه، فهو الخليفة القائم برعيتك وأمتك إن أطاعوا وإن عصوه.. وسيفعلون ذلك، وهي الفتنة التي تلوت الآي فيها، وإن الله عز وجل يأمرك أن تعلمه جميع ما علمك وتستحفظه جميع ما حفظك واستودعك، فإنه الأمين المؤتمن، يا محمد! إني اخترتك من عبادي نبيا واخترته لك وصيا. وكان من عزم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقيم عليا (عليه السلام) وينصبه للناس بالمدينة، فنزل جبرئيل فقرأ عليه *(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم
        (هامش)
        1. كما ورد في ذيل الآية الشريفة *(وانذر عشيرتك الأقربين)*(الشعراء (26): 214) ورواه غير واحد من أهل السنة وحكموا بصحتها، راجع الغدير: 2 / 278 - 284. 2. العنكبوت (29) 1 - 4. (*)
        ص 50
        الكافرين)*(1). فنزل بغدير خم وصلى بالناس وأمرهم أن يجتمعوا إليه، فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ فأبلغ في الموعظة، ونعى إلى الأمة نفسه، وقال: قد دعيت ويوشك أن أجيب وقد حان مني خفوق من بين أظهركم، وإني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (2). ودعا عليا (عليه السلام) ورفع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يد علي اليسرى بيده اليمنى ورفع صوته بالولاء لعلي (عليه السلام) على الناس أجمعين، وفرض طاعته عليهم، وأمرهم أن لا يتخلفوا عليه بعده، وخبرهم أن ذلك عن أمر الله عز وجل (3). ثم نادى بأعلى صوته: ألست أولى بكم منكم بأنفسكم..؟ قالوا: اللهم بلى، فقال لهم - على النسق من غير فصل وقد أخذ بضبعي أمير المؤمنين (عليه السلام) فرفعهما حتى بان بياض إبطيهما -: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله ، ثم نزل (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان وقت الظهيرة فصلى ركعتين، ثم زالت الشمس فأذن مؤذنه لصلاة الظهر فصلى بهم الظهر وجلس (عليه السلام) في خيمته وأمر عليا (عليه السلام) أن يجلس في خيمة له بإزائه، ثم أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجا فوجا.. فيهنئوه بالمقام ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين، ففعل الناس ذلك كلهم، ثم أمر أزواجه وسائر نساء المؤمنين معه أن يدخلن عليه ويسلمن عليه بإمرة المؤمنين، ففعلن، وكان فيمن أطنب في تهنيته بالمقام عمر بن الخطاب وأظهر له من المسرة به: وقال فيما قال:
        (هامش)
        1. إرشاد القلوب: 328 - 331، عنه بحار الأنوار: 28 / 95 - 98. والآية في سورة المائدة (5): 67. 2. اتفق الفريقان على نقل حديث الثقلين، راجع عبقات الأنوار، وخلاصة العبقات ج 1 و2. 3. إرشاد القلوب: 331، عنه بحار الأنوار: 28 / 98. (*)
        ص 51
        بخ بخ لك يا علي! أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة (1)!.

        الصحيفة الملعونة

        واجتمع قوم من المنافقين وتحالفوا وتعاقدوا على أن لا يطيعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما عرض عليهم من ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعده، فلما رجعوا من الحج ودخلوا المدينة كتبوا صحيفة بينهم، وكان أول ما في الصحيفة النكث لولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأن الأمر إلى أبي بكر وعمر وأبي عبيدة وسالم معهم ليس بخارج منهم (2)، وشهد بذلك أربعة وثلاثون رجلا أصحاب العقبة وعشرون رجلا آخر، واستودعوا الصحيفة أبا عبيدة ابن الجراح وجعلوه أمينهم عليها. قال حذيفة: حدثتني أسماء بنت عميس الخثعمية امرأة أبي بكر: إن القوم اجتمعوا في منزل أبي بكر فتآمروا في ذلك، وأسماء تسمعهم وتسمع جميع ما يدبرونه في ذلك حتى اجتمع رأيهم على ذلك، فأمروا سعيد بن العاص الأموي فكتب هو الصحيفة باتفاق منهم. وأهم ما فيها: هذا ما اتفق عليه الملأ من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من المهاجرين والأنصار بعد أن أجهدوا في رأيهم، وتشاوروا في أمرهم نظرا منهم
        (هامش)
        1. الإرشاد: 1 / 175 - 177، عنه بحار الأنوار: 21 / 386 - 388. 2. أقول: وهذا هو السر فيما قاله عمر قبل وفاته: لو كان أبو عبيدة حيا استخلفته... لو كان سالم حيا استخلفته. وفي بعض المصادر ذكر معاذ بن جبل أيضا، راجع مسند أحمد: 1 / 18، الإمامة والسياسة: 1 / 28، الطبري: 4 / 277، الكامل لابن الأثير: 3 / 65، المستدرك للحاكم: 3 / 268، تاريخ الإسلام للذهبي: 3 / 56 و172، شرح نهج البلاغة: 1 / 190 و16 / 265، كنز العمال: 5 / 738 و12 / 675 و13 / 215 - 216، العقد الفريد: 4 / 274، جامع الأحاديث: 13 / 369، 373، 379، 382، 399. (*)
        ص 52
        إلى الإسلام وأهله، ليقتدي بهم من يأتي بعدهم. إن الله لما أكمل دينه قبض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إليه من غير أن يستخلف أحدا وجعل الاختيار إلى المسلمين يختارون لأنفسهم من وثقوا برأيه ونصحه لهم، والذي يجب على المسلمين عند مضي خليفة من الخلفاء أن يجتمع ذوو الرأي والصلاح فيتشاوروا في أمورهم، فمن رأوه مستحقا للخلافة ولوه أمورهم. فإن ادعى مدع أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) استخلف رجلا بعينه نصبه للناس ونص عليه باسمه فقد أبطل في قوله وأتى بخلاف ما يعرفه أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ولا يكون قربى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سبب استحقاق الخلافة والإمامة لأن الله يقول: *(إن أكرمكم عند الله أتقاكم)*(1). فمن كره ما ذكر وفارق جماعة المسلمين فاقتلوه كائنا من كان!!.. ثم دفعت الصحيفة إلى أبي عبيدة بن الجراح ليوجه بها إلى مكة (2). ثم انصرفوا.. وصلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالناس صلاة الفجر، ثم جلس في مجلسه يذكر الله تعالى حتى طلعت الشمس، فالتفت إلى أبي عبيدة بن الجراح فقال له: بخ بخ من مثلك وقد أصبحت أمين هذه الأمة! ثم تلا: *(فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون)*(3) لقد أشبه هؤلاء رجال في هذه الأمة *(يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو
        (هامش)
        1. الحجرات (49): 13. 2. فلم تزل الصحيفة في الكعبة مدفونة إلى أوان عمر بن الخطاب فاستخرجها من موضعها وهي الصحيفة التي أشار إليها أمير المؤمنين (عليه السلام) لما توفي عمر، فوقف به وهو مسجى بثوبه، فقال: ما أحب إلي أن ألقى الله بصحيفة هذا المسجى. 3. البقرة (2): 79. (*)
        ص 53
        معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا)* (1). ثم قال: لقد أصبح في هذه الأمة في يومي هذا قوم ضاهوهم في صحيفتهم التي كتبوها علينا في الجاهلية وعلقوها في الكعبة، وإن الله تعالى يمتعهم ليبتليهم ويبتلي من يأتي بعدهم تفرقة بين الخبيث والطيب، ولولا أنه سبحانه أمرني بالإعراض عنهم للأمر الذي هو بالغه لقدمتهم فضربت أعناقهم. قال حذيفة: فوالله لقد رأينا هؤلاء النفر - عند قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه المقالة - وقد أخذتهم الرعدة فما يملك أحد منهم نفسه شيئا، ولم يخف على أحد ممن حضر مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك اليوم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إياهم عنى بقوله ولهم ضرب تلك الأمثال (2). أقول: وإلى هذا أشار أبي بن كعب في كلمته المشهورة: ألا هلك أهل العقدة والله ما آسي عليهم إنما آسي على من يضلون (3).
        (هامش)
        1. النساء (4): 108. 2. إرشاد القلوب: 333 - 336 عنه بحار الأنوار: 28 / 101 - 106. 3. سنن النسائي: 2 / 88، مسند أحمد: 5 / 140، المستدرك للحاكم: 2 / 226 (وأشار إليها في 3 / 305)، الطبقات لابن سعد: 3 / ق 2 / 61، حلية الأولياء: 1 / 252، شرح نهج البلاغة: 20 / 24، النهاية لابن الأثير: 3 / 270. ورواها من الإمامية: الإيضاح ص 378، المسترشد: 28 - 29، الفصول المختارة: 90 عنه بحار الأنوار: 10 / 296، الصراط المستقيم: 3 / 154 و257 عنه بحار الأنوار: 28 / 122. ثم أنك تجد في غير واحد من المصادر التصريح أو الإشارة إلى تعاهد القوم على صرف الأمر من بني هاشم إلى أنفسهم، وفي كثير منها أشير إلى الصحيفة، راجع كتاب سليم: 86 - 87، 92، 118 - 119، 164 - 165، 168، 222 - 226، تفسير العياشي: 1 / 274 - 275 و2 / 200، المسترشد: 413، الكافي: 1 / 391، 420 - 421 و4 / 545 و8 / 179 - 180، 334، 379، تفسير القمي: 1 / 142، 173، 175، 301 و2 / 289، 308، 356، 358، الاستغاثة: 171 - 172، الخصال: 171، معاني الأخبار: 412، أمالي المفيد: 112 - 113، المسائل العكبرية: 77 - 78، الفصول المختارة: 90، تقريب المعارف: 227، 367 (تبريزيان)، المناقب: 3 / 212 - 213، بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم): 197، الاحتجاج: 62 (في ضمن خطبة الغدير) 84 - 86، 150 - 151، شرح نهج البلاغة: 2 / 37، 60 (عن الشيعة) و20 / 298، الإقبال: 445، 458، اليقين: 355، إرشاد القلوب: 332، 336، 341، 391 - 392، الصراط المستقيم: 1 / 290 و2 / 94 - 95، 300، 3 / 118، 150، 153 - 154، مختصر البصائر: 30، المقنع للسد آبادي: 58، 115، التحصين: 537 - 538، مثالب النواصب: 92 - 96، تأويل الآيات: 139، 214، 532، 539، 554، 646، وراجع بحار الأنوار: 22 / 546 و28 / 85، الباب الثالث، 280 و30 / 12، 122، 125، 127 - 133، 162، 194، 216، 264 - 265، 271، 405 و31 / 416 - 417، 419 و53 / 75. (*)
        ص 54
        ويظهر من سائر الروايات أنهم تعاقدوا قبل ذلك أيضا في الكعبة في عدد يسير، وهم: عمر، وأبو بكر، وأبو عبيدة، وسالم، ومعاذ بن جبل، وعبد الرحمن بن عوف، والمغيرة بن شعبة (1).. أقول: ويدلك على تعاقد القوم وتدبيرهم في أمر الخلافة من قبل أمور: الأول: إحالة كل واحد من أبي بكر وعمر وأبي عبيدة أمر الخلافة إلى الآخر وعرض البيعة عليه، من دون مشاورة سائر الناس، فهل يكون اتفاق هؤلاء الثلاثة وبعض من عاونهم إجماع المسلمين؟! وهل كانوا وكلاء المسلمين في انتخاب الخليفة؟! هل يكون اعتبار الشورى مختصا بتشاور هؤلاء؟! الثاني: إنكار عمر وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل مجيء أبي بكر لإغفال الناس عن أمر الخلافة، فما زال يتكلم ويتوعد المنافقين - بزعمه -، حتى أزبد شدقاه (2)!!.. وسكوته بعد مجيء أبي بكر. وفي رواية: وجلس عمر حين رأى أبا بكر مقبلا إليه (3)، بل في غير واحد
        (هامش)
        1. راجع الكافي: 8 / 179 - 180، 334، الصراط المستقيم: 3 / 153. 2. تاريخ الخميس: 2 / 167، جامع الأحاديث الكبير: 13 / 260. 3. كنز العمال: 7 / 245. (*)
        ص 55
        من المصادر أنه دعا إلى بيعة أبي بكر عقيب ذلك من دون فصل (1). الثالث: مسارعة أبي بكر إلى الكلام عقيب ذكر وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وترشيحه نفسه لأمر الخلافة، وفي رواية إنه قال: ألا وإن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) قد مضى لسبيله، ولا بد لهذا الأمر من قائم يقوم به، فدبروا وانظروا وهاتوا ما عندكم رحمكم الله (2). الرابع: مواضع من كلام عمر حين حكاية قضايا السقيفة، مثل قوله: هيأت كلاما (3).. أو: وكنت قد زورت مقالة أعجبتني أردت أن أقولها.. وفي بعض الروايات: أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر (4).. فإنها تدل على توطئتهم مسبقا في أمر الخلافة، وتدبيرهم لها، نعم لتلبيس الأمر على الناس يقول عمر: والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قالها في بديهته. أو قولته المشهورة: كانت بيعة أبي بكر فلتة. وقد صرح عثمان - في أول مرة صعد المنبر -، بأن أبا بكر وعمر كانا يهيئان أنفسهما للخلافة، قال الجاحظ وغيره: إن عثمان صعد المنبر فارتج عليه.. فقال: إن أبا بكر وعمر كانا يعدان لهذا المقام مقالا.. سآتيكم الخطبة على وجهها!! (5).

        تعليق


        • (هامش)
          1. الطبقات لابن سعد: 2 / ق 2 / 54، مسند أحمد: 6 / 220، أنساب الأشراف: 2 / 238، السيرة، لابن كثير: 4 / 480، تاريخ الإسلام، للذهبي: 1 / 564، نهاية الإرب: 18 / 387، مجمع الزوائد: 9 / 32، كنز العمال: 7 / 232، جامع الأحاديث: 13 / 16. 2. كتاب الردة، للواقدي: 31، الفتوح، لأحمد بن أعثم: 1 / 4، المواقف للإيجي، مع شرح الجرجاني: 3 / 575. 3. البخاري: 4 / 194، الطبقات: 2 / ق 2 / 55. 4. مسند أحمد: 1 / 56، البخاري: 8 / 27، السنن الكبرى، للبيهقي: 8 / 142، العقد الفريد: 4 / 258 (ط مصر)، البداية والنهاية: 5 / 266، كنز العمال: 5 / 645. 5. أنساب الأشراف: 6 / 131 (ط دار الفكر)، البيان والتبين للجاحظ: 1 / 345 (ط دار الكفر)، شرح نهج البلاغة: 13 / 13، بحار الأنوار: 31 / 245. (*)
          ص 56
          الخامس: إن عمر هو الذي كان يحث أبا بكر أن يصعد المنبر، فلم يزل به حتى صعد المنبر (1)، وفي رواية أنس: لقد رأيت عمر يزعج أبا بكر إلى المنبر إزعاجا (2).. ثم تراه يصعد المنبر ويتكلم قبل أبي بكر ويدعو الناس إلى مبايعته (3)، بل صرح أبو بكر بذلك حينما قال لعمر: أنت كلفتني هذا الأمر (4). السادس: تولى عمر جميع الأمور زمن خلافة أبي بكر، قال ابن عبد ربه: وكان على أمره كله وعلى القضاء عمر بن الخطاب (5). بل خالفه في غير واحد من القضايا، فلم يجترئ أبو بكر أن يدافع عن نفسه ويرد حكم عمر، فلما قيل له: أنت الخليفة أم عمر؟! أجاب: بل عمر.. ولكنه أبى!! وفي رواية: بل هو إن شاء. وفي أخرى: بل هو ولو شاء كان. وفي غيرها: الأمير عمر غير أن الطاعة لي!! أو: إنا لا نجيز إلا ما أجازه عمر (6). السابع: ولعله أهمها ما قاله عمر قبل وفاته: لو كان أبو عبيدة حيا استخلفته..! لو كان سالم حيا استخلفته..! وفي بعض المصادر ذكر معاذ بن جبل (7)!
          (هامش)
          1. البخاري: 8 / 126، سيرة ابن كثير: 4 / 492، البداية والنهاية: 5 / 268. 2. المغازي، للواقدي: 135، الآحاد والمثاني: 1 / 77، المصنف لعبد الرزاق: 5 / 438. 3. البداية والنهاية: 5 / 268، كنز العمال: 5 / 600 - 601. 4. جامع الأحاديث: 13 / 100. 5. العقد الفريد: 4 / 255. 6. راجع كنز العمال: 1 / 315 و3 / 914 و12 / 546، 582 - 583، جامع الأحاديث: 13 / 60، 153، وقريب منه في: 13 / 175، 273. 7. تقدمت مصادره قريبا. (*)
          ص 57

          جيش أسامة

          ثم عقد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الإمرة لأسامة بن زيد بن حارثة قبل وفاته، وأمره.. وندبه أن يخرج بجمهور الأمة إلى حيث أصيب أبوه من بلاد الروم، واجتمع رأيه على إخراج جماعة من مقدمي المهاجرين والأنصار في معسكره حتى لا يبقى في المدينة عند وفاته من يختلف في الرئاسة، ويطمع في التقدم على الناس بالإمارة، ويستتب الأمر لمن استخلفه من بعده ولا ينازعه في حقه منازع (1). فجمع أولئك النفر - أي أصحاب الصحيفة - ومن مالأهم على علي (عليه السلام) وطابقهم على عداوته، ومن كان من الطلقاء والمنافقين - وكانوا زهاء أربعة آلاف رجل - فجعلهم تحت يدي أسامة بن زيد مولاه وأمره عليهم (2)، وقد نص على أن فيهم أبي بكر وعمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، و.. (3).
          (هامش)
          1. الإرشاد: 1 / 180 - 181، عنه بحار الأنوار: 22 / 466. 2. إرشاد القلوب: 337 عنه بحار الأنوار: 28 / 107. راجع أيضا كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخصال: 371، عنه بحار الأنوار: 28 / 206. 3. شرح نهج البلاغة: 1 / 159 - 160 و6 / 52، 9 / 196 - 197، 12 / 83، 17 / 183 (عن كثير من المحدثين)، البداية والنهاية: 6 / 335، الطبقات لابن سعد: 2 / ق 1 / 136 و2 / ق 2 / 41 و4 / ق 1 / 46 - 47، تهذيب الكمال: 2 / 340، الكامل لابن الأثير: 2 / 317، تاريخ الخميس: 2 / 154، وفيات الأعيان: 8 / 374، جامع الأحاديث: 13 / 211، فتح الباري: 8 / 115 (أواخر كتاب المغازي)، تاريخ اليعقوبي: 2 / 76 - 77 و113، السيرة الحلبية: 3 / 207 (بيروت )، عيون الأثر: 2 / 352، نهاية الإرب: 17 / 370 و19 / 46، تاريخ مدينة دمشق: 8 / 46، (ترجمة أسامة) تاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) 714، أنساب الأشراف: 2 / 115. ومن طرف الأخبار ما ذكره اليعقوبي في المقام من أن أبا بكر بعد أن استولى على الخلافة، وأراد تنفيذ جيش أسامة، سأل أسامة أن يترك له عمر يستعين به على أمره، فقال: ما تقول في نفسك؟!! فقال: يا بن أخي فعل الناس ما ترى، فدع لي عمر وأنفذ لوجهك، تاريخ اليعقوبي: 2 / 127. (*)
          ص 58
          وجد (صلى الله عليه وآله وسلم) في إخراجهم، [بل] وأمر أسامة بالبروز عن المدينة بمعسكره إلى الجرف، وحث الناس على الخروج إليه والمسير معه، وحذرهم من التلوم والإبطاء عنه.. فبينا هو في ذلك إذ عرضت له الشكاة التي توفي فيها، فلما أحس بالمرض الذي عراه أخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) واتبعه جماعة من الناس وتوجه إلى البقيع فقال: السلام عليكم أهل القبور.. ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما فيه الناس.. أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها..! ثم استغفر لأهل البقيع طويلا (1). أقول: لنا أن نتسأل من أعلام أهل السنة الذين دونوا هذه الرواية في كتبهم، ما هذه الفتن التي أقبلت.. يتبع آخرها أولها؟! أليست إشارة إلى ما صنعه أصحاب السقيفة؟ بلى وكانوا هم السبب لوقوع جميع الفتن التي أحدثت بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى يومنا هذا وبعد هذا اليوم.. يتبع آخرها أولها. * * * ثم أنه قد خلا أبو بكر وعمرو أبو عبيدة بأسامة وجماعة من أصحابه - وكانوا في الطريق - فقالوا: إلى أين ننطلق ونخلي المدينة، ونحن أحوج ما كنا إليها وإلى المقام بها؟! فقال لهم أسامة: وما ذلك؟ قالوا: إن رسول الله قد نزل به الموت، والله لئن خلينا المدينة لتحدثن بها أمور لا يمكن إصلاحها، ننظر ما يكون من أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم المسير بين أيدينا!، فرجع القوم إلى المعسكر
          (هامش)
          1. الإرشاد: 1 / 181، عنه بحار الأنوار: 22 / 467 - 468. راجع أيضا: سنن الدارمي: 1 / 36 - 37، الطبري: 3 / 188، مسند أحمد: 3 / 488 - 489، شرح نهج البلاغة: 10 / 183، البداية والنهاية: 5 / 243 - 244، الكامل لابن الأثير: 2 / 318، الطبقات: 2 / ق 2 / 10، البدء والتاريخ: 5 / 56، أنساب الأشراف: 2 / 214، تاريخ الإسلام للذهبي: 1 / 545، نهاية الإرب: 18 / 362، المنتظم: 4 / 14 - 15، تاريخ الخميس: 2 / 161، مجمع الزوائد: 9 / 24، كنز العمال: 12 / 262. (*)
          ص 59
          الأول، وأقاموا به وبعثوا رسولا يتعرف لهم أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأتى الرسول إلى عائشة فسألها عن ذلك سرا، فقالت: امض إلى أبي وعمر ومن معهما وقل لهما: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد ثقل فلا يبرحن أحد منكم، وأنا أعلمكم بالخبر وقتا بعد وقت.. واشتدت علة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فدعت عائشة صهيبا فقالت: امض إلى أبي بكر وأعلمه أن محمدا في حال لا يرجى.. فهلم إلينا أنت وعمر وأبو عبيدة ومن رأيتم أن يدخل معكم، وليكن دخولكم في الليل سرا، فدخل أبو بكر وعمر وأبو عبيدة ليلا المدينة ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد ثقل، فأفاق بعض الإفاقة فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لقد طرق ليلتنا هذه، المدينة شر عظيم ، فقيل له: وما هو يا رسول الله؟ فقال: إن الذين كانوا في جيش أسامة قد رجع منهم نفر يخالفون عن أمري، ألا إني إلى الله منهم برئ.. ويحكم! نفذوا جيش أسامة.. فلم يزل يقول ذلك حتى قالها مرات كثيرة. فلما أصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من ليلته أذن بلال ثم أتاه يخبره كعادته فوجده قد ثقل، ومنع من الدخول إليه، فأمرت عائشة صهيبا أن يمضي إلى أبيها فيعلمه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد ثقل في مرضه وليس يطيق النهوض إلى المسجد وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) قد شغل به وبمشاهدته عن الصلاة بالناس، فاخرج أنت إلى المسجد فصل بالناس، فإنها حالة تهنئك وحجة لك بعد اليوم. فلم يشعر الناس - وهم في المسجد ينتظرون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو عليا (عليه السلام) يصلي بهم كعادته التي عرفوها في مرضه - إذ دخل أبو بكر المسجد وقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد ثقل وقد أمرني أن أصلي بالناس..! فقال له رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وأنى ذلك! وأنت في جيش أسامة، ولا والله لا أعلم أحدا بعث إليك ولا أمرك بالصلاة..! ثم نادى الناس بلال فقال: على رسلكم - رحمكم الله - لأستأذن
          ص 60
          رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في ذلك، ثم أسرع حتى أتى الباب فدقه دقا شديدا فسمعه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: ما هذا الدق العنيف؟!، فانظروا ما هو؟ ، قال فخرج الفضل بن العباس ففتح الباب فإذا بلال، قال ما وراءك يا بلال؟ فقال: إن أبا بكر قد دخل المسجد وقد تقدم حتى وقف في مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وزعم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمره بذلك، فقال: أو ليس أبو بكر مع جيش أسامة، هذا هو والله الشر العظيم الذي طرق البارحة المدينة، لقد أخبرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك، ودخل الفضل وأدخل بلالا معه، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ما وراءك يا بلال.. فأخبر رسول الله الخبر، فقال: أقيموني.. أقيموني.. أخرجوا بي إلى المسجد، والذي نفسي بيده قد نزلت بالإسلام نازلة وفتنة عظيمة من الفتن. ثم خرج معصوب الرأس يتهادى بين علي والفضل بن العباس، ورجلاه تجران في الأرض حتى دخل المسجد - وأبو بكر قائم في مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد أطاف به عمر وأبو عبيدة وسالم وصهيب والنفر الذين دخلوا - وأكثر الناس قد وقفوا عن الصلاة ينتظرون ما يأتي بلال، فلما رأى الناس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد دخل المسجد - وهو بتلك الحالة العظيمة من المرض - أعظموا ذلك، وتقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فجذب أبا بكر من ورائه فنحاه عن المحراب، وأقبل أبو بكر والنفر الذين كانوا معه فتواروا خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأقبل الناس فصلوا خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو جالس (1)، فكبر وابتدأ الصلاة التي كان ابتدأها أبو بكر،
          (هامش)
          1. إلى هنا جاء في إرشاد القلوب: 338 - 340، عنه بحار الأنوار: 28 / 108 - 110. أقول: صرح اللمعاني المعتزلي: أن أمير المؤمنين (عليه السلام) نسب إلى عائشة بأنها أرسلت إلى أبيها ليصلي بالناس، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يعين للصلاة أحدا، بل قال: ليصل بهم أحدهم. وقال اللمعاني أيضا: إنها أرسلت إلى أبيها وأعلمته بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يموت عن قريب، فرجع أبو بكر عن جيش أسامة. راجع شرح نهج البلاغة: 9 / 196 - 199. نعم طائفة من أهل السنة يريدون إخفاء الواقع فتارة يقولون: أقبل رسول أم أيمن فأخبر أسامة بموت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما في عيون الأثر: 2 / 353، وأخرى يقولون: أرسلت إليهم زوجة أسامة كما في تاريخ الإسلام للذهبي: 3 / 19. أقول: ويؤيد كلامه في عدم تعيين الإمام للصلاة ما ذكره المقدسي (المتوفى 355) في البدء والتاريخ: 5 / 57، فإنه قال: وإذا وجد ثقلا قال (صلى الله عليه وآله وسلم): مروا الناس فليصلوا. وكذا ابن كثير في السيرة النبوية: 4 / 459، والزهري في المغازي: 131. (*)
          ص 61
          ولم يبن على ما مضى من فعاله، فلما سلم انصرف إلى منزله، واستدعى أبا بكر وعمر وجماعة من حضر المسجد من المسلمين ثم قال: ألم آمر أن تنفذوا جيش أسامة؟! فقالوا: بلى يا رسول الله، قال: فلم تأخرتم عن أمري؟! قال أبو بكر: إني كنت قد خرجت ثم رجعت لأجدد بك عهدا، وقال عمر: يا رسول الله! إني لم أخرج لأنني لم أحب أن أسأل عنك الركب، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): نفذوا جيش أسامة.. نفذوا جيش أسامة.. يكررها ثلاث مرات، ثم أغمي عليه من التعب الذي لحقه والأسف، فمكث هنيئة مغمى عليه، وبكى المسلمون وارتفع النحيب من أزواجه وولده ونساء المسلمين وجميع من حضر من المسلمين (1).

          رزية يوم الخميس

          وعندما أفاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نظر إلى من كان حوله ثم قال: ائتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا ، ثم أغمي عليه، فقال عمر: إنه
          (هامش)
          1. الإرشاد: 1 / 183 - 184 عنه بحار الأنوار: 22 / 468. أقول: ذكر الطبري والمقدسي وغيرهما أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال عقيب تلك الصلاة: أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها.. راجع تاريخ الطبري: 3 / 198، البدء والتاريخ: 5 / 61، وأشار إليه النويري بقوله عقيب ذكر الصلاة: فحذر (أي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)) الناس من الفتن، نهاية الإرب: 18 / 368. وقال العصامي المكي: فكلمهم رافعا صوته حتى خرج صوته من باب المسجد يقول: أيها الناس! سعرت النار..، وأقبلت الفتن كالليل المظلم... سمط النجوم العوالي: 2 / 241. (*)
          ص 62
          يهجر!! (1) لا تأتوه بشيء فإنه قد غلبه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله..! فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله.. ومنهم من يقول ما قال عمر.. فلما كثر اللغط والاختلاف قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قوموا عني (2). قال بعضهم: ألا نأتيك بدواة وكتف يا رسول الله؟ فقال: أ بعد الذي قلتم..؟! لا، ولكني أوصيكم بأهل بيتي خيرا ، وأعرض بوجهه عن القوم فنهضوا، وبقي عنده العباس والفضل بن العباس وعلي بن أبي طالب وأهل بيته خاصة، فقال له العباس: يا رسول الله! إن يكن هذا الأمر فينا مستقرا من بعدك فبشرنا، وإن كنت تعلم إنه نغلب عليه فأوص بنا، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أنتم المستضعفون من بعدي (3). فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم (4). أقول: الكلام حول هذه الرزية طويل الذيل (5) ولكن لا يسعنا ترك أمور:
          (هامش)
          1. الإرشاد: 1 / 183 - 184 عنه بحار الأنوار: 22 / 468. 2. مسند أحمد: 1 / 293، 324 - 336، صحيح البخاري: 4 / 31 و5 / 137 و7 / 9 و8 / 161، صحيح مسلم: 5 / 76، الطبري: 3 / 192 - 193، المستدرك: 3 / 477، شرح نهج البلاغة: 2 / 54 - 55 و6 / 51 و12 / 87، البداية والنهاية: 5 / 247 - 248، مجمع الزوائد: 9 / 33 - 34، كنز العمال: 5 / 644 و7 / 243 الملل والنحل للشهرستاني: 1 / 22، الكامل لابن الأثير: 2 / 320، الطبقات لابن سعد: 2 / ق 2 / 36 - 38، البدء والتاريخ: 5 / 59، السيرة النبوية لابن كثير: 4 / 450 - 451، نهاية الإرب: 18 / 373 - 375، أنساب الأشراف: 2 / 236، تاريخ الإسلام للذهبي: 1 / 551 - 552. بحار الأنوار: 30 / 529 - 536، (عنهم بأسانيد عديدة). 3. الإرشاد: 1 / 184 - 185، عنه بحار الأنوار: 22 / 468. 4. مسند أحمد: 1 / 325، 336، البخاري: 5 / 137 و7 / 9، صحيح مسلم: 5 / 76. 5. راجع بحار الأنوار: 30 / 529 والكتب الكلامية. (*)

          تعليق


          • وسقط الفن وبان تدليس الوهابي وانكشفت الجيفه التي تسكب الانوف وسقط المعقد السني ومن كتبهم وامهاتهاااااااا
            وهكذا لم اسمع غير صراخهم يملي المكان بعواطفهم الورديه والاحلام البنفسجيه
            وستبقى الاقدام على ابو بكر وعمر الماروق ولم نرفعها حتى ان تثبتوا لنا افضليتهم من القران والاحاديث النبويه الشريفه ياسنة هند الباغيه

            تعليق


            • اها يا اهل السنه تبين زيف معتقدكم فمالكم الا ان تشاركونا بلعنهم ووضع الاقدام على ابو بكر وعمر الماروق

              تعليق


              • ههههههههههههههههههههه وينهم ابناء صهاك العاجزين عن انقاذ صنميهم الفجار الكفااااار اهل النار

                تعليق


                • والله عيب عليكم يا اهل السنه اسلافكم اصنامكم ابو بكر وعمر الماروق الاقدام على ام رؤسهم وانتم تنظرون اليهم ولاتنصروهم بفضيله غير التدليس وستبقى اقدامي عليهم ولا ارفعهن الا ان تثبتولنا افضليتهم وسقط المعتقد السني وبان زيفهم وتغريرهم المسلمين فيا باحثين من اهل السنه افيقوا فوالله غدا لاينفع الندم ولايغاث من ظلم فوجدوا ماعملوا حاضرا ولايظلم ربك احدا فمحبيهم محشورون معهم في سقر افيقوا قبل فوات الاوان من الكفره وعودوا الى رشدكم واتقوا الله في انفسكم فانها ستحاسبكم فهل وجدتم لهم فضيله واحده وقد الزمناكم الحجه امام الله فلا مفر!!.؟ فلا يغروكم باعلامهم الكاذب فحبل كذبهم ما اقصره ولو طال وللظالم يوم وللمعاند يوم في قبره يساوي مليون عام فيا حسرتاه عليكم

                  تعليق


                  • المشاركة الأصلية بواسطة أبو الحر
                    لعلمكم....
                    أقدامي على أعداء المكسورة الضلع صلوات الله و سلامه عليها
                    اي والله طلعو سرسريه وفارين من الجيش
                    خخخخخخخخخخخخخخ
                    ولسه هم تحت قانون الاعدام
                    يمكن يجيبولهم عفو
                    عن تخلفهم من جيش اسامه
                    هروب
                    جريمة الغياب الرسمي
                    وكنينيه مليانه غياب وهروب
                    ومخالفات
                    هههههه
                    هل يوجد عفو لهم
                    لا اعتقد
                    عشرة مرات شملهم عفو
                    بس هاي المره
                    اعدام
                    على الصعيد العام
                    تبت يدا ابا لهب

                    تعليق


                    • وينهم الاشاوس ..؟

                      تعليق


                      • بسم الله الرحمن الرحيم
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        حين نظرت للموضوع قلت سبحان الله لابي بكر وعمر هذا الكلام .....
                        والتمسته الكم عذرا بعدم معرفت فضلهم للاسلام والمسلمين واحببت اني انقل لكم ما قاله اهل البيت عليهم السلام بحق الشيخين
                        اذا كنت كما تزعم من الباحثين عن الحق تعال نتحاور .....
                        وان يكون الحوار اسلامي وان لا يكون ابطال حجت الخصم او المحاور كي لا يضيع الاجر......
                        انا انتظر ردكم الصادق واستفساراتكم
                        محبة سيدنا على ابن ابي طالب رضي الله عنه لأبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهما ومن كتب الطائفة الشيعية
                        والسؤال هنا من يتبع الشيعة في تكفيرهما لأبي بكر
                        وعمر وعثمان رضي الله عنهما ؟ إذا كان على ابن ابي طالب رضي الله عنه يقدمهما على نفسه ويحبهم فكيف يقول الشيعة بانهم كفار

                        هل على ابن ابي
                        طالب الذي دافع عن الاسلام طيلة حياتة وضحى من اجل الاسلام وقدم روحه الشريفة فداء للأسلام يصاحب كفار ومنافقين هل هذا يعقل من نام في فراش رسول الله الفدائي البطل الذي زوجه رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم ابنته ووديعته فاطمة الزهراء عليها السلام يصاحب كفار ومنافقين هل هذا يعقل يا شيعة؟

                        فضائل أبو بكر وعمر رضي الله عنهم من كتب الشيعة:

                        1- مبايعة علي رضي الله عنه لابي بكر (مرتين )
                        وعمر فهل يعقل ان من يكره انسان ان يبايعه على السمع والطاعه ويصبح وزير ومستشار له :

                        قول أبو الحسن على بن أبى
                        طالب " و إنا نرى أبا بكر أحق الناس بها (( أي الخلافه )) ,

                        إنه لصاحب الغار و ثاني أثنين , و إنا لنعرف له سنه , و لقد أمره رسول الله بالصلاة و هو حي " كتاب نهج البلاغه 1/332
                        - فى رسالة بعثها أبو الحسن عليه السلام إلى معاوية يقول فيها " و ذكرت أن الله اجتبى له من المسلمين أعواناً أيدهم به فكانوا فى منازلهم عنده على قدر فضائلهم فى الإسلام كما زعمت و أنصحهم لله و لرسوله الخليفة الصديق و خليفة الخليفة الفاروق , و لعمري أن مكانهما فى الإسلام شديد يرحمهما الله و جزاهم الله بأحسن ما عملا

                        " شرح النهج لابن هيثم ص 488
                        - الأمالي- الشيخ الطوسي ص 507 :

                        فبايعت أبا بكر كما بايعتموه ، وكرهت أن أشق عصا المسلمين ، وأن أفرق بين جماعتهم ، ثم أن أبا بكر جعلها لعمر من بعده فبايعت عمر كما بايعتموه ، فوفيت له ببيعته حتى لما قتل جعلني سادس ستة ، فدخلت حيث أدخلني ، وكرهت أن أفرق جماعة المسلمين وأشق عصاهم ، فبايعتم عثمان فبايعته ، ثم طعنتم على عثمان فقتلتموه ، وأنا جالس في بيتي ، ثم أتيتموني غير داع لكم ولا مستكره لاحد منكم ، فبايعتموني كما بايعتم أبا بكر
                        وعمر وعثمان
                        2-


                        حب علي واهل البيت لصحابه بشكل عام والشيخين ابابكر وعمر بشكل خاص :
                        - في خطبة لعلي : (( لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فما أرى أحداً يشبههم منكم

                        (!!) لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً و قد باتوا سجداً و قياماً، يراوحون بين جباههم و خدودهم، و يقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أعينهم ركب المعزي من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، و مادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب و رجاءً للثواب)) نهج البلاغة ص 225


                        - عن الإمام جعفر الصادق عن أبيه الإمام محمد الباقر قال: قال رجل من قريش لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين نسمعك تقول في الخطبة آنفا، اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين المهتدين، فمن هم؟ فاغرورقت عيناه، ثم أهملهما فقال: "هم حبيباي وعماك أبو بكر وعمر، إماما الهدى، وشيخا الإسلام، ورجلا قريش، والمقتدى بهما، بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فمن اقتدى بهما عصم، ومن اتبع آثارهما هدي إلى صراط مستقيم، ومن تمسك بهما فهو من حزب الله، وحزب الله هم المفلحون" تلخيص الشافي 2/428


                        -و كان الحسن يُجل أبابكر
                        وعمر رضي الله عنهما حتى أنه أشترط على معاوية فى صلحه معه أن يسير بسيرتهما فمن ضمن شروط معاهدة الصلح " إنه يعمل و يحكم فى الناس بكتاب و سنة رسول الله و سيرة الخلفاء الراشدين " منتهى الآمال للعباس القمى ج2/212 ط إيران


                        -وعن الإمام الخامس محمد بن على بن الحسين الباقر " عن عروة بن عبدالله قال : سالت أبا جعفر محمد بن على (ع) عن حلية السيف ؟ فقال : لا بأس به , قد حلى أبوبكر الصديق سيفه , قال : قلت : و تقول الصديق ؟ فوثب وثبة , و استقبل القبلة , فقال : نعم الصديق , فمن لم يقل الصديق فلا صدق الله له قولاً

                        فى الدنيا و الآخرة " كشف الغمة للاربلى 2/147
                        -




                        عن الباقر (ع) قال " و لست بمنكر فضل أبى بكر , ولست بمنكر فضل عمر , و لكن أبابكر أفضل من عمر "الاحتجاج للطبرسى تحت عنوان – احتجاج أبى جعفر بن على الثاني فى الأنواع الشتى من العلوم الدينية
                        - جاء عن الإمام السادس جعفر الصادق (ع) انه سئل عن أبى بكر
                        وعمر رضي الله عنهما ففي الخبر " ان رجلاً سأل الإمام الصادق (ع) , فقال : يا ابن رسول الله !

                        ما تقول فى حق أبى بكر و عمر ؟ فقال (ع) : إمامان عادلان قاسطان , كانا على الحق , وماتا عليه , فعليهما رحمة الله يوم القيامة " إحقاق الحق للشوشترى 1/16


                        - عن زيد بن على أخو الباقر و عم الصادق " ان ناساً من رؤساء الكوفة و أشرافهم الذين بايعوا زيداً حضروا يوماً عنده , و قالوا له : رحمك الله , ماذا تقول فى حق أبى بكر و عمر ؟ قال : ما أقول فيهما إلا خيراً كما أسمع فيهما من أهل بيتي إلا خيرا , ما ظلمانا و لا أحد غيرنا , و عملا بكتاب الله و سنة رسوله " ناسخ التواريخ للمرزاتقي الدين خان تحت عنوان – أحوال الإمام زين العابد


                        - يقول علي ( عليه السلام ) عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه (( لله بلاء فلان فقد قوم الأود، و داوى العمد، خلف الفتنة و أقام السنة، ذهب نقي الثوب قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه، رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي فيها الضال ولا يستيقن المهتدي )). نهج البلاغة ص (509).


                        لما غسل عمر وكفن دخل علي عليه السلام فقال: صلى الله عليه وآله وسلم ما على الأرض أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى(أي المكفون) بين أظهركم"كتاب الشافي" لعلم الهدى ص171، و"تلخيص الشافي" للطوسي ج2 ص428 ط إيران، و"معاني الأخبار" للصدوق ص117 ط إيران
                        3- تصريح علي بافضلية الشيخين حتى عليه وبحبه لهما اشد الحب :
                        -


                        يصرح علي رضي الله عنه بحبه لابي بكر وعمر فيقول : ان أبا بكر مني بمنزلة السمع، وإن عمر مني بمنزلة البصر" ["عيون أخبار الرضا" لابن بابويه القمي ج1 ص313، أيضاً "معاني الأخبار" للقمي ص110، أيضاً "تفسير الحسن العسكري"].


                        - شهادة علي رضي الله عنه: "إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر" ["كتاب الشافي" ج2 ص428].
                        - قال علي رضي الله عنه على منبر الكوفة: لا أوتى برجل يفضلني على أبي بكر
                        وعمر إلا جلدته حد المفتري الكشي: ترجمة رقم: (257)، معجم الخوئي: (8/153، 326)، الفصول المختارة
                        127
                        4- تزويج علي عمر ابنته ام كلثوم بنت فاطمه فخبروني بالله عليكم هل تزوج ابنتك لمن تكرهه او من

                        تحبه وتعرف صلاحه وتقواه ودينه لحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم : { من اتاكم ترضون دينه وخلقه فزوجه ان لم تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير } :


                        - ومذكورة روايات تزوج عمر من ام كلثوم بنت علي في الكافي الفروع ص141 ج2 وايضا لفروع من الكافي كتاب النكاح 5/ 346 باب تزويج أم كثوم، والفروع من الكافي6/115 و116


                        -ويذكر محمد بن علي بن شهر أشوب المازندراني : فولد من فاطمه عليها السلام الحسن والحسين والمحسن وزينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى تزوجها عمر مناقب آل أبي
                        طالب ص162 ج3


                        - وكذلك المجلسي يصحح روايتا الكافي الاخيرتان ويذكر الروايات بنفسه في كتابه وبحار الأنوار 38/88
                        - ويؤكد هذا الزواج صاحب كتابا الاستبصار ص 353 وتهذيب الأحكام 8/161 و9/262


                        اذا ايها العقلاء من الشيعه بعد كل هذه الادله وبعد كل هذا الحب والتفضيل للشيخين الصديق ابوبكر والفاروق عمر من علي واهل البيت هل تتبعونهم في هذا الامر ام ان علمائكم مقدمون على اهل البيت والتعصب والاتباع الاعمى هو مرشدكم في دينكم ؟


                        تعليق


                        • المشاركة الأصلية بواسطة نبض السلف
                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          حين نظرت للموضوع قلت سبحان الله لابي بكر وعمر هذا الكلام .....
                          والتمسته الكم عذرا بعدم معرفت فضلهم للاسلام والمسلمين واحببت اني انقل لكم ما قاله اهل البيت عليهم السلام بحق الشيخين
                          اذا كنت كما تزعم من الباحثين عن الحق تعال نتحاور .....
                          وان يكون الحوار اسلامي وان لا يكون ابطال حجت الخصم او المحاور كي لا يضيع الاجر......
                          انا انتظر ردكم الصادق واستفساراتكم
                          محبة سيدنا على ابن ابي طالب رضي الله عنه لأبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهما ومن كتب الطائفة الشيعية
                          والسؤال هنا من يتبع الشيعة في تكفيرهما لأبي بكر
                          وعمر وعثمان رضي الله عنهما ؟ إذا كان على ابن ابي طالب رضي الله عنه يقدمهما على نفسه ويحبهم فكيف يقول الشيعة بانهم كفار

                          هل على ابن ابي
                          طالب الذي دافع عن الاسلام طيلة حياتة وضحى من اجل الاسلام وقدم روحه الشريفة فداء للأسلام يصاحب كفار ومنافقين هل هذا يعقل من نام في فراش رسول الله الفدائي البطل الذي زوجه رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم ابنته ووديعته فاطمة الزهراء عليها السلام يصاحب كفار ومنافقين هل هذا يعقل يا شيعة؟

                          فضائل أبو بكر وعمر رضي الله عنهم من كتب الشيعة:

                          1- مبايعة علي رضي الله عنه لابي بكر (مرتين )
                          وعمر فهل يعقل ان من يكره انسان ان يبايعه على السمع والطاعه ويصبح وزير ومستشار له :

                          قول أبو الحسن على بن أبى
                          طالب " و إنا نرى أبا بكر أحق الناس بها (( أي الخلافه )) ,

                          إنه لصاحب الغار و ثاني أثنين , و إنا لنعرف له سنه , و لقد أمره رسول الله بالصلاة و هو حي " كتاب نهج البلاغه 1/332
                          - فى رسالة بعثها أبو الحسن عليه السلام إلى معاوية يقول فيها " و ذكرت أن الله اجتبى له من المسلمين أعواناً أيدهم به فكانوا فى منازلهم عنده على قدر فضائلهم فى الإسلام كما زعمت و أنصحهم لله و لرسوله الخليفة الصديق و خليفة الخليفة الفاروق , و لعمري أن مكانهما فى الإسلام شديد يرحمهما الله و جزاهم الله بأحسن ما عملا

                          " شرح النهج لابن هيثم ص 488
                          - الأمالي- الشيخ الطوسي ص 507 :

                          فبايعت أبا بكر كما بايعتموه ، وكرهت أن أشق عصا المسلمين ، وأن أفرق بين جماعتهم ، ثم أن أبا بكر جعلها لعمر من بعده فبايعت عمر كما بايعتموه ، فوفيت له ببيعته حتى لما قتل جعلني سادس ستة ، فدخلت حيث أدخلني ، وكرهت أن أفرق جماعة المسلمين وأشق عصاهم ، فبايعتم عثمان فبايعته ، ثم طعنتم على عثمان فقتلتموه ، وأنا جالس في بيتي ، ثم أتيتموني غير داع لكم ولا مستكره لاحد منكم ، فبايعتموني كما بايعتم أبا بكر
                          وعمر وعثمان
                          2-


                          حب علي واهل البيت لصحابه بشكل عام والشيخين ابابكر وعمر بشكل خاص :
                          - في خطبة لعلي : (( لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فما أرى أحداً يشبههم منكم

                          (!!) لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً و قد باتوا سجداً و قياماً، يراوحون بين جباههم و خدودهم، و يقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أعينهم ركب المعزي من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، و مادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب و رجاءً للثواب)) نهج البلاغة ص 225


                          - عن الإمام جعفر الصادق عن أبيه الإمام محمد الباقر قال: قال رجل من قريش لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين نسمعك تقول في الخطبة آنفا، اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين المهتدين، فمن هم؟ فاغرورقت عيناه، ثم أهملهما فقال: "هم حبيباي وعماك أبو بكر وعمر، إماما الهدى، وشيخا الإسلام، ورجلا قريش، والمقتدى بهما، بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فمن اقتدى بهما عصم، ومن اتبع آثارهما هدي إلى صراط مستقيم، ومن تمسك بهما فهو من حزب الله، وحزب الله هم المفلحون" تلخيص الشافي 2/428


                          -و كان الحسن يُجل أبابكر
                          وعمر رضي الله عنهما حتى أنه أشترط على معاوية فى صلحه معه أن يسير بسيرتهما فمن ضمن شروط معاهدة الصلح " إنه يعمل و يحكم فى الناس بكتاب و سنة رسول الله و سيرة الخلفاء الراشدين " منتهى الآمال للعباس القمى ج2/212 ط إيران


                          -وعن الإمام الخامس محمد بن على بن الحسين الباقر " عن عروة بن عبدالله قال : سالت أبا جعفر محمد بن على (ع) عن حلية السيف ؟ فقال : لا بأس به , قد حلى أبوبكر الصديق سيفه , قال : قلت : و تقول الصديق ؟ فوثب وثبة , و استقبل القبلة , فقال : نعم الصديق , فمن لم يقل الصديق فلا صدق الله له قولاً

                          فى الدنيا و الآخرة " كشف الغمة للاربلى 2/147
                          -




                          عن الباقر (ع) قال " و لست بمنكر فضل أبى بكر , ولست بمنكر فضل عمر , و لكن أبابكر أفضل من عمر "الاحتجاج للطبرسى تحت عنوان – احتجاج أبى جعفر بن على الثاني فى الأنواع الشتى من العلوم الدينية
                          - جاء عن الإمام السادس جعفر الصادق (ع) انه سئل عن أبى بكر
                          وعمر رضي الله عنهما ففي الخبر " ان رجلاً سأل الإمام الصادق (ع) , فقال : يا ابن رسول الله !

                          ما تقول فى حق أبى بكر و عمر ؟ فقال (ع) : إمامان عادلان قاسطان , كانا على الحق , وماتا عليه , فعليهما رحمة الله يوم القيامة " إحقاق الحق للشوشترى 1/16


                          - عن زيد بن على أخو الباقر و عم الصادق " ان ناساً من رؤساء الكوفة و أشرافهم الذين بايعوا زيداً حضروا يوماً عنده , و قالوا له : رحمك الله , ماذا تقول فى حق أبى بكر و عمر ؟ قال : ما أقول فيهما إلا خيراً كما أسمع فيهما من أهل بيتي إلا خيرا , ما ظلمانا و لا أحد غيرنا , و عملا بكتاب الله و سنة رسوله " ناسخ التواريخ للمرزاتقي الدين خان تحت عنوان – أحوال الإمام زين العابد


                          - يقول علي ( عليه السلام ) عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه (( لله بلاء فلان فقد قوم الأود، و داوى العمد، خلف الفتنة و أقام السنة، ذهب نقي الثوب قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه، رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي فيها الضال ولا يستيقن المهتدي )). نهج البلاغة ص (509).


                          لما غسل عمر وكفن دخل علي عليه السلام فقال: صلى الله عليه وآله وسلم ما على الأرض أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى(أي المكفون) بين أظهركم"كتاب الشافي" لعلم الهدى ص171، و"تلخيص الشافي" للطوسي ج2 ص428 ط إيران، و"معاني الأخبار" للصدوق ص117 ط إيران
                          3- تصريح علي بافضلية الشيخين حتى عليه وبحبه لهما اشد الحب :
                          -


                          يصرح علي رضي الله عنه بحبه لابي بكر وعمر فيقول : ان أبا بكر مني بمنزلة السمع، وإن عمر مني بمنزلة البصر" ["عيون أخبار الرضا" لابن بابويه القمي ج1 ص313، أيضاً "معاني الأخبار" للقمي ص110، أيضاً "تفسير الحسن العسكري"].


                          - شهادة علي رضي الله عنه: "إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر" ["كتاب الشافي" ج2 ص428].
                          - قال علي رضي الله عنه على منبر الكوفة: لا أوتى برجل يفضلني على أبي بكر
                          وعمر إلا جلدته حد المفتري الكشي: ترجمة رقم: (257)، معجم الخوئي: (8/153، 326)، الفصول المختارة
                          127
                          4- تزويج علي عمر ابنته ام كلثوم بنت فاطمه فخبروني بالله عليكم هل تزوج ابنتك لمن تكرهه او من

                          تحبه وتعرف صلاحه وتقواه ودينه لحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم : { من اتاكم ترضون دينه وخلقه فزوجه ان لم تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير } :


                          - ومذكورة روايات تزوج عمر من ام كلثوم بنت علي في الكافي الفروع ص141 ج2 وايضا لفروع من الكافي كتاب النكاح 5/ 346 باب تزويج أم كثوم، والفروع من الكافي6/115 و116


                          -ويذكر محمد بن علي بن شهر أشوب المازندراني : فولد من فاطمه عليها السلام الحسن والحسين والمحسن وزينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى تزوجها عمر مناقب آل أبي
                          طالب ص162 ج3


                          - وكذلك المجلسي يصحح روايتا الكافي الاخيرتان ويذكر الروايات بنفسه في كتابه وبحار الأنوار 38/88
                          - ويؤكد هذا الزواج صاحب كتابا الاستبصار ص 353 وتهذيب الأحكام 8/161 و9/262


                          اذا ايها العقلاء من الشيعه بعد كل هذه الادله وبعد كل هذا الحب والتفضيل للشيخين الصديق ابوبكر والفاروق عمر من علي واهل البيت هل تتبعونهم في هذا الامر ام ان علمائكم مقدمون على اهل البيت والتعصب والاتباع الاعمى هو مرشدكم في دينكم ؟


                          1-

                          عن أبى عبدالله الجعفي عن عروة بن عبد الله قال: سألت أبا جعفر محمد بن عليعليهما السلام عن حلية السيف؟ فقال: لا بأس به، قد حلى أبو بكر الصديق سيفه، قال: قلت: وتقول الصديق؟ فوثب وثبة، واستقبل القبلة، فقال: نعم الصديق، فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا والآخرة" ["كشف الغمة" ج2 ص1


                          الرد :

                          هذا الحديث نقله الاربلي رحمه الله من كتاب صفوة الصفوة لابن الجوزي السني و منقطعة و بدون سند
                          فلا يصح الاحتجاج بها

                          وهنا نسخت لكم الصفحة كاملة من نفس الكتاب :

                          و قال الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي رحمه الله في كتابه
                          [147]
                          صفوة الصفوة :
                          أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب و اسم ولده جعفر و عبد الله و أمهما أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه و إبراهيم و علي و زينب و أم سلمة .
                          و عن سفيان الثوري قال : سمعت منصورا يقول سمعت
                          محمد بن علي يقول الغناء و العز يجولان في قلب المؤمن فإذا وصلا إلى مكان فيه التوكل أوطناه و قال ما دخل قلب امرئ شي‏ء من الكبر إلا نقص من عقله مثل ما دخله من ذلك قل أو كثر .

                          و عن خالد بن أبي الهيثم عن
                          محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام) قال : ما اغرورقت عين بمائها إلا حرم الله وجه صاحبها على النار فإن سالت على الخدين لم يرهق وجهه قتر و لا ذلة و ما من شي‏ء إلا له جزاء إلا الدمعة فإن الله يكفر بها بحور الخطايا و لو أن باكيا بكى في أمة لحرم الله تلك الأمة على النار .
                          و عنه (
                          عليه السلام) : أنه قال لابنه يا بني إياك و الكسل و الضجر فإنهما مفتاح كل شر إنك إن كسلت لم تؤد حقا و إن ضجرت لم تصبر على حق .

                          و عن عروة بن عبد الله قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) عن حلية السيوف فقال لا بأس به قد حلي أبو بكر الصديق رضي الله عنه سيفه قلت فتقول الصديق قال فوثب وثبة و استقبل القبلة و قال نعم الصديق نعم الصديق نعم الصديق فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولا في الدنيا و لا في الآخرة .


                          عروة بن عبد الله مجهول عند
                          الشيعة و لم يوثق و هو من محدثين السنة و كما ذكرت سابقا لكم فهي منقولة من كتب السنة
                          و ايضاً منقطعة السند اي لا تقبل في مقام الأحتجاج على
                          الشيعة


                          2-
                          شهادة علي رضي الله عنه: "إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر" ["كتاب الشافي" ج2 ص428]


                          الرد :
                          بتر النص و دلس فيه كعادتهم غير أمينين في النقل
                          اقول

                          و ذكره الشريف في كتابه الشافي من مصادر كتب السنة ليرد على العالم السني و يبين كذبها
                          لكن ذهب هذا الكذاب الوهابي يأتي بأستدلال الشريف رضي الله عنه من كتب السنة
                          و يدلس لكي يقول لأصحابه و لعوامهم هذا الشريف المرتضى يذكر هذا الحديث ليؤمن بصحته ؟؟!!
                          اي كذب و تدليس هذا يا وهابية و الشريف ذكره ليرد عليه و يبين كذبه







                          و هذا الحديث منقول من البحار ج 30 ص 276
                          146 - ختص (1): روي عن حكم بن جبير، قال: قلت لابي جعفر محمد ابن علي عليهما السلام: إن الشعبي يروي عندنا بالكوفة أن عليا (ع) قال: خير هذه الامة بعد نبيها أبو بكر وعمر ، فقال إن الرجل يفضل على نفسه من ليس هو مثله حبا وكرامة (2)، ثم أتيت علي بن الحسين عليهما السلام فأخبرته ذلك، فضرب على فخذي وقال: هو أفضل منهما كما بين السماء والارض.



                          اي ان قائل هذه الحديث المكذوب الشعبي و هو ضعيف و غير مقبول عند الشيعة لانه مذموم و كذاب و هو عدو امير المؤمنين ع و ( أسمه عامر بن شرحبيل الفقيه العامي الناصبي )
                          و قد قال الامام علي بن الحسين عليهما السلام ان الامام علي عليه السلام : هو أفضل منهما كما بين السماء والارض


                          وكذلك هذا الحديث منقطع ولا يصح الاحتجاج به


                          لكن متى الوهابية يتوبون عن الأكاذيب و البتر و التدليس


                          جاء عن الإمام السادس جعفر الصادق (ع) انه سئل عن أبى بكر وعمر رضي الله عنهما ففي الخبر " ان رجلاً سأل الإمام الصادق (ع) , فقال : يا ابن رسول الله ! ما تقول فى حق أبى بكر و عمر ؟ فقال (ع) : إمامان عادلان قاسطان , كانا على الحق , وماتا عليه , فعليهما رحمة الله يوم القيامة " إحقاق الحق للشوشترى 1/16


                          الرد :
                          هذا الحديث كامل من دون بتر

                          انه سأل رجل من المخالفين مولانا جعفر الصادقعليه السلام وقال : يا ابن رسول الله! ما تقول في حق أبى بكر وعمر؟ فقال عليه السلام: إمامان عادلان قاسطان، كانا على حق، وماتا عليه، فعليهما رحمة الله يوم القيامة"
                          فما انصرف الناس فقال له رجل من الخواص :
                          يا ابن رسول الله لقد تعجبت مما قلت في حق ابي بكر و عمر
                          فقال عليه السلام : نعم هما اماما اهل النار كما قال تعالى : وجعلناهم أئمة يدعون الى النار
                          و أما القاسطان فقد قال تعالى : و أما القاسطون فكانوا لجنهم حطبا
                          و أما العادلان فلعدولهما عن الحق كقوله تعالى : والذين كفروا بربهم يعدلون
                          و المراد من الحق الذي كانا مستوليين
                          عليه هو امير المؤمنينعليه السلام حيث آذياه و غصبا حقه عنه
                          و المراد من موتهما على الحق انما ماتا على عداوته عليه السلام من غير ندامة على ذلك
                          و المراد من الرحمة الله ,
                          رسول الله صلى الله عليه و آله فاءنه كان رحمة للعالمين و سيكون مغضباً عليهما خصماً لهما
                          منتقماً منها يوم الدين


                          الحديث فيه ذم و إساءة إلى ابي بكر و عمر و لا يوجد مدح !!!!

                          طبعا هذا الحديث ليس له اصل في كتاب التستري إحقاق الحق بل وجدته في مصدر آخر

                          تعليق


                          • عن الباقر (ع) قال " و لست بمنكر فضل أبى بكر , ولست بمنكر فضل عمر , و لكن أبابكر أفضل من عمر "الاحتجاج للطبرسى تحت عنوان – احتجاج أبى جعفر بن على الثاني فى الأنواع الشتى من العلوم الدينية


                            الرد :

                            و هنا الحديث كامل من دون بتر :
                            طبعا الصفحة رقمها 245 و الجزء الثاني من كتاب الأحتجاج

                            باب : احتجاج أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام في أنواع شتى من العلوم الدينية


                            وروي: أن المأمون بعدما زوج ابنته أم الفضل أبا جعفر، كان في مجلس وعنده أبو جعفر عليه السلام ويحيى بن أكثم وجماعة كثيرة.
                            فقال له يحيى بن أكثم: ما تقول يا بن رسول الله في الخبر الذي روي:
                            أنه (نزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرؤك السلام ويقول لك: سل أبا بكر هل هو عني راض فإني عنه راض).
                            فقال أبو جعفر عليه السلام: لست بمنكر فضل أبي بكر ولكن يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع: (قد كثرت علي الكذابة وستكثر بعدي فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فإذا أتاكم الحديث عني فاعرضوه على كتاب الله وسنتي، فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به، وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به) وليس يوافق هذا الخبر كتاب الله قال الله تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) فالله عز وجل خفي عليه رضاء أبي بكر من سخطه حتى سأل عن مكنون سره، هذا مستحيل في العقول.
                            ثم قال يحيى بن أكثم: وقد روي: (أن مثل أبي بكر وعمر في الأرض كمثل جبرئيل وميكائيل في السماء).
                            فقال: وهذا أيضا يجب أن ينظر فيه، لأن جبرئيل وميكائيل ملكان لله مقربان يم يعصيا الله قط، ولم يفارقا طاعته لحظة واحدة، وهما قد أشركا بالله عز وجل وإن أسلما بعد الشرك. فكان أكثر أيامهما الشرك بالله فمحال أن يشبههما بهما.


                            قال يحيى: وقد روي أيضا: (أنهما سيدا كهول أهل الجنة) فما تقول فيه؟
                            فقال عليه السلام: وهذا الخبر محال أيضا، لأن أهل الجنة كلهم يكونون شبابا ولا يكون فيهم كهل، وهذا الخبر وضعه بنو أمية لمضادة الخبر الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله في الحسن والحسن عليهما السلام: بأنهما (سيدا شباب أهل الجنة).
                            فقال يحيى بن أكثم: وروي: (أن عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة).
                            فقال عليه السلام: وهذا أيضا محال، لأن في الجنة ملائكة الله المقربين، وآدم ومحمد، وجميع الأنبياء والمرسلين، لا تضئ الجنة بأنوارهم حتى تضئ بنور عمر.
                            فقال يحيى: وقد روي: (أن السكينة تنطق على لسان عمر).
                            فقال عليه السلام: لست بمنكر فضل عمر، ولكن أبا بكر أفضل من عمر: فقال - على رأس المنبر -: (أن لي شيطانا يعتريني، فإذا ملت فسددوني)
                            فقال يحيى: قد روي: أن النبي صلى الله عليه وآله قال: (لو لم أبعث لبعث عمر) (1). فقال عليه السلام: كتاب الله أصدق من هذا الحديث، يقول الله في كتابه: (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح) (2) فقد أخذ الله ميثاق النبيين فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه، وكل الأنبياء عليهم السلام لم يشركوا بالله طرفة عين، فكيف يبعث بالنبوة من أشرك وكان أكثر أيامه مع الشرك بالله، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
                            نبئت وآدم بين الروح والجسد).
                            فقال يحيى بن أكثم: وقد روي أيضا: أن النبي صلى الله
                            عليه وآله قال: (ما احتبس عني الوحي قط إلا ظننته قد نزل على آل الخطاب) (3).
                            فقال عليه السلام: وهذا محال أيضا، لأنه لا يجوز أن يشك النبي صلى الله عليه وآله في نبوته قال الله تعالى: (الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس) (1) فكيف يمكن أن ينتقل النبوة ممن اصطفاه الله تعالى إلى من أشرك به.
                            قال يحيى: روي: أن النبي صلى الله عليه وآله قال: (لو نزل العذاب لما نجى منه إلا عمر).
                            فقال عليه السلام: وهذا محال أيضا، لأن الله تعالى يقول: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) (2) فأخبر سبحانه أنه لا يعذب أحدا ما دام فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وما داموا يستغفرون.







                            يعني الإمام الجواد عليه السلام أحرج السني و ذبحه ذبحا و بقره بقراً من العلوم الساطعة
                            و أنكر و رد على جميع فضائلهما المزيفة


                            وهنا الحديث لم يمدحهما بل ذمهما و لا تنسى هذا الحديث في بدايته مكتوب :
                            وروي: أن المأمون بعدما زوج ابنته أم الفضل أبا جعفر.


                            الحديث ضعيف لأنه مرسل و منقطع و ليس له سند
                            طبعا الحديث كله ذم فيهما و لا يوجد مدح فيهما


                            تعليق


                            • كان الحسن يُجل أبابكر وعمر رضي الله عنهما حتى أنه أشترط على معاوية فى صلحه معه أن يسير بسيرتهما فمن ضمن شروط معاهدة الصلح " إنه يعمل و يحكم فى الناس بكتاب و سنة رسول الله و سيرة الخلفاء الراشدين " منتهى الآمال للعباس القمى ج2/212 ط إيران و كذلك الارشاد ج2


                              الرد :

                              الوهابية ما يتوبون عن الكذب و التدليس
                              اين ذكر هذا الشرط في الارشاد و منتهى الآمال ؟؟؟؟؟
                              لماذا التزوير و الخدع يجري في دمهم ؟؟؟
                              الملاحظ دينهم قائم على الكذب



                              منتهى الامال ص 190
                              ثم كتب الامام عليه‏السلام الى معاوية وأظهر رضاه بالصلح لكن بشروط ، فارسل إبن عمّه عبد اللّه‏ بن الحارث إليه كي يكتب كتاب الصلح فكتبا :
                              « بسم اللّه‏ الرحمن الرحيم ، هذا ما صالح عليه الحسن بن عليّ بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان ،صالحه على أن يسلّم إليه ولاية المسلمين على ان يعمل فيهم بكتاب اللّه‏ وسنة رسوله ، وليس لمعاوية ان يعهد الى احد من بعده عهدا ، على انّ الناس آمنون حيث كانوا من ارض اللّه‏ تعالى في شامهم ويمنهم وعراقهم وحجازهم .
                              وعلى انّ أصحاب عليّ وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم حيث كانوا ، وعلى معاوية بذلك عهد اللّه‏ وميثاقه ، وعلى ان لا يبغي للحسن بن عليّ ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من بيت رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏ و‏آله غائلة سوء سرّا وجهرا ، ولا يخيف أحدا منهم في أفق من الآفاق (وان يتركوا سبّ أمير المؤمنين عليه‏السلام في الصلاة كما كانوا يفعلون)(2) .
                              فشهد عليه عبد اللّه‏ بن الحارث ، وعمرو بن سلمة ، وعبد اللّه‏ بن عامر ، وعبد الرحمن بن سمرة ، وغيرهم .
                              فلمّا استتمت الهدنة على ذلك سار معاوية حتى نزل بالنخيلة ، وكان ذلك اليوم يوم الجمعة فصلّى بالناس ضحى النهار فخطبهم وقال في خطبته : انّي واللّه‏ ماقاتلتكم لتصلّوا ولا لتصوموا ولا لتزكوا ... ، ولكنّي قاتلتكم لأتأمرّ عليكم ، وقد أعطاني اللّه‏ ذلك وانتم له كارهون ، ألا وانّي منّيت الحسن وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمي لا أفي بشيء منها له(1) .




                              و هنا كتاب الاشاد ج 2
                              في صفحة 14
                              شاملةٌ ، فلم يَثِقْ به الحسنُ عليهِ السّلامُ وعلمَ احتيالَه بذلكَ واغتيالَه ، غيرَ انّه لم يَجِدْ بدّاً من إِجابتهِ إِلى ما التمسَ (من ترك )(1) الحربِ وِانفاذِ الهدنةِ، لمِا كانَ عليه أصحابُه ممّا وصفْناه من ضعفِ البصائرِ في حقِّه والفسادِ عليه والخُلْفِ منهم له ، وما انطوى كثيرٌ منهم عليهِ في استحلالِ دمِه وتسليمهِ إِلى خصمِه ، وما كانَ في خذلانِ ابن عمِّه له ومصيرهِ إِلى عدوِّه ، وميلِ الجُمهورِمنهم إِلى العاجلةِ وزهدِهم في الآجلةِ .
                              فتوثّقَ عليهِ السّلامُ لنفسِه من معاويةَ لتأكيدِ الحجّةِ عليه ، والإعذارِ فيما بينَه وبينَه عندَ اللهِ عزّ وجلّ وعند كافَّةِ المسلمينَ ، واشترطَ عليه تركَ سبِّ أميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ والعدولَ عنِ القُنوتِ عليه في الصّلواتِ ،وأنْ يُؤمنَ شيعتَه رضيَ اللهُ عنهم ولايتعرّضَ لأحدٍ منهم بسوءٍ، ويُوصِلَ إِلى كلِّ ذي حقٍّ منهم حقَّه . فأجابَه معاويةُ إِلى ذلكَ كلِّه ، وعاهدَه عليه وحَلفَ له بالوفاءِ به .
                              فلمّا استتمّتِ الهُدنةُ على ذلكَ ، سارَ معاويةُ حتّى نزلَ بالنُّخَيْلةِ(2)، وكانَ ذلكَ يومَ جمعةٍ فصلّى بالنّاسِ ضحى النّهارِ، فخطَبَهُم وقالَ في خطبتهِ : إِنِّي واللهِّ ما قاتلتُكم لتُصلُّوا ولا لتصوموا ولا لتحجّوا ولا لتزكُّوا، إِنّكم لتفعلونَ ذلكَ ، ولكنِّي قاتلتُكم لأتأمّرَ عليكم ، وقد أعطاني اللهُّ ذلكَ وأنتم له كارِهونَ . ألا ِوانِّي كنتُ منَّيتُ الحسنَ وأعطيتُه أشياءَ، وجَمِيعُها تحتَ قَدَمَيَّ لا أفي بشيءٍ منها له .




                              ×× حلم الوهابية ذكر فضائل الشيخين في كتب الشيعة مثل حلم أبليس بدخول الجنة

                              تعليق


                              • التعديل الأخير تم بواسطة نبض السلف; الساعة 07-08-2011, 12:52 AM.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X