إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الزميل شيعي منصف: ماذا كان بعد "التوعد" لزوجات النبي ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    ولاتدندن مرة اخرى بموضوع زوجتي نوح ولوط فقد تم نسف ذلك الإستدلال الباطل من اول صفحة
    اخي الكريم العزيز ارجو منك تحسين اسلوبك معنا بعض الشيء فنحن لسنا اعداء وفي النهاية نحن مسلمون فدعني اوضح لك اكثر بعض الشيء

    لا شك أن زوجتي نوح ولوط عليهما السلام ستدخلان النار مع الداخلين لكن لم يظهر لزوجيهما منهما ذنب يؤدي إلى الكفر وإلا فالكافرة لا يجوز إبقاؤها لقوله تعالى { ولا تمسكوا بعصم الكوافر } فلعلّ زوجة نوح عليه السلام كانت تبطن الكفر أو أنها مع كون نوح قد طالت مدة دعوته أنها تأثرت بدعوة قومها لما رأت أن قومها كلهم على الكفر فشكّت في ذلك وقالت كيف يكون هذا مؤمناً وحده ويكون هؤلاء كلهم كفار وهم جمهور الأمة ؛ فقد يكون كفرها خفيا وكذلك امرأة لوط ما ذكروا لها ذنباً إلا أنها كانت تدل على أضيافه أي تدعوا قومها إلى أضيافه ليفعلوا بهم الفاحشة فكان هذا ذنبها ويمكن أيضاً أن تكون كافرة في الباطن ولذلك قال الله { إلا امرأته كانت من الغابرين } .
    دعني ابدل بعض الكلمات ولنرى ماذا سيحدث ومقارنة بكلمات علمائكم ولكن حسب معتقدنا في السيدة عائشة وحفصة

    لا شك أن زوجتي الرسول ستدخلان النار مع الداخلين لكن لم يظهر لزوجهما منهما ذنب يؤدي إلى الكفر وإلا فالكافرة لا يجوز إبقاؤها لقوله تعالى { ولا تمسكوا بعصم الكوافر } فلعلّ زوجة الرسول كانت تبطن الكفر أو أنها مع كون الرسول قد طالت مدة دعوته أنها تأثرت بدعوة قومها لما رأت أن معظمهم كلهم على الكفر فشكّت في ذلك وقالت كيف يكون هذا مؤمناً وحده ويكون هؤلاء كلهم كفار وهم جمهور الأمة .
    ومن ثم اريد ان توضح لي اين تم نسف ذلك الإستدلال الباطل من اول صفحة




    وارجو ان لا تتهمني بالتحريف وما الى ذلك فانني قلت في البداية بانني ساحرف بعض الكلمات لكي اوصل لك الفكرة التي لدينا وثانيا انك قلت :
    وإما لا لاتعني الآيات كفر عائشة وحفصة وانت تقولت على الله

    مرة ثانية اقول لك لا تتهمني بالتقول على الله فان بعض الظن اثم وانني اخوك في الدين ولكن قل انني اخطات او كان اعتقادي خاطئا فهل تراني ممن يحب التقول على الله لا سمح الله
    استغفر الله العلي الظيم

    تعليق


    • #47
      اللهم العن عائشة

      تعليق


      • #48
        http://www.yahosein.org/vb/showpost....3&postcount=14


        علماؤك قالوا انه نفاق
        خلاص إنحل اإشكال
        1-من من علماء المسلمين اهل السنة قال بهذا ؟
        2-
        عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا
        تهرب كل محاور من هذا...
        ولنكرر بالآيات
        يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاً. وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً
        لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيباً
        ومن اقوال علمائكم
        مجمع البيان للطبرسي
        وقيل: أشدد عليهم في إقامة الحد عليهم قال الحسن: أكثر من يصيب الحدود في ذلك الزمان المنافقون فأمر الله تعالى أن يغلّظ عليهم في إقامة الحد { ومأواهم } أي مآل الكفار والمنافقين { جهنم وبئس المصير } أي المآل والمستقر.

        ثم ضرب الله المثل لأزواج النبي حثّاً لهن على الطاعة وبياناً لهن أن مصاحبة الرسول مع مخالفته لا تنفعهن فقال { ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا } أي نبيّين من أنبيائنا { صالحين فخانتاهما } قال ابن عباس: كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس إنه مجنون وإذا آمن بنوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به وكانت امرأة لوط تدل على أضيافه فكان ذلك خيانتهما وما بغت امرأة نبي قط وإنما كانت خيانتهما في الدين. وقال السدي: كانت خيانتهما أنهما كانتا كافرتين. وقيل: كانتا منافقتين. وقال الضحاك: خيانتهما النميمة إذا أوحى الله إليهما أفشتاه إلى المشركين.

        { فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً } أي ولم يغن نوح ولوط مع نبوتهما عن امرأتيهما من عذاب الله شيئاً { وقيل } أي ويقال لهما يوم القيامة { ادخلا النار مع الداخلين }. وقيل: إن اسم امرأة نوح واغلة واسم امرأة لوط واهلة وقال مقاتل والغة ووالهة.

        { وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون } وهي آسية بنت مزاحم قيل إنها لما عاينت المعجز من عصا موسى وغلبته السحرة أسلمت فلما ظهر لفرعون إيمانها نهاها فأبت فأوتد يديها ورجليها بأربعة أوتاد وألقاها في الشمس ثم أمر أن يلقى عليها صخرة عظيمة فلما قرب أجلها { قالت رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة } فرفعها الله تعالى إلى الجنة فهي فيها تأكل وتشرب عن الحسن وابن كيسان. وقيل: إنها أبصرت بيتاً في الجنة من درة وانتزع الله روحها فألقيت الصخرة على جسدها وليس فيه روح فلم تجد ألماً من عذاب فرعون. وقيل: إنها كانت تعذب بالشمس وإذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة وجعلت ترى بيتها في الجنة عن سليمان.

        { ونجّني من فرعون وعمله } أي دينه. وقيل: وجماعة عن ابن عباس { ونجّني من القوم الظالمين } من أهل مصر قالوا قطع الله بهذه الآية طمع من ركب المعصية رجاء أن يقطعه صلاح غيره وأخبر أن معصية الغير لا تضرّ من كان مطيعاً قال مقاتل: يقول الله سبحانه لعائشة وحفصة لا تكونا بمنزلة امرأة نوح وامرأة لوط في المعصية وكونا بمنزلة امرأة فرعون ومريم.
        التبيان الجامع لعلوم القرآن للطوسي

        وقوله { ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين } قال ابن عباس: كانت امرأة نوح وأمرأة لوط منافقتين { فخانتاهما } قال ابن عباس: كانت امرأة نوح كافرة، تقول للناس انه مجنون، وكانت امرأة لوط تدل على أضيافه، فكان ذلك خيانتهما لهما، وما زنت امرأة نبي قط، لما فى ذلك من التنفير عن الرسول وإلحاق الوصمة به، فمن نسب أحداً من زوجات النبي إلى الزنا، فقد أخطأ خطاء عظيماً، وليس ذلك قولا لمحصل. ثم قال { فلم يغنيا عنهما } أي لم يغن نوح ولوط عن المرأتين { من الله شيئاً } أي لم ينجياهما من عقاب الله وعذابه { وقيل } لهما يوم القيامة { ادخلا النار مع الداخلين } من الكفار. وقال الفراء: هذا مثل ضربه الله تعالى لعائشة وحفصة، وبين انه لا يغنيهما ولا ينفعهما مكانهما من رسول الله إن لم يطيعا الله ورسوله، ويمتثلا أمرهما، كما لم ينفع امرأة نوح وامرأة لوط كونهما تحت نبيين. وفي ذلك زجر لهما عن المعاصي وامر لهما أن يكونا كآسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران فى طاعتهما لله تعالى وإمتثال أمره ونهيه.
        الزميل شيعي منصف
        واذا حرفت الكلم عن مواضعه لماذا لاتقول انهن مثل مريم بنت عمران واسية بنت مزاحم ؟؟

        إما هذا كفر وفهم ذلك الرسول وطلقهن
        اما هذا كفر وفهم ذلك الرسول ولم يطلقها (عصم الكوافر؟)
        اما هذا كفر ولم يفهم ذلك الرسول (اين علم الغيب ؟)
        او لا ليس كفر وتلزم نفسك بالصفات اللتي وصفها الله في عسى ان طلقكن!
        تفاسيركم تؤيد قولنا
        المثلان لتوضيح ان اتصال الكافر بالمؤمن لايفيده شيئا والمؤمن بالكافر لايضره شيئا... لاأكثر ولا اقل.
        اما هل علم الرسول او لم يعلم فهذه عليكم زميلنا المحترم


        فيبدو ان امامنا التفسير بالهوى!
        فتلك السورة التي تعني بها كفر عائشة فإما تكون واضحة يفهم هذا كل الناس ويفهم هذا الرسول -الذي يعلم الغيب- ولم يمتثل لأمر ربه
        او علم الجميع انها لاتعني الكفر! وان المثلين كما ذكرنا


        تعليق


        • #49
          المشاركة الأصلية بواسطة ابن النجف2010
          اللهم العن عائشة
          ان لم تكن كافرة فاللهم العن من لعنها ومن علمهم لعنها
          قول امين

          تعليق


          • #50
            بسم الله الرحمن الرحيم
            السلام عليكم

            كفر النفاق هو في كتبكم
            وسأتيك به إن شاء الله
            هناك موضوع طرح في شبكة هجر وهي مغلة الأن بشأن أقوال علماء السنة أن الكفر هو النفاق.



            أرجو أن تنتبه إلى تاريخ نزول الأيات الشريفة

            الأية التي احتججت بها
            يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاً. وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً (سورة الأحزاب) نزلت حوالي خمسة هجرية


            استشهادك:
            لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيباً (سورة الأحزاب)


            استشهادك:

            عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (سورة التحريم) نزلت سنة 9 هجرية

            أولأ: قول الله عز وجل يؤكد وجود نساء خير من عائشة وحفصة بدليل قوله عز وجل. وقوله عز وجل يؤكد وجود المسلمات المؤمنات القانتات العابدات الثيبات و الأبكار.
            فقولك حيث أن النبي صلى الله عليه واله وسلم لم يطلقهن دليل على عدم وجود أفضل منهم هو قول من لا يفهم
            لأن سبب الطلاق كان بسبب مشاكل تسببت بها عائشة وحفصة لأن ان النبي صلى الله عليه واله وسلم أراد ذلك من تلقاء نفسه.

            ثانيا: القرآن لم يمنع النبي صلى الله عليه اله وسلم من الطلاق.
            والنبي صلى الله عليه اله وسلم لم يكن ليستبدل زوجة مكان زوجة بسبب الجمال. ولذلك قال القرآن أن
            الله عز وجل هو الذي سيتبدلهن لا النبي صلى الله عليه اله وسلم فأرجو أن تفهم هذا الشيئ.




            مختصر تفسير ابن كثير. الإصدار 1.27 - اختصار الصابوني
            المجلد الثالث >> 66 - سورة التحريم.


            بسم اللّه الرحمن الرحيم.
            1 - يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم
            2 - قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم
            3 - وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير
            4 - إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير
            5 - عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا
            أُختلف في سبب نزول صدر هذه السورة، فقيل: نزلت في شأن (مارية) وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد حرمها فنزل قوله تعالى: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل اللّه لك} الآية، روى النسائي، عن أنَس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كانت له أمة يطؤها فلم تزل به عائشة وحفصة، حتى حرمها، فأنزل اللّه عزَّ وجلَّ: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل اللّه لك} إلى آخر الآية (أخرجه النسائي في سننه)، وروى ابن جرير، عن زيد بن أسلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أصاب أُم إبراهيم في بيت بعض نسائه، فقالت: أي رسول اللّه في بيتي وعلى فراشي؟ فجعلها عليه حراماً، فقالت: أي رسول اللّه كيف يحرم عليك الحلال؟ فحلف لها باللّه لا يصيبها، فأنزل اللّه تعالى: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل اللّه لك} (رواه ابن جرير) ؟! وعن مسروق قال: آلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وحرم، فعوقب في التحريم، وأُمر بالكفارة باليمين (رواه ابن جرير أيضاً)، وعن سعيد بن جبير: أن ابن عباس كان يقول في الحرام يمين تكفرها، وقال ابن عباس: {لقد كان لكم في رسول اللّه أسوة حسنة} يعني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حرم جاريته، فقال اللّه تعالى: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل اللّه لك} إلى قوله {قد فرض اللّه لكم تحلة أيمانكم} فكفّر يمينه فصيّر الحرام يميناً (أخرجه ابن جرير، ورواه البخاري عن ابن عباس بنحوه)، ومن ههنا قال بعض الفقهاء بوجوب الكفارة على من حرّم جاريته، أو زوجته، أو طعاماً أو شراباً، أو شيئاً من المباحات وهو مذهب الإمام أحمد، وذهب الشافعي إلى
            أنه لا تجب الكفارة فيما عدا الزوجة والجارية إذا حرم عينيهما، فأما إن نوى بالتحريم طلاق الزوجة أو عتق الأمَة نفذ فيهما، والآية نزلت في تحريمه العسل كما روى البخاري عن عائشة قالت: كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يشرب عسلاً عند (زينب بنت جحش) ويمكث عندها، فتواطأت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير؟ إني أجد منك ريح مغافير، قال: "لا ولكني كنت أشرب عسلاً عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفت لا تخبري بذلك أحداً" {تبتغي مرضات أزواجك} (أخرجه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري).
            وقال البخاري في "كتاب الطلاق" عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحب الحلوى والعسل، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن، فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس، فغرت، فسألت عن ذلك فقيل لي أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل، فسقت النبي صلى اللّه عليه وسلم منه شربة، فقلت: أما واللّه لنحتالنَّ له، فقلت لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك، فإذا دنا فقولي: أكلت مغافير، فإنه سيقول لا، فقولي له: ما هذه الريح التي أجد؟ سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل، فقولي: جرست نحله العرفط وسأقول ذلك، وقولي له أنت يا صفية ذلك، قالت، تقول سودة: فواللّه ما هو إلا أن قام على الباب، فأردت أن أناديه بما أمرتني فرقاً منك، فلما دنا منها، قالت له سودة: يا رسول اللّه أكلت مغافير؟ قال: "لا"، قالت: فما هذه الريح التي أجد منك؟ قال: "سقتني حفصة شربة عسل"، قالت: جرست نحلة العرفط، فلما دار إليّ، قلت نحو ذلك، فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك، فلما دار إلى حفصة قالت له: يا رسول اللّه ألا أسقيك منه؟ قال: "لا حاجة لي فيه"، قالت: تقول سودة واللّه لقد حرمناه، قلت لها: اسكتي. هذا لفظ البخاري ولمسلم، قالت: وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يشتد عليه أن يوجد منه الريح، يعني الريح الخبيثة، ولهذا قلن له أكلت مغافير لأن ريحها فيه شيء، فلما قال: "بل شربت عسلاً" قلن: جرست نحلة العرفط، أي رعث نحله شجر العرفط الذي صمغه المغافير، فلهذا ظهر ريحه في العسل الذي شربته، قال الجوهري: جرست النحل العرفط إذا أكلته، ومنه قيل للنحل جوارس، وفي رواية عن عائشة أن (زينب بنت جحش) هي التي سقته العسل، وأن عائشة وحفصة تواطأتا وتظاهرتا عليه فاللّه أعلم، وقد يقال إنهما واقعتان، ولا بعد في ذلك إلا أن كونهما سبباً لنزول هذه الآية فيه نظر، واللّه أعلم.
            ومما يدل على أن عائشة وحفصة رضي اللّه عنهما هما المتظاهرتان الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن ابن عباس قال: لم أزل حريصاً على أن أسأل عمر عن المرأتين من أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم اللتين قال اللّه تعالى: {إن تتوبا إلى اللّه فقد صغت قلوبكما} حتى جح عمر وحججت معه، فلما كان ببعض الطريق عدل عمر، وعدلت معه بالإداوة، فتبرز ثم أتاني، فسكبت على يديه فتوضأ، فقلت: يا أمير المؤمنين: من المرأتان من أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم اللتان قال اللّه تعالى: {إن تتوبا إلى اللّه فقد صغت قلوبكما}؟ فقال عمر: واعجباً لك يا ابن عباس، قال الزهري: كره واللّه ما سأله عنه ولم يكتمه، قال: هي (عائشة وحفصة). قال: ثم أخذ يسوق الحديث، قال: كنا معشر قريش قوماً نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، قال: وكان منزلي في دار أُميَّة بن زيد بالعوالي، فغضبت يوماً على امرأتي، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك فواللّه إن أزواج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، قال: فانطلقت فدخلت على حفصة، فقلت: أتراجعين رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قالت: نعم، قلت: وتهجره إحداكنّ اليوم إلى الليل؟ قالت: نعم، قلت: قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر، أفتأمن إحداكن أن يغضب اللّه عليها لغضب رسوله، فإذا هي قد هلكت، لا تراجعي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ولا تسأليه شيئاً، وسليني من مالي ما بدا لك، ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم (أي أجمل) وأحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، منك - يريد عائشة - ، قال: وكان لي جار من الأنصار، وكنا نتتاوب النزول إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ينزل يوماً وأنزل يوماً، فيأتيني بخبر الوحي وغيره وآتيه بمثل ذلك، قال: وكنا نتحدث أن غسان تنعل الخيل لتغزونا، فنزل صاحبي يوماً، ثم أتى عشاء، فضرب بابي، ثم ناداني، فخرجت إليه، فقال: حدث أمر عظيم، فقلت: وما ذاك، أَجاءت غسان؟ قال: لا، بل أعظم من ذلك وأطول، طلق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نساءه، فقلت: قد خابت حفصة وخسرت، قد كنت أظن هذا كائناً، حتى إذا صليت الصبح شددت عليَّ ثيابي، ثم نزلت، فدخلت على حفصة وهي تبكي، فقلت: أطلقكن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؟ فقالت: لا أدري، هو هذا معتزل في هذه المشربة، فأتيت غلاماً له أسود، فقلت: استأذن لعمر، فدخل الغلام ثم خرج إلي فقال: ذكرتك له فصمت، فانطلقت حتى أتيت المنبر، فإذا عنده رهط جلوس يبكي بعضهم، فجلست عنده قليلاً، ثم غلبني ما أجد فأتيت الغلام، فقلت: استأذن لعمر، فدخل ثم خرج إلي، فقال: قد ذكرتك له فصمت فخرجت فجلست إلى المنبر، ثم غلبني ما أجد، فأتيت الغلام فقلت: استأذن لعمر، فدخل ثم خرج إلي فقال: قد ذكرتك له فصمت فوليت مدبراً، فإذا الغلام يدعوني، فقال: ادخل قد أذن لك، فدخلت فسلمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فإذا هو متكئ على رمال حصير وقد أثر في جنبه، فقلت: أطلقت يا رسول اللّه نساءك؟ فرفع رأسه إليّ، وقال: "لا"، فقلت: اللّه أكبر، ولو رأيتنا يا رسول اللّه وكنا معشر قريش قوماً نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قومهم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، فغضبت على امرأتي يوماً، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك؟ فواللّه إن أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، فقلت قد خاب من فعل ذلك منكن وخسرت، أفتأمن إحداكن أن يغضب اللّه عليها لغضب رسوله، فإذا هي قد هلكت؟ فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقلت: يا رسول اللّه قد دخلت على حفصة، فقلت: لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم أو أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم منك، فتبسم أُخْرى، فقلت: أستأنس يا رسول اللّه؟ قال: "نعم"، فجلست فرفعت رأسي في البيت فواللّه ما رأيت في البيت شيئاً يرد البصر إلا أهب مقامه، فقلت: ادع اللّه يا رسول اللّه أن يوسع على أُمتك، فقد وسع على فارس والروم، وهم لا يعبدون اللّه، فاستوى جالساً وقال: "أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا"، فقلت: استغفر لي يا رسول اللّه، وكان أقسم أن لا يدخل عليهن شهراً من شدة موجدته عليهن، حتى عاتبه اللّه عزَّ وجلَّ.
            وروى البخاري عن أنَس قال، قال عمر: اجتمع نساء النبي صلى اللّه عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهن: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن} فنزلت هذه الآية، وقد تقدم أنه وافق القرآن في أماكن منها في نزول الحجاب ومنها في أسارى بدر، ومنها قوله: لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فأنزل اللّه تعالى: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} (أخرجه البخاري في صحيحه). وقد تبين مما أوردناه تفسير هذه الآيات الكريمات، ومعنى قوله: {مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات} ظاهر، وقوله تعالى: {سائحات} أي صائمات قاله ابن عباس وعكرمة ومجاهد، وتقدم فيه حديث مرفوع، ولفظه "سياحة هذه الأمة الصيام"، وقال زيد بن أسلم {سائحات} أي مهاجرات، وتلا {السائحون} أي المهاجرون، والقول الأول أولى، واللّه أعلم. وقوله تعالى: {ثيبات وأبكاراً} أي منهن ثيبات، ومنهن أبكاراً، ليكون ذلك أشهى إلى النفس، فإن التنوع يبسط النفس، ولهذا قال: {ثيبات وأبكاراً} أي منهن ثيبات، ومنهن أبكار، ليكون ذلك أشهى إلى النفس، فإن التنوع يبسط النفس، ولهذا قال: {ثيبات وأبكار} قال: وعد اللّه نبيه صلى اللّه عليه وسلم في هذه الآية أن يزوجه، فالثيب آسية امرأة فرعون، وبالأبكار مريم بنت عمران (رواه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير)، وذكر الحافظ ابن عساكر، عن ابن عمر قال: جاء جبريل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فمرت خديجة فقال: "إن اللّه يقرؤها السلام ويبشرها ببيت في الجنة من قصب، بعيد من اللهب لا نصب فيه ولا صخب، من لؤلؤة جوفاء بين بيت مريم بنت عمران وأسية بنت مزاحم" (أخرجه ابن عساكر في ترجمة مريم عليها السلام).

            تعليق


            • #51
              اللهم العن عائشة واحفادها

              تعليق


              • #52
                بسم الله الرحمن الرحيم
                السلام عليكم

                موضوع للأخ ملائكة الغيب في شبكة هجر الثقافية
                المشاركة الأصلية بواسطة ملائكة الغيب
                وعليكم السلام

                حاضر لتنفيذ الطلب بمعونة الله تعالى ونظارة ولي الله الأعظم صلوات الله عليه .

                1- الزمخشري :

                { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ٱدْخُلاَ ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّاخِلِينَ }

                مثل الله عز وجل حال الكفار ـ في أنهم يعاقبون على كفرهم وعداوتهم للمؤمنين معاقبة مثلهم من غير إبقاء ولا محاباة، ولا ينفعهم مع عداوتهم لهم ما كان بينهم وبينهم من لحمة نسب أو وصلة صهر؛ لأن عداوتهم لهم وكفرهم بالله ورسوله قطع العلائق وبت الوصل، وجعلهم أبعد من الأجانب وأبعد، وإن كان المؤمن الذي يتصل به الكافر نبيا من أنبياء الله ـ بحال امرأة نوح وامرأة لوط: لما نافقتا وخانتا الرسولين لم يغن الرسولان عنهما بحق ما بينهما وبينهما من وصلة الزواج إغناء ما من عذاب الله { وَقِيلَ } لهما عند موتهما أو يوم القيامة: { ٱدْخُلاَ ٱلنَّارَ مَعَ } سائر { ٱلدَّٰخِلِينَ } الذين لا وصلة بينهم وبين الأنبياء. أو مع داخليها من إخوانكما من قوم نوح وقوم لوط. ومثل حال المؤمنين ـ في أنّ وصلة الكافرين لا تضرهم ولا تنقص شيئاً من ثوابهم وزلفاهم عند الله ـ بحال امرأة فرعون ومنزلتها عند الله تعالى، مع كونها زوجة أعدى أعداء الله الناطق بالكلمة العظمى، ومريم ابنة عمران وما أوتيت من كرامة الدنيا والآخرة والاصطفاء على نساء العالمين، مع أنّ قومها كانوا كفاراً. وفي طيّ هذين التمثيلين تعريض بأميّ المؤمنين المذكورتين في أوّل السورة وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كرهه وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشد، لما في التمثيل من ذكر الكفر.

                ونحوه في التغليظ قوله تعالى: { وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱلله غَنِىٌّ عَنِ ٱلْعَـٰلَمِينَ } وإشارة إلى أن من حقهما أن تكونا في الإخلاص والكمال فيه كمثل هاتين المؤمنتين، وأن لا تتكلا على أنهما زوجا رسول الله، فإنّ ذلك الفضل لا ينفعهما إلا مع كونهما مخلصتين، والتعريض بحفصة أرجح، لأن امرأة لوط أفشت عليه كما أفشت حفصة على رسول الله، وأسرار التنزيل ورموزه في كل باب بالغة من اللطف والخفاء حدا يدق عن تفطن العالم ويزل عن تبصره. فإن قلت، ما فائدة قوله: { مِّنْ عِبَادِنَا }؟ قلت: لما كان مبنى التمثيل على وجود الصلاح في الإنسان كائناً من كان، وأنه وحده هو الذي يبلغ به الفوز وينال ما عند الله: قال عبدين من عبادنا صالحين، فذكر النبيين المشهورين العلمين بأنهما عبدان لم يكونا إلا كسائر عبادنا، من غير تفاوت بينهما وبينهم إلا بالصلاح وحده إظهاراً وإبانة، لأن عبداً من العباد لا يرجح عنده إلا بالصلاح لا غير، وأن ما سواه مما يرجح به الناس عند الناس ليس بسبب للرجحان عنده.

                فإن قلت: ما كانت خيانتهما؟ قلت: نفاقهما وإبطانهما الكفر، وتظاهرهما على الرسولين، فامرأة نوح قالت لقومه: إنه مجنون، وامرأة لوط دلت على ضيفانه. ولا يجوز أن يراد بالخيانة الفجور لأنه سمج في الطباع نقيصة عند كل أحد، بخلاف الكفر فإن الكفار لا يستسمجونه بل يستحسنونه ويسمونه حقاً، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: ما بغت امرأة نبي قط.

                ***************

                2- الرازي :

                { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ٱدْخُلاَ ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّاخِلِينَ } * { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ٱبْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي ٱلْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ }


                قوله: { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً } أي بين حالهم بطريق التمثيل أنهم يعاقبون على كفرهم وعداوتهم للمؤمنين معاقبة مثلهم من غير اتقاء ولا محاباة، ولا ينفعهم مع عداوتهم لهم ما كانوا فيه من القرابة بينهم وبين نبيهم وإنكارهم للرسول صلى الله عليه وسلم، فيما جاء به من عند الله وإصرارهم عليه، وقطع العلائق، وجعل الأقارب من جملة الأجانب بل أبعد منهم وإن كان المؤمن الذي يتصل به الكافر نبياً كحال امرأة نوح ولوط، لما خانتاهما لم يغن هذان الرسولان وقيل لهما في اليوم الآخر ادخلا النار ثم بين حال المسلمين في أن وصلة الكافرين لا تضرهم كحال امرأة فرعون ومنزلتها عند الله تعالى مع كونها زوجة ظالم من أعداء الله تعالى، ومريم ابنة عمران وما أوتيت من كرامة الدنيا والآخرة، والاصطفاء على نساء العالمين مع أن قومها كانوا كفاراً، وفي ضمن هذين التمثيلين تعريض بأمي المؤمنين، وهما حفصة وعائشة لما فرط منهما وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده لما في التمثيل من ذكر الكفر، وضرب مثلاً آخر في امرأة فرعون آسية بنت مزاحم، وقيل: هي عمة موسى عليه السلام آمنت حين سمعت قصة إلقاء موسى عصاه، وتلقف العصا، فعذبها فرعون عذاباً شديداً بسبب الإيمان، وعن أبي هريرة أنه وتدها بأربعة أوتاد، واستقبل بها الشمس، وألقى عليها صخرة عظيمة، فقالت: رب نجني من فرعون فرقى بروحها إلى الجنة، فألقيت الصخرة على جسد لا روح فيه، قال الحسن. رفعها إلى الجنة تأكل فيها وتشرب، وقيل: لما قالت: { رَبّ ٱبْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي ٱلْجَنَّةِ } رأت بيتها في الجنة يبنى لأجلها، وهو من درة واحدة، والله أعلم كيف هو وما هو؟ وفي الآية مباحث:

                البحث الأول: ما فائدة قوله تعالى { مّنْ عِبَادِنَا }؟ نقول: هو على وجهين أحدهما: تعظيماً لهم كما مر الثاني: إظهاراً للعبد بأنه لا يترجح على الآخر عنده إلا بالصلاح.

                البحث الثاني: ما كانت خيانتهما؟ نقول: نفاقهما وإخفاؤهما الكفر، وتظاهرهما على الرسولين، فامرأة نوح قالت لقومه إنه لمجنون وامرأة لوط كانت تدل على نزول ضيف إبراهيم، ولا يجوز أن تكون خيانتهما بالفجور، وعن ابن عباس ما بغت امرأة نبي قط، وقيل: خيانتهما في الدين.

                البحث الثالث: ما معنى الجمع بين { عِندَكَ } و { فِى ٱلْجَنَّةِ }؟ نقول: طلبت القرب من رحمة الله ثم بينت مكان القرب بقولها: { فِى ٱلْجَنَّةِ } أو أرادت ارتفاع درجتها في جنة المأوى التي هي أقرب إلى العرش

                ****************

                3- فتح القدير للشوكاني :

                { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لّلَّذِينَ كَفَرُواْ } قد تقدّم غير مرّة أن المثل قد يراد به إيراد حالة غريبة يعرف بها حالة أخرى مماثلة لها في الغرابة، أي: جعل الله مثلاً لحال هؤلاء الكفرة، وأنه لا يغني أحد عن أحد { ٱمْرَأَتَ نُوحٍ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ } هذا هو المفعول الأوّل، و { مثلاً } المفعول الثاني حسبما قدّمنا تحقيقه، وإنما أخر ليتصل به ما هو تفسير له، وإيضاح لمعناه { كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَـٰلِحَيْنِ } وهما نوح ولوط، أي: كانتا في عصمة نكاحهما { فَخَانَتَاهُمَا } أي: فوقعت منهما الخيانة لهما. قال عكرمة، والضحاك: بالكفر، وقيل: كانت امرأة نوح تقول للناس إنه مجنون، وكانت امرأة لوط تخبر قومه بأضيافه، وقد وقع الإجماع على أنه ما زنت امرأة نبيّ قطّ. وقيل: كانت خيانتهما النفاق، وقيل: خانتاهما بالنميمة { فَلَمْ يُغْنِينَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } أي: فلم ينفعهما نوح ولوط بسبب كونهما زوجتين لهما شيئًا من النفع، ولا دفعا عنهما من عذاب الله مع كرامتهما على الله شيئًا من الدفع { وَقِيلَ ٱدْخُلاَ ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدخِلِينَ } أي: وقيل لهما في الآخرة، أو عند موتهما: ادخلا النار مع الداخلين لها من أهل الكفر والمعاصي. وقال يحيى بن سلام: ضرب الله مثلاً للذين كفروا يحذر به عائشة وحفصة من المخالفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين تظاهرتا عليه. وما أحسن من قال: فإن ذكر امرأتي النبيين بعد ذكر قصتهما ومظاهرتهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، يرشد أتمّ إرشاد، ويلوّح أبلغ تلويح إلى أن المراد تخويفهما مع سائر أمهات المؤمنين، وبيان أنهما وإن كانتا تحت عصمة خير خلق الله وخاتم رسله، فإن ذلك لا يغني عنهما من الله شيئًا، وقد عصمهما الله عن ذنب تلك المظاهرة بما وقع منهما من التوبة الصحيحة الخالصة.

                تعليق : ( انظر إلى الكذب والدجل في هذا الكلام الأخير ( وقد عصمهما الله ... ) ، إذ الذنب قد ثبت وهو دراية ، وأما التوبة المدعاة فهي رواية ، ولا تعارض الرواية الدراية ) .

                **************

                4- تفسير بحر العلوم للسمرقندي


                قوله تعالى { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً } يعني وصف الله شبهاً لكفار مكة وذلك أنهم استهزؤوا وقالوا إن محمداً - صلى الله عليه وسلم - يشفع لنا فبين الله تعالى أن شفاعته عليه السلام لا تنفع لكفار مكة كما لا تنفع شفاعة نوح لامرأته وشفاعة لوط لامرأته وذلك قوله { لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ } واسمها واعلة { وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ } واسمها داهلة ويقال فيه تخويف لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ليثبتن على دينه وطاعته ثم قال { كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَـٰلِحَيْنِ } يعني نوحاً ولوطاً عليهما السلام { فَخَانَتَاهُمَا } يعني خالفتاهما في الدين، وروي عن ابن عباس أنه قال ما زنت امرأة نبي قط وما كانت خيانتهما إلا في الدين، فأما امرأة نوح كانت تخبر الناس أنه مجنون وأما امرأة لوط كانت تدل على الأضياف، وقال عكرمة الخيانة في كل شيء ليس في الزنا { فَلَمْ يُغْنِينَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } يعني لم يمنعهما صلاح زوجهما مع كفرهما من الله شيئاً يعني من عذاب الله شيئاً { وَقِيلَ } لهما في الآخرة { ٱدْخُلاَ ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدخِلِينَ } فكذلك كفار مكة وإن كانوا أقرباء النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينفعهم صلاح النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذلك أزواجه إذا خالفنه ...

                تعليق : (لاحظ هذا المفسر المميّع للحقائق ، فقد جزم بأن الآية تقصد كفار قريش ، وأما كونها تقصد عائشة وحفصة فهو أمر يقال كناية عن التضعيف ) .

                ***************

                5- النكت والعيون للماوردي :

                { فلم يُغْنِيا عنهما مِنَ اللَّهِ شيئاً } أي لم يدفع نوح ولوط مع كرامتهما على الله عن زوجتيهما لما عصتا شيئاً من عذاب اللَّه، تنبيهاً بذلك على أن العذاب يُدفع بالطاعة دون الوسيلة.

                قال يحيى بن سلام: وهذا مثل ضربه اللَّه ليحذر به حفصة وعائشة حين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ضرب لهما مثلاً بامرأة فرعون ومريم ابنة عمران ترغيباً في التمسك بالطاعة.

                *****************

                6- زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي :

                قوله تعالى: { ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح } قال المفسرون منهم مقاتل: هذا المثل يتضمن تخويف عائشة وحفصة أنهما إن عَصيا ربَّهما لم يُغْنِ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما شيئاً .


                ***************

                7- مدارك التنزيل للنسفي :


                { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَـٰلِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ٱدْخُلاَ ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّٰخِلِينَ } مثل الله عز وجل حال الكفار في أنهم يعاقبون على كفرهم وعداوتهم للمؤمنين بلا محاباة، ولا ينفعهم مع عداوتهم لهم ما كان بينهم وبينهم من النسب والمصاهرة وإن كان المؤمن الذي يتصل به الكافر نبياً بحال امرأة نوح وامرأة لوط لما نافقتا وخانتا الرسولين بإفشاء أسرارهما، فلم يغن الرسولان عنهما أي عن المرأتين بحق ما بينهما وبينهما من الزواج اغناء ما من عذاب الله. وقيل لهما عند موتهما أو يوم القيامة: ادخلا النار مع سائر الداخلين الذين لا وصلة بينهم وبين الأنبياء، أو مع داخليها من إخوانكما من قوم نوح وقوم لوط.

                { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لّلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱمْرَأَتُ فِرْعَوْنَ } هي آسية بنت مزاحم آمنت بموسى فعذبها فرعون بالأوتاد الأربعة { إِذْ قَالَتِ } وهي تعذب { رَبّ ٱبْنِ لِى عِندَكَ بَيْتاً فِى ٱلْجَنَّةِ } فكأنها أرادت الدرجة العالية لأنه تعالى منزه عن المكان فعبرت عنها بقولها عندك { وَنَجّنِى مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ } أي من عمل فرعون أو من نفس فرعون الخبيثة وخصوصاً من عمله وهو الكفر والظلم والتعذيب بغير جرم { وَنَجّنِى مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ } من القبط كلهم، وفيه دليل على أن الاستعاذة بالله والالتجاء إليه ومسألة الخلاص منه عند المحن والنوازل من سير الصالحين { وَمَرْيَمَ ٱبْنَةَ عِمْرَانَ ٱلَّتِى أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا } من الرجال { فَنَفَخْنَا } فنفخ جبريل بأمرنا { فِيهِ } في الفرج { مِن رُّوحِنَا } المخلوقة لنا { وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَـٰتِ رَبَّهَا } أي بصحفه التي أنزلها على إدريس وغيره { وَكُتُبِهِ } بصري وحفص، يعني الكتب الأربعة { وَكَانَتْ مِنَ ٱلْقَـٰنِتِينَ } لما كان القنوت صفة تشمل من قنت من القبيلين غلب ذكوره على إناثه. و«من» للتبعيض، ويجوز أن يكون لابتداء الغاية على أنها ولدت من القانتين لأنها من أعقاب هارون أخ موسى عليهما السلام. ومثل حال المؤمنين في أن وصلة الكافرين لا تضرهم ولا تنقص شيئاً من ثوابهم وزلفاهم عند الله بحال امرأة فرعون ومنزلتها عند الله مع كونها زوجة أعدى أعداء الله، ومريم ابنة عمران وما أوتيت من كرامة الدنيا والآخرة، والاصطفاء على نساء العالمين مع أن قومها كانوا كفاراً. وفي طي هذين التمثيلين تعريض بأمي المؤمنين المذكورتين في أول السورة وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كرهه، وتحذير لهما على أغلظ وجه، وإشارة إلى أن من حقهما أن يكونا في الإخلاص كهاتين المؤمنتين وأن لا يتكلا على أنهما زوجا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                **************

                8- لباب التأويل للخازن :

                قوله تعالى: { ضرب الله مثلاً } أي بين شبهاً وحالاً { للذين كفروا امرأة نوح } واسمها واعلة { وامرأة لوط } واسمها واهلة وقيل اسمهما والعة ووالهة { كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين } وهما نوح ولوط عليهما الصلاة والسلام وقوله من عبادنا إضافة تشريف وتعظيم { فخانتاهما } قال ابن عباس رضي الله عنهما ما بغت امرأة نبي قط وإنما كانت خيانتهما أنهما كانتا على غير دينهما وكانت امرأة نوح تقول للناس إنه مجنون وإذا آمن أحد أخبرت به الجبابرة من قومها وأما امرأة لوط فإنها كانت تدل قومها على أضيافه إذا نزل به ضيف بالليل أوقدت النار وإذا نزل به ضيف بالنهار دخنت لتعلم قومها بذلك وقيل أسرتا النفاق وأظهرتا الإيمان { فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً } أي لم يدفعا عن امرأتيهما مع نبوتهما عذاب الله { وقيل ادخلا النار مع الداخلين } وهذا مثل ضربه الله تعالى للصالحين والصالحات من النساء وأنه لا ينفع العاصي طاعة غيره ولا يضر المطيع معصية غيره وإن كانت القرابة متصلة بينهم وأن القريب كالأجانب بل أبعد وإن كان القريب الذي يتصل به الكافر نبياً كامرأة نوح وامرأة لوط لما خانتاهما لم يغن هذان الرسولان عن امرأتيهما شيئاً فقطع بهذه الآية طمع من يرتكب المعصية ويتكل على صلاح غيره وفي هذا المثل تعريض بأمي المؤمنين عائشة وحفصة وما فرط منهما وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده ثم ضرب مثلاً آخر يتضمن أن معصية الغير لا تضره إذا كان مطيعاً وأن وصلة المسلم بالكافر لا تضر المؤمن


                ******************

                9- غرائب القرآن للقمي النيسابوري :

                ... ثم وبخ عائشة وحفصة على طريقة الالتفات قائلاً { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } أي فقد وجد منكما ما يوجب التوبة وهو ميل قلوبكما عن إخلاص رسول الله صلى الله عليه وسلم من حب ما يحبه وبغض ما يكرهه والأصل قلباكما.

                إلى أن يقول :

                ثم ضرب مثلاً لأهل الكفر امرأة نوح واسمها قيل واعلة وامرأة لوط. واسمها قيل واهلة ومثلاً لأهل الإيمان امرأة فرعون واسمها آسية وهي عمة موسى ومريم ابنة عمران. وفي ضمن التمثيلين تعريض بما مرّ في أول السورة من حال عائشة وحفصة وإشارة إلى أن من حقهما أن يكونا في الإخلاص كهاتين المؤمنتين لا الكافرتين اللتين حين خانتا زوجيهما لم يغنيا عنهما من عذاب الله شيئاً، وقيل لهما عند موتهما أو يوم القيامة { ادخلا النار مع } سائر { الداخلين } الذين لا وصلة بينهم وبين الأنبياء من قوم نوح وقوم لوط أو من كل قوم. وفي قوله { عبدين من عبادنا } إشارة إلى أن سبب المزية والرجحان عند الله ليس إلا الصلاح كائناً من كان. وخيانة المرأتين ليست هي الفجور وإنما هي نفاقهما وإبطانهما الكفر وتظاهرهما على الرسولين. فامرأة نوح قالت لقومه إنه لمجنون، وامرأة لوط دلت على ضيفانه. قال ابن عباس: ما بغت امرأة نبي قط.

                **************

                10 - الجواهر الحسان للثعالبي :


                وقوله سبحانه: { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ... } الآية، هذَانِ المَثَلاَنِ اللذانِ للكفارِ والمؤمنينَ معناهما: أنَّ مَنْ كَفَرَ لا يُغْنِي عنه مِنَ اللَّهِ شيءٌ ولا ينفعُه سَبَبٌ، وإنَّ مَنْ آمنَ لا يدفعُه عَنْ رِضْوَانِ اللَّهِ دافعٌ وَلُوْ كَانَ في أسوأِ مَنْشَأٍ وأخسِّ حالٍ، وقول من قال: إنَّ في المَثَلَيْنِ عبرةٌ لأَزْوَاجِ النبي صلى الله عليه وسلم بعيدٌ. قال ابن عباس وغيره: «خَانَتَاهُمَا»: أي في الكُفْرِ، وفي أن امرأةَ نوحٍ كانَتْ تقول للناس: إنَّه مجنُونٌ وأن امرأةَ لوطٍ كَانَتْ تَنُمُّ إلى قَوْمِها خَبَر أضْيَافِه، قال ابن عباس: وَمَا بَغَتْ زَوْجَةُ نَبِيٍّ قَطُّ، وامرأة فرعون اسمُها آسية، وقولها: { وَعَمَلِهِ } تعني كُفْرَهُ ومَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ الضَّلاَلَةِ

                تعليق : بل قولك هو البعيد ، إذ اتفق أكثر المفسرين على ذلك ، وهذا ما يدل عليه سياق الآيات بوضوح .

                ***************

                11- تفسير مقاتل بن سليمان :

                { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني المرأة الكافرة التي يتزوجها المسلم وهي { ٱمْرَأَةَ نُوحٍ وَٱمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا } في الدين يقول: كانتا مخالفتين لدينهما { فَلَمْ يُغْنِينَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ } يعني نوح ولوط، عليهما السلام، ومن كفرهما { شَيْئاً } يعني أمرأتيهما { وَقِيلَ ٱدْخُلاَ ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّاخِلِينَ } [آية: 10] حين عصيا يخوف عائشة وحفصة بتظاهرهما على النبي صلى الله عليه وسلم فكذلك عائشة وحفصة إن عصيا ربهما لم يغن محمد صلى الله عليه وسلم عنهما من الله شيئاً.


                *************

                12- البحر المديد لابن عجيبة :

                { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ٱدْخُلاَ ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّاخِلِينَ } * { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ٱبْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي ٱلْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَمَرْيَمَ ٱبْنَتَ عِمْرَانَ ٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ ٱلْقَانِتِينَ }


                قلت: " مثلاُ ": مفعول ثان لضرب، أي: جعل، و " امرأةَ ": مفعول أول، أي: جعل امرأة نوح وامرأة لوط مثلاُ مضروباً للذين كفروا.

                يقول الحق جلّ جلاله: { ضَرَبَ اللهُ مثلاً للذين كفروا } ، ضَرْبُ المثل في أمثال هذه المواقع عبارة عن: إيراد حالة غريبة ليُعرف بها حالة أخرى، مشاكِلة لها في الغرابة، أي: ضرب الله مثلاً لحال الذين كفروا حيث يُعاقَبون على كفرهم وعداوتهم للمؤمنين، ولا ينفعهم ما كان بينهم وبين المؤمنين من النسب والمصاهرة بهاتين المرأتين، { امرأتَ نوحٍ وامرأتَ لوطٍ } قيل: اسم الأولى: واهلة، والثانية: راعلة، { كانتا تحت عبدين من عبادنا صَالِحَينِ } أي: كانتا في عصمة نبييْن عظيميْن، متمكنين من تحصيل خير الدنيا والأخرة، وحيازة سعادتهما، { فخانتاهما } بإفشاء سرهما، أو بالكفر والنفاق، { فلم يُغنيا عنهما من الله شيئاً } أي: فلم يُغن الرسولان عن المرأتين بحق ما بينهما من الزواج شيئاً من الإغناء من عذاب الله تعالى، { وقيل } لهما عند موتهما، أو يومَ القيامة: { ادخلا النارَ مع الداخلين } أي: مع سائر الداخلين من الكفرة، الذين لا وصلة بينهم وبين الأنبياء.

                قال القشيري: لما سبقتً للمرأتين الفُرْقةُ يوم القِسْمة, لم تنفعهما القرابةُ يومَ العقوبة. هـ. قال ابن عطية: وقول مَن قال: إنَّ في المثلَين عبرة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعيد. هـ. قلت: لا بُعد فيه لذكره إثر تأديب المرأتين، وليس فيه غض لجانبهنّ المعظم، إنما فيه إيقاظ وإرشاد لما يزيدهم شرفاً وقُرباً من تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته، وصيانة سِره، والمسارعة إلى ما فيه محبتُه ورضاه، وكل مَن نصحك فقد أحبّك، وكل مَن أهملك فقد مقتك.

                تعليق : ( ولكن هل تأدبنا أم زادتا اصراراً على الباطل ؟ )

                ******************

                13- هميان الزاد لأطفيش :

                { فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئاً } بحق الزواج فلتحذر ازواج النبي العصيان فانه لا يغني عنهن فالاية تعريض لهن والتعريض بحفصة ارجح لانها افشت سره صلى الله عليه وسلم كما افشت امرأة نوح سره


                ************

                14- تيسير التفسير لأطفيش :

                { فَلَمْ يُغْنِيَا } أى العبدان الصالحان بسبب خيانتهما. { عَنْهُمَا } عن المرأتين الخائنتين وهما زوجان للعبدين الصالحين. { مِنَ اللهِ } حال من قوله { شَيْئًا } مفعول ليغنى بمعنى لم يدفعا شيئاً من عذاب الله عنهما بالشفاعة للزوجية، أو مفعول مطلق أى لم يغنيا عنهما إِغناء ما. { وَقِيلَ } قال الله تعالى كيف يليق أو الملائكة يوم القيامة والماضى لتحقق الوقوع أو عند موتهما والماضى على ظاهره { ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ } موت الكافر أو قبره أول الآخرة ومفتاح لنار الآخرة بل يعذب أيضاً فى قبره أو روحه بنار منها، والمراد مع سائر الداخلين الذين لا وصلة لهم بالعباد الصالحين فكأَنهما لم تكن لهما وصلة وهما النبيان إِذ لم تتبعاهما، وكذلك لا ينتفع من قرب من الكفار إِليه - صلى الله عليه وسلم - بقرابته، وكذلك لا تنفع أُمهات المؤمنين زوجيتهن للنبى - صلى الله عليه وسلم - لو ارتكبن محظوراً ولم يتبن حاشاهن، والآية دالة على ذلك كله.

                تعليق : ولماذا حاشاهن ؟ هل هن معصومات عن ذلك ؟ بل الثابت أنهن لم يتبن ـ والدليل الإصرار على معاداة أمير المؤمنين عليه السلام ، ومعاداة أمير المؤمنين عليه السلام معاداة لله ولرسوله وتظاهر عليهما .


                ***************

                15 - روح المعاني للألوسي :


                وقوله تعالى: { فَخَانَتَاهُمَا } بيان لما صدر عنهما من الخيانة العظيمة مع تحقق ما ينافيها من مرافقة النبـي عليه الصلاة والسلام، أما خيانة امرأة نوح عليه السلام فكانت تقول للناس: إنه مجنون، وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل على الضيف، رواه جمع وصححه الحاكم عن ابن عباس. وأخرج ابن عدي والبيهقي في «شعب الإيمان» وابن عساكر عن الضحاك أنه قال: خيانتهما النميمة، وتمامه في رواية: كانتا إذا أوحى الله تعالى بشيء أفشتاه للمشركين، وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج أنه قال: خيانتهما أنهما كانتا كافرتين مخالفتين، وقيل: كانتا منافقتين، والخيانة والنفاق قال الراغب: ((واحد إلا أن الخيانة تقال اعتباراً بالعهد والأمانة، والنفاق يقال اعتباراً بالدين ثم يتداخلان، فالخيانة مخالفة الحق بنقض العهد في السر ونقيضها الأمانة، وحمل ما في الآية على هذا))، ولا تفسر هٰهنا بالفجور لما أخرج غير واحد عن ابن عباس «ما زنت امرأة نبـي قط» ورفعه أشرس إلى النبـي صلى الله عليه وسلم، وفي «الكشاف» لا يجوز أن يراد بها الفجور لأنه سمج في الطبع نقيصة عند كل أحد بخلاف الكفر فإن الكفر لا يستسمجونه ويسمونه حقاً. ونقل ابن عطية عن بعض تفسيرها بالكفر والزنا وغيره، ولعمري لا يكاد يقول بذلك إلا ابن زنا، فالحق عندي أن عهر الزوجات كعهر الأمهات من المنفرات التي قال السعد: إن الحق منعها في حق الأنبياء عليهم السلام ، وما ينسب للشيعة مما يخالف ذلك في حق سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم كذب عليهم فلا تعول عليه وإن كان شائعاً. وفي هذا على ما قيل: تصوير لحال المرأتين المحاكية لحال الكفرة في خيانتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالكفر والعصيان مع تمكنهم التام من الإيمان والطاعة.


                وقوله تعالى / { فَلَمْ يُغْنيَا } الخ بيان لما أدى إليه خيانتهما أي فلم يغن ذانك العبدان الصالحان والنبيان العظيمان { عَنْهُمَا } بحق الزواج { مِنَ ٱللَّهِ } أي من عذابه عز وجل { شَيْئاً } أي شيئاً من الإغناء، أو شيئاً من العذاب. { وَقِيلَ } لهما عند موتهما أو يوم القيامة، وعبر بالماضي لتحقق الوقوع { ٱدْخُلاَ ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدٰخِلِينَ } أي مع سائر الداخلين من الكفرة الذي لا وصلة بينهم وبين الأنبياء عليهم السلام. وذكر غير واحد أن المقصود الإشارة إلى أن الكفرة يعاقبون بكفرهم ولا يراعون بما بينهم وبين النبـي صلى الله عليه وسلم من الوصلة. وفيه تعريض لأمهات المؤمنين وتخويف لهنّ بأنه لا يفيدهن إن أتين بما حظر عليهن كونهن تحت نكاح النبـي صلى الله عليه وسلم، وليس في ذلك ما يدل على أن فيهن كافرة أو منافقة كما زعمه يوسف الأوالي من متأخري الإمامية، سبحانك هذا بهتان عظيم.


                *************

                16- الوسيط في تفسير القرآن للطنطاوي :

                وفى طى هذين التمثيلين تعريض بأمى المؤمنين المذكورتين فى أول السورة، وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما كرهه، وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده...

                وإشارة إلى أن من حقهما أن تكونا فى الإِخلاص والكمال فيه، كمثل هاتين المؤمنتين، وأن لا تتكلا على أنهما زوجا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن ذلك الفضل لا ينفعهما إلا مع كونهما مخلصتين..


                **************

                أكتفي بهذا القدر ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

                تعليق


                • #53
                  اتعبت نفسك في النسخ واللصق...

                  يــــــــرفع....

                  تعليق


                  • #54
                    المشاركة الأصلية بواسطة وهج الإيمان
                    هل طلق نوح ولوط عليهماالسلام زوجتيهما

                    ثانيآ هل أنت أحمد مؤمن ؟ ، وهل كنت مشارك معنا سابقآ؟ إقسم بالله أن هذه هي المره الوحيده التي دخلت فيها منتدى ياحسين
                    إنه هو أختنا الكريمة لا شك في ذلك ... نفس الغباء


                    بالنسبة لجواب السؤال (الغبي كالعادة) : إن السائل حاطب الليل يبني على رفعة أخلاق النبي ونبله بعدم المؤاخذة على الظن والشبهة وبأنه اكتفى بسكوتهن بعد التهديد ليبقي عليهن محصنات غير ذليلات لطفا منه ورفعة . ..يبني عل كل ذلك دليلا تعيسا على مكانة عائشة وحفصة ... ولو كان لديه ذرة إنصاف وعقل لاكتشف بالبديهة أن مجرد التهديد من الله عبر الوحي للمرأتين هو مهانة ما بعدها مهانة .

                    تعليق


                    • #55
                      المشاركة الأصلية بواسطة مسلم عابد
                      اتعبت نفسك في النسخ واللصق...

                      يــــــــرفع....
                      ليس هناك تعب يا عزيزي
                      ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين.....
                      هذا مع العلم أن الكتاب لكل العالم.
                      لكن يهتدي به المتقين.

                      ما أجور

                      تعليق


                      • #56

                        بالنسبة لجواب السؤال (الغبي كالعادة) : إن السائل حاطب الليل يبني على رفعة أخلاق النبي ونبله بعدم المؤاخذة على الظن والشبهة وبأنه اكتفى بسكوتهن بعد التهديد ليبقي عليهن محصنات غير ذليلات لطفا منه ورفعة . ..يبني عل كل ذلك دليلا تعيسا على مكانة عائشة وحفصة ... ولو كان لديه ذرة إنصاف وعقل لاكتشف بالبديهة أن مجرد التهديد من الله عبر الوحي للمرأتين هو مهانة ما بعدها مهانة .

                        نحن ننتظر رد من يفقه قولا!

                        تعليق


                        • #57
                          المشاركة الأصلية بواسطة مسلم عابد
                          نحن ننتظر رد من يفقه قولا!
                          عزيزي أنت فاقد لأهلية الفهم
                          وفاقد الشيئ لا يعطيه.

                          عندما يضرب القرآن مثلا للذين كفروا
                          فالإنسان عادة يفكر
                          هل كان في المدينة كفار؟
                          الجواب لا
                          إذا كيف يضرب جل اسمه وعلا مثلا للذين كفروا ولم يكن ثمة كفار بل منافقين.
                          على كل
                          إليك أنواع الكفر عندكم


                          (أنواع الكفر عند أهل السنة والجماعة )


                          ذكر ابن القيم رحمه الله أن الكفر ينقسم إلى خمسة أقسام:

                          الأول: كفر تكذيب. قال تعالى: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم} (النمل:14)

                          الثاني: كفر إباء واستكبار: ككفر ابليس. قال تعالى: {فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون} (المؤمنون:47)

                          الثالث: كفـر أعراض مثل من يعرض عن الرسول لا يسمعه ولا يصدقه، ولا يكذبه ولا يواليه، ولا يعاديه ولا يصغي إلى ما جاء به البتة..

                          الرابع: كفر الشك: حيث لا يجزم بصدقه ولا بكذبه، بل يشك في أمره.

                          الخامس: كفر النفاق: وهو أن يظهر بلسانه الإيمان وينطوي بقلبه التكذيب، وهذا هو النفاق الأكبر.
                          فهل تنطبق بعض أنواع الكفر على عائشة وحفصة

                          تعليق


                          • #58
                            إذا كيف يضرب جل اسمه وعلا مثلا للذين كفروا ولم يكن ثمة كفار بل منافقين.
                            اسمعت لو ناديت حيا
                            فضلا راجع بداية الموضوع اجبنا عن هذه الفقرة..
                            فإما ان تكون الآيات واضحة بكفر عائشة وحفصة وهذا مراد الله فيلزم هذا طاعة الرسول وتطبيق الأمر في عصم الكوافر
                            او تعني كفرهم ولم يعلم ذلك الرسول -استغفر الله- فبالتالي لم يطلقهن
                            وإما لا لاتعني الآيات كفر عائشة وحفصة وانت تقولت على الله

                            لم تجيب عن لماذا لم يطلقهن الرسول
                            عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ، مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا

                            تعليق


                            • #59
                              نعم ينطبق الكفر على عائشه وارضاع الكبير وحفصه المشتغلات برضاعة الرجال وغيرها هل تريد ادله من كتبك ومخازيهم

                              تعليق


                              • #60
                                ليش هربت ياناقص العقل والدين والشجاعه

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X