إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

جميع ما يتعلق بالصحابة بين الشيعة و الوهابية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    المشاركة الأصلية بواسطة قبس الموحدة
    السلام عليكم

    حوارك بدأته حول عدالة الصحابة وأنتهيت بأصحاب السقيفة ( باللون الأحمر) !!!
    وتقصد أبي بكر وعمر وعثمان فدينكم مبني على البراء شرط للولاء وحاورناكم طويلاً بالقرآن وبالحديث وبالتاريخ ولم نجد فيكم محاور بحق وكثيراً ما تعتمدون تجميد العضوية أو التعدي بألفاظ لا تتناسب مع تبعيتكم لآل البيت .
    دينكم يتجاهل قول الله في الصحابة وثناء عليهم وتتجاهلون حتى أقوال علي وباقي الأئمة رضوان الله عليهم .
    راجع توقيعي وفيه إثبات على عدالة الصحابة ووعد الله لهم بالجنة خالدين فيها فكيف تعترضون ؟

    . [

    كل يوم نحن مبتلاء بالوهابية الأعمياء

    يذهب الوهابي و يشتري جهاز و يدخل النت و ينسخ و يلصق الشبهات السخيفة من منتديات النواصب
    و هكذا هلموا جرا
    و اهم همهم و غمهم في تنزية الاصنام الثلاثة عمر و بو بكر و عثمان و لايهتمون بالقران و الرسول و اهل البيت عليهم السلام

    تعليق


    • #32


      ان شا ءالله نبدا باكمال الموضوع
      في التحقيق حول معنى الصحابة


      أُطلق لفظ الصحابي ـ في الروايات ـ
      على كلِّ من صحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المسلمين،
      سواء كان مؤمناً به واقعاً وحقيقة، أو ظاهراً،
      فكان اللفظ شاملاً للمسلم المؤمن وللمسلم المنافق
      ، سواء كان مشهوراً بنفاقه أو غير مشهور

      فحينما طلب عمر بن الخطّاب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقتل عبدالله بن أُبي بن سلول ـ المنافق المشهور ـ قال صلى الله عليه وآله وسلم:
      «فكيف يا عمر إذا تحدَّث الناس أنَّ محمّداً يقتل أصحابه ؟»

      وحينما طلب عبدالله بن عبدلله بن أُبي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقوم بنفسه بقتل والده أجابه صلى الله عليه وآله وسلم بالقول
      : «بل نترفق به، ونحسن صحبته ما بقي معنا


      فقد أطلق صلى الله عليه وآله وسلم لفظ الصحابي ليشمل حتّى من اشتهر بفسقه كعبدالله ابن أُبي بن سلول،
      وأطلقه أيضاً على المستور نفاقهم
      ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم
      : «إنَّ في أصحابي منافقين»


      ----

      السيرة النبوية، لابن هشام

      مسند أحمد 5: 40. وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير 2: 399.

      تعليق


      • #33
        يتبع ان شاء الله

        تعليق


        • #34



          الصحابة في القرآن الكريم
          وتعرّض القرآن الكريم لاَحوال الصحابة وصفاتهم منذ بداية بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
          وحتى وفاته..
          . في كثيرٍ من سوره وآياته...
          لقد قسّم القرآن الكريم الملتّفين حول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ في مقابل الكافرين والذين أُوتوا الكتاب ـ إلى ثلاثة طوائف هم:


          1 ـ الذين آمنوا
          .

          2 ـ الذين في قلوبهم مرض.


          3 ـ المنافقون.

          والجدير بالدراسة والبحث وجود عنوان
          «الذين في قلوبهم مرض»
          إلى جنب
          «الذين آمنوا» في بعض السور المكية.
          ففي سورة المدثر، المكية بالاجماع،
          وهي من أوليات السور،
          جاء قوله تعالى:
          (وَما جَعلنا أصحَابَ النَّارِ إلاّ مَلائكةً * وما جَعلنَا عِدّتهُم إلاّ فِتنَةً للَّذينَ كَفرُوا ليستيقِنَ الَّذينَ أُوتُوا الكِتابَ ويَزدادَ الَّذينَ آمَنُوا إيماناً ولايَرتَابَ الَّذينَ أُوتُوا الكِتابَ والمؤمنُونَ وليقُولَ الَّذينَ في قُلوبِهمِ مَرضٌ والكافِرونَ ماذا أرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً...)


          دلّت الآية المباركة على وجود أُناس
          «في قلوبهم مرض»
          حول النبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ الاَيام الاُولى من الدعوة الاِسلامية، و «المرض»
          بأي معنىً فسّر، فهؤلاء غير المنافقين الذين ظهروا بالمدينة المنورة، قال الله تعالى: (وممّن حولكم من الاَعراب ومن أهل المدينة...)
          فالذين في قلوبهم مرض لازموا النبي منذ العهد المكي،
          حيث كان الاِسلام ضعيفاً والنبي صلى الله عليه وآله وسلم مطارداً.
          أما المنافقون
          فقد ظهروا بعد أن ظهرت شوكة الاِسلام،
          فتظاهروا بالاِسلام حفظاً لاَنفسهم وأموالهم وشؤونهم.

          وبناءً على هذا
          ، فكلّ آيةٍ من القرآن الكريم ورد في ظاهرها شيء من الثناء على عموم الصحابة
          ، فهي ـ لو تمّ الاستدلال بها
          ـ محفوفة بما يخرجها عن الاطلاق والعموم وتكون مخصّصةً بـ «الذين آمنوا
          » حقيقةً
          ، فلا يتوهّم شمولها للذين في قلوبهم مرض
          ، والمنافقين،
          الذين وقع التصريح بذمّهم كذلك في كثيرٍ من الآيات

          وفيما يلي نستعرض الآيات القرآنية التي نزلت في الصحابة في مختلف مراحل الدعوة الاِسلامية،
          وفي مختلف ظروفهم من حيث القرب والبعد عن الاَسس الثابتة في العقيدة والشريعة،
          ومن حيث درجة الانقياد لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم في الاَوامر والنواهي.

          تعليق


          • #35
            يتبع ان شا ءالله

            تعليق


            • #36


              آيات المدح والثناء

              ذكر غير واحد من المؤلفين آياتٍ من القرآن الكريم للاستدلال على أنّ الله قد أثنى في كتابه على الصحابة
              بنحو العموم:
              الآية الاُولى:
              قال تعالى:
              (كُنتُمْ خيرَ أُمَّةٍ أُخرجَتْ للنّاسِ تأمُرُونَ بالمعروفِ وتَنهَونَ عَنِ المنكرِ وتؤمنونَ باللهِ...)

              قالوا: نزلت هذه الآية في المهاجرين من مكّة إلى المدينة
              كما ورد عن عبدالله بن عباس أنّه قال:
              (هم الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكّة إلى المدينة)

              وعن عكرمة
              ومقاتل:
              (نزلت في ابن مسعود واُبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة، وذلك أنّ مالك بن الصيف ووهب بن يهوذا اليهوديين
              قالا لهم:
              إنَّ ديننا خير مما تدعوننا إليه ونحن خير وأفضل منكم فأنزل الله تعالى هذه الآية...)

              لكن قول ابن عباس لو ثبت مقيّد بما أشرنا إليه،
              فلا يكون المراد عموم المهاجرين الشامل للذين في قلوبهم مرض قطعاً.
              كما أنّ قول عكرمة وأمثاله ليس بحجة.

              والآية حتى لو كانت نازلة في مورد خاص إلاّ أنّ المفسرين وسّعوا المفهوم ليشمل جميع الاُمّة الاِسلامية
              كما يقول ابن كثير:
              (والصحيح أنَّ هذه الآية عامة في جميع الاُمّة كل قرن بحسبه)


              واختلف العلماء في تشخيص من تشمله الآية،
              هل هو الاُمّة بأفرادها فرداً فرداً ؟
              أي أنّ كلّ فرد من الاُمّة الاِسلامية هو موصوف بالخيرية، أو هو الاُمة إجمالاً،
              أي بمجموعها دون النظر إلى الاَفراد فرداً فرداً.
              فذهب جماعة إلى الرأي الاَول
              ومنهم: الخطيب البغدادي، وابن حجر العسقلاني، وابن عبدالبر القرطبي، وابن الصلاح، وابن النجّار الحنبلي

              فالآية في نظرهم شاملة لجميع أفراد الاُمّة وهم الصحابة آنذاك،
              فكل صحابي يتصف بالخيرية
              والعدالة مادام يشهد الشهادتين.

              وذهب آخرون إلى الرأي الثاني
              ، وهو اتصاف مجموع الاُمّة بالخيرية دون النظر إلى الاَفراد فرداً فرداً،
              وقيّدوا هذه الصفة بشرط الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا يتصف بالخيرية من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر
              ، سواء كان فرداً أو أُمّة.
              قال الفخر الرازي:
              ... المعنى أنّكم كنتم في اللوح المحفوظ خير الاُمم وأفضلهم، فاللائق بهذا أن لا تبطلوا على أنفسكم هذه الفضيلة...
              وأن تكونوا منقادين مطيعين في كلِّ ما يتوجه عليكم من التكاليف... والاَلف واللام في لفظ (المعروف)،
              ولفظ (المنكر) يفيدان الاستغراق،
              وهذا يقتضي كونهم آمرين بكلِّ معروف وناهين عن كلِّ منكر... (تأمرون) المقصود به بيان علة تلك الخيرية) .

              ومن خلال طرح هذه الآراء نجد أنّ الرأي الثاني هو الاَقرب للمعنى المراد، فإنَّ الآية ناظرة إلى مجمل الاُمّة وليس إلى الاَفراد فرداً فرداً.
              فالمراد مجموع الاُمّة من حيث المجموع
              فلا يراد كل واحد منهم ـ أي من الصحابة

              تعليق


              • #37


                الآية الثانية:

                قال تعالى:
                (وكذلِكَ جعلناكُم أُمَّةً وسطاً لِتكونُوا شُهداءَ على النّاسِ ويكونَ الرّسُولُ عليكم شهيداً...)

                جعل الله تعالى المسلمين أُمّة وسطاً بين الاُمم، لا سيّما اليهود والنصارى،
                فالاُمّة الوسط بعيدة عن التقصير والغلو في الاعتقاد وفي المواقف العملية من الاَنبياء، قال النيسابوري: (إنّهم متوسطون في الدين بين المفرط والمفرّط، والغالي والمقصّر في شأن الاَنبياء لا كالنصارى... ولا كاليهود)
                ويطلق الوسط أيضاً على الخيار والعدل.

                قال الزمخشري:
                (... وقيل للخيار وسط لاَنّ الاَطراف يتسارع إليها الخلل والاِعوار، والاَوساط محمية محوطة.. أو عدولاً لاَنَّ الوسط عدل بين الاَطراف ليس إلى بعضها أقرب من بعض) .

                وقال القرطبي نحو ذلك .
                والوسطية بمعنى الاعتدال بين الافراط والتفريط هي المستعملة في آراء المشهور من المفسرين

                فهذه الآية كسابقتها
                في أن المراد مجموع الاُمّة من حيث المجموع،

                ومما يشهد على أنَّ المقصود ليس أفراد الاُمّة،
                هو أنَّ الذين ذهبوا إلى حجية إجماع الاُمّة استندوا إلى هذه الآية، واعتبروا إجماع الاُمّة هو الحجّة دون النظر إلى الاَفراد فرداً فرداً،

                فالآية مختصة بمجموع الاُمّة بما فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعترة الطاهرة: والمهاجرون والاَنصار السابقون للخيرات والذين لم يخالفوا الاَوامر الاِلهية والنبوية طرفة عين، واستمروا على ذلك حتى بعد رحيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

                تعليق


                • #38


                  الاية الثالثة:

                  قال الله تعالى: (والسّابِقُونَ الاَوّلُونَ مِنَ المهاجرِينَ والاَنصارِ والَّذينَ اتّبعُوهُم بإحسانٍ رّضيَ اللهُ عنهُم ورضُوا عنهُ وأعدَّ لهُم جنّاتٍ تجري تَحتَها الاَنهارُ خالدِينَ فيها أبداً...)

                  في هذه الآية ثناء من الله تعالى للسابقين من المهاجرين والاَنصار والتابعين لهم بإحسان،
                  وتصريح منه تعالى برضاه عنهم لما قدّموا من تضحيات في سبيل الله.

                  واختلف المفسرون في مصداق السابقين على آراء :
                  الرأي الاَول: أهل بدر.
                  الرأي الثاني: الذين صلّوا إلى القبلتين.
                  الرأي الثالث: الذين شهدوا بيعة الرضوان.

                  واختلفوا في تفسير التابعين على آراء:
                  الاَول: هم الاَنصار، على قراءة من حذف الواو من قوله (والّذين)

                  الثاني: هم المسلمون الذين جاءوا بعد المهاجرين والاَنصار
                  الثالث: هم المسلمون الذين جاءوا بعد عصر الصحابة
                  الرابع: هم المسلمون في كلِّ زمان إلى أن تقوم الساعة
                  واستدل الخطيب البغدادي وابن حجر العسقلاني وابن النجّار
                  حسب رأيهم المعروف
                  بهذه الآية على رضوان الله تعالى عن جميع الصحابة
                  الذين
                  عاصروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإن أسلموا فيما بعد، أو ارتدّوا ثم عادوا إلى الاِسلام، حسب تعريفهم للصحابة،
                  وبهذا الرضوان كانوا عدولاً

                  وهذا الاستدلال خلاف للواقع،
                  فالآية مختصّة بالمهاجرين والاَنصار الذين سبقوا غيرهم في الهجرة والنصرة،
                  من غير «الذين في قلوبهم مرض»
                  و
                  «المنافقين»
                  أمّا التبعية لهم فمشروطة بالاِحسان،
                  سواء فُسِّر باحسان القول فيهم كما ذهب الفخر الرازي
                  ، أو حال كونهم محسنين في أفعالهم وأقوالهم، كما قال المراغي: (فإذا اتّبعوهم في ظاهر الاِسلام كانوا منافقين مسيئين غير محسنين، وإذا اتّبعوهم محسنين في بعض أعمالهم ومسيئين في بعض كانوا مذنبين
                  فمن لم يحسن القول فيهم أو من لا يتبعهم بإحسان لا يكون مستحقاً لرضوان الله تعالى،
                  فمن أمر بشتم الاِمام عليّ عليه السلام وذمه لا تشمله الآية
                  ، فقد جاء في وصية معاوية للمغيرة بن شعبة: (لا تترك شتم عليّ وذمّه)، فكان المغيرة (لا يدع شتم عليّ والوقوع فيه)

                  فكيف يدّعون رضوان الله عنهم وقد خالفوا شرطه في الاتّباع بإحسان،
                  وخرجوا على أول المؤمنين ووصي رسول رب العالمين
                  ، أو من استقرت له الخلافة ببيعة أهل الحل والعقد حسب رأيهم، وسفكوا في هذا الخروج دماء السابقين من المهاجرين والاَنصار والتابعين لهم بإحسان

                  كعمّار بن ياسر وذي الشهادتين وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص وغيرهم كما هو مشهور ؟!


                  وإضافة إلى ذلك فرضوان الله تعالى مشروط بحسن العاقبة
                  كما ورد عن البراء بن عازب، حينما قيل له: (طوبى لك صحبت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبايعته تحت الشجرة)
                  ،
                  فقال للقائل: (... إنّك لا تدري ما أحدثنا بعده)
                  وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
                  «لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعضٍ»

                  تعليق


                  • #39
                    للرفع

                    تعليق


                    • #40

                      الاية الرابعة:

                      قال تعالى:
                      (لَّقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤمِنينَ إذ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فأنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وأثابَهُمْ فتحاً قرِيباً)

                      أثنى الله تعالى على الصحابة «المؤمنين»
                      الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجرة، وهي بيعة الرضوان،
                      ومصداق الثناء هو رضوان الله عنهم
                      وإنزال السكينة على قلوبهم.
                      وعلى الرغم من نزول الآية في بيعة الرضوان عام الحديبية واختصاصها بالمبايعين فقط، وعددهم ـ حسب المشهور من الروايات ـ كان ألفاً وأربعمائة
                      وهي بقرينة الآيات الاُخرى مخصّصة بالذين آمنوا ولم يكن في قلوبهم مرض،
                      واستقاموا على الاِيمان ولم ينحرفوا عن لوازم البيعة،
                      إلاّ أنّ الخطيب البغدادي أدرج جميع الصحابة في هذه الآية،

                      وهذا الادّعاء غير صحيح،
                      فرضوان الله وسكينته مختصة بالمبايعين الموصوفين بما ذكرناه فقط،
                      أمّا غيرهم فخارج عن ذلك،
                      ولاَنّ سبب البيعة هو وصول الخبر بمقتل عثمان من قبل المشركين بعد أن أرسله صلى الله عليه وآله وسلم مبعوثاً عنه إلى قريش،
                      فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى البيعة على قتال المشركين ،
                      وهؤلاء المشركون هم الذين أسلموا فيما بعد وأصبحوا من الصحابة، فكيف يشملهم رضوان الله وسكينته،
                      وهم السبب الاَساسي في الدعوة إلى البيعة،
                      فكيف يُعقل أن يكون رضوان الله شاملاً للمبايعين وللمراد قتالهم في آن واحد ؟!
                      وإضافة إلى ذلك فإنّ الاَجر المترتب على البيعة موقوف على الوفاء بالعهد،
                      كما جاء في الآية الكريمة:
                      (إنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إنَّما يُبايعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوقَ أيدِيهِمْ فمن نَكَثَ فإنَّما يَنكُثُ على نفسِهِ وَمَنْ أوفى بما عاهَدَ عَلَيه اللهَ فسيؤتيهِ أجراً عظيماً) ،
                      فرضوان الله وسكينته مشروطة بالوفاء بالعهد وعدم نكثه.
                      وكل ذلك مشروط بحسن العاقبة
                      كما في رواية البراء بن عازب المتقدِّمة،
                      ولم تمضِ على البيعة إلاّ أيام معدودة حتى عقد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معاهدة الصلح في الحديبية
                      ، فدخل الشك والريب قلوب بعض الصحابة حتى خالفوا أوامر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
                      ، فلم يستجيبوا له حينما أمرهم بالحلق والنحر
                      إلاّ بعد التكرار وقيامه بنفسه بالحلق والنحر،
                      وهذا يدّل على أنّ لحسن العاقبة دوراً كبيراً في الحكم على البعض بالعدالة وعدمها،
                      فرضوان الله تعالى إنّما خصص بالبيعة،
                      ولا دليل لشموله لجميع المراحل التي تعقب مرحلة البيعة،
                      فمثلاً أنّ قاتل عمّار بن ياسر في صفين كان من المبايعين تحت الشجرة
                      وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عمّار: «قاتِلهُ وسالبه في النار»
                      وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «ويح عمّار تقتله الفئة الباغية ، عمّار يدعوهم إلى الله، ويدعونه إلى النّار

                      تعليق


                      • #41
                        للرفع

                        تعليق


                        • #42
                          الاية الخامسة

                          قال الله تعالى:
                          (مُحَمّدٌ رسُولُ اللهِ والَّذينَ معَهُ أشدّاءُ على الكفّار رُحماءُ بَينَهُم تراهُم رُكَّعاً سُجَّداً يبتغُونَ فضلاً من اللهِ ورضواناً... وَعَدَ اللهُ الَّذينَ آمنوا وعَمِلُوا الصَّالحاتِ مِنهُم مَغفِرةً وأجراً عظيماً) .
                          وصف الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه بأنّهم أشداء على الكفار رحماء بينهم، عرفوا بالركوع والسجود وابتغاء الفضل والرضوان من الله، ووعد تعالى المؤمنين منهم والذين عملوا الصالحات مغفرة وأجراً عظيماً.


                          الصفحة 41
                          وقد أُختلف في الصحابة الذين نزلت فيهم الآية،
                          فذهب ابن الصلاح وابن النجّار إلى أنّ الآية شاملة لكلِّ الصحابة


                          وذهب آخرون إلى أنّ الآية خاصة بالذين آمنوا وعملوا الصالحات من الصحابة،
                          وإلى هذا الرأي أشاربعض المفسرين بالقول: (... ضمير «منهم» للذين معه، و «من» للتبعيض على ما هو الظاهر المتبادر
                          ... ويفيد الكلام اشتراط المغفرة والاَجر العظيم بالاِيمان حدوثاً وبقاءً، وعمل الصالحات،
                          فلو كان منهم من لم يؤمن أصلاً كالمنافقين الذين لم يعرفوا بالنفاق... أو آمن أولاً ثم أشرك وكفر... أو آمن ولم يعمل الصالحات،
                          لم يشمله وعد المغفرة والاَجر العظيم.
                          وقيل:
                          إنَّ «من» في الآية بيانية لا تبعيضية
                          ، فتفيد شمول الوعد لجميع الذين معه، وهو مدفوع... بأنّ «من» البيانية لا تدخل على الضمير مطلقاً...
                          والآية الكريمة نزلت في أصحاب بيعة الرضوان ومن شهد الحديبية

                          وتعميمها على الصحابة جميعاً ـ
                          حتى الذين أسلموا بعد صلح الحديبية ـ بحاجة إلى دليل.
                          وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين كانوا معه والرحماء بينهم والاَشدّاء على الكفّار هم الذين شهدوا الحديبية،
                          أمّا غيرهم فكان باقياً على كفره

                          ولم يسلم إلاّ بعد فتح مكة، فكيف يصح التعميم ؟!

                          وصفات الرحمة بينهم والشدة على الكفّار، هي التي أوجبت لهم المغفرة والاَجر من الله تعالى
                          ، ومن لا يتصف بهذه الصفات فخارج موضوعاً عنهم،
                          وقد حذّرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الاقتتال الداخلي
                          فقال:
                          «لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعضٍ» .
                          فقد قتل عبدالرحمن بن عديس البلويّ عثمان بن عفان،
                          وعبدالرحمن من الذين بايعوا بيعة الرضوان

                          ، وحارب معاوية الاِمام عليّاً عليه السلام
                          ، بعد أن أهدى إلى قيصر الروم ذهباً وفضة ليتفرغ إلى حرب الاِمام عليّ عليه السلام
                          فكان مخالفاً لصفة الذين آمنوا وهي الرحمة بينهم والشدة على أعدائهم، فقد وادع عدوّه، وحارب وليّه. وقتل في معركة صفيّن خيار الصحابة ومن المهاجرين الاَوائل، كعمّار بن ياسر وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين.
                          وقتل معاوية الصحابي حُجر بن عديّ،
                          وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحقه وحق من قتل معه
                          : «يقتل بمرج عذراء نفر يغضب لهم أهل السماوات»
                          وإذا برّر البعض ما فعله معاوية بأنّه كان مجتهداً ـ
                          فلااجتهاد لبسر بن أرطأة حينما قتل طفلين لعبيدالله بن العبّاس بن عبدالمطلب .

                          وهذه الاَحداث تدل على انتزاع صفة الرحمة
                          من بعض الصحابة، فكيف يدخلون في عموم الآية ؟!

                          تعليق


                          • #43
                            للرفع

                            تعليق


                            • #44


                              الاية السادسة:


                              قال تعالى:
                              (للفُقَراءِ المُهاجرِينَ الَّذِينَ أُخرِجُوا مِنْ ديارِهِم وأموالِهِم يَبتَغُونَ فَضلاً مِنَ اللهِ ورِضواناً وينصُرُونَ اللهَ ورَسُولَهُ أولئكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)

                              ويلحق بها قوله تعالى:
                              (والَّذِينَ تَبَوَّؤا الدارَ والاِيمانَ مِن قَبلِهِم يُحبُّونَ مَنْ هاجرَ إليهِم ولا يَجدُونَ في صُدُورِهِم حَاجَةً ممَّا أوتُوا وَيُؤثِرونَ على أنفُسِهِم ولو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ)

                              وقوله تعالى: (والَّذينَ جاؤُوا مِنْ بَعْدِهِم يقُولُونَ ربَّنا اغفِر لَنا ولاِخواننا الَّذينَ سَبقُونا بالاِيمانِ ولا تَجْعَل في قُلُوبِنا غِلاًّ للَّذِينَ آمَنْوا رَبَّنا إنَّكَ رؤوفٌ رَحِيمٌ)

                              أثنى الله تعالى على الصحابة من المهاجرين والاَنصار والذين آمنوا فيما بعد، والظاهر من الثناء اختصاصه بالمجموع
                              لا بالاَفراد فرداً فرداً،
                              لاَنّ الثناء انصبَّ على خصائصهم المشرقة النبيلة المتمثلة بنصرهم لله ورسوله والاِيثار على النفس،
                              والدعاء للسابقين بالمغفرة،
                              ونزع الغل ـأي العداوة ـ من قلوب الذين آمنوا بعد الهجرة، فَمَن يتَّصف بهذه الصفات

                              وقد وردت تفاسير عديدة تؤكد أنّ المراد بالصادقين بعض المؤمنين وليس جميعهم
                              ولا ريب في أنّ المراد من هذا البعض هم المؤمنون الصادقون في إيمانهم والمخلصون لله سبحانه في جميع حالاتهم،
                              فالآية لا تعم الذين في قلوبهم مرض،
                              والذين آمنوا بألسنتهم ولم تؤمن قلوبهم.
                              بينما ذهب الخطيب البغدادي وابن حجر العسقلاني إلى أنّ الثناء يشمل جميع أفراد المؤمنين
                              ، أي الصحابة فرداً فرداً
                              ، فهم الصادقون والمفلحون.
                              لكنَّ هذا القول يدفعه الثابت من سير بعض الصحابة وتاريخهم
                              ، فإذا تتبّعنا سيرة بعض الصحابة نجدهم قد بدّلوا الدعاء بالغفران للسابقين إلى اللعن والشتم،
                              والدعاء برفع الغلّ والعداوة إلى العداء الحقيقي الذي وصل إلى حدِّ استحلال قتل من تقدّمهم بالاِيمان والهجرة،
                              فكيف تشملهم الآية ؟!
                              وكان معاوية وولاته يسبونَّ الاِمام عليّاً عليه السلام
                              من على منابر المسلمين

                              ووضع معاوية قوماً من الصحابة على رواية أخبار قبيحة
                              في الاِمام عليّ عليه السلام تقتضي الطعن فيه والبراءة منه
                              ، ويجعل لهم هدايا من بيت المال
                              مقابل ذلك


                              فأين الدعاء بالمغفرة، والدعاء برفع الغلّ والعداوة ؟
                              وهل يصح الاجتهاد في سبّ المهاجرين
                              الاَوائل المنزّهة قلوبهم من أيّ مرض ؟!

                              وقد اعترف مروان بن الحكم
                              بأنّ سبّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام لا مبرّر له
                              إلاّ الحفاظ على كرسي الحكم بعد أن أثبت براءته من دم عثمان، حيثُ جاء في قوله للاِمام علي بن الحسين عليهما السلام:
                              (ما كان أحد أكفّ عن صاحبنا من صاحبكم)
                              فقال عليه السلام: «فَلِمَ تشتمونه على المنابر ؟
                              » قال مروان
                              : (لا يستقيم لنا الاَمر إلاّ بذلك)
                              فمن بدّل الدعاء بالغفران ورفع الغلّ بالشتم والقتال،
                              لا يكون مصداقاً للآيات المتقدّمة.
                              وخلاصة ما تقدَّم أنّ الآيات النازلة بحق الصحابة والثناء عليهم
                              ، لم تكن شاملة لجميع الاَفراد
                              ، فبعضها ناظر إلى المجموع بما هو مجموع دون السراية إلى الاَفراد،
                              وبعضها مختصّ بطائفة منهم وضمن مواصفات خاصّة
                              ، وبعضها مشروط بشروط معينة،
                              وبعضها مشروط بحسن العاقبة.

                              تعليق


                              • #45


                                تتمة

                                آيات الذم والتقريع

                                ابتعد كثير من الصحابة في مواقفهم وسلوكهم
                                عن المنهج الاِلهي المرسوم لهم،
                                وخالفوا القواعد الاَساسية للسلوك الاِسلامي
                                ، فنزلت الآيات في ذمّهم وتقريعهم
                                ، وسنذكر بعض هذه الآيات حسب ترتيبها في القرآن الكريم.

                                الآية الاُولى:
                                قال تعالى:
                                (ومِمَّنْ حَوْلَكُم مِنَ الاَعرابِ مُنَافِقُونَ وَمِن أهلِ المدينةِ مَردُوا على النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعلَمُهُمْ)

                                النفاق قسمان:
                                قسم واضح وظاهر للعيان
                                ، وقسم خفي لا يعلمه إلاّ الله
                                ، لاَنهم يبطنون الكفر في سويداوات قلوبهم إبطاناً

                                أو كما وصفهم الفخر الرازي:
                                (إنّهم تمرّنوا في حرفة النفاق، فصاروا فيها استاذين،
                                وبلغوا إلى حيث لا تعلم أنت نفاقهم
                                مع قوة خاطرك وصفاء حدسك ونفسك)

                                وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتعامل مع المسلمين حسب ظواهرهم ولايتابعهم
                                أو يعلن عن أسماء المنافقين الذين يعرفهم،


                                فوجود منافقين بين الصحابة،
                                يعني أنّنا لا نستطيع أن نحكم على أفراد الصحابة بالخيرية والعدالة،
                                وإنّما ننظر إلى سلوكهم ومواقفهم العملية
                                ، فمن كان سلوكه
                                وموقفه مطابقاً لقواعد الاِسلام الثابتة فهو من الاَخيار والعدول،
                                ومن لم يكن كذلك،
                                فلا نحكم عليه بالخيرية والعدالة،
                                وإنّما نصفه بالوصف الذي يستحقّه دون الحاجة إلى تبرير سلوكه وموقفه تارة بالتأويل
                                وأُخرى بالاجتهاد،
                                فما دام النفاق موجوداً لدى بعضهم في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
                                فإنّه مستمر بالوجود بعد وفاته
                                ، وخصوصاً أنّ المنافقين أصبحوا في مأمنٍ من كشف الوحي أسرارهم

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 05-09-2020, 11:35 AM
                                ردود 5
                                201 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 26-08-2020, 09:02 PM
                                ردود 5
                                276 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 26-08-2020, 10:37 AM
                                ردود 4
                                126 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 06-09-2019, 12:55 PM
                                ردود 7
                                390 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 29-10-2013, 08:48 PM
                                ردود 14
                                14,194 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X