دعاؤه حين ركب الدابة في الحرب
قال المنقري: كان علي عليه السلام يركب بغلاً له يستلذّه، فلمّا حضرت الحرب قال: ائتوني بفرس، قال: فاتي بفرس له ادهم يقاد بشطنين، يبحث بيديه الارض جميعاً، له حمحمة و صهيل، فركبه و قال:
سُبْحانَ الَّذي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنينَ، وَ لا حَوْلَ وَ لا قُوَّةَ اِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ.
دعاؤه اذا اراد القتال
اَللَّهُمَّ اِنَّكَ اَعْلَمْتَ سَبيلاً مِنْ سُبُلِكَ، جَعَلْتَ فيهِ رِضاكَ، وَ نَدَبْتَ اِلَيْهِ اَوْلِياءَكَ، وَ جَعَلْتَهُ اَشْرَفَ سُبُلِكَ عِنْدَكَ ثَواباً، وَ اَكْرَمَها لَدَيْكَ مَاباً، وَ اَحَبَّها اِلَيْكَ مَسْلَكاً.
ثُمَّ اشْتَرَيْتَ فيهِ مِنَ الْمُؤْمِنينَ اَنْفُسَهُمْ وَ اَمْوالَهُمْ بِاَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ، يُقاتِلُونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْكَ حَقّاً، فَاجْعَلْني مِمَّنِ اشْتَرى فيهِ مِنْكَ نَفْسَهُ، ثُمَّ وَفى لَكَ بِبَيْعِهِ الَّذي بايَعَكَ عَلَيْهِ، غَيْرَ ناكِثٍ وَ لا ناقِضٍ عَهْدَهُ، وَ لا مُبَدِّلاً تَبْديلاً، بَلِ اسْتيجاباً لِمَحَبَّتِكَ، وَ تَقَرُّباً بِهِ اِلَيْكَ، فَاجْعَلْهُ خاتِمَةَ عَمَلي، وَ صَيِّرْ فيهِ فَناءَ عُمْري.
وَ ارْزُقْني فيهِ لَكَ وَ بِهِ مَشْهَداً، تُوجِبُ لي بِهِ مِنْكَ الرِّضا، وَ تَحُطُّ بِهِ عَنِّي الْخَطايا، وَ تَجْعَلُني فِي الْاَحْياءِ الْمَرْزُوقينَ بِاَيْدِي الْعُداةِ وَ الْعُصاةِ، تَحْتَ لِواءِ الْحَقِّ وَ رايَةِ الْهُدى، ماضِياً عَلى نُصْرَتِهِمْ قُدْماً، غَيْرَ مُوَلٍّ دُبُراً وَ لا مُحْدِثٍ شَكّاً.
اَللَّهُمَّ وَ اَعُوذُ بِكَ عِنْدَ ذلِكَ مِنَ الْجُبْنِ عِنْدَ مَوارِدِ الْاَهْوالِ، وَ مِنَ الضَّعْفِ عِنْدَ مُساوَرَةِ الْاَبْطالِ، وَ مِنَ الذَّنْبِ الْمُحْبِطِ لِلْاَعْمالِ، فَاُحْجِمَ مِنْ شَكٍّ اَوْ اَمْضِيَ بِغَيْرِ يَقينٍ، فَيَكُونَ سَعْيي في تَبابٍ وَ عَمَلي غَيْرَ مَقْبُولٍ.
و في رواية:
اَللَّهُمَّ اِنَّكَ اَعْلَمْتَ سَبيلاً مِنْ سُبُلِكَ، فَجَعَلْتَ فيهِ رِضاكَ، وَ نَدَبْتَ اِلَيْهِ اَوْلِيائَكَ، وَ جَعَلْتَهُ اَشْرَفَ سُبُلِكَ عِنْدَنا ثَواباً، وَ اَكْرَمَها لَدَيْكَ مَاباً، وَ اَحَبَّها اِلَيْكَ مَسْلَكاً.
ثُمَّ اشْتَرَيْتَ فيهِ مِنَ الْمُؤْمِنينَ اَنْفُسَهُمْ وَ اَمْوالَهُمْ بِاَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ، يُقاتِلُونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْكَ حَقّاً فِي التَّوْراةِ وَ الْاِنْجيلِ وَ الْقُرْانِ، فَاجْعَلْني مِمَّنِ اشْتَرى فيهِ مِنْكَ نَفْسَهُ، ثُمَّ وَفى لَكَ بِبَيْعِهِ الَّذي بايَعَكَ عَلَيْهِ، غَيْرَ ناكِبٍ(10) وَلا ناقِضٍ عَهْدَكَ، وَ لامُبَدِّلاً تَبْديلاً، اِلاَّ اسْتِنْجازاً لِوَعْدِكَ اسْتيجاباً لِمَحَبَّتِكَ، وَ تَقَرُّباً بِهِ اِلَيْكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ وَ اجْعَلْ خاتِمَةَ عَمَلي ذلِكَ.
وَ ارْزُقْني فيهِ لَكَ وَ بِكَ مَشْهَداً، تُوجِبُ لي بِهِ الرِّضى، وَ تَحُطَّ عَنّي بِهِ الْخَطايا، وَ اجْعَلْني فِي الْاَحْياءِ الْمَرْزُوقينَ بِاَيْدِي الْعُداةِ الْعُصاةِ، تَحْتَ لِواءِ الْحَقِّ وَ رايَةِ الْهُدى، ماضِياً عَلى نُصْرَتِهِمْ قُدْماً، غَيْرَ مُوَلٍّ دُبُراً، وَ لا مُحْدِثٍ شَكّاً، وَ اَعُوذُ بِكَ عِنْدَ ذلِكَ مِنَ الذَّنْبِ الْمُحْبِطِ لِلْاَعْمالِ.
دعاؤه عند اباء الناس عن الجهاد بعد دعوته ايّاهم
اَللَّهُمَّ اَيُّما عَبْدٍ مِنْ عِبادِكَ سَمِعَ مَقالَتَنا، الْعادِلَةَ غَيْرَ الْجائِرَةِ، وَ الْمُصْلِحَةَ فِي الدّينِ وَ الدُّنْيا غَيْرَ الْمُفْسِدَةِ، فَاَبى بَعْدَ سَمْعِهِ اِلاَّ النُّكُوصَ عَنْ نُصْرَتِكَ، وَ الْاِبْطاءَ عَنْ اِعْزازِ(11) دينِكَ، فَاِنَّا نَسْتَشْهِدُكَ عَلَيْهِ بِاَكْبَرِ الشَّاهِدينَ شَهادَةً، وَ نَسْتَشْهِدُ عَلَيْهِ جَميعَ ما اَسْكَنْتَهُ اَرْضَكَ وَ سَماواتِكَ، ثُمَّ اَنْتَ بَعْدَهُ الْمُغْني عَنْ نَصْرِهِ وَ الْاخِذُ لَهُ بِذَنْبِهِ.
دعاؤه يوم خيبر
عنه عليه السلام: لما كان يوم خيبر بارزت مرحباً فقلت ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله علمني ان اقوله:
اَللَّهُمَّ انْصُرْني وَ لا تَنْصُرْ عَلَيَّ، اَللَّهُمَّ اَغْلِبْ لي وَ لا تَغْلَبْ عَلَيَّ، اَللَّهُمَّ تَوَلَّني وَ لا تَوَلِّ عَلَيَّ، اَللَّهُمَّ اجْعَلْني لَكَ ذاكِراً لَكَ شاكِراً راهِباً لَكَ مُنيباً مُطيعاً، اَقْتُلُ اَعْداءَكَ.
دعاؤه حين النزول في البصرة
عن المنذر بن الجارود قال: لما قدم علي عليه السلام البصرة دخل مما يلي الطف - الى ان قال - فاتى الزاوية، فخرجت لأنظر اليه، فورد موكب - الى ان قال: - حتّى نزل بالموضع المعروف بالزاوية، فصلّى اربع ركعات و عفّر خدّيه على التراب، و قد خالط ذلك دموعه.
ثم رفع يديه و قال:
اَللَّهَمَّ رَبَّ السَّماواتِ وَ ما اَظَلَّتْ، وَ رَبَّ الْاَرَضينَ وَ ما اَقَلَّتْ، وَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ، هذِهِ الْبَصْرَةُ، اَسْأَلُكَ خَيْرَها وَ خَيْرَ ما فيها، وَ اَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّها، اَللَّهُمَّ اَنْزِلْنا مُنْزَلاً مُبارَكاً وَ اَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلينَ.
اَللَّهُمَّ اِنَّ هؤُلاءِ قَدْ بَغَوْا عَلَيَّ، وَ خالَفُوا طاعَتي، وَ نَكَثُوا بَيْعَتي، اَللَّهُمَّ احْقِنْ دِماءَ الْمُسْلِمينَ.
دعاؤه يوم الجمل قبل الواقعة
اَللَّهُمَّ اِنّي اَحْمَدُكَ وَ اَنْتَ لِلْحَمْدِ اَهْلٌ عَلى حُسْنِ صُنْعِكَ اِلَيَّ، وَ تَعَطُّفِكَ عَلَيَّ وَ عَلى ما وَصَلْتَني بِهِ مِنْ نُورِكَ، وَ تَدارَكْتَني بِهِ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَ اَسْبَغْتَ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَتِكَ.
فَقَدِ اصْطَنَعْتَ عِنْدي يا مَوْلاىَ ما يَحِقُّ لَكَ بِهِ جُهْدي وَ شُكْري لِحُسْنِ عَفْوِكَ وَ بَلاءِكَ الْقَديمِ عِنْدي وَ تَظاهُرِ نَعْمائِكَ عَلَيَّ، وَ تَتابُعِ اَياديكَ لَدَىَّ، لَمْ اَبْلُغْ اِحْرازَ حَظّي وَ لا صَلاحَ نَفْسي.
وَ لكِنَّكَ يا مَوْلاىَ، قَدْ بَدَأْتَني اَوَّلاً بِاِحْسانِكَ، فَهَدَيْتَني لِدينِكَ، وَ عَرَّفْتَني نَفْسَكَ، وَ ثَبَّتَّني في اُمُوري كُلِّها بِالْكِفايَةِ وَ الصُّنْعِ لي، فَصَرَفْتَ عَنّي جُهْدَ الْبَلاءِ، وَ مَنَعْتَ مِنّي مَحْذُورَ الْقَضاءِ، فَلَسْتُ اَذْكُرُ مِنْكَ اِلاَّ جَميلاً، وَ لَمَ اَرَ مِنْكَ اِلاَّ تَفْضيلاً.
يا اِلهي كَمْ مِنْ بَلاءٍ وَ جُهْدٍ صَرَفْتَهُ عَنّي وَ اَرَيْتَنيهِ في غَيْري، وَ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ اَقْرَرْتَ بِها عَيْني، وَ كَمْ مِنْ صَنيعَةٍ شَريفَةٍ لَكَ عِنْدي.
اِلهي اَنْتَ الَّذي تُجيبُ عِنْدَ الْاِضْطِرارِ دَعْوَتي، وَ اَنْتَ الَّذي تُنَفِّسُ عِنْدَ الْغُمُومِ كُرْبَتي، وَ اَنْتَ الَّذي تَأْخُذُ لي مِنَ الْاَعْداءِ بِظُلامَتي.
فَما وَجَدْتُكَ و لا أَجِدُكَ بَعيداً مِنّي حينَ اَدْعُوكَ(12)، وَ لا مُنْقَبِضاً عَنّي حينَ اَسْأَلُكَ، وَ لا مُعْرِضاً عَنّي حينَ اَدْعُوكَ، فَاَنْتَ اِلهي اَجِدُ صَنيعَكَ عِنْدي مَحْمُوداً، وَ حُسْنَ بَلائِكَ عِنْدي مَوْجُوداً، وَ جَميعَ اَفْعالِكَ(13) عِنْدي جَميلاً، يَحْمَدُكَ لِساني وَ عَقْلي وَ جَوارِحي وَ جَميعُ ما اَقَلَّتِ الْاَرْضُ مِنّي.
يا مَوْلاىَ اَسْأَلُكَ بِنُورِكَ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ عَظَمَتِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ مَشِيَّتِكَ، وَ اَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي عَلا اَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ بِواجِبِ شُكْري نِعْمَتَكَ، رَبِّ ما اَحْرَصَني عَلى ما زَهَّدْتَني فيهِ وَ حَثَثْتَني عَلَيْهِ وَ اِنْ لَمْ تُعِنّي عَلى دُنْياىَ بِزُهْدي وَ عَلى اخِرَتي بِتَقْواىَ هَلَكْتُ.
رَبّي دَعَتْني دَواعِي الدُّنْيا مِنْ حَرْثِ النِّساءِ وَ الْبَنينَ، فَاَجَبْتُها سَريعاً، وَ رَكَنْتُ اِلَيْها طائِعاً، وَ دَعَتْني دَواعِي الْاخِرَةِ مِنَ الزُّهْدِ وَ الْاِجْتِهادِ، فَكَبَوْتُ لَها وَ لَمْ اُسارِعْ اِلَيْها مُسارَعَتي اِلَى الْحُطامِ الْهامِدِ، وَ الْهَشيمِ الْبائِدِ، وَ السَّرابِ الذَّاهِبِ عَنْ قَليلٍ.
رَبِّ خَوَّفْتَني وَ شَوَّقْتَني، وَ احْتَجَجْتَ عَلَيَّ، فَما خِفْتُكَ حَقَّ خَوْفِكَ، وَ اَخافُ اَنْ اَكُونَ قَدْ تَثَبَّطْتُ عَنِ السَّعْىِ لَكَ وَ تَهاوَنْتُ بِشَيْ ءٍ مِنِ احْتِجابِكَ.
اَللَّهُمَّ فَاجْعَلْ في هذِهِ الدُّنْيا سَعْيي لَكَ وَ في طاعَتِكَ، وَ امْلَأْ قَلْبي خَوْفَكَ، وَ حَوِّلْ تَثْبيطي وَ تَهاوُني وَ تَفْريطي وَ كُلَّما اَخافُهُ مِنْ نَفْسي فَرَقاً مِنْكَ وَ صَبْراً عَلى طاعَتِكَ وَ عَمَلاً بِهِ، يا ذَا الْجَلالِ وَ الْاِكْرامِ، وَ اجْعَلْ جُنَّتي مِنَ الْخَطايا حَصينَةً وَ حَسَناتي مُضاعَفَةً، فَاِنَّكَ تُضاعِفُ لِمَنْ تَشاءُ.
اَللَّهُمَّ اجْعَلْ دَرَجاتي فِي الْجِنانِ رَفيعَةً، وَ اَعُوذُ بِكَ رَبّي مِنْ رَفيعِ الْمَطْعَمِ وَ الْمَشْرَبِ، وَ اَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما اَعْلَمُ وَ مِنْ شَرِّ ما لا اَعْلَمُ، وَ اَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَواحِشِ كُلِّها ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ، وَ اَعُوذُ بِكَ يا رَبِّ اَنْ اَشْتَرِيَ الْجَهْلَ بِالْعِلْمِ، كَمَا اشْتَرى غَيْري، اَوِ السَّفَهَ بِالْحِلْمِ، اَوِ الْجَزَعَ بِالصَّبْرِ، اَوِ الضَّلالَةَ بِالْهُدى، اَوِ الْكُفْرَ بِالْايمانِ.
يا رَبِّ مُنَّ عَلَيَّ بِذلِكَ، فَاِنَّكَ تَتَوَلَّى الصَّالِحينَ، وَ لاتُضيعُ اَجْرَ الْمُحْسِنينَ، وَ الْحَمْدُلِلَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
تعليق