أسعد الله أيامكم بمولد الزهراء عليها السلام حيث أننا لا زلنا نعيش أيام المولد

العرفان إسميته بالخزعبلات كونه يتدرج بصاحبه إلى الخيالات والجري خلف الماورائيات بعناوين مختلفة تارة بمعرفة الروح وتارة بمحاولة معرفة الإسرار وتارة بالإنطواء والعزلة ومحاولة الوصول إلى الكشف دون البرهان لذلك قد يتولد الوهم عند الشخص ويتصور الإنسان ويتخيل حتى يصل إلى الخزعبلات مثل الجماعات الصوفية التي تلبس لبس معين وتذكر ذكر معين وتدعي أنها في حالة الفناء في الله عبر هذه الممارسات الغريبة العجيبة فالعرفان هو الجانب النظري وهذا التصوف هو الجانب العملي التطبيقي للعرفان


الفلسفة هو علم بالمعنى الإصطلاحي الكامل أي قائم على أدلة وبراهين ففي هذا العلم يقوم الطالب بالبحث والمعرفة مثلا عن الله فيبتدأ بكل ما هو موجود ويدل على الله من مخلوق ومن فلسفة وجود ومن أصل لهذا الوجود وترتب الأسباب معتمدا على الادلة العقلية التي تأخذ بيده حتى الوصول إلى الحق تبارك وتعالى مارا بكل ما يرتبط بموضوع الطلب أي أن علم الفلسفة فيه مادة للبحث



وقلت العرفان الحقيقي

وأقصد المعرفة الحقيقية لأن أصل كلمة العرفان من المعرفة وكما ذهب بعض الأخوة بمصطلح معرفة الله ومعرفة الله لا تكون إلا من خلال خط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار وليس بما يسمى الكشف والرؤية وغير ذلك مما يدعيه الذين يسمون بالعرفانيون

وحين قلت خزعبلات فلسفية أي أن البعض خلط بين العرفان الإشراقي الذي يعتمد على الكشف والذوق وينفي الإستدلال وبين الفلسفة التي فيها منهج للبحث وطرق للتفكير والإستدلال

فتراه يدعي أن لديه وحي باطني ورؤية غيبية ويستدل بأراء فلسفية عميقة أو يستخدم شيء من الفلسفة لكي يضفي نوع من الهالة على إدعاءاته

الجري خلف الماورائيات بعناوين مختلفة تارة بمعرفة الروح وتارة بمحاولة معرفة الإسرار وتارة بالإنطواء والعزلة ومحاولة الوصول إلى الكشف دون البرهان لذلك قد يتولد الوهم عند الشخص ويتصور الإنسان ويتخيل حتى يصل إلى الخزعبلات

لأخت الفاضلة

أرى أن السؤالين يصبان مصبا واحدا لذلك ستكون الإجابة واحدة

ذكرت العزلة والإنطواء في العبادة وهذا لا يرضاه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم


عن ثوابة بن مسعود، عن أنس قال:توفي ابن لعثمان بن مظعون رضي الله عنه فاشتد حزنه عليه، حتى اتخذ من داره مسجداً يتعبد فيه، فبلغ ذلك رسول الله (ص)فقال له:ياعثمان ان الله تبارك وتعالى لم يكتب علينا الرهبانية، إنما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله.ياعثمان بن مظعون للجنة ثمانية أبواب، وللنارسبعة أبواب، أفما يسرك أن لاتأتي باباً منها الا وجدت ابنك الى جنبك آخذاً بحجزتك، يشفع لك الى ربك؟ قال:بلى، فقال المسلمون:ولنا يارسول الله في فرطنا مالعثمان؟ قال: نعم، لمن صبرمنكم واحتسب.ثم قال:ياعثمان من صلى صلاة الفجرفي جماعة، ثم جلس يذكرالله عز وجل حتى تطلع الشمس، كان له في الفردوس سبعون درجة، بعد ما بين كل درجتين كحضرالفرس الجواد المضمر سبعين سنة، ومن صلى الظهرفي جماعة كان له في جنات عدن خمسون، درجة ما بين كل درجتين كحضرالفرس الجواد خمسين سنة، ومن صلى العصرفي جماعة كان له كأجرثمانية من ولد إسماعيل كل منهم رب بيت يعتقهم، ومن صلى المغرب في جماعة كان له كحجة مبرورة وعمرة متقبلة، ومن صلى العشاء في جماعة كان له كقيام ليلة القدر.


لقد حرص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الجماعة ونبذ العزلة ونهى عنها وجعل في صلاة الجماعة الثواب العظيم