كيف لا تكون المسألة واضحة وضوح الشمس !؟
والله قال: [ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (الفتح : 18 )] !؟
هل أنزل الله السكينة عليهم كما قال ؟ نعم
هل أثابهم فتحا لمكة المكرمة كما قال ؟ نعم
اسألوا كل العلماء ، اثني عشرية ، زيدية ، إسماعيلة ، سنة ، خوارج ، يهود ، مستشرقين ، مجوس ..اسألوا كل كتب البشر :
هل يطمئن عاقل إلى دين الخميني والمجلسي وياسر الحبيب .. وهذا قرة العين علي بن أبي طالب قال : « كنت أكثر ما أسمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول جئت أنا وأبو بكر وعمر ، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر ، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر » . كما قال المرتضى في الشافي ، والطوسي في التلخيص !؟
كيف لا تكون المسألة واضحة وضوح الشمس !؟
والكل - شيعة وسنة - متفقون على مقولته الأخرى الشهيرة: « ثم أتيتموني غير داع لكم ولا مستكره لأحد منكم ، فبايعتموني كما بايعتم أبا بكر وعمر وعثمان» . وهذا في الأمالي للطوسي ص 507
كيف لا تكون المسألة واضحة وضوح الشمس !؟
وسيدنا وإمامنا علي عليه السلام يقول: « لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله فما أرى أحداً يشبههم منكم » نهج البلاغة ص 225
المسألة ليست واضحة - على طريقة كارهي الصحابة بمن فيهم الأكثرية من آل البيت - بل واضحة لمن يحبون جميع الصحابة وجميع آل البيت فأوائلهم من الصحابة لا شك ولا ريب
المسألة ليست واضحة - على طريقة كارهي الصحابة ؛ لأن شهود الزور مثل سليم بن قيس قال في كتابه ( أول كتاب للشيعة ) :
« إن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند موته لاغتصابه الخلافة »
نحن نعرف جميعا هذه الفضيحة العلمية في كتاب سليم قيس ، حتى قال علماء الاثني عشرية:
« الكتاب موضوع لا مرية فيه» [رجال الحلي: ص 83 ، ] ، [ابن داود: الرجال: ص 413 ، 414]» .
ثم بعد تحريف الكلام عبر السنين في الكتب قال الخوانساري وهو من المتأخرين:
« إن ما وصل إلينا من نسخ الكتاب هو أن عبد الله بن عمر وعظ أباه عند الموت » [ روضات الجنات: 4/69 .] .
ولقد أحسن الخوانساري في كشفه عن تحريف الكلم عن مواضعه وإن لم يكن ذلك عمدا منه
تعلمون أن محمد بن أبي بكر وعظ أباه وعمره ثلاث سنوات لأنه ولد في حجة الوداع ، فكانت فضيحة علمية مروّعة في أول كتاب ( شيعي وليس اثنا عشري ) ، لأن الفطحية والإسماعيلية والاثني عشرية وغيرهم كانوا قوما متداخلين بتوجهات فكرية دينية وقومية شعوبية وعصبية سياسية لا تحصى ، وتبلورت أفكارهم أيام انتقال السلطة من الأمويين للعباسيين فكثر اللغط الفكري ، وهنا سر الإكثار من الأحاديث عن جعفر الصادق لأنه هو الذي عاصر الدولتين فخرجت فرق ( عقيدية ) كثيرة بعد ذلك الوقت كانت الاثنا عشرية أخيرها ، لا آخرها.
بل قال بعض الشيعة إن ابن أبي عياش هو الشخص الحاقد المتهم بوضع الكتاب وادعى أنه لسليم بن قيس ، وهذا ليس كلام أهل السنة فقط ، قاله الحلي الشيعي في رجاله ص 206 ، وقاله الأردبيلي أيضا في جامع الرواة ج 1 ص 9
فكيف لا يكون أهل السنة والجماعة هم أتباع آل البيت ؛ وهذه هي حكاية كتاب تم وصفه بأنه: « أصل من أصول الشيعة وأقدم كتاب صنف في الإسلام » . كما قال المجلسي !
وهذا يؤكد أن الاثني عشرية لا وجود لها قبل ولادة المهدي بن العسكري المزعومة ، بدليل أن كتاب سليم بن قيس أول كتاب مصنف لطوائف الشيعة ذكر أن الأئمة ( ثلاثة عشر ) وليس ( اثنا عشر ) !
بل حتى في عهد الكليني صاحب الكافي لم تتضح أسس هذه العقيدة بعد : فبسنده أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: « إني واثني عشر إمامًا من ولدي وأنت يا علي . . » فجعلهم نبيا و( ثلاثة عشر ) إماما !
لقد قال معاوية رضي الله عنه لبسر بن أرطأة حين وجهه إلى اليمن:
« امض حتى تأتي صنعاء فإن لنا بها شيعة » [تاريخ اليعقوبي: 2/197]
وقال حكيم بن أفلح - رضي الله عنه -: « لأني نهيتها أن تقول في هاتين الشيعتين شيئاً » .
هذه عبارة في صحيح مسلم عارضة في باب صلاة الليل : ج2 ص 168-170 .
وقد جاء في صحيفة التحكيم كلام واضح على ألسنة الناس: « هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وشيعتهما » . وهي في عشرات كتب التاريخ .
أي أن المعنى المنطقي أن لفظة ( شيعة ) هم الأتباع والمناصرون ( فقط ) وليس الدين الاثنا عشري المتعارف عليه اليوم الذي لم يظهر إلا بعد ادعاء ولد للحسن العسكري وأنه اختفى ولم يعلم به أحد بمن فيهم عمه عميد الأسرة العلوية وشريفها جعفر بن علي ، ثم حيكت المؤامرات فيما بعد وتم شتم شريف آل البيت وعميدها وتسميته بــ جعفر الكذاب وذلك بعد أن صارت عظامه رميما ، لمجرد أن وراثته لأخيه تصادم مع فكرتهم السرية ، ولكنه جعفر الصادق الثاني ، أما أصحاب الخمس ( العمري وابنه والنوبختي والسمري ) فهم الكاذبون ، بشهادة صاحبهم الشلمغاني ، وليس جعفر الصادق الثاني أحد أفراد هذه الأسرة الطاهرة.
وليت شعري : ( لماذا يقولون بالسلام على أم الحسن العسكري التي ورثته هي الأخرى ولم يشتموها هي الأخرى ! لأن رضاها ومشاركتها في إرث ابنها العسكري يؤكد أن الحسن العسكري مات بلا ولد )
كيف لا تكون المسألة واضحة وضوح الشمس !؟
والله تعالى يؤكد لنا : ( محمد والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) !؟ وهذا في المصحف الشريف
أليس أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، والعباس وابن العباس ، وابن مسعود وعشرات الآلاف الآخرين : هم من ضمن الأشخاص الذين يصفهم الله بهذا الكلام !؟ وأن الرسول كان يراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله !؟
أليسوا كانوا معه يمارسون الصلاة جماعة كل ساعات ، والزيارات كل يوم ، والنسب والصهر فيما بينهم كل شهرين أو ثلاثة ، والحروب معا . وتسمية الأولاد المتبادلة من أبي بكر بن علي المرتضى إلى عائشة بنت علي الرضا ، بنت أطهر البشر بلا استثناء ، وهو جدها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم !؟
والتي تسمى في زمانها عائشة بنت أبي بكر لأن علي الرضا كنيته أبو بكر !؟
فإذا كان الاثنا عشرية يكفرون مئات الآلاف من شيعة علي - إلا أربعة - فمن هم ( شيعة علي ) الذين حاربوا معه وقتلوا دونه شهداء ضد الفتنة بين طائفتين من المسلمين كما سماهم الله في القرآن !؟
من هم إلا أن يكونا المسلمين الحق أهل السنة ونحن أتباعهم لأنا نقف مع علي ضد معاوية بلا شبهة !؟
ونترضى عن الجميع ممن أحب رسول الله وآله الطيبين ، لأن قلوبنا ليس فيها غل للذين آمنوا قبلنا كما يشهد الله لنا بذلك : « وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ». ( الحشر : 10 )، وكفى به سبحانه وتعالى شهيدا .
وينفجر في وجهي سؤال آخر : من أنتم يا من تكرهون بعض آل البيت كزيد بن علي وجعفر بن علي ( الصادق الثاني ) وغيرهما!؟
لم أجد أي جواب في كتب الاثني عشرية
تعليق